الجمعة, 10 05 2024

آخر تحديث: السبت, 04 أيار 2024 6am

المقالات
اطلاق مشروع مجمع ديني في الناصرية 4-5-2024

اطلاق مشروع مجمع ديني في الناصرية 4-5-2024

الشيخ دعموش من البقاع: الحراك الطالبي في ‏الجامعات الأميركية والغربية هو جزء من...

خطبة الجمعة 3-5-2024 قيمة العمل لدى الامام الصادق(ع)

خطبة الجمعة 3-5-2024 قيمة العمل لدى الامام الصادق(ع)

الشيخ دعموش: التمادي في العدوان على لبنان لن يُعوّض عجز الاحتلال عن تحقيق...

خطبة الجمعة 26-04-2024 النفس محور الخطر

خطبة الجمعة 26-04-2024 النفس محور الخطر

الشيخ دعموش: التمادي في العدوان على لبنان ليس بلا ثمن شدد نائب رئيس المجلس التنفيذي...

خطبة الجمعة 19-4-2024: الادارة في المجال الدفاعي والعسكري

خطبة الجمعة 19-4-2024: الادارة في المجال الدفاعي والعسكري

الشيخ دعموش: الردُّ الإيراني هشّم صورة الكيان رأى نائب رئيس المجلس التنفيذي في...

خطبة الجمعة 12-4-2024: الورع

خطبة الجمعة 12-4-2024: الورع

الشيخ دعموش: مقابل العدوان هناك رد ‏وعقاب.. والإصرار على إطالة أمد الحرب لن يغير...

كلمة في الحفل التكريمي للشهيد علي عبد علي في الشياح 9-4-2024

كلمة في الحفل التكريمي للشهيد علي عبد علي في الشياح 9-4-2024

الشيخ دعموش: المقاومة لا تتراجع عن معادلة الرد المباشر والسريع مهما كانت التضحيات...

اللقاء العلمائي السنوي حول القدس في صيدا 6-4-2024

اللقاء العلمائي السنوي حول القدس في صيدا 6-4-2024

الشيخ دعموش من صيدا: لن نقبل أن يتوسع العدو في عدوانه من دون أن يدفع...

  • اطلاق مشروع مجمع ديني في الناصرية 4-5-2024

    اطلاق مشروع مجمع ديني في الناصرية 4-5-2024

  • خطبة الجمعة 3-5-2024 قيمة العمل لدى الامام الصادق(ع)

    خطبة الجمعة 3-5-2024 قيمة العمل لدى الامام الصادق(ع)

  • خطبة الجمعة 26-04-2024 النفس محور الخطر

    خطبة الجمعة 26-04-2024 النفس محور الخطر

  • خطبة الجمعة 19-4-2024: الادارة في المجال الدفاعي والعسكري

    خطبة الجمعة 19-4-2024: الادارة في المجال الدفاعي والعسكري

  • خطبة الجمعة 12-4-2024: الورع

    خطبة الجمعة 12-4-2024: الورع

  • كلمة في الحفل التكريمي للشهيد علي عبد علي في الشياح 9-4-2024

    كلمة في الحفل التكريمي للشهيد علي عبد علي في الشياح 9-4-2024

  • اللقاء العلمائي السنوي حول القدس في صيدا 6-4-2024

    اللقاء العلمائي السنوي حول القدس في صيدا 6-4-2024

 
NEWS-BAR
الشيخ دعموش من البقاع: الحراك الطالبي في ‏الجامعات الأميركية والغربية هو جزء من التحول في الرأي العام الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 3-5-2024: التمادي في العدوان على لبنان لن يُعوّض عجز الاحتلال عن تحقيق أهدافه. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 26-04-2024: التمادي في العدوان على لبنان ليس بلا ثمن الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 19-4-2024: الردُّ الإيراني هشّم صورة الكيان الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 12-4-2024: مقابل العدوان هناك رد ‏وعقاب.. والإصرار على إطالة أمد الحرب لن يغير شيئاَ. الشيخ دعموش في الحفل التكريمي للشهيد علي عبد علي في الشياح 9-4-2024: المقاومة لا تتراجع عن معادلة الرد المباشر والسريع مهما كانت التضحيات والتداعيات. الشيخ دعموش من صيدا: لن نقبل أن يتوسع العدو في عدوانه من دون أن يدفع الثمن. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 5-4-2024: الحديث عن ضغوط أميركية جديدة على "إسرائيل" يبقى في دائرة الخداع والنفاق ما لم تُترجم هذه الضغوط المزعومة بوقف العدوان. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 29-3-2024: مهما تمادى العدو في مجازره لن تتراجع المقاومة عن مساندة غزة. الشيخ دعموش في الحفل التكريمي للشهيد علي محمد فقيه في انصارية 27-3-2024: نحن رجال الميدان وحاضرون للدفاع عن بلدنا وأهلنا إلى أقصى حد. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 22-3-2024: المقاومة لن ترضخ لشروط العدو الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 15-3-2024 المقاومة ما تزال تُمسك بالميدان وتُقاتل بقوة. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 8-3-2024: لسنا معنيين بإعطاء ضمانات للعدو الصهيوني. الشيخ دعموش في رعاية حملة الخير-ثقافة للامداد في بيروت 6-3-2024: المقاومة ستواصل حضورها في الميدان ولا يمكن أن يردعها شيء. الشيخ دعموش في الحفل التكريمي للشهيد فاروق حرب في الحلوسية 5-3-2024: قرار المقاومة هو الردّ بحزم على كل اعتداء أو استهداف. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 1-3-2024: لن تخرج المقاومة من المعركة إلّا بنصر ‏جديد. الشيخ دعموش في رعاية حفل تخريج دورة كوادر نقابية في بعلبك 25-2-2024: المقاومة على أتم الاستعداد والجهوزية للدفاع عن لبنان الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 23-02-2024: العدوانية الاسرائيلية في غزة ولبنان لا يردعها ولا يسقط اهدافها شيء سوى المقاومة والحضور في الميدان ومواجهة القتل بالقتل والتدمير بالتدمير والتصعيد بالتصعيد. الشيخ ‏دعموش في خطبة الجمعة 16-02-2024: العدو الصهيوني مأزوم في لبنان والمقاومة مصممة على ‏مقابلة التصعيد بالتصعيد. الشيخ دعموش في الاحتفال السنوي لجمعية البر والتقوى 9-2-2024: وقف العدوان على غزة هو الخيار الوحيد لوقف ‏جبهة لبنان. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 09-02-2024: العدو وصل إلى طريق ‏مسدود واستمرار العدوان لن يؤدي إلا ‏إلى المزيد من الفشل. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 2-1-2024: المقاومة وجهت للعدو رسائل نارية وأفهمته أنّه لا يمكن أن يتمادى في عدوانه على لبنان من دون أن يلقى الرد الحاسم الشيخ دعموش في اسبوع الحاج حسين مرجي: توسيع العدوان على لبنان لن يكون نزهة. الشيخ ‏دعموش في خطبة الجمعة 26-1-2024: التهويل والتهديد للبنان لن يقدم أو يُؤخّر شيئًا ولن يُثني المقاومة عن دعم غزّة. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 19-1-2024: التهديدات والرسائل التي ‏يحملها الموفدون إلى لبنان لن تقفل جبهة الجنوب طالما استمر العدوان ‏على غزة. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 12-1-2024: من يريد مساعدة "إسرائيل" على الخروج من ورطتها عليه الضغط على العدو لوقف عدوانه قبل الضغط على لبنان أو الحديث عن أي شيء آخر. الشيخ دعموش في اسبوع الشهيدين عبدالله الاسمر وعباس رمال 10-1-2024: إذا فرض العدو الحرب علينا فسنُريه من قدراتنا وبأسنا ما يجعله يندم على جرائمه وعدوانه. الشيخ دعموش في أسبوع الشهيد عبد الجليل حمزة في بلدة الخضر 07-01-2024: عمليّة ميرون نوعيّة واستراتيجيّة هزّت الكيان الصهيوني. الشيخ دعموش في اسبوع الشهيد حسين علي غزالة في بلدة عدلون 06-01-2024: المقاومة لن تقبل بفرض قواعد جديدة تمكّن العدو من التمادي في جرائمه. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 05-01-2024: كلّ جرائم العدو لن تُثني المقاومة عن القيام ‏بواجبها. الشيخ دعموش في الذكرى الرابعة للشهيد سليماني في مجمع السيدة زينب: العدوان على غزة زادنا قناعة وتمسكًا بخيار ‏المقاومة. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 29-12-2023: المقاومة في لبنان أوقعت العدو في حرب استنزاف يومية حقيقية. الشيخ دعموش في ملتقى شهيد القدس الثاني الشبابي 28-12-2023: المقاومة في غزة ولبنان مصممة على مواصلة المعركة مهما بلغت التضحيات. الشيخ دعموش في الاحتفال التكريمي للشهيد احمد الحاج علي 23_12_2023: الواقع في جنوب لبنان تحدده المقاومة وليس العدو. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 22-12-2023: ‏المقاومة لن تتردد في الرد الحاسم على أي اعتداءات جديدة. الشيخ دعموش في الحفل التكريمي للشهيد حمد يوسف في عين بعال 18_12_2023: الهمجية الإسرائيلية الأميركية لا تردعها إلاّ القوة ومعادلات المقاومة الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 15-12-2023: العدوان على غزة محكوم بالفشل الشيخ ‏دعموش في الاحتفال التكريمي للشهيد علي حسن الاتات: إذا فكّر العدو مجددًا بالاعتداء على بلدنا سنصنع انتصارًا جديدًا لوطننا وأمتنا الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 8-12-2023: المقاومة أدخلت العدو في حرب استنزاف حقيقية وهو أعجز من أن يفرض إرادته على لبنان الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 1-12-2023: المقاومة في غزة والمنطقة لن تدع ‏الإسرائيلي يحقّق أهدافه. الشيخ دعموش في اسبوع الشهيد احمد مصطفى من حولا: المقاومة لن تتردد في الرد الحاسم على أي استهداف أو اعتداء على لبنان الشيخ دعموش في حفل العباءة الزينبية من الدوير: إذا استأنف العدو عدوانه فستريه المقاومة من بأسها ما لم يرَه من قبل. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 24-11-2023: العدو الصهيوني لم يقبل بالهدنة إلا بعدما فشل في كسر المقاومة وفي كسر إرادة أهل غزة. الشيخ دعموش في الاعتصام التضامني الكبير مع غزة في الضاحية الجنوبية: إذا استمر العدوان على غزة فلا يمكن ضمان عدم توسع الحرب وتصبح كل الاحتمالات مطروحة. الشيخ علي دعموش في خطبة الجمعة 17-11-2023: سنواصل دعمنا ونصرتنا لغزة وسنستمر في استنزاف العدو على الحدود الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 10-11-2023: التوغل البري في غزة لن يحقق للعدو أهدافه ولن يوصله إلى نتيجة. الشيخ دعموش في اسبوع الشهيد علي ابراهيم رميتي في مجمع الامام علي الشياح: المقاومة لن تتسامح مع استهداف المدنيين وستردّ بشكل حاسم الشيخ دعموش في اسبوع الشهيد حسين وليد ذيب في شقرا: نقوم بما تُمليه علينا طبيعة المواجهة مع العدو. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 03-11-2023 : التفويض الغربي للعدو بالحرب المدمرة على غزة سيبقى وصمة عار في تاريخ أميركا والغرب والدول المطبعة . الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 27-10-2023: لن نترك واجبنا في نصرة غزة. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 20-10-2023: الكيان الصهيوني الغاصب زائل حتمًا. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 13-10-2023: الثبات والصمود في المواجهة الدائرة في غزة كفيل بأفشال أهداف العدو وحلفائه. الشيخ دعموش من بر الياس: السكوت عما يجري في غزة خيانة كبرى ولن نتردد في فعل كل ما نستطيعه من أجل نصرة الشعب الفلسطيني. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 1-9-2023: لولا المقاومة لكان لبنان اليوم مازال تحت الاحتلال. الشيخ دعموش: الإمام موسى الصدر كان صاحب رؤية جهادية وسياسية واضحة، كان يدعو الدولة إلى تسليح الجنوبيين من أجل الدفاع عن أرضهم لأنه كان يدرك حجم الأطماع الإسرائيلية في لبنان. الشيخ دعموش: تعلمنا من الإمام السيد موسى الصدر المقاومة وأن أرضنا المحتلة لا يمكن استعادتها الا بالجهاد والقتال والشهادة والتضحيات. الشيخ دعموش: الإمام الصدر كان من أشد الحريصين على سيادة لبنان واستقراره الداخلي وسلمه الأهلي وعيشه المشترك والإيمان به وطنًا نهائيًا لجميع أبنائه. الشيخ دعموش: نحنعلى درب هذا الإمام الكبير والعزيز سنواصل طريق المقاومة لنحمي بلدنا وخيراتنا وثرواتنا، ولن نتخلى عن فلسطين والقدس. الشيخ دعموش: لن نألو جهدًا على المستوى الداخلي للتخفيف من معاناة أهلنا والحفاظ على الاستقرار والسعي لبناء دولة قوية وعادلة، دولة خالية من الفساد والسرقات الشيخ دعموش: هناك فريق سياسي يدعو جهارًا نهارًا إلى المواجهة والفتنة ويُريد رئيسًا يجمع حوله ما يُسمى بالمعارضة من أجل مواجهة حزب الله ليحقق من حيث يدري أو لا يدري أهداف العدو الإسرائيلي في لبنان. الشيخ دعموش: هذا المنطق يكشف عن عقل يريد تخريب البلد والقضاء على كل أمل بالوصول إلى حل للأزمات السياسية والاقتصادية التي يعاني منها البلد. الشيخ دعموش: لن نقبل بوصول رئيس للجمهورية يُحقّق أهداف أعداء لبنان ويكون منصة للفتنة والحرب الأهلية كما يريد فريق التحدي والمواجهة الشيخ دعموش: ما نريده انتخاب رئيس لكل اللبنانين يحفظ وحدتهم وسلمهم الأهلي ويعمل على إنقاذ البلد وإخراجه من أزماته. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 25-8-2023: الحصار الأميركي على لبنان فشل. الشيخ دعموش: سياسة العقوبات والحصار والتجويع هي سياسة قديمة جديدة، يستخدمها المستكبرون لإخضاع الشعوب وبهدف السيطرة والهيمنة. الشيخ دعموش: هذه السياسة تستخدمها أميركا اليوم ضد الشعوب والدول الرافضة للخضوع من أجل فرض شروطها وإملاءاتها. الشيخ دعموش: استمرار الوجود الأميركي وتعزيزه، في شمال شرقي سوريا، هو لحماية "داعش" وتشديد الحصار على سوريا. الشيخ دعموش: إننا على ثقة بأنّ الشعب السوري والقيادة السورية سيتجاوزون هذه المرحلة من دون خضوع واستسلام. الشيخ دعموش: لن تثنينا الحملات الإعلامية الخبيثة عن التمسك بسلاح المقاومة والعمل بما تمليه علينا المصلحة الوطنية. الشيخ دعموش: حزب الله أولويته الأولى إنقاذ البلد وانتخاب رئيس للجمهوريّة وإعادة انتظام مؤسسات الدولة، لتقوم بدورها في خدمة الناس ومعالجة أزماتهم. الشيخ دعموش: حزب الله يعمل بكلّ أمل على إيجاد المخارج والحلول للازمات، انطلاقًا من حرصه على وحدة لبنان واستقراره الداخلي وسلمه الأهلي

