السبت, 18 05 2024

آخر تحديث: الجمعة, 17 أيار 2024 1pm

المقالات
خطبة الجمعة 17-5-2024 الامام الرضا (ع) والنموذج الاخلاقي الرفيع

خطبة الجمعة 17-5-2024 الامام الرضا (ع) والنموذج الاخلاقي الرفيع

الشيخ دعموش: المقاومة في غزة لا زالت تملك الكثير من عناصر القوة. أكد نائب رئيس...

خطبة الجمعة 10-05-2024: المجتمع الشيعي في وصايا الامام الصادق(ع)

خطبة الجمعة 10-05-2024: المجتمع الشيعي في وصايا الامام الصادق(ع)

الشيخ دعموش: مهما حاول العدوّ تجاهل الحقائق لن يُخفي فشله وهزيمته. أكد نائب رئيس...

اطلاق مشروع مجمع ديني في الناصرية 4-5-2024

اطلاق مشروع مجمع ديني في الناصرية 4-5-2024

الشيخ دعموش من البقاع: الحراك الطالبي في ‏الجامعات الأميركية والغربية هو جزء من...

خطبة الجمعة 3-5-2024 قيمة العمل لدى الامام الصادق(ع)

خطبة الجمعة 3-5-2024 قيمة العمل لدى الامام الصادق(ع)

الشيخ دعموش: التمادي في العدوان على لبنان لن يُعوّض عجز الاحتلال عن تحقيق...

خطبة الجمعة 26-04-2024 النفس محور الخطر

خطبة الجمعة 26-04-2024 النفس محور الخطر

الشيخ دعموش: التمادي في العدوان على لبنان ليس بلا ثمن شدد نائب رئيس المجلس التنفيذي...

خطبة الجمعة 19-4-2024: الادارة في المجال الدفاعي والعسكري

خطبة الجمعة 19-4-2024: الادارة في المجال الدفاعي والعسكري

الشيخ دعموش: الردُّ الإيراني هشّم صورة الكيان رأى نائب رئيس المجلس التنفيذي في...

خطبة الجمعة 12-4-2024: الورع

خطبة الجمعة 12-4-2024: الورع

الشيخ دعموش: مقابل العدوان هناك رد ‏وعقاب.. والإصرار على إطالة أمد الحرب لن يغير...

  • خطبة الجمعة 17-5-2024 الامام الرضا (ع) والنموذج الاخلاقي الرفيع

    خطبة الجمعة 17-5-2024 الامام الرضا (ع) والنموذج الاخلاقي الرفيع

  • خطبة الجمعة 10-05-2024: المجتمع الشيعي في وصايا الامام الصادق(ع)

    خطبة الجمعة 10-05-2024: المجتمع الشيعي في وصايا الامام الصادق(ع)

  • اطلاق مشروع مجمع ديني في الناصرية 4-5-2024

    اطلاق مشروع مجمع ديني في الناصرية 4-5-2024

  • خطبة الجمعة 3-5-2024 قيمة العمل لدى الامام الصادق(ع)

    خطبة الجمعة 3-5-2024 قيمة العمل لدى الامام الصادق(ع)

