الجمعة, 10 05 2024

آخر تحديث: السبت, 04 أيار 2024 6am

المقالات
اطلاق مشروع مجمع ديني في الناصرية 4-5-2024

اطلاق مشروع مجمع ديني في الناصرية 4-5-2024

الشيخ دعموش من البقاع: الحراك الطالبي في ‏الجامعات الأميركية والغربية هو جزء من...

خطبة الجمعة 3-5-2024 قيمة العمل لدى الامام الصادق(ع)

خطبة الجمعة 3-5-2024 قيمة العمل لدى الامام الصادق(ع)

الشيخ دعموش: التمادي في العدوان على لبنان لن يُعوّض عجز الاحتلال عن تحقيق...

خطبة الجمعة 26-04-2024 النفس محور الخطر

خطبة الجمعة 26-04-2024 النفس محور الخطر

الشيخ دعموش: التمادي في العدوان على لبنان ليس بلا ثمن شدد نائب رئيس المجلس التنفيذي...

خطبة الجمعة 19-4-2024: الادارة في المجال الدفاعي والعسكري

خطبة الجمعة 19-4-2024: الادارة في المجال الدفاعي والعسكري

الشيخ دعموش: الردُّ الإيراني هشّم صورة الكيان رأى نائب رئيس المجلس التنفيذي في...

خطبة الجمعة 12-4-2024: الورع

خطبة الجمعة 12-4-2024: الورع

الشيخ دعموش: مقابل العدوان هناك رد ‏وعقاب.. والإصرار على إطالة أمد الحرب لن يغير...

كلمة في الحفل التكريمي للشهيد علي عبد علي في الشياح 9-4-2024

كلمة في الحفل التكريمي للشهيد علي عبد علي في الشياح 9-4-2024

الشيخ دعموش: المقاومة لا تتراجع عن معادلة الرد المباشر والسريع مهما كانت التضحيات...

اللقاء العلمائي السنوي حول القدس في صيدا 6-4-2024

اللقاء العلمائي السنوي حول القدس في صيدا 6-4-2024

الشيخ دعموش من صيدا: لن نقبل أن يتوسع العدو في عدوانه من دون أن يدفع...

  • اطلاق مشروع مجمع ديني في الناصرية 4-5-2024

    اطلاق مشروع مجمع ديني في الناصرية 4-5-2024

  • خطبة الجمعة 3-5-2024 قيمة العمل لدى الامام الصادق(ع)

    خطبة الجمعة 3-5-2024 قيمة العمل لدى الامام الصادق(ع)

  • خطبة الجمعة 26-04-2024 النفس محور الخطر

    خطبة الجمعة 26-04-2024 النفس محور الخطر

  • خطبة الجمعة 19-4-2024: الادارة في المجال الدفاعي والعسكري

    خطبة الجمعة 19-4-2024: الادارة في المجال الدفاعي والعسكري

  • خطبة الجمعة 12-4-2024: الورع

    خطبة الجمعة 12-4-2024: الورع

  • كلمة في الحفل التكريمي للشهيد علي عبد علي في الشياح 9-4-2024

    كلمة في الحفل التكريمي للشهيد علي عبد علي في الشياح 9-4-2024

  • اللقاء العلمائي السنوي حول القدس في صيدا 6-4-2024

    اللقاء العلمائي السنوي حول القدس في صيدا 6-4-2024

 
NEWS-BAR
الشيخ دعموش من البقاع: الحراك الطالبي في ‏الجامعات الأميركية والغربية هو جزء من التحول في الرأي العام الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 3-5-2024: التمادي في العدوان على لبنان لن يُعوّض عجز الاحتلال عن تحقيق أهدافه. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 26-04-2024: التمادي في العدوان على لبنان ليس بلا ثمن الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 19-4-2024: الردُّ الإيراني هشّم صورة الكيان الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 12-4-2024: مقابل العدوان هناك رد ‏وعقاب.. والإصرار على إطالة أمد الحرب لن يغير شيئاَ. الشيخ دعموش في الحفل التكريمي للشهيد علي عبد علي في الشياح 9-4-2024: المقاومة لا تتراجع عن معادلة الرد المباشر والسريع مهما كانت التضحيات والتداعيات. الشيخ دعموش من صيدا: لن نقبل أن يتوسع العدو في عدوانه من دون أن يدفع الثمن. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 5-4-2024: الحديث عن ضغوط أميركية جديدة على "إسرائيل" يبقى في دائرة الخداع والنفاق ما لم تُترجم هذه الضغوط المزعومة بوقف العدوان. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 29-3-2024: مهما تمادى العدو في مجازره لن تتراجع المقاومة عن مساندة غزة. الشيخ دعموش في الحفل التكريمي للشهيد علي محمد فقيه في انصارية 27-3-2024: نحن رجال الميدان وحاضرون للدفاع عن بلدنا وأهلنا إلى أقصى حد. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 22-3-2024: المقاومة لن ترضخ لشروط العدو الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 15-3-2024 المقاومة ما تزال تُمسك بالميدان وتُقاتل بقوة. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 8-3-2024: لسنا معنيين بإعطاء ضمانات للعدو الصهيوني. الشيخ دعموش في رعاية حملة الخير-ثقافة للامداد في بيروت 6-3-2024: المقاومة ستواصل حضورها في الميدان ولا يمكن أن يردعها شيء. الشيخ دعموش في الحفل التكريمي للشهيد فاروق حرب في الحلوسية 5-3-2024: قرار المقاومة هو الردّ بحزم على كل اعتداء أو استهداف. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 1-3-2024: لن تخرج المقاومة من المعركة إلّا بنصر ‏جديد. الشيخ دعموش في رعاية حفل تخريج دورة كوادر نقابية في بعلبك 25-2-2024: المقاومة على أتم الاستعداد والجهوزية للدفاع عن لبنان الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 23-02-2024: العدوانية الاسرائيلية في غزة ولبنان لا يردعها ولا يسقط اهدافها شيء سوى المقاومة والحضور في الميدان ومواجهة القتل بالقتل والتدمير بالتدمير والتصعيد بالتصعيد. الشيخ ‏دعموش في خطبة الجمعة 16-02-2024: العدو الصهيوني مأزوم في لبنان والمقاومة مصممة على ‏مقابلة التصعيد بالتصعيد. الشيخ دعموش في الاحتفال السنوي لجمعية البر والتقوى 9-2-2024: وقف العدوان على غزة هو الخيار الوحيد لوقف ‏جبهة لبنان. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 09-02-2024: العدو وصل إلى طريق ‏مسدود واستمرار العدوان لن يؤدي إلا ‏إلى المزيد من الفشل. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 2-1-2024: المقاومة وجهت للعدو رسائل نارية وأفهمته أنّه لا يمكن أن يتمادى في عدوانه على لبنان من دون أن يلقى الرد الحاسم الشيخ دعموش في اسبوع الحاج حسين مرجي: توسيع العدوان على لبنان لن يكون نزهة. الشيخ ‏دعموش في خطبة الجمعة 26-1-2024: التهويل والتهديد للبنان لن يقدم أو يُؤخّر شيئًا ولن يُثني المقاومة عن دعم غزّة. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 19-1-2024: التهديدات والرسائل التي ‏يحملها الموفدون إلى لبنان لن تقفل جبهة الجنوب طالما استمر العدوان ‏على غزة. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 12-1-2024: من يريد مساعدة "إسرائيل" على الخروج من ورطتها عليه الضغط على العدو لوقف عدوانه قبل الضغط على لبنان أو الحديث عن أي شيء آخر. الشيخ دعموش في اسبوع الشهيدين عبدالله الاسمر وعباس رمال 10-1-2024: إذا فرض العدو الحرب علينا فسنُريه من قدراتنا وبأسنا ما يجعله يندم على جرائمه وعدوانه. الشيخ دعموش في أسبوع الشهيد عبد الجليل حمزة في بلدة الخضر 07-01-2024: عمليّة ميرون نوعيّة واستراتيجيّة هزّت الكيان الصهيوني. الشيخ دعموش في اسبوع الشهيد حسين علي غزالة في بلدة عدلون 06-01-2024: المقاومة لن تقبل بفرض قواعد جديدة تمكّن العدو من التمادي في جرائمه. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 05-01-2024: كلّ جرائم العدو لن تُثني المقاومة عن القيام ‏بواجبها. الشيخ دعموش في الذكرى الرابعة للشهيد سليماني في مجمع السيدة زينب: العدوان على غزة زادنا قناعة وتمسكًا بخيار ‏المقاومة. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 29-12-2023: المقاومة في لبنان أوقعت العدو في حرب استنزاف يومية حقيقية. الشيخ دعموش في ملتقى شهيد القدس الثاني الشبابي 28-12-2023: المقاومة في غزة ولبنان مصممة على مواصلة المعركة مهما بلغت التضحيات. الشيخ دعموش في الاحتفال التكريمي للشهيد احمد الحاج علي 23_12_2023: الواقع في جنوب لبنان تحدده المقاومة وليس العدو. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 22-12-2023: ‏المقاومة لن تتردد في الرد الحاسم على أي اعتداءات جديدة. الشيخ دعموش في الحفل التكريمي للشهيد حمد يوسف في عين بعال 18_12_2023: الهمجية الإسرائيلية الأميركية لا تردعها إلاّ القوة ومعادلات المقاومة الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 15-12-2023: العدوان على غزة محكوم بالفشل الشيخ ‏دعموش في الاحتفال التكريمي للشهيد علي حسن الاتات: إذا فكّر العدو مجددًا بالاعتداء على بلدنا سنصنع انتصارًا جديدًا لوطننا وأمتنا الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 8-12-2023: المقاومة أدخلت العدو في حرب استنزاف حقيقية وهو أعجز من أن يفرض إرادته على لبنان الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 1-12-2023: المقاومة في غزة والمنطقة لن تدع ‏الإسرائيلي يحقّق أهدافه. الشيخ دعموش في اسبوع الشهيد احمد مصطفى من حولا: المقاومة لن تتردد في الرد الحاسم على أي استهداف أو اعتداء على لبنان الشيخ دعموش في حفل العباءة الزينبية من الدوير: إذا استأنف العدو عدوانه فستريه المقاومة من بأسها ما لم يرَه من قبل. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 24-11-2023: العدو الصهيوني لم يقبل بالهدنة إلا بعدما فشل في كسر المقاومة وفي كسر إرادة أهل غزة. الشيخ دعموش في الاعتصام التضامني الكبير مع غزة في الضاحية الجنوبية: إذا استمر العدوان على غزة فلا يمكن ضمان عدم توسع الحرب وتصبح كل الاحتمالات مطروحة. الشيخ علي دعموش في خطبة الجمعة 17-11-2023: سنواصل دعمنا ونصرتنا لغزة وسنستمر في استنزاف العدو على الحدود الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 10-11-2023: التوغل البري في غزة لن يحقق للعدو أهدافه ولن يوصله إلى نتيجة. الشيخ دعموش في اسبوع الشهيد علي ابراهيم رميتي في مجمع الامام علي الشياح: المقاومة لن تتسامح مع استهداف المدنيين وستردّ بشكل حاسم الشيخ دعموش في اسبوع الشهيد حسين وليد ذيب في شقرا: نقوم بما تُمليه علينا طبيعة المواجهة مع العدو. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 03-11-2023 : التفويض الغربي للعدو بالحرب المدمرة على غزة سيبقى وصمة عار في تاريخ أميركا والغرب والدول المطبعة . الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 27-10-2023: لن نترك واجبنا في نصرة غزة. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 20-10-2023: الكيان الصهيوني الغاصب زائل حتمًا. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 13-10-2023: الثبات والصمود في المواجهة الدائرة في غزة كفيل بأفشال أهداف العدو وحلفائه. الشيخ دعموش من بر الياس: السكوت عما يجري في غزة خيانة كبرى ولن نتردد في فعل كل ما نستطيعه من أجل نصرة الشعب الفلسطيني. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 1-9-2023: لولا المقاومة لكان لبنان اليوم مازال تحت الاحتلال. الشيخ دعموش: الإمام موسى الصدر كان صاحب رؤية جهادية وسياسية واضحة، كان يدعو الدولة إلى تسليح الجنوبيين من أجل الدفاع عن أرضهم لأنه كان يدرك حجم الأطماع الإسرائيلية في لبنان. الشيخ دعموش: تعلمنا من الإمام السيد موسى الصدر المقاومة وأن أرضنا المحتلة لا يمكن استعادتها الا بالجهاد والقتال والشهادة والتضحيات. الشيخ دعموش: الإمام الصدر كان من أشد الحريصين على سيادة لبنان واستقراره الداخلي وسلمه الأهلي وعيشه المشترك والإيمان به وطنًا نهائيًا لجميع أبنائه. الشيخ دعموش: نحنعلى درب هذا الإمام الكبير والعزيز سنواصل طريق المقاومة لنحمي بلدنا وخيراتنا وثرواتنا، ولن نتخلى عن فلسطين والقدس. الشيخ دعموش: لن نألو جهدًا على المستوى الداخلي للتخفيف من معاناة أهلنا والحفاظ على الاستقرار والسعي لبناء دولة قوية وعادلة، دولة خالية من الفساد والسرقات الشيخ دعموش: هناك فريق سياسي يدعو جهارًا نهارًا إلى المواجهة والفتنة ويُريد رئيسًا يجمع حوله ما يُسمى بالمعارضة من أجل مواجهة حزب الله ليحقق من حيث يدري أو لا يدري أهداف العدو الإسرائيلي في لبنان. الشيخ دعموش: هذا المنطق يكشف عن عقل يريد تخريب البلد والقضاء على كل أمل بالوصول إلى حل للأزمات السياسية والاقتصادية التي يعاني منها البلد. الشيخ دعموش: لن نقبل بوصول رئيس للجمهورية يُحقّق أهداف أعداء لبنان ويكون منصة للفتنة والحرب الأهلية كما يريد فريق التحدي والمواجهة الشيخ دعموش: ما نريده انتخاب رئيس لكل اللبنانين يحفظ وحدتهم وسلمهم الأهلي ويعمل على إنقاذ البلد وإخراجه من أزماته. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 25-8-2023: الحصار الأميركي على لبنان فشل. الشيخ دعموش: سياسة العقوبات والحصار والتجويع هي سياسة قديمة جديدة، يستخدمها المستكبرون لإخضاع الشعوب وبهدف السيطرة والهيمنة. الشيخ دعموش: هذه السياسة تستخدمها أميركا اليوم ضد الشعوب والدول الرافضة للخضوع من أجل فرض شروطها وإملاءاتها. الشيخ دعموش: استمرار الوجود الأميركي وتعزيزه، في شمال شرقي سوريا، هو لحماية "داعش" وتشديد الحصار على سوريا. الشيخ دعموش: إننا على ثقة بأنّ الشعب السوري والقيادة السورية سيتجاوزون هذه المرحلة من دون خضوع واستسلام. الشيخ دعموش: لن تثنينا الحملات الإعلامية الخبيثة عن التمسك بسلاح المقاومة والعمل بما تمليه علينا المصلحة الوطنية. الشيخ دعموش: حزب الله أولويته الأولى إنقاذ البلد وانتخاب رئيس للجمهوريّة وإعادة انتظام مؤسسات الدولة، لتقوم بدورها في خدمة الناس ومعالجة أزماتهم. الشيخ دعموش: حزب الله يعمل بكلّ أمل على إيجاد المخارج والحلول للازمات، انطلاقًا من حرصه على وحدة لبنان واستقراره الداخلي وسلمه الأهلي

الحلقة 35

الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا ونبينا أبي القاسم محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين.(وإذ آتينا موسى الكتاب والفُرقان لعلكم تهتدون، وإذ قال موسى لقومه يا قوم إنكم ظلمتم أنفسكم باتخاذكم العجل فتوبوا إلى بارئكم فاقتُلوا أنفسكم ذلك خير لكم عند بارئكم فتاب عليكم إنه هو التواب الرحيم).

المقصود بالكتاب والفرقان في الآية الأولى: (وإذ آتينا موسى الكتاب والفُرقان) شيء واحد وهو التوراة التي أنزلها الله على موسى (ع) من أجل هداية بني إسرائيل إلى الحق، لأن المراد بكلمة الكتاب في الآية هو التوراة، وأما كلمة الفرقان فمعناه الشيء الفارق بين الحق والباطل، وهي هنا وصف للتوراة لأن التوراة فارقة بين الحق والباطل., بل إن كلمة الفرقان تستعمل وصفاً لكل كتاب سماوي ولكل شريعة إلهية، لأنه ما من كتاب نزل من عند الله, وما من رسالة إلهية وشريعة إلهية إلا وهي فارقة بين طريق الحق وطريق الباطل، وبين خط الله وخط الشيطان.

وفي هذه الآية أراد الله أن يذكر بني إسرائيل بنعمةٍ أخرى من نعمه الكبيرة عليهم، بل هي من أهم النعم المعنوية التي أنعم الله بها عليهم، وهي نعمةُ نزول التوراة على موسى من أجل هدايتهم إلى الحق، ومن أجل هدايتهم إلى الصراط المستقيم.

والتوراة هي أفضل كتابٍ إلهي بعد القرآن الكريم، وقد جاء هذا الكتاب حصيلة مناجاة موسى مع ربه في مدى أربعين ليلة، فقد كان موسى قد أخبر بني إسرائيل بان الله سينزلُ عليهم كتاباً من عنده فيه بيان ما يحتاجون إليه.

بل في بعض النصوص إنه لما أهلك الله فرعون وجنوده وأتباعهُ، لم تكن التوراة قد نزلت بعد, فطلب بنو إسرائيل من موسى أن يأتي لهم بكتابٍ من عند الله، فسأل موسى ربه أن ينزل عليه الكتاب, فأمره الله بالذهاب إلى جبل الطُورِ الايمن, فذهب حيث أمره الله ومكث اربعين ليلة هناك منقطعاًعن مجتمعه وقومه، ومتفرغاً لمناجاة ربه، فأنزل الله عليه خلال هذه المدة الألواح والأسفار التي يتكون ويتالف منها كتابُ التوراة.

والمعروف أن التوراة نزلت على موسى دفعة واحدة وليس بصورة تدريجية كما هو الحال في القرآن الكريم, فإن القرآن الكريم نزل على رسول الله (ص) بشكل تدريجي في مدى ثلاث وعشرين سنة وفي مناسبات مختلفة حسبما كانت تقتضيه المصلحة والمناسبة آنذاك.

وقد بين اللهُ سبحانه في آية أخرى، في سورة الاعراف بعض خصائص التوراة والمضمون الذي اشتملت عليه فقال تعالى: (وكتبنا له في الالواح من كل شيء موعظةً وتفصيلاً لكل شيء فخذها بقوةٍ وأمر قومك يأخذوا بأحسنها) الاعراف/145.

والذي يستفاد من هذه الآية أن التوراة اشتملت على بيان المواعظ والحق والباطل والحلال والحرام والأوامر والنواهي التي ينبغي أن يسيروا عليها, كما احتوت تفصيل كل شيء مما يحتاجه بنو إسرائيل في تلك المرحلة الزمنية من القضايا التي تتصل بحياتهم الفكرية والروحية والأخلاقية وغيرها، وتبني شخصيتهم الرسالية والإيمانية وتفتح أمامهم مجالات الحياة السعيدة.

إن الله يخاطب اليهود في هذه الآية ليذكرهم بهذه النعمة المعنوية التي منّ بها عليهم، وليقول لهم: إن إنزال الكتاب على موسى إنما هو من أجلكم, وإن هذا الكتاب هو نعمة عظيمة أنعمها اللهُ عليكم, لأنه سبيل هدايتكم إلى الله وإلى طريق الإيمان والحق، لان الاهتداء إلى طريق الحق هو نعمة عظيمة كبيرة، وأيُ نعمةٍ أعظمُ من النعمة التي تفتح للإنسان مجالات الحياة السعيدة المطمئنة برحمة الله ورضوانه، وأيُ نعمة أعظمُ من النعمة التي تبني شخصية الإنسان وحياة الإنسان على أساس ثابت وعلى قاعدة ثابتة على المبادئ الحقة والقيم الكبيرة والأخلاق الرفيعة, وأي نعمة أعظم من نعمته التي تقود الإنسان وتسير به نحو المصير الآمن الذي لا يخاف فيه شيئاً، وتجعله يسير في النور عندما يفكر وعندما يعمل وعندما يتعاون مع الآخرين وعندما يتخذ المواقف.

إن ما نستفيده من الآية الأولى هذه: ان النعمة ليست هي الأشياء المادية فقط, النعمة ليست هي الأكل الجيد والشراب الجيد والملك الكثير والأثاث الفاخر والسيارة الفخمة وما شاكل ذلك من الأشياء المادية فقط، النعمة أيضاً هي كل شيء ينتفع الإنسانُ منه في حياته الفكرية والروحية والعملية.. النعمة هي كل شيء ينفع الإنسان في مصيره في الدنيا وفي الآخرة، وكل شيء يرفع من المستوى الروحي والاجتماعي للإنسان.

 ومن هنا فإن التوراة تكون نعمة والقرآن يكون نعمةً, بل القرآن من أعظم النعم الإلهية على الإنسان, لأنه سبيلُ هداية الإنسان إلى القيم والمبادئ الروحية التي ترفع من مستوى حياة الإنسان في الدنيا والآخرة.

وأما الآية الثانية وهي قوله تعالى: (وإذ قال موسى لقومه يا قوم إنكم ظلمتم أنفسكم باتخاذكم العجل فتوبوا إلى بارئكم فاقتلوا أنفسكم ذلك خيرٌ لكم عند بارئكم فتاب عليكم إنه هو التوابُ الرحيم).

هذه الآية تعود لتذكر اليهود بانحرافهم الكبير عن مبدأ التوحيد عندما تخلو عن إيمانهم برسالة موسى وتوجهوا لعبادة العجل، ثم تبين كيفية التوبة من هذا الانحراف الذي هو أكبر انحراف ارتكبوه في تاريخهم مع موسى (ع).

إن عبادتهم للعجل لم تكن مسألة هينة، لأن بني إسرائيل شاهدوا ما شاهدوا من آيات الله ومعجزات نبيهم موسى (ع) ونِعم الله الكبيرة عليهم ثم نسَوا ذلك دفعة واحدة بمجرد أن غاب عنهم موسى فترة قصيرة, حيث انحرفوا تماماً عن دين الله، واتجهوا نحو عبادة العجل.

ولذلك كان لا بد من اقتلاع جذور هذه الظاهرة الخطرة، كي لا تعود إلى الظهور مرة ثانية خاصة بعد وفاة صاحب الرسالة.

ومن هنا كانت الأوامر الإلهية تقضي بأن يتوب أولئك الذين انحرفوا من بني إسرائيل واتجهوا نحو عبادة العجل أن يتوبوا إلى الله ولكن بطريقة مختلفة لم يسبق لها مثيل في تاريخ الأنبياء, فقد صدرت الأوامر الإلهية أن يقتل المذنبون بعضُهم بعضاً بصورة إعدام جماعي بأيديهم.

وفي ذلك عذابان للمذنب: عذاب قتل الأصدقاء والمعارف على يديه، وعذاب ما يحل بنفسه من قتل وإعدام.

وقد جاء في بعض النصوص أن موسى أمر في ليلةٍ مظلمة كل المنحرفين الذين عبدوا العجل أن يغتسلوا ويرتدوا الأكفان ويضربوا رقاب بعضهم بالسيف.

إن السبب في شدة هذا الحكم كما ذكرنا يعود إلى فداحة الذنب الذي ارتكبوه بعد كل ما شاهدوه من معاجز ونعمٍ إلهية، وإلى أن هذا الذنب يهدد وجود الدعوة ومستقبلها, خاصة وأن بني إسرائيل كانوا على مر التاريخ قوماً متعنتين ولجوجين.

فلا بد إذن من عقاب صارم يبقى رادعاً للأجيال القادمة عن السقوط في هاوية الانحراف والشرك وعبادة الاصنام, ولكن اليهود كما يشهد واقعهم التاريخي لم يعتبروا ولم يتعظوا حتى من هذا العقاب الصارم، فانحرفوا مجدداً وارتكبوا أعمالاً وممارسات بحق الرسالة والدين والإنسانية لا تقل عن ذنبهم القديم في عبادتهم للصنم والعجل، ويكفي أن نذكر هنا أنهم حرفوا كلام الله في التوراة، ومسخوا شريعة موسى, وقتلوا الأنبياء, وسفكوا الدماء, وليس ذلك إلا لأن الخيانة والجريمة جزء من ذهنيتهم وعقليتهم المنحرفة.

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين