الجمعة, 10 05 2024

آخر تحديث: السبت, 04 أيار 2024 6am

المقالات
اطلاق مشروع مجمع ديني في الناصرية 4-5-2024

اطلاق مشروع مجمع ديني في الناصرية 4-5-2024

الشيخ دعموش من البقاع: الحراك الطالبي في ‏الجامعات الأميركية والغربية هو جزء من...

خطبة الجمعة 3-5-2024 قيمة العمل لدى الامام الصادق(ع)

خطبة الجمعة 3-5-2024 قيمة العمل لدى الامام الصادق(ع)

الشيخ دعموش: التمادي في العدوان على لبنان لن يُعوّض عجز الاحتلال عن تحقيق...

خطبة الجمعة 26-04-2024 النفس محور الخطر

خطبة الجمعة 26-04-2024 النفس محور الخطر

الشيخ دعموش: التمادي في العدوان على لبنان ليس بلا ثمن شدد نائب رئيس المجلس التنفيذي...

خطبة الجمعة 19-4-2024: الادارة في المجال الدفاعي والعسكري

خطبة الجمعة 19-4-2024: الادارة في المجال الدفاعي والعسكري

الشيخ دعموش: الردُّ الإيراني هشّم صورة الكيان رأى نائب رئيس المجلس التنفيذي في...

خطبة الجمعة 12-4-2024: الورع

خطبة الجمعة 12-4-2024: الورع

الشيخ دعموش: مقابل العدوان هناك رد ‏وعقاب.. والإصرار على إطالة أمد الحرب لن يغير...

كلمة في الحفل التكريمي للشهيد علي عبد علي في الشياح 9-4-2024

كلمة في الحفل التكريمي للشهيد علي عبد علي في الشياح 9-4-2024

الشيخ دعموش: المقاومة لا تتراجع عن معادلة الرد المباشر والسريع مهما كانت التضحيات...

اللقاء العلمائي السنوي حول القدس في صيدا 6-4-2024

اللقاء العلمائي السنوي حول القدس في صيدا 6-4-2024

الشيخ دعموش من صيدا: لن نقبل أن يتوسع العدو في عدوانه من دون أن يدفع...

  • اطلاق مشروع مجمع ديني في الناصرية 4-5-2024

    اطلاق مشروع مجمع ديني في الناصرية 4-5-2024

  • خطبة الجمعة 3-5-2024 قيمة العمل لدى الامام الصادق(ع)

    خطبة الجمعة 3-5-2024 قيمة العمل لدى الامام الصادق(ع)

  • خطبة الجمعة 26-04-2024 النفس محور الخطر

    خطبة الجمعة 26-04-2024 النفس محور الخطر

  • خطبة الجمعة 19-4-2024: الادارة في المجال الدفاعي والعسكري

    خطبة الجمعة 19-4-2024: الادارة في المجال الدفاعي والعسكري

  • خطبة الجمعة 12-4-2024: الورع

    خطبة الجمعة 12-4-2024: الورع

  • كلمة في الحفل التكريمي للشهيد علي عبد علي في الشياح 9-4-2024

    كلمة في الحفل التكريمي للشهيد علي عبد علي في الشياح 9-4-2024

  • اللقاء العلمائي السنوي حول القدس في صيدا 6-4-2024

    اللقاء العلمائي السنوي حول القدس في صيدا 6-4-2024

 
NEWS-BAR
الشيخ دعموش من البقاع: الحراك الطالبي في ‏الجامعات الأميركية والغربية هو جزء من التحول في الرأي العام الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 3-5-2024: التمادي في العدوان على لبنان لن يُعوّض عجز الاحتلال عن تحقيق أهدافه. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 26-04-2024: التمادي في العدوان على لبنان ليس بلا ثمن الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 19-4-2024: الردُّ الإيراني هشّم صورة الكيان الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 12-4-2024: مقابل العدوان هناك رد ‏وعقاب.. والإصرار على إطالة أمد الحرب لن يغير شيئاَ. الشيخ دعموش في الحفل التكريمي للشهيد علي عبد علي في الشياح 9-4-2024: المقاومة لا تتراجع عن معادلة الرد المباشر والسريع مهما كانت التضحيات والتداعيات. الشيخ دعموش من صيدا: لن نقبل أن يتوسع العدو في عدوانه من دون أن يدفع الثمن. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 5-4-2024: الحديث عن ضغوط أميركية جديدة على "إسرائيل" يبقى في دائرة الخداع والنفاق ما لم تُترجم هذه الضغوط المزعومة بوقف العدوان. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 29-3-2024: مهما تمادى العدو في مجازره لن تتراجع المقاومة عن مساندة غزة. الشيخ دعموش في الحفل التكريمي للشهيد علي محمد فقيه في انصارية 27-3-2024: نحن رجال الميدان وحاضرون للدفاع عن بلدنا وأهلنا إلى أقصى حد. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 22-3-2024: المقاومة لن ترضخ لشروط العدو الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 15-3-2024 المقاومة ما تزال تُمسك بالميدان وتُقاتل بقوة. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 8-3-2024: لسنا معنيين بإعطاء ضمانات للعدو الصهيوني. الشيخ دعموش في رعاية حملة الخير-ثقافة للامداد في بيروت 6-3-2024: المقاومة ستواصل حضورها في الميدان ولا يمكن أن يردعها شيء. الشيخ دعموش في الحفل التكريمي للشهيد فاروق حرب في الحلوسية 5-3-2024: قرار المقاومة هو الردّ بحزم على كل اعتداء أو استهداف. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 1-3-2024: لن تخرج المقاومة من المعركة إلّا بنصر ‏جديد. الشيخ دعموش في رعاية حفل تخريج دورة كوادر نقابية في بعلبك 25-2-2024: المقاومة على أتم الاستعداد والجهوزية للدفاع عن لبنان الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 23-02-2024: العدوانية الاسرائيلية في غزة ولبنان لا يردعها ولا يسقط اهدافها شيء سوى المقاومة والحضور في الميدان ومواجهة القتل بالقتل والتدمير بالتدمير والتصعيد بالتصعيد. الشيخ ‏دعموش في خطبة الجمعة 16-02-2024: العدو الصهيوني مأزوم في لبنان والمقاومة مصممة على ‏مقابلة التصعيد بالتصعيد. الشيخ دعموش في الاحتفال السنوي لجمعية البر والتقوى 9-2-2024: وقف العدوان على غزة هو الخيار الوحيد لوقف ‏جبهة لبنان. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 09-02-2024: العدو وصل إلى طريق ‏مسدود واستمرار العدوان لن يؤدي إلا ‏إلى المزيد من الفشل. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 2-1-2024: المقاومة وجهت للعدو رسائل نارية وأفهمته أنّه لا يمكن أن يتمادى في عدوانه على لبنان من دون أن يلقى الرد الحاسم الشيخ دعموش في اسبوع الحاج حسين مرجي: توسيع العدوان على لبنان لن يكون نزهة. الشيخ ‏دعموش في خطبة الجمعة 26-1-2024: التهويل والتهديد للبنان لن يقدم أو يُؤخّر شيئًا ولن يُثني المقاومة عن دعم غزّة. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 19-1-2024: التهديدات والرسائل التي ‏يحملها الموفدون إلى لبنان لن تقفل جبهة الجنوب طالما استمر العدوان ‏على غزة. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 12-1-2024: من يريد مساعدة "إسرائيل" على الخروج من ورطتها عليه الضغط على العدو لوقف عدوانه قبل الضغط على لبنان أو الحديث عن أي شيء آخر. الشيخ دعموش في اسبوع الشهيدين عبدالله الاسمر وعباس رمال 10-1-2024: إذا فرض العدو الحرب علينا فسنُريه من قدراتنا وبأسنا ما يجعله يندم على جرائمه وعدوانه. الشيخ دعموش في أسبوع الشهيد عبد الجليل حمزة في بلدة الخضر 07-01-2024: عمليّة ميرون نوعيّة واستراتيجيّة هزّت الكيان الصهيوني. الشيخ دعموش في اسبوع الشهيد حسين علي غزالة في بلدة عدلون 06-01-2024: المقاومة لن تقبل بفرض قواعد جديدة تمكّن العدو من التمادي في جرائمه. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 05-01-2024: كلّ جرائم العدو لن تُثني المقاومة عن القيام ‏بواجبها. الشيخ دعموش في الذكرى الرابعة للشهيد سليماني في مجمع السيدة زينب: العدوان على غزة زادنا قناعة وتمسكًا بخيار ‏المقاومة. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 29-12-2023: المقاومة في لبنان أوقعت العدو في حرب استنزاف يومية حقيقية. الشيخ دعموش في ملتقى شهيد القدس الثاني الشبابي 28-12-2023: المقاومة في غزة ولبنان مصممة على مواصلة المعركة مهما بلغت التضحيات. الشيخ دعموش في الاحتفال التكريمي للشهيد احمد الحاج علي 23_12_2023: الواقع في جنوب لبنان تحدده المقاومة وليس العدو. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 22-12-2023: ‏المقاومة لن تتردد في الرد الحاسم على أي اعتداءات جديدة. الشيخ دعموش في الحفل التكريمي للشهيد حمد يوسف في عين بعال 18_12_2023: الهمجية الإسرائيلية الأميركية لا تردعها إلاّ القوة ومعادلات المقاومة الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 15-12-2023: العدوان على غزة محكوم بالفشل الشيخ ‏دعموش في الاحتفال التكريمي للشهيد علي حسن الاتات: إذا فكّر العدو مجددًا بالاعتداء على بلدنا سنصنع انتصارًا جديدًا لوطننا وأمتنا الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 8-12-2023: المقاومة أدخلت العدو في حرب استنزاف حقيقية وهو أعجز من أن يفرض إرادته على لبنان الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 1-12-2023: المقاومة في غزة والمنطقة لن تدع ‏الإسرائيلي يحقّق أهدافه. الشيخ دعموش في اسبوع الشهيد احمد مصطفى من حولا: المقاومة لن تتردد في الرد الحاسم على أي استهداف أو اعتداء على لبنان الشيخ دعموش في حفل العباءة الزينبية من الدوير: إذا استأنف العدو عدوانه فستريه المقاومة من بأسها ما لم يرَه من قبل. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 24-11-2023: العدو الصهيوني لم يقبل بالهدنة إلا بعدما فشل في كسر المقاومة وفي كسر إرادة أهل غزة. الشيخ دعموش في الاعتصام التضامني الكبير مع غزة في الضاحية الجنوبية: إذا استمر العدوان على غزة فلا يمكن ضمان عدم توسع الحرب وتصبح كل الاحتمالات مطروحة. الشيخ علي دعموش في خطبة الجمعة 17-11-2023: سنواصل دعمنا ونصرتنا لغزة وسنستمر في استنزاف العدو على الحدود الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 10-11-2023: التوغل البري في غزة لن يحقق للعدو أهدافه ولن يوصله إلى نتيجة. الشيخ دعموش في اسبوع الشهيد علي ابراهيم رميتي في مجمع الامام علي الشياح: المقاومة لن تتسامح مع استهداف المدنيين وستردّ بشكل حاسم الشيخ دعموش في اسبوع الشهيد حسين وليد ذيب في شقرا: نقوم بما تُمليه علينا طبيعة المواجهة مع العدو. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 03-11-2023 : التفويض الغربي للعدو بالحرب المدمرة على غزة سيبقى وصمة عار في تاريخ أميركا والغرب والدول المطبعة . الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 27-10-2023: لن نترك واجبنا في نصرة غزة. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 20-10-2023: الكيان الصهيوني الغاصب زائل حتمًا. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 13-10-2023: الثبات والصمود في المواجهة الدائرة في غزة كفيل بأفشال أهداف العدو وحلفائه. الشيخ دعموش من بر الياس: السكوت عما يجري في غزة خيانة كبرى ولن نتردد في فعل كل ما نستطيعه من أجل نصرة الشعب الفلسطيني. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 1-9-2023: لولا المقاومة لكان لبنان اليوم مازال تحت الاحتلال. الشيخ دعموش: الإمام موسى الصدر كان صاحب رؤية جهادية وسياسية واضحة، كان يدعو الدولة إلى تسليح الجنوبيين من أجل الدفاع عن أرضهم لأنه كان يدرك حجم الأطماع الإسرائيلية في لبنان. الشيخ دعموش: تعلمنا من الإمام السيد موسى الصدر المقاومة وأن أرضنا المحتلة لا يمكن استعادتها الا بالجهاد والقتال والشهادة والتضحيات. الشيخ دعموش: الإمام الصدر كان من أشد الحريصين على سيادة لبنان واستقراره الداخلي وسلمه الأهلي وعيشه المشترك والإيمان به وطنًا نهائيًا لجميع أبنائه. الشيخ دعموش: نحنعلى درب هذا الإمام الكبير والعزيز سنواصل طريق المقاومة لنحمي بلدنا وخيراتنا وثرواتنا، ولن نتخلى عن فلسطين والقدس. الشيخ دعموش: لن نألو جهدًا على المستوى الداخلي للتخفيف من معاناة أهلنا والحفاظ على الاستقرار والسعي لبناء دولة قوية وعادلة، دولة خالية من الفساد والسرقات الشيخ دعموش: هناك فريق سياسي يدعو جهارًا نهارًا إلى المواجهة والفتنة ويُريد رئيسًا يجمع حوله ما يُسمى بالمعارضة من أجل مواجهة حزب الله ليحقق من حيث يدري أو لا يدري أهداف العدو الإسرائيلي في لبنان. الشيخ دعموش: هذا المنطق يكشف عن عقل يريد تخريب البلد والقضاء على كل أمل بالوصول إلى حل للأزمات السياسية والاقتصادية التي يعاني منها البلد. الشيخ دعموش: لن نقبل بوصول رئيس للجمهورية يُحقّق أهداف أعداء لبنان ويكون منصة للفتنة والحرب الأهلية كما يريد فريق التحدي والمواجهة الشيخ دعموش: ما نريده انتخاب رئيس لكل اللبنانين يحفظ وحدتهم وسلمهم الأهلي ويعمل على إنقاذ البلد وإخراجه من أزماته. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 25-8-2023: الحصار الأميركي على لبنان فشل. الشيخ دعموش: سياسة العقوبات والحصار والتجويع هي سياسة قديمة جديدة، يستخدمها المستكبرون لإخضاع الشعوب وبهدف السيطرة والهيمنة. الشيخ دعموش: هذه السياسة تستخدمها أميركا اليوم ضد الشعوب والدول الرافضة للخضوع من أجل فرض شروطها وإملاءاتها. الشيخ دعموش: استمرار الوجود الأميركي وتعزيزه، في شمال شرقي سوريا، هو لحماية "داعش" وتشديد الحصار على سوريا. الشيخ دعموش: إننا على ثقة بأنّ الشعب السوري والقيادة السورية سيتجاوزون هذه المرحلة من دون خضوع واستسلام. الشيخ دعموش: لن تثنينا الحملات الإعلامية الخبيثة عن التمسك بسلاح المقاومة والعمل بما تمليه علينا المصلحة الوطنية. الشيخ دعموش: حزب الله أولويته الأولى إنقاذ البلد وانتخاب رئيس للجمهوريّة وإعادة انتظام مؤسسات الدولة، لتقوم بدورها في خدمة الناس ومعالجة أزماتهم. الشيخ دعموش: حزب الله يعمل بكلّ أمل على إيجاد المخارج والحلول للازمات، انطلاقًا من حرصه على وحدة لبنان واستقراره الداخلي وسلمه الأهلي

كيف نستقبل السنة الجديدة؟

لقد مضت سنة من عمرنا وها نحن ندخل في سنة جديدة فكيف نستقبلها؟السنوات والاشهر والايام والساعات والوقت والزمن هو مسؤوليَّتنا، لأنّه يمثل عمرنا وحياتنا ووجودنا، وقد حمّلنا الله مسؤوليَّة الزمن، وجعله شاهدا علينا، يقول الإمام علي بن الحسين زين العابدين(ع) في دعاء الصباح

: "اللّهمّ وهذا يومٌ حادثٌ جديد، وهو علينا شاهد عتيد، إن أحسنّا ودّعنا بحمد، وإن أسأنا فارقنا بذمّ". فالزمن شاهد علينا يراقبنا هل نقوم بمسؤوليتنا التي حملنا الله اياها ام اننا نتخلى عنها؟ وهل اننا نطيع الله في فسحة هذا الزمن ام اننا نعصيه فيه؟ وعلينا أن ندرك أنّ لهذا الزمن الشاهد الحاضر إحساساً عميقاً بنوعيّة ما نقوم به "إن أحسنّا" فيه واستثمرناه بطاعة الله والعمل الصالح ، ودعنا بحمد، اي وهو يثني علينا ويمتدحنا وكأنه يرافقنا إلى الباب كما يرافق الإنسان زائراً عزيزاً ليودعه وليقول له بامان الله أو نستودعك الله، ولكن عندما نسيء، فإنه ينظر إلينا نظرة ازدراء وغضب، بل يفارقنا غير مبال او مهتم بنا. ولاحظوا التفرقة في تعبير الإمام زين العابدين بين "ودعنا" و"فارقنا"، أي أن الإقبال بحميميّة وبحنان، بينما المفارقة تمثل اللامبالاة.

مسؤوليتنا في راس السنة الجديدة ان نقف وقفة تأمل وتفكر فيما مضى، وأن نعمل جردة حساب، كما يفعل الاقتصاديون في آخر السنة، لنرى كم كان لنا من الحسنات وكم كان لنا من السيئات في تلك السنة؟، وماذا قدمنا لآخرتنا، هل صنعنا ما يبني حياتنا الخالدة لتكون في الجنة ونعيمها ام اننا فعلنا ما يودي بنا الى النار وجحيمها؟ ، يجب ان ندقق في كل ما صنعناه في الزمن لنعرف حجم رصيدنا عند الله سبحانه وتعالى {يا أيّها الذين آمنوا اتقوا الله ولتنظرْ نفسٌ ما قدَّمت لغد} لا بد ان تتأمل في كل ما قدمته لآخرتك.

ولذلك، لا بدّ من أن تكون نهاية السنة وبدايتها مرحلة تأمل وتفكير ومراجعة للنفس، نتأمل في أحداثها واوضاعها وما جرى فيها لنأخذ العبرة، ونفكر ونخطط لمستقبل افضل، ونراجع كل اعمالنا وسلوكنا واخلاقنا ومواقفنا وعلاقاتنا هل كانت حسنة ومنسجمة مع ما يريده الله ويرضاه ام كانت خلاف ذلك؟ فإن رأينا ان اعمالنا كانت حسنة سألنا الله أن يوفقنا لأمثالها ولما هو أفضل منها، وإن كانت سيِّئة،استغفرنا الله ورجعنا وتبنا إليه منها،وطلبنا من الله ان يجعل مستقبلنا مليئا بالطاعات وليس مثقلا بالسيئات والمعاصي، لأن الله يريد لنا أن نظلّ في خطّ تصاعدي، لا أن نعيش في خط تنازلي. كما يقول الامام زين العابدين(ع): "اللّهمّ اجعل مستقبل أمري خيراً من ماضيه، وخير أعمالي خواتيمها، وخير أيامي يوم ألقاك فيه"؟

في بداية السنة الجديدة علينا ان نفكر كيف نجعل مستقبلنا خيرا من ماضينا وكيف نحول سنتنا الجديدة الى سنة خير ؟.

وحتى نحول سنتنا الجديدة الى سنة خير، يجب أن نركّز على أهميّة تدبّر الأُمور وتعقلها، فالمطلوب التأني في اعمالنا وسلوكنا ومواقفنا بعيداً عن الارتجالية كي نضمن سلامة ما نقوم به أو نفكّر فيه، فالمؤمن هو مَن يدرس الأُمور ويتدبّر فيها ولا يكون إنساناً عاطفياً تحرّكه الغواطف والانفعالات والعناوين والشعارات، بل يتحرك في اموره بذهنية التخطيط ويستفيد من الخبرات والتجارب وعبر الماضي .

فقد ورد عن الإمام الصادق (ع) انه قال: «إنّ رجلاً أتى إلى النبيّ (ص) فقال: يا رسول الله اوصني، فقال له رسول الله (ص): فهل أنت مستوصٍ إن أنا أوصيتك؟ حتى قال له ذلك ثلاثاً، وفي كلّها يقول له الرجل: نعم يا رسول الله، فقال له رسول الله (ص): فإنّي أُوصيك، إذا أنت هممت بأمر فتدبّر عاقبته، فإن يكن رشداً فامضه، وإن يكن غياً فانته عنه».

 فلا بدّ للإنسان من أن يتدبّر أمره في كلّ ما يريد القيام به، سواء على المستوى الشخصي او على المستوى العام قبل أن يبدأ بالعمل، ليعرف مداخل الأُمور ومخارجها، ومصادر الأُمور ومواردها، وليعرف النتائج السلبية أو الإيجابية الناجمة عن القيام بهذا العمل أو ذاك. لأنّ الإنسان إذا كان متدينا، عليه أن يزن كل تصرفاته ونشاطاته سواء كانت اجتماعية او سياسية اوغيرها بميزان الدين واحكام الدين، كما جاء في الحديث عن الامام الصادق (عليه السلام): ثلاثة في ظل عرش الله عز وجل يوم لا ظل إلا ظله: رجل أنصف الناس من نفسه، ورجل لم يقدم رجلا ولم يؤخر أخرى حتى يعلم أن ذلك لله عز وجل رضى أو سخط ...»

فالانسان المؤمن عندما يريد القيام باي عمل عليه ان يسأل: هل ان ما يقوم به يرضي الله او يسخط الله؟ هذا هو الاساس  الذي ينبغي ان يفكر فيه الانسان، لأنّ المشكلة ان بعض الناس ينساقون عاطفياً ولا يتحرّكون من موقع العقل والتدبر، فيتعصبون للعائلة او للعشيرة او للضيعة او للحزب الفلاني او للبلد الفلاني، بحيث يتعصّب الإنسان لخصوصيته، بقطع النظر عمّا إذا كانت حقّاً أو باطلاً، الأمر الذي يدفع بالإنسان وإن كان صائماً أو حاجاً أو مصلياً، إلى التحرّك من خلال عصبيته بعيداً عن موازين الحقّ وبعيدا عن ضوابط الدين واحكامه.

وهكذا حتى عندما يريد الانسان ان يتلفظ باي كلمة، عليه ان ينظر في عواقبها ونتائجها.  

فقد ورد عن الإمام عليّ (ع) انه قال: «لسان العاقل وراء قلبه، وقلب الأحمق وراء لسانه». فالعاقل إذا أراد أن يقول كلمة في أي مجال من المجالات، في بيته أو في منطقته، مع زوجته او مع اقربائه او جيرانه او اصدقائه، مباشرة كان يتكلم او عبر وسائل التواصل، وكذلك اذا أراد أن يوقّع، مثلاً، على قرار أو على عقد من العقود او على اي شيء اخر، فإنّه يتدبّر الأمر قبل ان يطلق الكلمة او يقوم بالفعل، أي أنّه يستشير عقله قبل أن يقول كلمته، ليدرس العقلُ نتائج الكلمة وسلبياتها وإيجابياتها وتأثيراتها، فإذا قال له العقل قُلها قالها، وإذا قال له لا تقلها لم يقلها، ولذلك فاللسان جندي من جنود العقل، أمّا الأحمق فقلبه وراء لسانه، فإذا خطرت الكلمة في ذهنه قالها، ثمّ إذا بدت له النتائج السلبية من جرائها، طلب من العقل أن يدبّره وأن ينقذه من ورطته، وأن يخلّصه من المشكلة التي وقع فيها.

 ويقول الإمام عليّ (ع) في هذا المجال: «مَن استقبل وجوه الآراء عرف مواقع الخطأ»، أي أنّ على الإنسان، إذا ما أراد أن يتحرّك في أمر، أن يتعرّف على كلّ الاحتمالات، وأن لا يستغرق في ما يفكّر فيه، بل يحاول أن يعرف كلّ وجهات النظر وما فكّر فيه الآخرون، الاحتمالات التي يمكن أن تتحقّق من خلال هذا العمل أو ذاك، أو من خلال هذه الكلمة أو تلك، فالإنسان الذي يدرس اموره من جميع جوانبها ويدرس جميع احتمالاتها، يعرف مواقع الخطأ ليجتنبها، حتى إذا سار في أي مشروع، سار وهو يعرف طريق الصواب. وفي ذلك يقول الإمام عليّ (ع): «مَن نظر في العواقب، أمن من النوائب»، فالإنسان الذي يفكّر في عواقب الأُمور، يستطيع أن يحمي نفسه من كلّ المشاكل ومن كلّ المصائب التي قد تحدث له، ويقول الإمام الصادق (ع) في وصيته لابن جندب: «وقفْ عند كلّ أمر حتى تعرف مدخله من مخرجه، قبل أن تقع فيه فتندم». لانّك إذا بادرت إلى أمر دون أن تعرف مدخله ومخرجه، فإنّك ستندم. وهكذا يقول الإمام الصادق (ع): «احذروا عواقب العثرات»، أي تفكّر في الطريق التي تسير فيها، وفكّر في ما يمكن أن تقع فيه من العثرات، لتعرف ما هي نتائجها على حاضرك ومستقبلك.

 إنّ علينا أن نتدبّر الحاضر والماضي لنعرف العواقب التي حلّت بالدول وبالشعوب من خلال الارتجال وعدم التفكير بالنتائج والعواقب، كما أنّه علينا أن نتدبّر عواقب الآخرة في كل مجالات حياتنا الاسرية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية وغيرها،لان على الإنسان أن لا يدرس فقط عاقبة عمله في الدُّنيا، بل عليه أن يدرس عاقبة عمله في الآخرة أيضاً، لأنّ الآخرة هي دار الخلود في الجنّة إذا أحسنت، ودار الخلود في النار إذا أسأت، وهذا مضمون ما ورد في الدُّعاء: «اللّهُمّ اجعل مستقبل أمري خيراً من ماضيه، وخير أعمالي خواتيمها، وخير أيّامي يوم ألقاك فيه».