الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 18-4-2025: الحديث عن نزع سلاح المقاومة في هذا التوقيت يتعارض مع مصلحة لبنان.
- المجموعة: اخبار المستوى الثاني
- 18 نيسان/أبريل 2025
- اسرة التحرير
- الزيارات: 176
شدد نائب رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله الشيخ علي دعموش على أن السرطان الذي يفتك بلبنان والمنطقة هو "إسرائيل" ومعها أميركا الشريك الكامل للكيان الصهيوني في كلّ الجرائم التي يقوم بها في لبنان وفلسطين والمنطقة.
وقال خلال خطبة الجمعة، إن الهدف الأساسي للولايات المتحدة في لبنان حماية "إسرائيل" وتمكينها من فرض سيطرتها وتحقيق أهدافها واستخدامها أداة لتطويع وإخضاع كل من يُعارض الهيمنة الأميركية على المنطقة.
ولفت إلى أن "إسرائيل" تخرق اتفاق وقف إطلاق النار وتعتدي على اللبنانيين بغطاءٍ أميركيٍ كامل من أجل الضغط على لبنان للانصياع إلى مطالبها، ومطالبها واضحة وهي نزع سلاح المقاومة وتجريد لبنان من عناصر قوته.
واعتبر أن كلّ من يُطالب بسحب سلاح المقاومة قبل إزالة العدوان "الإسرائيلي" ومعالجة تهديداته فهو يخدم مطالب العدوّ ويتماهى معه عن قصدٍ أو عن غير قصدٍ.
ورأى أنَّ الحديث عن نزع سلاح المقاومة في هذا التوقيت يتعارض مع مصلحة لبنان ويُضغف موقع لبنان وقوته في ظلّ الاحتلال "الإسرائيلي" واعتداءاته المستمرة.
وأكَّد الشيح دعموش أن موضوع نزع السلاح ليس مطروحًا، وما هو مطروح أنه بعد انسحاب العدوّ وإطلاق سراح الأسرى ووقف الاعتداءات يتمّ البحث في الإستراتيجية الدفاعية في التوقيت المناسب.
وشدَّد على أن الأولوية اليوم ليست لبحث مسألة السلاح، بل الأولوية هي لوقف العدوان وطرد الاحتلال وتحرير الأسرى وإعادة الإعمار وإجراء الإصلاحات وتفعيل مؤسسات الدولة لتقوم بواجباتها تجاه مواطنيها، وعدم تأجيل أي ملف أو ربطه بغيره أو بشروط من هنا وهناك، ونحن سنكون شركاء فاعلين في كل الخطوات مع الحكومة ومع المجلس النيابيّ لتحقيق هذه الأولويات.
ورأى أنَّه "إذا كان المقصود من الحملة السياسية والإعلامية على سلاح المقاومة التهويل والضغط النفسي والمعنوي على حزب الله وبيئته للانصياع لمطالب العدو، فنحن لا نُؤخذ بالتهويل والضغوط ولا نستسلم لها، ويجب أن يعرف الجميع أن المقاومة وبيئتها التي قدمت أعظم التضحيات لا تُكسر ولا تستسلم ولا تخضع للعدو، وهي بيئة قوية وصلبة وعصية على الضغط والكسر ولها كامل الحق بالتمسك بمقاومتها وعناصر قوتها والدفاع عن أرضها وسيادتها".
وأكَّد الشيخ دعموش أنَّه بدل أن تتوجه الضغوط على لبنان والمطالبة بنزع سلاح المقاومة يجب أن تتوجه الضغوط على "إسرائيل" ومطالبتها بتنفيذ الاتفاق ووقف اعتداءاتها، معتبرًا أن هذه مسؤولية الدولة التي يجب أن ترفض فكرة النقاش بموضوع السلاح طالما هناك احتلال وعدوان، وأن تضغط بكل الوسائل لإرغام العدو "الإسرائيلي" على الالتزام بالاتفاق لحماية مواطنيها والحفاظ على سيادتها.
نص الخطبة
)وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ( سورة البقرة / 186
الدعاء هو وسيلة وسبب للتوفيق والتسديد ليس في الآخرة فقط وإنّما في الدنيا وفي الحياة الشخصية، بل حتماً في الاستحقاقات الكبرى والأعمال العظيمة والكبيرة...
الأنبياء والرسل كانوا يلجأون إلى هذ الوسيلة ويتوسلون ويتضرعون ويدعون الله في الأزمات والتحديات والمشكلات التي يواجهونها.
النبي موسى (ع) في أوج صراعه مع فرعون ومقاومته لطغيانه وجهاده لاستكباره كان يلجأ إلى الله ويقول بذكر القرآن الكريم: " وَقَالَ مُوسَىٰ رَبَّنَا إِنَّكَ آتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَمَلَأَهُ زِينَةً وَأَمْوَالًا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا رَبَّنَا لِيُضِلُّوا عَن سَبِيلِكَ ۖرَبَّنَا اطْمِسْ عَلَىٰ أَمْوَالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُوا حَتَّىٰ يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ" سورة يونس / 88.
يدعُ الله ويطلب العون منه ليتغلّب على فرعون، ولأن الله قريب يجيب دعوة الداع، يستجيب الله سبحانه وتعالى ويقول: " قَالَ قَدْ أُجِيبَت دَّعْوَتُكُمَا فَاسْتَقِيمَا "، لقد دعوتما وطلبتما النصر على فرعون وقد لبّى الله دعوتكما وطلبكما، (فاستقيما) اصمدا بصلابة وثبات وأمل.
موسى كما كلّ الأنبياء كانوا يلجأون إلى الله سبحانه وتعالى ويتوسلون ويتضرعون لمواجهة التحديات، وهكذا كان حال كلّ مجاهدينا وأهلنا في مواجهتهم للعدوان والضغوط والطغيان الصهيوني، يتوسلون ويدعون ويصمدون ويَثبتون ويصبرون، هكذا كانوا في كل المراحل وهكذا كانوا في العدوان الأخير وهكذا سيكونون على الدوام.
طبعاً أهل الحق في الصراع مع المستكبرين والمعتدين والمحتلين يدفعون أثماناً في هذه المواجهة ويقدمون التضحيات، ليس هناك من معركة بدون تضحيات خصوصاً مع أعداء متوحشين وذئاب مثل اسرائيل وأميركا، النصر هو حليف الحق في المواجهة بين الحق والباطل ولكن جبهة الحق تدفع الأثمان.
في حروبنا مع العدوّ الصهيونيّ كنا ننتصر ونعطل أهداف العدوّ لكن كنّا ندفع الأثمان ونقدم التضحيات.
في العدوان الأخير على لبنان / أيلول 2024 / كان هدف العدوّ هو سحق المقاومة والقضاء عليها ولكنه فشل ولم يستطع تحقيق أهدافه، فنحن أفشلنا أهداف العدو وبيئة المقاومة قدمت تضحيات كبيرة، فقدنا شخصيات عظيمة في هذه الحرب.
فقدنا في هذه الحرب أعز وأسمى ما عندنا وفي مقدمهم سيد شهداء الأمة الشهيد السيد حسن نصر الله (قده) والسيد الهاشمي (قده) وسائر الشهداء والقادة. نعم هذه خسائر وأثمان بل وأثمان فادحة ولكنها في سبيل الله والحق والوطن وعلى طريق الانتصار النهائي.
وهذا ما حدث في معركة أحد عندما فقد النبي (صلى الله عليه وآله) عمه حمزة وفي مُؤتة عندما فقد النبي القادة الكبار زيد بن حارثة، وجعفر بن أبي طالب و عَبْدُ الله بْنُ رَوَاحَةَ ، وهذا ما حدث من قبل مع النبي موسى (ع) حين جاء إلى مصر وعاش ظروفاً صعبة وتحديات كبيرة هو وقومه فقد قالوا كما يحدثنا القرآن الكريم: " قَالُوا أُوذِينَا مِن قَبْلِ أَن تَأْتِيَنَا وَمِن بَعْدِ مَا جِئْتَنَا " سورة الأعراف / 129،
كنا نواجه التعذيب والقهر والقتل قبل أن تأتينا نبياً وبعد أن بُعثت نبياً، فكان جواب موسى (ع): " قَالَ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَاصْبِرُوا إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ " سورة الأعراف / 128،
اطلبوا من الله العون، توجهوا إلى الله واثبتوا فهذا ليس نهاية المطاف ستسير الأمور في النهاية إلى الخير والنصر "عسى ربكم أن يُهلكَ عدوكم ويستخلفكم في الأرض" سورة الأعراف / 129.
وسارت الأمور في النهاية نحو النصر ونفس الأشخاص الذين كانوا يشتكون من التعذيب,زالتنكيل المستمر رأوا بأعينهم كيف أغرق الله سبحانه وتعالى فرعون وأذلّ من معه، لقد أُبيدوا ولم يبقى لهم أي أثر، لم يبقى من استكبارهم وسلطانهم وقوتهم وجبروتهم وطغيانهم وأجسادهم أي أثر ليصبحوا عبرة.
انظروا إلى الأحداث التي تجري اليوم مع هذا العدوّ الصهيونيّ المتوحش بهذه العين.
انظروا إلى المصاعب والمشاق والتحديات والضغوط والتهديدات والتحريض والحملات الاعلامية والسياسية الخبيثة والحاقدة بهذا المنظار وبهذا الفهم والوعي.
المستكبرون والمجرمون والمحرّضون والمنافقون إلى زوال في نهاية المطاف في الدنيا قبل الآخرة.
استعينوا بالصبر واطلبوا منه العون والثبات ولا تشكّوا في أن نتيجة هذا الصمود الذي رأيناه من أهلنا ومجاهدينا هو هزيمة الأعداء وهزيمة الكيان الصهيوني وداعميه.
النقطة المهمة التي أريد أن أؤكّد عليها هنا هي أنه في هذه الحرب الوحشية التي شنّها العدو على لبنان ظهر بشكل واضح إيمان أهلنا ووعيهم وصبرهم وقدرتهم على تحمّل الضغوط، ظهرت شجاعتهم وشهامتهم وبسالتهم بالرغم من أنهم فقدوا أعزّ ما عندهم. وثبت بحق أنهم شعب شجاع وشعب أبيّ وشعب وفيّ، وقد تجلّت هذه المعاني في التشييع المهيب للأمينين العامين الذي لم يشهد لبنان مثيلاً له في كلّ تاريخه.
لقد شن البعض حربا نفسية من اجل تخويف الناس من الحضور ولكن شعبنا حضر بقوة وأذهل العالم بحضوره، وقال للأميركي وللاسرائيلي ولحلفاءهم الذين كانوا يراهنون على أن المقاومة تراجعت شعبيتها وضعفت! هذا هو شعب المقاومة الذي لا يلين ولا يستكين ولا يهزم ولا تكسر ارادته ، ها هم محبو المقاومة والشهداء والقادة الشهداء باقون على العهد يتمسكون بنهج الشهداء ويحملون ايمانهم ووعيهم ورايتهم ويواصلون جهادهم ويكملون دربهم حتى تحقيق كامل الاهداف.
لقد اثبت اهلنا في كل المحطات الصعبة انهم حاضرون في الميدان وحاضرون الى جانب المقاومة في مواجهة كل المحاولات الداخلية والخارجية لاستهدافها والنيل منها.
لقد حاول العدو وحلفاؤه خلال الاشهر الماضية ان يروجوا لسردية الهزيمة والانكسار وان يوحوا لكم وللعالم انكم خسرتم وهزمتم وتراجعتم، لكنكم ببحضوركم في الميدان وثباتكم ووفائكم اسقطتم كل فرضيات الخسارة والهزيمة والتراجع، وثبتم انطلاقة جديدة ومرحلة جديدة من مراحل جهادكم وثباتكم اكثر اشراقا وأملا بالمستقبل .
اليوم السرطان الذي يفتك بلبنان والمنطقة هو اسرائيل ومعها أميركا الشريك الكامل للكيان الصهونيّ في كلّ الجرائم التي يقوم بها في لبنان وفلسطين والمنطقة.
الهدف الأساسي للولايات المتحدة في لبنان حماية اسرائيل وتمكينها من فرض سيطرتها وتحقيق أهدافها واستخدامها أداة لتطويع وإخضاع كل من يُعارض الهيمنة الأمريكية على المنطقة.
اسرائيل اليوم تخرق اتفاق وقف إطلاق النار وتعتدي على اللبنانيين بغطاءٍ أمريكيٍ كامل من أجل الضغط على لبنان للانصياع إلى مطالبها، ومطالبها واضحة وهي نزع سلاح المقاومة وتجريد لبنان من عناصر قوته.
ولذلك كلّ من يُطالب بسحب سلاح المقاومة قبل إزالة العدوان الاسرائيلي ومعالجة تهديداته فهو يخدم مطالب العدوّ ويتماهى معه عن قصدٍ أو عن غير قصدٍ.
الحديث عن نزع سلاح المقاومة في هذا التوقيت يتعارض مع مصلحة لبنان ويُضغف موقع لبنان وقوته في ظلّ الاحتلال الاسرائيلي واعتداءاته المستمرة.
موضوع نزع السلاح ليس مطروحاً وما هو مطروح أنه بعد انسحاب العدوّ وإطلاق سراح الأسرى ووقف الاعتداءات يتمّ البحث في الاستراتيجية الدفاعية في التوقيت المناسب..
الأولوية اليوم ليست لبحث مسألة السلاح، الأولوية هي لوقف العدوان وطرد الاحتلال وتحرير الأسرى وإعادة الاعمار وإجراء الاصلاحات وتفعيل مؤسسات الدولة لتقوم بواجباتها تجاه مواطنيها ، وعدم تأجيل أي ملف أو ربطه بغيره أو بشروط من هنا وهناك، ونحن سنكون شركاء فاعلين في كل الخطوات مع الحكومة ومع المجلس النيابيّ لتحقيق هذه الاولويات.
وإذا كان المقصود من الحملة السياسية والاعلامية على سلاح المقاومة التهويل والضغط النفسي والمعنوي على حزب الله وبيئته للانصياع لمطالب العدو، فنحن لا نُؤخذ بالتهويل والضغوط ولا نستسلم لها، ويجب أن يعرف الجميع أن المقاومة وبيئتها التي قدمت أعظم التضحيات لا تُكسر ولا تستسلم ولا تخضع للعدو ، وهي بيئة قوية وصلبة وعصية على الضغط والكسر ولها كامل الحق بالتمسك بمقاومتها وعناصر قوتها والدفاع عن أرضها وسيادتها.
وبدل أن تتوجه الضغوط على لبنان والمطالبة بنزع سلاح المقاومة يجب أن تتوجه الضغوط على اسرائيل ومطالبتها بتنفيذ الاتفاق ووقف اعتداءاتها ، وهذه مسؤولية الدولة التي يجب ان ترفض فكرة النقاش بموضوع السلاح طالما عناك احتلال وعدوان وان تضغط بكل الوسائل لإرغام العدو الاسرائيلي على الالتزام بالاتفاق لحماية مواطنيها والحفاظ على سيادتها .