الحلقة 48

الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا ونبينا أبي القاسم محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين.(وكذلك جعلناكم أمة وسطاً لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيداً).

يذكر القرآن الكريم عدة خصائص وصفات للأمة الإسلامية تجعلها في طليعة ومقدمة الأمم والشعوب، وتؤهلها لممارسة دور قيادي في الحياة.

من هذه الخصائص والصفات التي يذكرها القرآن للامة الإسلامية ما تذكره هذه الآية التي تصف هذه الأمة بصفتين: بأنها الأمة الوسط (وكذلك جعلناكم أمة وسطاً )وثانياً: بأنها الأمة الشاهدة على الناس (لتكونوا شهداء على الناس) فكيف نفهم هذه الوسطية؟ وكيف نفهم هذه الشهادة؟

وبتعبير آخر ما معنى كون الأمة الإسلامية أمة وسطا؟ وما معنى شهادتها على الناس؟ وشهادة الرسول عليها؟

ولكي تتوضح لنا الإجابة على هذه التساؤلات وغيرها لا بد من أن نتحدث بصورة اساسية حول ثلاثة أمور:

أولاً: معنى ومفهوم الأمة الوسط. وثانياً: عن معنى ومفهوم الامة الشاهدة. وثالثاً: عن معنى ومفهوم شهادة الرسول على الامة.

وسنقتصر الحديث في هذه الحلقة حول الامر الاول, أي عن معنى ومفهوم الامة الوسط, على أن نتحدث عن الأمرين الآخرين وغيرهما في الحلقة القادمة إن شاء الله.

حول الأمر الأول: فإن الآية تقرر كما هو واضح أن الله جعل هذه الأمة أمة وسطا. والوسط بمعنى الاعتدال والتوازن وعدم التطرف.

فعندما يقال إن الامة الإسلامية هي الأمة الوسط, يعني ذلك أنها الأمة المعتدلة والمتوازنة في عقيدتها وفي فكرها ومفاهيمها وفي قيمها وفي علاقاتها.

هي معتدلة في كل ذلك غير متطرفة, وهي بعيدة عن الإفراط والتفريط في جميع هذه الجوانب، لأن الإسلام الذي هو دين المسلمين يقوم في جميع أبعاده العقيدية والفكرية والتشريعية وغيرها يقوم على أساس التوازن والاعتدال وعدم التطرف.

الامة الإسلامية معتدلة في عقيدتها, لأنها لا تسلك طريق الشرك كما يفعل المشركون, ولا تسلك طريق الإلحاد كما يفعل المنكرون لوجود الله، بل تؤمن بعقيدة التوحيد التي تمثل الطريق الوسط بين جانب الأفراط المتمثل بتعدد الآلهة وبين جانب التفريط المتمثل بالإلحاد.

وهي معتدلة في فكرها ومفاهيمها, فلا تنحو منحى الجبر مثلاً كما يفعل الجبريون الذين يقولون إن الله يجبر العباد على أفعالهم وسلوكهم, ولا تنحو منحى التفويض كما يفعل المفوضة الذين يقولون إن الله خلق الناس ثم تركهم وفوض إليهم أمورهم ولم يعد يتدخل في شؤونهم، وإنما هي تقول بالطريق الوسط المعتدل الذي هو الامر بين الأمرين, فلا جبر ولا تفويض ولكن أمر بين أمرين, بمعنى أن الإنسان هو الذي يختار طريقه وأعماله وسلوكه ولكن الله لم يتركه بل هو الذي يمنحه القوة والقدرة على اختياره وأعماله وأفعاله، فلا هو يجبره على العمل بحيث يسلب عنه الاختيار ولا هو يفوض إليه الأمر بالمطلق ويتركه.

والامة الإسلامية معتدلة ومتوازنة في قيمها المادية والمعنوية, فهي تسلك الطريق الوسط بين الاتجاه الروحي المتطرف الذي يمثله الرهبان والمتصوفون الذين لا يدعون إلا إلى الرهبانية والتصوف ويرفضون حاجات الجسد ويبتعدون عن الماديات, وبين الاتجاه المادي المتطرف الذي يمثله المشركون واليهود الذين يستغرقون في عالم المادة ولا يريدون إلا الحياة الدنيا والاستمتاع بزخارفها وزينتها, ولا يؤمنون بالقيامة والحساب ولا يبالون بشيء من الفضائل المعنوية والروحية.

أما الأمة الإسلامية فإن الله جعلها أمة وسطا لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء, فهي تجمع بين الروح والجسد, لأن الإنسان مركب من روح وجسد فهي تأخذ شيئاً للروح فتتمسك بالفضائل المعنوية والروحية، وتأخذ شيئاً للجسد فتهتم بحاجاته وتستفيد من الدنيا وطيباتها لتلبية حاجة الجسد، وبذلك تجعل الأمة حياتها حياة متوازنة بين الماديات والمعنويات بعيداً عن التطرف إلى هذا الجانب أو ذاك الجانب.

والأمة معتدلة ومتوازنة أيضاً بين الدنيا والآخرة, فهي تستمتع بخيرات الدنيا وطيباتها فيما أحله الله منها, وتعمل في الوقت نفسه للآخرة على قاعدة (وابتغ فيما آتاك الله الدار الآخرة ولا تنسى نصيبك من الدنيا) وعلى قاعدة (اعمل لدنياك كأنك تعيش ابداً، واعمل لآخرتك كأنك تموت غداً).

فهي لا تستغرق في الدنيا وملذاتها وزخارفها وزينتها بحيث تنسى الآخرة، ولا تستغرق في العمل للآخرة بحيث تنسى نصيبها وحاجتها من الدنيا, بل تأخذ حاجتها من الدنيا وتعمل في الوقت ذاته للآخرة، لأنه ليس من الإسلام أن يتخلى الإنسان عن العبادة والعمل للآخرة، ويتوجه نحو الدنيا ليستغرق فيها وليكون اسيراً وعبداً لشهواتها وملذاتها، كما ليس من الإسلام أن يتخلى الإنسان عن الدنيا وعن عياله وماله وتجارته، وينصرف إلى العبادة فقط لأن ذلك من الرهانية التي يرفضها الإسلام.

فقد روي أنه قيل للنبي (ص): إن بعضاً من أصحابك قد غرقوا في العبادة, فغضب النبي (ص) وجاء إلى المسجد وخطب في الناس وقال : إنه سمع أن فيهم من يوصل الليل بالنهار في العبادة مع أنه هو نبيهم ورسول الله إليهم ولا يفعل ذلك بل يستريح بعض الليل وينام وينظر في حاجاته الجسدية وفي حاجات عياله، ويتزوج ويخرج إلى السوق ويمارس حياته بصورة اعتيادية. ثم ذكر في تلك الخطبة: أن أولئك الذين ينصرفون للعبادة ويتخلون عن حاجاتهم الجسدية، خارجون عن سنته.

إذن فالإسلام يقوم على  أساس التوازن بين الدنيا والآخرة, ويطلب من المسلمين أن يعملوا للدنيا والآخرة, وأن يجمعوا بين الماديات والمعنويات بعيداً عن التطرف، والإفراط والتفريط.

والأمة الإسلامية معتدلة أيضاً في علاقاتها الاجتماعية, فهي لا تضرب حولها حصاراً يعزلها عن العالم، ولا تذوب في التبعية لهذه الكتلة أو تلك كما هو الحال في الأمم التابعة والمسحوقة أمام الغرب, وإنما تنفتح على العالم بطريقة لا تفقد سيادتها واستقلالها.

وهي معتدلة في سلوكها الأخلاقي وفي عبادتها وفي شخصيتها وفي جميع جوانب حياتها.

والأمة الإسلامية الحقيقية لا تأخذ بقيمة إنسانية وتهمل سائر القيم , بل هي تأخذ بجميع القيم الإنسانية بصورة متوازنة, وتنمو فيها جميع القيم الإنسانية والمثل العليا من الإيمان والعبادة والخير والجهاد والشجاعة والزهد بصورة متوازنة ومتعادلة، فالأمة الإسلامية الحقيقية هي أمة ذات أبعاد مختلفة, هي مفكرة ومؤمنة وعابدة وزاهدة وعادلة ومجاهدة وشجاعة وخيرة وواعية ومتسامحة وفعالة, وكل هذه القيم تنمو في شخصيتها بصورة متعادلة ومتوازنة ومنسجمة, ولذلك فهي الأمة الوسط, وهي الأمة النموذجية التي يجب أن تكون معياراً ومقياساً(نموذجاً) لجميع الأمم لأنها تحمل قيم الإسلام ومقاهيم الإسلام وتسير في الطريق الوسط بعيداً عن التطرف والإفراط والتفريط.    

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين