الإثنين, 20 05 2024

آخر تحديث: الجمعة, 17 أيار 2024 1pm

المقالات
خطبة الجمعة 17-5-2024 الامام الرضا (ع) والنموذج الاخلاقي الرفيع

خطبة الجمعة 17-5-2024 الامام الرضا (ع) والنموذج الاخلاقي الرفيع

الشيخ دعموش: المقاومة في غزة لا زالت تملك الكثير من عناصر القوة. أكد نائب رئيس...

خطبة الجمعة 10-05-2024: المجتمع الشيعي في وصايا الامام الصادق(ع)

خطبة الجمعة 10-05-2024: المجتمع الشيعي في وصايا الامام الصادق(ع)

الشيخ دعموش: مهما حاول العدوّ تجاهل الحقائق لن يُخفي فشله وهزيمته. أكد نائب رئيس...

اطلاق مشروع مجمع ديني في الناصرية 4-5-2024

اطلاق مشروع مجمع ديني في الناصرية 4-5-2024

الشيخ دعموش من البقاع: الحراك الطالبي في ‏الجامعات الأميركية والغربية هو جزء من...

خطبة الجمعة 3-5-2024 قيمة العمل لدى الامام الصادق(ع)

خطبة الجمعة 3-5-2024 قيمة العمل لدى الامام الصادق(ع)

الشيخ دعموش: التمادي في العدوان على لبنان لن يُعوّض عجز الاحتلال عن تحقيق...

خطبة الجمعة 26-04-2024 النفس محور الخطر

خطبة الجمعة 26-04-2024 النفس محور الخطر

الشيخ دعموش: التمادي في العدوان على لبنان ليس بلا ثمن شدد نائب رئيس المجلس التنفيذي...

خطبة الجمعة 19-4-2024: الادارة في المجال الدفاعي والعسكري

خطبة الجمعة 19-4-2024: الادارة في المجال الدفاعي والعسكري

الشيخ دعموش: الردُّ الإيراني هشّم صورة الكيان رأى نائب رئيس المجلس التنفيذي في...

خطبة الجمعة 12-4-2024: الورع

خطبة الجمعة 12-4-2024: الورع

الشيخ دعموش: مقابل العدوان هناك رد ‏وعقاب.. والإصرار على إطالة أمد الحرب لن يغير...

  • خطبة الجمعة 17-5-2024 الامام الرضا (ع) والنموذج الاخلاقي الرفيع

    خطبة الجمعة 17-5-2024 الامام الرضا (ع) والنموذج الاخلاقي الرفيع

  • خطبة الجمعة 10-05-2024: المجتمع الشيعي في وصايا الامام الصادق(ع)

    خطبة الجمعة 10-05-2024: المجتمع الشيعي في وصايا الامام الصادق(ع)

  • اطلاق مشروع مجمع ديني في الناصرية 4-5-2024

    اطلاق مشروع مجمع ديني في الناصرية 4-5-2024

  • خطبة الجمعة 3-5-2024 قيمة العمل لدى الامام الصادق(ع)

    خطبة الجمعة 3-5-2024 قيمة العمل لدى الامام الصادق(ع)

  • خطبة الجمعة 26-04-2024 النفس محور الخطر

    خطبة الجمعة 26-04-2024 النفس محور الخطر

  • خطبة الجمعة 19-4-2024: الادارة في المجال الدفاعي والعسكري

    خطبة الجمعة 19-4-2024: الادارة في المجال الدفاعي والعسكري

  • خطبة الجمعة 12-4-2024: الورع

    خطبة الجمعة 12-4-2024: الورع

 
NEWS-BAR
الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 17-5-2024: المقاومة في غزة لا زالت تملك الكثير من عناصر القوة. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 10-05-2024: مهما حاول العدوّ تجاهل الحقائق لن يُخفي فشله وهزيمته. الشيخ دعموش من البقاع: الحراك الطالبي في ‏الجامعات الأميركية والغربية هو جزء من التحول في الرأي العام الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 3-5-2024: التمادي في العدوان على لبنان لن يُعوّض عجز الاحتلال عن تحقيق أهدافه. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 26-04-2024: التمادي في العدوان على لبنان ليس بلا ثمن الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 19-4-2024: الردُّ الإيراني هشّم صورة الكيان الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 12-4-2024: مقابل العدوان هناك رد ‏وعقاب.. والإصرار على إطالة أمد الحرب لن يغير شيئاَ. الشيخ دعموش في الحفل التكريمي للشهيد علي عبد علي في الشياح 9-4-2024: المقاومة لا تتراجع عن معادلة الرد المباشر والسريع مهما كانت التضحيات والتداعيات. الشيخ دعموش من صيدا: لن نقبل أن يتوسع العدو في عدوانه من دون أن يدفع الثمن. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 5-4-2024: الحديث عن ضغوط أميركية جديدة على "إسرائيل" يبقى في دائرة الخداع والنفاق ما لم تُترجم هذه الضغوط المزعومة بوقف العدوان. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 29-3-2024: مهما تمادى العدو في مجازره لن تتراجع المقاومة عن مساندة غزة. الشيخ دعموش في الحفل التكريمي للشهيد علي محمد فقيه في انصارية 27-3-2024: نحن رجال الميدان وحاضرون للدفاع عن بلدنا وأهلنا إلى أقصى حد. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 22-3-2024: المقاومة لن ترضخ لشروط العدو الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 15-3-2024 المقاومة ما تزال تُمسك بالميدان وتُقاتل بقوة. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 8-3-2024: لسنا معنيين بإعطاء ضمانات للعدو الصهيوني. الشيخ دعموش في رعاية حملة الخير-ثقافة للامداد في بيروت 6-3-2024: المقاومة ستواصل حضورها في الميدان ولا يمكن أن يردعها شيء. الشيخ دعموش في الحفل التكريمي للشهيد فاروق حرب في الحلوسية 5-3-2024: قرار المقاومة هو الردّ بحزم على كل اعتداء أو استهداف. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 1-3-2024: لن تخرج المقاومة من المعركة إلّا بنصر ‏جديد. الشيخ دعموش في رعاية حفل تخريج دورة كوادر نقابية في بعلبك 25-2-2024: المقاومة على أتم الاستعداد والجهوزية للدفاع عن لبنان الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 23-02-2024: العدوانية الاسرائيلية في غزة ولبنان لا يردعها ولا يسقط اهدافها شيء سوى المقاومة والحضور في الميدان ومواجهة القتل بالقتل والتدمير بالتدمير والتصعيد بالتصعيد. الشيخ ‏دعموش في خطبة الجمعة 16-02-2024: العدو الصهيوني مأزوم في لبنان والمقاومة مصممة على ‏مقابلة التصعيد بالتصعيد. الشيخ دعموش في الاحتفال السنوي لجمعية البر والتقوى 9-2-2024: وقف العدوان على غزة هو الخيار الوحيد لوقف ‏جبهة لبنان. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 09-02-2024: العدو وصل إلى طريق ‏مسدود واستمرار العدوان لن يؤدي إلا ‏إلى المزيد من الفشل. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 2-1-2024: المقاومة وجهت للعدو رسائل نارية وأفهمته أنّه لا يمكن أن يتمادى في عدوانه على لبنان من دون أن يلقى الرد الحاسم الشيخ دعموش في اسبوع الحاج حسين مرجي: توسيع العدوان على لبنان لن يكون نزهة. الشيخ ‏دعموش في خطبة الجمعة 26-1-2024: التهويل والتهديد للبنان لن يقدم أو يُؤخّر شيئًا ولن يُثني المقاومة عن دعم غزّة. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 19-1-2024: التهديدات والرسائل التي ‏يحملها الموفدون إلى لبنان لن تقفل جبهة الجنوب طالما استمر العدوان ‏على غزة. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 12-1-2024: من يريد مساعدة "إسرائيل" على الخروج من ورطتها عليه الضغط على العدو لوقف عدوانه قبل الضغط على لبنان أو الحديث عن أي شيء آخر. الشيخ دعموش في اسبوع الشهيدين عبدالله الاسمر وعباس رمال 10-1-2024: إذا فرض العدو الحرب علينا فسنُريه من قدراتنا وبأسنا ما يجعله يندم على جرائمه وعدوانه. الشيخ دعموش في أسبوع الشهيد عبد الجليل حمزة في بلدة الخضر 07-01-2024: عمليّة ميرون نوعيّة واستراتيجيّة هزّت الكيان الصهيوني. الشيخ دعموش في اسبوع الشهيد حسين علي غزالة في بلدة عدلون 06-01-2024: المقاومة لن تقبل بفرض قواعد جديدة تمكّن العدو من التمادي في جرائمه. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 05-01-2024: كلّ جرائم العدو لن تُثني المقاومة عن القيام ‏بواجبها.

صراط الله المستقيم

الصراط المستقيم في التعبير القرآني الذي ندعو الله أن يهدينا إليه في هذه الآية وفي غيرها من الآيات: هو دين الله وشريعته ومنهجه الحق، وهو الإسلام الذي يتمثل في اسلام القلب وتسليم القلب والعقل واللسان والحركة والممارسة والكيان كله لله عز وجل.

خلاصة الخطبة

شدد نائب رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله الشيخ علي دعموش في خطبة الجمعة على المطلوب في مواجهة الحرب الاقتصادية والحرب الاعلامية والنفسية وحملات التحريض، اولا: الثقة بحزب الله وقيادته وعدم التأثر بالاتهامات والشائعات والدعايات الكاذبة. 

وثانيا: الانتباه الى ان هدف الاعداء استغلال الازمة المعيشية والضغط النفسي الذي يعيشه الناس للنفاذ من خلال ذلك الى عقول الناس ومشاعرهم لتحريضهم على قياداتهم وخياراتهم، وذلك من الآن والى الانتخابات النيابية لعلهم في الانتخابات يستطيعون اسقاط الاكثرية النيابية الحالية والاتيان باكثرية من جماعتهم وادواتهم في لبنان من منظمات وجمعيات ngo,s  وغيرها المرتبطة بالسفارات مباشرة. وثالثا: الالتفات الى ان الازمات مهما كبرت واشتدت ستنفرج إن احسنا العمل وتماسكنا وتوكلنا على الله سبحانه واحسنا الظن بوعده بالنصر.

وقال: لقد علمتنا كل التجارب السابقة ان الضغوط والتحديات التي استهدفت المقاومة ومجتمعها فشلت وهذه الحرب الجديدة التي تأخذ ابعادا اقتصادية ومعيشية وتطال لقمة عيش الناس وحياتهم ستفشل انشالله لكن تحتاج الى المزيد من العمل والوعي والبصيرة والصبر والتحمل والتماسك وسعة الصدر. 

ورأى ان الولايات المتحدة الامريكية تستغل الازمة الاقتصادية والمالية والمعيشية في لبنان للامساك بلبنان واعادة السيطرة عليه وتحقيق اهدافها المعروفة فيه .

واعتبر ان أهداف وغايات تحرك السفيرة الامريكية السريع بالامس بعد كلام سماحة الامين العام واضحة، وهي عرقلة ومنع وصول اي مساعدات للشعب اللبناني الا عبر البوابة الامريكية، لابقاء لبنان تحت ضغط الازمات والحصار والعقوبات والاذلال.

ولفت الى ان ادعاءات السفيرة بانها تتحرك لمساعدة لبنان لن تغير من حقيقة ان اميركا هي سبب رئيسي في كل ما يعاني منه اللبنانيون.

وقال يجب ان يعرف اللبنانيون ان اميركا التي منعت لبنان من استخراج النفط والغاز، ومن التوجه شرقا، وحمت الفاسدين والفاشلين، هي عدوهم الاول، وهي من يحاصرهم ويذلهم امام محطات الوقود وهي من يفاقم من ازماتهم من خلال وضع الفيتوات وفرض الشروط.

واضاف نحن في حزب الله سنستمر في تحمل مسؤولياتنا تجاه شعبنا واهلنا ولن نصغي لكل هذا الصراخ الذي يطلقه البعض حول الباخرة الايرانية، ولا لكل الذين يتباكون على السيادة وهم اول من فرط بها، ولم نسمع منهم اي كلمة على انتهاك الطائرات الاسرائيلية بالامس للسيادة اللبنانية والاعتداء على سوريا من الاجواء اللبنانية بينما لم يهدأ خوفهم على السيادة من الباخرة الايرانية  .

وشدد على اننا سنستمر في تحمل مسؤولياتنا  ولدينا اولويتان الاولى، اولوية تشكيل الحكومة باعتبارها المدخل الضروري والملح لوقف الانهيار، ونحن نقوم بجهود مناسبة لتسريع التشكيل وتذليل العقبات.  والثانية، المساعدة بكل ما نملك من امكانات وقدرات لمواجهة الازمات المتعددة سواء بشكل مباشر او عبر مؤسسات الدولة ووزارتها، وسنقوم بكل جهد ممكن على الصعيد الاجتماعي والغذائي والصحي وعلى صعيد تأمين المحروقات للتخفيف من معاناة الناس .

نص الخطبة

قال الله تعالى: (وَأَنَّ هَٰذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ ۖ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ۚ ذَٰلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ).

الصراط في اللغة: الطريق، الجادة, الخط المستقيم، وكلمة المستقيم تعني: المعتدل الذي لا انحراف فيه.

والصراط المستقيم في التعبير القرآني الذي ندعو الله أن يهدينا إليه في هذه الآية وفي غيرها من الآيات: هو دين الله وشريعته ومنهجه الحق، وهو الإسلام الذي يتمثل في اسلام القلب وتسليم القلب والعقل واللسان والحركة والممارسة والكيان كله لله عز وجل.

وعندما نلاحظ الآيات القرآنية التي تحدثت عن الصراط المستقيم، فإننا نجد أن القرآن الكريم عبر عنه بتعابير مختلفة:

عبر عنه مثلاً بأنه الدين القيم ونهج إبراهيم (عليه السلام) الذي هو نهج الإسلام والتوحيد, كما في قوله تعالة من سورة الأنعام: (قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ دِينًا قِيَمًا مِّلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا ۚ وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ) ـ 161.

وبين في موضع آخر أن الصراط المستقيم هو رفض عبادة الشيطان، والاتجاه إلى عبادة الله وحده كما في قوله تعالى: (ألم أعهد إليكم يا بني آدم أن لا تعبدوا الشيطان إنه لكم عدو مبين وأن أعبدوني هذا صراط مستقيم) ياسين/ 61و62.

واوضح في موضع ثالث انه أتباع النبي (ص) ورسالته وأوامره ونواهيه، كما في قوله تعالى من سورة الزخرف: (واتبعوني هذا صراط مستقيم) 61. وكذلك في قوله تعالى في سور ة المؤمنون: (وإنك لتدعوهم إلى صراط مستقيم وان الذين لا يؤمنون بالآخرة عن الصراط لناكبون) 74.

كما عبر القرآن عن الهداية إلى الصراط المستقيم بأنها الاعتصام بالله والارتباط به, الارتباط الذي يعني السير في خط الإيمان بالله عز وجل وبرسله وبرسالاته, فقال تعالى: (ومن يعتصم بالله فقد هدي إلى صراط مستقيم).

كما عبر القرآن عن طاعة الله وعن الالتزام بأوامره ونواهيه بالصراط المستقيم, فقال تعالى: (وَأَنَّ هَٰذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ ۖ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ۚ ذَٰلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) الأنعام / 152.

وكل هذه المعاني التي ذكرتها الآيات وعبرت عنها بصور مختلفة تعود الى معنى واحد وهو أن الصراط المستقيم هو دين الله بأبعاده المختلفة الفكرية والعقيدية والتشريعية والعملية،هو الالتزام بهذا الدين الذي نزل على قلب رسول الله محمد وكل الانبياء الذين سبقوه وهو الاسلام.

واذا رجعنا إلى النصوص المروية عن النبي وأهل بيته (صلوات الله وسلامه عليهم) التي تحدثت عن الصراط المستقيم، فإننا نجد أيضاً أنه قد ورد في العديد من الروايات أن المقصود بالصراط المستقيم هو الإسلام, وفي بعض الروايات: إنه القرآن, وفي البعض الآخر: إنه عليُ بن أبي طالب أو الأئمة (عليهم السلام).

وكل هذه المعاني في الحقيقة تعود إلى المعنى الذي ذكرناه وهو دين الله الذي أنزله على رسوله (ص) بابعاده المختلفة، الفكرية والتشريعية والعملية، لأنه من الواضح أن القرآن وعلياً والأئمة (ع) دعوا جميعاً إلى دين التوحيد والإسلام، والالتزام به فكرياً وعملياً، فإذا اهتدينا إلى القرآن وإلى علي وإلى الأئمة فإننا نهتدي إلى الإسلام وإلى الدين الذي أنزله الله على رسوله, وإذا اهتدينا إلى الإسلام فإنه يهدينا إلى الحق وإلى علي والأئمة (عليهم السلام).

ونحن نطلب في اليوم على الاقل عشر مرات من الله خلال صلاتنا أن يهدينا إلى الصراط المستقيم, يعني ان يوفقنا ويلهمنا ويثير في نفوسنا الأفكار والمشاعر والأجواء التي تفتح عقولنا وقلوبنا على الحق والخير والالتزام بالخط الإلهي.

فعندما نقول إهدنا الصراط المستقيم يعني: يا رب وفقنا وارشدنا للسير في الطريق المستقيم من خلال تهيئة وسائل الهداية.

وقد يخطر ببال البعض أن يقول: ما دمنا قد أسلمنا وآمنا فقد حصلت الهداية إلى دين الله الذي هو الصراط المستقيم, فلماذا نطلبها وهي موجودة لدينا؟

ونجيب على ذلك بأمرين:

أولاً: صحيح أن الله سبحانه قد رسم لنا بالإسلام طريق الهداية، وصحيح أنه بعد أن اعتقدنا بالإسلام وآمنا نكون قد اهتدينا، ولكن قلنا بأن الصراط المستقيم هو دين الله والإيمان به, والإيمان له درجات، ومهما سما الإنسان في مراتب الإيمان فإن هناك مراتب ودرجات أخرى أبعد وأرقى وأرفع، والإنسان المؤمن يتطلع دوماً بشوق إلى أن يصل إلى أعلى مراتب الإيمان والعبادة، فيحتاج دائماً إلى أن يستمد العون من الله، وأن يطلب الهداية منه سبحانه حتى يصل إلى الدرجات العليا ويزداد هدى على هدى, فالله تعالى يقول: (وَيَزِيدُ اللَّهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدًى).

ويقول: (وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ).

وقد صرح أمير المؤمنين (ع) بأن الإيمان والعبادة لله درجات ومراتب فقال (ع): إن قوماً عبدوا الله رغبة فتلك عبادة التجار، وان قوماً عبدوا الله رهبة فتلك عبادة العبيد، وان قوماً عبدوا الله شكراً فتلك عبادة الأحرار.

وهو الذي يقول: ما عبدتك خوفاً من عقابك ولا طمعاً في ثوابك، ولكني وجدتك أهلاً للعبادة فعبدتك.

الحد الأدنى من العبادة وهو عبادة التجار قد يسقط التكليف ويمنع من العقاب, ولكن قد لا يثاب عليه ولا يفيده شيئاً في إيصاله إلى الهدف الأسمى وهو الحصول على درجات القرب من الله ونيل رضاه, فالعمل الذي يسقط التكليف هو الخطوة الأولى في رحلة الألف ميل, ثم بقدر إخلاص الإنسان وصدقه في عبادته، وبقدر ما يبذله من جهد بقدر ما يقترب من الدرجات العليا.

فإذا كان الإنسان في درجة ومرتبة عبادية معينة, كما إذا كان يصلي ولكن صلاته لا تنهاه عن الفحشاء والمنكر، فإنه يحتاج إلى هداية ومعونة اخرى لينتقل منها الى درجة أعلى بحيث تصبح مثلاً صلاته تنهاه عن الفحشاء والمنكر، ثم إلى درجة أعلى وأوسع وأرحب وأرقى وهكذا.

ووسائل الارتقاء هي: الصبر والإخلاص في العمل، وجهاد النفس، وتحمل المسؤوليات الإلهية.

والخلاصة: إننا بحاجة إلى هدايات إلهية جديدة ومستمرة لنتمكن من الاستمرار بحركتنا تجاه المراحل العليا والمراتب السامية التي ترفعنا إلى درجة عبادة الأحرار, فلا بد من طلب الهداية باستمرار ولا بد من الإلحاح في الطلب بقولنا (إهدنا الصراط المستقيم), هذه نقطة.

والنقطة الثانية: إننا وإن كنا مؤمنين ومسلمين ومهتدين، ولكننا معرضون دائماً بسبب العوامل المضادة، والشهوات والمغريات والأهواء ووساوس الشياطين وزينة الحياة الدنيا، نحن معرضون دوماً وفي كل لحظة إلى خطر الإنحراف عن الطريق المستقيم وترك الالتزام بدين الله وأوامره ونواهيه، والوقوع في المعاصي والذنوب والأخطاء الكبرى, فحاجتنا إلى المعونة وإلى الهداية من الله حاجة قائمة ودائمة، ولذلك فلا بد أن يستمر طلبنا للهداية عشر مرات على الاقل في اليوم حتى نثبت أقدامنا على الصراط المستقيم وحتى لا نسقط أمام التحديات.

أما إذا انقطعنا عن طلب الهداية وأحسسنا بعدم الحاجة إليها، فإننا بذلك نكون قد قطعنا صلتنا بالله واصبحنا هدفاً للأهواء والشهوات والتحديات والضغوط المختلفة .

في زمن التحديات على الانسان ان يعود الى الله وان يلجأ اليه ليهديه ويمنحه الثبات و الصبر والبصيرة التي يقوى من خلالهما على  مواجهة الازمات والضغوط المختلفة.

واليوم المطلوب في مواجهة الحرب الاقتصادية والحرب الاعلامية والنفسية وحملات التحريض: اولا الثقة بحزب الله وقيادته وعدم التأثر بالاتهامات والشائعات والدعايات الكاذبة. وثانيا الانتباه الى ان هدف الاعداء استغلال الازمة المعيشية والضغط النفسي الذي يعيشه الناس للنفاذ من خلال ذلك الى عقول الناس ومشاعرهم لتحريضهم على قياداتهم وخياراتهم  من الان والى الانتخابات النيابية لعلهم في الانتخابات يستطيعون اسقاط الاكثرية النيابية الحالية والاتيان باكثرية من جماعتهم وادواتهم في لبنان من منظمات وجمعيات ngo,s  وغيرها المرتبطة بالسفارات مباشرة. وثالثا الالتفات الى ان الازمات مهما كبرت واشتدت ستنفرج إن احسنا العمل وتماسكنا وتوكلنا على الله سبحانه واحسنا الظن بوعده بالنصر.

علمتنا كل التجارب السابقة ان الضغوط والتحديات التي استهدفت المقاومة ومجتمعها فشلت وهذه الحرب الجديدة التي تأخذ ابعادا اقتصادية ومعيشية وتطال لقمة عيش الناس وحياتهم ستفشل انشالله لكن تحتاج الى المزيد من العمل والوعي والبصيرة والصبر والتحمل والتماسك وسعة الصدر. 

اليوم الولايات المتحدة الامريكية تستغل الازمة الاقتصادية والمالية والمعيشية في لبنان للامساك بلبنان واعادة السيطرة عليه وتحقيق اهدافها المعروفة فيه .

تحرك السفيرة الامريكية السريع بعد كلام سماحة الامين العام بالامس أهدافه وغاياته واضحة وهي عرقلة ومنع وصول اي مساعدات للشعب اللبناني الا عبر البوابة الامريكية لابقاء لبنان تحت ضغط الازمات والحصار والعقوبات والاذلال.

وادعاءات السفيرة بانها تتحرك لمساعدة لبنان لن تغير من حقيقة ان اميركا هي سبب رئيسي في كل ما يعاني منه اللبنانيون.

يجب ان يعرف اللبنانيون ان اميركا التي منعت لبنان من استخراج النفط والغاز ومن التوجه شرقا وحمت الفاسدين والفاشلين الذين خربوا البلد هي عدوهم الاول وهي من يحاصرهم ويذلهم امام محطات الوقود وهي من يفاقم من ازماتهم من خلال وضع الفيتوات وفرض الشروط.

نحن في حزب الله سنستمر في تحمل مسؤولياتنا تجاه شعبنا واهلنا ولن نصغي لكل هذا الصراخ الذي يطلقه البعض حول الباخرة الايرانية، ولا لكل الذين يتباكون على السيادة وهم اول من فرط بها، ولم نسمع منهم اي كلمة على انتهاك الطائرات الاسرائيلية بالامس للسيادة اللبنانية والاعتداء على سوريا من الاجواء اللبنانية بينما لم يهدأ خوفهم على السيادة من الباخرة الايرانية  .

نحن سنستمر في تحمل مسؤولياتنا  ولدينا اولويتان الاولى، اولوية تشكيل الحكومة باعتبارها المدخل الضروري والملح لوقف الانهيارونحن نقوم بجهود مناسبة لتسريع التشكيل وتذليل العقبات.  والثانية المساعدة بكل ما نملك من امكانات وقدرات لمواجهة الازمات المتعددة سواء بشكل مباشر او عبر مؤسسات الدولة ووزارتها، وسنقوم بكل جهد ممكن على الصعيد الاجتماعي والغذائي والصحي وعلى صعيد تأمين المحروقات للتخفيف من معاناة الناس .