الخميس, 09 05 2024

آخر تحديث: السبت, 04 أيار 2024 6am

المقالات
اطلاق مشروع مجمع ديني في الناصرية 4-5-2024

اطلاق مشروع مجمع ديني في الناصرية 4-5-2024

الشيخ دعموش من البقاع: الحراك الطالبي في ‏الجامعات الأميركية والغربية هو جزء من...

خطبة الجمعة 3-5-2024 قيمة العمل لدى الامام الصادق(ع)

خطبة الجمعة 3-5-2024 قيمة العمل لدى الامام الصادق(ع)

الشيخ دعموش: التمادي في العدوان على لبنان لن يُعوّض عجز الاحتلال عن تحقيق...

خطبة الجمعة 26-04-2024 النفس محور الخطر

خطبة الجمعة 26-04-2024 النفس محور الخطر

الشيخ دعموش: التمادي في العدوان على لبنان ليس بلا ثمن شدد نائب رئيس المجلس التنفيذي...

خطبة الجمعة 19-4-2024: الادارة في المجال الدفاعي والعسكري

خطبة الجمعة 19-4-2024: الادارة في المجال الدفاعي والعسكري

الشيخ دعموش: الردُّ الإيراني هشّم صورة الكيان رأى نائب رئيس المجلس التنفيذي في...

خطبة الجمعة 12-4-2024: الورع

خطبة الجمعة 12-4-2024: الورع

الشيخ دعموش: مقابل العدوان هناك رد ‏وعقاب.. والإصرار على إطالة أمد الحرب لن يغير...

كلمة في الحفل التكريمي للشهيد علي عبد علي في الشياح 9-4-2024

كلمة في الحفل التكريمي للشهيد علي عبد علي في الشياح 9-4-2024

الشيخ دعموش: المقاومة لا تتراجع عن معادلة الرد المباشر والسريع مهما كانت التضحيات...

اللقاء العلمائي السنوي حول القدس في صيدا 6-4-2024

اللقاء العلمائي السنوي حول القدس في صيدا 6-4-2024

الشيخ دعموش من صيدا: لن نقبل أن يتوسع العدو في عدوانه من دون أن يدفع...

  • اطلاق مشروع مجمع ديني في الناصرية 4-5-2024

    اطلاق مشروع مجمع ديني في الناصرية 4-5-2024

  • خطبة الجمعة 3-5-2024 قيمة العمل لدى الامام الصادق(ع)

    خطبة الجمعة 3-5-2024 قيمة العمل لدى الامام الصادق(ع)

  • خطبة الجمعة 26-04-2024 النفس محور الخطر

    خطبة الجمعة 26-04-2024 النفس محور الخطر

  • خطبة الجمعة 19-4-2024: الادارة في المجال الدفاعي والعسكري

    خطبة الجمعة 19-4-2024: الادارة في المجال الدفاعي والعسكري

  • خطبة الجمعة 12-4-2024: الورع

    خطبة الجمعة 12-4-2024: الورع

  • كلمة في الحفل التكريمي للشهيد علي عبد علي في الشياح 9-4-2024

    كلمة في الحفل التكريمي للشهيد علي عبد علي في الشياح 9-4-2024

  • اللقاء العلمائي السنوي حول القدس في صيدا 6-4-2024

    اللقاء العلمائي السنوي حول القدس في صيدا 6-4-2024

 
NEWS-BAR
الشيخ دعموش من البقاع: الحراك الطالبي في ‏الجامعات الأميركية والغربية هو جزء من التحول في الرأي العام الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 3-5-2024: التمادي في العدوان على لبنان لن يُعوّض عجز الاحتلال عن تحقيق أهدافه. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 26-04-2024: التمادي في العدوان على لبنان ليس بلا ثمن الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 19-4-2024: الردُّ الإيراني هشّم صورة الكيان الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 12-4-2024: مقابل العدوان هناك رد ‏وعقاب.. والإصرار على إطالة أمد الحرب لن يغير شيئاَ. الشيخ دعموش في الحفل التكريمي للشهيد علي عبد علي في الشياح 9-4-2024: المقاومة لا تتراجع عن معادلة الرد المباشر والسريع مهما كانت التضحيات والتداعيات. الشيخ دعموش من صيدا: لن نقبل أن يتوسع العدو في عدوانه من دون أن يدفع الثمن. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 5-4-2024: الحديث عن ضغوط أميركية جديدة على "إسرائيل" يبقى في دائرة الخداع والنفاق ما لم تُترجم هذه الضغوط المزعومة بوقف العدوان. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 29-3-2024: مهما تمادى العدو في مجازره لن تتراجع المقاومة عن مساندة غزة. الشيخ دعموش في الحفل التكريمي للشهيد علي محمد فقيه في انصارية 27-3-2024: نحن رجال الميدان وحاضرون للدفاع عن بلدنا وأهلنا إلى أقصى حد. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 22-3-2024: المقاومة لن ترضخ لشروط العدو الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 15-3-2024 المقاومة ما تزال تُمسك بالميدان وتُقاتل بقوة. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 8-3-2024: لسنا معنيين بإعطاء ضمانات للعدو الصهيوني. الشيخ دعموش في رعاية حملة الخير-ثقافة للامداد في بيروت 6-3-2024: المقاومة ستواصل حضورها في الميدان ولا يمكن أن يردعها شيء. الشيخ دعموش في الحفل التكريمي للشهيد فاروق حرب في الحلوسية 5-3-2024: قرار المقاومة هو الردّ بحزم على كل اعتداء أو استهداف. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 1-3-2024: لن تخرج المقاومة من المعركة إلّا بنصر ‏جديد. الشيخ دعموش في رعاية حفل تخريج دورة كوادر نقابية في بعلبك 25-2-2024: المقاومة على أتم الاستعداد والجهوزية للدفاع عن لبنان الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 23-02-2024: العدوانية الاسرائيلية في غزة ولبنان لا يردعها ولا يسقط اهدافها شيء سوى المقاومة والحضور في الميدان ومواجهة القتل بالقتل والتدمير بالتدمير والتصعيد بالتصعيد. الشيخ ‏دعموش في خطبة الجمعة 16-02-2024: العدو الصهيوني مأزوم في لبنان والمقاومة مصممة على ‏مقابلة التصعيد بالتصعيد. الشيخ دعموش في الاحتفال السنوي لجمعية البر والتقوى 9-2-2024: وقف العدوان على غزة هو الخيار الوحيد لوقف ‏جبهة لبنان. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 09-02-2024: العدو وصل إلى طريق ‏مسدود واستمرار العدوان لن يؤدي إلا ‏إلى المزيد من الفشل. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 2-1-2024: المقاومة وجهت للعدو رسائل نارية وأفهمته أنّه لا يمكن أن يتمادى في عدوانه على لبنان من دون أن يلقى الرد الحاسم الشيخ دعموش في اسبوع الحاج حسين مرجي: توسيع العدوان على لبنان لن يكون نزهة. الشيخ ‏دعموش في خطبة الجمعة 26-1-2024: التهويل والتهديد للبنان لن يقدم أو يُؤخّر شيئًا ولن يُثني المقاومة عن دعم غزّة. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 19-1-2024: التهديدات والرسائل التي ‏يحملها الموفدون إلى لبنان لن تقفل جبهة الجنوب طالما استمر العدوان ‏على غزة. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 12-1-2024: من يريد مساعدة "إسرائيل" على الخروج من ورطتها عليه الضغط على العدو لوقف عدوانه قبل الضغط على لبنان أو الحديث عن أي شيء آخر. الشيخ دعموش في اسبوع الشهيدين عبدالله الاسمر وعباس رمال 10-1-2024: إذا فرض العدو الحرب علينا فسنُريه من قدراتنا وبأسنا ما يجعله يندم على جرائمه وعدوانه. الشيخ دعموش في أسبوع الشهيد عبد الجليل حمزة في بلدة الخضر 07-01-2024: عمليّة ميرون نوعيّة واستراتيجيّة هزّت الكيان الصهيوني. الشيخ دعموش في اسبوع الشهيد حسين علي غزالة في بلدة عدلون 06-01-2024: المقاومة لن تقبل بفرض قواعد جديدة تمكّن العدو من التمادي في جرائمه. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 05-01-2024: كلّ جرائم العدو لن تُثني المقاومة عن القيام ‏بواجبها. الشيخ دعموش في الذكرى الرابعة للشهيد سليماني في مجمع السيدة زينب: العدوان على غزة زادنا قناعة وتمسكًا بخيار ‏المقاومة. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 29-12-2023: المقاومة في لبنان أوقعت العدو في حرب استنزاف يومية حقيقية. الشيخ دعموش في ملتقى شهيد القدس الثاني الشبابي 28-12-2023: المقاومة في غزة ولبنان مصممة على مواصلة المعركة مهما بلغت التضحيات. الشيخ دعموش في الاحتفال التكريمي للشهيد احمد الحاج علي 23_12_2023: الواقع في جنوب لبنان تحدده المقاومة وليس العدو. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 22-12-2023: ‏المقاومة لن تتردد في الرد الحاسم على أي اعتداءات جديدة. الشيخ دعموش في الحفل التكريمي للشهيد حمد يوسف في عين بعال 18_12_2023: الهمجية الإسرائيلية الأميركية لا تردعها إلاّ القوة ومعادلات المقاومة الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 15-12-2023: العدوان على غزة محكوم بالفشل الشيخ ‏دعموش في الاحتفال التكريمي للشهيد علي حسن الاتات: إذا فكّر العدو مجددًا بالاعتداء على بلدنا سنصنع انتصارًا جديدًا لوطننا وأمتنا الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 8-12-2023: المقاومة أدخلت العدو في حرب استنزاف حقيقية وهو أعجز من أن يفرض إرادته على لبنان الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 1-12-2023: المقاومة في غزة والمنطقة لن تدع ‏الإسرائيلي يحقّق أهدافه. الشيخ دعموش في اسبوع الشهيد احمد مصطفى من حولا: المقاومة لن تتردد في الرد الحاسم على أي استهداف أو اعتداء على لبنان الشيخ دعموش في حفل العباءة الزينبية من الدوير: إذا استأنف العدو عدوانه فستريه المقاومة من بأسها ما لم يرَه من قبل. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 24-11-2023: العدو الصهيوني لم يقبل بالهدنة إلا بعدما فشل في كسر المقاومة وفي كسر إرادة أهل غزة. الشيخ دعموش في الاعتصام التضامني الكبير مع غزة في الضاحية الجنوبية: إذا استمر العدوان على غزة فلا يمكن ضمان عدم توسع الحرب وتصبح كل الاحتمالات مطروحة. الشيخ علي دعموش في خطبة الجمعة 17-11-2023: سنواصل دعمنا ونصرتنا لغزة وسنستمر في استنزاف العدو على الحدود الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 10-11-2023: التوغل البري في غزة لن يحقق للعدو أهدافه ولن يوصله إلى نتيجة. الشيخ دعموش في اسبوع الشهيد علي ابراهيم رميتي في مجمع الامام علي الشياح: المقاومة لن تتسامح مع استهداف المدنيين وستردّ بشكل حاسم الشيخ دعموش في اسبوع الشهيد حسين وليد ذيب في شقرا: نقوم بما تُمليه علينا طبيعة المواجهة مع العدو. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 03-11-2023 : التفويض الغربي للعدو بالحرب المدمرة على غزة سيبقى وصمة عار في تاريخ أميركا والغرب والدول المطبعة . الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 27-10-2023: لن نترك واجبنا في نصرة غزة. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 20-10-2023: الكيان الصهيوني الغاصب زائل حتمًا. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 13-10-2023: الثبات والصمود في المواجهة الدائرة في غزة كفيل بأفشال أهداف العدو وحلفائه. الشيخ دعموش من بر الياس: السكوت عما يجري في غزة خيانة كبرى ولن نتردد في فعل كل ما نستطيعه من أجل نصرة الشعب الفلسطيني. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 1-9-2023: لولا المقاومة لكان لبنان اليوم مازال تحت الاحتلال. الشيخ دعموش: الإمام موسى الصدر كان صاحب رؤية جهادية وسياسية واضحة، كان يدعو الدولة إلى تسليح الجنوبيين من أجل الدفاع عن أرضهم لأنه كان يدرك حجم الأطماع الإسرائيلية في لبنان. الشيخ دعموش: تعلمنا من الإمام السيد موسى الصدر المقاومة وأن أرضنا المحتلة لا يمكن استعادتها الا بالجهاد والقتال والشهادة والتضحيات. الشيخ دعموش: الإمام الصدر كان من أشد الحريصين على سيادة لبنان واستقراره الداخلي وسلمه الأهلي وعيشه المشترك والإيمان به وطنًا نهائيًا لجميع أبنائه. الشيخ دعموش: نحنعلى درب هذا الإمام الكبير والعزيز سنواصل طريق المقاومة لنحمي بلدنا وخيراتنا وثرواتنا، ولن نتخلى عن فلسطين والقدس. الشيخ دعموش: لن نألو جهدًا على المستوى الداخلي للتخفيف من معاناة أهلنا والحفاظ على الاستقرار والسعي لبناء دولة قوية وعادلة، دولة خالية من الفساد والسرقات الشيخ دعموش: هناك فريق سياسي يدعو جهارًا نهارًا إلى المواجهة والفتنة ويُريد رئيسًا يجمع حوله ما يُسمى بالمعارضة من أجل مواجهة حزب الله ليحقق من حيث يدري أو لا يدري أهداف العدو الإسرائيلي في لبنان. الشيخ دعموش: هذا المنطق يكشف عن عقل يريد تخريب البلد والقضاء على كل أمل بالوصول إلى حل للأزمات السياسية والاقتصادية التي يعاني منها البلد. الشيخ دعموش: لن نقبل بوصول رئيس للجمهورية يُحقّق أهداف أعداء لبنان ويكون منصة للفتنة والحرب الأهلية كما يريد فريق التحدي والمواجهة الشيخ دعموش: ما نريده انتخاب رئيس لكل اللبنانين يحفظ وحدتهم وسلمهم الأهلي ويعمل على إنقاذ البلد وإخراجه من أزماته. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 25-8-2023: الحصار الأميركي على لبنان فشل. الشيخ دعموش: سياسة العقوبات والحصار والتجويع هي سياسة قديمة جديدة، يستخدمها المستكبرون لإخضاع الشعوب وبهدف السيطرة والهيمنة. الشيخ دعموش: هذه السياسة تستخدمها أميركا اليوم ضد الشعوب والدول الرافضة للخضوع من أجل فرض شروطها وإملاءاتها. الشيخ دعموش: استمرار الوجود الأميركي وتعزيزه، في شمال شرقي سوريا، هو لحماية "داعش" وتشديد الحصار على سوريا. الشيخ دعموش: إننا على ثقة بأنّ الشعب السوري والقيادة السورية سيتجاوزون هذه المرحلة من دون خضوع واستسلام. الشيخ دعموش: لن تثنينا الحملات الإعلامية الخبيثة عن التمسك بسلاح المقاومة والعمل بما تمليه علينا المصلحة الوطنية. الشيخ دعموش: حزب الله أولويته الأولى إنقاذ البلد وانتخاب رئيس للجمهوريّة وإعادة انتظام مؤسسات الدولة، لتقوم بدورها في خدمة الناس ومعالجة أزماتهم. الشيخ دعموش: حزب الله يعمل بكلّ أمل على إيجاد المخارج والحلول للازمات، انطلاقًا من حرصه على وحدة لبنان واستقراره الداخلي وسلمه الأهلي

الحلقة 37

الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا ونبينا أبي القاسم محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين.(وظللنا عليكم الغمام وأنزلنا عليكم المنّ والسلوى كلوا من طيبات ما رزقناكم وما ظلمونا ولكن كانوا أنفسهم يظلمون).

لا يزال الحديث حول الآيات المتعلقة ببني إسرائيل.

والمعروف أنه بعد أن حصل بنو إسرائيل على نعمة التحرر والنجاة نم استعباد وعذاب آل فرعون، أمر الله موسى أن يذهب ببني إسرائيل إلى الأرض المقدسة فلسطين للإقامة بها.

وقبل أن يطلب موسى منهم دخول فلسطين أرسل جماعة إلى فلسطين للاستطلاع وليأتوه بمعلومات عن العمالقة الذين سكنوا تلك الأرض وعن أحوالهم وأوضاعهم. فلما عادوا أخبروه أن أهلها أقوياء, طوال الهامات عمالقة, وأن مُدنها محصنة، فخاف بنو إسرائيل واستولى عليهم الفزع. فلما أمرهم موسى أن يتوجه بهم إلى فلسطين أبوا الطاعة وأصروا على عدم الذهاب، ما دام فيها قومٌ جبارون. وقالوا لموسى بكل صراحة: إن في هذه الأرض جبابرة لا طاقة لنا بهم فلن ندخلها ما داموا فيها, فإذا خرجوا منها فإنا نلبي طلبك وندخل إليها. وأكثر من ذلك فإن هؤلاء عندما نصحوا بمواجهة الظالمين ومحاربة العمالقة أعداء بني إسرائيل آنذاك في فلسطين قالوا لموسى بكل لؤمٍ وتمرد وجبن: (اذهب أنت وربك فقاتلا إنا ههنا قاعدون) فهم تركوا القتال لموسى وحده.

وهكذا كانت نهايةُ المطاف بموسى بعد كل ذلك الجهد الذي قدمه في سبيل تحرير بني إسرائيل وإصلاحهم، كانت نهاية المطاف أنهم أعرضوا عن دخول الأرض المقدسة فلسطين خوفاً من المواجهة مع العمالقة، وتمردوا على أوامر موسى التي هي أوامر الله.

تألم موسى لهذا الموقف الذي يظهر فيه بنو إسرائيل منتهى عنادهم وعصانهم فماذا يصنع موسى بعد كل هذا الجهد والجهاد في إصلاح قومه وبعد كل هذا التمرد المستمر منهم ولم يجد أمامه سوى أن يقف بين يدي الله ليشكوهم إليه, فدعا ربه إذ (قال رب إني لا أملك إلا نفسي وأخي فافرُق بيننا وبين القومِ الفاسقين) المائدة/25. أي قال رب لا سلطان لي إلا على نفسي وأخي هارون فاقضي بعدلك بيننا وبين هؤلاء الفاسقين، فاستجاب الله له وأخبره بأن الأرض المقدسة محرمة عليهم وأنهم سيتيهون في الأرض في صحراء سيناء أربعين سنة فلا تأس ولا تحزن عليهم، وهكذا فقد كتب الله على بني إسرائيل الضياع أربعين عاماً في صحراء سيناء عقاباً لهم على تمردهم وخروجهم على طاعة الله وأمره.

مجموعة من هؤلاء التائهين والمعاندين، ندِمت على فعلها وعصيانها لأمر الله أشدَ الندم، وتضرعت إلى الله وطلبت منه العفو والصفح، فشمل الله سبحانه بني إسرائيل مرة ثانية برحمته وأنزل نِعمه مجددا ًعليهم, وقد أشارت الآية إلى بعض تلك النعم التي منَّ الله عليهم وهم تائهون في صحراء سيناء.

تقول الآية: (وظللنا عليكم الغمام وأنزلنا عليكم المنَّ والسلوى كلوا من طيبات ما رزقناكم وما ظلمونا ولكن كانوا أنفسهم يظلمون).

فالآية تشير إلى نعمتين أنعمهما الله على بني إسرائيل في تلك المرحلة.

النعمة الأولى: تظليلهم بالغمام، (وظللنا عليكم الغمام) والذي نستوحيه من هذه الفقرة أن بني إسرائيل كانوا يعانون من شدة حر الشمس في الصحراء القاحلة التي لا ظل فيها ولا شجر, فأرسل الله عليهم الغمام وليستر عنهم حر الشمس، لأن الظل هو الستر، والغمام هو السحاب الابيض الذي يحجب السماء.

ويبدو أن الغمام الذي تشير إليه الآية، ليس من النوع العابر الذي يظهر عادة في سماء الصحراء ثم لا يلبثُ أن يتفرق ويزول، بل ربما يكون من نوعٍ خاص تفضل الله به على بني إسرائيل، ليستظلوا به المقدار الكافي الذي يستطيعون من خلاله ممارسة حياتهم من دون مشقة أو عناء من الحر.

وإذا استطعنا أن ندرك حجم المعاناة التي يعانيها الإنسان التائه في صحراء قاحلة لا وجود فيها لأي ظل، نستطيعُ أن نُدرك عظمة وأهمية هذه النعم الإلهية التي منَّ الله بها على بني إسرائيل عندما كانوا تائهين في الصحراء.

وأما النعمة الثانية التي تشير إليها الآية, فهي نعمة المنّ والسلوى التي أنزلها عليهم (وأنزلنا عليكم المنَّ والسلوى كلوا من طيبات ما رزقناكم).

وهنا تعددت أقوال المفسرين في معنى هاتين الكلمتين: المَنَّ والسلوى.

بعض المفسرين قال: المن هو الإحسان والخير الذي ينزله الله على من ينعم عليهم ، هو إشارة إلى جميع النعم والخير من الله على بني إسرائيل، والسلوى: هو كل شيء يتسلى به الأإنسان في حياته من الرزق والنعيم والملك وما أشبه   ذلك، يقال: فلان في سلوة من العيش، أي في سعة من العيش وفي نعيم وزرق كثير بحيث يتسلى به في حيانه.

وعلى هذا القول يكون معنى الآية: وأنزلنا عليكم الخيرات والبركات وجميع النعم التي مننا بها عليكم كما انزلنا عليكم كل ما يوجب سعة في العيش الكريم مما تحتاجونه في حياتكم.

ولكن هذا المعنى لا يمكن الإقتناع به لأنه يخالف ظاهر الآية، فإن ظاهر الآية بقرينة جملة (وكلوا من طيبات ما رزقناكم) يدلُ دلالة واضحة على أن المنَّ والسلوى نوعان من الطعام ونوعان من المأكولات لأن الله تعالى يقول: (كلوا من طيبات ما رزقناكم) مباشرة بعد قوله: (وانزلنا عليكم المن والسلوى) مما يدل على أن المن والسلوى نوعان من الطعام.

وقد فسّر المن بأنه مادة لزجة حُلوة تُشبه العسل تقع على ورق الشجر مائعة ثم تجمد وتجف فيجمعها الناس لأجل الاستفادة منها في طعامهم.

واحتمل بعض المفسرين أن يكون المن نوعاً من العسل الطبيعي حصل عليه بنو إسرائيل في الجبال والمرتفعات المحيطة بصحراء سيناء عندما كانوا تائهين.

وأما السلوى فهو طير خاص سمين يشبه الحمام كان يأتي على شكل أسراب كبيرة إلى تلك الأرض، وكان بنو إسرائيل يتغذون من لحمه.

وقد شاء الله بفضله وإحسانه، أن يُكثر من هذا الطير في صحراء سيناء آنذاك لسدِّ حاجةِ بني إسرائيل من اللحوم، وحيث إنه لم تكن هذه الكثرة من الطير طبيعية في تلك المنطقة، لذلك اعتبرت هذه الأعداد الهائلة من هذا الطير نعمةً كبيرة أخرى أنعمها الله على بني إسرائيل.

وقوله تعالى: (وكلوا من طيبات ما رزقناكم) يدل على كثرة النعم والخيرات والبركات والأرزاق التي أنعمها الله على بني إسرائيل آنذاك.

ولكن بني إسرائيل قابلوا كل هذه النعم بالكفران والمعاصي، ولم يشكروا الله بل بقيوا على تمردهم وعنادهم وظلمهم وبغيهم الذي أساؤا به إلى أنفسهم.

والله يقول: (وما ظلمونا - أي بتمردهم وعصيانهم- ولكن كانوا أنفسهم يظلمون). فإن من يكفر بالنعمة ومن يواجه نعم الله الكثيرة عليه بالمعصية والتمرد على الله، لا يضرُ إلا نفسه ولا يظلمُ إلا نفسه، لأن الكفر بالنعمة سيؤدي إلى انقطاع تلك النعمة وزوالها في الدنيا وسيؤدي إلى عذاب الله في الآخرة. فلذلك فإن المتضرر الوحيد من المعصية ومن كفران النعمة هو الإنسان وليس أحداً آخر.

وهذا هو الذي يريد القرآن أن يؤكده في وعي الناس، وفي عقول وأفهام الناس، وهو أنه عندما يكلف الله الناس بشيء، عندما يأمرهم بشيء أو عندما ينهاهم عن شيء، فإن الهدف من ذلك هو هداية الإنسان إلى الأشياء التي ينتفع بها وإلى الأشياء التي تدخل في مصلحته، وإبعادُه عن كل شيء يمكن أن يفسده ويضره في حياته، فعندما يتمردُ الإنسانُ على الله ويعصي الله ولا يستجيب لأمره او نهيه فإنه يكون قد ظلم نفسه وضرَّ نفسه وحياته، لا أنه أضر الله لأن الله لا تنفعه طاعة من أطاعه ولا تضره معصية من عصاه.

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين