السبت, 23 11 2024

آخر تحديث: الأحد, 15 أيلول 2024 12am

المقالات
كلمة في اربعين الشهيد نعيم فرحات في بيت شاما البقاعية 15-9-2024

كلمة في اربعين الشهيد نعيم فرحات في بيت شاما البقاعية 15-9-2024

الشيخ دعموش خلال الحفل التكريمي للشهيد السعيد المجاهد على طريق القدس نعيم علي فرحات...

خطبة الجمعة 13-9-2024 – سيرة الهجرة النبوية

خطبة الجمعة 13-9-2024 – سيرة الهجرة النبوية

  الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 13-9-2024: من يتخلّى عن غزة والضفة شريك في الجريمة...

كلمة في اسبوع الاستاذ نايف علي مرعي 8-9-2024

كلمة في اسبوع الاستاذ نايف علي مرعي 8-9-2024

الشيخ دعموش خلال حفل تأبيني 8-9-2024: المقاومة لن تقبل بتغيير قواعد الاشتباك وكسر...

كلمة في اسبوع الشهيد علي عمرو في المعيصرة 11-8-2024

كلمة في اسبوع الشهيد علي عمرو في المعيصرة 11-8-2024

الشيخ دعموش من المعيصرة 11-8-2024: المقاومة مصمِّمة على ردٍ ميدانيٍ مؤلم ورادع. شدَّد...

كلمة في المجلس العاشورائي في مجمع المجتبى 16-7-2024

كلمة في المجلس العاشورائي في مجمع المجتبى 16-7-2024

الشيخ دعموش من باحة المجتبى 16-7-2024: مجاهدونا يصنعون بحضورهم وتضحياتهم في المعركة...

كلمة في المجلس العاشورائي في القماطية 16-7-2024

كلمة في المجلس العاشورائي في القماطية 16-7-2024

كلمة في المجلس العاشورائي في بلدة القماطية في جبل لبنان الشيخ دعموش من...

كلمة في المجلس العاشورائي في الاوزاعي 15-7-2024

كلمة في المجلس العاشورائي في الاوزاعي 15-7-2024

الشيخ دعموش من الاوزاعي15-7-2024 : نتنياهو يصرُّ على مواصلة العدوان وتعنته لن يوصله إلا...

كلمة في المجلسين العاشورائيين في بريتال وبدنايل 14-7-2024

كلمة في المجلسين العاشورائيين في بريتال وبدنايل 14-7-2024

الشيخ دعموش من بريتال وبدنايل14-7-2024 : أي حرب على لبنان ستصنع فيها المقاومة للكيان...

كلمة في المجلس العاشورائي في الشهابية 13-7-2024

كلمة في المجلس العاشورائي في الشهابية 13-7-2024

الشيخ دعموش من الشهابية 13-7-2024: المقاومة اليوم في أعلى درجات الجهوزية على كلّ...

  • كلمة في اربعين الشهيد نعيم فرحات في بيت شاما البقاعية 15-9-2024

    كلمة في اربعين الشهيد نعيم فرحات في بيت شاما البقاعية 15-9-2024

  • خطبة الجمعة 13-9-2024 – سيرة الهجرة النبوية

    خطبة الجمعة 13-9-2024 – سيرة الهجرة النبوية

  • كلمة في اسبوع الاستاذ نايف علي مرعي 8-9-2024

    كلمة في اسبوع الاستاذ نايف علي مرعي 8-9-2024

  • كلمة في اسبوع الشهيد علي عمرو في المعيصرة 11-8-2024

    كلمة في اسبوع الشهيد علي عمرو في المعيصرة 11-8-2024

  • كلمة في المجلس العاشورائي في مجمع المجتبى 16-7-2024

    كلمة في المجلس العاشورائي في مجمع المجتبى 16-7-2024

  • كلمة في المجلس العاشورائي في القماطية 16-7-2024

    كلمة في المجلس العاشورائي في القماطية 16-7-2024

  • كلمة في المجلس العاشورائي في الاوزاعي 15-7-2024

    كلمة في المجلس العاشورائي في الاوزاعي 15-7-2024

  • كلمة في المجلسين العاشورائيين في بريتال وبدنايل 14-7-2024

    كلمة في المجلسين العاشورائيين في بريتال وبدنايل 14-7-2024

  • كلمة في المجلس العاشورائي في الشهابية 13-7-2024

    كلمة في المجلس العاشورائي في الشهابية 13-7-2024

 
NEWS-BAR
الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 13-9-2024: من يتخلّى عن غزة والضفة شريك في الجريمة والقتل. الشيخ دعموش: التخلّي عن القضية الفلسطينية وعدم مساندة الشعب الفلسطيني الذي يتعرض لحرب إبادة، هو أعظم خيانة للقضية وللأمة ومقدساتها. الشيخ دعموش: صمت الأنظمة إزاء إصرار رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو على مواصلة جرائمه في غزة والضفة، يجعلها شريكة في الجريمة. الشيخ دعموش: جبهات المساندة من لبنان إلى اليمن والعراق وسورية وإيران، مستمرة طالما العدوان مستمر. الشيخ دعموش: العدو فشل بالرغم من التدمير والقتل والمجازر في تحقيق أهدافه، ولم يتمكن من تبديد الخوف والقلق لدى الصهاينة من تكرار ما جرى في 7 تشرين الأول/أكتوبر. الشيخ دعموش: ستبقى هذه المقاومة حاضرة، ولن يتمكن العدو من القضاء عليها، لأنها حق، والحق يعلى ولا يعلى عليه، ولا يمكن لاحد القضاء على الحق والمقاومة. الشيخ دعموش: المقاومة في لبنان كانت السبّاقة في مساندة غزة، واستطاعت أن تفرض معادلات جديدة على العدو، وأظهرت العجز الإسرائيلي عن حماية مواقعه ومستوطناته. الشيخ دعموش: تمادي العدو في الاغتيالات وقتل المدنيين وتوسيع دائرة القصف على القرى والبلدات في الجنوب، لن يعيد المستوطنين الى منازلهم، ولن يخرج نتنياهو من مأزقه. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 6-9-2024: الطريق الوحيد لإيقاف العدوان هو الضغط على العدو في الميدان. الشيخ دعموش: العدو الصهيوني لديه أطماع حقيقة في كل فلسطين وفي المنطقة، والهدف الحقيقي والاستراتيجي هو إحكام السيطرة على كل فلسطين التاريخية. الشيخ دعموش: أهم المؤشرات السياسية التي تدل على الأطماع "الإسرائيلية" في فلسطين: ما ذكره الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب في أحد خطاباته الانتخابية مؤخرًا من أن مساحة "إسرائيل" تبدو صغيرة على الخارطة. الشيخ دعموش: مشروع نتنياهو وحلفائه في الحكومة هو تحويل كامل فلسطين إلى دولة يهودية وطرد أهلها، ولذلك سيواصل حربه على غزة والضفة لتنفيذ هذا المشروع. الشيخ دعموش: الأميركي شريك مع نتنياهو وداعم مطلق للعدوان "الإسرائيلي" على غزة ولبنان، وملتزم بأمن "إسرائيل". الشيخ دعموش: من المستبعد أن يرضخ نتنياهو لأي ضغوط داخلية أو خارجية، بل سيواصل عدوانه على غزة والضفة ولبنان، وليس أمامنا في محور المقاومة سوى الصمود ومواصلة جبهات الاسناد.

المقالات

البصيرة وصناعة الوعي الاجتماعي والسياسي

نحن بحاجة إلى البصيرة في في كل الأمور المحيطة بنا ،والى فهم الواقع الذي نعيش فيه ،وادراك ما يدور من حولنا ،وأن نملك القدرة على تشخيص الأولويات والأخطار والأعداء.. لأنه قد تلتبس الأمور على الكثير منا،فنقع في الضياع ونصاب بالتخبط والارباك وتضيع الاولويات ولا نعرف كيف نتخذ القرار الصحيح.

 

 

خلاصة الخطبة

الشيخ دعموش: التكفريون اداة امريكية اسرائيلية لتفتيت الامة وضرب المقاومة وتدمير المنطقة.

تناول امام مجمع السيدة زينب(ع) في حارة حريك سماحة الشيخ علي دعموش في خطبة الجمعة الحديث عن البصيرة ودورها في صناعة الوعي الاجتماعي والسياسي فاعتبر:ان صاحب البصيرة هو العاقل الواعي الذي يفهم الواقع الذي يعيش فيه ويدرك الحقائق ويعرف الناس من حوله ويعي الظروف ويشخص المخاطر ويدرك خلفيات الأمور ولديه القدرة على التمييز بين ما هو صحيح وما هو خطأ ، و ما هو مستقيم وما هو منحرف ، وما هو عدل وما هو ظلم وما هو حق وما هو باطل.. وبالتالي فهو لا يقع ضحية الخداع والتغرير والتزوير والتضليل لأن الرؤية لديه واضحة يعرف طريقه ومساره جيدا عن وعي وعلم ويقين.. وقد قال أمير المؤمنين (ع): فإنما البصير من سمع وتفكر ، ونظر فأبصر وانتفع بالعبر، ثم سلك جدداً واضحة يتجنب فيه الصرعة في المهاوي .

واشار سماحته:الى ان البصيرة تحصل لدى الانسان من خلال العلم والمعرفة واليقين والثقافة والتفقه في الدين ، ومن خلال التفكر والتأمل والتدبر في الأمور ، ومن خلال الخبرات والتجارب والمتابعة والتراكمات العملية.

وقال: لا يكفي أن  يكون الانسان صاحب بصيرة في الأمور الاعتقادية والعبادية والدينية ثم يكون سطحياً وساذجاً في الأمور الاجتماعية والسياسية  والامنية.

نحن بحاجة إلى البصيرة في في كل الأمور المحيطة بنا ،والى فهم الواقع الذي نعيش فيه ،وادراك ما يدور من حولنا ،وأن نملك القدرة على تشخيص الأولويات والأخطار والأعداء.. لأنه قد تلتبس الأمور على الكثير منا،فنقع في الضياع ونصاب بالتخبط والارباك وتضيع الاولويات ولا نعرف كيف نتخذ القرار الصحيح.

واضاف: ان أميرالمؤمنين(ع)في حرب صفين لم يكن يقف في مواجهة الكفار والمشركين ، وانما الذين وقف(ع) في مواجهتهم وقاتلهم وحاربهم في صفين كانوا محسوبين  على الاسلام والمسلمين ،كانوا يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويقرأون القرآن ويرفعون شعارات اسلامية .

وكان الدخول في معركة معهم عملية صعبة ؛ لأنك تقاتل في الظاهر اشخاصاً ومجموعات تنتمي في الظاهر إلى الاسلام وترفع شعارات الاسلام وتتحرك باسم الاسلام .

لكن بفعل البصيرة التي كان يملكها امير المؤمنين(ع) كان يشخص ان هؤلاء وإن رفعوا شعارات اسلامية وتظاهروا بالايمان هم اعداء الدين واعداء الامة ويجب قتالهم حتى ولو بقي وحيدا في مواجهتهم. ولذلك قال(ع): إني والله لو لقيتهم واحداً وهم طلاع الأرض كلها ما باليت ولا استوحشت وإني من ضلالهم الذي هم فيه ، والهدى الذي أنا عليه لعلى بصيرة من نفسي ويقين من ربي وإني إلى لقاء الله لمشتاق وحسن ثوابه لمنتظر راج.

بهذا الوضوح وبهذا اليقين كان علي (ع) يقاتل هؤلاء لأنه كان على يقين من ضلالهم واتباعهم الباطل.

ولفت الشيخ دعموش: الى ان البعض ممن سار مع أمير المؤمنين(ع) إلى صفين التبست عليه الأمور وأهتزت قناعاته وتزلزل في ذلك ؛ حيث كان البعض يسأل : لماذا نحارب ؟  لماذا نتورط في قتال هؤلا  ؟ ما الفائدة من الدخول في معركة معهم ؟ أو ان  الدخول في معركة معهم تشق عصا المسلمين ؟! او ما شابه ذلك ...إلا ان اصحاب علي (ع)  الخلص الذين وقفوا معه منذ البداية والذين كانوا يملكون  بصيرة نافذة وقدرة على التشخيص والتمييز بين الاعداء والاصدقاء ، كانوا يتصدون لهذه الشبهات.

واكد سماحته: ان هذه البصيرة نشاهدها اليوم في شهدائنا،وخصوصا في شهداء الدفاع المقدس, وفي عوائل الشهداء، وفي اهلنا  الاوفياء  الذين يعرفون الطريق الذي يسيرون فيه  جيدا"

هذه البصيرة  شهدناها في الشهداء القادة الذين  نعيش ذكراهم هذه الايام  في السيد عباس والشيخ راغب ،والحاج عماد وفي كل الشهداء الذين انطلقوا في  خط المقاومة ، وكانت الاولوية المطلقة لديهم هي المقاومة لان التشخيص الصحيح للخطر الاكبر  الذي كان ولا يزال يتهدد لبنان وفلسطين  والمنطقة هو اسرائيل والمشروع الصهيوني،واليوم المشروع التكفيري.

     وقال: عندما تنظرون الى هؤلاء التكفيرين الذين يقتلون الابرياء وينشرون الدمار والخراب في دول هذه المنطقة ستجدون ان هؤلاء لم يقفوا في يوم من الايام بجدية في مواجهة اسرائيل  ولم يعملوا ولا في يوم بجدية على تحرير فلسطين ،وكانوا منذ البداية ولا يزالون آداة امريكية اسرائيلية لتفتيت الأمة وضرب المقاومة وتدمير هذه المنطقة.

واعتبر: إن خطر المشروع التكفيري اليوم يشمل كل المنطقة ، وعندما نأخذ موقفاً عدائيا من هذا المشروع ونقاتله ؛ فلأنه:

 أولاً: مشروع فتنوي تفتيتي يعمل على تدمير بلدنا وضرب الاستقرار فيه وضرب إحدى أهم عناصر القوة فيه وهو المقاومة.

وثانياً: لأننا نعتقد ونؤمن -والوقائع تثبت صحة ذلك- ان المشروع التكفيري خطر على المنطقة ودولها وكل مكونات شعوبها مهما كانت انتماءتهم الدينية والمذهبية والعرقية،هو خطر على الحكومات والدول والشعوب وبالتالي علينا ان نواجه هذا المشروع بكل الوسائل المتاحة ونسقطه .

ولذلك اليوم معركة يبرود ومحيطها ضرورة أمنية للبنان لمنع تدفق السيارات المفخخة والانتحاريين إلى المناطق اللبنانية.

واشاد الشيخ دعموش بالجيش اللبناني الذي تمكن من تفكيك بعض السيارات المفخخة وكشف مجموعات وشبكات ارهابية ،واعتقال بعض الروؤس الارهابية ،معتبرا ذلك انجازا كبيرا لقيادة الجيش ومخابراته، ويثبت أن الجيش قادر على تحقيق انجازات امنية نوعية إذا أُتيح له العمل بحرية ولم توضع العراقيل في وجهه.

وختم: بان على السياسيين أن يلاقوا هذا الانجاز بتشكيل حكومة سياسية جامعة ترضي كل الاطراف الاساسية في البلد ، وتكون قادرة على تحمل المسؤولية وحماية الأمن والاستقرار في لبنان ليطمئمن الناس على حياتهم ومستقبلهم وحياة ومستقبل أبنائهم.

نص الخطبة:

                                   بسم الله الرحمن الرحيم

يقول الله تعالى" قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين" يوسف /108

البصيرة تطلق على نور القلب بينما يطلق البصر على نور العين.

البصيرة: هي نور يقذفه الله في قلوب المؤمنين الصادقين المخلصين ليشخصوا ويميزوا الأمور بشكل دقيق وواعي.

البصيرة: هي الوعي والفهم، ووضوح الرؤية ،وسعة الإدراك ،والقدرة على التشخيص والتمييز، والنفاذ إلى حقيقة الأمور والخفايا، وكشف الحقائق ، ومعرفة التفاصيل ونتائج وعواقب الأمور والأحداث والمواقف.

"قل هذه سبيلي ادعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني"

عندما لا نستطيع أن نبصر في الظلمة تصبح الأمور متشابهة أو أنها تصبح أشباحاً لا يمكن تمييز بعضها عن بعض ولا تشخيص الأشياء بدقة .

كذلك إذا فقدنا البصيرة (وضوح الرؤية القلبية والقدرة على التمييز والتشخيص)فإن الأمور تلتبس علينا ونقع في التشخيص الخاطئ، ونصاب بالتخبط والارباك والضياع خصوصا عند الفتن وفي الظروف الصعبة.

وهذا هو الفرق بين انسان صاحب بصيرة ووعي وبين انسان آخر عديم البصيرة.

فصاحب البصيرة لا يقع ضحية الخداع والتغرير والتزوير والتضليل لأن الرؤية لديه واضحة يعرف طريقه ويعرف مساره عن وعي وعلم ويقين.

أما عديم البصيرة فهو عرضة لكل ذلك ،للخداع والتزوير وغيره.

يقول الله تعالى:" أفمن يمشي مكباً على وجهه أهدى أمّن يمشي على صراط مستقيم" الملك /22

هل يستوي من يمشي في طريق يملؤه الضباب لا يعرف في اي اتجاه يسير ولا الى اين سيصل مع من يمشي في طريق مستقيم يعرف بدايته ونهايته؟

إذن صاحب البصيرة هو العاقل الواعي الذي يعي الواقع الذي يعيش فيه ويدرك الحقائق ويعرف الناس من حوله ويفهم الظروف ويشخص المخاطر ويدرك خلفيات الأمور ولديه القدرة على التمييز بين ما هو صحيح وما هو خطأ ،وما هو مستقيم وما هو منحرف ، وما هو عدل وما هو ظلم ،وما هو حق وما هو باطل..

يقول أمير المؤمنين (ع): فإنما البصير من سمع وتفكر ، ونظر فأبصر وانتفع بالعبر، ثم سلك جدداً واضحة يتجنب فيه الصرعة في المهاوي .

أي بعد فهمه لما سمع ورأى يعمل بما علم ويختار الطرق الواضحة ،ويتجنب الطرق المظلمة والخطرة التي تؤدي به إلى الهلكة.

والبصيرة تحصل لدى الانسان من خلال العلم والمعرفة واليقين والثقافة والتفقه في الدين ، ومن خلال التفكر والتأمل والتدبر في الأمور ، ومن خلال الخبرات والتجارب والمتابعة والتراكمات العملية.

يجب أن يكون الانسان صاحب بصيرة  في المسائل الاعتقادية ،في قضايا التوحيد والنبوة والامامة والقيامة والآخرة، لكي يكون اعتقاده صحيحاً وعميقاً وراسخاً، ولكي تكون لديه الحصانة التي يستطيع من خلالها مواجهة الشبهات.

يجب ان يكون صاحب بصيرة في الدعوة الى الله عندما يريد ان يهدي الناس ويستقطبهم الى دين الله والى الطريق المستقيم.(قل هذه سبيلي أدعو الى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني).

يجب ان يكون صاحب بصيرة في عبادته ايضاً ، كما في دعاء الامام زين العابدين (ع) (اللهم وثبّت في طاعتك نيتي، وأحكم في عبادتك بصيرتي) العبادة مع بصيرة تختلف عن العبادة بلا بصيرة.فالعبادة مع التفكر والتدبر بمضامينها لا شك بأنها أعظم أجراً من عبادة بلا تفكر ، والعبادة التي يفهم ويدرك الانسان معانيها أكمل من سائر العبادات الأخرى .

الصلاة بتفكر أعظم ثواباً من صلاة بلا تفكر وكذلك الحج وغيره.

ولذلك قال الله تعالى " قد أفلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون".

في الحديث عن رسول الله (ص): إن الرجلين من أمتي يقومان في الصلاة ،وركوعهما وسجودهما واحد، وإن ما بين صلاتيهما مثل ما بين السماء والأرض.

فشروط الصلاة وافعال الصلاة واحدة ،لكن هذا يصلي مع بصيرة وذاك بلا بصيرة فيكون الفرق ما بين صلاة هذا وصلاة ذاك كما بين السماء والأرض.

يجب أيضاً ان يكون الانسان صاحب بصيرة في الأمور السياسية والاجتماعية والعسكرية والامنية ايضاً..لا يكفي أن  يكون الانسان صاحب بصيرة في الأمور الاعتقادية والعبادية والدينية ثم يكون سطحياً وساذجاً في الأمور الاجتماعية والسياسية   والامنية.

نحن بحاجة إلى البصيرة في كل الأمور المحيطة بنا ،والى فهم الواقع الذي نعيش فيه ،وادراك ما يدور من حولنا ،وأن نملك القدرة على تشخيص الأولويات والأخطار والأعداء..

يجب ان تفتح أعيننا وننظر وندقق ونعي ونفهم حقيقة ما يدور من حولنا ونشخص بشكل صحيح الاعداء من الاصدقاء .. والحق من الباطل ؛ لأنه قد تلتبس الأمور على الكثير منا، فنقع في الضياع ،ونصاب بالتخبط والارباك وتضيع الاولويات فلا نعرف كيف نتخذ القرار الصحيح.

يجب ان نكون من اصحاب البصيرة الذين يسيرون على الطريق بوعي ونباهة ،من أهل البصيرة الذين يرون طريقهم بوضوح بلا أي لبس أو إبهام أو غموض.

أمير المؤمنين(ع)كان على بصيرة من أمره عندما واجه اعداءه المحسوبين ظاهرا على الاسلام.

يقول (ع) إني والله لو لقيتهم واحداً وهم طلاع الأرض كلها ما باليت ولا استوحشت وإني من ضلالهم الذي هم فيه ، والهدى الذي أنا عليه لعلى بصيرة من نفسي ويقين من ربي وإني إلى لقاء الله لمشتاق وحسن ثوابه لمنتظر راج.

الامام الصادق (ع)يصف عمه العباس بأنه كان نافذ البصيرة فيقول:رحم الله عمي العباس فقد كان نافذ البصيرة .

وجاء في زيارة ابي الفضل العباس (ع) : وانك مضيت على بصيرة من أمرك مقتدياً بالصالحين..

أميرالمؤمنين(ع)في حرب صفين لم يكن يقف في مواجهة الكفار والمشركين .

المعسكر الذ وقف في مواجهته (ع) وقاتله وحاربه في صفين كان محسوباً  على الاسلام والمسلمين ،كان رجاله يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويقرأون القرآن ويرفعون شعارات اسلامية .

كان الدخول في معركة ومواجهة وقتال معهم عملية صعبة ؛ لأنك تقاتل في الظاهر اشخاصاً ومجموعات تنتمي في الظاهر إلى الاسلام وترفع شعارات الاسلام وتتحرك باسم الاسلام .

ولكن بفعل البصيرة التي كان يملكها امير المؤمنين(ع) كان يشخص ان هؤلاء وإن رفعوا شعارات اسلامية وتظاهروا بالايمان هم اعداء الدين واعداء الامة ويجب قتالهم حتى ولو بقي وحيدا في مواجهتهم.

بهذا الوضوح وبهذا اليقين كان علي (ع) يقاتل هؤلاء لأنه كان على يقين من ضلالهم واتباعهم الباطل، لكن البعض ممن سار مع أمير المؤمنين(ع) إلى صفين وكان في عداد جيشه التبست عليه الأمور وأهتزت قناعاته وتزلزل في ذلك ؛ لأنه لم يكن يملك بصيرة .

لقد حدثت هذه الزلازل عدة مرات لأشخاص كانوا في عداد جيش علي(ع).

كان البعض يسأل : لماذا نحارب ؟  لماذا نتورط في قتال هؤلا  ؟ ما الفائدة من الدخول في معركة معهم ؟ أو ان  الدخول في معركة معهم تشق عصا المسلمين ؟! او ما شابه ذلك ...

وكان اصحاب علي (ع)  الخلص الذين وقفوا معه منذ البداية والذين  يملكون  البصيرة  والقدرة على التشخيص الصحيح والتمييز بين الاعداء والاصدقاء ، كانوا يتصدون لهذه الشبهات، من هؤلاء عمار بن ياسر، هذا الرجل عندما  طرأت شبهة من هذاالنوع لدى البعض ذهب اليهم  وخطب فيهم وقال ما معناه :

ان الراية التي ترونها في الجبهة المقابلة ، رأيتها يوم بدر وأُحد  في مواجهة رسول الله (ص) وقد وقف تحتها  نفس الاشخاص الذين يقفون اليوم تحت راية معاوية وعمر بن العاص، والراية التي يرفعها امير المؤمنين(ع) اليوم كانت ايضا" في بدر وأُحد الى جانب  رسول الله (ص) وكان يقف تحتها نفس الاشخاص الذين يقفون اليوم مع علي بن ابي طالب(ع) .

هذه هي العلامة الفارقة، الراية هي نفس الراية ، والاشخاص في هذه الجبهة وفي  تلك الجبهة نفس الاشخاص ولكن الفرق بين  اليوم والامس انهم كانوا بالامس على الكفر والشرك ويقاتلهم رسول الله (ص)وهم اليوم انفسهم يدعون الاسلام ويرفعون القران..ويقاتلهم علي(ع) الذي قاتلهم بالامس مع رسول الله(ص)... هذه بصيرة.

هذه البصيرة نشاهدها اليوم في شهدائنا،وخصوصا شهداء الدفاع المقدس، في عوائل الشهداء، في اهلنا  الاوفياء  الذين يعرفون الطريق الذي يسيرون فيه  جيدا"

هذه البصيرة  شهدناها في الشهداء القادة الذين  نعيش ذكراهم هذه الايام  في السيد عباس والشيخ راغب  والحاج عماد ،وفي كل الشهداء الذين انطلقوا في  خط المقاومة ، وكانت الاولوية المطلقة لديهم هي المقاومة لان التشخيص الصحيح للخطر الاكبر  الذي كان ولا يزال يتهدد لبنان وفلسطين  والمنطقة هو اسرائيل والمشروع الصهيوني،واليوم المشروع التكفيري.

لا ينبغي للانسان ان  يغتر بالشعارات والمظاهر ، لا ينبغي ان يكون سطحيا" وساذجا" في نظرته للاحداث والاخطار والتحديات، فيتعاطى معها بسطحية وسذاجة  من دون عمق ومن دون بعد نظر.

عندما تنظرون الى هؤلاء التكفيرين الذين يقتلون الابرياء وينشرون الدمار والخراب في دول هذه المنطقة ستجدون ان هؤلاء لم يقفوا في يوم من الايام بجدية في مواجهة اسرائيل  ولم يعملوا ولا في يوم بجدية على تحرير فلسطين ، ستجدون ان من يدعم هؤلاء ويساندهم ويمدهم ويسلحهم هو امريكا وبريطانيا  وفرنسا واسرائيل وحلفاءهم العرب.

منذ البداية كانوا ولا يزالون آداة امريكية اسرائيلية لتفتيت الأمة وضرب المقاومة وتدمير هذه المنطقة.

إن خطر المشروع التكفيري اليوم يشمل كل المنطقة ،وعندما نأخذ موقفاً عدائيا من هذا المشروع ونقاتله ؛ فلأنه:

 أولاً: مشروع فتنوي تفتيتي يعمل على تدمير بلدنا وضرب الاستقرار فيه وضرب إحدى أهم عناصر القوة فيه وهو المقاومة.

وثانياً: لأننا نعتقد ونؤمن - والوقائع تثبت صحة ذلك- ان المشروع التكفيري خطر على المنطقة ودولها وكل مكونات شعوبها مهما كانت انتماءتهم الدينية والمذهبية والعرقية،هو خطر على الحكومات والدول والشعوب وبالتالي علينا ان نواجه هذا المشروع بكل الوسائل المتاحة ونسقطه .

ولذلك اليوم معركة يبرود ومحيطها ضرورة أمنية للبنان لمنع تدفق السيارات المفخخة والانتحاريين إلى المناطق اللبنانية.

وما قام به الجيش اللبناني على مستوى تفكيك بعض السيارات المفخخة وكشف مجموعات وشبكات ارهابية ،واعتقال بعض الروؤس الارهابية ،هو انجاز كبير لقيادة الجيش ومخابراته، ويثبت أن الجيش قادر على تحقيق انجازات امنية نوعية إذا أُتيح له العمل بحرية ولم توضع العراقيل في وجهه.

وعلى السياسيين أن يلاقوا هذا الانجاز بتشكيل حكومة سياسية جامعة ترضي كل الاطراف الاساسية في البلد ،تكون قادرة على تحمل المسؤولية وحماية الأمن والاستقرار في لبنان ليطمئمن الناس على حياتهم ومستقبلهم وحياة ومستقبل أبنائهم.