  • خطبة الجمعة 26-04-2024 النفس محور الخطر

    خطبة الجمعة 26-04-2024 النفس محور الخطر

  • خطبة الجمعة 19-4-2024: الادارة في المجال الدفاعي والعسكري

    خطبة الجمعة 19-4-2024: الادارة في المجال الدفاعي والعسكري

  • خطبة الجمعة 12-4-2024: الورع

    خطبة الجمعة 12-4-2024: الورع

 
NEWS-BAR
الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 17-5-2024: المقاومة في غزة لا زالت تملك الكثير من عناصر القوة. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 10-05-2024: مهما حاول العدوّ تجاهل الحقائق لن يُخفي فشله وهزيمته. الشيخ دعموش من البقاع: الحراك الطالبي في ‏الجامعات الأميركية والغربية هو جزء من التحول في الرأي العام الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 3-5-2024: التمادي في العدوان على لبنان لن يُعوّض عجز الاحتلال عن تحقيق أهدافه. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 26-04-2024: التمادي في العدوان على لبنان ليس بلا ثمن الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 19-4-2024: الردُّ الإيراني هشّم صورة الكيان الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 12-4-2024: مقابل العدوان هناك رد ‏وعقاب.. والإصرار على إطالة أمد الحرب لن يغير شيئاَ. الشيخ دعموش في الحفل التكريمي للشهيد علي عبد علي في الشياح 9-4-2024: المقاومة لا تتراجع عن معادلة الرد المباشر والسريع مهما كانت التضحيات والتداعيات. الشيخ دعموش من صيدا: لن نقبل أن يتوسع العدو في عدوانه من دون أن يدفع الثمن. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 5-4-2024: الحديث عن ضغوط أميركية جديدة على "إسرائيل" يبقى في دائرة الخداع والنفاق ما لم تُترجم هذه الضغوط المزعومة بوقف العدوان. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 29-3-2024: مهما تمادى العدو في مجازره لن تتراجع المقاومة عن مساندة غزة. الشيخ دعموش في الحفل التكريمي للشهيد علي محمد فقيه في انصارية 27-3-2024: نحن رجال الميدان وحاضرون للدفاع عن بلدنا وأهلنا إلى أقصى حد. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 22-3-2024: المقاومة لن ترضخ لشروط العدو الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 15-3-2024 المقاومة ما تزال تُمسك بالميدان وتُقاتل بقوة. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 8-3-2024: لسنا معنيين بإعطاء ضمانات للعدو الصهيوني. الشيخ دعموش في رعاية حملة الخير-ثقافة للامداد في بيروت 6-3-2024: المقاومة ستواصل حضورها في الميدان ولا يمكن أن يردعها شيء. الشيخ دعموش في الحفل التكريمي للشهيد فاروق حرب في الحلوسية 5-3-2024: قرار المقاومة هو الردّ بحزم على كل اعتداء أو استهداف. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 1-3-2024: لن تخرج المقاومة من المعركة إلّا بنصر ‏جديد. الشيخ دعموش في رعاية حفل تخريج دورة كوادر نقابية في بعلبك 25-2-2024: المقاومة على أتم الاستعداد والجهوزية للدفاع عن لبنان الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 23-02-2024: العدوانية الاسرائيلية في غزة ولبنان لا يردعها ولا يسقط اهدافها شيء سوى المقاومة والحضور في الميدان ومواجهة القتل بالقتل والتدمير بالتدمير والتصعيد بالتصعيد. الشيخ ‏دعموش في خطبة الجمعة 16-02-2024: العدو الصهيوني مأزوم في لبنان والمقاومة مصممة على ‏مقابلة التصعيد بالتصعيد. الشيخ دعموش في الاحتفال السنوي لجمعية البر والتقوى 9-2-2024: وقف العدوان على غزة هو الخيار الوحيد لوقف ‏جبهة لبنان. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 09-02-2024: العدو وصل إلى طريق ‏مسدود واستمرار العدوان لن يؤدي إلا ‏إلى المزيد من الفشل. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 2-1-2024: المقاومة وجهت للعدو رسائل نارية وأفهمته أنّه لا يمكن أن يتمادى في عدوانه على لبنان من دون أن يلقى الرد الحاسم الشيخ دعموش في اسبوع الحاج حسين مرجي: توسيع العدوان على لبنان لن يكون نزهة. الشيخ ‏دعموش في خطبة الجمعة 26-1-2024: التهويل والتهديد للبنان لن يقدم أو يُؤخّر شيئًا ولن يُثني المقاومة عن دعم غزّة. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 19-1-2024: التهديدات والرسائل التي ‏يحملها الموفدون إلى لبنان لن تقفل جبهة الجنوب طالما استمر العدوان ‏على غزة. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 12-1-2024: من يريد مساعدة "إسرائيل" على الخروج من ورطتها عليه الضغط على العدو لوقف عدوانه قبل الضغط على لبنان أو الحديث عن أي شيء آخر. الشيخ دعموش في اسبوع الشهيدين عبدالله الاسمر وعباس رمال 10-1-2024: إذا فرض العدو الحرب علينا فسنُريه من قدراتنا وبأسنا ما يجعله يندم على جرائمه وعدوانه. الشيخ دعموش في أسبوع الشهيد عبد الجليل حمزة في بلدة الخضر 07-01-2024: عمليّة ميرون نوعيّة واستراتيجيّة هزّت الكيان الصهيوني. الشيخ دعموش في اسبوع الشهيد حسين علي غزالة في بلدة عدلون 06-01-2024: المقاومة لن تقبل بفرض قواعد جديدة تمكّن العدو من التمادي في جرائمه. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 05-01-2024: كلّ جرائم العدو لن تُثني المقاومة عن القيام ‏بواجبها.

خطبة الجمعة 15-12-2023: حب فاطمة(ع) يُدخل الجنة

الشيخ دعموش: العدوان على غزة محكوم بالفشل

شدَّد نائب رئيس المجلس التنفيذي، في حزب الله، الشيخ علي دعموش على أن المقاومة التي لم تعبأ في يوم من الأيام بتهديدات العدو، لن تعبأ اليوم بتهديداته وحربه النفسية، وستواصل عملياتها لمساندة الشعب الفلسطيني والرد على الاعتداءات على القرى والبلدات الجنوبية.

خلال خطبة الجمعة، قال الشيخ دعموش: "التهويل والتهديد لن يغير شيئًا في مواقف المقاومة وتواجدها وحضورها الميداني على كل شبر من أرضنا في الجنوب، بل سيزيدها إصرارًا على الحضور القوي والفاعل ومواصلة المواجهة حتى وقف العدوان على غزة".
ورأى أنّ ما يجري في غزة يؤكد أنّ الخيار الوحيد الذي يمنع العدو من تحقيق أهدافه هو المقاومة، وليس المجتمع الدولي ولا الأمم المتحدة ولا مجلس الأمن الذي عجز حتى الآن عن إصدار قرار يوقف الإبادة في غزة. ورأى أنّ: "الهمجية الإسرائيلية الأمريكية لا يوقفها شيء إلا المقاومة القادرة على إلحاق الخسائر بالعدو واستنزافه وإرباكه وإفشال أهدافه".

ولفت رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله إلى أنّ تجربة المقاومة في لبنان تؤكد هذه الحقيقة، حيث أنّ من فرض على العدو وقف عدوانه الوحشي في العام 2006 هو المقاومة وثبات مجاهديها وشعبها، والذي حمى لبنان وثرواته ومنع العدو من الاعتداء على لبنان خلال سبعة عشر سنة بعد 2006 هو معادلات المقاومة وحضورها في الميدان وخوف العدو من قدراتها وصواريخها.

كما أشار إلى أنّ العدوان الصهيوني المستمر على غزة لم يسفر حتى الآن سوى عن المزيد من الخسائر والإحباط في صفوف الجيش الإسرائيلي، فالعدو ما يزال عاجزًا وفاشلًا حتى الآن والمجازر والتدمير والإبادة الجماعية لن تهزم المقاومة وأهل غزة، ولم تدفعهم للتخلي عن دعم المقاومة، بل زادتهم تمسّكًا بها وزادت المقاومة إصرارًا على المواجهة.

وشدَّد الشيخ دعموش على أنّ المقاومة اليوم أقوى إرادة وأشد عزمًا على مواصلة طريقها، ممّا كانت عليه من قبل، وأن العدوان على غزة محكوم بالفشل.

نص الخطبة

نعزي صاحب العصر والزمان وعموم المؤمنين والمسلمين بذكرى شهادة بضعة رسول الله وروحه التي بين جنبيه سيدة نساء العالمين السيدة في فاطمة الزهراء(ع) التي تصادف في الثالث من شهر جمادى الثاني وفقا للرواية الثالثة المشهورة الواردة في تاريخ شهادتها.

هناك مجموعات من الروايات التي بينت منزلة ومكانة الزهراء(ع)، نذكر منها مجموعتين، ونبين بعض الحقائق التي دلت عليها مما يرتبط بمكانتها وموقعها في الاسلام والعقيدة:

المجموعة الاولى: هي التي تحدثت عن ان حب فاطمة يدخل الجنة، ومنها: ما روي عن الامام الباقر(ع) انه قال: لِفَاطِمَةَ(ع) وَقْفَةٌ عَلَى بَابِ جَهَنَّمَ، فَإِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ كُتِبَ بَيْنَ عَيْنَيْ كُلِّ رَجُلٍ مُؤْمِنٌ أَوْ كَافِرٌ، فَيُؤْمَرُ بِمُحِبٍّ قَدْ كَثُرَتْ ذُنُوبُهُ إِلَى النَّار،ِ فَتَقْرَأُ فَاطِمَةُ بَيْنَ عَيْنَيْهِ مُحِبّاً، فَتَقُولُ إِلَهِي وَسَيِّدِي سَمَّيْتَنِي فَاطِمَةَ وَفَطَمْتَ بِي مَنْ تَوَلَّانِي وَتَوَلَّى ذُرِّيَّتِي مِنَ النَّارِ وَوَعْدُكَ الْحَقُّ وَأَنْتَ لَا تُخْلِفُ الْمِيعَادَ فَيَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ صَدَقْتِ: يَا فَاطِمَةُ إِنِّي سَمَّيْتُكِ فَاطِمَةَ وَفَطَمْتُ بِكِ مَنْ أَحَبَّكِ وَتَوَلَّاكِ وَأَحَبَّ ذُرِّيَّتَكِ وَتَوَلَّاهُمْ مِنَ النَّارِ وَوَعْدِيَ الْحَقُّ وَأَنَا لَا أُخْلِفُ الْمِيعَادَ، وَإِنَّمَا أَمَرْتُ بِعَبْدِي هَذَا إِلَى النَّارِ لِتَشْفَعِي فِيهِ فَأُشَفِّعَكِ وَلِيَتَبَيَّنَ لِمَلَائِكَتِي وَأَنْبِيَائِي وَرُسُلِي وَأَهْلِ الْمَوْقِفِ مَوْقِفُكِ مِنِّي وَمَكَانَتُكِ عِنْدِي، فَمَنْ قَرَأْتِ بَيْنَ عَيْنَيْهِ مُؤْمِناً فَخُذِي بِيَدِهِ وَأَدْخِلِيهِ الْجَنَّةَ‌. علل الشرائع؛ ج1 ص: 179 ح 6.

وعن الإمام الرضا (ع) عن رسول الله(ص): إن الله فطم ابنتي فاطمة وولدها ومن أحبهم من النار.

وقد روي هذا المضمون في كتب اهل السنة، حيث ورد فيها عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ انه قَالَ: إِنَّمَا سُمِّيَتْ فَاطِمَةُ فَاطِمَةَ لِأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى فَطَمَ مَنْ أَحَبِّهَا مِنَ النَّارِ‌.

وأخرج الحافظ الدمشقي بإسناده عن علي (رضي الله عنه) انه قال: قال رسول الله لفاطمة (رضي الله عنها): يا فاطمة تدرين لم سميت فاطمة؟

قال علي (رضي الله عنه) لم سميت؟ قال: إن الله عز وجل قد فطمها وذريتها عن النار يوم القيامة.

هذه المجموعة من الروايات وغيرها تدلنا على عدة حقائق:
اولا: أن حب فاطمة وولايتها يوجب استحقاق الجنة، فمن أحبّها وتولاها استحق دخول الجنة، يعني يدخل الجنة من باب الإستحقاق وليس التفضل، فمثلا إذا وعد الله الإنسان الذي يقوم بالعمل الفلاني دخول الجنة وقام به، فإنه يستحق الجنة بالوعد الالهي، لان الله لا يخلف وعده، فهنا ليست المسألة مسألة تفضُّل بل هي استحقاق، كاستحقاق الذين امنوا وعملوا الصالحات مثلا لدخول الجنة طبقا للوعد الالهي بذلك في قوله تعالى: ﴿وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ۖ وَعْدَ اللَّهِ حَقًّا ۚ وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلًا﴾ النساء: 122.

