الجمعة, 10 05 2024

آخر تحديث: السبت, 04 أيار 2024 6am

المقالات
اطلاق مشروع مجمع ديني في الناصرية 4-5-2024

اطلاق مشروع مجمع ديني في الناصرية 4-5-2024

الشيخ دعموش من البقاع: الحراك الطالبي في ‏الجامعات الأميركية والغربية هو جزء من...

خطبة الجمعة 3-5-2024 قيمة العمل لدى الامام الصادق(ع)

خطبة الجمعة 3-5-2024 قيمة العمل لدى الامام الصادق(ع)

الشيخ دعموش: التمادي في العدوان على لبنان لن يُعوّض عجز الاحتلال عن تحقيق...

خطبة الجمعة 26-04-2024 النفس محور الخطر

خطبة الجمعة 26-04-2024 النفس محور الخطر

الشيخ دعموش: التمادي في العدوان على لبنان ليس بلا ثمن شدد نائب رئيس المجلس التنفيذي...

خطبة الجمعة 19-4-2024: الادارة في المجال الدفاعي والعسكري

خطبة الجمعة 19-4-2024: الادارة في المجال الدفاعي والعسكري

الشيخ دعموش: الردُّ الإيراني هشّم صورة الكيان رأى نائب رئيس المجلس التنفيذي في...

خطبة الجمعة 12-4-2024: الورع

خطبة الجمعة 12-4-2024: الورع

الشيخ دعموش: مقابل العدوان هناك رد ‏وعقاب.. والإصرار على إطالة أمد الحرب لن يغير...

كلمة في الحفل التكريمي للشهيد علي عبد علي في الشياح 9-4-2024

كلمة في الحفل التكريمي للشهيد علي عبد علي في الشياح 9-4-2024

الشيخ دعموش: المقاومة لا تتراجع عن معادلة الرد المباشر والسريع مهما كانت التضحيات...

اللقاء العلمائي السنوي حول القدس في صيدا 6-4-2024

اللقاء العلمائي السنوي حول القدس في صيدا 6-4-2024

الشيخ دعموش من صيدا: لن نقبل أن يتوسع العدو في عدوانه من دون أن يدفع...

  • اطلاق مشروع مجمع ديني في الناصرية 4-5-2024

    اطلاق مشروع مجمع ديني في الناصرية 4-5-2024

  • خطبة الجمعة 3-5-2024 قيمة العمل لدى الامام الصادق(ع)

    خطبة الجمعة 3-5-2024 قيمة العمل لدى الامام الصادق(ع)

  • خطبة الجمعة 26-04-2024 النفس محور الخطر

    خطبة الجمعة 26-04-2024 النفس محور الخطر

  • خطبة الجمعة 19-4-2024: الادارة في المجال الدفاعي والعسكري

    خطبة الجمعة 19-4-2024: الادارة في المجال الدفاعي والعسكري

  • خطبة الجمعة 12-4-2024: الورع

    خطبة الجمعة 12-4-2024: الورع

  • كلمة في الحفل التكريمي للشهيد علي عبد علي في الشياح 9-4-2024

    كلمة في الحفل التكريمي للشهيد علي عبد علي في الشياح 9-4-2024

  • اللقاء العلمائي السنوي حول القدس في صيدا 6-4-2024

    اللقاء العلمائي السنوي حول القدس في صيدا 6-4-2024

 
NEWS-BAR
الشيخ دعموش من البقاع: الحراك الطالبي في ‏الجامعات الأميركية والغربية هو جزء من التحول في الرأي العام الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 3-5-2024: التمادي في العدوان على لبنان لن يُعوّض عجز الاحتلال عن تحقيق أهدافه. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 26-04-2024: التمادي في العدوان على لبنان ليس بلا ثمن الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 19-4-2024: الردُّ الإيراني هشّم صورة الكيان الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 12-4-2024: مقابل العدوان هناك رد ‏وعقاب.. والإصرار على إطالة أمد الحرب لن يغير شيئاَ. الشيخ دعموش في الحفل التكريمي للشهيد علي عبد علي في الشياح 9-4-2024: المقاومة لا تتراجع عن معادلة الرد المباشر والسريع مهما كانت التضحيات والتداعيات. الشيخ دعموش من صيدا: لن نقبل أن يتوسع العدو في عدوانه من دون أن يدفع الثمن. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 5-4-2024: الحديث عن ضغوط أميركية جديدة على "إسرائيل" يبقى في دائرة الخداع والنفاق ما لم تُترجم هذه الضغوط المزعومة بوقف العدوان. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 29-3-2024: مهما تمادى العدو في مجازره لن تتراجع المقاومة عن مساندة غزة. الشيخ دعموش في الحفل التكريمي للشهيد علي محمد فقيه في انصارية 27-3-2024: نحن رجال الميدان وحاضرون للدفاع عن بلدنا وأهلنا إلى أقصى حد. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 22-3-2024: المقاومة لن ترضخ لشروط العدو الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 15-3-2024 المقاومة ما تزال تُمسك بالميدان وتُقاتل بقوة. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 8-3-2024: لسنا معنيين بإعطاء ضمانات للعدو الصهيوني. الشيخ دعموش في رعاية حملة الخير-ثقافة للامداد في بيروت 6-3-2024: المقاومة ستواصل حضورها في الميدان ولا يمكن أن يردعها شيء. الشيخ دعموش في الحفل التكريمي للشهيد فاروق حرب في الحلوسية 5-3-2024: قرار المقاومة هو الردّ بحزم على كل اعتداء أو استهداف. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 1-3-2024: لن تخرج المقاومة من المعركة إلّا بنصر ‏جديد. الشيخ دعموش في رعاية حفل تخريج دورة كوادر نقابية في بعلبك 25-2-2024: المقاومة على أتم الاستعداد والجهوزية للدفاع عن لبنان الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 23-02-2024: العدوانية الاسرائيلية في غزة ولبنان لا يردعها ولا يسقط اهدافها شيء سوى المقاومة والحضور في الميدان ومواجهة القتل بالقتل والتدمير بالتدمير والتصعيد بالتصعيد. الشيخ ‏دعموش في خطبة الجمعة 16-02-2024: العدو الصهيوني مأزوم في لبنان والمقاومة مصممة على ‏مقابلة التصعيد بالتصعيد. الشيخ دعموش في الاحتفال السنوي لجمعية البر والتقوى 9-2-2024: وقف العدوان على غزة هو الخيار الوحيد لوقف ‏جبهة لبنان. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 09-02-2024: العدو وصل إلى طريق ‏مسدود واستمرار العدوان لن يؤدي إلا ‏إلى المزيد من الفشل. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 2-1-2024: المقاومة وجهت للعدو رسائل نارية وأفهمته أنّه لا يمكن أن يتمادى في عدوانه على لبنان من دون أن يلقى الرد الحاسم الشيخ دعموش في اسبوع الحاج حسين مرجي: توسيع العدوان على لبنان لن يكون نزهة. الشيخ ‏دعموش في خطبة الجمعة 26-1-2024: التهويل والتهديد للبنان لن يقدم أو يُؤخّر شيئًا ولن يُثني المقاومة عن دعم غزّة. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 19-1-2024: التهديدات والرسائل التي ‏يحملها الموفدون إلى لبنان لن تقفل جبهة الجنوب طالما استمر العدوان ‏على غزة. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 12-1-2024: من يريد مساعدة "إسرائيل" على الخروج من ورطتها عليه الضغط على العدو لوقف عدوانه قبل الضغط على لبنان أو الحديث عن أي شيء آخر. الشيخ دعموش في اسبوع الشهيدين عبدالله الاسمر وعباس رمال 10-1-2024: إذا فرض العدو الحرب علينا فسنُريه من قدراتنا وبأسنا ما يجعله يندم على جرائمه وعدوانه. الشيخ دعموش في أسبوع الشهيد عبد الجليل حمزة في بلدة الخضر 07-01-2024: عمليّة ميرون نوعيّة واستراتيجيّة هزّت الكيان الصهيوني. الشيخ دعموش في اسبوع الشهيد حسين علي غزالة في بلدة عدلون 06-01-2024: المقاومة لن تقبل بفرض قواعد جديدة تمكّن العدو من التمادي في جرائمه. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 05-01-2024: كلّ جرائم العدو لن تُثني المقاومة عن القيام ‏بواجبها. الشيخ دعموش في الذكرى الرابعة للشهيد سليماني في مجمع السيدة زينب: العدوان على غزة زادنا قناعة وتمسكًا بخيار ‏المقاومة. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 29-12-2023: المقاومة في لبنان أوقعت العدو في حرب استنزاف يومية حقيقية. الشيخ دعموش في ملتقى شهيد القدس الثاني الشبابي 28-12-2023: المقاومة في غزة ولبنان مصممة على مواصلة المعركة مهما بلغت التضحيات. الشيخ دعموش في الاحتفال التكريمي للشهيد احمد الحاج علي 23_12_2023: الواقع في جنوب لبنان تحدده المقاومة وليس العدو. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 22-12-2023: ‏المقاومة لن تتردد في الرد الحاسم على أي اعتداءات جديدة. الشيخ دعموش في الحفل التكريمي للشهيد حمد يوسف في عين بعال 18_12_2023: الهمجية الإسرائيلية الأميركية لا تردعها إلاّ القوة ومعادلات المقاومة الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 15-12-2023: العدوان على غزة محكوم بالفشل الشيخ ‏دعموش في الاحتفال التكريمي للشهيد علي حسن الاتات: إذا فكّر العدو مجددًا بالاعتداء على بلدنا سنصنع انتصارًا جديدًا لوطننا وأمتنا الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 8-12-2023: المقاومة أدخلت العدو في حرب استنزاف حقيقية وهو أعجز من أن يفرض إرادته على لبنان الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 1-12-2023: المقاومة في غزة والمنطقة لن تدع ‏الإسرائيلي يحقّق أهدافه. الشيخ دعموش في اسبوع الشهيد احمد مصطفى من حولا: المقاومة لن تتردد في الرد الحاسم على أي استهداف أو اعتداء على لبنان الشيخ دعموش في حفل العباءة الزينبية من الدوير: إذا استأنف العدو عدوانه فستريه المقاومة من بأسها ما لم يرَه من قبل. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 24-11-2023: العدو الصهيوني لم يقبل بالهدنة إلا بعدما فشل في كسر المقاومة وفي كسر إرادة أهل غزة. الشيخ دعموش في الاعتصام التضامني الكبير مع غزة في الضاحية الجنوبية: إذا استمر العدوان على غزة فلا يمكن ضمان عدم توسع الحرب وتصبح كل الاحتمالات مطروحة. الشيخ علي دعموش في خطبة الجمعة 17-11-2023: سنواصل دعمنا ونصرتنا لغزة وسنستمر في استنزاف العدو على الحدود الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 10-11-2023: التوغل البري في غزة لن يحقق للعدو أهدافه ولن يوصله إلى نتيجة. الشيخ دعموش في اسبوع الشهيد علي ابراهيم رميتي في مجمع الامام علي الشياح: المقاومة لن تتسامح مع استهداف المدنيين وستردّ بشكل حاسم الشيخ دعموش في اسبوع الشهيد حسين وليد ذيب في شقرا: نقوم بما تُمليه علينا طبيعة المواجهة مع العدو. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 03-11-2023 : التفويض الغربي للعدو بالحرب المدمرة على غزة سيبقى وصمة عار في تاريخ أميركا والغرب والدول المطبعة . الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 27-10-2023: لن نترك واجبنا في نصرة غزة. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 20-10-2023: الكيان الصهيوني الغاصب زائل حتمًا. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 13-10-2023: الثبات والصمود في المواجهة الدائرة في غزة كفيل بأفشال أهداف العدو وحلفائه. الشيخ دعموش من بر الياس: السكوت عما يجري في غزة خيانة كبرى ولن نتردد في فعل كل ما نستطيعه من أجل نصرة الشعب الفلسطيني. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 1-9-2023: لولا المقاومة لكان لبنان اليوم مازال تحت الاحتلال. الشيخ دعموش: الإمام موسى الصدر كان صاحب رؤية جهادية وسياسية واضحة، كان يدعو الدولة إلى تسليح الجنوبيين من أجل الدفاع عن أرضهم لأنه كان يدرك حجم الأطماع الإسرائيلية في لبنان. الشيخ دعموش: تعلمنا من الإمام السيد موسى الصدر المقاومة وأن أرضنا المحتلة لا يمكن استعادتها الا بالجهاد والقتال والشهادة والتضحيات. الشيخ دعموش: الإمام الصدر كان من أشد الحريصين على سيادة لبنان واستقراره الداخلي وسلمه الأهلي وعيشه المشترك والإيمان به وطنًا نهائيًا لجميع أبنائه. الشيخ دعموش: نحنعلى درب هذا الإمام الكبير والعزيز سنواصل طريق المقاومة لنحمي بلدنا وخيراتنا وثرواتنا، ولن نتخلى عن فلسطين والقدس. الشيخ دعموش: لن نألو جهدًا على المستوى الداخلي للتخفيف من معاناة أهلنا والحفاظ على الاستقرار والسعي لبناء دولة قوية وعادلة، دولة خالية من الفساد والسرقات الشيخ دعموش: هناك فريق سياسي يدعو جهارًا نهارًا إلى المواجهة والفتنة ويُريد رئيسًا يجمع حوله ما يُسمى بالمعارضة من أجل مواجهة حزب الله ليحقق من حيث يدري أو لا يدري أهداف العدو الإسرائيلي في لبنان. الشيخ دعموش: هذا المنطق يكشف عن عقل يريد تخريب البلد والقضاء على كل أمل بالوصول إلى حل للأزمات السياسية والاقتصادية التي يعاني منها البلد. الشيخ دعموش: لن نقبل بوصول رئيس للجمهورية يُحقّق أهداف أعداء لبنان ويكون منصة للفتنة والحرب الأهلية كما يريد فريق التحدي والمواجهة الشيخ دعموش: ما نريده انتخاب رئيس لكل اللبنانين يحفظ وحدتهم وسلمهم الأهلي ويعمل على إنقاذ البلد وإخراجه من أزماته. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 25-8-2023: الحصار الأميركي على لبنان فشل. الشيخ دعموش: سياسة العقوبات والحصار والتجويع هي سياسة قديمة جديدة، يستخدمها المستكبرون لإخضاع الشعوب وبهدف السيطرة والهيمنة. الشيخ دعموش: هذه السياسة تستخدمها أميركا اليوم ضد الشعوب والدول الرافضة للخضوع من أجل فرض شروطها وإملاءاتها. الشيخ دعموش: استمرار الوجود الأميركي وتعزيزه، في شمال شرقي سوريا، هو لحماية "داعش" وتشديد الحصار على سوريا. الشيخ دعموش: إننا على ثقة بأنّ الشعب السوري والقيادة السورية سيتجاوزون هذه المرحلة من دون خضوع واستسلام. الشيخ دعموش: لن تثنينا الحملات الإعلامية الخبيثة عن التمسك بسلاح المقاومة والعمل بما تمليه علينا المصلحة الوطنية. الشيخ دعموش: حزب الله أولويته الأولى إنقاذ البلد وانتخاب رئيس للجمهوريّة وإعادة انتظام مؤسسات الدولة، لتقوم بدورها في خدمة الناس ومعالجة أزماتهم. الشيخ دعموش: حزب الله يعمل بكلّ أمل على إيجاد المخارج والحلول للازمات، انطلاقًا من حرصه على وحدة لبنان واستقراره الداخلي وسلمه الأهلي

الحلقة 50

الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا ونبينا أبي القاسم محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين.(وقاتلوا في سبيل الله الذي يقاتلونكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين) البقرة/190.

 

ذكر المفسرون أن هذه الآية نزلت في السنة السادسة من الهجرة عندما قصد رسول الله (ص) وجمع من أصحابه إلى مكة المكرمة لتأدية مناسك العمرة, فمنعهم المشركون من الدخول وصدوهم عن البيت الحرام قبل وصولهم إلى مكة في منطقة عرفت بالحديبية، ثم جرت بين النبي والمشركين مفاوضات انتهت إلى الصلح الشهير بصلح الحديبية, وعقدوا اتفاقية من جملة بنودها أن يرجع النبي والمسلمون هذا العام ويعودوا في العام المقبل فيمارسوا شعائرهم الدينية ويؤدوا مناسك العمرة كما يحبون ويفعلوا ما يريدون من الطواف والعبادة في داخل مكة حيث تعهد المشركون إخلائها لهم ثلاثة ايام.

فاتخذ النبي (ص) قرار العودة إلى المدينة فوراً ورجع المسلمون. فلما حلت السنة السابعة من الهجرة أي العام المقبل بالتاريخ الذي تم الاتفاق عليه، تجهز النبي (ص) والطلائع المؤمنة من أصحابه لتأدية عمرة القضاء في مكة حسب بنود الاتفاق، ولكنهم خافوا عدم الوفاء من المشركين بالتزاماتهم وعهودهم فقد يمنعونهم من دخول مكة مرة أخرى كما فعلوا في العام الماضي، أو يتعرضون للغدر أو القتال وهم في شهر حرام, حيث إنهم كانوا في شهر ذي القعدة الذي هو من الاشهر الحرام الأربعة ذو القعدة وذو الحجة ومحرم ورجب, وكان رسول الله (ص) يكره القتال في االشهر الحرام, ففي هذه الرحلة ربما يرغموا على القتال أو تفرض عليهم المعركة مع المشركين خاصة إذا غدر المشركون بهم، فتنتهك بذلك حرمة الأشهر الحرم التي يحظر عليهم القتال فيها, فأنزل الله هذه الآية لتبيح للمسلمين القتال إن بدأهم المشركون بالقتال حتى ولو كانوا في الشهر الحرام وذلك كحق طبيعي للدفاع عن أنفسهم وصد العدوان.

والآية إن كانت قد نزلت بمناسبة ذلك الحدث الذي حصل في التاريخ الإسلامي كما تبين من سبب النزول،  إلا أن ذلك لا  يجعل الآية خاصة بذلك المورد ولا يمنع من تعميمها لكل مورد وفي كل زمان ومكان يواجه فيه المسلمون اعتداءاً وقتالاً من قبل أعدائهم.

ولذلك فإن الآية  تقرر حقاً طبيعياً فطرياً هو حق الدفاع عن النفس وعن الحقوق المشروعة عند مواجهة أي عدوان على النفس أو على تلك الحقوق.

فالآية تامر صراحة، بمقاتلة الذين يشهرون السلاح بوجه المسلمين، وتجيز للمسلمين أن يواجهوا السلاح بالسلاح والقوة بالقوة والعدوان بالقتال والدفاع ومنطق السيف.

وفي هذه الآية إشارٌ إلى ثلاثة اسس توضح مفهوم الإسلام عن الحرب, فالآية تشير أولاً: إلى الهدف من الحرب في الإسلام أي لماذا نحارب؟ وتشير ثانياً: إلى تحديد العدو الذي يجب أن يحارب, أي من نحارب؟ وتشير ثالثاً: إلى ضوابط الحرب في الإسلام وأخلاق الحرب في الإسلام.

ونحن نتحدث عن هذه الامور الثلاثة  بحدود ما تشير إليه فقرات الآية باختصار: أما بالنسبة إلى الامر الأول وهو الهدف من الحرب: فإن جملة (قاتلوا في سبيل الله) توضح الهدف الاساسي من الحرب في المفهوم الإسلامي، فالحرب في الإسلام ليست للانتقام والثأر الشخصي، ولا للحصول على مكاسب ومصالح شخصية، ولا للوجاهة والزعامة والعلو في الأرض، ولا للاحتلال والاستيلاء على الأرضي، ولا للحصول على الغنائم، ولا لأجل تحقيق مكاسب سياسية وبسط سلطان سياسي كيفما كان، فهذا كله مرفوض في نظر الإسلام.

وحمل السلاح إنما يصح حينما يكون في سبيل الله, في سبيل نشر الحق والتوحيد وأحكام الله وإقامة العدالة واقتلاع جذور الظلم والفساد والانحراف والاحتلال والدفاع عن الأرض والأهل والحقوق والمقدسات، فالحرب في الإسلام إنما هي حرب في سبيل الله, لها طابع عقيدي وإيماني وجهادي, وهكذا كانت كل حروب رسول الله (ص) وكذلك للحروب التي خاضها أمير المؤمنين (ع)، ولذلك كان علي (ع) يقول عن حروبه: اللهم إنك تعلم أنه لم يكن الذي كان منَّا منافسة في سلطان ولا التماس شيء من فضُول الحُطام ولكن لنرد المعالم من دينك ونظهر الإصلاح في بلادك فيأمن المظلومون من عبادك، وتُقام المعطلة من حدُودك.

فالإمام يشرح في هذا النص الطابع الفكري والعقيدي لحروبه وأنها كانت من أجل حماية الدين من التحريف وحماية المجتمع من الإنحراف وتحقيق الأمن للمظلومين والمقهورين, أي كانت قتالاً في سبيل الله ولم تكن تستهدف الفتح والاحتلال، أو الحصول على السلطة بأية طريقة، أو تحقيق مكاسب ومغانم دنيوية زائلة.

وأما بالنسبة للأمر الثاني وهو من تجب مقاتلتهم ومحاربتهم: فالآية تقول إنهم الذين يقاتلونكم (وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم) فالذين تجب مقاتلتهم هم االذين يقاتلونكم ويعتدون عليكم وعلى أرضكم وأهلكم ومقدساتكم, فلا تجوز مقاتلة العدو ما دام لم يشهر سلاحاً ولم يبدأ بقتال أو بعدوان إلا في موارد خاصة ربما نتحدث عنها في آيات أخرى.

ولذلك فقد ورد عن علي (ع): لا تقاتلوهم حتى يبدؤوكم فإنكم بحمد الله على حجة، وتركُكم إياهم حتى يبدؤوكم حجة أخرى لكم عليهم.

ويستفاد من الآية أيضاً: أن المدنيين من حيث المبدأ هم مصونون لا ينبغي أن يتعرضوا لهجوم أو قتال إلا اذا توقف ردعُ العدو ودفع عدوانه على مواجهة بالمثل.

وأما بالنسبة إلى الأمر الثالث وهو ضوابط الحرب: فتحددها جملة (ولا تعتدوا أن الله لا يحب المعتدين).

فالحرب في الإسلام من أجل كسب رضا الله وهي في سبيل الله ولا يجوز أن يكون في سبيل الله اعتداء ولا عدوان، ولا تجاوز للحدود والضوابط،وولذلك أوصى الإسلام بكثير من الضوابط والأصول الأخلاقية التي ينبغي أن تراعى خلال الحرب.

فالإسلام يوصي مثلاً خاصة بعد إلحاق الهزيمة بالعدو بعدم الاعتداء على المستسلمين، وعلى من فقدوا القدرة على الحرب والقتال كالجرحى, أو ليست لديهم أصلاً القدرة على الحرب كالشيوخ والأطفال وبعض النساء.

وهكذا يجب عدم التعرض للمزارع والبساتين والمنشآت المدنية، وعدم اللجوء إلى المواد السامة لتسميم مياه شرب العدو كالسائدة اليوم في الحروب الكيماوية والجرثومية وما أشبه ذلك.

ولذلك فإن علياً (ع) يقول: "فإذا كانت الهزيمةُ بإذن الله, فلا تقتُلوا مُدبراً ولا تصيبوا مُعوراً ولا تجهزوا على جريح ولا تَهِيجوا النساء بأذىً وإن شتمن أعراضكم وسببن أمراءكم".

فالإمام يوصي خاصته بعد حلول الهزيمة بالعدو بعدم قتل المدبر الفار المهزوم وعدم مهاجمة المقاتل الذي عجز عن حماية نفسه وهو الذي عبر عنه بقوله: (ولا تصيبوا معوراً)، ولا يجوز الإجهاز على الجريح ولا إلحاق الأذى بالنساء والضعفاء.

والخلاصة: أن الحرب في الإسلام ليست حرب انتقام وتدمير, وإنما هي حرب الجأت إليها الضرورة وتهدف إلى تأديب العدو وردعه عن عدوانه ووضع حد لإرهابه وقتله وظلمه. ولذلك تجب مواجهة هذا العدو بالمنطق والأسلوب الذي يفهمه أي بمنطق القوة وبالرد عليه بالمثل.

 

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين