السبت, 27 04 2024

آخر تحديث: الجمعة, 26 نيسان 2024 5am

المقالات
خطبة الجمعة 26-04-2024 النفس محور الخطر

خطبة الجمعة 26-04-2024 النفس محور الخطر

الشيخ دعموش: التمادي في العدوان على لبنان ليس بلا ثمن شدد نائب رئيس المجلس التنفيذي...

خطبة الجمعة 19-4-2024: الادارة في المجال الدفاعي والعسكري

خطبة الجمعة 19-4-2024: الادارة في المجال الدفاعي والعسكري

الشيخ دعموش: الردُّ الإيراني هشّم صورة الكيان رأى نائب رئيس المجلس التنفيذي في...

خطبة الجمعة 12-4-2024: الورع

خطبة الجمعة 12-4-2024: الورع

الشيخ دعموش: مقابل العدوان هناك رد ‏وعقاب.. والإصرار على إطالة أمد الحرب لن يغير...

كلمة في الحفل التكريمي للشهيد علي عبد علي في الشياح 9-4-2024

كلمة في الحفل التكريمي للشهيد علي عبد علي في الشياح 9-4-2024

الشيخ دعموش: المقاومة لا تتراجع عن معادلة الرد المباشر والسريع مهما كانت التضحيات...

اللقاء العلمائي السنوي حول القدس في صيدا 6-4-2024

اللقاء العلمائي السنوي حول القدس في صيدا 6-4-2024

الشيخ دعموش من صيدا: لن نقبل أن يتوسع العدو في عدوانه من دون أن يدفع...

خطبة الجمعة 5-4-2024 مكانة المسجد الاقصى لدى المسلمين

خطبة الجمعة 5-4-2024 مكانة المسجد الاقصى لدى المسلمين

الشيخ دعموش: الحديث عن ضغوط أميركية جديدة على "إسرائيل" يبقى في دائرة...

خطبة الجمعة 29-3-2024: علي(ع)وليلة القدر

خطبة الجمعة 29-3-2024: علي(ع)وليلة القدر

الشيخ دعموش: مهما تمادى العدو في مجازره لن تتراجع المقاومة عن مساندة غزة. لفت نائب...

  • خطبة الجمعة 26-04-2024 النفس محور الخطر

    خطبة الجمعة 26-04-2024 النفس محور الخطر

  • خطبة الجمعة 19-4-2024: الادارة في المجال الدفاعي والعسكري

    خطبة الجمعة 19-4-2024: الادارة في المجال الدفاعي والعسكري

  • خطبة الجمعة 12-4-2024: الورع

    خطبة الجمعة 12-4-2024: الورع

  • كلمة في الحفل التكريمي للشهيد علي عبد علي في الشياح 9-4-2024

    كلمة في الحفل التكريمي للشهيد علي عبد علي في الشياح 9-4-2024

  • اللقاء العلمائي السنوي حول القدس في صيدا 6-4-2024

    اللقاء العلمائي السنوي حول القدس في صيدا 6-4-2024

  • خطبة الجمعة 5-4-2024 مكانة المسجد الاقصى لدى المسلمين

    خطبة الجمعة 5-4-2024 مكانة المسجد الاقصى لدى المسلمين

  • خطبة الجمعة 29-3-2024: علي(ع)وليلة القدر

    خطبة الجمعة 29-3-2024: علي(ع)وليلة القدر

 
NEWS-BAR
الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 26-04-2024: التمادي في العدوان على لبنان ليس بلا ثمن الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 19-4-2024: الردُّ الإيراني هشّم صورة الكيان الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 12-4-2024: مقابل العدوان هناك رد ‏وعقاب.. والإصرار على إطالة أمد الحرب لن يغير شيئاَ. الشيخ دعموش في الحفل التكريمي للشهيد علي عبد علي في الشياح 9-4-2024: المقاومة لا تتراجع عن معادلة الرد المباشر والسريع مهما كانت التضحيات والتداعيات. الشيخ دعموش من صيدا: لن نقبل أن يتوسع العدو في عدوانه من دون أن يدفع الثمن. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 5-4-2024: الحديث عن ضغوط أميركية جديدة على "إسرائيل" يبقى في دائرة الخداع والنفاق ما لم تُترجم هذه الضغوط المزعومة بوقف العدوان. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 29-3-2024: مهما تمادى العدو في مجازره لن تتراجع المقاومة عن مساندة غزة. الشيخ دعموش في الحفل التكريمي للشهيد علي محمد فقيه في انصارية 27-3-2024: نحن رجال الميدان وحاضرون للدفاع عن بلدنا وأهلنا إلى أقصى حد. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 22-3-2024: المقاومة لن ترضخ لشروط العدو الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 15-3-2024 المقاومة ما تزال تُمسك بالميدان وتُقاتل بقوة. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 8-3-2024: لسنا معنيين بإعطاء ضمانات للعدو الصهيوني. الشيخ دعموش في رعاية حملة الخير-ثقافة للامداد في بيروت 6-3-2024: المقاومة ستواصل حضورها في الميدان ولا يمكن أن يردعها شيء. الشيخ دعموش في الحفل التكريمي للشهيد فاروق حرب في الحلوسية 5-3-2024: قرار المقاومة هو الردّ بحزم على كل اعتداء أو استهداف. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 1-3-2024: لن تخرج المقاومة من المعركة إلّا بنصر ‏جديد. الشيخ دعموش في رعاية حفل تخريج دورة كوادر نقابية في بعلبك 25-2-2024: المقاومة على أتم الاستعداد والجهوزية للدفاع عن لبنان الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 23-02-2024: العدوانية الاسرائيلية في غزة ولبنان لا يردعها ولا يسقط اهدافها شيء سوى المقاومة والحضور في الميدان ومواجهة القتل بالقتل والتدمير بالتدمير والتصعيد بالتصعيد. الشيخ ‏دعموش في خطبة الجمعة 16-02-2024: العدو الصهيوني مأزوم في لبنان والمقاومة مصممة على ‏مقابلة التصعيد بالتصعيد. الشيخ دعموش في الاحتفال السنوي لجمعية البر والتقوى 9-2-2024: وقف العدوان على غزة هو الخيار الوحيد لوقف ‏جبهة لبنان. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 09-02-2024: العدو وصل إلى طريق ‏مسدود واستمرار العدوان لن يؤدي إلا ‏إلى المزيد من الفشل. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 2-1-2024: المقاومة وجهت للعدو رسائل نارية وأفهمته أنّه لا يمكن أن يتمادى في عدوانه على لبنان من دون أن يلقى الرد الحاسم الشيخ دعموش في اسبوع الحاج حسين مرجي: توسيع العدوان على لبنان لن يكون نزهة. الشيخ ‏دعموش في خطبة الجمعة 26-1-2024: التهويل والتهديد للبنان لن يقدم أو يُؤخّر شيئًا ولن يُثني المقاومة عن دعم غزّة. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 19-1-2024: التهديدات والرسائل التي ‏يحملها الموفدون إلى لبنان لن تقفل جبهة الجنوب طالما استمر العدوان ‏على غزة. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 12-1-2024: من يريد مساعدة "إسرائيل" على الخروج من ورطتها عليه الضغط على العدو لوقف عدوانه قبل الضغط على لبنان أو الحديث عن أي شيء آخر. الشيخ دعموش في اسبوع الشهيدين عبدالله الاسمر وعباس رمال 10-1-2024: إذا فرض العدو الحرب علينا فسنُريه من قدراتنا وبأسنا ما يجعله يندم على جرائمه وعدوانه. الشيخ دعموش في أسبوع الشهيد عبد الجليل حمزة في بلدة الخضر 07-01-2024: عمليّة ميرون نوعيّة واستراتيجيّة هزّت الكيان الصهيوني. الشيخ دعموش في اسبوع الشهيد حسين علي غزالة في بلدة عدلون 06-01-2024: المقاومة لن تقبل بفرض قواعد جديدة تمكّن العدو من التمادي في جرائمه. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 05-01-2024: كلّ جرائم العدو لن تُثني المقاومة عن القيام ‏بواجبها. الشيخ دعموش في الذكرى الرابعة للشهيد سليماني في مجمع السيدة زينب: العدوان على غزة زادنا قناعة وتمسكًا بخيار ‏المقاومة. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 29-12-2023: المقاومة في لبنان أوقعت العدو في حرب استنزاف يومية حقيقية. الشيخ دعموش في ملتقى شهيد القدس الثاني الشبابي 28-12-2023: المقاومة في غزة ولبنان مصممة على مواصلة المعركة مهما بلغت التضحيات. الشيخ دعموش في الاحتفال التكريمي للشهيد احمد الحاج علي 23_12_2023: الواقع في جنوب لبنان تحدده المقاومة وليس العدو. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 22-12-2023: ‏المقاومة لن تتردد في الرد الحاسم على أي اعتداءات جديدة. الشيخ دعموش في الحفل التكريمي للشهيد حمد يوسف في عين بعال 18_12_2023: الهمجية الإسرائيلية الأميركية لا تردعها إلاّ القوة ومعادلات المقاومة الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 15-12-2023: العدوان على غزة محكوم بالفشل الشيخ ‏دعموش في الاحتفال التكريمي للشهيد علي حسن الاتات: إذا فكّر العدو مجددًا بالاعتداء على بلدنا سنصنع انتصارًا جديدًا لوطننا وأمتنا الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 8-12-2023: المقاومة أدخلت العدو في حرب استنزاف حقيقية وهو أعجز من أن يفرض إرادته على لبنان الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 1-12-2023: المقاومة في غزة والمنطقة لن تدع ‏الإسرائيلي يحقّق أهدافه. الشيخ دعموش في اسبوع الشهيد احمد مصطفى من حولا: المقاومة لن تتردد في الرد الحاسم على أي استهداف أو اعتداء على لبنان الشيخ دعموش في حفل العباءة الزينبية من الدوير: إذا استأنف العدو عدوانه فستريه المقاومة من بأسها ما لم يرَه من قبل. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 24-11-2023: العدو الصهيوني لم يقبل بالهدنة إلا بعدما فشل في كسر المقاومة وفي كسر إرادة أهل غزة. الشيخ دعموش في الاعتصام التضامني الكبير مع غزة في الضاحية الجنوبية: إذا استمر العدوان على غزة فلا يمكن ضمان عدم توسع الحرب وتصبح كل الاحتمالات مطروحة. الشيخ علي دعموش في خطبة الجمعة 17-11-2023: سنواصل دعمنا ونصرتنا لغزة وسنستمر في استنزاف العدو على الحدود الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 10-11-2023: التوغل البري في غزة لن يحقق للعدو أهدافه ولن يوصله إلى نتيجة. الشيخ دعموش في اسبوع الشهيد علي ابراهيم رميتي في مجمع الامام علي الشياح: المقاومة لن تتسامح مع استهداف المدنيين وستردّ بشكل حاسم الشيخ دعموش في اسبوع الشهيد حسين وليد ذيب في شقرا: نقوم بما تُمليه علينا طبيعة المواجهة مع العدو. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 03-11-2023 : التفويض الغربي للعدو بالحرب المدمرة على غزة سيبقى وصمة عار في تاريخ أميركا والغرب والدول المطبعة . الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 27-10-2023: لن نترك واجبنا في نصرة غزة. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 20-10-2023: الكيان الصهيوني الغاصب زائل حتمًا. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 13-10-2023: الثبات والصمود في المواجهة الدائرة في غزة كفيل بأفشال أهداف العدو وحلفائه. الشيخ دعموش من بر الياس: السكوت عما يجري في غزة خيانة كبرى ولن نتردد في فعل كل ما نستطيعه من أجل نصرة الشعب الفلسطيني. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 1-9-2023: لولا المقاومة لكان لبنان اليوم مازال تحت الاحتلال. الشيخ دعموش: الإمام موسى الصدر كان صاحب رؤية جهادية وسياسية واضحة، كان يدعو الدولة إلى تسليح الجنوبيين من أجل الدفاع عن أرضهم لأنه كان يدرك حجم الأطماع الإسرائيلية في لبنان. الشيخ دعموش: تعلمنا من الإمام السيد موسى الصدر المقاومة وأن أرضنا المحتلة لا يمكن استعادتها الا بالجهاد والقتال والشهادة والتضحيات. الشيخ دعموش: الإمام الصدر كان من أشد الحريصين على سيادة لبنان واستقراره الداخلي وسلمه الأهلي وعيشه المشترك والإيمان به وطنًا نهائيًا لجميع أبنائه. الشيخ دعموش: نحنعلى درب هذا الإمام الكبير والعزيز سنواصل طريق المقاومة لنحمي بلدنا وخيراتنا وثرواتنا، ولن نتخلى عن فلسطين والقدس. الشيخ دعموش: لن نألو جهدًا على المستوى الداخلي للتخفيف من معاناة أهلنا والحفاظ على الاستقرار والسعي لبناء دولة قوية وعادلة، دولة خالية من الفساد والسرقات الشيخ دعموش: هناك فريق سياسي يدعو جهارًا نهارًا إلى المواجهة والفتنة ويُريد رئيسًا يجمع حوله ما يُسمى بالمعارضة من أجل مواجهة حزب الله ليحقق من حيث يدري أو لا يدري أهداف العدو الإسرائيلي في لبنان. الشيخ دعموش: هذا المنطق يكشف عن عقل يريد تخريب البلد والقضاء على كل أمل بالوصول إلى حل للأزمات السياسية والاقتصادية التي يعاني منها البلد. الشيخ دعموش: لن نقبل بوصول رئيس للجمهورية يُحقّق أهداف أعداء لبنان ويكون منصة للفتنة والحرب الأهلية كما يريد فريق التحدي والمواجهة الشيخ دعموش: ما نريده انتخاب رئيس لكل اللبنانين يحفظ وحدتهم وسلمهم الأهلي ويعمل على إنقاذ البلد وإخراجه من أزماته. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 25-8-2023: الحصار الأميركي على لبنان فشل. الشيخ دعموش: سياسة العقوبات والحصار والتجويع هي سياسة قديمة جديدة، يستخدمها المستكبرون لإخضاع الشعوب وبهدف السيطرة والهيمنة. الشيخ دعموش: هذه السياسة تستخدمها أميركا اليوم ضد الشعوب والدول الرافضة للخضوع من أجل فرض شروطها وإملاءاتها. الشيخ دعموش: استمرار الوجود الأميركي وتعزيزه، في شمال شرقي سوريا، هو لحماية "داعش" وتشديد الحصار على سوريا. الشيخ دعموش: إننا على ثقة بأنّ الشعب السوري والقيادة السورية سيتجاوزون هذه المرحلة من دون خضوع واستسلام. الشيخ دعموش: لن تثنينا الحملات الإعلامية الخبيثة عن التمسك بسلاح المقاومة والعمل بما تمليه علينا المصلحة الوطنية. الشيخ دعموش: حزب الله أولويته الأولى إنقاذ البلد وانتخاب رئيس للجمهوريّة وإعادة انتظام مؤسسات الدولة، لتقوم بدورها في خدمة الناس ومعالجة أزماتهم. الشيخ دعموش: حزب الله يعمل بكلّ أمل على إيجاد المخارج والحلول للازمات، انطلاقًا من حرصه على وحدة لبنان واستقراره الداخلي وسلمه الأهلي

النجاح في الاختبار مرهون بالصبر(53)

الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا ونبينا أبي القاسم محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين.(ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون، أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون) البقرة/ 155.

هذه الآيات تطرح مسألة الاختبار والامتحان الإلهي الكبير لعباده، وتبين بعض طرق ووسائل هذا الاختبار ثم تشير إلى أحد أهم العوامل التي تؤدي إلى النجاح في هذا الاختبار وهو الصبر.

القرآن يؤكد في هذه الآيات وفي غيرها من الآيات على أن الله يبتلي عباده. فالله تعالى يقول في الآية الأولى: (ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع...) ويقول في موضع آخر (ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين ونبلو أخباركم)  محمد/ 37.

والمقصود بالابتلاء هو الاختبار والامتحان، فالله يختبر عباده ويمتحنهم بأشياء كثيرة, قد يختبرهم بالمصائب والآلام والمشاكل الصعبة القاسية, وقد يمتحن عباده بالخير وبالنعمة وسعة الرزق بأن ينعم عليهم ويوسع في رزقهم ويغنيهم، فهو قد يختبرهم بالشر وبالأشياء السلبية, وقد يختبرهم بالخير وبالأشياء الإيجابية، قد يمتحنهم بالضعف بأن يجعلهم ضعفاء متهورين، وقد يمتحنهم بالقوة بأن يجعلهم أقوياء، قد يمتحنهم بالسلطة والموقع والمنصب فيجلعهم حكاماً وملوكاً وأصحاب مسؤوليات مميزة ومتقدمة في المجتمع, وقد يمتحنهم بإبعادهم عن السلطة بحيث يكونون على الهامش.

يقول الله تعالى في بعض آياته: (ونبلوكم بالشر والخير فتنة) الأنبياء/ 35.

ويقول سبحانه على لسان نبيه سليمان الذي أعطاه الله الملك: (هذا من فضل ربي ليبلوني ءأشكر أم أكفر) النمل/ 40.

إذن: فكما أن الله يبتلي الإنسان الفرد والمجتمع ويمتحنه بالأشياء السلبية, بالخوف بالجوع بالفقر بفقد الأحبة مثلاً، فهو يمتحنه أيضاً بالاشياء الإيجابية وبالخير, بالنعمة بالسلطة بالغنى مثلاً.

الآية التي نحن بصدد تفسيرها: (ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين)، تبين بأن الله يختبر عباده بالأشياء السلبية, بالمصائب والآلام والمشاكل والتحديات, يمتحنهم بالخوف من العدو او بشيء من الجوع, بالأضرار المادية, بالموت, بفقد الأولاد أو الاخوة أو الاقارب مثلاً، يختبرهم بنقص المواد الغذائية والموارد الطبيعية والثمرات.

وهذه الابتلاءات ابتلاءات الخوف والجوع والخسارات المالية وفقد الأنفس ونقص الثمرات وغيرها من الابتلاءات, قد تقع على الأفراد فيصاب الإنسان كفرد بالخوف أو بالمرض أو بالجوع والحاجة والفقر او بالمصائب المتنوعة، كأن يموت ابنه، أو يجرح أخوه، او يهدم منزله، او يخرج من عمله ووظيفته, او يتلف زرعه، او ما اشبه ذلك من المشاكل, وقد تقع هذه الابتلاءات أو جزءاً منها على المجتمع ككل, ابتلاء المجتمع لا يصيب هذا الفرد او ذاك, هذا الشخص أو ذاك، ابتلاء المجتمع يصيب الهيئة الاجتماعية كلَّها بمصيبة معينة, الله قد يبتلي المجتمع كله بمصيبة الظلم الاجتماعي، او بمعصية فساد النظام الاجتماعي الذي يسبب الجوع للناس كل الناس، او بمصيبة سيطرة الاشرار على الناس وعلى الجماعات وعلى البلاد بكاملها، أو سيطرة الاعداء بالاحتلال أو الغزو فيبتلي المجتمع كله بالخوف من العدو وبالاضرار المادية والمالية والمجازر والموت الجماعي، أو بإتلاف المزروعات والممتلكات، هذه بلاءات المجتمع.

إذن فالامتحان والاختبار بالمصائب والمشاكل المذكورة في الآية كما أنها تصيب الفرد كفرد قد تصيب المجتمع كله او مؤسساته، فيمتحن الله بتلك الوسائل والطرق الإنسان الفرد والإنسان المجتمع.

وهنا قد يكون أول ما يتبادر إلى الذهن السؤال عن سبب هذا الاختبار الإلهي لماذا يختبرنا الله لماذا يمتحننا الله؟ ما هو سر هذه الابتلاءات التي يصيبنا الله بها كافراد وكمجتمعات؟؟ فنحن مثلاً نختبر الافراد لنطلع على بعض الخصوصيات التي لا نعرفها عنهم, فنختبر مثلاً بعض الاشخاص علمياً لنعرف مستواهم العلمي لاننا اساساً نجهل مقدراتهم العلمية، في هذا العمل او ذاك، أو نختبره في مجال عمل من الاعمال المالية لنعرف هل انه أمين أو لا؟ أو هل يملك الخبرة الكافية او لا يملك أهلية ذلك العمل؟!.

فهل ان الله سبحانه بحاجة إلى مثل هذا الاختبار لعباده وهو العالم بكل الخفايا والاسرار والمطلع على جميع الخصوصيات؟ وهل هناك شيء خفي عنه حتى يظهر له عن طريق الاختبار والامتحان؟

والجواب: إن مفهوم الاختبار الإلهي يختلف عن الاختبار البشري، اختباراتنا نحن التي نجريها لبعض الأفراد هي كما ذكرت الهدف منها رفع الابهام والجهل, أي لأجل اننا نجهل بعض خصوصيات الاشخاص من الناحية العلمية أو المهنية أو الاخلاقية نمتحنهم لنطلع ونعرف ونرفع الجهل الذي عندنا، أما الاختبار الإلهي فالهدف منه هو التربية، تربية الافراد والمجتمعات على مواجهة الابتلاءات والمصائب والآلام والمشكلات الصعبة التي تعترضهم في حياتهم، من أجل أن يصبحوا أكثر قدرة وقوة على مواجهة الصعاب والتحديات.

ولذلك فإن الله تعالى يقول في الآية: (ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الاموال والثمرات) فهو يختبرنا بشيء من الخوف اي ببعض من الخوف وبشيء من الفقر والجوع وبشيء من الخسارات المالية والمادية ولا يختبرنا بكل الخوف وبكل الفقر والجوع, بيتلينا ببعض من ذلك حتى نتدرب ونتربى على مواجهة ما هو اصعب واكبر من ذلك، تماماً كما أن المعلم يدرب الشباب والاطفال على الاعمال الرياضية لتقوى أجسامهم ولتشتد سواعدهم، وكما انه يُؤخد الجنود إلى مراكز للتدريب وإلى مناورات وحرب مصطنعة يعانون فيها من مشاكل العطش والجوع والحر والبرد والظروف الصعبة ويتعرضون للاخطار ليتدربوا على روح المغامرة والشجاعة, من اجل مواجهة التحديات الكبيرة التي قد يفرضها العدو من أجل تربيتهم على أداء قتالي جيد يكون بمستوى التحدي.

كذلك الله يعرض الناس كل الناس وخصوصاً المؤمنين يعرضهم لأنواع من البلاء, يعرضهم لشيء من المرض لشيء من الخوف والجوع والحاجة، يعرضهم لبعض الاحزان لبعض الخسارات المالية ليشتد ساعدهم وليتعلموا الصبر أمام المحن الكبرى التي قد تواجههم من قبل أعداء الله وهم يسيرون في خط الله وفي خط رسالته، والمؤمنون هم أشد الناس بلاءاً, لان الذين يحملون القضية الإلهية والمشروع الإلهي في العالم هم المؤمنون، ولذلك فهم يحتاجون إلى تدريب اكبر ليجعل عودهم أصلب وإرادتهم أقوى، وليجعلهم اقدر على تحمل المسؤوليات والمهمات ومواجهة التحديات.

وقد يختبرنا الله من اجل شيء آخر أيضاً من أجل أن تظهر اعمالنا, ومن اجل أن تنفجر القابليات التي في داخلنا, الله يمتحن عباده بالخسائر والمصائب والمحن من اجل أن يتضح ما يضمرونه من اعمالهم ليرى كيف يواجهون من الناحية العملية تلك الابتلاءات, هل يواجهونها بالصبر ام بالجزع؟ هل يواجهونها بالتسليم بقضاء الله والرضا بما قسمه الله ام يواجهون ذلك بالاحتجاج والتمرد؟ هل انهم يتماسكون ويصدون التحديات ومؤامرات الاعداء ويثبتون على خط الإيمان والجهاد أم انهم يسقطون وينهارون ويتخاذلون وينحرفون عن خط الله ويتخلون عن جهاد اعداء الله؟

الله تعالى يقول: (ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين).

ويقول في موضع آخر: (الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم احسن عملاً). فالله تعالى يبتلي عباده في بعض الحالات حتى تظهر اعمالهم ومواقفهم، فيحاسبهم على اساس تلك الاعمال وتلك المواقف، ولذلك فإن امير المؤمنين (ع) يقول في بيان سبب الاختبارات الإلهية (وإن كان سبحانه اعلم بهم من انفسهم ولكن لتظهر الافعال التي بها يُستحقُ الثواب والعقاب).

فالله يمتحن عباده حتى تظهر وتتجلى أعمالهم فيثيب من يستحق الثواب منهم ويعاقب من يستحق العقاب منهم.

ونحن نعلم أن الناس أمام الاختبارات الإلهية على نوعين:

نوع فائز وناجح في الامتحان، ونوع خاسر.

نوع يسقط أمام هول المصائب وأمام تحديات الأعداء ويتراجع ويتخلى عن مسؤولياته ويلجأ إلى المداهنة أو التماس الأعذار, وهؤلاء هم الضعفاء.

ونوع آخر يصبر ويتماسك ويقف كالطود الأشم أمام كل المخاوف والتحديات, ولا يتزلزل لا يتراجع لا يسقط وإنما يزداد توكلاً على الله وإيماناً بالله ويقاوم ويصبر بعزم وقوة وثبات, وهؤلاء هم الذين يقول عنهم القرآن: (الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيماناً وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل).

وهؤلاء هم الصابرون الذين يبشرهم الله في الآية: (وبشر الصابرين الذين إذا اصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمةٌ وأولئك هم المهتدون).

فالآيات هذه تبشر بالنجاح والفلاح والرحمة والهداية أولئك الصابرين المقاومين, وتؤكد أن الصبر رمز الانتصار, بل هو أهم عامل من عوامل الانتصار والنجاح في الدنيا والآخرة.

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين