الجمعة, 10 05 2024

آخر تحديث: السبت, 04 أيار 2024 6am

المقالات
اطلاق مشروع مجمع ديني في الناصرية 4-5-2024

اطلاق مشروع مجمع ديني في الناصرية 4-5-2024

الشيخ دعموش من البقاع: الحراك الطالبي في ‏الجامعات الأميركية والغربية هو جزء من...

خطبة الجمعة 3-5-2024 قيمة العمل لدى الامام الصادق(ع)

خطبة الجمعة 3-5-2024 قيمة العمل لدى الامام الصادق(ع)

الشيخ دعموش: التمادي في العدوان على لبنان لن يُعوّض عجز الاحتلال عن تحقيق...

خطبة الجمعة 26-04-2024 النفس محور الخطر

خطبة الجمعة 26-04-2024 النفس محور الخطر

الشيخ دعموش: التمادي في العدوان على لبنان ليس بلا ثمن شدد نائب رئيس المجلس التنفيذي...

خطبة الجمعة 19-4-2024: الادارة في المجال الدفاعي والعسكري

خطبة الجمعة 19-4-2024: الادارة في المجال الدفاعي والعسكري

الشيخ دعموش: الردُّ الإيراني هشّم صورة الكيان رأى نائب رئيس المجلس التنفيذي في...

خطبة الجمعة 12-4-2024: الورع

خطبة الجمعة 12-4-2024: الورع

الشيخ دعموش: مقابل العدوان هناك رد ‏وعقاب.. والإصرار على إطالة أمد الحرب لن يغير...

كلمة في الحفل التكريمي للشهيد علي عبد علي في الشياح 9-4-2024

كلمة في الحفل التكريمي للشهيد علي عبد علي في الشياح 9-4-2024

الشيخ دعموش: المقاومة لا تتراجع عن معادلة الرد المباشر والسريع مهما كانت التضحيات...

اللقاء العلمائي السنوي حول القدس في صيدا 6-4-2024

اللقاء العلمائي السنوي حول القدس في صيدا 6-4-2024

الشيخ دعموش من صيدا: لن نقبل أن يتوسع العدو في عدوانه من دون أن يدفع...

  • اطلاق مشروع مجمع ديني في الناصرية 4-5-2024

    اطلاق مشروع مجمع ديني في الناصرية 4-5-2024

  • خطبة الجمعة 3-5-2024 قيمة العمل لدى الامام الصادق(ع)

    خطبة الجمعة 3-5-2024 قيمة العمل لدى الامام الصادق(ع)

  • خطبة الجمعة 26-04-2024 النفس محور الخطر

    خطبة الجمعة 26-04-2024 النفس محور الخطر

  • خطبة الجمعة 19-4-2024: الادارة في المجال الدفاعي والعسكري

    خطبة الجمعة 19-4-2024: الادارة في المجال الدفاعي والعسكري

  • خطبة الجمعة 12-4-2024: الورع

    خطبة الجمعة 12-4-2024: الورع

  • كلمة في الحفل التكريمي للشهيد علي عبد علي في الشياح 9-4-2024

    كلمة في الحفل التكريمي للشهيد علي عبد علي في الشياح 9-4-2024

  • اللقاء العلمائي السنوي حول القدس في صيدا 6-4-2024

    اللقاء العلمائي السنوي حول القدس في صيدا 6-4-2024

 
NEWS-BAR
الشيخ دعموش من البقاع: الحراك الطالبي في ‏الجامعات الأميركية والغربية هو جزء من التحول في الرأي العام الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 3-5-2024: التمادي في العدوان على لبنان لن يُعوّض عجز الاحتلال عن تحقيق أهدافه. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 26-04-2024: التمادي في العدوان على لبنان ليس بلا ثمن الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 19-4-2024: الردُّ الإيراني هشّم صورة الكيان الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 12-4-2024: مقابل العدوان هناك رد ‏وعقاب.. والإصرار على إطالة أمد الحرب لن يغير شيئاَ. الشيخ دعموش في الحفل التكريمي للشهيد علي عبد علي في الشياح 9-4-2024: المقاومة لا تتراجع عن معادلة الرد المباشر والسريع مهما كانت التضحيات والتداعيات. الشيخ دعموش من صيدا: لن نقبل أن يتوسع العدو في عدوانه من دون أن يدفع الثمن. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 5-4-2024: الحديث عن ضغوط أميركية جديدة على "إسرائيل" يبقى في دائرة الخداع والنفاق ما لم تُترجم هذه الضغوط المزعومة بوقف العدوان. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 29-3-2024: مهما تمادى العدو في مجازره لن تتراجع المقاومة عن مساندة غزة. الشيخ دعموش في الحفل التكريمي للشهيد علي محمد فقيه في انصارية 27-3-2024: نحن رجال الميدان وحاضرون للدفاع عن بلدنا وأهلنا إلى أقصى حد. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 22-3-2024: المقاومة لن ترضخ لشروط العدو الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 15-3-2024 المقاومة ما تزال تُمسك بالميدان وتُقاتل بقوة. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 8-3-2024: لسنا معنيين بإعطاء ضمانات للعدو الصهيوني. الشيخ دعموش في رعاية حملة الخير-ثقافة للامداد في بيروت 6-3-2024: المقاومة ستواصل حضورها في الميدان ولا يمكن أن يردعها شيء. الشيخ دعموش في الحفل التكريمي للشهيد فاروق حرب في الحلوسية 5-3-2024: قرار المقاومة هو الردّ بحزم على كل اعتداء أو استهداف. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 1-3-2024: لن تخرج المقاومة من المعركة إلّا بنصر ‏جديد. الشيخ دعموش في رعاية حفل تخريج دورة كوادر نقابية في بعلبك 25-2-2024: المقاومة على أتم الاستعداد والجهوزية للدفاع عن لبنان الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 23-02-2024: العدوانية الاسرائيلية في غزة ولبنان لا يردعها ولا يسقط اهدافها شيء سوى المقاومة والحضور في الميدان ومواجهة القتل بالقتل والتدمير بالتدمير والتصعيد بالتصعيد. الشيخ ‏دعموش في خطبة الجمعة 16-02-2024: العدو الصهيوني مأزوم في لبنان والمقاومة مصممة على ‏مقابلة التصعيد بالتصعيد. الشيخ دعموش في الاحتفال السنوي لجمعية البر والتقوى 9-2-2024: وقف العدوان على غزة هو الخيار الوحيد لوقف ‏جبهة لبنان. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 09-02-2024: العدو وصل إلى طريق ‏مسدود واستمرار العدوان لن يؤدي إلا ‏إلى المزيد من الفشل. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 2-1-2024: المقاومة وجهت للعدو رسائل نارية وأفهمته أنّه لا يمكن أن يتمادى في عدوانه على لبنان من دون أن يلقى الرد الحاسم الشيخ دعموش في اسبوع الحاج حسين مرجي: توسيع العدوان على لبنان لن يكون نزهة. الشيخ ‏دعموش في خطبة الجمعة 26-1-2024: التهويل والتهديد للبنان لن يقدم أو يُؤخّر شيئًا ولن يُثني المقاومة عن دعم غزّة. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 19-1-2024: التهديدات والرسائل التي ‏يحملها الموفدون إلى لبنان لن تقفل جبهة الجنوب طالما استمر العدوان ‏على غزة. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 12-1-2024: من يريد مساعدة "إسرائيل" على الخروج من ورطتها عليه الضغط على العدو لوقف عدوانه قبل الضغط على لبنان أو الحديث عن أي شيء آخر. الشيخ دعموش في اسبوع الشهيدين عبدالله الاسمر وعباس رمال 10-1-2024: إذا فرض العدو الحرب علينا فسنُريه من قدراتنا وبأسنا ما يجعله يندم على جرائمه وعدوانه. الشيخ دعموش في أسبوع الشهيد عبد الجليل حمزة في بلدة الخضر 07-01-2024: عمليّة ميرون نوعيّة واستراتيجيّة هزّت الكيان الصهيوني. الشيخ دعموش في اسبوع الشهيد حسين علي غزالة في بلدة عدلون 06-01-2024: المقاومة لن تقبل بفرض قواعد جديدة تمكّن العدو من التمادي في جرائمه. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 05-01-2024: كلّ جرائم العدو لن تُثني المقاومة عن القيام ‏بواجبها. الشيخ دعموش في الذكرى الرابعة للشهيد سليماني في مجمع السيدة زينب: العدوان على غزة زادنا قناعة وتمسكًا بخيار ‏المقاومة. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 29-12-2023: المقاومة في لبنان أوقعت العدو في حرب استنزاف يومية حقيقية. الشيخ دعموش في ملتقى شهيد القدس الثاني الشبابي 28-12-2023: المقاومة في غزة ولبنان مصممة على مواصلة المعركة مهما بلغت التضحيات. الشيخ دعموش في الاحتفال التكريمي للشهيد احمد الحاج علي 23_12_2023: الواقع في جنوب لبنان تحدده المقاومة وليس العدو. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 22-12-2023: ‏المقاومة لن تتردد في الرد الحاسم على أي اعتداءات جديدة. الشيخ دعموش في الحفل التكريمي للشهيد حمد يوسف في عين بعال 18_12_2023: الهمجية الإسرائيلية الأميركية لا تردعها إلاّ القوة ومعادلات المقاومة الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 15-12-2023: العدوان على غزة محكوم بالفشل الشيخ ‏دعموش في الاحتفال التكريمي للشهيد علي حسن الاتات: إذا فكّر العدو مجددًا بالاعتداء على بلدنا سنصنع انتصارًا جديدًا لوطننا وأمتنا الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 8-12-2023: المقاومة أدخلت العدو في حرب استنزاف حقيقية وهو أعجز من أن يفرض إرادته على لبنان الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 1-12-2023: المقاومة في غزة والمنطقة لن تدع ‏الإسرائيلي يحقّق أهدافه. الشيخ دعموش في اسبوع الشهيد احمد مصطفى من حولا: المقاومة لن تتردد في الرد الحاسم على أي استهداف أو اعتداء على لبنان الشيخ دعموش في حفل العباءة الزينبية من الدوير: إذا استأنف العدو عدوانه فستريه المقاومة من بأسها ما لم يرَه من قبل. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 24-11-2023: العدو الصهيوني لم يقبل بالهدنة إلا بعدما فشل في كسر المقاومة وفي كسر إرادة أهل غزة. الشيخ دعموش في الاعتصام التضامني الكبير مع غزة في الضاحية الجنوبية: إذا استمر العدوان على غزة فلا يمكن ضمان عدم توسع الحرب وتصبح كل الاحتمالات مطروحة. الشيخ علي دعموش في خطبة الجمعة 17-11-2023: سنواصل دعمنا ونصرتنا لغزة وسنستمر في استنزاف العدو على الحدود الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 10-11-2023: التوغل البري في غزة لن يحقق للعدو أهدافه ولن يوصله إلى نتيجة. الشيخ دعموش في اسبوع الشهيد علي ابراهيم رميتي في مجمع الامام علي الشياح: المقاومة لن تتسامح مع استهداف المدنيين وستردّ بشكل حاسم الشيخ دعموش في اسبوع الشهيد حسين وليد ذيب في شقرا: نقوم بما تُمليه علينا طبيعة المواجهة مع العدو. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 03-11-2023 : التفويض الغربي للعدو بالحرب المدمرة على غزة سيبقى وصمة عار في تاريخ أميركا والغرب والدول المطبعة . الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 27-10-2023: لن نترك واجبنا في نصرة غزة. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 20-10-2023: الكيان الصهيوني الغاصب زائل حتمًا. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 13-10-2023: الثبات والصمود في المواجهة الدائرة في غزة كفيل بأفشال أهداف العدو وحلفائه. الشيخ دعموش من بر الياس: السكوت عما يجري في غزة خيانة كبرى ولن نتردد في فعل كل ما نستطيعه من أجل نصرة الشعب الفلسطيني. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 1-9-2023: لولا المقاومة لكان لبنان اليوم مازال تحت الاحتلال. الشيخ دعموش: الإمام موسى الصدر كان صاحب رؤية جهادية وسياسية واضحة، كان يدعو الدولة إلى تسليح الجنوبيين من أجل الدفاع عن أرضهم لأنه كان يدرك حجم الأطماع الإسرائيلية في لبنان. الشيخ دعموش: تعلمنا من الإمام السيد موسى الصدر المقاومة وأن أرضنا المحتلة لا يمكن استعادتها الا بالجهاد والقتال والشهادة والتضحيات. الشيخ دعموش: الإمام الصدر كان من أشد الحريصين على سيادة لبنان واستقراره الداخلي وسلمه الأهلي وعيشه المشترك والإيمان به وطنًا نهائيًا لجميع أبنائه. الشيخ دعموش: نحنعلى درب هذا الإمام الكبير والعزيز سنواصل طريق المقاومة لنحمي بلدنا وخيراتنا وثرواتنا، ولن نتخلى عن فلسطين والقدس. الشيخ دعموش: لن نألو جهدًا على المستوى الداخلي للتخفيف من معاناة أهلنا والحفاظ على الاستقرار والسعي لبناء دولة قوية وعادلة، دولة خالية من الفساد والسرقات الشيخ دعموش: هناك فريق سياسي يدعو جهارًا نهارًا إلى المواجهة والفتنة ويُريد رئيسًا يجمع حوله ما يُسمى بالمعارضة من أجل مواجهة حزب الله ليحقق من حيث يدري أو لا يدري أهداف العدو الإسرائيلي في لبنان. الشيخ دعموش: هذا المنطق يكشف عن عقل يريد تخريب البلد والقضاء على كل أمل بالوصول إلى حل للأزمات السياسية والاقتصادية التي يعاني منها البلد. الشيخ دعموش: لن نقبل بوصول رئيس للجمهورية يُحقّق أهداف أعداء لبنان ويكون منصة للفتنة والحرب الأهلية كما يريد فريق التحدي والمواجهة الشيخ دعموش: ما نريده انتخاب رئيس لكل اللبنانين يحفظ وحدتهم وسلمهم الأهلي ويعمل على إنقاذ البلد وإخراجه من أزماته. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 25-8-2023: الحصار الأميركي على لبنان فشل. الشيخ دعموش: سياسة العقوبات والحصار والتجويع هي سياسة قديمة جديدة، يستخدمها المستكبرون لإخضاع الشعوب وبهدف السيطرة والهيمنة. الشيخ دعموش: هذه السياسة تستخدمها أميركا اليوم ضد الشعوب والدول الرافضة للخضوع من أجل فرض شروطها وإملاءاتها. الشيخ دعموش: استمرار الوجود الأميركي وتعزيزه، في شمال شرقي سوريا، هو لحماية "داعش" وتشديد الحصار على سوريا. الشيخ دعموش: إننا على ثقة بأنّ الشعب السوري والقيادة السورية سيتجاوزون هذه المرحلة من دون خضوع واستسلام. الشيخ دعموش: لن تثنينا الحملات الإعلامية الخبيثة عن التمسك بسلاح المقاومة والعمل بما تمليه علينا المصلحة الوطنية. الشيخ دعموش: حزب الله أولويته الأولى إنقاذ البلد وانتخاب رئيس للجمهوريّة وإعادة انتظام مؤسسات الدولة، لتقوم بدورها في خدمة الناس ومعالجة أزماتهم. الشيخ دعموش: حزب الله يعمل بكلّ أمل على إيجاد المخارج والحلول للازمات، انطلاقًا من حرصه على وحدة لبنان واستقراره الداخلي وسلمه الأهلي

الحلقة 41

الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا ونبينا أبي القاسم محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين.(يسألونك ماذ ينفقون قل ما أنفقتم من خيرٍ فللوالدين والأقربين واليتامى والمساكين وابن السبيل وما تفعلون من خير فإن الله به عليم) البقرة/215.

يتعرض القرآن الكريم في آيات عديدة إلى مسألة الإنفاق والبذل في سبيل الله، والله عز وجل حثَّ المسلمين بطرقٍ عديدة على الإنفاق وعلى الأخذ بيد الضعفاء، وهذه الآية تتناول مسألة الإنفاق من جانب آخر من حيث نوع الإنفاق، ومن حيث المستحقين للنفقة. فقد ورد في نزول هذه الآية أن رجلاً يقال له عمرو بن الجموح وكان رجلاً كبير السن وصاحب ثروةٍ ومالٍ كثير، هذا الرجل جاء إلى رسول الله (ص) فقال يا رسول الله، بماذا أتصدق؟ وعلى من أتصدق؟ فأنزل الله هذه الآية: (يسالونك ماذا ينفقون قل ما أنفقتم من خير فللوالدين والأقربين واليتامى والمساكين وابن السبيل وما تفعلوا من خيرٍ فإن الله به عليم).

فإن الواضح من هذا النص أن السائل سأل عن نوع النفقة وعن نوع الأشياء التي ينفقها بماذا أتصدق بمالٍ أو طعام أو ثياب أو فاكهة, ماذا أنفق؟

كما أن السائل سأل عن نوع الأشخاص الذين يستحقون النفقة, على من أتصدق؟

تقول الآية: (يسالونك ماذا ينفقون؟) فالسؤال كما تبين من سبب النزول اتجه لمعرفة نوع النفقة، ولمعرفة مستحق النفقة, ولذلك جاء الجواب في الآية مطابقاً للسؤال, فقد بينت الآية في الجواب نوع الإنفاق ثم بينت نوع الأشخاص المستحقين للنفقة.

بشأن السؤال الاول: ذكرت الآية في الجواب كلمة (خير) (قل ما أنفقتم من خير) لتبين بشكل شامل ما ينبغي أن ينفقه الانسان، فما ينبغي أن ينفقه الإنسان هو كلُ مالٍ أو عملٍ أو شيء يشتمل على الخير وتكون فيه فائدةٌ للناس، لان الخير يشمل كل ما هو مفيدٌ للآخرين سواء كان ذلك الخير شيئاً مادياً أو معنوياً، فكل شيئٍ يسدُ حاجة الناس وينفع الناس ويرفع من مستوى الناس سواء كان مالاً أو طعاماً أو لباساً أو مسكناً أو علماً أو جهداً وطاقة أو جاهاً فهو إنفاق في سبيل الله وهو مطلوب ويدخل في مضمون الخير الذي تتحدث عنه الآية.

ونلاحظ بأن السؤال نفسه الذي ورد في هذه الآية تكرر في آية أخرى ولكن جاء الجواب فيها بصيغة مختلفة عن الجواب الذي جاء في هذه الآية, فقد جاء في آية أخرى من سورة البقرة قوله تعالى: (ويسألونك ماذا ينفقون قل العفو) ـ 219.  فقد ورد في تفسير كلمة العفو أنه الحد الوسط, أي راعوا الحد الوسط في الإنفاق أو انفقوا مما زاد عن حاجتكم، ولذلك فقد جاء عن الإمام الباقر(ع) أن العفو ما فضل عن قوت السنة أي عن حاجة السنة.

كما ورد أن العفو هو أفضل المال أي أنفقوا من أفضل مالكم.

وعلى هذا الاساس تكون هذه الآية منسجمة في المضمون مع الآية التي نحن بصددها، فالآية التي نحن بصدد تفسيرها تبين نوع الاشياء التي ينبغي أن ينفقها الإنسان (ما أنفقتم من خير). وهذه الآية: (يسألونك ماذا ينفقون قل العفو) تبين وضعية الشيء الذي ينفق من حيث الجودة والرداءة، وأن الخير الذي ينفقه الإنسان ينبغي أن يكون من أفضل المال، أو يبين حدود النفقة وحجم النفقة وأنه يكون مما زاد عن الحاجة بحيث لا يتسبب بخللٍ في المعيشة.

ويحتمل أيضاً أن يكون المقصود بالعفو في الآية الأخيرة هو الصفح والتسامح, أي الصفح عن أخطاء الآخرين وعن إساءاتهم. وبذلك يكون معنى الآية أنفقوا الصفح والمغفرة والتسامح على الآخرين اتجاه أخطائهم, على قاعدة من واجهك بالإساءة فواجه بالعفو والصفح عنه.

وبناءاً على هذا المعنى، تكون هذه الآية ناظرةً إلى توسيع أنواع الإنفاق والنفقة, وأن النفقة على الآخرين كما تكون بالمال تكون أيضاً بالعفو والصفح عن الإساءة والأخطاء.

وأما بشأن السؤال الثاني أي السؤال عن موارد الإنفاق ومستحقي النفقة أي على من أنفق واتصدق؟ فالآية تحدد مجموعة من الاشخاص الذين يستحقون النفقة بحسب الأولويات، فإن الإنسان لا يستطيع أن ينفق على كل العالم ولا يستطيع أن ينفق على كل الناس، إذن لا بد من أن يختار الأولويات في أكثر الناس حاجة. فمن أكثرُ الناس حاجة؟ ومن أكثرُ الناس ضرورة لأن ننفق عليه؟ الآية تقول (وما أنفقتم من خير فللوالدين).

فالإية تذكر الوالدين أولاً, أي الأب والأم باعتبار أن الإنسان مسؤول عن والديه عندما يحتاجان إليه، فإنفاق الولد على والديه واجب شرعي, فإذا كان والداك محتاجين مادياً وأنت قادر على إعالتهما والإنفاق عليهما فإعالتهما واجبة عليك.

(والأقربين) وهم الزوجة والأولاد فإن الإنفاق عليهم واجب، وكذلك الأرحام كالأخوة والأعمام والأخوال وأبناءهم فإنه يستحب استحباباً مؤكداً أن تنفق عليهم إذا  كنت قادراً على ذلك.

(واليتامى) وهم الذين فقدوا الأب، وفقدوا المعيل فإن الإسلام جعلهم تحت رعاية المجتمع, وحمل المجتمع مسؤولية الإنفاق عليهم.

(والمساكين) وهم الفقراء الذين لا يملكون قوة سنتهم فلا يملكون المال ولا العمل الذي يستطيعون من خلاله أن يؤمنوا عيشاً كريماً, فإن هؤلاء من مستحقي النفقة أيضاً.

(وابن السبيل) وهو المسافر الذي فقد متاعة وماله فانقطع من المال في الطريق قبل أن يصل إلى وطنه.

ثم تقول الآية: (وما تفعلوا من خير فإن الله به عليم)، ولعل في هذه الجملة إشارة إلى عدة أمور:

الأول: إنه ينبغي أن يكون الإنفاق من الاشياء التي يرغبها الإنسان ويحبها لا أن يكون من الفضلات والأشياء الرديئة، كما قال تعالى: (لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون) آل عمران/92. وكما قال في موضع آخر: (يا أيها الذين آمنوا أنفقوا من طيبات ما كسبتم ومما أخرجنا من الأرض ولا تيمموا الخبيث منه تنفقون ولستم بآخذيه إلا أن تُغمضوا فيه) البقرة/267.

الأمر الثاني: إنه ينبغي أن لا يكون الإنفاق مصحوباً بالأذى وبالمن على الآخرين كما قال تعالى: (الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله ثم لا يُتبعون ما أنفقوا منَّاً أو أذى لهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون).

والأمر الثالث: أنه يحسن بالمنفقين أن لا يصروا على إطلاع الناس على أعمالهم وإحسانهم وأنه من الأفضل للإنسان أن ينفق في السر تأكيداً لإخلاصه في العمل، وتأكيداً على أن عمله هذا إنما هو لوجه الله وليس من أجل السمعة والشهرة، لأن الذي يجازي على الإحسان وهو الله عليم بكل شيء، ولا يضيعُ عنده عز وجل أي عمل يصدر من الإنسان في السر أو في العلانية.

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين