المقالات
أهمية الزواج في استقرار الحياة
- المجموعة: 2013
- 29 آذار/مارس 2013
- اسرة التحرير
- الزيارات: 988
إن الزواج المبكر يساعد على الثبات والاستقرار والطمأنينة، وإذا كانت بعض الزيجات المبكرة فاشلة فليس السبب التبكير في الزواج، بل العجلة والتسرّع، أي عدم حسن اختيار الزوج أو الزوجة، كما هو الحال أيضاً في الزيجات غير المبكرة.
خلاصة الخطبة:
الشيخ دعموش في خطبة الجمعة: الصراع في لبنان صراع خيارات سياسية وليس صراعا على السلطة.
رأى سماحة الشيخ علي دعموش في خطبة الجمعة:أنالصراع في لبنان صراع خيارات سياسية وليس صراعا على سلطة أو نفوذ أو على قوانين انتخابية.
وقال:هناك من يريد أخذ لبنان لخيارات سياسية معينة..وهناك من يريد أخذه لخيارات أخرى تتعلق بجوهر المقاومة.
وأشار: الى أن التركيز على المقاومة وسلاحها هدفه تشويه صورة حزب الله في المجتمع العربي والإسلامي, واسقاط السلاح ليسقط لبنان بخياره السياسي ويصبح أمام خيارات أخرى.
وأكد: أن وجود حزب الله في السلطة في لبنان هو من أجل حماية الخيار السياسي, فإذا أتى ظرف فيه إمكانية لتشكيل حكومة تضمن الخيارات السياسية للمقاومة فحزب الله لن يكون في السلطة.
واعتبر أن تيار المستقبل يعمل على منع وصول أي شخصية سنية تتبنى المقاومة إلى المجلس النيابي أو إلى الوزارة..
نص الخطبة
قال تعالى في كتابه المجيد: [ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون].
الزهراء(ع) التي تصادف هذه الأيام ذكرى شهادتها حسب بعض الروايات لم يكن لها كفؤ سوى علي بن ابي طالب(ع) (لولا أن الله خلق فاطمة لعلي ما كان لها على وجه الأرض كفوء آدم فمن دونه).
ونحن بعد أن تكلمنا عن الأسرة، النواة الأولى في تركيب أي مجتمع بشري، وقلنا إن الحلقة الأضيق هي الأب والأم، والزوج والزوجة ثم الأولاد, وتحدثنا عن المسؤولية تجاه الأبوين, نتكلم في هذه الخطبة عن أهمية الزواج ومسؤولية الزوجين تجاه بعضهما بعضاً
الزواج حاجة فطرية غريزية طبيعية عند الإنسان، وهو بحسب النظرة الإسلامية له هدف سام، فالإسلام يريد للزواج أن يكون ناجحاً محتفظاً بعناصر الديمومة والبقاء والثبات, ومن أسس نجاح الزواج أن يكون كلٌ من الزوج والزوجة سكناً للآخر (كما ورد في الآية) وهو ما يحقّق الهدف المنشود من خلال تحصيل الاستقرار النفسي والهدوء والطمأنينة بين الزوجين فيكونان عوناً لبعضهما بعضاً على مواجهة تحديات الحياة وعوناً على الآخرة.
وقد حثّ الإسلام على الزواج, فقد روي عن النبي الأكرم (ص): ما بني بناء في الإسلام أحب إلى الله عز وجل من التزويج.
ومن أجل الوصول إلى زواج ناجح نبّه الإسلام على عدة مسائل وأكد على مراعاتها، منها :
1 ـ الابتعاد عن الإكراه في الزواج:
فقد أكد الإسلام على ضرورة تأسيس الزواج على أُسس صالحة وصحيحة، من خلال الابتعاد عن الإكراه على الزواج, أو إجبار أحد الطرفين على الزواج من الآخر, أو اجبار الطرفين معاً، وهو ما يحصل عادة بسبب علاقات القرابة مثلاً ,أو تجميع الثروات، وهو ما يؤدي غالباً إلى فشل الزواج, لذلك نجد في الأحكام الشرعية نهياً عن إكراه الطرفين الذكر والأنثى، وضرورة الرضا والقبول بالشريك الآخر لأن في هذا الزواج حياتهما وسعادتهما.
2 ـ الاختيار على أساس الصلاح:
فالإسلام كما أكد على ضرورة اختيار الزوجين لبعضهما بعضاً، قام أيضاً بعملية إرشاد نحو الأساس الذي ينبغي أن ينطلق منه الشخص لاختيار شريك حياته، بعيداً عن التقاليد والعادات الجاهلية، والتي للأسف ما زلنا نراها في أيامنا هذه؛ الأهل يذهبون عادة باتجاه الغنى أو الوجاهة ويتجنّبون الفقير والفقيرة, وقد يبحثون عن جمال الشكل ومعايير الجسد الخارجية, لذلك جاء الإسلام ليؤكد على صفة الصلاح في الرجل والمرأة، التي تعني الدين وحُسن الخُلق والعفّة؛ لأن المال لا يدوم، وكذلك الجمال والجاه.
عن أبي عبد الله (ع): قال: إذا تزوّج الرجل المرأة لجمالها أو لمالها وُكل إلى ذلك، وإذا تزوّجها لدينها رزقه الله المال والجمال.
وروي عن الإمام الباقر (ع) عن رسول الله (ص) قال: إذا جاءكم من ترضون خلقه ودينه فزوّجوه إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير.
3 ـ الزواج في سن مبكرة:
فإن الزواج المبكر يساعد على الثبات والاستقرار والطمأنينة، وإذا كانت بعض الزيجات المبكرة فاشلة فليس السبب التبكير في الزواج، بل العجلة والتسرّع، أي عدم حسن اختيار الزوج أو الزوجة، كما هو الحال أيضاً في الزيجات غير المبكرة.
4 ـ غلاء المهر:
وهناك للأسف عادة قديمة ما زالت متّبعة حتى اليوم وهي غلاء المهر، لذا جاء الإسلام ليقول: أفضل نساء أمتي من كان مهرها متواضعاً، فعن أبي عبد الله (ع) قال: قال رسول الله (ص): أفضل نساء أمتي أصبحهن وجهاً وأقلهن مهراً.
فمعيار الزواج الناجح ليس مرتبطاً لا بالمهر ةلا بالمال, فالمال لا يشكل ضمانة, لان الزوج الذي لا يملك الخلق والدين قد يضطر المرأة إلى أن تبذل له مهرها وتزيد عليه حتى يطلّقها.
5 ـ العلاقة بين الطرفين يجب أن تكون على أساس روحي وأخلاقي
فان العنوان الأخلاقي هو الأصل الذي أراد منا الإسلام أن نقيم بناءنا الزوجي على أساسه، وهو قائم على الحب والاحترام والتراحم والتعاون والانسجام بين الزوجين حتى يصبحا كأنهما نفس واحدة، كما في تعبير الآية القرآنية: [والله جعل لكم من أنفسكم أزواجاً]. وقوله سبحانه:[ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون].
وقد روي عن الإمام السجاد (ع) في رسالة الحقوق: وحق الزوجة أن تعلم أن الله عز وجل جعلها لك سكناً وأنساً.
6 ـ الصبر على الأذى
أما الإيذاء فله قدر من العقاب، والصبر على الأذى له قدر من الثواب. فعن الرسول (ص): "من كان له امراة تؤذيه لم يقبل الله صلاتها ولا حسنة من عملها حتى تعينه وترضيه، وإن صامت الدهر...". وفي الحديث عن أبي عبد الله (ع): "ملعونة ملعونة امرأة تؤذي زوجها وتغمُّه، وسعيدة سعيدة امرأة تكرم زوجها ولا تؤذيه وتُطيعه في جميع أحواله"، طبعاً إلا في معصية الله لأنه "لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق". وفي المقابل على الرجل مثل ذلك الوِزر والعذاب إذا كان مؤذياً ظالماً لها، حتى ولو صام الدهر كله.
أما الصبر على سوء الخُلُق، فعن الرسول (ص): "... ومن صبر على سوء خُلُق امرأته واحتسبه أعطاه الله بكل مرة يصبر عليها من الثواب مثل ما أعطى أيوب (ع) على بلائه، وكان عليها هي من الوِزر في كل يوم وليلة مثل رمل عالج...".
وأعطى الله تعالى العلاقة بين الزوجين بُعداً أخروياً، وبالتالي فهناك عقاب في حال التخلُّف عن الواجبات الزوجية أو التراخي أو الإيذاء. إذاً أدخل الله تعالى مؤسسة الزواج في دائرة الثواب والعقاب الأخروي، وفي هذا الموضوع سألت أُمُّ سلمة ـ كما ورد عن الإمام الصادق (ع) ـ الرسول (ص) عن فضل النساء في خدمة أزواجهن، فقال لها: "أيما امرأة رفعت من منزل زوجها شيئاً من موضع إلى موضع تريد به صلاحاً نظر الله عز وجل إليها، ومن نظر الله إليه لم يُعذبه.
وعن الرسول (ص): "أيما امرأة خدمت زوجها سبعة أيام، غلق الله عنها سبعة أبواب من النار، وفتح لها ثمانية أبواب من الجنة تدخل من أيها شاءت".
وفي الحديث عن الإمام الصادق (ع) انه قال: جاء رجل إلى رسول الله (ص): فقال: إن لي زوجة إذا دخلت تلقتني، وإذا خرجت شيعتني وإذا رأتني مهموماً قالت: ما يهمك؟ إن كنت تهتم لرزقك فقد تكفّل به غيرك، وإن كنت تهتم بأمر آخرتك فزادك الله هماً، فقال رسول الله (ص): بشرها بالجنة وقل لها: إنك عاملة من عمال الله ولك في كل يوم أجر سبعين شهيداً.
وفي المقابل عن الرسول (ص) قال: "إن الرجل ليؤجر في رفع اللقمة إلى فيّ امرأته" ، وعنه (ص): "جلوس المرء عند عياله أحب إلى الله من اعتكاف في مسجدي هذا.
وأعظم نموذج يمكن الاقتداء به هو علاقة علي (ع) بالزهراء (ع).
يصف علي (ع) حياتهما معاً فيقول:
فوالله ما أغضبتها ولا أكرهتها على أمر حتى قبضها الله عز وجل، ولا أغضبتني ولا عصت لي أمراً، لقد كنت أنظر إليها فتتكشف عني الهموم والأحزان.
ومن هذا الجو ننتقل الى الوضع السياسي في لبنان: فالصراع في لبنان صراع خيارات وليس صراع قوى سياسية وأحزاب وتيارات, وليس صراعا على سلطة أو نفوذ أو على قوانين انتخابية, هو صراع خيارات سياسية.
ثمة من في الداخل والخارج من يريد أخذ لبنان لخيارات سياسية معينة..
وهناك من يريد أخذه لخيارات أخرى تتعلق بجوهر المقاومة.. والباقي تفاصيل.
الآن يتم التركيز على أمرين:
1 ـ التركيز على حزب الله والمقاومة في الإساءة حتى الشخصية من أجل تشويه صورة حزب الله في المجتمع العربي والإسلامي.
والبعض يريد إخراج صورة حزب الله المقاوم من عقول وقلوب الشعوب العربية والإسلامية, ويستعمل في هذا الموضوع عدة عناوين: منها المحكمة الدولية ومنها العراق وسوريا والحكومة اللبنانية وغيرها.
لم تبدأ الحملة على حزب الله عندما بدأت الأزمة في سوريا, ولكن تفاعلت بالموضوع السوري وتسارعت, لأن حزب الله لم يفعل ما يريده البعض في موضوع سوريا..
2 ـ التركيز على سلاح حزب الله لإسقاطه, ليسقط لبنان بخياره السياسي ويصبح أمام خيارات أخرى.
وجودنا في السلطة في لبنان من أجل حماية الخيار السياسي, فإذا أتى ظرف فيه إمكانية لتشكيل حكومة تضمن الخيارات السياسية للمقاومة فحزب الله لن يكون في السلطة.
هناك مشكلة لدى تيار المستقبل هي منع وصول أي شخصية سنية - وحتى غير سنية لو أمكنه- تتبنى المقاومة إلى المجلس النيابي أو إلى الوزارة..
والحمد لله رب العالمين