كذلك هنا فان من أحب فاطمة وتولاها يستحق الجنة بحسب الرواية الاولى المروية عن رسول الله(ص)،لان الرواية تقول في حب فاطمة (يَا فَاطِمَةُ إِنِّي سَمَّيْتُكِ فَاطِمَةَ وَ فَطَمْتُ بِكِ مَنْ أَحَبَّكِ وَ تَوَلَّاكِ وَ أَحَبَّ ذُرِّيَّتَكِ وَ تَوَلَّاهُمْ مِنَ النَّارِ وَوَعْدِيَ الْحَقُّ وَأَنَا لَا أُخْلِفُ الْمِيعَادَ) فهذا معناه ان من أحب فاطمة وتولاها فان دخوله الجنة سيكون بالاستحقاق لان الله وعد بذلك، وليس بالتفضل.

ثانيا: أنّ حُب فاطمة وموالاتها هو ركن وشرط من شروط الإسلام الواقعي الأخروي ، بحيث ان من لا يتولى فاطمة وذريتها لن يقبل الله منه في الاخرة، كما قال الله تعالى: ﴿وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ﴾ آل عمران: 85 ، فحتى يكون الإنسان مسلما واقعيا ويقبل الله عمله في الاخرة لا بد ان يكون محبا لفاطمة ويتولى فاطمة وذريتها، فيأتي يوم القيامة وقد كتب بين عينيه محبا ،فتشفع له فاطمة وتدخله الجنة كما تقول الرواية: (فَمَنْ قَرَأْتِ بَيْنَ عَيْنَيْهِ مُؤْمِناً فَخُذِي بِيَدِهِ وَ أَدْخِلِيهِ الْجَنَّةَ).‌

ثالثا: ان المطلوب بحسب الرواية ليس هو حبّ فاطمة فقط، بل هو الحب والتولي، لذا قال: (مَنْ أَحَبَّكِ وَ تَوَلَّاكِ وَأَحَبَّ ذُرِّيَّتَكِ وَتَوَلَّاهُم)..

والتولي هو الإعتقاد بكونهم أولياء الله في الأرض؛ وان الله فرض طاعتهم، فالحب وحده لا يكفي في دخول الجنة ما لم يقترن بالتولي والاقتداء بفاطمة والعمل بعملها وتجسيد قيمها واخلاقها وسلوكها في حياتنا .

المجموعة الثانية من الروايات: ما ورد عن عن الباقر، عن أبيه، عن جده (عليهم السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) إن الله ليغضب لغضب فاطمة ويرضى لرضاها.

وفي هذا المضمون وردت روايات كثيرة في المصادر الشيعية والسنية، منها: " ما ورد عن النبي(ص) أنه قال: فاطمة بضعة مني، يرضى الله لرضاها، ويغضب لغضبها.

ومنها ما روي عن الامام الصادق (عليه السلام) أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال لفاطمة: يا فاطمة إن الله عز وجل يغضب لغضبك ويرضى لرضاك، قال: فأتاه ابن جريج فقال: يا أبا عبد الله حدثنا اليوم حديثا استشهره الناس، قال: وما هو؟ قال: حدثت أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال لفاطمة: إن الله ليغضب لغضبك، ويرضى لرضاك، فقال (عليه السلام) نعم، إن الله ليغضب فيما تروون لعبده المؤمن ويرضى لرضاه؟ فقال: نعم، فقال (عليه السلام) فما تنكرون أن تكون ابنة رسول الله (صلى الله عليه وآله)مؤمنة يرضى الله لرضاها ويغضب لغضبها؟ قال: صدقت. الله أعلم حيث يجعل رسالته.

عندما يصف النبي(ص) فاطمةَ(ع) ويجعلُ من غضبِها ورضاهَا علامةً على غضبِ اللهِ ورضاه فإنّ ذلكَ يدلُّنَا بوضوحٍ على عدة أمورٍ:

اولا: إنّ هذه المجموعة من الروايات تدل على عصمة الزهراء(ع) لإنّ غضبَ فاطمةَ ورضاهَا يدُلّانِ على الرضى والغضبِ الإلهيينِ، مِمَّا يعني أنَّ غضبَ فاطمةَ ورضاها فرعُ غضبِ اللهِ تعالى ورضاه، وهذا يكشفُ عن عصمتِها (عليها السلام)، إذ لا يكونُ الرضى والغضبُ الصادرينِ من قِبَلِ شخصٍ، رضى وغضباً إلهياً إلا حينما يكونُ هذا الشخصُ بعينِهِ معصوماً عن كلّ عيبٍ ممتنعاً عن كلِّ قبيحٍ ليكونَ رضاهُ وغضبُه في حدودِ الرضى والغضبِ الإلهيين.

ثانيا: أن رضا فاطمة هو العلة والسبب لرضا الله التام والكامل عن الانسان؛ فإذا أردتَ رضا الله فلترضى عنك فاطمة(ع)، وهذه المرتبة هي أعلى مراتب الرضا، وهي التي يعبر عنها النبي(ص) بقوله: فاطمة بضعة مني يرضى الله لرضاها ويغضب لغضبها .
وفاطمة ليست امرأة معصومة فقط، بل هي تختزن في عقلها وقلبها وشخصيتها الدين كله بكل مضامينه العقيدية والتشريعية والقيمية، فاطمة يحمل قلبها ما حمله رسول الله(ع) من علم وقيم واحكام، وما ما حمله قلب علي(ع) من قيم وتشريعات، هي مستودع وخزان لدين، لذلك ورد عن الإمام العسكري(ع) : ”نحن حجج الله على الخلق، وفاطمة حجة علينا“ هي حجة على الجميع ، قولها وفعلها وسلوكها حجة على الجميع لانها مصدر للدين والقيم والاخلاق والانسانية، ولأنها كذلك فان الله يرضى لرضاها؛ لأن الدين في قلبها وعقلها، ولأن الدين في ذاتها،و لذلك يدور رضا الله مدار رضاها ”فاطمة بضعة مني يرضى الله لرضاها ويغضب لغضبها.

ثالثا: وجوب طاعتِها في كل ما تأمر به وتنهى عنه، لانه يصدرَ منها أيُّ أمرٍ أو نهيٍ إلا وفي ذلك رضى اللهِ عزّ وجل، فاذا أردت أن تحصل على رضى الله، فان عليك أن تطيع فاطمة وأن تجسد قيمها في حياتك وتتمثل تعاليمها واخلاقها وجهادها وحضورها في كل الميادين، في ميادين التربية والتعليم والهداية للناس، وفي ميادين الدفاع عن الحق، وفي ميادين الجهاد حيث كانت الزهراء(ع) في كل هذه الميادين تتحمل مسؤوليتها وتعلمنا كيف نتحمل مسؤولياتنا وواجباتنا.

العدوان الصهيوني المستمر على غزة لم يسفر حتى الآن سوى عن المزيد من الخسائر والاحباط في صفوف الجيش الاسرائيلي فالعدو لا يزال عاجزا وفاشلا حتى الان والمجازر والتدمير والابادة الجماعية لن تهزم المقاومة واهل غزة ولم تدفعه للتخلي عن دعم المقاومة بل زادتهم تمسكا بها وزادت المقاومة اصرارا على المواجهة والمقاومة اليوم أقوى ارادة واشد عزما على مواصلة طريقها مما كانت عليه من قبل .

العدو الاسرائيلي الاحمق لم يتعلم من تجارب التاريخ ولا من تجاربه بان القصف الوحشي للمدنيين والمجازر والعقاب الجماعي لا يمكن ان يجبر المدنيين خصوصا اذا كانوا اصحاب قضية على تغيير مواقفهم والاستسلام بل على العكس فان ذلك يدفعهم للمواجهة بقوة اكبر .

في الحرب العالمية الثانية حاول الحلفاء معاقبة المدنيين بشكل جماعي وتسببت حملة القصف التي قاموا بها للمدن الالمانية في تدمير 58 مدينة المانية وقتل مئات الالاف من المدنيين لكنها لم تنجح ولم تؤدي الى انقلاب السكان ضد هتلر بل شجعت الالمان على القتال بقوة اكبر .

الولايات المتحدة استخدمت هذ الاسلوب، اسلوب القصف المدمر ضد المدنيين مرات عديدة في حروبها، في حربها على كوريا الشمالية وفي حرب فيتنام وغيرها من الحروب لكن لم ينجح هذا الاسلوب في تحريض السكان على حكوماتهم بل زادتهم قناعة بالمواجهة.

العدو الصهيوني خلال عدوانه على لبنان في 2006 حاول من خلال تدميره للبنى التحتية والمباني السكنية وارتكابه للمجازر بحق المدنيين تأليب اللبنانيين على المقاومة ولكن كانت النتيجة ان اهلنا الاوفياء بالرغم من الدمار والمجازر ازدادوا تمسكا بالمقاومة وازدادت قوة المقاومة سياسيا وشعبيا وعسكريا واصبحت جزءا من معادلات المنطقة.

اليوم هذا الاسلوب يكرر نفسه في غزة وبالرغم من مضي شهرين وعشرة ايام على القصف الهمجي والقتل والدمار والترويع والدعم الاميريكي والغربي للعدوان، الا ان العدو لم يحقق نتائج جوهرية ولم يؤد عدوانه الى هزيمة المقاومة او تحرير الاسرى الصهاينة او تهجير اهل غزة وابعادهم عن المقاومة ولن يؤدي الى ذلك طالما ارادة المقاومة والصمود حاضرة بقوة لدى اهل غزة، وبالتالي هذا العدوان محكوم بالفشل.

اليوم ما يجري في غزة يؤكد ان الخيار الوحيد الذي يمنع العدو من تحقيق اهدافه هو المقاومة وليس المجتمع الدولي ولا الأمم المتحدة ولا مجلس الأمن الذي عجز حتى الان عن إصدار قرار يوقف الإبادة في غزة.

الهمجية الاسرائيلية الأمريكية لا يوقفها شيء إلا المقاومة القادرة على إلحاق الخسائر بالعدو واستنزافه وإرباكه وإفشال اهدافه.

وتجربة المقاومة في لبنان تؤكد هذه الحقيقة فان الذي فرض على العدو وقف عدوانه الوحشي في العام ٢٠٠٦ هو المقاومة وثبات مجاهديها وشعبها، والذي حمى لبنان وثرواته ومنع العدو من الاعتداء على لبنان خلال سبعة عشر سنة بعد ٢٠٠٦ هو معادلات المقاومة وحضورها في الميدان وخوف العدو من قدراتها وصواريخها.

والمقاومة التي لم تعبأ في يوم من الايام بتهديدات العدو لن تعبأ اليوم بتهديداته وحربه النفسية، وستواصل عملياتها لمساندة الشعب الفلسطيني والرد على الاعتداءات على القرى والبلدات الجنوبية، فالتهويل والتهديد لن يغير شيئا في مواقف المقاومة وتواجدها وحضورها الميداني على كل شبر من ارضنا في الجنوب، بل سيزيدها اصرارا على الحضور القوي والفاعل ومواصلة المواجهة حتى وقف العدوان على غزة.

 

"التعليقات المنشورة لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع، كما ولا يتحمّل الموقع

أي أعباء معنوية أو مادية إطلاقاً من جراء التعليقات المنشورة"


أضف تعليقاً


كود امني
تحديث