كلمة في اللقاء العلمائي من اجل القدس 16-4-2023

شدد نائب رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله الشيخ علي دعموش على أنه "مع كل مواجهة تخوضها المقاومة مع "إسرائيل" يتكشف وهن هذا الكيان المزيف وضعفه، وتتأكد نظرية انه أوهن من بيت العنكبوت، وتتعزز مقولة إمكانية زوال إسرائيل من الوجود".

وأشار خلال رعايته لقاءاً علمائياً حاشداً نظمه حزب الله في منطقة جبل عامل الثانية في مجمع السيدة الزهراء (ع) في صيدا بمناسبة يوم القدس العالمي إلى أن "الرد المتنوع والمدروس الذي قامت به المقاومة دفاعاً عن المسجد الاقصى هو رسالة بالغة الأهمية إلى العدو بأن وحدة الساحات ليست مجرد شعار للاستهلاك بل هي معادلة يعمل على تكريسها على ارض الواقع".

وقال: "الاحداث الاخيرة اظهرت الكيان الصهيوني مكبلا ومردوعا في مواجهة المقاومة بينما في المقابل اظهرت محور المقاومة متماسكا وقويا وفي حالة من التنسيق والتكامل بين اطرافه الامر الذي جعل الخبراء والمسؤولين الصهاينة الامنيين والعسكريين يتوقفون بقلق امام هذا التطور ويعتبرون ان الكيان الصهيوني بات في مواجهة وحدة ساحات ليس على المستوى الفلسطيني فقط بل على المستوى الاقليمي ايضا، وهذا من شانه ان يشكل تهديدا حقيقيا غير مسبوق للكيان الصهيوني".

 

واعتبر ان "اكثر ما يقلق الكيان الصهيوني اليوم،اولا: ان محور المقاومة استطاع ان يوجد وضعا استراتيجيا جديدا في المنطقة مقلقا لاسرائيل، حيث بات الكيان مطوقا بالمقاومة والجبهات التي تؤمن بوحدة الساحات والمسلحة بالصواريخ المدمرة التي تطال كل نقطة في الكيان الصهيوني،وثانيا: إن الحلم الذي طالما راود نتنياهو بتحالف إقليمي بقيادة إسرائيل مع بعض الدول العربية ضد محور المقاومة وبخاصة ضد إيران قد فشل وتحطم امام المتغيرات الاقليمية الجديدة والتقارب السعودي الايراني والحديث عن عودة العرب الى سوريا وعودة سوريا الى الجامعة العربية".

ولفت الشيخ دعموش الى انه"يجب ان نكون على يقين ان الكيان الصهيوني الذي بدأ يتآكل من الداخل، وينحدر في مسار تنازلي، وتحاصره المقاومة، وتكبله معادلاتها ووحدة ساحاتها، سيزول حتمًا بالجهاد والمقاومة والمواجهة.

 

ورأى ان "المطلوب اليوم من الامة دولا وحكومات وشعوبا ومن كل الشرفاء في العالم ان يكونوا جزءا من معركة المقاومة في فلسطين، ومن لم يستطع فليدعم على الاقل المقاومة بالمال والسلاح والموقف والسياسة وبكل أشكال الدعم، ولا سيما المقاومة المتصاعدة في الضفة الغربية لتبقى الضفة درعا للقدس وللمقدسات ولكل فلسطين".  

وأكد ان "حزب الله سيكون بالتأكيد جزءا أساسيا من معركة القدس وفي ‏الخط الامامي في هذه المعركة الى جانب فصائل المقاومة والشعب الفلسطيني، ولن يتخلى عن هذا الخيار مهما بلغت التضحيات، حتى تحرير القدس وفلسطين واعادتها الى اهلها والى الأمة

 

نص الكلمة

(وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ ٱلنَّاسِ عَلَىٰ حَيَوٰةٍ وَمِنَ ٱلَّذِينَ أَشْرَكُواْ يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ وَمَا هُوَ بِمُزَحْزِحِهِۦ مِنَ ٱلْعَذَابِ أَن يُعَمَّرَ وَٱللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ(

 

شعار ازالة اسرائيل من الوجود الذي رفعه كل من الامام الخميني(قدس سره) والامام القائد السيد الخامنئي (دام ظله) والامام السيد موسى الصدر(اعاده الله بخير) ليس شعارا للاستهلاك، ولا يندرج في سياق التعبئة المستندة إلى المزايدات السياسية، بل هو شعار حقيقي وواقعي صدر عن قناعة راسخة ، ويستند الى فهم حقيقة وجوهر الصراع مع الكيان الصهيوني، وانه صراع عقيدي وانساني ومصيري ووجودي، وليس نزاعاً سياسياً يمكن حله بالمفاوضات والتسويات والتطبيع.

 هذا النوع من الصراع لا ينتهي إلا بازالة اسرائيل من الوجود، لأن وجودها عنصري وعدواني، يخالف المسيرة الانسانية، ويشكل خطراً ثقافياً وحضارياً واقتصادياً وسياسياً على الأمة.

اليوم بعد انتصارات المقاومة في لبنان وغزة وتعاظم قدراتها، وتطور وتصاعد المقاومة المسلحة في الضفة واراضي 48 ، ووحدة الساحات الفلسطينية، والتصدعات الداخلية التي يشهدها الكيان، لم يعد تحقيق هدف ازالة اسرائيل من الوجود حلما او ضربا من الخيال، بل بات أمرا ممكنا ومعقولا وقابلا للتحقق أكثر من أي زمن سابق، وباتت القدس والاقصى ومعهما كل فلسطين أقرب الى الحرية من أي وقت مضى.

 

فمع كل مواجهة تخوضها المقاومة مع اسرائيل يتكشف وهن هذا الكيان المزيف وضعفه، وتتأكد نظرية انه أوهن من بيت العنكبوت، وتتعزز مقولة امكانية زوال اسرائيل من الوجود، فالمواجهات الاخيرة في المسجد الاقصى وغزة والعمليات المتنقلة في الضفة وأراضي 48، والقصف الصاروخي من غزة ومن جنوب لبنان ومن سوريا، والارباك الذي اصاب  الاسرائيلي الذي بدا ملجوما ومردوعا في مواجهة المقاومة، وحالة الرعب التي يعيشها الصهاينة في الداخل والمأزق الداخلي الذي لم يشهد الكيان مثله في تاريخه منذ تأسيسه .. كل ذلك يؤشر الى هشاشة هذا الكيان وضعفه وتصدعه وإمكانية زواله.

الرد المتنوع والمدروس من عزة ولبنان وسوريا الذي قامت به المقاومة دفاعا عن المسجد الاقصى هو رسالة بالغة الاهمية الى العدو بان وحدة الساحات ليست مجرد شعار للاستهلاك بل هي معادلة يعمل على تكريسها على ارض الواقع حتى لو استدعت الذهاب الى حرب واسعة.

لقد اثبتت المقاومة الفلسطينية قدرتها على مواجهة وارباك وردع الصهاينة وحققت انجازا على هذا الصعيد، وهذا تطور بالغ الاهمية في مسار الصراع، سيحسب له الاسرائيلي الف حساب، دون ان يكون قادرا على تحمل تبعاته ونتائجه .

الاحداث الاخيرة اظهرت الكيان الصهيوني مكبلا ومردوعا في مواجهة المقاومة بينما في المقابل اظهرت محور المقاومة متماسكا وقويا وفي حالة من التنسيق والتكامل بين اطرافه الامر الذي جعل الخبراء والمسؤولين الصهاينة الامنيين والعسكريين يتوقفون بقلق امام هذا التطور ويعتبرون ان الكيان الصهيوني بات في مواجهة وحدة ساحات ليس على المستوى الفلسطيني فقط بل على المستوى الاقليمي ايضا، وهذا من شانه ان يشكل تهديداحقيقيا غير مسبوق للكيان الصهيوني، ولذلك صاروا يتحدثون عن تآكل قدرة الردع الاسرائيلية وعن مأزق استراتيجي ويدعون الى تدارك الامر دون ان يقدموا شيئا واضحا وهذامن بركات وانجازت محور المقاومة .

ولذلك اليوم اكثر ما يقلق الكيان الصهيوني:

اولا: ان محور المقاومة استطاع ان يوجد وضعا استراتيجيا جديدا مقلقا لاسرائيل حيث بات الكيان مطوقا بالمقاومة والجبهات التي تؤمن بوحدة الساحات والمسلحة بالصواريخ المدمرة التي تطال كل نقطة في الكيان الصهيوني، والمتأهبة لمواجهة العدو والدفاع عن القدس والاقصى وكل فلسطين.

وثانيا: إن الحلم الذي طالما راود نتنياهو بتحالف إقليمي بقيادة إسرائيل مع بعض الدول العربية ضد محور المقاومة وبخاصة ضد إيران قد فشل وتحطم امام المتغيرات الاقليمية الجديدة والتقارب السعودي الايراني والحديث عن عودة العرب الى سوريا وعودة سوريا الى الجامعة العربية.

اليوم في ظل هذه التطورات والاحداث التي يواجهها الكيان الصهيوني  والمتغيرات في المنطقة معادلات الردع التي تفرضه المقاومة ليس هناك من خيارات متاحة امام الاسرائيلي في هذه المرحلة سوى مواصلة اعتداءاته داخل سوريا، وربما القيام بعمليات امنية تستهدف شخصيات داخل الاراضي السورية  اما ببصمة اسرائيلية واضحة واما بلا بصمة لتلافي ردود الفعل المحتملة ، هذا هو المتاح اليوم امام الاسرائيلي الذي يخشى الذهاب نحو مواجهة واسعة مع محور المقاومة او حتى مع غزة فضلا عن لبنان وحزب الله خوفا من التداعيات التي يمكن ان تنجم عن اي مواجهة مع المقاومة في ظل المأزق الداخلي الذي يعاني منه .

 

ولذلكة فان العدو اعتبر ان اهم انجازاته في الاسبوع الماضي انه استطاع تحييد حزب عن المواجهة.

ولان الخيار الوحيد المتاح للعدو في هذه المرحلة هو مواصلة الاعتداء على سوريا ولذلك حذر سماحة الامين العام العدو بشكل واضح في خطابه الاخير من الاستمرار في عدوانه على سوريا ، لان الموقف من العدوان على سوريا لن يبقى على ما هو عليه وقد يتغير في اي لحظة .   

اليوم الانجازات التي تحققها مقاومة الشعب الفلسطيني في المواجهة القائمة مع الصهاينة والاحتضان الكبير الذي عبرت عنه الشعوب العربية والاسلامية في يوم القدس العالمي للقضية الفلسطينية وكل الاحداث والتطورات الاخيرة تعيد إحياء فكرة إزالة اسرائيل من الوجود، وتؤكد ما قاله الامام السيد علي الخامنئي(دام ظله): من ان العد التنازلي للكيان الصهيوني لن يتوقف حتى تحقيق ذلك الهدف إنشالله.

ويجب ان نكون على يقين ان الكيان الصهيوني الذي بدأ يتآكل من الداخل، وينحدر في مسار تنازلي، وتحاصره المقاومة، وتكبله معادلاتها ووحدة ساحاتها، سيزول حتمًا لكن بالجهاد والمقاومة والمواجهة وليس بالازمات الداخلية والانقسامات في المجتمع الصهيوني.

 فصحيح أن المأزق الاسرائيلي الداخلي هو مأزق كبير والانقسامات داخل المجتمع الاسرائيلي عميقة جدا، لكن لا ينبغي الرهان على تفكك الكيان من الداخل، لان الغرب واميركا الذين جاؤوا بالصهاينة من كل حدب وصوب ولموا هذا الشتات الهجين وصنعوا هذا الكيان وجعلوا منه قاعدة لهم في المنطقة، لن يسمحوا بسقوطه من الداخل وسيقومون باعادة ترميم الاوضاع الداخلية مهما اشتدت الخلافات والصراعات بين المكونات الصهيونية".

ولذلك لا يتوقعن أحد ان تتحرر فلسطين بتفكك الكيان من الداخل فزوال هذا الكيان وتحرير القدس والاقصى لا يكون الا بالمقاومة وسواعد المجاهدين المقاومين من أبناء هذه الامة، وهذا وعد الله الذي لا خلف لوعده عندما قال: وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَّنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُواْ خِلالَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْدًا مَّفْعُولاً ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لأَنفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الآخِرَةِ لِيَسُوؤُواْ وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُواْ الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُواْ مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا".نعم التناقضات والصراعات الداخلية قد تساعد وتساهم في تسريع انهيار الكيان لانها تزيد من ضعفه وتصدعه وهشاشته بما يمكن المقاومة والمجاهدين من الانقضاض على الصهاينة والدخول الى بيت المقدس وتحرير فلسطين .

ولذلك المطلوب اليوم من الامة دولا وحكومات وشعوبا ومن كل الشرفاء في العالم ان يكونوا جزءا من معركة المقاومة في فلسطين، ومن لم يستطع فليدعم على الاقل المقاومة بالمال والسلاح والموقف والسياسة وبكل أشكال الدعم، ولا سيما المقاومة المتصاعدة في الضفة الغربية لتبقى الضفة درعا للقدس وللمقدسات ولكل فلسطين".  

وحزب الله سيكون بالتأكيد جزءا أساسيا من معركة القدس وفي ‏الخط الامامي في هذه المعركة الى جانب فصائل المقاومة والشعب الفلسطيني ولن يتخلى عن هذا الخيار مهما بلغت التضحيات حتى تحرير القدس وفلسطين واعادتها الى اهلها والى الامة