الجمعة, 03 05 2024

آخر تحديث: الجمعة, 26 نيسان 2024 5am

المقالات
خطبة الجمعة 26-04-2024 النفس محور الخطر

خطبة الجمعة 26-04-2024 النفس محور الخطر

الشيخ دعموش: التمادي في العدوان على لبنان ليس بلا ثمن شدد نائب رئيس المجلس التنفيذي...

خطبة الجمعة 19-4-2024: الادارة في المجال الدفاعي والعسكري

خطبة الجمعة 19-4-2024: الادارة في المجال الدفاعي والعسكري

الشيخ دعموش: الردُّ الإيراني هشّم صورة الكيان رأى نائب رئيس المجلس التنفيذي في...

خطبة الجمعة 12-4-2024: الورع

خطبة الجمعة 12-4-2024: الورع

الشيخ دعموش: مقابل العدوان هناك رد ‏وعقاب.. والإصرار على إطالة أمد الحرب لن يغير...

كلمة في الحفل التكريمي للشهيد علي عبد علي في الشياح 9-4-2024

كلمة في الحفل التكريمي للشهيد علي عبد علي في الشياح 9-4-2024

الشيخ دعموش: المقاومة لا تتراجع عن معادلة الرد المباشر والسريع مهما كانت التضحيات...

اللقاء العلمائي السنوي حول القدس في صيدا 6-4-2024

اللقاء العلمائي السنوي حول القدس في صيدا 6-4-2024

الشيخ دعموش من صيدا: لن نقبل أن يتوسع العدو في عدوانه من دون أن يدفع...

خطبة الجمعة 5-4-2024 مكانة المسجد الاقصى لدى المسلمين

خطبة الجمعة 5-4-2024 مكانة المسجد الاقصى لدى المسلمين

الشيخ دعموش: الحديث عن ضغوط أميركية جديدة على "إسرائيل" يبقى في دائرة...

خطبة الجمعة 29-3-2024: علي(ع)وليلة القدر

خطبة الجمعة 29-3-2024: علي(ع)وليلة القدر

الشيخ دعموش: مهما تمادى العدو في مجازره لن تتراجع المقاومة عن مساندة غزة. لفت نائب...

  • خطبة الجمعة 26-04-2024 النفس محور الخطر

    خطبة الجمعة 26-04-2024 النفس محور الخطر

  • خطبة الجمعة 19-4-2024: الادارة في المجال الدفاعي والعسكري

    خطبة الجمعة 19-4-2024: الادارة في المجال الدفاعي والعسكري

  • خطبة الجمعة 12-4-2024: الورع

    خطبة الجمعة 12-4-2024: الورع

  • كلمة في الحفل التكريمي للشهيد علي عبد علي في الشياح 9-4-2024

    كلمة في الحفل التكريمي للشهيد علي عبد علي في الشياح 9-4-2024

  • اللقاء العلمائي السنوي حول القدس في صيدا 6-4-2024

    اللقاء العلمائي السنوي حول القدس في صيدا 6-4-2024

  • خطبة الجمعة 5-4-2024 مكانة المسجد الاقصى لدى المسلمين

    خطبة الجمعة 5-4-2024 مكانة المسجد الاقصى لدى المسلمين

  • خطبة الجمعة 29-3-2024: علي(ع)وليلة القدر

    خطبة الجمعة 29-3-2024: علي(ع)وليلة القدر

 
NEWS-BAR
الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 26-04-2024: التمادي في العدوان على لبنان ليس بلا ثمن الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 19-4-2024: الردُّ الإيراني هشّم صورة الكيان الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 12-4-2024: مقابل العدوان هناك رد ‏وعقاب.. والإصرار على إطالة أمد الحرب لن يغير شيئاَ. الشيخ دعموش في الحفل التكريمي للشهيد علي عبد علي في الشياح 9-4-2024: المقاومة لا تتراجع عن معادلة الرد المباشر والسريع مهما كانت التضحيات والتداعيات. الشيخ دعموش من صيدا: لن نقبل أن يتوسع العدو في عدوانه من دون أن يدفع الثمن. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 5-4-2024: الحديث عن ضغوط أميركية جديدة على "إسرائيل" يبقى في دائرة الخداع والنفاق ما لم تُترجم هذه الضغوط المزعومة بوقف العدوان. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 29-3-2024: مهما تمادى العدو في مجازره لن تتراجع المقاومة عن مساندة غزة. الشيخ دعموش في الحفل التكريمي للشهيد علي محمد فقيه في انصارية 27-3-2024: نحن رجال الميدان وحاضرون للدفاع عن بلدنا وأهلنا إلى أقصى حد. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 22-3-2024: المقاومة لن ترضخ لشروط العدو الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 15-3-2024 المقاومة ما تزال تُمسك بالميدان وتُقاتل بقوة. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 8-3-2024: لسنا معنيين بإعطاء ضمانات للعدو الصهيوني. الشيخ دعموش في رعاية حملة الخير-ثقافة للامداد في بيروت 6-3-2024: المقاومة ستواصل حضورها في الميدان ولا يمكن أن يردعها شيء. الشيخ دعموش في الحفل التكريمي للشهيد فاروق حرب في الحلوسية 5-3-2024: قرار المقاومة هو الردّ بحزم على كل اعتداء أو استهداف. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 1-3-2024: لن تخرج المقاومة من المعركة إلّا بنصر ‏جديد. الشيخ دعموش في رعاية حفل تخريج دورة كوادر نقابية في بعلبك 25-2-2024: المقاومة على أتم الاستعداد والجهوزية للدفاع عن لبنان الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 23-02-2024: العدوانية الاسرائيلية في غزة ولبنان لا يردعها ولا يسقط اهدافها شيء سوى المقاومة والحضور في الميدان ومواجهة القتل بالقتل والتدمير بالتدمير والتصعيد بالتصعيد. الشيخ ‏دعموش في خطبة الجمعة 16-02-2024: العدو الصهيوني مأزوم في لبنان والمقاومة مصممة على ‏مقابلة التصعيد بالتصعيد. الشيخ دعموش في الاحتفال السنوي لجمعية البر والتقوى 9-2-2024: وقف العدوان على غزة هو الخيار الوحيد لوقف ‏جبهة لبنان. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 09-02-2024: العدو وصل إلى طريق ‏مسدود واستمرار العدوان لن يؤدي إلا ‏إلى المزيد من الفشل. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 2-1-2024: المقاومة وجهت للعدو رسائل نارية وأفهمته أنّه لا يمكن أن يتمادى في عدوانه على لبنان من دون أن يلقى الرد الحاسم الشيخ دعموش في اسبوع الحاج حسين مرجي: توسيع العدوان على لبنان لن يكون نزهة. الشيخ ‏دعموش في خطبة الجمعة 26-1-2024: التهويل والتهديد للبنان لن يقدم أو يُؤخّر شيئًا ولن يُثني المقاومة عن دعم غزّة. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 19-1-2024: التهديدات والرسائل التي ‏يحملها الموفدون إلى لبنان لن تقفل جبهة الجنوب طالما استمر العدوان ‏على غزة. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 12-1-2024: من يريد مساعدة "إسرائيل" على الخروج من ورطتها عليه الضغط على العدو لوقف عدوانه قبل الضغط على لبنان أو الحديث عن أي شيء آخر. الشيخ دعموش في اسبوع الشهيدين عبدالله الاسمر وعباس رمال 10-1-2024: إذا فرض العدو الحرب علينا فسنُريه من قدراتنا وبأسنا ما يجعله يندم على جرائمه وعدوانه. الشيخ دعموش في أسبوع الشهيد عبد الجليل حمزة في بلدة الخضر 07-01-2024: عمليّة ميرون نوعيّة واستراتيجيّة هزّت الكيان الصهيوني. الشيخ دعموش في اسبوع الشهيد حسين علي غزالة في بلدة عدلون 06-01-2024: المقاومة لن تقبل بفرض قواعد جديدة تمكّن العدو من التمادي في جرائمه. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 05-01-2024: كلّ جرائم العدو لن تُثني المقاومة عن القيام ‏بواجبها. الشيخ دعموش في الذكرى الرابعة للشهيد سليماني في مجمع السيدة زينب: العدوان على غزة زادنا قناعة وتمسكًا بخيار ‏المقاومة. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 29-12-2023: المقاومة في لبنان أوقعت العدو في حرب استنزاف يومية حقيقية. الشيخ دعموش في ملتقى شهيد القدس الثاني الشبابي 28-12-2023: المقاومة في غزة ولبنان مصممة على مواصلة المعركة مهما بلغت التضحيات. الشيخ دعموش في الاحتفال التكريمي للشهيد احمد الحاج علي 23_12_2023: الواقع في جنوب لبنان تحدده المقاومة وليس العدو. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 22-12-2023: ‏المقاومة لن تتردد في الرد الحاسم على أي اعتداءات جديدة. الشيخ دعموش في الحفل التكريمي للشهيد حمد يوسف في عين بعال 18_12_2023: الهمجية الإسرائيلية الأميركية لا تردعها إلاّ القوة ومعادلات المقاومة الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 15-12-2023: العدوان على غزة محكوم بالفشل الشيخ ‏دعموش في الاحتفال التكريمي للشهيد علي حسن الاتات: إذا فكّر العدو مجددًا بالاعتداء على بلدنا سنصنع انتصارًا جديدًا لوطننا وأمتنا الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 8-12-2023: المقاومة أدخلت العدو في حرب استنزاف حقيقية وهو أعجز من أن يفرض إرادته على لبنان الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 1-12-2023: المقاومة في غزة والمنطقة لن تدع ‏الإسرائيلي يحقّق أهدافه. الشيخ دعموش في اسبوع الشهيد احمد مصطفى من حولا: المقاومة لن تتردد في الرد الحاسم على أي استهداف أو اعتداء على لبنان الشيخ دعموش في حفل العباءة الزينبية من الدوير: إذا استأنف العدو عدوانه فستريه المقاومة من بأسها ما لم يرَه من قبل. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 24-11-2023: العدو الصهيوني لم يقبل بالهدنة إلا بعدما فشل في كسر المقاومة وفي كسر إرادة أهل غزة. الشيخ دعموش في الاعتصام التضامني الكبير مع غزة في الضاحية الجنوبية: إذا استمر العدوان على غزة فلا يمكن ضمان عدم توسع الحرب وتصبح كل الاحتمالات مطروحة. الشيخ علي دعموش في خطبة الجمعة 17-11-2023: سنواصل دعمنا ونصرتنا لغزة وسنستمر في استنزاف العدو على الحدود الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 10-11-2023: التوغل البري في غزة لن يحقق للعدو أهدافه ولن يوصله إلى نتيجة. الشيخ دعموش في اسبوع الشهيد علي ابراهيم رميتي في مجمع الامام علي الشياح: المقاومة لن تتسامح مع استهداف المدنيين وستردّ بشكل حاسم الشيخ دعموش في اسبوع الشهيد حسين وليد ذيب في شقرا: نقوم بما تُمليه علينا طبيعة المواجهة مع العدو. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 03-11-2023 : التفويض الغربي للعدو بالحرب المدمرة على غزة سيبقى وصمة عار في تاريخ أميركا والغرب والدول المطبعة . الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 27-10-2023: لن نترك واجبنا في نصرة غزة. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 20-10-2023: الكيان الصهيوني الغاصب زائل حتمًا. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 13-10-2023: الثبات والصمود في المواجهة الدائرة في غزة كفيل بأفشال أهداف العدو وحلفائه. الشيخ دعموش من بر الياس: السكوت عما يجري في غزة خيانة كبرى ولن نتردد في فعل كل ما نستطيعه من أجل نصرة الشعب الفلسطيني. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 1-9-2023: لولا المقاومة لكان لبنان اليوم مازال تحت الاحتلال. الشيخ دعموش: الإمام موسى الصدر كان صاحب رؤية جهادية وسياسية واضحة، كان يدعو الدولة إلى تسليح الجنوبيين من أجل الدفاع عن أرضهم لأنه كان يدرك حجم الأطماع الإسرائيلية في لبنان. الشيخ دعموش: تعلمنا من الإمام السيد موسى الصدر المقاومة وأن أرضنا المحتلة لا يمكن استعادتها الا بالجهاد والقتال والشهادة والتضحيات. الشيخ دعموش: الإمام الصدر كان من أشد الحريصين على سيادة لبنان واستقراره الداخلي وسلمه الأهلي وعيشه المشترك والإيمان به وطنًا نهائيًا لجميع أبنائه. الشيخ دعموش: نحنعلى درب هذا الإمام الكبير والعزيز سنواصل طريق المقاومة لنحمي بلدنا وخيراتنا وثرواتنا، ولن نتخلى عن فلسطين والقدس. الشيخ دعموش: لن نألو جهدًا على المستوى الداخلي للتخفيف من معاناة أهلنا والحفاظ على الاستقرار والسعي لبناء دولة قوية وعادلة، دولة خالية من الفساد والسرقات الشيخ دعموش: هناك فريق سياسي يدعو جهارًا نهارًا إلى المواجهة والفتنة ويُريد رئيسًا يجمع حوله ما يُسمى بالمعارضة من أجل مواجهة حزب الله ليحقق من حيث يدري أو لا يدري أهداف العدو الإسرائيلي في لبنان. الشيخ دعموش: هذا المنطق يكشف عن عقل يريد تخريب البلد والقضاء على كل أمل بالوصول إلى حل للأزمات السياسية والاقتصادية التي يعاني منها البلد. الشيخ دعموش: لن نقبل بوصول رئيس للجمهورية يُحقّق أهداف أعداء لبنان ويكون منصة للفتنة والحرب الأهلية كما يريد فريق التحدي والمواجهة الشيخ دعموش: ما نريده انتخاب رئيس لكل اللبنانين يحفظ وحدتهم وسلمهم الأهلي ويعمل على إنقاذ البلد وإخراجه من أزماته. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 25-8-2023: الحصار الأميركي على لبنان فشل. الشيخ دعموش: سياسة العقوبات والحصار والتجويع هي سياسة قديمة جديدة، يستخدمها المستكبرون لإخضاع الشعوب وبهدف السيطرة والهيمنة. الشيخ دعموش: هذه السياسة تستخدمها أميركا اليوم ضد الشعوب والدول الرافضة للخضوع من أجل فرض شروطها وإملاءاتها. الشيخ دعموش: استمرار الوجود الأميركي وتعزيزه، في شمال شرقي سوريا، هو لحماية "داعش" وتشديد الحصار على سوريا. الشيخ دعموش: إننا على ثقة بأنّ الشعب السوري والقيادة السورية سيتجاوزون هذه المرحلة من دون خضوع واستسلام. الشيخ دعموش: لن تثنينا الحملات الإعلامية الخبيثة عن التمسك بسلاح المقاومة والعمل بما تمليه علينا المصلحة الوطنية. الشيخ دعموش: حزب الله أولويته الأولى إنقاذ البلد وانتخاب رئيس للجمهوريّة وإعادة انتظام مؤسسات الدولة، لتقوم بدورها في خدمة الناس ومعالجة أزماتهم. الشيخ دعموش: حزب الله يعمل بكلّ أمل على إيجاد المخارج والحلول للازمات، انطلاقًا من حرصه على وحدة لبنان واستقراره الداخلي وسلمه الأهلي

هل تصدق أن الرسول (ص) كان يخيط ثوبه ويخصف نعله ؟!!(81)

تواضعه (ص) - (81)

الرسول أعظم الناس خلقاالتواضعُ خُلُقٌ إسلامي رفيع، وبقدْر ما هو عبادةٌ إسلامية فهو يعبر عن إحدى صيغ التعامل الفاضلة بين الناس لتوحيد القلوب وجمعِ الصفوف وإشاعةِ الود والوفاق والمحبة بين أبناء الأمة، وإشعارِهِم بالكرامة، وإلغاءِ أيِّ تعالٍ او تكبرٍ من واقعهم لأي سبب كان.

 

وقد كان رسول الله (ص) بقدْر ما يحُثُّ على التزام فضيلة التواضع في التعامل والعلاقات الاجتماعية، كان المتواضعَ الأولَ في المسلمين، بل النموذجَ المثاليَ الرائعَ في التواضع وحسن التعامل مع الآخرين.

فعن الإمام الصادق (ع) قال: كان رسول الله (ص) إذا دخل منزلاً قعد في أدنى المجلس حين يقعد. وعن ابن عباس قال: كان رسول الله (ص) يجلس على الأرض ويأكل على الأرض ويعتقل الشاة، ويُجيبُ دعوة المملوك على خبز الشعير.

وعن الإمام الصادق (ع) قال: ما أكل رسولُ الله(ص) متكئاً منذ أن بعثه الله عز وجل حتى قبض، وكان يأكل إكلَةَ العبد، ويجلس جِلْسَةَ العبد، قلتُ: ولِمَ ذاك؟ قال: تواضعاً لله عز وجل. وسُئلتْ عائشة: ما كان يصنع النبي (ص) إذا خلا؟ فقالت: يخيط ثوبه ويخصف نعله". أي يصلحُهُ بيده.

ومع عظمته وعلو مقامه ومع احتلاله مركزَ قيادة الأمة فإنه (ص) كان يبدو فرداً عادياً من الناس، لم يحط نفسه بهالة خاصة ولا بزخرفة المُلك ولا بألقاب خاصة كما يفعل الزعماء والسلاطين، فقد كان يجلس بين أصحابه كواحد منهم فيأتي الغريبُ فلا يدري أيُّهُم رسولُ الله (ص) حتى يسأل عنه، وكان قريباً من قلوب الناس، سهلاً هيناً يلتقي بأبعد الناس وأقربهم: أصحابِهِ وأعدائِهِ وأهلِ بيته والسفراءِ والوفود بلا تصنع ولا تكلّف، فكلُ شيء كان يصدر منه كان طبيعياً على سجيته.

فعن الإمام الحسن (ع) في حديث له عن أخلاق رسول الله (ص) يقول: لا والله ما كان يُغْلِقُ دونَه الأبواب، ولا يقومُ دونَه الحُجَّابْ، ولا يُغْدَى عليه بالجِفَان، ولا يُراحُ عليه بها. ولكنه كان بارزاً، من أراد أن يَلقىَ نبيَ الله لقيه. وعن ابنِ أبي أوفىَ قال: كان رسول الله (ص) لا يأنف ولا يستكبر أن يمشي مع الأرملة والمسكين فيقضيَ له حاجتَه.

النب محمد أعظم خلق الله خلقه من نوره وأاشتق له اسمه من اسمهوعن ابن مسعود قال: أتى النبيَ (ص) رجلٌ يكلمُهُ فارتعد، فقال (ص): هَوِّنْ عليك، فلستُ بملك، إنما أنا ابنُ امرأةٍ كانت تأكلُ القَدَّ! . ومن تواضعه (ص) أنه كان يسلِّم على الجميع على الكبير والصغير وعلى الحر والعبد والخادم وكان ينصرف إلى محدثه بكله مصغياً إلى حديثه سواءٌ كان محدثُهُ صغيراً أو كبيراً امرأةً أو رجلاً. وكان آخرَ من يسحبُ يدُه إذا صافح أحداً. فعن أنس بن مالك قال: إن رسول الله (ص) مر على صبيان فسلَّم عليهم.

وعن أسماء بنت يزيد قالت: إن النبي (ص) مرَّ بنسوة فسلَّم عليهن. وعن الإمام الصادق (ع) قال: مرّت امرأة بدوية برسول الله (ص) وهو يأكل، وهو جالس على الحضيض، فقالت: يا محمد إنك لتأكل أكل العبد وتجلس جلوسه؟!..فقال لها رسول الله (ص): ويحك! أيُّ عبد أعبدُ مني؟ قالتْ: فناولني لقمة من طعامك، فناولها، فقالت: لا والله إلا التي في فمك، فأخرج رسولُ الله (ص) اللقمة من فمه فناولَهَا إياها فأكلتْهَا، قال الإمام الصادق (ع): فما أصابها داءٌ حتى فارقتِ الدنيا.

ومن تواضعه أيضاً: أنه كان إذا دخل مجلساً جلس حيث ينتهي به المجلس، ولم يكن يأنف من عمل يعملُهُ لقضاء حاجته أو حاجة صاحبٍ أو جارٍ أو مسكين، وكان يذهب إلى السوق ويحمل أغراضه بنفسه ويقول: صاحبُ الشيء أحقُّ بشيئه أن يحمله.

ولم يكن النبي (ص) يستكبر عن القيام بأي عمل يقوم به أصحابُهُ وجندُهُ، فقد ساهم في بناء المسجد في المدينة فكان ينقل الحجارة مع أصحابه، وعندما رآه أُسيدُ بنُ خُضير يحمل حجراً على بطنه قال: يا رسول الله أعطني أحملْهُ عنك، فأبى ذلك وقال له: إذهب واحمل غيرَه.

وفي أيام حفر الخندق في غزوة الأحزاب، كان الرسول الأعظم (ص) يضرب أروع الأمثلة بمشاركة المسلمين همومَهم وأعمالَهم، من دون أيِّ تميُّزٍ عليهم، كان معهم كواحد منهم، يعمل كأي واحد منهم في حفر الخندق رغم مكانته السامية وعلو مقامه، فهو رئيسُ الدولة، وخَاتَمُ النبيين والمرسلين وأعظمُ مخلوق في هذا الوجود، إلا أن ذلك لم يمنعه من المشاركة بنفسه مع سائر المسلمين في حفر الخندق. فقد روى العلامة المجلسي رضوان الله عليه في كتاب البحار، عن البَرَاء بنِ عازب قال: كان رسول الله (ص) ينقل معنا الترابَ يومَ الأحزاب وقد وارى الترابُ بياضَ بطنه.

السلام عليك يا اشرف خلق الله يا رسول اللهومن أروع ما ضربه مثلاً في التواضع والتعاون مع أصحابه أنه (ص) كان في سفر مع أصحابه، فأمر بذبح شاة للطعام. فقال رجل: يا رسول الله عليَّ ذبحُها، وقال آخر: عليَّ سلخُها، وقال ثالثٌ: عليَّ طبخُها، فقال رسول الله (ص): وعليَّ جمعُ الحطب. فقالوا: يا رسول الله نحن نكفيك ذلك، أي نقوم به عنك، فقال (ص): قد علمتُ أنكم تكفونني ولكنْ أكرهُ أن أتميّزَ عليكم، فإن الله يكره من عبده أن يراه متميّزاً بين أصحابه، وقام فجمع الحطب.

وكان (ص) متواضعاً في ملبسه ومأكله ومشربه ومسكنه. وتواضُعُهُ الكبيرُ هذا لم يُنقصْ من هيبته ولا من محبته لدى الناس أبداً، بل كان تواضُعُهُ يزيد من محبة الناس له  وتعلقِهِم به ويرفعُ من مقامه ومنزلتهِ عندهم فكان إذا تكلم أطرق جلساؤه كأنما على رؤوسهم الطير، وإذا سكت تكلموا، ولا يتنازعون عنده الحديث.

ومن شدة حبهم له وعلاقتِهِم به كانوا يتبركون بالماء الفاضلِ من وضوءه. يَروي الإمامُ الرضا (ع) عن آبائه عن جابر بن عبد الله الأنصاري يقول: رأيت بلالاَ الحبشيَّ وقد خرج من عند رسول الله (ص) ومعه فضلُ وضوء النبي (ص) فابتدره الناسُ أي هجموا عليه فمن أصاب منه شيئاً مسح به وجهه ومن لم يصب منه شيئاً أخذ من يدي صاحبه فمسح به وجهه.

وهكذا كانت علاقة رسول الله (ص) بأمتهِ وأصحابه وبالناس: علاقةَ حبٍ ومودةٍ وتعاونٍ وتواضعٍ كبيرٍ قلما عُرفَ بين الزعماء والقادة.

الشيخ علي دعموش