الأحد, 05 05 2024

آخر تحديث: الجمعة, 03 أيار 2024 10pm

المقالات
خطبة الجمعة 3-5-2024 قيمة العمل لدى الامام الصادق(ع)

خطبة الجمعة 3-5-2024 قيمة العمل لدى الامام الصادق(ع)

الشيخ دعموش: التمادي في العدوان على لبنان لن يُعوّض عجز الاحتلال عن تحقيق...

خطبة الجمعة 26-04-2024 النفس محور الخطر

خطبة الجمعة 26-04-2024 النفس محور الخطر

الشيخ دعموش: التمادي في العدوان على لبنان ليس بلا ثمن شدد نائب رئيس المجلس التنفيذي...

خطبة الجمعة 19-4-2024: الادارة في المجال الدفاعي والعسكري

خطبة الجمعة 19-4-2024: الادارة في المجال الدفاعي والعسكري

الشيخ دعموش: الردُّ الإيراني هشّم صورة الكيان رأى نائب رئيس المجلس التنفيذي في...

خطبة الجمعة 12-4-2024: الورع

خطبة الجمعة 12-4-2024: الورع

الشيخ دعموش: مقابل العدوان هناك رد ‏وعقاب.. والإصرار على إطالة أمد الحرب لن يغير...

كلمة في الحفل التكريمي للشهيد علي عبد علي في الشياح 9-4-2024

كلمة في الحفل التكريمي للشهيد علي عبد علي في الشياح 9-4-2024

الشيخ دعموش: المقاومة لا تتراجع عن معادلة الرد المباشر والسريع مهما كانت التضحيات...

اللقاء العلمائي السنوي حول القدس في صيدا 6-4-2024

اللقاء العلمائي السنوي حول القدس في صيدا 6-4-2024

الشيخ دعموش من صيدا: لن نقبل أن يتوسع العدو في عدوانه من دون أن يدفع...

خطبة الجمعة 5-4-2024 مكانة المسجد الاقصى لدى المسلمين

خطبة الجمعة 5-4-2024 مكانة المسجد الاقصى لدى المسلمين

الشيخ دعموش: الحديث عن ضغوط أميركية جديدة على "إسرائيل" يبقى في دائرة...

  • خطبة الجمعة 3-5-2024 قيمة العمل لدى الامام الصادق(ع)

    خطبة الجمعة 3-5-2024 قيمة العمل لدى الامام الصادق(ع)

  • خطبة الجمعة 26-04-2024 النفس محور الخطر

    خطبة الجمعة 26-04-2024 النفس محور الخطر

  • خطبة الجمعة 19-4-2024: الادارة في المجال الدفاعي والعسكري

    خطبة الجمعة 19-4-2024: الادارة في المجال الدفاعي والعسكري

  • خطبة الجمعة 12-4-2024: الورع

    خطبة الجمعة 12-4-2024: الورع

  • كلمة في الحفل التكريمي للشهيد علي عبد علي في الشياح 9-4-2024

    كلمة في الحفل التكريمي للشهيد علي عبد علي في الشياح 9-4-2024

  • اللقاء العلمائي السنوي حول القدس في صيدا 6-4-2024

    اللقاء العلمائي السنوي حول القدس في صيدا 6-4-2024

  • خطبة الجمعة 5-4-2024 مكانة المسجد الاقصى لدى المسلمين

    خطبة الجمعة 5-4-2024 مكانة المسجد الاقصى لدى المسلمين

 
NEWS-BAR
الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 3-5-2024: التمادي في العدوان على لبنان لن يُعوّض عجز الاحتلال عن تحقيق أهدافه. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 26-04-2024: التمادي في العدوان على لبنان ليس بلا ثمن الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 19-4-2024: الردُّ الإيراني هشّم صورة الكيان الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 12-4-2024: مقابل العدوان هناك رد ‏وعقاب.. والإصرار على إطالة أمد الحرب لن يغير شيئاَ. الشيخ دعموش في الحفل التكريمي للشهيد علي عبد علي في الشياح 9-4-2024: المقاومة لا تتراجع عن معادلة الرد المباشر والسريع مهما كانت التضحيات والتداعيات. الشيخ دعموش من صيدا: لن نقبل أن يتوسع العدو في عدوانه من دون أن يدفع الثمن. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 5-4-2024: الحديث عن ضغوط أميركية جديدة على "إسرائيل" يبقى في دائرة الخداع والنفاق ما لم تُترجم هذه الضغوط المزعومة بوقف العدوان. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 29-3-2024: مهما تمادى العدو في مجازره لن تتراجع المقاومة عن مساندة غزة. الشيخ دعموش في الحفل التكريمي للشهيد علي محمد فقيه في انصارية 27-3-2024: نحن رجال الميدان وحاضرون للدفاع عن بلدنا وأهلنا إلى أقصى حد. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 22-3-2024: المقاومة لن ترضخ لشروط العدو الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 15-3-2024 المقاومة ما تزال تُمسك بالميدان وتُقاتل بقوة. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 8-3-2024: لسنا معنيين بإعطاء ضمانات للعدو الصهيوني. الشيخ دعموش في رعاية حملة الخير-ثقافة للامداد في بيروت 6-3-2024: المقاومة ستواصل حضورها في الميدان ولا يمكن أن يردعها شيء. الشيخ دعموش في الحفل التكريمي للشهيد فاروق حرب في الحلوسية 5-3-2024: قرار المقاومة هو الردّ بحزم على كل اعتداء أو استهداف. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 1-3-2024: لن تخرج المقاومة من المعركة إلّا بنصر ‏جديد. الشيخ دعموش في رعاية حفل تخريج دورة كوادر نقابية في بعلبك 25-2-2024: المقاومة على أتم الاستعداد والجهوزية للدفاع عن لبنان الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 23-02-2024: العدوانية الاسرائيلية في غزة ولبنان لا يردعها ولا يسقط اهدافها شيء سوى المقاومة والحضور في الميدان ومواجهة القتل بالقتل والتدمير بالتدمير والتصعيد بالتصعيد. الشيخ ‏دعموش في خطبة الجمعة 16-02-2024: العدو الصهيوني مأزوم في لبنان والمقاومة مصممة على ‏مقابلة التصعيد بالتصعيد. الشيخ دعموش في الاحتفال السنوي لجمعية البر والتقوى 9-2-2024: وقف العدوان على غزة هو الخيار الوحيد لوقف ‏جبهة لبنان. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 09-02-2024: العدو وصل إلى طريق ‏مسدود واستمرار العدوان لن يؤدي إلا ‏إلى المزيد من الفشل. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 2-1-2024: المقاومة وجهت للعدو رسائل نارية وأفهمته أنّه لا يمكن أن يتمادى في عدوانه على لبنان من دون أن يلقى الرد الحاسم الشيخ دعموش في اسبوع الحاج حسين مرجي: توسيع العدوان على لبنان لن يكون نزهة. الشيخ ‏دعموش في خطبة الجمعة 26-1-2024: التهويل والتهديد للبنان لن يقدم أو يُؤخّر شيئًا ولن يُثني المقاومة عن دعم غزّة. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 19-1-2024: التهديدات والرسائل التي ‏يحملها الموفدون إلى لبنان لن تقفل جبهة الجنوب طالما استمر العدوان ‏على غزة. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 12-1-2024: من يريد مساعدة "إسرائيل" على الخروج من ورطتها عليه الضغط على العدو لوقف عدوانه قبل الضغط على لبنان أو الحديث عن أي شيء آخر. الشيخ دعموش في اسبوع الشهيدين عبدالله الاسمر وعباس رمال 10-1-2024: إذا فرض العدو الحرب علينا فسنُريه من قدراتنا وبأسنا ما يجعله يندم على جرائمه وعدوانه. الشيخ دعموش في أسبوع الشهيد عبد الجليل حمزة في بلدة الخضر 07-01-2024: عمليّة ميرون نوعيّة واستراتيجيّة هزّت الكيان الصهيوني. الشيخ دعموش في اسبوع الشهيد حسين علي غزالة في بلدة عدلون 06-01-2024: المقاومة لن تقبل بفرض قواعد جديدة تمكّن العدو من التمادي في جرائمه. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 05-01-2024: كلّ جرائم العدو لن تُثني المقاومة عن القيام ‏بواجبها. الشيخ دعموش في الذكرى الرابعة للشهيد سليماني في مجمع السيدة زينب: العدوان على غزة زادنا قناعة وتمسكًا بخيار ‏المقاومة. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 29-12-2023: المقاومة في لبنان أوقعت العدو في حرب استنزاف يومية حقيقية. الشيخ دعموش في ملتقى شهيد القدس الثاني الشبابي 28-12-2023: المقاومة في غزة ولبنان مصممة على مواصلة المعركة مهما بلغت التضحيات. الشيخ دعموش في الاحتفال التكريمي للشهيد احمد الحاج علي 23_12_2023: الواقع في جنوب لبنان تحدده المقاومة وليس العدو. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 22-12-2023: ‏المقاومة لن تتردد في الرد الحاسم على أي اعتداءات جديدة. الشيخ دعموش في الحفل التكريمي للشهيد حمد يوسف في عين بعال 18_12_2023: الهمجية الإسرائيلية الأميركية لا تردعها إلاّ القوة ومعادلات المقاومة الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 15-12-2023: العدوان على غزة محكوم بالفشل الشيخ ‏دعموش في الاحتفال التكريمي للشهيد علي حسن الاتات: إذا فكّر العدو مجددًا بالاعتداء على بلدنا سنصنع انتصارًا جديدًا لوطننا وأمتنا الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 8-12-2023: المقاومة أدخلت العدو في حرب استنزاف حقيقية وهو أعجز من أن يفرض إرادته على لبنان الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 1-12-2023: المقاومة في غزة والمنطقة لن تدع ‏الإسرائيلي يحقّق أهدافه. الشيخ دعموش في اسبوع الشهيد احمد مصطفى من حولا: المقاومة لن تتردد في الرد الحاسم على أي استهداف أو اعتداء على لبنان الشيخ دعموش في حفل العباءة الزينبية من الدوير: إذا استأنف العدو عدوانه فستريه المقاومة من بأسها ما لم يرَه من قبل. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 24-11-2023: العدو الصهيوني لم يقبل بالهدنة إلا بعدما فشل في كسر المقاومة وفي كسر إرادة أهل غزة. الشيخ دعموش في الاعتصام التضامني الكبير مع غزة في الضاحية الجنوبية: إذا استمر العدوان على غزة فلا يمكن ضمان عدم توسع الحرب وتصبح كل الاحتمالات مطروحة. الشيخ علي دعموش في خطبة الجمعة 17-11-2023: سنواصل دعمنا ونصرتنا لغزة وسنستمر في استنزاف العدو على الحدود الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 10-11-2023: التوغل البري في غزة لن يحقق للعدو أهدافه ولن يوصله إلى نتيجة. الشيخ دعموش في اسبوع الشهيد علي ابراهيم رميتي في مجمع الامام علي الشياح: المقاومة لن تتسامح مع استهداف المدنيين وستردّ بشكل حاسم الشيخ دعموش في اسبوع الشهيد حسين وليد ذيب في شقرا: نقوم بما تُمليه علينا طبيعة المواجهة مع العدو. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 03-11-2023 : التفويض الغربي للعدو بالحرب المدمرة على غزة سيبقى وصمة عار في تاريخ أميركا والغرب والدول المطبعة . الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 27-10-2023: لن نترك واجبنا في نصرة غزة. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 20-10-2023: الكيان الصهيوني الغاصب زائل حتمًا. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 13-10-2023: الثبات والصمود في المواجهة الدائرة في غزة كفيل بأفشال أهداف العدو وحلفائه. الشيخ دعموش من بر الياس: السكوت عما يجري في غزة خيانة كبرى ولن نتردد في فعل كل ما نستطيعه من أجل نصرة الشعب الفلسطيني. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 1-9-2023: لولا المقاومة لكان لبنان اليوم مازال تحت الاحتلال. الشيخ دعموش: الإمام موسى الصدر كان صاحب رؤية جهادية وسياسية واضحة، كان يدعو الدولة إلى تسليح الجنوبيين من أجل الدفاع عن أرضهم لأنه كان يدرك حجم الأطماع الإسرائيلية في لبنان. الشيخ دعموش: تعلمنا من الإمام السيد موسى الصدر المقاومة وأن أرضنا المحتلة لا يمكن استعادتها الا بالجهاد والقتال والشهادة والتضحيات. الشيخ دعموش: الإمام الصدر كان من أشد الحريصين على سيادة لبنان واستقراره الداخلي وسلمه الأهلي وعيشه المشترك والإيمان به وطنًا نهائيًا لجميع أبنائه. الشيخ دعموش: نحنعلى درب هذا الإمام الكبير والعزيز سنواصل طريق المقاومة لنحمي بلدنا وخيراتنا وثرواتنا، ولن نتخلى عن فلسطين والقدس. الشيخ دعموش: لن نألو جهدًا على المستوى الداخلي للتخفيف من معاناة أهلنا والحفاظ على الاستقرار والسعي لبناء دولة قوية وعادلة، دولة خالية من الفساد والسرقات الشيخ دعموش: هناك فريق سياسي يدعو جهارًا نهارًا إلى المواجهة والفتنة ويُريد رئيسًا يجمع حوله ما يُسمى بالمعارضة من أجل مواجهة حزب الله ليحقق من حيث يدري أو لا يدري أهداف العدو الإسرائيلي في لبنان. الشيخ دعموش: هذا المنطق يكشف عن عقل يريد تخريب البلد والقضاء على كل أمل بالوصول إلى حل للأزمات السياسية والاقتصادية التي يعاني منها البلد. الشيخ دعموش: لن نقبل بوصول رئيس للجمهورية يُحقّق أهداف أعداء لبنان ويكون منصة للفتنة والحرب الأهلية كما يريد فريق التحدي والمواجهة الشيخ دعموش: ما نريده انتخاب رئيس لكل اللبنانين يحفظ وحدتهم وسلمهم الأهلي ويعمل على إنقاذ البلد وإخراجه من أزماته. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 25-8-2023: الحصار الأميركي على لبنان فشل. الشيخ دعموش: سياسة العقوبات والحصار والتجويع هي سياسة قديمة جديدة، يستخدمها المستكبرون لإخضاع الشعوب وبهدف السيطرة والهيمنة. الشيخ دعموش: هذه السياسة تستخدمها أميركا اليوم ضد الشعوب والدول الرافضة للخضوع من أجل فرض شروطها وإملاءاتها. الشيخ دعموش: استمرار الوجود الأميركي وتعزيزه، في شمال شرقي سوريا، هو لحماية "داعش" وتشديد الحصار على سوريا. الشيخ دعموش: إننا على ثقة بأنّ الشعب السوري والقيادة السورية سيتجاوزون هذه المرحلة من دون خضوع واستسلام. الشيخ دعموش: لن تثنينا الحملات الإعلامية الخبيثة عن التمسك بسلاح المقاومة والعمل بما تمليه علينا المصلحة الوطنية. الشيخ دعموش: حزب الله أولويته الأولى إنقاذ البلد وانتخاب رئيس للجمهوريّة وإعادة انتظام مؤسسات الدولة، لتقوم بدورها في خدمة الناس ومعالجة أزماتهم. الشيخ دعموش: حزب الله يعمل بكلّ أمل على إيجاد المخارج والحلول للازمات، انطلاقًا من حرصه على وحدة لبنان واستقراره الداخلي وسلمه الأهلي

مقابلة مع موقع العهد عن الشهادة 19-9-2019

لم يُعرف في التاريخ عن العطاءات أعظم من عطاء النفس، عطاء الفناء في سبيل ما يجعل الإنسان كريماً عزيزًا. عطاء الدم الذي ينزف صراطًا جميلاً الى المحب. ولم يُعرف في التاريخ أيضًا أعظم من مشهدية كربلاء، عندما ذاب آل بيت النبوة الشريفة في سبيل الدين، وفي سبيل الله، وفي سبيل الإنسان.

 لم يشهد التاريخ أنصع من تلك الصورة، عندما أرخص الحسين (ع) ماله وملكه وأهله وأبناءه دفاعًا عن شرائع الله، وإرث جده (ص). كانت هذه أيقونة العطاء، وأرقى ما يمكن أن يُقدم كنموذج للبشرية، أنْ: هكذا تُحفظ الكرامات، وهكذا تُقدم التضحيات، وهكذا ترخص الأرواح والأجساد في سبيل المحبوب.

فكيف امتد ذلك الحبل المضيء من كربلاء إلى يومنا هذا؟ صورة يستلهم منها حزب الله مدرسة يحتذي بها، ويقتدي بقدوتها، ويسير في دربها.

فاطمة ديب حمزة

 

نائب رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله سماحة الشيخ علي دعموش يقدم رؤية واضحة في تفسير هذه الصورة، فيقول "لا شك أن شهداء حزب الله استلهموا إيمانهم وجهادهم ومقاومتهم وشجاعتهم وثباتهم ووفاءهم واستعدادهم للعطاء والتضحية من كربلاء. تعلموا في مدرستها كلّ معاني الكرامة والإباء والوفاء، وتربوا في نهجها على التمسك بالقيم والجهاد والمقاومة، وعلى العطاء والتضحية في سبيل الأهداف الكبرى، حيث إن كربلاء التي استشهد فيها الحسين(ع) وسبعون من أهل بيته وأصحابه كانت أعظم نموذج للبذل والتضحية والشهادة في سبيل الأهداف الكبرى، وقد مثلت النموذج والقدوة في التربية على العطاء والشهادة في مواجهة الطغاة والظالمين. وقد تخرج شهداؤنا من مجالس الحسين(ع) وعاشوراء، ومنها استلهموا روحية الاستشهاد في سبيل الله، وفيها تعلموا حب الشهادة وادركوا عظمة انجازات الشهداء وعطاءاتهم، فانطلقوا في مواجهة الاحتلال الصهيوني لبلدنا ودافعوا عن أرضنا وأعراضنا وكرامتنا، واستطاعوا أن يحققوا الكثير من الانجازات والانتصارات للوطن وللأمة".

 

نائب رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله سماحة الشيخ علي دعموش

يغوص سماحة الشيخ دعموش أكثر في تفسير مسيرة الحسين (ع) في شهداء حزب الله، فيعتبر أن "كل واحد من هؤلاء الشهداء الذين خرجوا في هذه المقاومة من فاتح عهد الاستشهاديين الشهيد أحمد قصير الى آخر شهيد سقط على طريق المقاومة الى الشهيدين حسن زبيب وياسر ضاهر، كان مصداقا حقيقيًا للذين قتلوا في سبيل الله ومن أجل أهداف مقدسة وفي معركة الدفاع عن بلدنا ومن أجل حماية وطننا وأهلنا وأعراضهم وكراماتهم".

ثم يقارب المشهد واقعيًا، فيؤكد لموقع "العهد" أن ""المقاومة كسبت في معادلة الردع التي حاول العدو الاسرائيلي اسقاطها من خلال عدوانه الأخير، أمرين جديدين، الاول: حق لبنان في الرد على اي اعتداء اسرائيلي من اي نقطة في لبنان على اي منطقة في فلسطين المحتلة بعدما كان الرد ينحصر سابقا ضمن مزارع شبعا. والثاني: فتح معركة المسيّرات وتثبيت حقنا في اسقاطها".

الشيخ دعموش لـ"العهد": حزب الله كربلائي الهوية والشهادة

شهداءنا بذلوا في سبيل الله كل ما يملكون بلا تردد ومن غير حساب، انطلاقًا من وعيهم وبصيرتهم ويقينهم بعدالة القضية

هكذا اذاً، تصبح الصورة أوضح، الدم هو زرع الله الذي نجني ثماره في الدينا والآخرة، "وهؤلاء هم الشهداء، لأنهم هم نماذج معتدلة ومستقيمة لا تميل يمينًا أو يسارًا ولا تأخذها الأهواء والشهوات إلى غير الاتجاه الذي يريده الله، وبذلك هم المقياس والمعيار والميزان، هم مقاييس للآخرين، ومعايير للحق وللهدى، بهم يُعرف الحق من الباطل والخير من الشر"، يقول الشيخ دعموش.

حزب الله الكربلائي .. هادي نموذج

هنا، لا نتحدث عن مجرد مقاومة، بل تجربة مديدة وحاضرة. حزب الله - المقاومة التي أخذت من كربلاء عبرة، فقاومت المخرز، بقليل من العتاد والعديد، وبكثير من الايمان والتضحية والإرادة. "هذا ما لمسناه في مسيرتنا، فان كل واحد وخاصة من القادة الشهداء من الشيخ راغب الى السيد عباس الى الحاج عماد أعطى دفعًا خاصًا للمسيرة وللمقاومة، وبعد شهادة كل واحد من هؤلاء القادة الكبار كنا نجد أن المقاومة تدخل في مرحلة جديدة تكون فيها أكثر تقدمًا وتطورًا وقوة وصلابة وارادة وعزمًا ويكون المجاهدون فيها أكثر تصميمًا على مواصلة طريق المقاومة"، يقول الشيخ دعموش لموقعنا، مشيرًا إلى أن "دماء الشهداء حركت الآلاف من الشباب لينخرطوا في صفوف المقاومة وأطلقت دماؤهم حوافز كبرى داخل المقاومة. وهذا هو عطاء الدم المستمر، لأن شهيدًا واحدًا يصنع روح الإيثار والتضحية عند العشرات بل المئات بل الآلاف من الناس، وخاصة اذا كان الشهيد من الكبار".

الشيخ دعموش لـ"العهد": حزب الله كربلائي الهوية والشهادة

ولا ينتهي الحديث عن النماذج في هذه المقاومة، التي قدمت القادة قبل المجاهدين، ودفعت بالأبناء الى سوح القتال. يقول سماحة الشيخ دعموش إن "الصورة الكربلائية التي جسدها الشهيد محمد هادي نصر الله ابن قائد المقاومة سماحة الأمين العام السيد حسن نصر الله أنه ابن القائد الذي جاهد وقاتل بين يدي أبيه وتحت لوائه وخاض بكل شجاعة المعركة ضد الصهاينة حتى الرمق الأخير وسقط شهيدًا، ثم وقف والده في الخطاب الذي نعاه فيه بكل صلابة وشموخ ليخاطب ربه (ارضيت يا رب؟ خذ حتى ترضى) هذا هو جوهر المشهد الكربلائي الذي جسده الشهيد هادي".

يضيف سماحته "الشهيد هادي هو الشهيد الشاب الذي اتخذ عليا الأكبر قدوة له وتخلى عن كل شيء وخرج بملء ارادته في طريق المقاومة وبكامل اختياره وأبى الا أن يشارك في عمليات المقاومة، وشارك في عملية الجبل الرفيع وارتقى شهيدًا بعد مواجهة مع العدو. لم يكن والده هو الذي دفعه للجهاد والمشاركة في عمل المقاومة، تمامًا كما لم يكن الحسين (ع) هو الذي دفع ولده عليًّا الأكبر للشهادة، بل هو من اختار هذا الطريق، كان بامكان الشهيد هادي أن يعيش مكرمًا كونه ابن الأمين العام وأن يبني حاضره ومستقبله على أكمل وجه ولكنه لم يفعل ذلك بل خرج ليصنع كربلائه الخاصة وليكون نموذجًا وقدوة لكل الشباب في الجهاد والحماسة وعشق الشهادة في سبيل الله. وقد لفتني مقطع من وصيته وهو يكمل المشهد حيث يقول فيه: إنني - وبعون الله - مجاهد من مجاهدي المقاومة الإسلامية. التحقت بالمقاومة بهدف التحرير والدفاع عن دين الله تعالى، فاخترت عملي هناك، حيث الجبال العالية - جبال مليتا وصافي وعقماتا واللويزة، أبتغي الدفاع عن رايتي وولائي، عن نهجي وعن أمتي، لأبيد عدو الله وعدوي، جرثومة الفساد الكيان الصهيوني، راجيًا الله تعالى أن يرزقني الشهادة في سبيله".

‏الشهيد هادي نصرالله .. رسالة الشهداء

هذه هي كربلاء اذاً. العطاء بلا حساب، وبلا اعتبارات، وبلا نقصان. العطاء الكامل الصافي، حتى رمقه الأخير. العطاء بكل ما نملك حتى نملك عند الله كل ما نسعى اليه. ربما كانت صورة الشهيد هادي نصر الله وقد افترش جسده تراب الوطن، هي الرسالة الأسمى، والأسرع إلى الله، وكذلك الى العدو. يرى الشيخ دعموش في مقابلته مع موقع "العهد" أن "الرسالة التي تقدمها شهادة الشهيد هادي للعالم، للأجيال، هي ما قاله سماحة الامين العام مخاطبًا العدو يوم شهادة ولده: "نحن لسنا حركة أو مقاومة يريد قادتها أن يعيشوا حياتهم الخاصة ويقاتلوكم بأبناء الاوفياء والاتباع والانصار الصادقين الطيبين من عموم الناس، شهادة الشهيد هادي هي عنوان اننا في حزب الله لا نوفر أولادنا للمستقبل، ونفخر بأولادنا عندما يذهبون الى الخطوط الامامية ونرفع رؤوسنا باولادنا عندما يسقطون شهداء. وأقول لهذا العدو عليه أن يفهم رسالة شهادة السيد هادي وإخوانه الشهداء على وجهها الحقيقي، إننا في حزب الله، في كل المواقع، رجالاً ونساءً وأطفالاً، مصممون على متابعة طريق السيد عباس والشيخ راغب والإمام الخميني (قده) وعلى مواصلة درب الجهاد مهما كانت التحديات والاخطار والتضحيات، هذا عهد وهذا قسم وهذه بيعة لا عودة عنها على الاطلاق، هذه رسالة استشهاد هؤلاء الشهداء الطيبين".

يستشهد الشيخ دعموش بكلمات قائد المقاومة السيد نصرالله، ليختم بأن "شهداءنا بذلوا في سبيل الله كل ما يملكون بلا تردد ومن غير حساب، انطلاقًا من وعيهم وبصيرتهم ويقينهم بعدالة القضية وبالحق وبسلامة الطريق، ومن يعطي ويبذل بلا حدود ومن غير حساب فهو جدير بأن يرزقه الله كل ما يتمنى من رحمته بلا حدود ومن غير حساب".

 

نص مقابلة نائب رئيس المجلس التفيذي في حزب الله سماحة الشيخ علي دعموش مع موقع العهد الالكتروني 19-9-2019

جواب سؤال-1

لا شك ان شهداء حزب الله استلهموا إيمانهم وجهادهم ومقاومتهم وشجاعتهم وثباتهم ووفائهم واستعدادهم للعطاء والتضحية من كربلاء، تعلموا في مدرستها كلّ معاني الكرامة والإباء والوفاء، وتربوا في نهجها على التمسك بالقيم والجهاد والمقاومة، وعلى العطاء والتضحية في سبيل الاهداف الكبرى، حيث ان كربلاء  التي استشهد فيها الحسين(ع) وسبعون من اهل بيته واصحابه كانت اعظم نموذج للبذل والتضحية والشهادة في سبيل الاهداف الكبرى، وقد مثلت النموذج والقدوة في التربية على العطاء والشهادة في مواجهة الطغاة والظالمين، وقد تخرج شهداؤنا من مجالس الحسين(ع) وعاشوراء، ومنها استلهموا روحية الاستشهاد في سبيل الله، وفيها تعلموا حب الشهادة وادركوا عظمة انجازات الشهداء وعطاءاتهم، فانطلقوا في مواجهة الاحتلال الصهيوني لبلدنا ودافعوا عن ارضنا واعراضنا وكرامتنا، واستطاعوا ان يحققوا الكثير من الانجازات والانتصارات للوطن وللأمة.

كل واحد من هؤلاء الشهداء الذين خرجوا في هذه المقاومة من فاتح عهد الإستشهاديين الشهيد أحمد قصير الى آخر شهيد سقط على طريق المقاومة  الى الشهيدين حسن زبيب وياسر ضاهر ،كان مصداقا حقيقيا للذين قتلوا في سبيل الله ومن أجل أهداف مقدسة وفي معركة الدفاع عن بلدنا ومن أجل حماية وطننا وأهلنا وأعراضهم وكراماتهم .

لم يقتل هؤلاء في سبيل شيء من حطام الدنيا ولا من أجل الحصول على مكاسب وامتيازات خاصة، ولا في معركة عبثية، جاهدوا وقتلوا من أجل أهداف كبرى وفي سبيل الله الذي هو سبيل المستضعفين من الرجال والنساء والولدان (وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَٰذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ نَصِيرًا).

وكما ان ثورة الحسين(ع) حمت الدين والقيم واستنهضت الامة واعادت للامة كرامتها وحريتها، فان شهدائنا ومقاومتنا حمت بلدنا وحرررت جزءا كبيرا من أرضنا المحتلة وجعلت لبنان جزءا من معادلات المنطقة واعادت للامة كرامتها وعزتها وشموخها.

واليوم نحن ببركة دماء الشهداء ننعم بالامن والاستقرار على امتداد الحدود والمناطق اللبنانية وببركة دماء الشهداء لاسيما دماء الشهدين حسن زبيب وياسر ضاهر والعملية الجريئة في افيفيم مؤخرا اعدنا تثبيت معادلة الردع التي حاول العدو الاسرائيلي اسقاطها من خلال عدوانه الأخير، وكسبنا أمرين جديدين في اطار هذه المعادلة :الاول: حق لبنان في الرد على اي اعتداء اسرائيلي من اي نقطة في لبنان على اي منطقة في فلسطين المحتلة بعدما كان الرد ينحصر سابقا ضمن مزارع شبعا. والثاني: فتح معركة المسيرات وتثبيت حقنا في اسقاطها.

 

جواب السؤال -2

لعل أعظم ما في الشهادة أنها تمنح الامة القدوات الصالحة والنماذج التي تمثل معايير للحق، فأحد أهم ميزات الشهداء انهم معايير للحق ونماذج محسوسة تستهدي بهم البشرية، فالانسان قد تتلاعب به الأهواء والمصالح والمواقع والطموحات وتأخذه في اتجاهات ليست في مصلحته، فترى بعض الناس يميلون يميناً وشمالاً, بل ترى البعض ينتقل من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار نتيجة تلاعب المصالح به.

لذلك لا بد للمجتمع الانساني من معالم ونماذج محسوسة وملموسة يستهدي بها ويستضيء بنورها, ويميز بها الصحيح من الخطأ, والهدى من الضلال, والحق من الباطل, تماماً كما يستهدي الانسان بالانبياء والكتب السماوية والشرائع والوحي والتعاليم الالهية .

هناك أشخاص ونماذج تكون أعمالهم ومواقفهم ومواصفاتهم حجة على الآخرين، فيهتدون بمواقفهم وأعمالهم وتضحياتهم وعطائهم كما يهتدون بكلماتهم وآرائهم وتوجيهاتهم, وهؤلاء يمثلون القدوة والأسوة في حياة الناس وفي حياة الأمة.

هؤلاء سكوتهم وكلامهم, وحركاتهم وسكناتهم, وقيامهم وقعودهم, وإقدامهم وإحجامهم, وعطاءتهم وتضحياتهم, قدوة للآخرين وحجة عليهم.

وهؤلاء هم الشهداء.. لأن الشهداء هم نماذج معتدلة ومستقيمة لا تميل يميناً أو يساراً ولا تأخذها الأهواء والشهوات إلى غير الاتجاه الذي يريده الله، وبذلكهم المقياس والمعيار والميزان, هم مقاييس للآخرين, ومعايير للحق وللهدى ، بهم يُعرف الحق من الباطل والخير من الشر.

إذا أردت أن تعرف الحق والصواب والصح والهدى.. فأنظر أين هم الشهداء, وفي أي موقع هم, فهم المقياس والمعيار والقدوة والأسوة والحجة.

وبهذا المعنى كانت مقاومة حزب الله حجة على العلماء كما قال الامام القائد(دام ظله) وكان شهداء حزب الله حجة على الناس, يقيسون به انفسهم وعطاءهم ووعيهم وصلابتهم واخلاصهم وبصيرتهم واستقامتهم..

اضافة الى ذلك، فان شهادة الشهداء تمنح الأمة الكثير من البركات: فهي تأسس لمستقبل جديد ومرحلة جديدة، تمنح القضية زخماً جديداً, ودفعاً سريعاً, وتطوراً كبيراً, وتكسب المسيرة مصداقية كبيرة وتدفع المسيرة نحو الانتصار وتحقيق الإنجازات، وهذا ما لمسناه في مسيرتنا، فان كل واحد وخاصة من القادة الشهداء من الشيخ راغب الى السيد عباس الى الحاج عماد أعطى دفعاً خاصا للمسيرة وللمقاومة, وبعد شهادة كل واحد من هؤلاء القادة الكبار كنا نجد أن المقاومة تدخل في مرحلة جديدة تكون فيها أكثر تقدما وتطورا وقوة وصلابة وارادة وعزماً ويكون المجاهدون فيها أكثر تصميماً على مواصلة طريق المقاومة.

لقد حركت دماء الشهداء الآلاف من الشباب لينخرطوا في صفوف المقاومة واطلقت دماؤهم حوافز كبرى داخل المقاومة.وهذا هو عطاء الدم ، عطاء الدم هو عطاء دائم، لأن شهيداً واحداً يصنع روح الإيثار والتضحية عند العشرات بل المئات بل الآلاف من الناس, وخاصة اذا كان الشهيد من الكبار.

 

جواب السؤال -3

الشهداء بما يحملون من صفات وقيم وبما يجسدون من سلوك رسالي وجهادي هم قدوة للناس وللأجيال في كل ما يحملونه ويجسدونه ، والحسين(ع) ومن كان معه كانوا ولا زالوا وسيبقوا الى يوم القيامة قدوة واسوة للأجيال وللأحرار ، وشهداؤنا كل شهدائنا جسدوا القدوة في الايمان والتقوى والورع والصدق والاخلاص والايثار والصبر والثبات والتواضع ومحبة الناس .. هم قدوة في كل هذه المعاني وفي غيرها.. لكن هذه القدوة تظهر وتتجلى أكثر في أمرين أساسيين: تتجلى في الوعي واليقين, وتتجلى في العطاء والتضحية, فشهداؤنا هم قدوة للأجيال في هذين الأمرين.

 في الامرالاول، هم جسدوا مستوى رفيعاً من الوعي والبصيرة واليقين.. اليقين في الايمان, واليقين في معرفة الحلال والحرام والإلتزام به, واليقين بعدالة القضية التي يضحون من أجلها, واليقين بالحق الذي يقاتلون من أجله, ووضوح الطريق وفهم طبيعة الصراع الذي يخوضونه مع العدو.

هذا الوعي وهذا اليقين كان يملكه كل شهدائنا وخاصة الشهداء القادة, فهؤلاء منذ الصبا كان لديهم وعي مبكر بقضية الصراع مع العدو الإسرائيلي وبمسألة القدس وفلسطين, وكبر هذا الوعي بعد سلسلة الاعتداءات الاسرائيلية على لبنان قبل 1982وصولاً الى الاجتياح في 1982, وانطلقوا في هذه المقاومة ليتحملوا المسؤولية وليكونوا جزءا  من عملها وجزءا من عطاءها وتضحياتها من موقع هذا اليقين وهذا الوعي .

كما قال الإمام علي(ع) : والله لو لقيتهم واحداً وهم طلاع الأرض كلها ما باليت ولا استوحشت وإني من ضلالهم الذي هم فيه والهدي الذي أنا عليه لعلى بصيرة من نفسي ويقين من ربي.

وبدون هذا الوعي وهذا اليقين وهذا الوضوح في الرؤية وفي فهم القضية التي يقاتل الانسان من أجلها لا قيمة للشهادة.

 هناك من الناس من  يبذل دمه ويضحي بنفسه من دون أن تعود هذه التضحية عليه بفائدة, ومن دون أن تخرجه هذه التضحية من دائرة الأهواء والباطل, ومن دون أن تدخله في دائرة الهدى والحق, لأنها ليست نابعة من الوعي واليقين والوضوح,  وانما هي نابعة من الأهواء, حيث يزين الشيطان للإنسان أعمالهم ويخدعه ويريه الحق باطلاً والباطل حقاً, ويسلبه الرؤية والبصيرة, فيتصور الإنسان أنه من أصحاب المبادىء وأن القضية التي يضحي من أجلها محقة.. بينما هي في الواقع ليست كذلك, وهذا ما أشار اليه القرآن في بعض آياته: ( قل هل ننبئكم بالاخسرين اعمالاً الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون انهم يحسنون صنعا)الكهف 103-104

 من ضحايا انعدام الرؤية والبصيرة واليقين في التاريخ الخوارج, وفي الحاضر التكفيريون, هؤلاء وأولئك يلتزمون بالحلال والحرام والاحكام, لكن بدون وعي ولا يقين, ولانه لا يقين لهم باحكام الله يسفكون الدماء المحرمة ويرتكبون الجرائم من دون ورع ولا تقوى، يتورعون عن أن يأخذ أحدهم ثمرة سقطت من نخلة ولا يتورعون عن قتل النساء والأطفال والتفجير بالأبرياء كما حصل ويحصل في كثير من دول المنطقة..

وشهداؤنا كما جسدوا مستوى رفيعاً من الوعي واليقين فانهم جسدوا أيضاً قمة في العطاء والتضحية, وهذه هي النقطة الثانية في القدوة التي مثلها شهداؤنا.وليس بعد هذه القمة قمة, فإن الجود بالنفس هو أقصى غاية الجود.

 شهداؤنا بذلوا في سبيل الله كل ما يملكون بلا تردد ومن غير حساب, إنطلاقاً من وعيهم وبصيرتهم ويقينهم بعدالة القضية وبالحق وبسلامة الطريق, ومن يعطي ويبذل بلا حدود ومن غير حساب فهو جدير بأن يرزقه الله كل ما يتمنى من رحمته بلا حدود ومن غير حساب .

 

جواب السؤال-4

الصورة الكربلائية التي جسدها الشهيد محمد هادي نصرالله ابن قائد المقاومة سماحة الامين العام السيد حسن نصرالله انه إبن القائد الذي جاهد وقاتل بين يدي أبيه وتحت لوائه وخاض بكل شجاعة المعركة ضد الصهاينة حتى الرمق الأخير وسقط شهيدا، ثم وقف والده في الخطاب الذي نعاه فيه بكل صلابة وشموخ ليخاطب ربه (ارضيت يا رب؟ خذ حتى ترضى) هذا هو جوهر المشهد الكربلائي الذي جسده الشهيد هادي .

والشهيد هادي هو الشهيد الشاب الذي اتخذ عليا الأكبر قدوة له وتخلى عن كل شيء وخرج بملىء ارادته في طريق المقاومة وبكامل اختياره وأبى الا ان يشارك في عمليات المقاومة، وشارك في عملية الجبل الرفيع وسقط شهيدا بعد مواجهة مع العدو

لم يكن والده هو الذي دفعه للجهاد والمشاركة في عمل المقاومة، تماما كما لم يكن الحسين هو الذي دفع ولده علي الأكبر للشهادة ، بل هو من اختار هذا الطريق، كان بامكان الشهيد هادي ان يعيش مكرما كونه ابن الامين العام وان يبني حاضره ومستقبله على أكمل وجه ولكنه لم يفعل ذلك بل خرج ليصنع كربلائه الخاصة وليكون نموذجا وقدوة لكل الشباب في الجهاد والحماسة وعشق الشهادة في سبيل الله. وقد لفتني مقطع من وصيته وهو يكمل المشهد حيث يقول فيه: إنني - وبعون الله - مجاهد من مجاهدي المقاومة الإسلامية. التحقت بالمقاومة بهدف التحرير والدفاع عن دين الله تعالى، فاخترت عملي هناك، حيث الجبال العالية - جبال مليتا وصافي وعقماتا واللويزة، أبتغي الدفاع عن رايتي وولائي، عن نهجي وعن أمتي، لأبيد عدو الله وعدوي، جرثومة الفساد الكيان الصهيوني، راجياً الله تعالى أن يرزقني الشهادة في سبيله.‏

 

جواب السؤال-5

بكلمة مختصرة الرسالة التي تقدمها شهادة الشهيد هادي للعالم وللأجيال هي ما قاله سماحة الامين العام مخاطبا العدو يوم شهادة ولده:" نحن لسنا حركة أو مقاومة يريد قادتها أن يعيشوا حياتهم الخاصة ويقاتلوكم بأبناء الاوفياء والاتباع والانصار الصادقين الطيبين من عموم الناس، شهادة الشهيد هادي هي عنوان اننا في حزب الله لا نوفر أولادنا للمستقبل، نفخر بأولادنا عندما يذهبون الى الخطوط الامامية ونرفع رؤوسنا باولادنا عندما يسقطون شهداء".

وأضاف سماحته:" أقول لهذا العدو عليه أن يفهم رسالة شهادة السيد هادي وإخوانه الشهداء على وجهها الحقيقي، إننا في حزب الله، في كل المواقع، رجالاً ونساءً وأطفالاً، مصممون على متابعة طريق السيد عباس والشيخ راغب والإمام الخميني (قده) وعلى مواصلة درب الجهاد مهما كانت التحديات والاخطار والتضحيات، هذا عهد وهذا قسم وهذه بيعة لا عودة عنها على الاطلاق، هذه رسالة استشهاد هؤلاء الشهداء الطيبين ".