المقالات
لقاء سياسي في مجمع الامام علي الشياح 24-5-2023
- المجموعة: نشاطات ولقاءات
- 24 أيار 2023
- اسرة التحرير
- الزيارات: 1412
انتصار أيار تاريخي ولم يحصل مثله في تاريخ الصراع العربي الاسرائيلي.انتصار أيار كان انتصارا واضحا وحاسما وبيّنا وجليا وعظيما للبنان وللشعب اللبناني وللمقاومة في لبنان، وللجيش في لبنان
ولكل من ساهم في صنع هذا الانجاز وهذا الانتصار في لبنان وفي المقابل كان هزيمة كاملة وواضحة وبينة العدو حيث خرج ذليلا مهزوما ومدحورا بلا قيد ولا شرط.
هناك مجموعة حقائق ترتبط بهذا الانتصار:
اولا: هذا الانتصار لم ياتي بالمجان هو نتيجة تضحيات كبيرة
أ-تضحيات مجاهدين وشهداء مقاومين تركوا أعمالهم وقضوا زهرة شبابهم في الجهاد
ب-تضحيات عوائل الشهداء الجرحى الأسرى وعموم الناس، وصبرهم وتحملهم وثباتهم
ج-وإلى جانب المقاومة والشعب: الجيش اللبناني القوى الأمنية اللبنانية والفصائل الفلسطينية .
ببركة كل هذه التضحيات كان الإنتصار، وكان التحرير وعادت الأرض إلى أهلها وإلى سيادة الوطن، عاد الناس والأهالي إلى بيوتهم وإلى قراهم وإلى حقولهم، وعاد الأسرى بعز وكرامة، وعاد الأمن والأمان على طول الحدود الدولية مع فلسطين المحتلة، حيث يعيش الآن الجنوب كل الجنوب والبقاع الغربي وراشيا ومعهم كل لبنان الأمان والأمن والحرية والكرامة، المهم أنك تعيش آمناً بكرامة وأماناً بكرامة وبحرية أيضاً.
ثانيا: ان هذا الإنتصاركان بالعدد القليل والعتاد البسيط. لم يكن هناك أي تكافؤ في القوى، منذ ال82 إلى 2000 كانت إمكانيات متواضعة جداً، يعني عدد المقاومين المقاتلين متواضعاً،
الإمكانات كانت أيضاً إمكانات متواضعة جداً، فبعض أنواع الأسلحة المتوفرة الآن لدى المقاومة لم تكن موجودة قبل ال2000، مثل أسلحة ضد الدروع وبعض القدرات الصاروخية والكثافة النارية
العبرة انه بالعدد القليل والعتاد البسيط يمكن ان تهزم العدو عندما تتحلى بالايمان والارادة التوكل على الله.
يقول تعالى: (كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإذْنِ اللَّهِ).
ثالثا: أن هذا النصر أعطاه الله سبحانه وتعالى للناس والمقاومين لأنهم كانوا لائقين وجديرين .
الله سبحانه وتعالى لا يعطي النصر هكذا مجاناً، الله سبحانه وتعالى يعطي النصر بشروط ولا يعطي هكذا بالمطلق، وضع شروطاً. في القرآن الكريم توجد شروط للنصر،
من شروط النصر:
1-الجهاد المقاومة القتال..
2-الايمان والتوكل على الله والدفاع عن القيم الالهية ونصرة القيم الالهية والحق والدفاع عن المظلومين والمستضعفين (وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاٰتِلُونَ فِى سَبِيلِ ٱللَّهِ وَٱلْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ ٱلرِّجَالِ وَٱلنِّسَآءِ وَٱلْوِلْدَٰنِ ٱلَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَآ أَخْرِجْنَا مِنْ هَٰذِهِ ٱلْقَرْيَةِ ٱلظَّالِمِ أَهْلُهَا وَٱجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا وَٱجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ نَصِيرًا).
3-الإعداد والتجهيز والتخطيط الجيد للمعركةووحدة الصف قال تعالى: ﴿وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ﴾.
4-الإخلاص لله تعالى، والصدق معه والصبر والثبات التحمُّل والمقاومة، وعدم الاستسلام ، قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ إِن يَكُن مِّنكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُواْ مِئَتَيْنِ وَإِن يَكُن مِّنكُم مِّئَةٌ يَغْلِبُواْ أَلْفًا مِّنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَفْقَهُونَ * الآنَ خَفَّفَ اللّهُ عَنكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفًا فَإِن يَكُن مِّنكُم مِّئَةٌ صَابِرَةٌ يَغْلِبُواْ مِئَتَيْنِ وَإِن يَكُن مِّنكُمْ أَلْفٌ يَغْلِبُواْ أَلْفَيْنِ بِإِذْنِ اللّهِ وَاللّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ ﴾ .
عندما وجد الله صدقكم وإخلاصكم وصفاءكم ووفاءكم، جاهزون للتضحية بلا حدود، وعندما وجد أنكم تتحملون المسؤولية ولا تتهربون منها، .. أنتم لم تتهربوا من المسؤولية ولا بحثتم عن أعذار ولا عن حجج، تحملتم المسؤولية بقوة وواصلتم العمل وصبرتم وصمدتم،
حتى إذا رأى الله صدقنا انزل علينا النصر وبعدونا الكبت، بالرغم من عدم وجود أي توازن في الإمكانات
إذاً، لأنكم لائقون، التجربة أثبتت نعم، أنكم لائقون ، أين تظهر اللياقة؟
تظهر اللياقة عندما يحافظوا الناس على النصر ويحمونه، هذا يعني أنهم كانوا لائقين.
في ال2000 في الخامس والعشرين من أيار أثبت أهلنا وشعبنا وأثبت مقاومونا أنهم كانوا لائقين بالنصر،
تعاطيهم الحضاري عندما دخلوا إلى منطقة الشريط الحدودي المحتل، وحفاظهم على الناس وعلى الأرواح وعلى الممتلكات،
أدبهم وأخلاقهم وترفعهم عن الإنتقام والثأر ممن جلد ظهورهم وقتل أولادهم وقصف بيوتهم، تمسكهم بالمقاومة بعد ال2000 وببقاء المقاومة وبتقوية المقاومة وإحتضانها، هذا يعني أنهم كانوا لائقين بهذا النصر وأنهم كانوا شاكرين وكانوا أوفياء لأنه كانت لديهم المعرفة بأن الذي صنع لهم هذا النصر هو مقاومة أبنائهم.
فأولاً عرفوا ان النصر من عند الله وثانياً شكروا الله وثالثاً حفظوا نعمة النصر، وهذا يعني أنهم كانوا لائقين.
وعندما جاءت حرب تموز2006 أيضاً كانوا لائقين بالنصر في حرب تموز بصمودهم وثباتهم وصدقهم وتضحياتهم ووفائهم،
والذي يثبت أنهم كانوا لائقين بالنصر هو ما حصل بعد إنتهاء الحرب بعد 33 يوماً، عندما عادوا سريعاً إلى قراهم وإلى بلداتهم ونصبوا الخيم على بيوتهم المهدمة ورفضوا أن يُغادروا، وحافظوا على مقاومتهم ولم يتخلوا عنها، وحتى اليوم بالرغم من كل التهويل والتهديد والحصار ولوائح الإرهاب والتشويه، كل هذا لم يجد نفعاً.
إذاً نحن أمام أهل وأمام شعب أثبتوا قبل ال2000 أنهم كانوا لائقين بالنصر، فأعطاهم الله نصر ال2000 وأعطاهم نصر ال2006 ومازالوا إن شاء الله أقوياء وأعزاء لأنهم لائقون بذلك. وسيعطيهم النصر في المستقبل رغم عن انف الحاقدين
من أهم نتائج هذا الانتصار هو صنع معادلة القوة في لبنان، ففي لبنان قوة هي التي فرضت على العدو الاسرائيلي، أن يخرج مهزوماً ذليلاً هارباً دون قيد او شرط فلم يحصّل العدو على أي مكاسب ولم يستطع أن يفرض أي شروط، او أي ترتيبات أمنية، لم يحصل على أي جوائز، أو مكافآت، بل بالعكس، كان خروجاً ذليلاً وهذا ما يجمع عليه أيضا الاسرائيليون
وبسبب وجود هذه القوة لم يعد يُنظر الى لبنان على أنه الحلقة الأضعف في الصراع العربي الاسرائيليي أو أنه نقطة الضعف الأساسية في جسد الأمة، أو في المنطقة،
بل يُنظر الى لبنان على أن فيه موقع كبير للقوة، والعدو الإسرائيلي يتعاطى جدياً وعلى مدار الساعة على أساس ان هناك قوة حقيقية موجودة في لبنان، هو يسميها بالتهديد الاستراتيجي والاميركي أيضاً يعترف بهذه القوة، ولذلك هو حاول بكل الوسائل التخلص من هذه القوة ومن حزب الله وفرض حصارًا وعقوبات ومارس ضغوطا وحاك الكثير من الفتن والمؤامرات من اجل القضاء على حزب الله ولكن حزب الله كان عصياً على كل هذه المؤامرات والفتن.
السفيرة الامريكية الجديدة تقول:
(التزام الولايات المتحدة بامن اسرائيل امر لا نقاش فيه واسرائيل ستستمر بممارسة حقها الطبيعي بالدفاع عن نفسها لكن علينا ان نفعل المزيد وعلى اللبنانيين ان يفعلوا المزيد
لقد كنا نستهدف حزب الله عبر عدد من الطرق فمنذ العام 2005 اصدرنا اكثر من 200 عقوبة عليه من افراد وكيانات قمنا بتتبع اصولهم المالية
الاسبوع الماضي قام FBIبوضع يده على 13 خادم لمواقع الكترونية لحزب الله وذلك لوقف الدعم الذي يحظى به الحزب)
اذن لولا المقاومة لما استطعنا انجاز التحرير
لولا ثلاثية الجيش والشعب والمقاومة التي تشكل معادلة القوة في لبنان لما استطعنا استعادة ارضنا واسرانا في سجون الاحتلال.
ولولا المقاومة بتكاملها مع الدولة، لما استطعنا أن نسترد حقوقنا في البحر وأن نحصل على نفطنا وغازنا ومياهنا،
ولولا المعادلات التي ارستها المقاومة لما تمكنا من حماية لبنان ولما امتنعت "إسرائيل" عن العدوان والقتل وارتكاب المجازر.
لولا المقاومة لما نعم لبنان بالامن والهدوء على مدى أكثر من 16 سنة،
معادلات الردع هي التي تحمي لبنان لأن "إسرائيل" تخشى إذا قامت بأي عمل عدواني أن يبادر حزب الله إلى الرد، وهو قطعا سيرد، وهو قطعًا لن يسأل إذا كانت ستصل الأمور إلى حرب طاحنة دفاعًا عن أرضنا وعن كرامتنا، وهذا تعرفه "إسرائيل" لأننا جماعة تربينا على العزة والكرامة والحق، لا نعتدي على أحد، ولكن لا نقبل ان يعتدي أحد علينا، ولا نقبل ان يستضعفنا ويذلنا أحد، ولذلك نقف في الميدان وندافع".
وقال: "البعض يطالبون في لبنان بنزع سلاح حزب الله تحت عنوان ان السلاح هو حصرا بيد الدولة، ونحن نقول السلاح لحفظ الأمن الداخلي حصراً بيد الدولة، والسلاح لحماية الحدود حصرا بيد الدولة، فإذا عجزت الدولة عن حماية الحدود، فالمقاومة يجب أن تكون موجودة من أجل أن تساعد على الحماية، إلى أن تصبح الدولة قادرة على أن تحمينا بالكامل، وأن تمتلك الصواريخ والطائرات والقدرات التي تستطيع من خلالها أن تهدد "إسرائيل" بالزوال حتى لا تعتدي علينا، عندها سترون أننا جزء لا يتجزأ من السلاح، في إطار الدولة، ولسنا خارجها على الاطلاق".
المقاومة قدمت تجربة نموذجية وفريدة وعظيمة ليس في لبنان فقط، بل على مستوى العالم.
فهي أول مقاومة في التاريخ تنتصر ولا تنتقم من الاعداء أو من الذين غرر بهم العدو، بل تركت الأمر للقضاء اللبناني ليحاسب العملاء.
أول مقاومة لم تنشئ محاكم عسكرية وتركت الأمور للدولة،
وأول مقاومة تخوض الانتخابات النيابية فتربح وتخسر بحسب عدد الأصوات، من دون أن يكون للسلاح أي مكان.
وأول مقاومة تدخل إلى الدولة من أجل أن تساعدها وان تنهض في همة الدولة، لا من أجل أن تأكل خيرات الدولة.
ناتي الى الاوضاع السياسية:
على مستوى رئاسة الجمهورية :فاليوم ليس هناك اكثرية في المجلس هناك كتل متعددة وهناك انقسام بين الكتل، وخيارات هذه الكتل تفصيلية على الإسم وعلى الخصوصيات وعلى العلاقات وليست على البرنامج، وأغلب الأسماء المطروحة معروفة في جانب، لكنها غير معروفة في جوانب أخرى، نحن في حزب الله اخترنا كخيار سياسي ووطني صاحب تجربة، قادر على الجمع والسير في حل المشكلات والأزمات، تعالوا نتحاور ونتفاهم لننقذ البلد، بدل التأخير الذي يطيل الأزمة ويجعلنا أمام استحقاقات صعبة ومعقدة، ويدنا ممدودة من أجل الحل".
اما الاوضاع في المنطقة فالمتغيرات التي تجري في المنطقة والعودة الى التقارب بين الدول تؤكد اننا كنا على صواب
التقارب السعودي الايراني / التقارب العربي السوري
اتجاه نحو الحل في اليمن
كل ذلك جاء من دون اي تغيير في المواقف
ايران بقيت كما هي ... سوريا بقيت مقاومة ولم تغير ولم تبدل
وكل هذه التطورات انما حصلنا عليه بالصبر والتحمّل.
صبرنا على العداء والتحريض والكيد والتُهم والاستهداف، ولكن كل ذلك لم يؤثر فينا وبقيت المواقف كما هي والمقاومة اشد واصلب مما مضى وبقيت سورية بقيادتها مقاومة ووفية للمقاومة، بقيت كذلك، وستبقى كذلك بإذن الله تعالى.
المشروع الذي كان يراد من خلاله سقوط المنطقة بيد داعش واميركا واسرائيل سقط وانتهى .
والمشروع الذي كان يريد تحويل ايران الى عدو للعرب بدل اسرائيل سقط وانتهى.
واليوم اصبح واضحا ان محور المقاومة كان قويًّا، وهو اليوم أقوى، وكان عزيزًا، وهو اليوم أكثر منعة وعزّة وعظمة وقدرة على صنع المعادلات في لبنان وفلسطين وكل المنطقة".
يجب ان ياخذ بعض اللبنانيين العبر مما جرى ويجري في المنطقة فلا ينساقوا مع ما يريده الخارج ولا يراهنوا عليه لينقذهم مما اوقعوا انفسهم فيه ، وليعرفوا تمامًا أنّ المقاومة التي ينصبون لها العداء هي مصلحة لهم وللجميع، وهي مصلحة لكي يبقى بلدنا عزيزا وقويًّا ومستقلًّا، وليس ذليلا وخاضعا امام الامريكي والاسرائيلي
نريد للبنانين أن يفهموا ويعرفوا أن الرهان على الخارج وانتظاره في الحلول لا يفيد، وما كنا نقوله قبل القمة العربية في جدة، نقوله بعدها، بأن الحل يكون بالتقاء اللبنانيين مع بعضهم البعض، والتعاون والتفاهم فيما بينهم، لانجاز الاستحقاقات وانقاذ البلد.