الجمعة, 19 04 2024

آخر تحديث: الجمعة, 19 نيسان 2024 1pm

المقالات
خطبة الجمعة 19-4-2024: الادارة في المجال الدفاعي والعسكري

خطبة الجمعة 19-4-2024: الادارة في المجال الدفاعي والعسكري

الشيخ دعموش: الردُّ الإيراني هشّم صورة الكيان رأى نائب رئيس المجلس التنفيذي في...

خطبة الجمعة 12-4-2024: الورع

خطبة الجمعة 12-4-2024: الورع

الشيخ دعموش: مقابل العدوان هناك رد ‏وعقاب.. والإصرار على إطالة أمد الحرب لن يغير...

اللقاء العلمائي السنوي حول القدس في صيدا 6-4-2024

اللقاء العلمائي السنوي حول القدس في صيدا 6-4-2024

الشيخ دعموش من صيدا: لن نقبل أن يتوسع العدو في عدوانه من دون أن يدفع...

خطبة الجمعة 5-4-2024 مكانة المسجد الاقصى لدى المسلمين

خطبة الجمعة 5-4-2024 مكانة المسجد الاقصى لدى المسلمين

الشيخ دعموش: الحديث عن ضغوط أميركية جديدة على "إسرائيل" يبقى في دائرة...

خطبة الجمعة 29-3-2024: علي(ع)وليلة القدر

خطبة الجمعة 29-3-2024: علي(ع)وليلة القدر

الشيخ دعموش: مهما تمادى العدو في مجازره لن تتراجع المقاومة عن مساندة غزة. لفت نائب...

الحفل التكريمي للشهيد علي محمد فقيه في انصارية 27-3-2024

الحفل التكريمي للشهيد علي محمد فقيه في انصارية 27-3-2024

الشيخ دعموش من انصارية: نحن رجال الميدان وحاضرون للدفاع عن بلدنا وأهلنا إلى أقصى...

جولة تفقدية للشيخ دعموش على مائدة الإمام زين العابدين (ع) في برج البراجنة

جولة تفقدية للشيخ دعموش على مائدة الإمام زين العابدين (ع) في برج البراجنة

جال نائب رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله الشيخ علي دعموش على أقسام مائدة الإمام زين...

  • خطبة الجمعة 19-4-2024: الادارة في المجال الدفاعي والعسكري

    خطبة الجمعة 19-4-2024: الادارة في المجال الدفاعي والعسكري

  • خطبة الجمعة 12-4-2024: الورع

    خطبة الجمعة 12-4-2024: الورع

  • اللقاء العلمائي السنوي حول القدس في صيدا 6-4-2024

    اللقاء العلمائي السنوي حول القدس في صيدا 6-4-2024

  • خطبة الجمعة 5-4-2024 مكانة المسجد الاقصى لدى المسلمين

    خطبة الجمعة 5-4-2024 مكانة المسجد الاقصى لدى المسلمين

  • خطبة الجمعة 29-3-2024: علي(ع)وليلة القدر

    خطبة الجمعة 29-3-2024: علي(ع)وليلة القدر

  • الحفل التكريمي للشهيد علي محمد فقيه في انصارية 27-3-2024

    الحفل التكريمي للشهيد علي محمد فقيه في انصارية 27-3-2024

  • جولة تفقدية للشيخ دعموش على مائدة الإمام زين العابدين (ع) في برج البراجنة

    جولة تفقدية للشيخ دعموش على مائدة الإمام زين العابدين (ع) في برج البراجنة

 
NEWS-BAR
الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 19-4-2024: الردُّ الإيراني هشّم صورة الكيان الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 12-4-2024: مقابل العدوان هناك رد ‏وعقاب.. والإصرار على إطالة أمد الحرب لن يغير شيئاَ. الشيخ دعموش من صيدا: لن نقبل أن يتوسع العدو في عدوانه من دون أن يدفع الثمن. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 5-4-2024: الحديث عن ضغوط أميركية جديدة على "إسرائيل" يبقى في دائرة الخداع والنفاق ما لم تُترجم هذه الضغوط المزعومة بوقف العدوان. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 29-3-2024: مهما تمادى العدو في مجازره لن تتراجع المقاومة عن مساندة غزة. الشيخ دعموش في الحفل التكريمي للشهيد علي محمد فقيه في انصارية 27-3-2024: نحن رجال الميدان وحاضرون للدفاع عن بلدنا وأهلنا إلى أقصى حد. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 22-3-2024: المقاومة لن ترضخ لشروط العدو الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 15-3-2024 المقاومة ما تزال تُمسك بالميدان وتُقاتل بقوة. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 8-3-2024: لسنا معنيين بإعطاء ضمانات للعدو الصهيوني. الشيخ دعموش في رعاية حملة الخير-ثقافة للامداد في بيروت 6-3-2024: المقاومة ستواصل حضورها في الميدان ولا يمكن أن يردعها شيء. الشيخ دعموش في الحفل التكريمي للشهيد فاروق حرب في الحلوسية 5-3-2024: قرار المقاومة هو الردّ بحزم على كل اعتداء أو استهداف. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 1-3-2024: لن تخرج المقاومة من المعركة إلّا بنصر ‏جديد. الشيخ دعموش في رعاية حفل تخريج دورة كوادر نقابية في بعلبك 25-2-2024: المقاومة على أتم الاستعداد والجهوزية للدفاع عن لبنان الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 23-02-2024: العدوانية الاسرائيلية في غزة ولبنان لا يردعها ولا يسقط اهدافها شيء سوى المقاومة والحضور في الميدان ومواجهة القتل بالقتل والتدمير بالتدمير والتصعيد بالتصعيد. الشيخ ‏دعموش في خطبة الجمعة 16-02-2024: العدو الصهيوني مأزوم في لبنان والمقاومة مصممة على ‏مقابلة التصعيد بالتصعيد. الشيخ دعموش في الاحتفال السنوي لجمعية البر والتقوى 9-2-2024: وقف العدوان على غزة هو الخيار الوحيد لوقف ‏جبهة لبنان. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 09-02-2024: العدو وصل إلى طريق ‏مسدود واستمرار العدوان لن يؤدي إلا ‏إلى المزيد من الفشل. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 2-1-2024: المقاومة وجهت للعدو رسائل نارية وأفهمته أنّه لا يمكن أن يتمادى في عدوانه على لبنان من دون أن يلقى الرد الحاسم الشيخ دعموش في اسبوع الحاج حسين مرجي: توسيع العدوان على لبنان لن يكون نزهة. الشيخ ‏دعموش في خطبة الجمعة 26-1-2024: التهويل والتهديد للبنان لن يقدم أو يُؤخّر شيئًا ولن يُثني المقاومة عن دعم غزّة. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 19-1-2024: التهديدات والرسائل التي ‏يحملها الموفدون إلى لبنان لن تقفل جبهة الجنوب طالما استمر العدوان ‏على غزة. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 12-1-2024: من يريد مساعدة "إسرائيل" على الخروج من ورطتها عليه الضغط على العدو لوقف عدوانه قبل الضغط على لبنان أو الحديث عن أي شيء آخر. الشيخ دعموش في اسبوع الشهيدين عبدالله الاسمر وعباس رمال 10-1-2024: إذا فرض العدو الحرب علينا فسنُريه من قدراتنا وبأسنا ما يجعله يندم على جرائمه وعدوانه. الشيخ دعموش في أسبوع الشهيد عبد الجليل حمزة في بلدة الخضر 07-01-2024: عمليّة ميرون نوعيّة واستراتيجيّة هزّت الكيان الصهيوني. الشيخ دعموش في اسبوع الشهيد حسين علي غزالة في بلدة عدلون 06-01-2024: المقاومة لن تقبل بفرض قواعد جديدة تمكّن العدو من التمادي في جرائمه. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 05-01-2024: كلّ جرائم العدو لن تُثني المقاومة عن القيام ‏بواجبها. الشيخ دعموش في الذكرى الرابعة للشهيد سليماني في مجمع السيدة زينب: العدوان على غزة زادنا قناعة وتمسكًا بخيار ‏المقاومة. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 29-12-2023: المقاومة في لبنان أوقعت العدو في حرب استنزاف يومية حقيقية. الشيخ دعموش في ملتقى شهيد القدس الثاني الشبابي 28-12-2023: المقاومة في غزة ولبنان مصممة على مواصلة المعركة مهما بلغت التضحيات. الشيخ دعموش في الاحتفال التكريمي للشهيد احمد الحاج علي 23_12_2023: الواقع في جنوب لبنان تحدده المقاومة وليس العدو. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 22-12-2023: ‏المقاومة لن تتردد في الرد الحاسم على أي اعتداءات جديدة. الشيخ دعموش في الحفل التكريمي للشهيد حمد يوسف في عين بعال 18_12_2023: الهمجية الإسرائيلية الأميركية لا تردعها إلاّ القوة ومعادلات المقاومة الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 15-12-2023: العدوان على غزة محكوم بالفشل الشيخ ‏دعموش في الاحتفال التكريمي للشهيد علي حسن الاتات: إذا فكّر العدو مجددًا بالاعتداء على بلدنا سنصنع انتصارًا جديدًا لوطننا وأمتنا الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 8-12-2023: المقاومة أدخلت العدو في حرب استنزاف حقيقية وهو أعجز من أن يفرض إرادته على لبنان الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 1-12-2023: المقاومة في غزة والمنطقة لن تدع ‏الإسرائيلي يحقّق أهدافه. الشيخ دعموش في اسبوع الشهيد احمد مصطفى من حولا: المقاومة لن تتردد في الرد الحاسم على أي استهداف أو اعتداء على لبنان الشيخ دعموش في حفل العباءة الزينبية من الدوير: إذا استأنف العدو عدوانه فستريه المقاومة من بأسها ما لم يرَه من قبل. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 24-11-2023: العدو الصهيوني لم يقبل بالهدنة إلا بعدما فشل في كسر المقاومة وفي كسر إرادة أهل غزة. الشيخ دعموش في الاعتصام التضامني الكبير مع غزة في الضاحية الجنوبية: إذا استمر العدوان على غزة فلا يمكن ضمان عدم توسع الحرب وتصبح كل الاحتمالات مطروحة. الشيخ علي دعموش في خطبة الجمعة 17-11-2023: سنواصل دعمنا ونصرتنا لغزة وسنستمر في استنزاف العدو على الحدود الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 10-11-2023: التوغل البري في غزة لن يحقق للعدو أهدافه ولن يوصله إلى نتيجة. الشيخ دعموش في اسبوع الشهيد علي ابراهيم رميتي في مجمع الامام علي الشياح: المقاومة لن تتسامح مع استهداف المدنيين وستردّ بشكل حاسم الشيخ دعموش في اسبوع الشهيد حسين وليد ذيب في شقرا: نقوم بما تُمليه علينا طبيعة المواجهة مع العدو. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 03-11-2023 : التفويض الغربي للعدو بالحرب المدمرة على غزة سيبقى وصمة عار في تاريخ أميركا والغرب والدول المطبعة . الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 27-10-2023: لن نترك واجبنا في نصرة غزة. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 20-10-2023: الكيان الصهيوني الغاصب زائل حتمًا. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 13-10-2023: الثبات والصمود في المواجهة الدائرة في غزة كفيل بأفشال أهداف العدو وحلفائه. الشيخ دعموش من بر الياس: السكوت عما يجري في غزة خيانة كبرى ولن نتردد في فعل كل ما نستطيعه من أجل نصرة الشعب الفلسطيني. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 1-9-2023: لولا المقاومة لكان لبنان اليوم مازال تحت الاحتلال. الشيخ دعموش: الإمام موسى الصدر كان صاحب رؤية جهادية وسياسية واضحة، كان يدعو الدولة إلى تسليح الجنوبيين من أجل الدفاع عن أرضهم لأنه كان يدرك حجم الأطماع الإسرائيلية في لبنان. الشيخ دعموش: تعلمنا من الإمام السيد موسى الصدر المقاومة وأن أرضنا المحتلة لا يمكن استعادتها الا بالجهاد والقتال والشهادة والتضحيات. الشيخ دعموش: الإمام الصدر كان من أشد الحريصين على سيادة لبنان واستقراره الداخلي وسلمه الأهلي وعيشه المشترك والإيمان به وطنًا نهائيًا لجميع أبنائه. الشيخ دعموش: نحنعلى درب هذا الإمام الكبير والعزيز سنواصل طريق المقاومة لنحمي بلدنا وخيراتنا وثرواتنا، ولن نتخلى عن فلسطين والقدس. الشيخ دعموش: لن نألو جهدًا على المستوى الداخلي للتخفيف من معاناة أهلنا والحفاظ على الاستقرار والسعي لبناء دولة قوية وعادلة، دولة خالية من الفساد والسرقات الشيخ دعموش: هناك فريق سياسي يدعو جهارًا نهارًا إلى المواجهة والفتنة ويُريد رئيسًا يجمع حوله ما يُسمى بالمعارضة من أجل مواجهة حزب الله ليحقق من حيث يدري أو لا يدري أهداف العدو الإسرائيلي في لبنان. الشيخ دعموش: هذا المنطق يكشف عن عقل يريد تخريب البلد والقضاء على كل أمل بالوصول إلى حل للأزمات السياسية والاقتصادية التي يعاني منها البلد. الشيخ دعموش: لن نقبل بوصول رئيس للجمهورية يُحقّق أهداف أعداء لبنان ويكون منصة للفتنة والحرب الأهلية كما يريد فريق التحدي والمواجهة الشيخ دعموش: ما نريده انتخاب رئيس لكل اللبنانين يحفظ وحدتهم وسلمهم الأهلي ويعمل على إنقاذ البلد وإخراجه من أزماته. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 25-8-2023: الحصار الأميركي على لبنان فشل. الشيخ دعموش: سياسة العقوبات والحصار والتجويع هي سياسة قديمة جديدة، يستخدمها المستكبرون لإخضاع الشعوب وبهدف السيطرة والهيمنة. الشيخ دعموش: هذه السياسة تستخدمها أميركا اليوم ضد الشعوب والدول الرافضة للخضوع من أجل فرض شروطها وإملاءاتها. الشيخ دعموش: استمرار الوجود الأميركي وتعزيزه، في شمال شرقي سوريا، هو لحماية "داعش" وتشديد الحصار على سوريا. الشيخ دعموش: إننا على ثقة بأنّ الشعب السوري والقيادة السورية سيتجاوزون هذه المرحلة من دون خضوع واستسلام. الشيخ دعموش: لن تثنينا الحملات الإعلامية الخبيثة عن التمسك بسلاح المقاومة والعمل بما تمليه علينا المصلحة الوطنية. الشيخ دعموش: حزب الله أولويته الأولى إنقاذ البلد وانتخاب رئيس للجمهوريّة وإعادة انتظام مؤسسات الدولة، لتقوم بدورها في خدمة الناس ومعالجة أزماتهم. الشيخ دعموش: حزب الله يعمل بكلّ أمل على إيجاد المخارج والحلول للازمات، انطلاقًا من حرصه على وحدة لبنان واستقراره الداخلي وسلمه الأهلي

مقال لمجلة بقية الله بعنوان : زينب (ع) قمة التحدي للطاغية

تجلى دور السيدة زينب (ع) بعد المأساة في كربلاء في عدد من المواقف البطولية التي كانت تحمل الكثير من التحدي للطاغية ولكل الواقع الذي كان يحيط به ، فقد كان عليها ان لا تستسلم للواقع والمحيط الذي سيقت اليه ،وان تظهر وضاعة الطاغية وتكشف زيفه وحجمه الحقيقي وفظاعة الجريمة التي ارتكبها بحق آل بيت رسول الله (ص)

 والا تدع الدم المسفوح في كربلاء يذهب هدراً.وقد تمثلت قمة التحدي لدى زينب (ع) في موقفين بارزين احدهما في قصر الكوفة امام عبيد الله بن زياد ،والثاني في قصر الشام امام يزيد بن معاوية نفسه.

ففي الموقف الاول: عبرت زينب (ع) عن احتقارها واستهانتها بابن مرجانة ، فاندفع الأثيم يظهر الشماتة بما حصل للحسين (ع)وأصحابه في كربلاء قائلاً:"الحمد لله الذي فضحكم وقتلكم  وأكذب أحدوثتكم"    فانبرت  حفيدة الرسول بكل شجاعة وصلابة قائلة :" الحمد لله الذي اكرمنا بنبيه وطهرنا من الرجس تطهيرا،إنما يفتضح الفاسق ويكذب الفاجر وهو غيرنا ".

لقد قالت هذا القول الصّارم الّذي هو امضى من الّسلاح و هى في قيد الاسر، و انزلت بهذه الكّلمات الطّاغية من عرشهِ إلى  قبره و عرفته أمام خدمه و عبيده انه المفتضح وا لمنهزم وأن اخاها المنتصر.

وهنا لم يجدعبيد اللّه بن زياد لغة يتكلم بها سوى لغة التشفي بقتل عترة رسول الله (ص) قائلاً:كيف رأيت صنع الله بأخيك؟

فأجابت بكل يقين: "ما رأيت إلا جميلاً ، هؤلاء قوم كتب الله  عليهم القتل فبرزوا الى مضاجعهم ، وسيجمع الله بينك وبينهم ،فتحاج وتخاصم ، فانظر لمن الفلج يومئذ، ثكلتك امك يا ابن مرجانة ".

وفي الموقف الثاني: في الشام في بلاط يزيد بن معاوية وامامه وثبت السيدة زينب (ع) كالاسد فسحقت جبروته وطغيانه بخطبة تعتبر من متممات النهضة الحسينية حيث قالت (ع) له بحضور حشد من اركان بلاطه والناس :

(أظننت يا يزيد حيث أخذت علينا اقطار الارض وآفاق السماء فأصبحنا نساق كما تساق الإماء أن بنا على الله هوناً وبك عليه كرامة! وان ذلك لعظيم خطرك عنده ! فشمخت بأنفك ونظرت في عطفك جذلان مسروراً ،حين رأيت الدنيا لك مستوسقة والامور  متسقة ، وحين صفا لك ملكنا وسلطاننا، فمهلاً مهلاً،أنسيت قول الله عز وجل ( ولا يحسبن الذين كفروا أنما نملي لهم خير لأنفسهم إنما نملي لهم ليزدادوا إثماً ولهم عذاب مهين ).

وهي في هذا المقطع تبين غرور الطاغية وبطشه ، فقد حسب انه هو المنتصر بما يملك من القوى  العسكرية التي ملأت البيداء وسدت آفاق السماء إلا انه انتصار مؤقت ، ومن غروره وجهله انه ظن ان ما احرزه من الانتصار كان لكرامته عند الله تعالى وهوان لاهل البيت (ع) ولم يعلم أن الله إنما يملي للكافرين في الدنيا من النعم ليزدادوا إثماً ولهم في الآخرة عذاب مهين .

وفي مقطع آخر : بينت زينب (ع) ان الطاغية بسفكه لدماء العترة الطاهرة لم يسفك إلا دمه ،ولم يفرِ الا جلده ، فان تلك النفوس الزكية حية خالدة وقد بلغت قمة الشرف والكرامة وانه هو الذي باء بالخزي والخسران .

قالت (ع) : فوالله ما فريت إلا جلدك ولا حززت إلا لحمك ولتردن على رسول الله (ص) بما تحملت من سفك دماء ذريته وانتهكت من حرمته  في  عترته ولحمته ،وحيث يجمع الله شملهم ويلم شعثهم ويأخذ بحقهم (ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله امواتاً بل احياء عند ربهم  يرزقون).وحسبك بالله حاكماً وبمحمد خصيماً وبجبرائيل ظهيراً وسيعلم من سوّل لك ومكنك من رقاب المسلمين ،بئس للظالمين بدلا وايكم شرٌ مكاناً وأضعف جنداً .

وفي مقطع آخر : اظهرت (ع) سمو مكانتها وعلو شأنها وكلمت الطاغية  بكلام الاميروالسلطان،فاستهانت به  وحقرته،واستصغرت قدره ،وترفعت عن محاورته وتعالت عن مخاطبته ،ولم تبال بسلطانه ولا بجنده وبالرغم من كل ما ألم بها من مصائب كانت اعظم قوة واشد بأساً من الطاغية وجبروته.

 ثم تحدت يزيد وعرضت الى انه مهما بذل من جهد لمحو ذكر أهل البيت (ع) فانه لا يستطيع الى ذلك سبيلاً لانهم مع الحق والحق لا بد ان ينتصر.

 قالت (ع) : "ولئن جرت عليّ الدواهي مخاطبتك، إني استصغر قدرك واستعظم تقريعك واستكثر توبيخك لكن العيون عبرى والصدور حرى.. فكد كيدك واسع سعيك وناصب جهدك فوالله لا تمحون ذكرنا ولا تميت وحينا ولا تدرك أمدنا ولا ترحض عنك عارها ،وهل رأيك إلا فند وأيامك الا عددأً وجمعك الا بدداً يوم ينادي المنادي ألا لعنة الله على الظالمين "

ولا تظهر شجاعة السيدة (ع) وصلابتها وقوة مواقفها هذه وتلك إلا اذا لاحظنا الحالة  التي كانت عليها (ع) عندما اطلقت هذه المواقف ، وحالة يزيد وكذلك ابن زياد والأجواء المحيطة بهما،حيث نجد  في مقارنة سريعة بين الحالتين ان ثمة فارقاً كبيراً من عدة جهات:

-ان زينب (ع) امرأة في مقابل رجل، هو عبيد الله بن زياد في الكوفة ويزيد بن معاوية بالذات في الشام.

-ويزيد هذا كما صاحبه ابن زياد هو الملك المهيمن والسلطان القوي الذي يملك كل وسائل القهر والقمع والسلطة والجبروت وعنده الرجال والسلاح ولديه الجاه العريض وغرور السلطان وعنجهيته وعنفوانه وزهوه،وكل ذلك له اثر في بث الرهبة والرعب في قلب امرأة لا تملك من وسائل السلطان ولا من اسباب القوة المادية شيئاً.

-ويزيد يمثل ايضا اقصى حالات الطغيان والاستكبار فلا يرى ان احداً قادر على ان يخضعه او يحتقره ويستصغر قدره او ان يملي عليه رأيه وارادته ويواجهه في عقر داره وفي مركز سلطانه بل هو يحمل في داخله الدوافع القوية لسحق كل من يعترض سبيل اهوائه وطموحاته.

 يزيد هذا تتحداه زينب (ع) وتقف بكل شجاعة وقوة وفي عقر داره وبين عبيده ورجاله لتوبخه وتحتقره وتنكر عليه انحرافه وجرائمه ثم لتتوعده بالخزي والخسران .

- اضاف الى ذلك ان يزيد يجلس في بيته وقصره ويعيش الأمن والأمان والاستقرار لانه في بلده وبين اهله وجنده وحاشيته يتربع على العرش كالطاووس بينما زينب (ع) في موقع الخطر لا أمان لها وهي غريبة اسيرة مكبلة بالقيود ومحاطة بالاوغاد والسلاح.

-ثم هو يعيش زهو النصر بعد ان حقق رغباته في قتل ابن رسول الله (ص) وقضى على محاولاته في الثورة والنهوض ضد ظلمه وطغيانه ،كما انه يعيش العز الظاهري من موقع انتصاره الآني ،بينما زينب (ع) تعيش مرارة الهزيمة وحزن الانكسار وفقد الأحبة وذل الاسر و السّبي هي ومن معها من عترة رسول اللّه (ص).

كانت هذه بعض لمحات الواقع الّذي واجهته زينب (ع) الّتي هي من جنس البشر ومن لحم ودم ولها مشاعرها واحاسيسها ،وقد واجهت (ع) كلّ هذا الواقع الصّعب والمرير بصبر وثبات،ولم تكن تملك إلا نفسها وقوي ارادتها وقويم وعيها وطلاقة لسانها واصالة رأيها وقوة حجتها ،ولم تبال بحشود يزيد ولا بسلطانه وملكه ،ولا برجاله وسلاحه ،ولا بمكره و خداعه.ولم يؤثر شيء من ذلك كله ، في سلب إرادتها أو في ثنيها عن قول كلمة الحق امام ذلك السلطان الجائر متمردة عليه في صميم محيطه وبيئته.

  وإن مواجهة زينب (ع) لضغوطات واقع الانحراف والطّغيان ،في اشد الامور حساسية وأهمية وهي لا تملك الا وعيها وارادتها وثقتها بربها وشجاعتها وقوة منطقها، ثمّ تحركها في وكر يزيد وابن زياد وفي صميم محيطهما لمواجتهما ومواجهة جرائمهما بكل جرأة وصلابة يدل على انه لا مجال للاستسلام والخضوع للظالم بحجة ضغوطات الواقع والمحيط او السلطة وامتلاك وسائل القهر والبغي، كما انه يدل على ان للمراة قوة حقيقية وقدرة على ان تواجه بارادتها ووعيها  القوى الظالمة واشدها بغياً واستكباراً وان يكون لمواقفها هذه انعكاساً ايجابياً على القضايا الكبرى، فالمواقف البطولية التي وقفتها السيدة زينب (ع) في الكوفة ثم في الشام وبعد ذلك في المدينة المنورة جعلت من كربلاء تاريخاً خالداً يتجدد على مدى الزمان والمكان .