السبت, 27 04 2024

آخر تحديث: الجمعة, 26 نيسان 2024 5am

المقالات
خطبة الجمعة 26-04-2024 النفس محور الخطر

خطبة الجمعة 26-04-2024 النفس محور الخطر

الشيخ دعموش: التمادي في العدوان على لبنان ليس بلا ثمن شدد نائب رئيس المجلس التنفيذي...

خطبة الجمعة 19-4-2024: الادارة في المجال الدفاعي والعسكري

خطبة الجمعة 19-4-2024: الادارة في المجال الدفاعي والعسكري

الشيخ دعموش: الردُّ الإيراني هشّم صورة الكيان رأى نائب رئيس المجلس التنفيذي في...

خطبة الجمعة 12-4-2024: الورع

خطبة الجمعة 12-4-2024: الورع

الشيخ دعموش: مقابل العدوان هناك رد ‏وعقاب.. والإصرار على إطالة أمد الحرب لن يغير...

كلمة في الحفل التكريمي للشهيد علي عبد علي في الشياح 9-4-2024

كلمة في الحفل التكريمي للشهيد علي عبد علي في الشياح 9-4-2024

الشيخ دعموش: المقاومة لا تتراجع عن معادلة الرد المباشر والسريع مهما كانت التضحيات...

اللقاء العلمائي السنوي حول القدس في صيدا 6-4-2024

اللقاء العلمائي السنوي حول القدس في صيدا 6-4-2024

الشيخ دعموش من صيدا: لن نقبل أن يتوسع العدو في عدوانه من دون أن يدفع...

خطبة الجمعة 5-4-2024 مكانة المسجد الاقصى لدى المسلمين

خطبة الجمعة 5-4-2024 مكانة المسجد الاقصى لدى المسلمين

الشيخ دعموش: الحديث عن ضغوط أميركية جديدة على "إسرائيل" يبقى في دائرة...

خطبة الجمعة 29-3-2024: علي(ع)وليلة القدر

خطبة الجمعة 29-3-2024: علي(ع)وليلة القدر

الشيخ دعموش: مهما تمادى العدو في مجازره لن تتراجع المقاومة عن مساندة غزة. لفت نائب...

  • خطبة الجمعة 26-04-2024 النفس محور الخطر

    خطبة الجمعة 26-04-2024 النفس محور الخطر

  • خطبة الجمعة 19-4-2024: الادارة في المجال الدفاعي والعسكري

    خطبة الجمعة 19-4-2024: الادارة في المجال الدفاعي والعسكري

  • خطبة الجمعة 12-4-2024: الورع

    خطبة الجمعة 12-4-2024: الورع

  • كلمة في الحفل التكريمي للشهيد علي عبد علي في الشياح 9-4-2024

    كلمة في الحفل التكريمي للشهيد علي عبد علي في الشياح 9-4-2024

  • اللقاء العلمائي السنوي حول القدس في صيدا 6-4-2024

    اللقاء العلمائي السنوي حول القدس في صيدا 6-4-2024

  • خطبة الجمعة 5-4-2024 مكانة المسجد الاقصى لدى المسلمين

    خطبة الجمعة 5-4-2024 مكانة المسجد الاقصى لدى المسلمين

  • خطبة الجمعة 29-3-2024: علي(ع)وليلة القدر

    خطبة الجمعة 29-3-2024: علي(ع)وليلة القدر

 
NEWS-BAR
الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 26-04-2024: التمادي في العدوان على لبنان ليس بلا ثمن الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 19-4-2024: الردُّ الإيراني هشّم صورة الكيان الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 12-4-2024: مقابل العدوان هناك رد ‏وعقاب.. والإصرار على إطالة أمد الحرب لن يغير شيئاَ. الشيخ دعموش في الحفل التكريمي للشهيد علي عبد علي في الشياح 9-4-2024: المقاومة لا تتراجع عن معادلة الرد المباشر والسريع مهما كانت التضحيات والتداعيات. الشيخ دعموش من صيدا: لن نقبل أن يتوسع العدو في عدوانه من دون أن يدفع الثمن. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 5-4-2024: الحديث عن ضغوط أميركية جديدة على "إسرائيل" يبقى في دائرة الخداع والنفاق ما لم تُترجم هذه الضغوط المزعومة بوقف العدوان. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 29-3-2024: مهما تمادى العدو في مجازره لن تتراجع المقاومة عن مساندة غزة. الشيخ دعموش في الحفل التكريمي للشهيد علي محمد فقيه في انصارية 27-3-2024: نحن رجال الميدان وحاضرون للدفاع عن بلدنا وأهلنا إلى أقصى حد. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 22-3-2024: المقاومة لن ترضخ لشروط العدو الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 15-3-2024 المقاومة ما تزال تُمسك بالميدان وتُقاتل بقوة. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 8-3-2024: لسنا معنيين بإعطاء ضمانات للعدو الصهيوني. الشيخ دعموش في رعاية حملة الخير-ثقافة للامداد في بيروت 6-3-2024: المقاومة ستواصل حضورها في الميدان ولا يمكن أن يردعها شيء. الشيخ دعموش في الحفل التكريمي للشهيد فاروق حرب في الحلوسية 5-3-2024: قرار المقاومة هو الردّ بحزم على كل اعتداء أو استهداف. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 1-3-2024: لن تخرج المقاومة من المعركة إلّا بنصر ‏جديد. الشيخ دعموش في رعاية حفل تخريج دورة كوادر نقابية في بعلبك 25-2-2024: المقاومة على أتم الاستعداد والجهوزية للدفاع عن لبنان الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 23-02-2024: العدوانية الاسرائيلية في غزة ولبنان لا يردعها ولا يسقط اهدافها شيء سوى المقاومة والحضور في الميدان ومواجهة القتل بالقتل والتدمير بالتدمير والتصعيد بالتصعيد. الشيخ ‏دعموش في خطبة الجمعة 16-02-2024: العدو الصهيوني مأزوم في لبنان والمقاومة مصممة على ‏مقابلة التصعيد بالتصعيد. الشيخ دعموش في الاحتفال السنوي لجمعية البر والتقوى 9-2-2024: وقف العدوان على غزة هو الخيار الوحيد لوقف ‏جبهة لبنان. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 09-02-2024: العدو وصل إلى طريق ‏مسدود واستمرار العدوان لن يؤدي إلا ‏إلى المزيد من الفشل. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 2-1-2024: المقاومة وجهت للعدو رسائل نارية وأفهمته أنّه لا يمكن أن يتمادى في عدوانه على لبنان من دون أن يلقى الرد الحاسم الشيخ دعموش في اسبوع الحاج حسين مرجي: توسيع العدوان على لبنان لن يكون نزهة. الشيخ ‏دعموش في خطبة الجمعة 26-1-2024: التهويل والتهديد للبنان لن يقدم أو يُؤخّر شيئًا ولن يُثني المقاومة عن دعم غزّة. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 19-1-2024: التهديدات والرسائل التي ‏يحملها الموفدون إلى لبنان لن تقفل جبهة الجنوب طالما استمر العدوان ‏على غزة. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 12-1-2024: من يريد مساعدة "إسرائيل" على الخروج من ورطتها عليه الضغط على العدو لوقف عدوانه قبل الضغط على لبنان أو الحديث عن أي شيء آخر. الشيخ دعموش في اسبوع الشهيدين عبدالله الاسمر وعباس رمال 10-1-2024: إذا فرض العدو الحرب علينا فسنُريه من قدراتنا وبأسنا ما يجعله يندم على جرائمه وعدوانه. الشيخ دعموش في أسبوع الشهيد عبد الجليل حمزة في بلدة الخضر 07-01-2024: عمليّة ميرون نوعيّة واستراتيجيّة هزّت الكيان الصهيوني. الشيخ دعموش في اسبوع الشهيد حسين علي غزالة في بلدة عدلون 06-01-2024: المقاومة لن تقبل بفرض قواعد جديدة تمكّن العدو من التمادي في جرائمه. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 05-01-2024: كلّ جرائم العدو لن تُثني المقاومة عن القيام ‏بواجبها. الشيخ دعموش في الذكرى الرابعة للشهيد سليماني في مجمع السيدة زينب: العدوان على غزة زادنا قناعة وتمسكًا بخيار ‏المقاومة. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 29-12-2023: المقاومة في لبنان أوقعت العدو في حرب استنزاف يومية حقيقية. الشيخ دعموش في ملتقى شهيد القدس الثاني الشبابي 28-12-2023: المقاومة في غزة ولبنان مصممة على مواصلة المعركة مهما بلغت التضحيات. الشيخ دعموش في الاحتفال التكريمي للشهيد احمد الحاج علي 23_12_2023: الواقع في جنوب لبنان تحدده المقاومة وليس العدو. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 22-12-2023: ‏المقاومة لن تتردد في الرد الحاسم على أي اعتداءات جديدة. الشيخ دعموش في الحفل التكريمي للشهيد حمد يوسف في عين بعال 18_12_2023: الهمجية الإسرائيلية الأميركية لا تردعها إلاّ القوة ومعادلات المقاومة الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 15-12-2023: العدوان على غزة محكوم بالفشل الشيخ ‏دعموش في الاحتفال التكريمي للشهيد علي حسن الاتات: إذا فكّر العدو مجددًا بالاعتداء على بلدنا سنصنع انتصارًا جديدًا لوطننا وأمتنا الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 8-12-2023: المقاومة أدخلت العدو في حرب استنزاف حقيقية وهو أعجز من أن يفرض إرادته على لبنان الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 1-12-2023: المقاومة في غزة والمنطقة لن تدع ‏الإسرائيلي يحقّق أهدافه. الشيخ دعموش في اسبوع الشهيد احمد مصطفى من حولا: المقاومة لن تتردد في الرد الحاسم على أي استهداف أو اعتداء على لبنان الشيخ دعموش في حفل العباءة الزينبية من الدوير: إذا استأنف العدو عدوانه فستريه المقاومة من بأسها ما لم يرَه من قبل. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 24-11-2023: العدو الصهيوني لم يقبل بالهدنة إلا بعدما فشل في كسر المقاومة وفي كسر إرادة أهل غزة. الشيخ دعموش في الاعتصام التضامني الكبير مع غزة في الضاحية الجنوبية: إذا استمر العدوان على غزة فلا يمكن ضمان عدم توسع الحرب وتصبح كل الاحتمالات مطروحة. الشيخ علي دعموش في خطبة الجمعة 17-11-2023: سنواصل دعمنا ونصرتنا لغزة وسنستمر في استنزاف العدو على الحدود الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 10-11-2023: التوغل البري في غزة لن يحقق للعدو أهدافه ولن يوصله إلى نتيجة. الشيخ دعموش في اسبوع الشهيد علي ابراهيم رميتي في مجمع الامام علي الشياح: المقاومة لن تتسامح مع استهداف المدنيين وستردّ بشكل حاسم الشيخ دعموش في اسبوع الشهيد حسين وليد ذيب في شقرا: نقوم بما تُمليه علينا طبيعة المواجهة مع العدو. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 03-11-2023 : التفويض الغربي للعدو بالحرب المدمرة على غزة سيبقى وصمة عار في تاريخ أميركا والغرب والدول المطبعة . الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 27-10-2023: لن نترك واجبنا في نصرة غزة. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 20-10-2023: الكيان الصهيوني الغاصب زائل حتمًا. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 13-10-2023: الثبات والصمود في المواجهة الدائرة في غزة كفيل بأفشال أهداف العدو وحلفائه. الشيخ دعموش من بر الياس: السكوت عما يجري في غزة خيانة كبرى ولن نتردد في فعل كل ما نستطيعه من أجل نصرة الشعب الفلسطيني. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 1-9-2023: لولا المقاومة لكان لبنان اليوم مازال تحت الاحتلال. الشيخ دعموش: الإمام موسى الصدر كان صاحب رؤية جهادية وسياسية واضحة، كان يدعو الدولة إلى تسليح الجنوبيين من أجل الدفاع عن أرضهم لأنه كان يدرك حجم الأطماع الإسرائيلية في لبنان. الشيخ دعموش: تعلمنا من الإمام السيد موسى الصدر المقاومة وأن أرضنا المحتلة لا يمكن استعادتها الا بالجهاد والقتال والشهادة والتضحيات. الشيخ دعموش: الإمام الصدر كان من أشد الحريصين على سيادة لبنان واستقراره الداخلي وسلمه الأهلي وعيشه المشترك والإيمان به وطنًا نهائيًا لجميع أبنائه. الشيخ دعموش: نحنعلى درب هذا الإمام الكبير والعزيز سنواصل طريق المقاومة لنحمي بلدنا وخيراتنا وثرواتنا، ولن نتخلى عن فلسطين والقدس. الشيخ دعموش: لن نألو جهدًا على المستوى الداخلي للتخفيف من معاناة أهلنا والحفاظ على الاستقرار والسعي لبناء دولة قوية وعادلة، دولة خالية من الفساد والسرقات الشيخ دعموش: هناك فريق سياسي يدعو جهارًا نهارًا إلى المواجهة والفتنة ويُريد رئيسًا يجمع حوله ما يُسمى بالمعارضة من أجل مواجهة حزب الله ليحقق من حيث يدري أو لا يدري أهداف العدو الإسرائيلي في لبنان. الشيخ دعموش: هذا المنطق يكشف عن عقل يريد تخريب البلد والقضاء على كل أمل بالوصول إلى حل للأزمات السياسية والاقتصادية التي يعاني منها البلد. الشيخ دعموش: لن نقبل بوصول رئيس للجمهورية يُحقّق أهداف أعداء لبنان ويكون منصة للفتنة والحرب الأهلية كما يريد فريق التحدي والمواجهة الشيخ دعموش: ما نريده انتخاب رئيس لكل اللبنانين يحفظ وحدتهم وسلمهم الأهلي ويعمل على إنقاذ البلد وإخراجه من أزماته. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 25-8-2023: الحصار الأميركي على لبنان فشل. الشيخ دعموش: سياسة العقوبات والحصار والتجويع هي سياسة قديمة جديدة، يستخدمها المستكبرون لإخضاع الشعوب وبهدف السيطرة والهيمنة. الشيخ دعموش: هذه السياسة تستخدمها أميركا اليوم ضد الشعوب والدول الرافضة للخضوع من أجل فرض شروطها وإملاءاتها. الشيخ دعموش: استمرار الوجود الأميركي وتعزيزه، في شمال شرقي سوريا، هو لحماية "داعش" وتشديد الحصار على سوريا. الشيخ دعموش: إننا على ثقة بأنّ الشعب السوري والقيادة السورية سيتجاوزون هذه المرحلة من دون خضوع واستسلام. الشيخ دعموش: لن تثنينا الحملات الإعلامية الخبيثة عن التمسك بسلاح المقاومة والعمل بما تمليه علينا المصلحة الوطنية. الشيخ دعموش: حزب الله أولويته الأولى إنقاذ البلد وانتخاب رئيس للجمهوريّة وإعادة انتظام مؤسسات الدولة، لتقوم بدورها في خدمة الناس ومعالجة أزماتهم. الشيخ دعموش: حزب الله يعمل بكلّ أمل على إيجاد المخارج والحلول للازمات، انطلاقًا من حرصه على وحدة لبنان واستقراره الداخلي وسلمه الأهلي

