المقالات
فزت ورب الكعبة
- المجموعة: 2017
- 16 حزيران/يونيو 2017
- اسرة التحرير
- الزيارات: 532
الفوز عند علي(ع) ليس كفوز الدنيا، الدنيا وأشكالها وجوائزها وكل مظاهرها لا تمثل شيئاً عند علي(ع) وعلي لم يتعلق قلبه ولا للحظة بجوائز الدنيا وحظوظها، بل كان ينظر بعين بصيرته إلى الفوز الأكبر الذي ليس بعده خسارة أبدا،الى فوز الآخرة .
خلاصة الخطبة
الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 16-6-2017: التفاهم على القانون الجديد جنب البلد الفوضى وانصف معظم القوى السياسية.
أكد نائب رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله الشيخ علي دعموش في خطبة الجمعة: أن حزب الله دعا منذ البداية الى قانون انتخابي يعتمد النسبية، وما تم إنجازه والتفاهم عليه في الحكومة ينسجم مع ما كنا ننادي به، وينصف معظم القوى السياسية‘ ويقربنا من إيجاد تمثيل حقيقي وصحيح.
وأشار: الى أن حزب الله عمل طيلة الفترة الماضية، ومن موقع الحريص على الإستقرار الداخلي، على تذليل العقبات وتقديم التسهيلات من أجل إنجاز التوافق على هذا القانون، لأن البلد بحاجة إلى قانون جديد وإلى انتخابات نيابية، وكنا ندرك ان الفراغ والتمديد وقانون الستين ليسوا في مصلحة البلد وأن أي خيار من هذه الخيارات كان سيؤدي إلى أزمة سياسية ، وإلى المزيد من الانقسامات والتوترات في البلد.
واعتبر أن التفاهم على القانون الجديد: جنب البلد الفوضى وما لا تحمد عقباه، وانصف معظم القوى السياسية ، وقام على أساس وطني وليس على أساس طائفي أو مذهبي، والأهم من كل ذلك أن الانتخابات النيابية ستجري وفق قانون جديد، سيكون باستطاعة اللبنانيين من خلاله إنتاج برلمان جديد تتمثل فيه كل الأطراف بأحجامها على أساس صحيح وسليم.
نص الخطبة
يقول الله تعالى: ﴿ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ ﴾.
نعزي رسول الله(ص) وصاحب العصر والزمان(عج) وولي أمر المسلمين(دام ظله) وعموم المؤمنين والموالين بشهادة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب(ع) في مثل هذا اليوم، الواحد والعشرين من شهر رمضان، الذي يصادف ذكرى شهادته على يدي أشقى الأشقياء ابن ملجم الذي نفذ هذه الجريمة بتوجيه من الخوارج .
هذه الشهادة التي كان ينتظرها علي(ع) انتظار العاشقين لها والساعين اليها، حيث إن النبي كان قد أعلمه بها وأخبره بما سيحصل معه وقال له عندما سأله عن أفضل الأعمال في هذا الشهر: يَا أَبَا الْحَسَنِ، أَفْضَلُ الأَعْمَالِ فِي هَذَا الشَّهْرِ: الْوَرَعُ عَنْ مَحَارِمِ اللَّهِ"عزَّ وجلَّ ثمُّ بكى فقلتُ: يَا رسولَ اللهِ ما يبُكيكَ؟ فقالَ: "يَا علي، أبكي لما يُستَحَلُ منكَ في هذا الشهرِ، كأنّي بِكَ وأنتَ تُصلّي لربِّكَ وَقَدْ انبعثَ أشقى الأوَّلينَ والآخرينَ شقيقُ عاقرِ ناقةِ ثمود فضربَكَ ضربةً على قرنِكَ فخضبَ منها لحيتَك" قالَ أميرُ المؤمنينَ عليه السَّلامُ: فقلتُ: يَا رسولَ اللهِ وذلكَ في سلامةٍ من ديني؟ فقالَ صلّى اللهُ عليه وآله: "في سلامةٍ من دينِك"
وعندما جاء ذلك اليوم وضربه اللعين على رأسه الشريف وهو ساجد في مسجد الكوفة، كانت الكلمة التي نطق بها الإمام (عليه السلام) هي: (( بسم الله وبالله وعلى ملة رسول الله قتلني ابن ملجم ، قتلني ابن اليهودية، فزت ورب الكعبة ، فزت ورب الكعبة )) .
والفوز عند علي(ع) ليس كفوز الدنيا، ليس كما يقال فاز فلان بجائزة وفاز الفريق الفلاني بكأس والفريق الفلاني بميدالية اوفاز فلان بالمركز الأول وفاز بالموقع والمنصب الفلاني.. الدنيا وأشكالها وجوائزها وكل مظاهرها لا تمثل شياءاً عند علي(ع) وعلي لم يتعلق قلبه ولا للحظة بجوائز الدنيا وحظوظها، بل كان ينظر بعين بصيرته إلى الفوز الأكبر الذي ليس بعده خسارة أبدا،الى فوز الآخرة .
ولأن حياته كانت كلها إيمانا واستقامة وطاعة لله وجهاداً وعطاءاً وتضحية في سبيل الله ومن اجل دين الله، شعر في تلك اللحظة التي ضُرب فيها أنه فاز، فاز ببلوغه المقام المحمود الذي وعده الله تعالى ورسوله (صلى الله عليه وآله) به، وفاز بلقاء الله تعالى و رسوله الكريم (صلى الله عليه وآله) والزهراء فاطمة (صلوات الله عليها)، وفاز لأنه نجح وأنهى كل حياته في طاعة الله ورسوله (صلى الله عليه وآله وسلم وختمها بالشهادة.
﴿ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ ﴾
﴿ قُلْ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ * مَنْ يُصْرَفْ عَنْهُ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمَهُ وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْمُبِينُ ﴾.
إن الفوز بالدنيا ومظاهرها وجاهها فوز محفوف بالمكاره، ومعرض للنقص والزوال والتلاشي والضياع والنسيان، فكم من إنسان كن غنياً في الدنيا ثم أصبح بعد فقيراً وكم من قوي أصبح ضعيفاً، وكم من غنسان كان صحيحاً يملك جسما وبنية سليمة ثم صار مريضاً، والإنسان يكون شاباً في عز شبابه وقوته ثم لا يلبث أن يتحول الى إنسان كبير هرم عاجز، بل الحياة نفسها لا تدوم ولا تستمر وهي الى فناء وزوال فأي فوز هذا الذي يكون في الدنيا؟.
إن الفوز الحقيقي هو الفوز في الآخرة، بدءاً بالموت وما يكون في القبر وسؤال الملكين وفي ساحات القيامة وعند الحشر والنشر والصراط وعند تطاير الصحف وأخذ الكتب باليمين، وتأملوا في أحوال وأوضاع ذلك الفائز يوم القيامة استعد لذلك الموقف وملىء صحيفته بالطاعة والعمل، حينما يأخذ كتابه بيمينه يطير فرحاً مسروراً وينادي في ذلك الموقف ﴿ هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ * إِنِّي ظَنَنْتُ أَنِّي مُلَاقٍ حِسَابِيَهْ ﴾ اقرءوا هذا الكتاب وما فيه فإنه علامة فوزي وسعادتي فلقد كنت على يقين من مجيء هذا اليوم فعملت له وهذا هو الجزاء: ﴿ فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ * فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ * قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ * كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ ﴾ وعلى الجانب الآخر يقف الخاسرون النادمون الذين غفلوا عن الفوز الحقيقي متحسرين على تفريطهم نادمين على تضيعهم يقولون: ﴿يَا حَسْرَتَنَا عَلَى مَا فَرَّطْنَا فِيهَا وَهُمْ يَحْمِلُونَ أَوْزَارَهُمْ عَلَى ظُهُورِهِمْ أَلَا سَاءَ مَا يَزِرُونَ﴾ ويدركون بعد فوات الآوان أن الفوز الحقيقي هو بالنجاة من النار ودخول الجنة دار الأبرار ﴿ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ ﴾ وما أعظم الفرق بين أهل الجنة وأهل النار؟ ما أعظم الفرق بين أهل العذاب والجحيم وأهل النعيم المقيم؟ ما أعظم الفرق بين الناجين والهالكين؟ ما أعظم الفرق الفائزين والخاسرين؟ فأهل الجنة يأكلون فيها ويشربون ويلعبون ويمرحون ويتلذذون ويتمتعون بخيراتها ونعيمها ﴿ فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ وأهل النار فيها يعذبون ويحرقون ويهانون ويضربون ويصرخون من ألم العذاب ﴿ وَأَمَّا الَّذِينَ فَسَقُوا فَمَأْوَاهُمُ النَّارُ كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا أُعِيدُوا فِيهَا وَقِيلَ لَهُمْ ذُوقُوا عَذَابَ النَّارِ الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ﴾ فهل يستوي أصحاب الجنة وأصحاب النار؟ كلا أبداً ﴿ لَا يَسْتَوِي أَصْحَابُ النَّارِ وَأَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفَائِزُونَ ﴾.
وهذا ما كان عليه علي (ع)، كان علي(ع) من أصحاب الجنة ولذلك شعر في اللحظة التي ضرب فيها أنه فاز الفوز العظيم ( فزت ورب الكعبة)
لكن ما الذي جعل علي بن ابي طالب(ع) يشعر بالفوز ويقسم عليه ؟ وما هي الطرق والأسباب والسبل التي تؤدي إلى هذا الفوز العظيم؟ وما هو المسار الذي يوصل الى هذا الفوز المبين؟
لقد أجاب القرآن عن ذلك وبين أسباب الفوز وطرق النجاح وبين سبل الوصول إلى ذلك الفوز الكبيرفي العديد من الآيات :
أولاً: الإيمان بالله فهو أساس الفوز والسعادة والنجاة في الدنيا والآخرة ﴿ وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴾.
وعلي(ع) كان قمة الإيمان. ولذلك عندما واجه عمرو بن عبد ود في الخندق قال رسول الله (ص) عنه: برز الايمان كله الى الشرك كله.
ثانياً: العمل الصالح ، لان الايمان لا قيمة له إن لم يترجم بالعمل، الإيمان الصحيح هو الذي يدفع صاحبه إلى العمل والطاعة وتحمل المسؤوليات ﴿ فَأَمَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَيُدْخِلُهُمْ رَبُّهُمْ فِي رَحْمَتِهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْمُبِينُ ﴾ ﴿ إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْكَبِيرُ﴾ ﴿ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ وَيَعْمَلْ صَالِحًا يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴾ فالفوز المبين والفوز الكبير والفوز العظيم يترتب على الإيمان والعمل الصال، وليس على الايمان وحده.
ثالثاً: طاعة النبي صلى الله عليه وسلم والسير على هداه والحذر من مخالفة أوامره لأن اوامره أوامر الله تعالى ﴿ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ ﴿و َمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴾.
رابعاً: اتباع نهج المسلمين الأولين من الهاجرين والأنصار الذين وقفوا الجانب هذا الدين والى جانب رسول الله ودافعوا عن بلك ما يملكون بأموالهم وأنفسهم ووجودهم ودمائهم ﴿ وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴾.
خامساً: ترك المعاصي لأنَّ المعاصي تفسد الانسان، وتسقطه من عين الله ومن عيون الناس وتورثه الذل والهوان، وتعرضه لأنواع العقوبات في الدنيا والآخرة، كما ان المعاصي تزيل النعم وتذهب بالرزق، وتنزل النقم والبلاء والمصائب والمآسي وتسحق بركة العمر، فليس للإنسان أن يفوز إلا بترك المعاصي والذنوب ﴿ وَقِهِمُ السَّيِّئَاتِ وَمَنْ تَقِ السَّيِّئَاتِ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمْتَهُ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴾.
سادساً: الصدق مع الله ومع الناس ﴿ قَالَ اللَّهُ هَذَا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴾ وقد أمر الله المؤمنين بأن يكونوا مع الصادقين ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ ﴾ ووصفهم بالمتقين والمحسنين وجعل جزائهم تكفير سيئاتهم وإعطائهم ما يشاءون ﴿ وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ * لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ ذَلِكَ جَزَاءُ الْمُحْسِنِينَ * لِيُكَفِّرَ اللَّهُ عَنْهُمْ أَسْوَأَ الَّذِي عَمِلُوا وَيَجْزِيَهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾.
سابعاً: طاعة الله والخوف من الله وعذابه والتقوى فإنَّ ذلك يؤدي إلى ترك المعاصي وذلك أعظم الفوز ﴿قُلْ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ * مَنْ يُصْرَفْ عَنْهُ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمَهُ وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْمُبِينُ ﴾ ﴿ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ ﴾.
﴿ إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي مَقَامٍ أَمِينٍ * فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ * يَلْبَسُونَ مِنْ سُنْدُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُتَقَابِلِينَ * كَذَلِكَ وَزَوَّجْنَاهُمْ بِحُورٍ عِينٍ * يَدْعُونَ فِيهَا بِكُلِّ فَاكِهَةٍ آَمِنِينَ * لَا يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ إِلَّا الْمَوْتَةَ الْأُولَى وَوَقَاهُمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ * فَضْلًا مِنْ رَبِّكَ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴾ وبشرهم بالفوز في الدنيا والآخرة فقال ﴿ أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ * الَّذِينَ آَمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ * لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآَخِرَةِ لَا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴾ وحقيقة التقوى أن يقوم الإنسان بالأوامر الإلهية ويترك النواهي.
ثامناً: الجهاد في سبيل الله الذي هو أفضل الأعمال فقد جعله الله تعالى من أعظم أسباب الفوز ﴿ لَكِنِ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا مَعَهُ جَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ وَأُولَئِكَ لَهُمُ الْخَيْرَاتُ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ * أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴾ وبين سبحانه أنَّ الجهاد من أعظم التجارة مع الله الموصلة إلى الفوز العظيم ﴿ أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ * تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ * يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴾ ﴿ إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآَنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴾ .
علي (ع) اتبع هذا المسار الذي رسمه القرآن للفوز الظيم فكان قمة الإيمان والإخلاص والصدق مع الله وكان أعظم الناس شجاعة ،وأكثر الناس جهادا وتضحية في سبيل الله وفي سبيل هذه الأمة، ولذلك شعر بانه فاز عندما ختم حياته بالشهادة .
اننا لا نستطيع ان نصل الى ما وصل اليه علي(ع) ، فعلي(ع) يقول : ألا وإنكم لا تقدرون على ذلك ولكن أعينوني بورع واجتهاد وغفة وسداد.
لقد تمّ أخيراً إنجاز التفاهم في الحكومة على قانون انتخابي جديد، وهو إنجاز لطالما انتظره اللبنانيون، وهو تفاهم يقوم على أساس النسبية التي تنصف معظم القوى السياسية وتقربنا من إيجاد تمثيل حقيقي وصحيح وهو ما كنا ننادي به منذ البداية.
لقد عملنا طيلة الفترة الماضية، ومن موقع الحريص على الإستقرار الداخلي، على تذليل العقبات وتقديم التسهيلات من أجل إنجاز التوافق على هذا القانون، لأن البلد بحاجة إلى قانون جديد وإلى انتخابات نيابية، وكنا ندرك ان الفراغ والتمديد وقانون الستين ليسوا في مصلحة البلد، وأن أي خيار من هذه الخيارات كان سيؤدي إلى أزمة سياسية ، وإلى المزيد من الانقسامات والتوترات في البلد.
ما تم إنجازه من تفاهم على القانون الجديد:
أولاً: جنب البلد الفوضى وما لا تحمد عقباه.
ثانياً: انصف معظم القوى السياسية في البلد.
ثالثاً: إن القانون الجديد وبمعزل عن توزيع الدوائر وتقسيمها، قام على أساس وطني وليس على أساس طائفي أو مذهبي، وهو ما كنا ندعو إليه دائماً.
رابعاً: والأهم من كل ذلك إن الانتخابات النيابية ستجري وفق قانون جديد، سيكون باستطاعة اللبنانيين من خلاله إنتاج برلمان جديد تتمثل فيه كل الأطراف بأحجامها على أساس صحيح وسليم.
والحمد لله رب العالمين