الصفحة الرئيسية
كيف ننمي شخصية أولادنا ؟
- 11 نيسان/أبريل 2014
- الزيارات: 2950
الأبناء الذين نتعامل معهم بقدر كاف من الإكرام والاحترام والتقدير في داخل العائلة، يتمتعون بروحية سليمة وشخصية قوية وتوازن نفسي ويكون لديهم استعداد أكبر لتقبل التربية الدينية والأخلاقية ، وقد يتحولون في المستقبل إلى أشخاص فاعلين ومنتجين ومؤثرين في المجتمع.
خلاصة الخطبة:
شدد سماحة الشيخ علي دعموش في خطبة الجمعة على ان أهم عوامل تنمية شخصية الأبناء هي:
أولاً: محبتهم ومودتهم والتعامل معهم بعطف وحنان ورأفة ورحمة، بحيث يُظهر الوالدان الحب والمودة والعطف والرحمة لأبنائهما، ولا يكتفيان بالحب ا لقلبي.
وثانيا: احترامهم وتقديرهم ومعاملتهم بالحسنى ومراعاة مشاعرهم وأحاسيسهم، ومراعاة شخصيتهم أمام الآخرين.
وقال: إن الأبناء الذين نتعامل معهم بقدر كاف من الإكرام والاحترام والتقدير في داخل العائلة، يتمتعون بروحية سليمة وشخصية قوية وتوازن نفسي ويكون لديهم استعداد أكبر لتقبل التربية الدينية والأخلاقية ، وقد يتحولون في المستقبل إلى أشخاص فاعلين ومنتجين ومؤثرين في المجتمع.
بينما على العكس من ذلك الأبناء الذين لم يلاقوا من أهلهم الاحترام والتكريم والتقدير أو الذين تمت معاملتهم بقسوة أو الذين تمّ تهميشهم وعدم إظهار مكانة لهم .. فان هؤلاء غالبا ما يشعرون بالحقارة والدونية في داخل أنفسهم، وتصبح لديهم عقد نفسية، وقد يتصفون بروح كئيبة وخجولة، وينشؤون ضعاف الشخصية.
وأشار: الى ان من مفردات التقدير والاحترام وطرقه وأساليبه التي تساهم في تنمية شخصية الأولاد وقدراتهم المعنوية وتجعلهم يشعرون بمكانة في داخل العائلة وفي المجتمع:
1 ـ إلقاء السلام والتحية عليهم.
2- التشاور معهم في الشؤون العائلية والحياتية.
3- مراعاة شأنيتهم واستقلاليتهم عند التعامل معهم.
وتحدث الشيخ دعموش عن المرجع الكبيرالشهيد السعيد السيد محمد باقر الصدر فقال: كان من الشخصيات الفريدة ، وكان يعتبر ثروة علمية مميزة بالنسبة إلى العالم الإسلامي لِمَا كان يمتلكه من قدرات علمية وكفاءة غير عادية.
ولم يقتصر علم الشهيد الصدر على العلوم الدينية والعلوم والمعارف الفقهية والاصولية والحديثية المعروفة والمتداولة في الحوزة العلمية، بل كان محيطاً بالعلوم العصرية وكانت لديه أفكار قيمة ومتقدمة في الاقتصاد والفلسفة وعلم الاجتماع وأنظمة الحكم والسياسة والعلوم الإنسانية ، وطرح العديد من الأفكار والنظريات التي لا زالت من مفاخر الحوزات والجامعات العلمية ، ولأنه كان يشكل خطراً على الطغاة من أمثال صدام حسين أقدم هذا السفاح على اعتقاله وقتله وقتل أخته العالمة بنت الهدى.
وفي الجانب السياسي من الخطبة أكد الشيخ دعموش: أن ما كشف عنه الأمين العام في مقابلة السفير الاخيرة من ان المقاومة هي من قامت بوضع عبوة مزارع شبعا رداً على الغارة الإٍسرائيلية ، يكشف عن تصميم المقاومة على عدم السماح للإسرائيلي بتغيير قواعد الاشتباك، وانه مقابل كل عدوان هناك رد حاسم من المقاومة، ويكشف أيضاً أن الحرب ضد التكفيريين في سوريا لن تشغل حزب الله والمقاومة عن القيام بالتصدي للاعتداءات الإسرائيلية وتثبيت قواعد المواجهة مع الإسرائيلي باعتباره أولوية في الصراع الدائر مع هذا العدو .
نص الخطبة:
من واجبات الأهل التربوية ، وخصوصاً الوالدين ، تجاه أبنائهم العمل على بناء وتنمية شخصية الأولاد.
ونعني بالبناء والتنمية أن نصوغ ونصنع شخصية قوية عاقلة موزونة مقتدرة وواعية وأنا هنا سأشير إلى أهم عوامل بناء وتنمية شخصية الأبناء من وجهة نظر الإسلام ، فإننا عندما نعود الى النصوص الاسلامية سنجد أن أهم عوامل تنمية شخصية الأبناء هي:
أولاً: محبتهم ومودتهم والتعامل معهم بعطف وحنان ورأفة ورحمة، بحيث يُظهر الوالدان الحب والمودة والعطف والرحمة لأبنائهما، ولا يكتفيان بالحب القلبي الذي يبقى في داخلهما ولا يترجم في سلوكهما تجاه الأولاد.
ففي الحديث: قال موسى بن عمران (ع): يا رب أي الأعمال افضل عندك؟ فقال: حب الأطفال.
وروي أنه في يوم من الأيام خرج على الصحابة عثمان بن مظعون ومعه صبي له يقلبه، فرآه النبي (ص) فقال له: إبنك هذا؟ قال: نعم قال: أتحبه يا عثمان؟ قال: إي والله يا رسول الله إني أحبه قال: أفلا أزيدك له حباً؟ قال: بلى فداك أبي وأمي قال: إنه من يُرضي صبياً له صغيراً من نسله حتى يرضى ترضّاه الله يوم القيامة حتى يرضى.
وعن الإمام الصادق (ع): إن الله ليرحم العبد لشدة حبه لولده.
لكن هذا الحب يجب ان يبرز ويُعبر عنه بالفعل ، بالتقبيل ، بالاحتضان ، باللعب وما شاكل .. ولا يصح ان يبقى داخل القلب.
فعن النبي (ص): من قبّل ولده كتب الله تعالى له حسنة، ومن فرّحه فرّحه الله يوم القيامة، ومن علّمه القرآن دُعي بالأبوين فيأتيان بحلّيتين يُضيء من نورهما وجوه أهل الجنة.
وإظهار الحب والمودة مطلوب إلى حد التصابي مع الولد، والتصابي أن تجعل نفسك في عمر الصبي وتلعب معه بأسلوبه وطريقته.
فقد ورد عن النبي (ص): من كان له صبي فليتصابى معه.
النبي (ص) نفسه كان يقبل الحسن والحسين، ويظهر محبته لهما، ويتصابى معهما.
يقول جابر بن عبد الله الأنصاري دخلت على النبي (ص) والحسن والحسين (ع) على ظهره، وهو يجثو (ينحني) لهما ويقول: نعم الجمل جملكما ونعم العدلان أنتما.
وتكررت هذه الحادثة أمام بعض الصحابة، فقال أحد الصحابة: رأيت الحسن والحسين على عاتقي رسول الله (ص) فقلت: نعم الفرس لكما! فقال رسول الله (ص): ونعم الفارسان هما.
إذن العامل الأول في بناء وتنمية الشخصية هو الحب والعاطفة والرحمة في التعاطي مع الاولاد، ومع أن الحب هو أمر فطري لدى الإنسان إلا أن الله من موقع كرمه وجوده أعطى عليه الأجر والثواب والفضل والكرامة.
العامل الثاني: التقدير والاحترام لشخصية الأولاد.
فإن احترام الأبناء وتقديرهم ومعاملتهم بالحسنى ومراعاة مشاعرهم وأحاسيسهم، ومراعاة شخصيتهم أمام الآخرين ، من المسائل المهمة في العملية التربوية وفي بناء الشخصية.
ولذلك فإننا نلاحظ أن الأبناء الذين نتعامل معهم بقدر كاف من الإكرام والاحترام والتقدير في داخل العائلة، يتمتعون بروحية سليمة وشخصية قوية وتوازن نفسي ويكون لديهم استعداد أكبر لتقبل التربية الدينية والأخلاقية ، وقد يتحولون في المستقبل إلى أشخاص فاعلين ومنتجين ومؤثرين في المجتمع.
بينما على العكس من ذلك الأبناء الذين لم يلاقوا من أهلهم الاحترام والتكريم والتقدير أو الذين تمت معاملتهم بقسوة أو الذين تمّ تهميشهم وعدم إظهار مكانة لهم .. فان هؤلاء غالبا ما يشعرون بالحقارة والدونية في داخل أنفسهم، وتصبح لديهم عقد نفسية، وقد يتصفون بروح كئيبة وخجولة، وينشؤون ضعاف الشخصية ، وهؤلاء يصعب أن يكونوا في المستقبل أشخاصاً فاعلين ومؤثرين، ولا يكون لديهم استعداد لتقبل التربية الينية والالتزام بالاحكام الالهية .
كذلك فان إظهار نوع من الاحترام للأبناء وتقدير شخصيتهم يُعد من أهم الأسباب لجلب محبة الأولاد لأهلهم وطاعتهم لهم. فالأولاد الذين يتم التعامل معهم بأدب واحترام وتقدير غالبا ما تكون طاعتهم لوالديهما أكبر ويكون عصيانهم لهم أقل.
ومن مفردات التقدير والاحترام وطرقه وأساليبه التي تساهم في تنمية شخصية الأولاد وقدراتهم المعنوية وتجعلهم يشعرون بمكانة في داخل العائلة وفي المجتمع:
1 ـ إلقاء السلام والتحية عليهم ، وهذا من السنن الإسلامية المستحبة التي ينبغي العمل بها حتى مع الأولاد الصغار.
فقد كان النبي (ص) بنفسه يسلم دائماً على الأولاد:
فمن الضروري إلقاء التحية على الأطفال: لأن ذلك يعود الطفل على احترام الكبار، وعلى الانخراط في المجتمع بكل أدب واحترام.
فعن الإمام الصادق (ع): عن رسول الله (ص): خمس لست بتاركهن حتى الممات.. منها تسليمي على الصبيان لتكون سنة من بعدي.
2 ـ التشاور مع الأبناء في الشؤون العائلية والحياتية ، لأن ذلك يجعلهم يشعرون بأن لهم قيمة ووزناً وأنه يلتفت إلى رأيهم ، ولذلك على الوالدين أن يتقبلا اقتراحات الشباب الصحيحة وأن يصححا اشتباههم بالمنطق من دون إشعارهم بالضعف او بسخافة رأيهم.
3 ـ مراعاة شأنية الأولاد والشباب عند التعامل معهم ، بمعنى أن يتم التعامل معهم بوصفهم أفراداً لهم استقلاليتهم وشخصيتهم ووجودهم، فيتم تقديم الضيافة لهم كالكبار، وأثناء الطعام يخصصون بصحون وملاعق وشوك مستقلة، وعند النوم تكون لهم أسرتهم المستقلة، وعند السفر تكون لهم مقاعدهم المستقلة وهكذا .. لأن الأولاد يحاولون دائما وفي كل المجالات أثبات وجودهم ، ويحبون أن يلتفت الكبار إليهم وان يكونوا محترمين من قبلهم، فإذا تم التعامل معهم بهذه الطريقة تصبح لديهم شخصية مستقلة وقوية.
ولا شك أن هذه التربية السليمة تساهم في صناعة مستقبل الأولاد.. بل في صناعة الاشخاص الكبار والعظماء..
فإن الكبار والعظماء من أمثال المرجع الديني الكبير الشهيد السعيد السيد محمد باقر الصدر الذي نعيش ذكرى شهادته المباركة هذه الأيام تربى في بيت من بيوت التقوى والعلم ونشأ في أسرة علمية حتى أصبح شخصية علمية كبيرة ومن أبرز مراجع الدين في عصره.
الشهيد الصدر كان من الشخصيات الفريدة ، وكان يعتبر ثروة علمية مميزة بالنسبة إلى العالم الإسلامي لِمَا كان يمتلكه من قدرات علمية وكفاءة غير عادية.
ولم يقتصر علم الشهيد الصدر على العلوم الدينية والعلوم والمعارف الفقهية والاصولية والحديثية المعروفة والمتداولة في الحوزة العلمية، بل كان محيطاً بالعلوم العصرية وكانت لديه أفكار قيمة ومتقدمة في الاقتصاد والفلسفة وعلم الاجتماع وأنظمة الحكم والسياسة والعلوم الإنسانية ، وطرح العديد من الأفكار والنظريات التي لا زالت من مفاخر الحوزات والجامعات العلمية.
ولأنه كان يشكل خطراً على الطغاة من أمثال صدام حسين أقدم هذا السفاح على اعتقاله وقتله وقتل أخته العالمة بنت الهدى.
لكن أين اصبح صدام حسين هذا القاتل المجرم اليوم؟ لقد زال وزالت كل آثاره ، بينما بقيت آثار وأفكار الشهيد السعيد مشعة ومشرقة في كل المحافل ..
الطغاة والظالمون والقتلة والمجرمون نهايتهم القتل والزوال.. وإسرائيل التي هي في قمة الطغيان في هذه المنطقة هي إلى زوال إنشاء الله.
ما كشف عنه الأمين العام في مقابلة السفير الاخيرة من ان المقاومة هي من قامت بوضع عبوة مزارع شبعا رداً على الغارة الإٍسرائيلية ، يكشف عن تصميم المقاومة على عدم السماح للإسرائيلي بتغيير قواعد الاشتباك، وانه مقابل كل عدوان هناك رد حاسم من المقاومة، ويكشف أيضاً أن الحرب ضد التكفيريين في سوريا لن تشغل حزب الله والمقاومة عن القيام بالتصدي للاعتداءات الإسرائيلية وتثبيت قواعد المواجهة مع الإسرائيلي باعتباره أولوية في الصراع الدائر مع هذا العدو .
والحمد لله رب العالمين