كلمة في المجلس العاشورائي في مارون مسك 4-9-2019

اعتبر نائب رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله الشيخ علي دعموش: أن رفض السياسات والشروط والاملاءات الامريكية علينا وعلى بلدنا هو أحد أشكال التعبير عن استقلالنا واستقلال بلدنا وسيادته.

وقال خلال كلمة له في المجلس العاشورائي الذي يقيمه حزب الله في مارون مسك في الشياح: انظروا الى الذين خضعوا للولايات المتحدة الأمريكية وساروا في ركبها وأذعنوا لسياساتها، ماذا جنوا؟ وعلى ماذا حصلوا سوى على التبعية والذل والمهانة.

وأشار: الى ان خيار التسوية مع الكيان الصهيوني الذي فرضته الولايات المتحدة الامريكية على العرب والفلسطينيين لم يثمر حتى الان سوى المزيد من تقديم التنازلات، وبالرغم من ذلك فان اسرائيل تطلب المزيد من التنازلات، وتفرض المزيد من الشروط، وتتجاوز هي واميركا كل الاتفاقات والمواثيق والعهود، ويقومان اليوم باجراءات تُنهي القضية الفلسطينية وتقضي عليها ، وصفقة القرن التي كشف نتنياهو عن أن الادارة الامريكية ستعلن عنها بعد الانتخابات الاسرائيلية مباشرة، هي أحد أخطر الصفقات والمؤامرات الهادفة الى إنهاء القضية الفلسطينية. 

 ورأى الشيخ دعموش: ان خيار التسوية لم يعط الأمة سوى الضعف والذل والهوان والضياع والهزيمة، وشجع اسرائيل على التمادي في عدوانها على فلسطين وقضم حقوق الشعب الفلسطيني، أما خيار المقاومة فقد أعطى العزة والعنفوان والنصر والقوة، وحرر الارض، واعاد الحقوق، وفرض معادلات الردع وثبّتها، وقيدّ اسرائيل وكبل يديها في لبنان، واليوم بعد العملية النوعية للمقاومة في افيفيم لم يعد من السهل على اسرائيل العدوان على لبنان، لانها باتت تعرف أن المقاومة لن تسكت على أي عدوان، وسترد في العمق الاسرائيلي بعدما أعلن سماحة الامين العام حفظه الله عن سقوط كل الخطوط الحمراء أمام المقاومة.

وأكد: ان المقاومة ليس انها أعادت تثبيت معادلة الردع فقط، بل انها حسّنت من شروط الردع، حيث بات على الاسرائيلي أن يتوقع الرد الحتمي على أي عدوان من اي نقطة على الحدود مع فلسطين المحتلة.

 

 

نص الكلمةبعنوان(العفّة)

احد الاهداف التي يركز عليها أعدائنا لضرب مجتمعنا أخلاقيا وسلوكيا واجتماعيا في اطار الحرب الناعمة التي يشنها علينا هو ضرب العفة خصوصا لدى المرأة المسلمة.

العفّة هي صفة وقوة نفسيّة داخلية تجعل الإنسان يصون نفسه وشخصيته وينزهها عن كلّ أمرٍ دنيّ وحقير وعن كل أمر غير مناسب ولا ينسجم مع مكانة المؤمن وسمعته وشخصيته، وهذا ما أكده الامام علي(ع) بقوله:العفاف يصون النفس وينزهها عن الدنايا.

وهي صفة يجب ان يتحلى بها الانسان المؤمن والانسان العاقل والمتزن وان يحولها الى جزء من شخصيته واخلاقه وسلوكه في الحياة.

ولعل من ابرز بركات وثمرات العفة هي صيانة الشخصية  المؤمنة عن الوقوع فيما لا يناسبها فهي تصون النفس والعرض والشرف، وتحفظ سمعة ومكانة الانسان، وترفع من اوصافه وأخلاقه الحسنة ، وتنزهه عن ممارسة الأمورالحقيرة والدنيئة.

وهذا ما اشارت اليه الروايات عن ائمة اهل البيت(ع)، فعن عليّ عليه السلام: "من عفّت أطرافه حسنت أوصافه"وعنه عليه السلام ايضا:: "ثمرة العفّة الصيانة.

ويمكن التعرّف إلى العفة أكثر من خلال التعرف على الاشياء التي ينبغي التعفف عنها اي من خلال التعرف على متعلقاتها وآثارها التي تظهر على سلوك الإنسان، فالعفة يجب ان تكون عن الحرام والمعصية وعن كل شيء يعرض الانسان للمهانة والمذلة.  

من الامور التي ينبغي ان نتعفف عنها :

اولا: العفّة عن إظهار الحاجة الماديّة امام الاخرين، اي ان يتعفف الانسان عن مدّ يده للآخرين والطلب منهم والتذلل اليهم ليقضوا له حاجته، وعندما يتعفف الانسان عن اظهار حاجته أمام الناس فإنه حتى لو كان فقيرا فان الناس يظنونه غنيا ومستغنيا عنهم، فالقير يبدو غنيا من التعفف، وهذا هو حال اهل الصفة في زمن النبي(ص) فهؤلاء كانوا مجموعة من المهاجرين الفقراء الذين كانوا يعيشون في محيط مسجد النبي(ص) لانه لم تكن لديهم بيوت تأويهم، وكان النبي(ص) والمسلمون يطعمونهم ويساعدونهم، ولكن بالرغم من فقرهم كان الناس يحسبونهم أغنياء من التعفف، لانهم كانوا يتعففون عن اظهار فقرهم وحاجتهم امام الناس.

 وقد تحدث الله عنهم بقوله تعالى﴿لِلْفُقَرَاء الَّذِينَ أُحصِرُواْ فِي سَبِيلِ اللهِ لاَ يَسْتَطِيعُونَ ضَرْبًا فِي الأَرْضِ يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاء مِنَ التَّعَفُّفِ....

وعن عليّ عليه السلام: العفاف زينة الفقر.

ثانيا: العفّة عن الشهوات والملذات والوقوع في الحرام والفاحشة: يقول تعالى﴿وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّى يُغْنِيَهُمْ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ.﴾ فمن لا قدرة له على الزواج عليه ان يستعفف ويصبر عن الوقوع في الحرام نتيجة ضغط الشهوة.

 وعن عليّ عليه السلام"الصبر عن الشهوة عفّة.

 وهذه العفّة يجب أن تزداد كلّما ازدادت المرأة جمالاً، وعن عليّ عليه السلام:  زكاة الجمال العفاف .

ثالثا: العفّة عن أكل الحرام والاعتداء على اموال الناس وسلب حقوقهم:عن علي عليه السلام: إذا أراد الله بعبدٍ خيراً أعفّ بطنه وفرجه. وهذا ينعكس على طلب الإنسان للدنيا، فعن علي عليه السلام:  على قدر العفّة تكون القناعة.

رابعا: العفّة عن إظهار المفاتن والمحاسن او اي شيء من جسد المرأة، من شعرها او صدرها، والحفاظ على الحجاب الشرعي والتشدد فيه، فان الله فضّل حتى للنساء العجائز اللاتي لا يلفتن النظر ولا يثرن الغرائز، فضّل لهن ان يستعففن عن نزع حجابهن بالرغم من ان الله أجاز لهن ذلك، يقول تعالى: ﴿وَالْقَوَاعِدُ مِنَ النِّسَاء اللَّاتِي لَا يَرْجُونَ نِكَاحًا فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ أَن يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ غَيْرَ مُتَبَرِّجَاتٍ بِزِينَةٍ وَأَن يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ لَّهُنَّ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيم﴾.

خامسا: العفّة عن كل شيء لا يتناسب مع طبيعة وشخصية المرأة المؤمنه والمحجبة والمحتشمة وفي مقدمة ذلك:

 اولا: العفة عن الاختلاط بين الرجال والنساء ، فالاختلاط يتنافى مع العفة، لانه من يضمن ان لا يؤدي الاختلاط الى الوقوع في الحرام او فيما لا يناسب المؤمن او المؤمنة؟.

من يضمن عندما ترفع الحواجز والحدود في العلاقة بين الشاب والفتاة بحيث تصبح الفتاة لا تتحرج في الحديث مع الشاب وجها لوجه او عبر وسائل التواصل ولا تتحرج في الخروج من بيت اهلها لتمضي اوقاتا مع شباب في رحلات او في سهرات او ماشاكل ذلك بحجة ان هؤلاء رفقة ويريدون ان يتسلوا (وشو فيها اذا ضهروا وانبصتوا) من يضمن ألا يؤدي مثل هذا الانفتاح والسلوك الى علاقات غير شرعية والى مصائب وويلات كما نشاهد في مجتمعنا؟؟.    هذه امور لا تتناسب مع طبيعة الفتاة التي ينبغي ان تكون لديها عفة وحياء يمنعانها من الاختلاط ومن سلوك لا يحمي شخصيتها وشرفها وقدسيتها.

اليوم عدم التعفف عن الاختلاط وعدم التورع عن التواصل وتبادل الاحاديث غير الضرورية مع الرجال الاجانب خصوصا عبر الواتس والفايس بوك،  بات يورط حتى المحصنات المتزوجات بعلاقات غير شرعية تؤدي الى خراب البيوت وتدمير العائلة.

العفة تصون الشرف وتحفظ السمعة وتحمي العائلة وتضمن مستقبل الفتاة .الفتاة التي لا تتعفف من الذهاب مع الشباب وتبادل الاحاديث غيرالضرورية معهم والتحرك بميوعة وغنج ودلع، منْ يجروء بعد ذلك على الزواج منها ويبني لها مستقبلها؟.

هذه امور يجب الالتفات اليها ومسؤولية الأهل هنا كبيرة جدا لان عليهم ان يحافظوا على عفة بناتهم وان لا يسمحوا باي شيء يتنافى مع عفتهن.

ثانيا: العفة عن التشبه بالرجال، فهناك أموراً تناسب الرجل وهناك امور تناسب المرأة، وقد أكّد الإسلام على ضرورة أن يلتزم كلّ منهما بما يناسبه، فلا يقتحم الرجل ما يناسب المرأة ولا تقترف المرأة ما يناسب الرجل ولا يتناسب مع حيائها وعفّتها، فلا يصح ان تتشبه المرأة بالرجل في لبسها او في تصرفاتها وسلوكها، وقد شدد النبيّ الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم على ذلك حتى لعن المرأة التي تتخلّى عما يناسبها لتتشبّه بالرجال فقد ورد عنه صلى الله عليه وآله وسلم: "لعن الله المتشبّهات بالرجال من النساء ولعن الله المتشبّهين من الرجال بالنساء"37.وفي الرواية عن الإمام الباقر عليه السلام: "لا يجوز للمرأة أن تتشبّه بالرجال، لأنّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لعن المتشبّهين من الرجال بالنساء ولعن المتشبّهات من النساء، بالرجال"38.والتشبّه له الكثير من النماذج، وهو يشمل كلّ ما خالف طبيعة المرأة ووافق طبيعة الرجل، ومن أوضح هذه النماذج التشبّه باللباس بحيث تلبس المرأة لباس الرجل أو يلبس الرجل لباس المرأة!.

كما لا يصح للمرأة ولا للرجل تقليد الآخرين وخاصة الغرب والامريكيين والاوربيين حتّى في أصغر الأمور، لا في الشكل ولا في المضمون.لا في شكل الثياب واللباس ولا في موديل قصة الشعر ولا حتى في قصة الاظافر، لان هذا التصرف يظهرنا وكأننا لا شخصية لنا ولا هوية لنا، وانما نحن مجرد اتباع للاخرين، نقلدهم في كل شيء، فعن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "غيّروا الشيب ولا تشبّهوا باليهود والنصارى. (غيروا الشيب ) أي بالخضاب ( ولا تشبهوا ) ( باليهود ) أي في ترك خضاب الشيب.

وعنه صلى الله عليه وآله وسلم: "وقلّموا الأظفار ولا تشبّهوا باليهود".

وفي رواية ثالثة عنه صلى الله عليه وآله وسلم: "اكنسوا أفنيتكم ولا تشبهوا باليهود".

فالنبي صلى الله عليه وآله وسلم يؤكد على ضرورة تربية المجتمع على عدم تقليد الغير والتشبّه بهم.

اليوم عدم التبعية للغرب في عاداته وسلوكه هو تثبيت لهويتنا وشخصيتنا وأخلاقنا المستقلة الاصيلة التي ان عملنا بها حصلنا على السعادة والفوز في الدنيا والاخرة .

كذلك عدم التبعية السياسية للغرب وأميركا ورفض السياسات والشروط والاملاءات الامريكية علينا وعلى بلدنا هو أحد اشكال التعبير عن استقلالنا واستقلال بلدنا وسيادته.

انظروا الى الذين خضعوا للولايات المتحدة وساروا في ركبها واذعنوا لسياساتها ماذا جنوا؟ وعلى ماذا حصلوا سوى على الذل والمهانة؟

خيار التسوية مع الكيان الصهيوني الذي فرضته الولايات المتحدة الامريكية على العرب والفلسطينين لم يثمر حتى الان سوى المزيد من تقديم التنازلات، وبالرغم من التنازلات وهرولة العرب نحو التطبيع مع اسرائيل فان اسرائيل  تطلب المزيد من التنازلات، وتفرض المزيد من الشروط  وتتجاوز هي واميركا كل الاتفاقات والمواثيق والعهود ويقومان اليوم باجراءات تنهي القضية الفلسطينية وتقضي عليها ، وصفقة القرن التي كشف نتنياهو اليوم عن ان الادارة الامريكية ستعلن عنها بعد الانتخابات الاسرائيلية مباشرة هي أحد أخطر الصفقات والمؤامرات الهادفة الى إنهاء القضية الفلسطينية.  

 خيار التسوية لم يعط الامة سوى الضعف والذل والهوان والضياع والهزيمة، وشجع اسرائيل على التمادي في عدوانها على فلسطين وقضم حقوق الشعب الفلسطيني اما خيار المقاومة فقد اعطى العزة والعنفوان والنصر والقوة  وحرر الارض واعاد الحقوق وفرض معادلات الردع وثبتها وقيدّ اسرائيل وكبل يديها في لبنان، واليوم بعد العملية النوعية للمقاومة في افيفيم لم يعد من السهل على اسرائيل العدوان على لبنان لانها باتت تعرف ان المقاومة لن تسكت على اي عدوان وسترد في العمق الاسرائيلي بعدما اعلن سماحة الامين العام عن سقوط كل الخطوط الحمراء امام المقاومة.

اليوم المقاومة ليس انها اعادت تثبيت معادلة الردع فقط بل انها حسنت من شروط الردع، حيث بات على الاسرائيلي ان يتوقع الرد الحتمي على اي عدوان من اي نقطة على الحدود مع فلسطين بعدما كان رد المقاومة في السابق يتركز ضمن مزارع شبعا المحتلة.