ملامح شخصية المؤمن (59)

الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا ونبينا أبي القاسم محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين.(ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله على ما في قلبه وهو ألد الخصام وإذا تولى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد وإذا قيل له اتق الله أخذته العزة بالإثم فحسبه جهنمُ ولبئس المهاد, ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضاة الله والله رؤوف بالعباد).

قلنا إن هذه الآيات اشتملت على تقسيم الناس إلى نوعين ونموذجين: نموذج الإنسان المنافق الذي يتظاهر بالإيمان وإرادة الحق والإصلاح ولكنه يخفي النفاق ويبطن أشد العداء للحق وأهله، ونموذج الإنسان المؤمن المخلص الذي باع نفسه ابتغاء مرضاة الله.

وقد تحدثنا في الحلقة الماضية عن النموذج الأول وشرحنا بعض صفاته وملامح شخصيته بالمقدار الذي أشارت إليه الآيات الثلاث الاولى، وبقي أن نتحدث عن النموذج الثاني المقابل للأول الذي أشارت إليه الآية الأخيرة أعني قوله تعالى: (ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضاة الله والله رؤوف بالعباد).

هذه الآية وإن كانت قد نزلت في علي (ع) بمناسبة مبيته على فراش رسول الله في الليلة التي هاجر فيها النبي إلى المدينة المنورة، إلا أنها تتحدث عن نموذج وشريحة من الناس قد يوجدون في كل زمان ومكان، تتحدث عن مجموعة من الناس يقفون في نقطة مقابلة لمجموعة المنافقين ويحملون صفات مقابل صفات المنافقين.

فالمنافق إنسان معاند مغرور باع نفسه للشيطان، وهو يحاول أن يحقق لنفسه ولذاته امتيازات عن طريق النفاق، فيتظاهر بالإيمان والإصلاح بأقواله فقط، وليس في أعماله إلا الغدر والخيانة والإفساد والتخريب.

أما المؤمن المخلص فهو إنسان باع نفسه لله من أجل الحصول على رضا الله, فإن الشراء في الآية بمعنى البيع فقوله تعالى: (ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضاة الله)، أي يبيع نفسه لله من أجل أن يحصل على مرضاته، فالمؤمن يبيع نفسه كلها لله ويسلمها كلها لله ولا يستبقي منها شيئاً لغير الله, فهو يتعامل مع الله وحده ولا يريد إلا ما أراده الله ولا يتحرك إلا في ما يرضي الله ولا يطلب عزة ورفعة إلا بالله, وليس لديه هدف في الحياة سوى الحصول على مرضاة الله، ولذلك فهو حاضر أن يبذل نفسه ويقدم روحه في سبيل الله، وبذلك يتحول الإنسان المؤمن إلى عنصر نافع في المجتمع, إلى إنسان صادق مصلح خير مجاهد مضحي, وبتضحياته وأعماله الخيرة والنافعة يصلح أمر الدين ويحي الحق وتظهر الحقيقة وتستقر حياة الناس.

ونلاحظ هنا أن قوله تعالى في آخر الآية: (والله رؤوف بالعباد) بعد قوله تعالى: (ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضاة الله) هو للإشارة إلى أن وجود مثل هؤلاء الافراد والذين باعوا أنفسهم لله بين الناس وفي داخل المجتمع، هو لطف من الله سبحانه ورأفة ورحمة منه سبحانه بعباده، لأنه لو لم يكن بين الناس مثلُ هؤلاء المجاهدين والمضحين في سبيل الله مقابل اولئك المنافقين، لانهدمت أركان الدين والمقدسات والمجتمع، لكن الله بفضله ومنِّه ورأفته يبني بهؤلاء الصديقين المجاهدين ما هدمه أولئك المنافقون الحاقدون، وهذا المفهوم يعرضه القرآن الكريم بوضوح في سورة الحج في قوله تعالى: (لولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدِّمت صوامعُ وبيعٌ وصلوات ومساجد) لولا وجود المؤمنين المخلصين المجاهدين الذين يقفون في مواجهة المنافقين والخونة والمتآمرين وأعداء الدين والإنسانية لما بقيت في المجتمع قيم وأخلاق ولما بقيت الصلاة ولا المساجد ولا المقدسات، ولما بقي للناس وطن ولا عزة ولا كرامة ولا حرية، ولكان الناس يعيشون الذل والهوان والقهر والحرمان ولكان المجتمع يعيش تحت سيطرة الأشرار والخونة والمحتلين والأعداء.

ولكن بفضل هذه الشريحة المؤمنة الواعية المخلصة المجاهدة التي باعت نفسها لله يدفع الله عن الدين والقيم والأخلاق والمجتمع والوطن والأمة شر الأعداء وكيدهم ومكرهم وعدوانهم.

ومما يجب أن نلتفت إليه هنا أن آية: (ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضاة الله) إذا لاحظناها في سياق مجموعة الآيات التي قرأناها في بداية الحديث التي تتحدث عن تقسيم الناس إلى نوعين، فإننا نجد أنها تشير إلى النموذج المؤمن المقابل للنموذج المنافق.

ولكن يمكن أن نلاحظ هذه الآية من منظار آخر بمعزل عن ملاحظتها ضمن مجموعة الآيات التي تصنف الناس إلى قسمين، فإننا إذا لاحظناها من منظار آخر أكثر شمولية، نجد أنها تتحدث عن التجارة والمعاملة الرابحة بين الإنسان المؤمن وربه، فالمؤمن بحسب مدلول الآية يتاجر مع الله ويتعامل مع الله فيبيع نفسه كلها لله مقابل أن يحصل على رضا الله.

وقد تحدثت عن هذه التجارة الرابحة بين المؤمن وربه آيات أخرى من القرآن الكريم مثل قوله تعالى في سورة التوبة: (إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلُون ويُقتَلون). فحسب مدلول هذه الآية المؤمنون يتاجرون مع الله فيبيعون أنفسهم وأموالهم لله, والله يشتري منهم ذلك في مقابل أن يحصلوا على الجنة, فالثمن في هذه المعاملة وفي هذه التجارة هو الجنة، بينما الثمن في تلك التجارة التي تدل عليها الآية الأولى هو مرضاة الله.

وإذا أردنا أن نجمع بين هذه الآية: (إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة)، وبين آية (ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضاة الله). إذا أردنا أن نجمع بينهما, نجد أمامنا طائفتين من المؤمنين الذي يتاجرون مع الله، طائفة تبيع نفسها لله وتجاهد في سبيل الله وتضحي على هذا الطريق والثمن هو الحصول على الجنة والنجاة من النار، وطائفة تبيع نفسها لله وتضحي في سبيل الله والهدف هو الحصول على مرضاة الله، وهذه الطائفة هي التي تتحدث عنها الآية التي نفسرها أي: (ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضاة الله).

إذن: هذه الشريحة التي تتحدث عنها هذه الآية ليس هدفُها من الجهاد والقتال والتضحية بالنفس الحصول على الجنة وإن كان ذلك مهماً بالنسبة إليها، بل إن هدفها وغايتها من التضحيات والجهاد هو الحصول على مرضاة الله، وهذه أعلى درجة من درجات التجارة مع الله والإخلاص له سبحانه، وهذه الدرجة الكبيرة ليس كل أحد قادراً عليها، بل بعض الناس فقط قادرون على مثل هذا العمل السامي والكبير.

ولعله لأجل ذلك بدأت الآية بكلمة (من) التي تدل على التبعيض (ومن الناس من يشري) أي أن بعض الناس فقط قادرون على بيع أنفسهم لله مقابل الحصول على مرضاة الله.

ويأتي على رأس هؤلاء وفي مقدمتهم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع)، الذي كانت حياته كلها لله وجهاداً في سبيله، فقد ورد في سبب نزول الآية أنها نزلت في علي (ع) حين بات في فراش رسول الله (ص) ليلة الهجرة، وانه لما نام على فراشه قام جبرائيل عند رأسه وميكائيل عند رجليه، وجبرائيل ينادي: بخ بخ من مثلك يا علي؟ يباهي الله بك الملائكة، فأنزل الله على رسوله وهو متوجه إلى المدينة هذه الآية في شأن علي (ع).

ومن هنا نفهم أن هذه الآية تتحدث عن أكبر فضائل أمير المؤمنين (ع) وهذه المسألة ذكرها الرواة بالتواتر وكانت في صدر الإسلام من الواضحات بين المسلمين بحيث دفعت بمعاوية أن يرشي سمرة بن جندب بأربعمائة ألف درهم كي يروي حديثاً مختلفاً ينسب فيه فضيلة هذه الآية إلى عبد الرحمن بن ملجم قاتل علي، فاختلق هذا الرجل رواية يقول فيها: إن هذه الآية نزلت في عبد الرحمان وليس في علي! ولكن أحداً لم يقبل منه حديثه المجهول، لأن الناس كانت تعرف مكانة علي (ع) ومنزلته وفضله وجهاده حتى أعدائه، وكما قال الله تعالى: (يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله مُتِم نوره ولو كره الكافرون) الصف/8.

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين