الجمعة, 03 05 2024

آخر تحديث: الجمعة, 26 نيسان 2024 5am

المقالات
خطبة الجمعة 26-04-2024 النفس محور الخطر

خطبة الجمعة 26-04-2024 النفس محور الخطر

الشيخ دعموش: التمادي في العدوان على لبنان ليس بلا ثمن شدد نائب رئيس المجلس التنفيذي...

خطبة الجمعة 19-4-2024: الادارة في المجال الدفاعي والعسكري

خطبة الجمعة 19-4-2024: الادارة في المجال الدفاعي والعسكري

الشيخ دعموش: الردُّ الإيراني هشّم صورة الكيان رأى نائب رئيس المجلس التنفيذي في...

خطبة الجمعة 12-4-2024: الورع

خطبة الجمعة 12-4-2024: الورع

الشيخ دعموش: مقابل العدوان هناك رد ‏وعقاب.. والإصرار على إطالة أمد الحرب لن يغير...

كلمة في الحفل التكريمي للشهيد علي عبد علي في الشياح 9-4-2024

كلمة في الحفل التكريمي للشهيد علي عبد علي في الشياح 9-4-2024

الشيخ دعموش: المقاومة لا تتراجع عن معادلة الرد المباشر والسريع مهما كانت التضحيات...

اللقاء العلمائي السنوي حول القدس في صيدا 6-4-2024

اللقاء العلمائي السنوي حول القدس في صيدا 6-4-2024

الشيخ دعموش من صيدا: لن نقبل أن يتوسع العدو في عدوانه من دون أن يدفع...

خطبة الجمعة 5-4-2024 مكانة المسجد الاقصى لدى المسلمين

خطبة الجمعة 5-4-2024 مكانة المسجد الاقصى لدى المسلمين

الشيخ دعموش: الحديث عن ضغوط أميركية جديدة على "إسرائيل" يبقى في دائرة...

خطبة الجمعة 29-3-2024: علي(ع)وليلة القدر

خطبة الجمعة 29-3-2024: علي(ع)وليلة القدر

الشيخ دعموش: مهما تمادى العدو في مجازره لن تتراجع المقاومة عن مساندة غزة. لفت نائب...

  • خطبة الجمعة 26-04-2024 النفس محور الخطر

    خطبة الجمعة 26-04-2024 النفس محور الخطر

  • خطبة الجمعة 19-4-2024: الادارة في المجال الدفاعي والعسكري

    خطبة الجمعة 19-4-2024: الادارة في المجال الدفاعي والعسكري

  • خطبة الجمعة 12-4-2024: الورع

    خطبة الجمعة 12-4-2024: الورع

  • كلمة في الحفل التكريمي للشهيد علي عبد علي في الشياح 9-4-2024

    كلمة في الحفل التكريمي للشهيد علي عبد علي في الشياح 9-4-2024

  • اللقاء العلمائي السنوي حول القدس في صيدا 6-4-2024

    اللقاء العلمائي السنوي حول القدس في صيدا 6-4-2024

  • خطبة الجمعة 5-4-2024 مكانة المسجد الاقصى لدى المسلمين

    خطبة الجمعة 5-4-2024 مكانة المسجد الاقصى لدى المسلمين

  • خطبة الجمعة 29-3-2024: علي(ع)وليلة القدر

    خطبة الجمعة 29-3-2024: علي(ع)وليلة القدر

 
NEWS-BAR
الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 26-04-2024: التمادي في العدوان على لبنان ليس بلا ثمن الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 19-4-2024: الردُّ الإيراني هشّم صورة الكيان الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 12-4-2024: مقابل العدوان هناك رد ‏وعقاب.. والإصرار على إطالة أمد الحرب لن يغير شيئاَ. الشيخ دعموش في الحفل التكريمي للشهيد علي عبد علي في الشياح 9-4-2024: المقاومة لا تتراجع عن معادلة الرد المباشر والسريع مهما كانت التضحيات والتداعيات. الشيخ دعموش من صيدا: لن نقبل أن يتوسع العدو في عدوانه من دون أن يدفع الثمن. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 5-4-2024: الحديث عن ضغوط أميركية جديدة على "إسرائيل" يبقى في دائرة الخداع والنفاق ما لم تُترجم هذه الضغوط المزعومة بوقف العدوان. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 29-3-2024: مهما تمادى العدو في مجازره لن تتراجع المقاومة عن مساندة غزة. الشيخ دعموش في الحفل التكريمي للشهيد علي محمد فقيه في انصارية 27-3-2024: نحن رجال الميدان وحاضرون للدفاع عن بلدنا وأهلنا إلى أقصى حد. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 22-3-2024: المقاومة لن ترضخ لشروط العدو الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 15-3-2024 المقاومة ما تزال تُمسك بالميدان وتُقاتل بقوة. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 8-3-2024: لسنا معنيين بإعطاء ضمانات للعدو الصهيوني. الشيخ دعموش في رعاية حملة الخير-ثقافة للامداد في بيروت 6-3-2024: المقاومة ستواصل حضورها في الميدان ولا يمكن أن يردعها شيء. الشيخ دعموش في الحفل التكريمي للشهيد فاروق حرب في الحلوسية 5-3-2024: قرار المقاومة هو الردّ بحزم على كل اعتداء أو استهداف. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 1-3-2024: لن تخرج المقاومة من المعركة إلّا بنصر ‏جديد. الشيخ دعموش في رعاية حفل تخريج دورة كوادر نقابية في بعلبك 25-2-2024: المقاومة على أتم الاستعداد والجهوزية للدفاع عن لبنان الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 23-02-2024: العدوانية الاسرائيلية في غزة ولبنان لا يردعها ولا يسقط اهدافها شيء سوى المقاومة والحضور في الميدان ومواجهة القتل بالقتل والتدمير بالتدمير والتصعيد بالتصعيد. الشيخ ‏دعموش في خطبة الجمعة 16-02-2024: العدو الصهيوني مأزوم في لبنان والمقاومة مصممة على ‏مقابلة التصعيد بالتصعيد. الشيخ دعموش في الاحتفال السنوي لجمعية البر والتقوى 9-2-2024: وقف العدوان على غزة هو الخيار الوحيد لوقف ‏جبهة لبنان. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 09-02-2024: العدو وصل إلى طريق ‏مسدود واستمرار العدوان لن يؤدي إلا ‏إلى المزيد من الفشل. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 2-1-2024: المقاومة وجهت للعدو رسائل نارية وأفهمته أنّه لا يمكن أن يتمادى في عدوانه على لبنان من دون أن يلقى الرد الحاسم الشيخ دعموش في اسبوع الحاج حسين مرجي: توسيع العدوان على لبنان لن يكون نزهة. الشيخ ‏دعموش في خطبة الجمعة 26-1-2024: التهويل والتهديد للبنان لن يقدم أو يُؤخّر شيئًا ولن يُثني المقاومة عن دعم غزّة. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 19-1-2024: التهديدات والرسائل التي ‏يحملها الموفدون إلى لبنان لن تقفل جبهة الجنوب طالما استمر العدوان ‏على غزة. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 12-1-2024: من يريد مساعدة "إسرائيل" على الخروج من ورطتها عليه الضغط على العدو لوقف عدوانه قبل الضغط على لبنان أو الحديث عن أي شيء آخر. الشيخ دعموش في اسبوع الشهيدين عبدالله الاسمر وعباس رمال 10-1-2024: إذا فرض العدو الحرب علينا فسنُريه من قدراتنا وبأسنا ما يجعله يندم على جرائمه وعدوانه. الشيخ دعموش في أسبوع الشهيد عبد الجليل حمزة في بلدة الخضر 07-01-2024: عمليّة ميرون نوعيّة واستراتيجيّة هزّت الكيان الصهيوني. الشيخ دعموش في اسبوع الشهيد حسين علي غزالة في بلدة عدلون 06-01-2024: المقاومة لن تقبل بفرض قواعد جديدة تمكّن العدو من التمادي في جرائمه. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 05-01-2024: كلّ جرائم العدو لن تُثني المقاومة عن القيام ‏بواجبها. الشيخ دعموش في الذكرى الرابعة للشهيد سليماني في مجمع السيدة زينب: العدوان على غزة زادنا قناعة وتمسكًا بخيار ‏المقاومة. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 29-12-2023: المقاومة في لبنان أوقعت العدو في حرب استنزاف يومية حقيقية. الشيخ دعموش في ملتقى شهيد القدس الثاني الشبابي 28-12-2023: المقاومة في غزة ولبنان مصممة على مواصلة المعركة مهما بلغت التضحيات. الشيخ دعموش في الاحتفال التكريمي للشهيد احمد الحاج علي 23_12_2023: الواقع في جنوب لبنان تحدده المقاومة وليس العدو. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 22-12-2023: ‏المقاومة لن تتردد في الرد الحاسم على أي اعتداءات جديدة. الشيخ دعموش في الحفل التكريمي للشهيد حمد يوسف في عين بعال 18_12_2023: الهمجية الإسرائيلية الأميركية لا تردعها إلاّ القوة ومعادلات المقاومة الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 15-12-2023: العدوان على غزة محكوم بالفشل الشيخ ‏دعموش في الاحتفال التكريمي للشهيد علي حسن الاتات: إذا فكّر العدو مجددًا بالاعتداء على بلدنا سنصنع انتصارًا جديدًا لوطننا وأمتنا الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 8-12-2023: المقاومة أدخلت العدو في حرب استنزاف حقيقية وهو أعجز من أن يفرض إرادته على لبنان الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 1-12-2023: المقاومة في غزة والمنطقة لن تدع ‏الإسرائيلي يحقّق أهدافه. الشيخ دعموش في اسبوع الشهيد احمد مصطفى من حولا: المقاومة لن تتردد في الرد الحاسم على أي استهداف أو اعتداء على لبنان الشيخ دعموش في حفل العباءة الزينبية من الدوير: إذا استأنف العدو عدوانه فستريه المقاومة من بأسها ما لم يرَه من قبل. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 24-11-2023: العدو الصهيوني لم يقبل بالهدنة إلا بعدما فشل في كسر المقاومة وفي كسر إرادة أهل غزة. الشيخ دعموش في الاعتصام التضامني الكبير مع غزة في الضاحية الجنوبية: إذا استمر العدوان على غزة فلا يمكن ضمان عدم توسع الحرب وتصبح كل الاحتمالات مطروحة. الشيخ علي دعموش في خطبة الجمعة 17-11-2023: سنواصل دعمنا ونصرتنا لغزة وسنستمر في استنزاف العدو على الحدود الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 10-11-2023: التوغل البري في غزة لن يحقق للعدو أهدافه ولن يوصله إلى نتيجة. الشيخ دعموش في اسبوع الشهيد علي ابراهيم رميتي في مجمع الامام علي الشياح: المقاومة لن تتسامح مع استهداف المدنيين وستردّ بشكل حاسم الشيخ دعموش في اسبوع الشهيد حسين وليد ذيب في شقرا: نقوم بما تُمليه علينا طبيعة المواجهة مع العدو. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 03-11-2023 : التفويض الغربي للعدو بالحرب المدمرة على غزة سيبقى وصمة عار في تاريخ أميركا والغرب والدول المطبعة . الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 27-10-2023: لن نترك واجبنا في نصرة غزة. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 20-10-2023: الكيان الصهيوني الغاصب زائل حتمًا. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 13-10-2023: الثبات والصمود في المواجهة الدائرة في غزة كفيل بأفشال أهداف العدو وحلفائه. الشيخ دعموش من بر الياس: السكوت عما يجري في غزة خيانة كبرى ولن نتردد في فعل كل ما نستطيعه من أجل نصرة الشعب الفلسطيني. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 1-9-2023: لولا المقاومة لكان لبنان اليوم مازال تحت الاحتلال. الشيخ دعموش: الإمام موسى الصدر كان صاحب رؤية جهادية وسياسية واضحة، كان يدعو الدولة إلى تسليح الجنوبيين من أجل الدفاع عن أرضهم لأنه كان يدرك حجم الأطماع الإسرائيلية في لبنان. الشيخ دعموش: تعلمنا من الإمام السيد موسى الصدر المقاومة وأن أرضنا المحتلة لا يمكن استعادتها الا بالجهاد والقتال والشهادة والتضحيات. الشيخ دعموش: الإمام الصدر كان من أشد الحريصين على سيادة لبنان واستقراره الداخلي وسلمه الأهلي وعيشه المشترك والإيمان به وطنًا نهائيًا لجميع أبنائه. الشيخ دعموش: نحنعلى درب هذا الإمام الكبير والعزيز سنواصل طريق المقاومة لنحمي بلدنا وخيراتنا وثرواتنا، ولن نتخلى عن فلسطين والقدس. الشيخ دعموش: لن نألو جهدًا على المستوى الداخلي للتخفيف من معاناة أهلنا والحفاظ على الاستقرار والسعي لبناء دولة قوية وعادلة، دولة خالية من الفساد والسرقات الشيخ دعموش: هناك فريق سياسي يدعو جهارًا نهارًا إلى المواجهة والفتنة ويُريد رئيسًا يجمع حوله ما يُسمى بالمعارضة من أجل مواجهة حزب الله ليحقق من حيث يدري أو لا يدري أهداف العدو الإسرائيلي في لبنان. الشيخ دعموش: هذا المنطق يكشف عن عقل يريد تخريب البلد والقضاء على كل أمل بالوصول إلى حل للأزمات السياسية والاقتصادية التي يعاني منها البلد. الشيخ دعموش: لن نقبل بوصول رئيس للجمهورية يُحقّق أهداف أعداء لبنان ويكون منصة للفتنة والحرب الأهلية كما يريد فريق التحدي والمواجهة الشيخ دعموش: ما نريده انتخاب رئيس لكل اللبنانين يحفظ وحدتهم وسلمهم الأهلي ويعمل على إنقاذ البلد وإخراجه من أزماته. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 25-8-2023: الحصار الأميركي على لبنان فشل. الشيخ دعموش: سياسة العقوبات والحصار والتجويع هي سياسة قديمة جديدة، يستخدمها المستكبرون لإخضاع الشعوب وبهدف السيطرة والهيمنة. الشيخ دعموش: هذه السياسة تستخدمها أميركا اليوم ضد الشعوب والدول الرافضة للخضوع من أجل فرض شروطها وإملاءاتها. الشيخ دعموش: استمرار الوجود الأميركي وتعزيزه، في شمال شرقي سوريا، هو لحماية "داعش" وتشديد الحصار على سوريا. الشيخ دعموش: إننا على ثقة بأنّ الشعب السوري والقيادة السورية سيتجاوزون هذه المرحلة من دون خضوع واستسلام. الشيخ دعموش: لن تثنينا الحملات الإعلامية الخبيثة عن التمسك بسلاح المقاومة والعمل بما تمليه علينا المصلحة الوطنية. الشيخ دعموش: حزب الله أولويته الأولى إنقاذ البلد وانتخاب رئيس للجمهوريّة وإعادة انتظام مؤسسات الدولة، لتقوم بدورها في خدمة الناس ومعالجة أزماتهم. الشيخ دعموش: حزب الله يعمل بكلّ أمل على إيجاد المخارج والحلول للازمات، انطلاقًا من حرصه على وحدة لبنان واستقراره الداخلي وسلمه الأهلي

خلافة الإنسان على الأرض (23)

الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا ونبينا أبي القاسم محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين.(وإذ قال ربُك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفِك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال: إني أعلم ما لا تعلمون).

(وعلم آدم الأسماء كلها ثم عرضهم على الملائكة فقال أنبؤني بأسماءِ هؤلاء إن كنتم صادقين قالوا سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم)

(قال يا آدم أنبئهم بأسمائهم فلما أنبأهم باسمائهم قال ألم أقل لكم إني أعلم غيب السماوات والارض وأعلم ما تُبدون وما كنتم تكتمون).

الآيات السابقة ذكرت أن الله سبحانه خلق جميع ما في الأرض من أجل الإنسان، وفي هذه الآيات يقدرُ الله سبحانه بشكل واضح وصريح خلافة الإنسان على الأرض، ويبين مكانة الإنسان التي استحق لأجلها كل هذه المواهب والنعم الإلهية.

ونحن في هذه الآيات نقرأ حواراً مثيراً بين الله سبحانه وبين الملائكة عندما شاء الله تعالى أن يخلق على ظهر هذه الأرض موجوداً يكون فيها خليفته، ويحمل من المواصفات والمؤهلات التي تجعله يتقدم على الملائكة وتسمو مكانته على مكانة الملائكة.

ففي البداية كما توضح هذه الآيات: اوحى الله إلى الملائكة أنه جاعلٌ في الأرض خليفة, فتوجه الملائكة بالسؤال إلى الله مستفسرين لا معترضين (قالوا: أتجعلُ فيها من يفسد فيها ويسفِك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك)؟ أي كيف تستخلف الإنسان في الأرض وهو الذي لا يقوم بمهمة الخلافة كما يجب, بل يجعل من الحياة مجالاً للفساد وسفك الدماء، ويطرح الملائكة في هذه الآية وضمن سؤالهم أنفسهم كبديل  لهذا الخليفة, باعتبار أنهم هم يستطيعون أن يمارسوا دور الخليفة في الارض بإخلاص, فهم الذين يسبحون الله ويقدسونه من دون أن يصاحب ذلك أيُ شرٍ أو فساد, فهم بحسب وجهة نظرهم أحق بالخلافة من الإنسان, ولكن الله أجابهم على ذلك وبيّن لهم ان دور الخليفة في الأرض لا يقتصر على العبادة بمعنى التقديس والتسبيح, بل دوره أبعد من ذلك, وهو قيادة الموجودات في الأرض والتعامل معها، والله قد منح الإنسان من خلال ما أودعه فيه من طاقات ومواهب ما يؤهله للقيام بهذا الدور, فهو يملك المعرفة والعلم وهو ما لا تملكونه, ولأجل ذلك فهو يملك ما يؤهله لأن يكون خليفة الله في الارض دونكم.

هذه خلاصة الفكرة التي يدور حولها الحوار بين الله والملائكة في هذه الآيات.

ونحن نريد أن نتحدث في هذه الآيات حول عدة نقاطٍ باختصار:

النقطة الاولى: إن الخليفة في قوله تعالى: (وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة) هو النائب عن الغير, فالله جعل الإنسان في الأرض خليفةً ينوب عن غيره، فمن هو الغيرُ الذي ينوبُ الإنسان عنه؟؟

بعض المفسرين قال: إن الإنسان خليفةُ الملائكة, باعتبار أن االملائكة كانوا يسكنون في السابق على ظهر هذه الأرض، فجاء الإنسان ليخلف الملائكة على هذه الأرض.

وبعضهم قال: إن الإنسان خليفة بشرٍ آخرين، أو موجودات أخرى كانت تعيش قبل خلق آدم على الأرض وذلك استناداً إلى الأحاديث التي تقول: (إن قبل آدمكم هذا ألف آدم).

ولكن الصحيح أن المقصود بالخليفة هو خليفة الله ونائبه على الأرض، كما هو رأي كثير من المفسرين والمحققين، لأن سؤال الملائكة بشأن هذا الإنسان الذي قد يُفسدُ في الأرض ويسفك الدماء يتناسب مع هذا المعنى، لأن خلافة الله في الأرض لا تتناسب مع الفساد وسفك الدماء.

ومعنى أن يكون الإنسان خليفة الله على الأرض، هو أن الإنسان بما يملكه من عقل وشعور وإدراك وكفاءة خاصة هو المؤهل ليتولى بالنيابة عن الله إدارة الأرض، وبنائها واعمارها وقيادة ورعاية الموجودات الأرضية والتصرف فيها على وفق إرادة الله, وعلى أساس النظام الذي وضعه الله عز وجل.

 ومن هنا يتبين ويتضح أن الله أعدّ للإنسان دوراً كبيراً في هذه الحياة وحمله مسؤولية كبيرة وأمانة كبيرة وهي قيادة الحياة بالطريقة التي يريدها الله, فلا بد من أن يقوم الإنسان بدوره بشكل ينسجم بين طبيعة الحياة وبين إرادة الله، ولا بد من أن يسخر القوى والموجودات التي بين يديه في سبيل بناء الحياة على أسس سليمة وخيرة، لا أن يسخرها ويستخدمها في سبيل الشرّ وتدمير الحياة ، فإذا مارس الإنسان دوره في الحياة على اساس الخير وهذا هو الشيء الذي يرفعه إلى المستوى الكبير عند الله بحيث يكون أفضل من الملائكة,  أما إذا مارس دوره في الحياة على اساس الشر وفي سبيل شهواته وأطماعه ومصالحه الذاتية فإنه يتنزل إلى أسفل من درجة الحيوان.

إذن عمل الإنسان في الحياة هو الذي يحدد قيمته ومنزلته عند الله، فيكون أفضل من الملائكة أو أحط من الحيوان.

النقطة الثانية: إننا نفهم من خلال سؤال الملائكة الذي أشار إليه قوله تعالى: (قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء) نفهم من تساؤلهم هذا أن الملائكة كانوا يعرفون بأن هذا الإنسان المخلوق الجديد هو موجودٌ وكائنٌ يفسد في الأرض ويمارس الجريمة، فمن أين عرفوا ذلك مع أنهم لم يجربوا هذا الإنسان بعد؟؟

هنا تنوعت أجوبة المفسرين على ذلك: فمنهم من قال: إن الله سبحانه أوضح للملائكة قبل أن يخلق الإنسان مستقبل هذا الإنسان وطبيعة أعماله, بحيث إنهم فهموا بأن هذا المخلوق سوف يفسدُ في الارض ويرتكبُ الجريمة.

ومنهم من قال: إن تنبؤ الملائكة بإفساد هذا الإنسان في الأرض، يعود إلى تجربتهم السابقة مع مخلوقات إنسانية أخرى سبقت آدم وعاشت في الارض قبله، وهذه المخلوقات تنازعت واختلفت وسفكت الدماء، وأعطت للملائكة انطباعاً سيئاً وسلبياً عن حياتها وأعمالها، فعرف الملائكة من خلال ذلك أن هذا المخلوق الجديد سيمارس الفساد كما مارسته المخلوقات السابقة التي عاشت في الأرض قبله.

وربما يكون هذا التفسير أقرب إلى الواقع إذا لاحظنا الأحاديث الكثيرة التي تتحدث عن أن هناك شرائح حية من المخلوقات عاشت في الأرض قبل الإنسان، ومارست فيها الفساد والجريمة ثم انقرضت بعد ذلك، كالحديث الذي أشرنا إليه (إن قبل آدمكم هذا ألف آدم) أو ما شاكل ذلك.

ونلاحظ هنا: أن الملائكة بينوا حقيقة من الحقائق التي ترتبطُ بطبيعة عمل الإنسان في الحياة وهي أنه يمارس الفساد ويسفك الدماء، ولذلك فإن الله لم ينكر عليهم قولهم هذا، بل أشار إلى أن هناك حقائق أخرى إلى جانب هذه الحقيقة، حقائق ترتبط بمكانة الإنسان في الحياة وموقعه المتقدم في الوجود, وهذه الحقائق لا تعرفها الملائكة.

وهذه الحقائق هي أن الإنسان يملك بحسب ما أودعه الله فيه من العقل والإرادة والشعور والإدراك والمؤهلات ما لا تملكه الملائكة، وأن هناك فرقاً كبيراً بين العبادة التي يمارسها الملائكة بشكل تكويني وهم في مأمن من الشهوات والمؤثرات والمغريات وبين العبادة التي يمارسها الإنسان باختياره بالرغم من كل ما يحيط به من مؤثرات وشهوات ووساوس شيطانية وما إلى ذلك.

ولأجل هذه الحقائق فقد جعل الله الإنسان متقدماً على الملائكة في الفضل وفي طبيعة الدور, فكان هو خليفة الله في الأرض ولم يكونوا هم كذلك.

النقطة الثالثة: ان الله يقول: (وعلم آدم الاسماء كلها) فما هي الأسماء التي علمها الله لآدم؟؟

من المؤكد أن المقصود من تعليم الأسماء ليس هو تعليم الأسماء بما هي اسماء مجردة من دون المعاني, لأن تعليم آدم مجرد الأسماء لا يعطيه فخراً وميزة كبيرة، بل المقصود أن الله علم آدم معاني الاسماء والمفاهيم والمسميات.

وقد ورد في الأحاديث والنصوص المروية عن أئمة أهل البيت (ع) وعن غيرهم أن المراد بالاسماء هو أسماء الموجودات الكونية, سواء منها الموجودات الحية كالحيوانات أو غيرها كالجبال والاودية، وما إلى ذلك.

فالله سبحانه علم آدم اسرار هذه الموجودات ومعانيها وخواصها وعرفه إليها من أجل أن يقوم بمهمته في الخلافة وفي إدارة وقيادة هذه الموجودات وفق إرادة الله.

فقد جاء في تفسير العياشي عن أبي العباس قال: سألت الإمام الصادق (ع) عن قول الله (وعلم آدم الأسماء كلها) ماذا علمه؟ فقال (ع): علمه الأرضين والجبال والشعاب والاودية, ثم نظر إلى بساط تحته فقال: وهذا البساط مما علمه.

ولعل الفقرة الأخيرة من هذا الحديث تشير إلى أن الله منح آدم قابلية التسمية ايضاً حتى يستطيع أن يضع أسماءاً للأشياء في المستقبل حتى يتمكن من أن يتحدث عن الاشياء بذكر اسمها من دون حاجة إلى إحضار عينها.

وجاء في تفسير الطبري عن ابن عباس انه قال: علم الله آدم الأسماء كلها, وهي هذه الأسماء التي يتعارف بها الناس, إنسان ودابة وأرض وسهل وبحر وجبل وحمار وأشباه ذلك من الامم وغيرها.

إن هذا العلم بالكون وبأسرار ومعاني الأشياء كلها كان شرفاً وفخراً كبيراً لآدم وللإنسان.

 والشيء الذي نستفيده من ذلك أن هذه المواهب التي منحها الله للإنسان ليست شرفاً وفخراً يفرح به الإنسان فقط, بل هي مسؤولية وأمانة لديه, فليس له أن يعطلها ويجمدها دون أن يخدم فيها الآخرين, أو أن يستفيد منها في مجال التفاهات التي لا تحقق للحياة أية فائدة, بل يجب عليه أن يحركها ويستفيد منها في المجالات الخيرة التي ترفع من مستوى الناس وتبني الحياة على أسس صالحة ومتينة.

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين