السبت, 27 04 2024

آخر تحديث: الجمعة, 26 نيسان 2024 5am

المقالات
خطبة الجمعة 26-04-2024 النفس محور الخطر

خطبة الجمعة 26-04-2024 النفس محور الخطر

الشيخ دعموش: التمادي في العدوان على لبنان ليس بلا ثمن شدد نائب رئيس المجلس التنفيذي...

خطبة الجمعة 19-4-2024: الادارة في المجال الدفاعي والعسكري

خطبة الجمعة 19-4-2024: الادارة في المجال الدفاعي والعسكري

الشيخ دعموش: الردُّ الإيراني هشّم صورة الكيان رأى نائب رئيس المجلس التنفيذي في...

خطبة الجمعة 12-4-2024: الورع

خطبة الجمعة 12-4-2024: الورع

الشيخ دعموش: مقابل العدوان هناك رد ‏وعقاب.. والإصرار على إطالة أمد الحرب لن يغير...

كلمة في الحفل التكريمي للشهيد علي عبد علي في الشياح 9-4-2024

كلمة في الحفل التكريمي للشهيد علي عبد علي في الشياح 9-4-2024

الشيخ دعموش: المقاومة لا تتراجع عن معادلة الرد المباشر والسريع مهما كانت التضحيات...

اللقاء العلمائي السنوي حول القدس في صيدا 6-4-2024

اللقاء العلمائي السنوي حول القدس في صيدا 6-4-2024

الشيخ دعموش من صيدا: لن نقبل أن يتوسع العدو في عدوانه من دون أن يدفع...

خطبة الجمعة 5-4-2024 مكانة المسجد الاقصى لدى المسلمين

خطبة الجمعة 5-4-2024 مكانة المسجد الاقصى لدى المسلمين

الشيخ دعموش: الحديث عن ضغوط أميركية جديدة على "إسرائيل" يبقى في دائرة...

خطبة الجمعة 29-3-2024: علي(ع)وليلة القدر

خطبة الجمعة 29-3-2024: علي(ع)وليلة القدر

الشيخ دعموش: مهما تمادى العدو في مجازره لن تتراجع المقاومة عن مساندة غزة. لفت نائب...

  • خطبة الجمعة 26-04-2024 النفس محور الخطر

    خطبة الجمعة 26-04-2024 النفس محور الخطر

  • خطبة الجمعة 19-4-2024: الادارة في المجال الدفاعي والعسكري

    خطبة الجمعة 19-4-2024: الادارة في المجال الدفاعي والعسكري

  • خطبة الجمعة 12-4-2024: الورع

    خطبة الجمعة 12-4-2024: الورع

  • كلمة في الحفل التكريمي للشهيد علي عبد علي في الشياح 9-4-2024

    كلمة في الحفل التكريمي للشهيد علي عبد علي في الشياح 9-4-2024

  • اللقاء العلمائي السنوي حول القدس في صيدا 6-4-2024

    اللقاء العلمائي السنوي حول القدس في صيدا 6-4-2024

  • خطبة الجمعة 5-4-2024 مكانة المسجد الاقصى لدى المسلمين

    خطبة الجمعة 5-4-2024 مكانة المسجد الاقصى لدى المسلمين

  • خطبة الجمعة 29-3-2024: علي(ع)وليلة القدر

    خطبة الجمعة 29-3-2024: علي(ع)وليلة القدر

 
NEWS-BAR
الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 26-04-2024: التمادي في العدوان على لبنان ليس بلا ثمن الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 19-4-2024: الردُّ الإيراني هشّم صورة الكيان الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 12-4-2024: مقابل العدوان هناك رد ‏وعقاب.. والإصرار على إطالة أمد الحرب لن يغير شيئاَ. الشيخ دعموش في الحفل التكريمي للشهيد علي عبد علي في الشياح 9-4-2024: المقاومة لا تتراجع عن معادلة الرد المباشر والسريع مهما كانت التضحيات والتداعيات. الشيخ دعموش من صيدا: لن نقبل أن يتوسع العدو في عدوانه من دون أن يدفع الثمن. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 5-4-2024: الحديث عن ضغوط أميركية جديدة على "إسرائيل" يبقى في دائرة الخداع والنفاق ما لم تُترجم هذه الضغوط المزعومة بوقف العدوان. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 29-3-2024: مهما تمادى العدو في مجازره لن تتراجع المقاومة عن مساندة غزة. الشيخ دعموش في الحفل التكريمي للشهيد علي محمد فقيه في انصارية 27-3-2024: نحن رجال الميدان وحاضرون للدفاع عن بلدنا وأهلنا إلى أقصى حد. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 22-3-2024: المقاومة لن ترضخ لشروط العدو الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 15-3-2024 المقاومة ما تزال تُمسك بالميدان وتُقاتل بقوة. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 8-3-2024: لسنا معنيين بإعطاء ضمانات للعدو الصهيوني. الشيخ دعموش في رعاية حملة الخير-ثقافة للامداد في بيروت 6-3-2024: المقاومة ستواصل حضورها في الميدان ولا يمكن أن يردعها شيء. الشيخ دعموش في الحفل التكريمي للشهيد فاروق حرب في الحلوسية 5-3-2024: قرار المقاومة هو الردّ بحزم على كل اعتداء أو استهداف. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 1-3-2024: لن تخرج المقاومة من المعركة إلّا بنصر ‏جديد. الشيخ دعموش في رعاية حفل تخريج دورة كوادر نقابية في بعلبك 25-2-2024: المقاومة على أتم الاستعداد والجهوزية للدفاع عن لبنان الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 23-02-2024: العدوانية الاسرائيلية في غزة ولبنان لا يردعها ولا يسقط اهدافها شيء سوى المقاومة والحضور في الميدان ومواجهة القتل بالقتل والتدمير بالتدمير والتصعيد بالتصعيد. الشيخ ‏دعموش في خطبة الجمعة 16-02-2024: العدو الصهيوني مأزوم في لبنان والمقاومة مصممة على ‏مقابلة التصعيد بالتصعيد. الشيخ دعموش في الاحتفال السنوي لجمعية البر والتقوى 9-2-2024: وقف العدوان على غزة هو الخيار الوحيد لوقف ‏جبهة لبنان. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 09-02-2024: العدو وصل إلى طريق ‏مسدود واستمرار العدوان لن يؤدي إلا ‏إلى المزيد من الفشل. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 2-1-2024: المقاومة وجهت للعدو رسائل نارية وأفهمته أنّه لا يمكن أن يتمادى في عدوانه على لبنان من دون أن يلقى الرد الحاسم الشيخ دعموش في اسبوع الحاج حسين مرجي: توسيع العدوان على لبنان لن يكون نزهة. الشيخ ‏دعموش في خطبة الجمعة 26-1-2024: التهويل والتهديد للبنان لن يقدم أو يُؤخّر شيئًا ولن يُثني المقاومة عن دعم غزّة. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 19-1-2024: التهديدات والرسائل التي ‏يحملها الموفدون إلى لبنان لن تقفل جبهة الجنوب طالما استمر العدوان ‏على غزة. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 12-1-2024: من يريد مساعدة "إسرائيل" على الخروج من ورطتها عليه الضغط على العدو لوقف عدوانه قبل الضغط على لبنان أو الحديث عن أي شيء آخر. الشيخ دعموش في اسبوع الشهيدين عبدالله الاسمر وعباس رمال 10-1-2024: إذا فرض العدو الحرب علينا فسنُريه من قدراتنا وبأسنا ما يجعله يندم على جرائمه وعدوانه. الشيخ دعموش في أسبوع الشهيد عبد الجليل حمزة في بلدة الخضر 07-01-2024: عمليّة ميرون نوعيّة واستراتيجيّة هزّت الكيان الصهيوني. الشيخ دعموش في اسبوع الشهيد حسين علي غزالة في بلدة عدلون 06-01-2024: المقاومة لن تقبل بفرض قواعد جديدة تمكّن العدو من التمادي في جرائمه. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 05-01-2024: كلّ جرائم العدو لن تُثني المقاومة عن القيام ‏بواجبها. الشيخ دعموش في الذكرى الرابعة للشهيد سليماني في مجمع السيدة زينب: العدوان على غزة زادنا قناعة وتمسكًا بخيار ‏المقاومة. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 29-12-2023: المقاومة في لبنان أوقعت العدو في حرب استنزاف يومية حقيقية. الشيخ دعموش في ملتقى شهيد القدس الثاني الشبابي 28-12-2023: المقاومة في غزة ولبنان مصممة على مواصلة المعركة مهما بلغت التضحيات. الشيخ دعموش في الاحتفال التكريمي للشهيد احمد الحاج علي 23_12_2023: الواقع في جنوب لبنان تحدده المقاومة وليس العدو. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 22-12-2023: ‏المقاومة لن تتردد في الرد الحاسم على أي اعتداءات جديدة. الشيخ دعموش في الحفل التكريمي للشهيد حمد يوسف في عين بعال 18_12_2023: الهمجية الإسرائيلية الأميركية لا تردعها إلاّ القوة ومعادلات المقاومة الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 15-12-2023: العدوان على غزة محكوم بالفشل الشيخ ‏دعموش في الاحتفال التكريمي للشهيد علي حسن الاتات: إذا فكّر العدو مجددًا بالاعتداء على بلدنا سنصنع انتصارًا جديدًا لوطننا وأمتنا الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 8-12-2023: المقاومة أدخلت العدو في حرب استنزاف حقيقية وهو أعجز من أن يفرض إرادته على لبنان الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 1-12-2023: المقاومة في غزة والمنطقة لن تدع ‏الإسرائيلي يحقّق أهدافه. الشيخ دعموش في اسبوع الشهيد احمد مصطفى من حولا: المقاومة لن تتردد في الرد الحاسم على أي استهداف أو اعتداء على لبنان الشيخ دعموش في حفل العباءة الزينبية من الدوير: إذا استأنف العدو عدوانه فستريه المقاومة من بأسها ما لم يرَه من قبل. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 24-11-2023: العدو الصهيوني لم يقبل بالهدنة إلا بعدما فشل في كسر المقاومة وفي كسر إرادة أهل غزة. الشيخ دعموش في الاعتصام التضامني الكبير مع غزة في الضاحية الجنوبية: إذا استمر العدوان على غزة فلا يمكن ضمان عدم توسع الحرب وتصبح كل الاحتمالات مطروحة. الشيخ علي دعموش في خطبة الجمعة 17-11-2023: سنواصل دعمنا ونصرتنا لغزة وسنستمر في استنزاف العدو على الحدود الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 10-11-2023: التوغل البري في غزة لن يحقق للعدو أهدافه ولن يوصله إلى نتيجة. الشيخ دعموش في اسبوع الشهيد علي ابراهيم رميتي في مجمع الامام علي الشياح: المقاومة لن تتسامح مع استهداف المدنيين وستردّ بشكل حاسم الشيخ دعموش في اسبوع الشهيد حسين وليد ذيب في شقرا: نقوم بما تُمليه علينا طبيعة المواجهة مع العدو. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 03-11-2023 : التفويض الغربي للعدو بالحرب المدمرة على غزة سيبقى وصمة عار في تاريخ أميركا والغرب والدول المطبعة . الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 27-10-2023: لن نترك واجبنا في نصرة غزة. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 20-10-2023: الكيان الصهيوني الغاصب زائل حتمًا. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 13-10-2023: الثبات والصمود في المواجهة الدائرة في غزة كفيل بأفشال أهداف العدو وحلفائه. الشيخ دعموش من بر الياس: السكوت عما يجري في غزة خيانة كبرى ولن نتردد في فعل كل ما نستطيعه من أجل نصرة الشعب الفلسطيني. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 1-9-2023: لولا المقاومة لكان لبنان اليوم مازال تحت الاحتلال. الشيخ دعموش: الإمام موسى الصدر كان صاحب رؤية جهادية وسياسية واضحة، كان يدعو الدولة إلى تسليح الجنوبيين من أجل الدفاع عن أرضهم لأنه كان يدرك حجم الأطماع الإسرائيلية في لبنان. الشيخ دعموش: تعلمنا من الإمام السيد موسى الصدر المقاومة وأن أرضنا المحتلة لا يمكن استعادتها الا بالجهاد والقتال والشهادة والتضحيات. الشيخ دعموش: الإمام الصدر كان من أشد الحريصين على سيادة لبنان واستقراره الداخلي وسلمه الأهلي وعيشه المشترك والإيمان به وطنًا نهائيًا لجميع أبنائه. الشيخ دعموش: نحنعلى درب هذا الإمام الكبير والعزيز سنواصل طريق المقاومة لنحمي بلدنا وخيراتنا وثرواتنا، ولن نتخلى عن فلسطين والقدس. الشيخ دعموش: لن نألو جهدًا على المستوى الداخلي للتخفيف من معاناة أهلنا والحفاظ على الاستقرار والسعي لبناء دولة قوية وعادلة، دولة خالية من الفساد والسرقات الشيخ دعموش: هناك فريق سياسي يدعو جهارًا نهارًا إلى المواجهة والفتنة ويُريد رئيسًا يجمع حوله ما يُسمى بالمعارضة من أجل مواجهة حزب الله ليحقق من حيث يدري أو لا يدري أهداف العدو الإسرائيلي في لبنان. الشيخ دعموش: هذا المنطق يكشف عن عقل يريد تخريب البلد والقضاء على كل أمل بالوصول إلى حل للأزمات السياسية والاقتصادية التي يعاني منها البلد. الشيخ دعموش: لن نقبل بوصول رئيس للجمهورية يُحقّق أهداف أعداء لبنان ويكون منصة للفتنة والحرب الأهلية كما يريد فريق التحدي والمواجهة الشيخ دعموش: ما نريده انتخاب رئيس لكل اللبنانين يحفظ وحدتهم وسلمهم الأهلي ويعمل على إنقاذ البلد وإخراجه من أزماته. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 25-8-2023: الحصار الأميركي على لبنان فشل. الشيخ دعموش: سياسة العقوبات والحصار والتجويع هي سياسة قديمة جديدة، يستخدمها المستكبرون لإخضاع الشعوب وبهدف السيطرة والهيمنة. الشيخ دعموش: هذه السياسة تستخدمها أميركا اليوم ضد الشعوب والدول الرافضة للخضوع من أجل فرض شروطها وإملاءاتها. الشيخ دعموش: استمرار الوجود الأميركي وتعزيزه، في شمال شرقي سوريا، هو لحماية "داعش" وتشديد الحصار على سوريا. الشيخ دعموش: إننا على ثقة بأنّ الشعب السوري والقيادة السورية سيتجاوزون هذه المرحلة من دون خضوع واستسلام. الشيخ دعموش: لن تثنينا الحملات الإعلامية الخبيثة عن التمسك بسلاح المقاومة والعمل بما تمليه علينا المصلحة الوطنية. الشيخ دعموش: حزب الله أولويته الأولى إنقاذ البلد وانتخاب رئيس للجمهوريّة وإعادة انتظام مؤسسات الدولة، لتقوم بدورها في خدمة الناس ومعالجة أزماتهم. الشيخ دعموش: حزب الله يعمل بكلّ أمل على إيجاد المخارج والحلول للازمات، انطلاقًا من حرصه على وحدة لبنان واستقراره الداخلي وسلمه الأهلي

كلمة في حفل إصدار سلسلة امراء النصر والتحرير في نقابة الصحافة اللبنانية في 10 ربيع اول 1422.

       الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم الانبياء والمرسلين سيدنا ونبيينا أبي القاسم محمد بن عبد الله وعلى آله الطيبين الطاهرين وصحبه المنتجبين وعلى جميع الشهداء والمجاهدين في سبيل الله.راعي الاحتفال دولة نائب رئيس مجلس الوزراء الرئيس عصام فارس، السادةالعلماء والنواب وأصحاب السعادة، السادة الحضور، ايها الحفل الكريم .. السلام عليكم جميعا ورحمة الله وبركاته.

       إن اندحار العدو الإسرائيلي عن جزء كبير وعزيز من أرضنا في الخامس والعشرين من ايار 2000 م، هو انتصار حقيقي وتاريخي للمقاومة وللبنان،وهزيمة حقيقية وتاريخية للعدو الصهيوني ولكيانه المغتصب للأرض والمقدسات.

       وهو قبل كل شيء وبعد كل شيء نصر إلهي بكل ما ينطوي عليه من اسباب وعوامل وقوى مادية ومعنوية، منحة الله للبنان وللبنانيين، ومن وراءهم لكل العرب والمسلمين والشرفاء، بفضل دماء الشهداء والاستشهاديين ومعاناة الأسرى وآلام الجرحى.

       فالشهداء والأسرى والجرحى هم اساس هذا النصر وأركانه وأمراؤه وصناعه. والفضل الأول والأكبر بعد الله سبحانه وتعالى يعود إليهم وإلى كل المجاهدين والمقاومين والمضحين الذين تركوا الديار والأهل والجامعات والمصانع والمزارع وقضوا زهرة شبابهم وعمرهم في القتال والجهاد والمقاومة.

       هذا الانتصار، هو النتيجة الحتمية لهذا الكم الهائل من التضحيات والعطاءات والجهاد الدامي الذي لم يعرف الكلل والملل في يوم من الأيام، هوثمرة تضحيات وجهاد اللبنانيين ومن كان معهم،وليس منة من أحد، فلا المجتمع الدولي ولا الاتحاد الأوروبي ولا اميركا ولا الأمم المتحدة هي التي اعادت أرضنا إلينا. أرضنا عادت إلينا بدمائنا، بأشلائنا، بدموعنا،وآلامنا، بدماء الشهداء الطاهرة الزكية واشلاء استشهاديينا وعذابات أسرانا وجرحانا وآلامهم وصبرهم، ودموع اطفالنا ونسائنا وجهاد مجاهدينا وتعبهم، عزم هؤلاء الرجال وإرادتهم، إصرارهم على المقاومة ومتابعة طريقها حتى النهاية، تضحياتهم وعطاءاتهم، صدقهم وإخلاصهم هو الذي استجلب هذا النصر واستعجله وأعطاه هذا العمق وهذا الحجم وهذه القوة وهذه الاندفاعة.

       والأهم من ذلك، أن شهداء هذه المقاومة واسراها وجرحاها والمجاهدين فيها، لم يحققوا فقط نصرا مباشرا، وإنما أيضا استنهضوا الأمة وأخرجوا شعوب المنطقة من الإحباط إلى حماس وعزم المقاومة،واسقطو أسطورة الجيش الذي لا يقهر، وهزموه نفسيا ومعنويا وماديا، واوقفوا مشروع سيطرة الإسرائيلي الأمني والسياسي والاقتصادي على لبنان والمنطقة، واسسوا لمنطق وثقافة وخيار مختلف في هذه الأمة هو خيار المقاومة المعتمدة على الإرادة الذاتية.

       إن دماء الشهداء لم تهزم إسرائيل لتخرجها من لبنان فقط، وإنما احدثت تحولا ثقافيا على امتدادالعالم العربي والإسلامي، واسست لفهم جديد في هذه الأمة. هو انه بالإمكان إنجاز عملية تحرير كاملة للأرض واستعادة الحقوق والمقدسات بالمقاومة والشهادة.

       ونستطيع أن نقول: إن الثقافة الغالبة اليوم في الأمة بفضل تضحيات الشهداء، باتت ثقافة المقاومة والاستشهاد والانتصار، بعد أن كانت ثقافة الاحباط والهزيمة،وهذه نقطة تحول كبرى وتاريخية مهمة، يجب الحفاظ عليها وتثميرها والاستمرار بها إلى ابعد حد.

       لأن هذه الثقافة، ثقافة المقاومة والشهداء هي التي يخشى منها الإسرائيليون، وهي التي تقلق اليوم الكيان الصهيوني في داخل فلسطين،خاصة بعدما ارتفع الصوت في الشارع الفلسطيني بكل شرائحه ليطالب بهذا المنطق وبهذا الخيار، وها هي الانتفاضة المستمرة والعمليات الجهادية والاستشهادية في الداخل،تؤكد أن الشعب الفلسطيني اختار طريق المقاومة واسلوب حزب الله لاستعادة ارضه وحقوقه ومقدساته،وهو يرفض اليوم بكل فصائله أن يتخلى عن هذا السلاح، بالرغم من كل التهديد والتهويل والضغط الذي يمارس عليه من هنا وهناك، من اجل أن يوقف انتفاضته بالكامل.

       لذلك كله، هذه المعاناة وهذه الدماء، يجب أن نستفيد منها لمصلحة الأمة. ونريد لهذه الدماء أن تحقق اهدافها بكل قوة.

       من هنا تأتي مسؤوليتنا في تحويل كل حياة وسلوك واخلاق وحقيقة الشهداء والمجاهدين والمضحين إلى نبض وتيار حي في ذاكرة ووجدان وعقول وقلوب ابنائنا واطفالنا ونسائنا ورجالنا.

       اليوم ليس فقط في لبنان بل في فلسطين وعلى امتداد العالم العربي المطلوب  أن تبقى التضحيات التي صنعها الشهداء والاستشهاديون والأسرى والجرحى والمجاهدون في هذه المنطقة، حية في ذاكرة الناس وفي عقولهم وتجارب حياتهم. كما يجب أن تبقى مشاهد الجهاد والمقاومةوالشجاعة والتضحية والإيثار والثبات والشهادة حية في ضمائرهم . ففي لبنان وفلسطين بل وعلى امتداد العالم العربي ثمة مشاهد تضحية وفداء وإباء وعطاء وبذل وشهادة. وهناك رموز وشهداء لا تعرفهم الأمة يجب أن نتعرف عليهم.

       ولا يكفي هنا أن نوثق ما نعرفه وخبرناه عن هؤلاء في مراكز الدراسات والأبحاث، بل يجب تحويله إلى مادة حية للذاكرة وللوعي والوجدان.

       يجب على كل اجيالنا أن تتعلم تضحيات هؤلاء وتتذكر اخلاقهم وسلوكهم وجهادهم وروحيتهم التي هي سر قوتهم وعنفوانهم، ولا يعقل ابدا أن نرى اليوم من ابناء هذا الوطن من لا يعرف شيئا عن الشهداء والرجال الذين صنعوا هذا النصر وساهموا بدمائهم في تحقيقه وإنجازه.

       وانطلاقا من هذه المسؤولية فقد بادرت الوحدة الثقافية في حزب الله وعبر العديد من المسابقات والانشطة الثقافية بالتعاون مع بعض الكتاب والادباء إلى وضع مشروع يتناول حياة كل الشهداء والأسرى والجرحى في إطار سلسلة اطلقنا عليها سلسلة أمراء النصر والتحرير، فكانت باكورة هذا العمل هذه المجموعة التي نحتفل بإصدارها اليوم والتي نستحضر فيها تضحيات هؤلاء ومشاهدالبطولة التي صنعوها ومدى شجاعتهم. والتزامهم ،وصبرهم، وزهدهم في الدنيا وفنائهم في القضية والرسالة التي حملوها من اجل أن نتعرف وتتعرف الأمة على حقيقة هؤلاء الرجال الذين صنعوا النصر والتحرير في لبنان.

       إن هذه السلسلة تحمل صوت الدم الطاهر للشهداء في لبنان من اجل أن يبقى دمهم يضج ويصرخ ويخاطب كل ضمير في هذه الأمة. ويعمل على تعميم هذا النموذج.

       وانطلاقا من هذه المسؤولية أيضا نحن نأمل أن يبادر الأدباء والكتاب والمثقفون ومراكز الدراسات إلى دراسة تجربة المقاومة في لبنان ووضع ابحاث حول شهدائها ومجاهديها، ليس لمجرد الترف الفكري أو الادبي وليس لمدح هذه المقاومة وتبجيلها، بل لأننا بحاجة إلى تعميم هذه التجربة وتجربة الشهداء والمجاهدين  والمضحين.

       فإن هناك مسؤولية محسومة في لبنان بعد إنجاز التحرير، وهي أن على اللبنانيين ومن معهم الذين صنعوا هذه التجربة أن يحفظوها ويعمموها وأن يشرحوها للعالم.

       وعندما يحمل الشعراء والأدباء والمثقفون والسياسيون والصحافيون والإعلاميون والناس العاديون لغة هذه المقاومة وخطاب هذه المقاومة، وانتصار هذه المقاومة، وتضحيات شهدائها وعظمة مجاهديها وآلام هذا الشعب الذي تحمل كل هذه المجازر، ويعملون على تعميمها لدى شعوب منطقتنا العربية لا ريب أنها ستترك آثارا كبيرة.

       عندما نحافظ جميعا على الدم الذي سفك في لبنان، على دماء الشهداء والاستشهاديين،وثقافة هذه الدماء،ومنطق هذه الدماء، عندما نحافظ على كل هذا حيا ونعممه وننشره وننقله بأمانة إلى عقول الناس وافكارهم وعواطفهم، فلا ريب أن النتائج ستكون عظيمة وكبيرة على مستوى كل الأمة.

       ونحن في حزب الله جاهزون لأن نضع كل إمكاناتنا المتاحة بين ايدي الجميع للتعاون في تحمل هذه المسؤولية وهذه الأمانة.

       وثمة مسؤولية اخرى تخص الوزارات والمؤسسات الرسمية المعنية وخاصة وزارة الثقافة ووزارة التربية وهي أن هذه الثقافة، ثقافة المقاومة، ثقافة الانتصار، ثقافة الصمود، ثقافة أولوية مواجهة العدو الإسرائيلي، يجب أن نعمل على تعزيزها في مدارسنا ومؤسساتنا ومناهجنا التربوية، وينبغي أن تضاف إلى كتب التاريخ والتربية الوطنية المادة المتعلقة بتاريخ المقاومة ومقاومة الشعب اللبناني وتضحياته  وتجربة شهدائه ومعاناة الأسرى في سجون الاحتلال الصهيوني،وتضحيات جرحى العدوان الإسرائيلي، ودروس المواجهات الشعبية والعسكرية، ولدينا مادة مشرقة ومضيئة في هذا المجال.

       ولذلك فإن من اعظم امانات دماء الشهداء في مسؤولية الدولة والحكومة ووزارة التربية بالتحديد هي هذه الأمانة.

       وفي هذه المناسبة ايضا نود أن نذكر المسؤولين في الدولة بالمسؤولية تجاه اسر وعوائل الشهداء والجرحى والأسرى المحررين، نذكر بواجب هو افضل ما يمكن أن تقدمه الدولة لأمراء النصر والتحرير الذين صنعوا الانتصار بدمائهم وابنائهم.

       اتقدم بالشكر الكبير من دولة نائب رئيس مجلس الوزراء دولة الرئيس عصام فارس على مشاركته ورعايته لهذا الحفل،كما اتقدم بالشكر من سعادة نقيب الصحافة الاستاذ محمد بعلبكي وامين سر اتحاد الكتاب اللبنانيين الدكتور فيليب أبي فاضل، وكل السادة الحضور على مشاركتهم. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.