مكانة الزهراء(ع) عند أبيها

كان النبي(ص) ينظر إلى ابنته نظرة إكبار وإجلال لما كانت تتمتع به من مواهب ومزايا وكفاءات وفضائل عظيمة وكبيرة،فقد كانت الزهراء(ع) تملك في شخصيتها وفي ذاتها من المواصفات الإنسانية والأخلاقية والكمالية ما لا تملكه امرأة في هذا الوجود, ولعل النبي(ص) كان مأموراً من الله باحترامها وإجلالها

خلاصة الخطبة

شدد نائب رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله الشيخ علي دعموش في خطبة الجمعة: على أن محاولات اسرائيل الاستيلاء على حقوق لبنان وثرواته الطبيعية ليست جديدة ولا بعيدة عن الأطماع والأهداف الاسرائيلية ، بل هي تأتي انسجاماً مع الأطماع التاريخية لاسرائيل بأرضنا ومياهنا ونفطنا.

وقال: إن اسرائيل منذ نشوء كيانها كان لها أطماع في لبنان، وقد حاولت تحقيق أطماعها من خلال اعتداءاتها وحروبها المتكررة على هذا البلد، ولكن بفعل تصدي الشعب اللبناني والجيش والمقاومة فشلت إسرائيل في تحقيق أطماعها وأهدافها.

واليوم على إسرائيل أن تيأس من تحقيق أطماعها النفطية وأن تحذر من رد فعل لبنان والمقاومة على أي اعتداء أو عدوان على لبنان أو على ثرواته النفطية.

وأشار الشيخ دعموش: الى أن الموقف الرسمي الحاسم في التمسك بالسيادة والحقوق والموقف الحازم للمقاومة الذي عبر عنه سماحة الأمين العام في ذكرى القادة الشهداء وجهوزية المقاومة للمبادرة إلى وقف العمل في محطات الغاز في فلسطين المحتلة خلال ساعات إذا طلب مجلس الدفاع الأعلى ذلك هو موقف جدي وليس مجرد تهويل أو حرب نفسية. مؤكدا: أن المقاومة بما تملكه من عزم وإرادة وتصميم وقوة وجدية قادرة وجاهزة للرد على أي اعتداء يطال ثروات لبنان النفطية في البلوك 9 وفي غيره.

وشدد: على أنه يجب أن يكون موقف لبنان الرسمي وموقف المقاومة من أي اعتداء على الثروة النفطية حاضراً بقوة في كل الوساطات أو المفاوضات أو النقاشات التي تجري حول هذا الملف سواء مع الجانب الأمريكي أو لاحقا مع الأمم المتحدة، فلبنان اليوم يقف موحداً في مواجهة الأطماع الاسرائيلية بثروتنا النفطية، والزمن الذي كانت تعتدي فيه إسرائيل على لبنان وعلى ثرواته من دون أن تلقى رداً موحداً ولّىّ إلى غير رجعة، فلبنان اليوم لن يكون ضحية للأطماع الاسرائيلية بعد أن أصبح قوياً ومحصناً بموقف رسمي حاسم، وبقوة المقاومة.

ورأى: أن إسرائيل اليوم أمام معادلة جديدة يفرضها الموقف الموحد للبنان الرسمي والمقاوم، وهذه المعادلة تجعل اسرائيل تفكر طويلاً قبل ارتكاب أي مغامرة غير محسوبة النتائج.

 

نص الخطبة

هذه الأيام هي أيام فاطمة ابنة رسول الله محمد بن عبد الله صلى الله علية واله وسلم التي ولدت قي 20 جمادي الآخرة عام 5 بعد البعثة واستشهدت في 3 جمادي الآخرة عام 11 هـ ودفنت سراً بمقتضى وصيتها .  

 تمكّنت السيـّدة الزهراء عليها السلام من أن تحيط النبي صلى الله عليه واله وسلم بالحنان والإهتمام والرعاية والعناية حتّى لقّبها بـ"أمِّ أبيها".

وفي المقابل أحب النبي(ص) إبنته الزهراء حباً شديداً لا يشبه محبة الآباء لبناتهم، فقد كان الحب ممزوجاً بالاحترام والتعظيم والإجلال والتقدير.

ولم يكن هذا الحب والتقدير بدافع العاطفة الأبوية فقط أو بدافع العلاقة النسبية، بل كان النبي(ص) ينظر إلى ابنته نظرة إكبار وإجلال لما كانت تتمتع به من مواهب ومزايا وكفاءات وفضائل عظيمة وكبيرة،فقد كانت الزهراء(ع) تملك في شخصيتها وفي ذاتها من المواصفات الإنسانية والأخلاقية والكمالية ما لا تملكه امرأة في هذا الوجود, ولعل النبي(ص) كان مأموراً من الله باحترامها وإجلالها, فما كان يَدَعُ فرصة أو مناسبة تمرّ إلاّ وينوّه بعظمة ابنته، ويشهد بمواهبها ومكانتها السامية عند الله تعالى وعند رسول الله(ص).

ولم يُسمع من الرسول(ص) ثناءاً أو مديحاً لأحد من بقية بناته كالثناء الذي كان يوجهه للزهراء(ع)، ولم يكن ثناؤه عليها انطلاقاً من عاطفة أو حب نفسي فقط، بل كان ذلك أيضاً بدافع كشف حقيقة الزهراء وجوهر الزهراء أمام الناس، وإظهار مقامها ومكانتها ومنزلتها وموقعها عند الله وعند رسول الله، حيث كان النبي(ص) يعلم بما سيجري على ابنته من بعده من أنواع الظلم والاضطهاد والإيذاء وهتك الحرمة، ولهذا أراد الرسول(ص) أن يتمّ الحجة على الناس، حتى لا يبقى لأحد مبرر أو عذر.

أما الأحاديث التي تدل على مكانة الزهراء وموقعها في قلب رسول الله (ص) فهي أحاديث كثيرة نذكر بعضها:

فقد ورد عن عائشة قالت: ما رأيت أحداً أشبه كلاماً وحديثاً برسول الله (ص) من فاطمة، كانت إذا دخلت عليه رحّب بها وقبَّل يديها وأجلسها في مجلسه، فإذا دخل عليها قامت إليه فرحبَّت به وقبّلت يديه..

وروي عن ثوبان مولى رسول الله (ص)قال: كان رسول الله (ص)إذا سافر كان آخر عهده بإنسان من أهله فاطمة، وأول من يدخل عليه إذا قدم فاطمة .

وعن حذيفة قال: كان رسول الله (ص) لا ينام حتى يقبل عرض وجنة فاطمة..

وعن ابن عمر: أن النبي (ص) قبّل رأس فاطمة وقال: فداكِ أبوكِ، كما كنت فكوني. وفي رواية: فداكِ أبي وأمي.

وفي ذخائر العقبى عن عائشة: قبّل رسول الله (ص) نحر فاطمة. فقالت: يا رسول الله فعلتَ شيئاً لم تفعله؟ فقال: يا عائشة إني إذا اشتقت إلى الجنة قبّلت نحر فاطمة.

وروى القندوزي عن عائشة قالت: كان النبي (ص) إذا قدم من سفر قبّل نحر فاطمة وقال: منها أشمّ رائحة الجنة.

إن هذه الأحاديث كما تظهر فضل فاطمة الزهراء(ع) ، فإنها توجهنا إلى ما ينبغي أن تكون عليه علاقة الأب مع ابنته، فعلى الأب أن يغمر إبنته بالمحبة والعطف والاحترام, لأن للبنت وللمرأة عموماً في الإسلام مكانة لا تقل عن مكانة الرجل, فالله سبحانه وتعالى خلق المرأة لتقوم بأدوار إنسانية عظيمة فهي شريكة الرجل في بناء الكون وتسيير شؤون الحياة, ولا سيما قي بناء حياة زوجية مستقرة, وفي تربية أسرة صالحة, وفي اقامة حياة اجتماعية متكاملة . وهي بحاجة إلى مخزونٍ كبيرٍ من العاطفة والمشاعر لتستعين به في القيام بواجباتها.ولذلك خلقها الله بعاطفة كبيرة.

 إن تميز المرأة بقدر كبير من العاطفة ليس عيباً كما يظن بعض الناس ، فلولا هذا المخزون العاطفي لما استطاعت المرأة أن تطيق الحمل تسعة أشهر، ولما صبرت على آلام الولادة والوضع، ولما تحملت تعب الرضاعة، ومعاناة تربية الأولاد وتنشئتهم ومواكبتهم.

 ينبغي النظر إلى هذه القدرات باعتبارها مؤهلات وألطاف ونعم منّ الله بها على المرأة لتمارس دورها الكبير في هذه الحياة.

إن تميز المرأة بقدرعاطفي كبير لا يعنير أنها أقل من الرجل في قدراتها العقلية. فالمرأة كالرجل في سائر المقومات، لكنها تمتاز عليه بهذا الثراء العاطفي الذي جبلت عليه للقيام بأدوارها الحيوية الكبيرة.

 من هنا ينبغي على المحيط العائلي، وخصوصا الآباء والأزواج، أن يأخذوا هذا الأمر بعين الاعتبار، فيتعاملون مع البنت بقدر كبير من الرعاية والاهتمام، من أجل اشباع عاطفتها، ذلك لأن البنت ستكون أقرب للإصابة بالأزمات النفسية، والمشاكل السلوكية، إذا ما عانت من جوع وفراغ عاطفيين في محيطها العائلي، الأمر الذي سوف ينعكس سلبا على دورها التربوي مع زوجها وأبنائها.

وهناك الكثير من النصوص الدينية التي تشدد على أهمية التعامل اللطيف والرقيق مع البنات.

فقد ورد في الحديث عن رسول الله (ص) أنه قال: (رفقاً بالقوارير ( أي بالبنات.

 وهذا الحديث يشبه المرأة في رقتها ومشاعرها واحاسيسها بالقوارير والأوعية الزجاجية والخزفية فهي قابلة للكسر والتحطم إذا لم يحسن الإنسان حملها ومراعاتها، وكذلك  المرأة إن لم يتم التعامل معها بالمراعاة والمدارة لعواطفها ومشاعرها فإنها تشعر بالإنكسار .

لذلك ينبغي أن يكون التعامل مع النساء مع البنات والزوجات في غاية الرفق، لأن مشاعر المرأة أقرب ما تكون للانكسار اذا تم التعامل معها بشدة أو بإسلوب قاس، أو في حال اهمالها والتعامل معها بجفاء .

وفي نص آخر عن علي (ع):المرأة ريحانة وليست بقهرمانة  .

 والقهرمان هو الشخص الموكل بجباية أموال الخراج من الناس، فمثل هذا الشخص غالبا ما تكون علاقته بالناس وعلاقة الناس به قائمة على الشدة والمناكفة والتحدي.

 ان هذا النص يريد أن يقول بأن علاقتك أيها الرجل مع زوجتك لا ينبغي أن تكون قائمة على أساس المناكفة والتحدي، بل على العكس من ذلك تماماً، فهي ريحانة ينبغي التعامل معها بلطفوبرقة.

وفي حديث ثالث مروي عن النبي(ص(يقول: من دخل السوق فاشترى تحفة فحملها إلى عياله كان كحامل صدقة إلى قوم محاويج, وليبدأ بالإناث قبل الذكور, فإن من فرح ابنته فكأنما أعتق رقبة من ولد إسماعيل.

  وهذا يشير إلى أهمية مراعاة المشاعر والأحاسيس للبنات تحديدا, والتعامل اللين معهن ,وإعطاء المرأة عموماً حقوقها التي ضمنها الإسلام .

اليوم هناك إفراط وتفريط في التعاطي مع المرأة في العالم .

الغرب مثلاً  يفرط في إعطائها الحرية بلا حدود ولا ضوابط ولا قيود , ويتعاطى مع المرأة غالباً كسلعة للدعاية والإعلان والتسويق واستقطاب الزبائن.

بينما بعض الأنظمة الفاشلة كالسعودية تسلب المرأة أبسط حقوقها, وتمنعها من العمل, والقيادة, والمشاركة, والتعبير عن أرائها ومواقفها, والمطالبة بحقوقها, وتتعاطى مع المرأة كمجرد أداة للإستمتاع الجنسي.

اليوم ليست المرأة وحدها هي التي تقمع بل الشعوب تقمع وتضطهد وتقتل كما في البحرين واليمن، وأعدانا يطمعون في أرضنا ومياهنا ومواردنا وثرواتنا .

 

 

محاولات اسرائيل الاستيلاء على حقوق لبنان وثرواته الطبيعية ليست جديدة ولا بعيدة عن الأطماع والأهداف الاسرائيلية في لبنان، بل هي تأتي انسجاماً مع الأطماع التاريخية لاسرائيل بأرضنا ومياهنا ونفطنا.

فاسرائيل منذ نشوء كيانها لها أطماع في لبنان، وقد حاولت تحقيق أطماعها من خلال اعتداءاتها وحروبها المتكررة على لبنان، ولكن بفعل تصدي الشعب اللبناني والجيش والمقاومة فشلت إسرائيل في تحقيق أطماعها وأهدافها.

واليوم على إسرائيل أن تيأس من تحقيق أطماعها النفطية في لبنان وأن تحذر من رد فعل لبنان والمقاومة على أي اعتداء أو عدوان على لبنان أو على ثرواته النفطية.

فالموقف الرسمي الحاسم في التمسك بالسيادة والحقوق والموقف الحازم للمقاومة الذي عبر عنه سماحة الأمين العام في ذكرى القادة الشهداء وجهوزية المقاومة للمبادرة إلى وقف العمل في محطات الغاز في فلسطين المحتلة خلال ساعات إذا طلب مجلس الدفاع الأعلى ذلك هو موقف جدي وليس مجرد تهويل أو حرب نفسية.

المقاومة بما تملكه من عزم وإرادة وتصميم وقوة وجدية قادرة وجاهزة للرد على أي اعتداء يطال ثروات لبنان النفطية في البلوك 9 وفي غيره.

ويجب أن يكون موقف لبنان الرسمي وموقف المقاومة من أي اعتداء على الثروة النفطية حاضراً بقوة في كل الوساطات أو المفاوضات أو النقاشات التي تجري حول هذا الملف سواء مع الجانب الأمريكي أو لاحقا مع الأمم المتحدة.

فلبنان اليوم يقف موحداً في مواجهة الأطماع الاسرائيلية بثروتنا النفطية، والزمن الذي كانت تعتدي فيه إسرائيل على لبنان وعلى ثرواته من دون أن تلقى رداً موحداً ولّىّ إلى غير رجعة، فلبنان اليوم لن يكون ضحية للأطماع الاسرائيلية بعد أن أصبح قوياً ومحصناً بموقف رسمي حاسم، وبقوة المقاومة.

اليوم إسرائيل أمام معادلة جديدة يفرضها الموقف الموحد للبنان الرسمي والمقاوم وهذه المعادلة الجديدة تجعل اسرائيل تفكر طويلاً قبل ارتكاب أي مغامرة غير محسوبة النتائج.

 

                                                                        والحمد لله رب العالمين