الأحد, 05 05 2024

آخر تحديث: الجمعة, 03 أيار 2024 10pm

المقالات
خطبة الجمعة 3-5-2024 قيمة العمل لدى الامام الصادق(ع)

خطبة الجمعة 3-5-2024 قيمة العمل لدى الامام الصادق(ع)

الشيخ دعموش: التمادي في العدوان على لبنان لن يُعوّض عجز الاحتلال عن تحقيق...

خطبة الجمعة 26-04-2024 النفس محور الخطر

خطبة الجمعة 26-04-2024 النفس محور الخطر

الشيخ دعموش: التمادي في العدوان على لبنان ليس بلا ثمن شدد نائب رئيس المجلس التنفيذي...

خطبة الجمعة 19-4-2024: الادارة في المجال الدفاعي والعسكري

خطبة الجمعة 19-4-2024: الادارة في المجال الدفاعي والعسكري

الشيخ دعموش: الردُّ الإيراني هشّم صورة الكيان رأى نائب رئيس المجلس التنفيذي في...

خطبة الجمعة 12-4-2024: الورع

خطبة الجمعة 12-4-2024: الورع

الشيخ دعموش: مقابل العدوان هناك رد ‏وعقاب.. والإصرار على إطالة أمد الحرب لن يغير...

كلمة في الحفل التكريمي للشهيد علي عبد علي في الشياح 9-4-2024

كلمة في الحفل التكريمي للشهيد علي عبد علي في الشياح 9-4-2024

الشيخ دعموش: المقاومة لا تتراجع عن معادلة الرد المباشر والسريع مهما كانت التضحيات...

اللقاء العلمائي السنوي حول القدس في صيدا 6-4-2024

اللقاء العلمائي السنوي حول القدس في صيدا 6-4-2024

الشيخ دعموش من صيدا: لن نقبل أن يتوسع العدو في عدوانه من دون أن يدفع...

خطبة الجمعة 5-4-2024 مكانة المسجد الاقصى لدى المسلمين

خطبة الجمعة 5-4-2024 مكانة المسجد الاقصى لدى المسلمين

الشيخ دعموش: الحديث عن ضغوط أميركية جديدة على "إسرائيل" يبقى في دائرة...

  • خطبة الجمعة 3-5-2024 قيمة العمل لدى الامام الصادق(ع)

    خطبة الجمعة 3-5-2024 قيمة العمل لدى الامام الصادق(ع)

  • خطبة الجمعة 26-04-2024 النفس محور الخطر

    خطبة الجمعة 26-04-2024 النفس محور الخطر

  • خطبة الجمعة 19-4-2024: الادارة في المجال الدفاعي والعسكري

    خطبة الجمعة 19-4-2024: الادارة في المجال الدفاعي والعسكري

  • خطبة الجمعة 12-4-2024: الورع

    خطبة الجمعة 12-4-2024: الورع

  • كلمة في الحفل التكريمي للشهيد علي عبد علي في الشياح 9-4-2024

    كلمة في الحفل التكريمي للشهيد علي عبد علي في الشياح 9-4-2024

  • اللقاء العلمائي السنوي حول القدس في صيدا 6-4-2024

    اللقاء العلمائي السنوي حول القدس في صيدا 6-4-2024

  • خطبة الجمعة 5-4-2024 مكانة المسجد الاقصى لدى المسلمين

    خطبة الجمعة 5-4-2024 مكانة المسجد الاقصى لدى المسلمين

 
NEWS-BAR
الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 3-5-2024: التمادي في العدوان على لبنان لن يُعوّض عجز الاحتلال عن تحقيق أهدافه. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 26-04-2024: التمادي في العدوان على لبنان ليس بلا ثمن الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 19-4-2024: الردُّ الإيراني هشّم صورة الكيان الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 12-4-2024: مقابل العدوان هناك رد ‏وعقاب.. والإصرار على إطالة أمد الحرب لن يغير شيئاَ. الشيخ دعموش في الحفل التكريمي للشهيد علي عبد علي في الشياح 9-4-2024: المقاومة لا تتراجع عن معادلة الرد المباشر والسريع مهما كانت التضحيات والتداعيات. الشيخ دعموش من صيدا: لن نقبل أن يتوسع العدو في عدوانه من دون أن يدفع الثمن. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 5-4-2024: الحديث عن ضغوط أميركية جديدة على "إسرائيل" يبقى في دائرة الخداع والنفاق ما لم تُترجم هذه الضغوط المزعومة بوقف العدوان. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 29-3-2024: مهما تمادى العدو في مجازره لن تتراجع المقاومة عن مساندة غزة. الشيخ دعموش في الحفل التكريمي للشهيد علي محمد فقيه في انصارية 27-3-2024: نحن رجال الميدان وحاضرون للدفاع عن بلدنا وأهلنا إلى أقصى حد. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 22-3-2024: المقاومة لن ترضخ لشروط العدو الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 15-3-2024 المقاومة ما تزال تُمسك بالميدان وتُقاتل بقوة. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 8-3-2024: لسنا معنيين بإعطاء ضمانات للعدو الصهيوني. الشيخ دعموش في رعاية حملة الخير-ثقافة للامداد في بيروت 6-3-2024: المقاومة ستواصل حضورها في الميدان ولا يمكن أن يردعها شيء. الشيخ دعموش في الحفل التكريمي للشهيد فاروق حرب في الحلوسية 5-3-2024: قرار المقاومة هو الردّ بحزم على كل اعتداء أو استهداف. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 1-3-2024: لن تخرج المقاومة من المعركة إلّا بنصر ‏جديد. الشيخ دعموش في رعاية حفل تخريج دورة كوادر نقابية في بعلبك 25-2-2024: المقاومة على أتم الاستعداد والجهوزية للدفاع عن لبنان الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 23-02-2024: العدوانية الاسرائيلية في غزة ولبنان لا يردعها ولا يسقط اهدافها شيء سوى المقاومة والحضور في الميدان ومواجهة القتل بالقتل والتدمير بالتدمير والتصعيد بالتصعيد. الشيخ ‏دعموش في خطبة الجمعة 16-02-2024: العدو الصهيوني مأزوم في لبنان والمقاومة مصممة على ‏مقابلة التصعيد بالتصعيد. الشيخ دعموش في الاحتفال السنوي لجمعية البر والتقوى 9-2-2024: وقف العدوان على غزة هو الخيار الوحيد لوقف ‏جبهة لبنان. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 09-02-2024: العدو وصل إلى طريق ‏مسدود واستمرار العدوان لن يؤدي إلا ‏إلى المزيد من الفشل. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 2-1-2024: المقاومة وجهت للعدو رسائل نارية وأفهمته أنّه لا يمكن أن يتمادى في عدوانه على لبنان من دون أن يلقى الرد الحاسم الشيخ دعموش في اسبوع الحاج حسين مرجي: توسيع العدوان على لبنان لن يكون نزهة. الشيخ ‏دعموش في خطبة الجمعة 26-1-2024: التهويل والتهديد للبنان لن يقدم أو يُؤخّر شيئًا ولن يُثني المقاومة عن دعم غزّة. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 19-1-2024: التهديدات والرسائل التي ‏يحملها الموفدون إلى لبنان لن تقفل جبهة الجنوب طالما استمر العدوان ‏على غزة. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 12-1-2024: من يريد مساعدة "إسرائيل" على الخروج من ورطتها عليه الضغط على العدو لوقف عدوانه قبل الضغط على لبنان أو الحديث عن أي شيء آخر. الشيخ دعموش في اسبوع الشهيدين عبدالله الاسمر وعباس رمال 10-1-2024: إذا فرض العدو الحرب علينا فسنُريه من قدراتنا وبأسنا ما يجعله يندم على جرائمه وعدوانه. الشيخ دعموش في أسبوع الشهيد عبد الجليل حمزة في بلدة الخضر 07-01-2024: عمليّة ميرون نوعيّة واستراتيجيّة هزّت الكيان الصهيوني. الشيخ دعموش في اسبوع الشهيد حسين علي غزالة في بلدة عدلون 06-01-2024: المقاومة لن تقبل بفرض قواعد جديدة تمكّن العدو من التمادي في جرائمه. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 05-01-2024: كلّ جرائم العدو لن تُثني المقاومة عن القيام ‏بواجبها. الشيخ دعموش في الذكرى الرابعة للشهيد سليماني في مجمع السيدة زينب: العدوان على غزة زادنا قناعة وتمسكًا بخيار ‏المقاومة. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 29-12-2023: المقاومة في لبنان أوقعت العدو في حرب استنزاف يومية حقيقية. الشيخ دعموش في ملتقى شهيد القدس الثاني الشبابي 28-12-2023: المقاومة في غزة ولبنان مصممة على مواصلة المعركة مهما بلغت التضحيات. الشيخ دعموش في الاحتفال التكريمي للشهيد احمد الحاج علي 23_12_2023: الواقع في جنوب لبنان تحدده المقاومة وليس العدو. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 22-12-2023: ‏المقاومة لن تتردد في الرد الحاسم على أي اعتداءات جديدة. الشيخ دعموش في الحفل التكريمي للشهيد حمد يوسف في عين بعال 18_12_2023: الهمجية الإسرائيلية الأميركية لا تردعها إلاّ القوة ومعادلات المقاومة الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 15-12-2023: العدوان على غزة محكوم بالفشل الشيخ ‏دعموش في الاحتفال التكريمي للشهيد علي حسن الاتات: إذا فكّر العدو مجددًا بالاعتداء على بلدنا سنصنع انتصارًا جديدًا لوطننا وأمتنا الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 8-12-2023: المقاومة أدخلت العدو في حرب استنزاف حقيقية وهو أعجز من أن يفرض إرادته على لبنان الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 1-12-2023: المقاومة في غزة والمنطقة لن تدع ‏الإسرائيلي يحقّق أهدافه. الشيخ دعموش في اسبوع الشهيد احمد مصطفى من حولا: المقاومة لن تتردد في الرد الحاسم على أي استهداف أو اعتداء على لبنان الشيخ دعموش في حفل العباءة الزينبية من الدوير: إذا استأنف العدو عدوانه فستريه المقاومة من بأسها ما لم يرَه من قبل. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 24-11-2023: العدو الصهيوني لم يقبل بالهدنة إلا بعدما فشل في كسر المقاومة وفي كسر إرادة أهل غزة. الشيخ دعموش في الاعتصام التضامني الكبير مع غزة في الضاحية الجنوبية: إذا استمر العدوان على غزة فلا يمكن ضمان عدم توسع الحرب وتصبح كل الاحتمالات مطروحة. الشيخ علي دعموش في خطبة الجمعة 17-11-2023: سنواصل دعمنا ونصرتنا لغزة وسنستمر في استنزاف العدو على الحدود الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 10-11-2023: التوغل البري في غزة لن يحقق للعدو أهدافه ولن يوصله إلى نتيجة. الشيخ دعموش في اسبوع الشهيد علي ابراهيم رميتي في مجمع الامام علي الشياح: المقاومة لن تتسامح مع استهداف المدنيين وستردّ بشكل حاسم الشيخ دعموش في اسبوع الشهيد حسين وليد ذيب في شقرا: نقوم بما تُمليه علينا طبيعة المواجهة مع العدو. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 03-11-2023 : التفويض الغربي للعدو بالحرب المدمرة على غزة سيبقى وصمة عار في تاريخ أميركا والغرب والدول المطبعة . الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 27-10-2023: لن نترك واجبنا في نصرة غزة. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 20-10-2023: الكيان الصهيوني الغاصب زائل حتمًا. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 13-10-2023: الثبات والصمود في المواجهة الدائرة في غزة كفيل بأفشال أهداف العدو وحلفائه. الشيخ دعموش من بر الياس: السكوت عما يجري في غزة خيانة كبرى ولن نتردد في فعل كل ما نستطيعه من أجل نصرة الشعب الفلسطيني. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 1-9-2023: لولا المقاومة لكان لبنان اليوم مازال تحت الاحتلال. الشيخ دعموش: الإمام موسى الصدر كان صاحب رؤية جهادية وسياسية واضحة، كان يدعو الدولة إلى تسليح الجنوبيين من أجل الدفاع عن أرضهم لأنه كان يدرك حجم الأطماع الإسرائيلية في لبنان. الشيخ دعموش: تعلمنا من الإمام السيد موسى الصدر المقاومة وأن أرضنا المحتلة لا يمكن استعادتها الا بالجهاد والقتال والشهادة والتضحيات. الشيخ دعموش: الإمام الصدر كان من أشد الحريصين على سيادة لبنان واستقراره الداخلي وسلمه الأهلي وعيشه المشترك والإيمان به وطنًا نهائيًا لجميع أبنائه. الشيخ دعموش: نحنعلى درب هذا الإمام الكبير والعزيز سنواصل طريق المقاومة لنحمي بلدنا وخيراتنا وثرواتنا، ولن نتخلى عن فلسطين والقدس. الشيخ دعموش: لن نألو جهدًا على المستوى الداخلي للتخفيف من معاناة أهلنا والحفاظ على الاستقرار والسعي لبناء دولة قوية وعادلة، دولة خالية من الفساد والسرقات الشيخ دعموش: هناك فريق سياسي يدعو جهارًا نهارًا إلى المواجهة والفتنة ويُريد رئيسًا يجمع حوله ما يُسمى بالمعارضة من أجل مواجهة حزب الله ليحقق من حيث يدري أو لا يدري أهداف العدو الإسرائيلي في لبنان. الشيخ دعموش: هذا المنطق يكشف عن عقل يريد تخريب البلد والقضاء على كل أمل بالوصول إلى حل للأزمات السياسية والاقتصادية التي يعاني منها البلد. الشيخ دعموش: لن نقبل بوصول رئيس للجمهورية يُحقّق أهداف أعداء لبنان ويكون منصة للفتنة والحرب الأهلية كما يريد فريق التحدي والمواجهة الشيخ دعموش: ما نريده انتخاب رئيس لكل اللبنانين يحفظ وحدتهم وسلمهم الأهلي ويعمل على إنقاذ البلد وإخراجه من أزماته. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 25-8-2023: الحصار الأميركي على لبنان فشل. الشيخ دعموش: سياسة العقوبات والحصار والتجويع هي سياسة قديمة جديدة، يستخدمها المستكبرون لإخضاع الشعوب وبهدف السيطرة والهيمنة. الشيخ دعموش: هذه السياسة تستخدمها أميركا اليوم ضد الشعوب والدول الرافضة للخضوع من أجل فرض شروطها وإملاءاتها. الشيخ دعموش: استمرار الوجود الأميركي وتعزيزه، في شمال شرقي سوريا، هو لحماية "داعش" وتشديد الحصار على سوريا. الشيخ دعموش: إننا على ثقة بأنّ الشعب السوري والقيادة السورية سيتجاوزون هذه المرحلة من دون خضوع واستسلام. الشيخ دعموش: لن تثنينا الحملات الإعلامية الخبيثة عن التمسك بسلاح المقاومة والعمل بما تمليه علينا المصلحة الوطنية. الشيخ دعموش: حزب الله أولويته الأولى إنقاذ البلد وانتخاب رئيس للجمهوريّة وإعادة انتظام مؤسسات الدولة، لتقوم بدورها في خدمة الناس ومعالجة أزماتهم. الشيخ دعموش: حزب الله يعمل بكلّ أمل على إيجاد المخارج والحلول للازمات، انطلاقًا من حرصه على وحدة لبنان واستقراره الداخلي وسلمه الأهلي

قريش تحكّم النبي (ص) في خلافاتها ويرفع حجر الكعبة(11)

النبي (ص) وإعادة بناء الكعبة المشرفة (11) :

النبي محمد خير الأنام وخير البشرقلنا في المقال السابق إن النبي محمد (ص) كان قد أصبح في مطلع شبابه مرموقاً في مجتمعه نظراً لما كان يتمتع به من مكانة اجتماعية واخلاقية. ولما كان يمتلكه من شخصية واعية وحكيمة، وبعيدة النظر ومخلصة، بحيث وجد فيه المكيون سيداً من سادة العرب الموهوبين وأصبحوا يرجعون إليه في قضاياهم الهامة ويحكّمونه في حل نزاعاتهم وخصوماتهم.

 


ولقد برز ذلك بشكل واضح في مشاركته البارزة بشكل فاعل ومؤثر في قضية تجديد بناء الكعبة المشرفة، والذي حدث قبل البعثة النبوية بنحو خمس سنين على أشهر الروايات. فقد شارك النبي (ص) في بنائها، وكان له الدور الكبير في تسوية الخلاف الذي وقع بين أهل مكة في بعض مراحل البناء وكاد أن يؤدي إلى مجزرة بينهم لولا أن النبي (ص) استطاع بوعيه وحكمته واخلاصه أن يعالج الموقف بما يرضي جميع الأطراف. ولكن قبل أن نستعرض تفاصيل هذا الحدث لا بد من الاشارة بشكل موجز إلى تاريخ الكعبة والمراحل التي مرت بها حتى وصول ذلك اليوم حيث قرر أهل مكة ومعهم محمد بن عبدالله بنائها من جديد.

تاريخ الكعبة المشرّفة 
من المعلوم أن الكعبة تقع في مكة المكرمة إحدى مدن الحجاز في شبه الجزيرة العربية وأن أول من بناها هو النبي إبراهيم (عليه السلام) بأمر من الله عز وجل لتكون مكانا للتوحيد والعبادة، وذلك بعدما هاجر إبراهيم بزوجته هاجر وولده اسماعيل إلى أرض مكة. كما أن من المعلوم أن بناء الكعبة المشرفة تضمن حجراً أسود قيل إن النبي إبراهيم(ع) أنزله من جبل أبي قبيس في مكة ووصعه في ذلك المكان. وقيل إنه نزل به الملاك جبرائيل (ع) من الجنة. ومهما يكن فقد ظلت الكعبة معبداً للعرب على مرور السنين الطويلة يحجون إليها ويتعاهدونها بالبناء والترميم كلما دعت الحاجة إلى ذلك. وقد قيل إنها تهدمت بعد أن مرّ عليها القرون الطويلة فأعاد العملاقة بنائها ثم تهدمت بعد ذلك قبنتها "جرهم"  وأصبحت بعد ذلك في ولايتهم وإشرافهم.


صورة قديمة جدا للكعبة المشرفةويقول بعض المؤرخين إن "جرهم" بغت واستحلت المحارم فأبادها الله عز وجل. وانتقلت الكعبة بعد ذلك إلى عهدة قبيلة "خزاعة" ثم من بعدهم إلى قبيلة "قريش". وفي أثناء ولاية قبيلة قريش عليها وقبل النبوة، بخمس سنوات أو أكثر، تمّ هدمها وتجديد بنائها. ويذكر اليعقوبي المؤرخ المعروف روايتين في سبب هدم الكعبة الشريفة وتجديد بنائها في الجاهلية. الرواية الأولى يقول فيها إن الكعبة تصدعت من آثار السيول التي أصابتها. والرواية الثانية أن امرأة كانت تبخّرها فتطايرت شرارة منها إلى ثوب الكعبة فاحترق بابها والأخشاب التي كانت فيها.

قريش تجتمع على بناء الكعبة 
وأمام هذا الواقع اجتمعت قريش وقررت هدم الكعبة وإعادة مبلغ من الطريق الطيب الحلال لا من أموالهم التي أخذوها غصباً أو ربا أو التي اكتسبوها من الطرق الحرام. ويقول المؤرخون إن قريشاً وزعت الهدم والبناء على القبائل. فكان لكل قبيلة جهة معينة من الكعبة مسوؤلة عن هدمها ثمّ إعادة بنائها. وكان الوليد بن المغيرة هو أول من بادر إلى هدمها بعد أن تهيّب غيره من هذا الأمر.

وهكذا بدأت كل قبيلة تجمع الحجارة وتبني الجهة المعينة لها حسب الخطة. ويقال إن النبي (ص) شارك في جمع الحجارة. إلا إنه لمّا تكامل البناء ووصلوا إلى موضع الحجر الأسود اختلفوا في من يرفع الحجر الأسود ليضعه في مكانه المخصص له. وأرادت كل قبيلة أن يكون لها هذا الشرف، لأنهم كانوا يرون أن من يضع الحجر الأسود في مكانه يكون له السيادة والزعامة. وكاد هذا الاختلاف يؤدي بهم إلى فتنة وحرب كبيرة حيث استعدوا للقتال وتركوا العمل في بناء الكعبة. وانضم كل حليف إلى حليفه حتى أن بعض القبائل تحالف على الموت دون ذلك. وغمسوا أيديهم في الدم حتى سموا "لعقة الدم". ولمّا وصل الأمر بهم إلى هذا الحد الخطير اقترح عليهم أبو أمية بن المغيرة والد أم سلمة، زوجة النبي (ص) فيما بعد، أن يحكّموا في هذا النزاع أول شخص يدخل عليهم. فكان محمد بن عبدالله أول الوافدين عليهم، فلما رأوه قادما إليهم استبشروا بقدومهم وقالوا :"لقد جاءكم الصادق الأمين، وبهذا الأمين راضين به حكماً".

الرسول يفّك نزاع القوم
الحجر الأسودويذكر بعض المؤرخين أنهم كانوا يتحاكمون عند النبي (ص) في الجاهلية بأنه كان لا يداري ولا يمالي. ولمّا وصل إليهم أخبروه بما اختلفوا فيه، فطلب منهم ليعالج الموقف أن يحضروا له ثوباً. فأتوا له بثوب كبير، فأخذ الحجر الأسود ووضعه فيه بيده، ثم التفت إلى شيوخهم وقال لهم :"لتأخذ كل قبيلة بطرف من الثوب ثم ارفعوه جميعاً". فاستحسنوا ذلك ورأوا فيه حلاً يحفظ حقوق الجميع ولا يحرز لأحد امتيازا على الأخرين. فأقبل من كل قبيلة شخص وأخذوا بأطراف الثوب ورفعوه بأجمعهم. ولمّا أصبح الحجر بمحاذاة الموضع المخصص له أخذه رسول الله (ص) بيده الكريمة ووضعه في مكانه. وبعد ذلك أتمّوا بناء الكعبة كما خططوا لذلك.


وهكذا استطاع النبي (ص) بحكمته واخلاصه إرضاء الجميع ولولاه لأدى نزاعهم إلى حرب مدمرة لا تنجلي إلا بعشرات القتلى والضحايا. إن ما نلاحظه وما نستنتجه من هذه القضية عدة أمور:


أولا : إن اشتراط قريش أن يكون بناء الكعبة من الأموال الطيبة والحلال التي لا ربا ولا غصب فيها ولا مظلمة لأحد إن دلّ على شيء فإنما يدل على شعور حقيقي بقبح هذه الأمور عندهم، حتى عند أولئك الذين كانت تحكمهم المفاهيم الجاهلية. بل إن ذلك يدل على أن الوجدان والعقل بمعزل عن الدين والإيمان يحكمان بقبح الربا والغصب والمال الحرام عن طريق الظلم والعدوان.
ثانيا : إن قصة بناء الكعبة تدل على أن أهل مكة كانوا يتعاونون فيما بينهم بالمنطق القبلي حتى في تعاونهم على بناء بيت الله عز وجل،والذي هو أقدس مقدساتهم، ورمز عزهم ومجدهم وكرامتهم، بل عليه تقوم حياتهم الاقتصادية وغيرها. وإن تحالف بعض القبائل وغمس أيديهم في الدم، حين اختلفوا من يرفع الحجر الأسود إلى مكانه، يعدّ الذروة في هذا المنطق القبلي الذي يأباه الوعي الإنساني ويرفضه العقل البشري السليم.


ثالثا : إن فرح قريش بدخول النبي (ص) ووصفهم له بأنه الصادق الأمين يكشف عن مكانة النبي (ص) الخاصة في نفوس الناس في مكة. وإن تحكيمه في هذا النزاع الخطير يكشف عن ثقتهم به وبرجاحة عقله ووعيه وإخلاصه ووفائه وحكمته.

الشيخ علي دعموش