مكانة الأم وحقها في الاسلام

إن شكر الأم وبرّها يعني: أن تحسن عشرتها، وتوقرها وتحترمها، وتخفض جناحك لها بأن تتذلل أمامها وتتواضع لها مهما كنت كبيراً وعظيماً، أن تطيعها وتطلب رضاها في كل أمر وفي كل شأن، أن لا ترفع صوتك في وجهها بل أن لا تقول لها أف.. هذا إن كانت حية,وأما إذا كانت ميتة فأن تدعو لها بالرحمة وأن تستغفر لها، وأن تتصدق عنها، وتهديها ثواب الأعمال الصالحة.

 

الشيخ دعموش: المقاومة صنعت معادلات ليس بمقدور الإسرائيلي تغييرها من دون ردّ حاسم.

الشيخ دعموش: حق الأم بالبر والأحسان هو حق ثابت في الإسلام في كل الأحوال.

خلاصة الخطبة

تناول سماحة الشيخ علي دعموش خلال خطبة الجمعة بمناسبة عيد الأم الحديث عن مكانة الأم وحقها في الاسلام فاعتبر: أن الأم نعمة إلهية على الإنسان،احتشدت في شخصيتها كل معاني الحب والحنان والعطف والرأفة والعطاء والإيثار والتضحية والصبر والتحمّل، تحمل التعب والسهر والعناء والأرق والهم والغم والمكاره، وتحمل الآلام، آلام الحمل والولادة والرضاعة والحضانة والتربية..

وقال: حق الأم على الإنسان أن يتذكر دائماً كل تلك المراحل الصعبة التي مرت بها الأم خلال حملها به ورعايتها وتربيتها له، ليرد بعضاً مما قدمته من أجله، فيكون شاكراً وباراً بأمه..

ولفت: الى أن كل العطاءات والخدمات التي يمكن أن يقدمها الإنسان لأمه مهما كانت جليلة وعظيمة لا يمكن أن ترقى إلى مستوى ما قدمته الأم لولدها..

وأضاف: لذلك فإن شكرها حق الشكر وبما يليق بتضحياتها يحتاج إلى عون وتسديد وتوفيق من الله سبحانه كما يقول الإمام زين العابدين (ع): (فتشكرها على قدر ذلك، ولا تقدر عليه إلا بعون الله وتوفيقه).

وأوضح الشيخ دعموش معنى البر بالأم فقال: إن شكر الأم وبرّها يعني: أن تحسن عشرتها، وتوقرها وتحترمها، وتخفض جناحك لها بأن تتذلل أمامها وتتواضع لها مهما كنت كبيراً وعظيماً، أن تطيعها وتطلب رضاها في كل أمر وفي كل شأن، أن لا ترفع صوتك في وجهها بل أن لا تقول لها أف.. هذا إن كانت حية.

وأما إذا كانت ميتة فأن تدعو لها بالرحمة وأن تستغفر لها، وأن تتصدق عنها، وتهديها ثواب الأعمال الصالحة.

وأكد: أن حق الأم بالبر هو حق ثابت في الإسلام في كل الأحوال وأن الشرك وعدم صلاح الأم لا يلغي حقها بالبر والوفاء والمعاملة بالمعروف.. وكذلك تقصير الأم تجاه ولدها لا يلغي حقها في الشكر والإحسان.

معتبراً : أن على الأم في المقابل أن تحسن تربية أولادها عندما يكونوا صغاراً، وأن تساعدهم وتعينهم عندما يصبحون كباراً بالغين وراشدين، بتقديم النصائح المناسبة، لهم ليتمكنوا من أخذ قراراتهم بشكل مستقل بعيداً عن ممارسة الضغوط.

وقال: احترام الولد لأمه لا يعني أن تسيطر الأم على شخصية الولد وتفرض عليه قناعاتها في الدراسة أو في الزواج أو في نوعية العمل والوظيفة أو في أي مجال من مجالات الحياة، لأن الطاعة للوالدين إنما تكون واجبة عندما يكون الولد صغيراً أما عندما يكبر ويبلغ ويصبح راشداً فإن الإحسان هو المطلوب وليس الطاعة ، والإحسان يعني أن يأخذ الأبن رغبة الأم والأب بعين الاعتبار فيقدم رغبتهما على رغبته إن كان ذلك ممكناً..

كذلك ليس من حق الأم أن تزوج ابنتها بحسب قناعتها ورأيها، لأنه ليس للأم حق الطاعة في موضوع اختيار الزوج ، وإنما للأب حق الموافقة على الزوج عندما تكون البنت بكراً.

كذلك على الأم أن تساعد ابنتها عندما تتزوج وتصبح في بيتها الزوجي على الاستقلال في إدارة شؤون حياتها الزوجية مع زوجها.. وليس لها أن تتدخل في تفاصيل الحياة الزوجية للابن أو البنت لأن الحياة الاجتماعية والزوجية لا تستقر مع كثرة التدخلات، بل إن إصدار الأوامر والآراء الملزمة من قبل الأم في كل تفصيل من تفاصيل حياة ابنتها وفي كل مفردة من مفرداتها قد يؤدي إلى تخريب وتدمير الحياة الزوجية.

كذلك لا طاعة للأم في معصية الله، فإذا شجعت الأم أولادها على سلوك فيه معصية لله أو فيه فساد للأسرة، كما لو شجعت بناتها على عدم الحجاب أو على السهر والاختلاط أو على الرقص أو الذهاب إلى البحر بعنوان الانفتاح وعدم التعقيد والتزمت، أو بعنوان أن الحجاب تخلف، ويحجب جمال الفتاة أو ما شاكل ذلك ففي مثل هذه الحالات ليس للأم حق الطاعة ، لأنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق.

كذلك لا يعتبر الولد عاقاً لوالديه إذا لم يستجب لطلب أمه أو أبيه في عدم الذهاب إلى قتال العدو عندما يكون تكليف الإنسان وواجبه الشرعي المشاركة في الجهاد.. الإسلام يراعي عاطفة الأم ويقدر خوفها وخشيتها على ولدها ويقدر مشاعرها وإحاسيسها تجاهه، لكن لا ينبغي أن يكون ذلك عائقاً يمنع الإنسان من القيام بواجبه وتكليفه الشرعي.

وأشار الشيخ دعموش: الى أن الأم بدل أن تكون عائقاً أمام ولدها تمنعه من القيام بواجبه يمكنها أن تكون حافزاً تدفع بأولادها نحو ساحات الجهاد والمقاومة ليقوموا بواجباتهم ومسؤولياتهم الجهادية.. وهذا هو حال أمهات الشهداء في كربلاء حيث كنَّ يدفعن بأبنائهن للقتال بين يدي أبي عبدالله الحسين(ع) ، وهذا هو حال أمهات الشهداء أيضاً في المقاومة الإسلامية اللاتي قدمن فلذات أكبادهن بكل فخر واعتزاز في مواجهة الاحتلال الصهيوني وفي مواجهة التكفيريين.

وأكد: انه ببركة دمائ الشهداء صُنعت معادلات لم يعد الإسرائيلي قادراً على تغييرها مهما فعل، فليس بمقدور الإسرائيلي أن يغير قواعد الاشتباك من طرف واحد من دون أن يلقى رداً حاسماً من المقاومة، وبالتالي على الإسرائيلي أن يعرف أنه مقابل كل عدوان يحاول من خلاله خرق معادلة الردع لمصلحته عليه أن يتوقع رداً يعيد تثبيت هذه المعادلة.

وأضاف: إذا كان العدو يرى أن انخراط المقاومة في مواجهة التكفيريين في سوريا سيجعلها ضعيفة ومقيدة ومنشغلة عن اعتداءاته فهو واهم ومخطئ، لإن انشغال المقاومة في سوريا لم ولن يكون على حساب استعدادها وجهوزيتها الدائمة لمواجهة أي عدوان أو حماقة يمكن أن يرتكبها الإسرائيلي بحق بلدنا وشعبنا.

وقال: دعونا من كل الصراخ والكلام الاستهلاكي المكرر ضد حزب الله والمقاومة الذي سمعناه وسمعه اللبنانيون من بعض الموتورين في جلسات المجلس النيابي وفي غيره.. في النهاية أذعن الجميع لمنطق المقاومة ولحق المقاومة ،وتم تثبيت هذا الحق في البيان الوزاري، ولن يكون هذا البيان بياناً لهذه الحكومة فقط بل سيكون بياناً وزارياً لكل الحكومات القادمة إن شاء الله.

معتبراً: أن إقرار البيان الوزاري بالشكل الذي انتهى إليه يعدّ إنجازاً كبيراً وقوياً لحزب الله وللمقاومة ولكل حلفائها.. وهو أثبت أننا أقوياء بحقنا وبقضيتنا وأنه لا يمكن لأحد لا في الداخل ولا في الخارج أن يشطبنا أو أن يشطب هذه المقاومة مهما بلغ سعيه وكيده وأحقاده.

 

 

نص الخطبة:

يقول الله سبحانه وتعالى: [ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهناً على وهن وفصاله في عامين أن اشكر لي ولوالديك إليَّ المصير] ـ لقمان/ 14.

في عيد الأم نبارك لكل الأمهات وبالأخص لأمهات الشهداء هذه المناسبة العظيمة التي نستحضر فيها مكانة الأم وعظمة الأم وحق الأم.

الأم التي أوصانا الله بالأحسان إليها والوفاء لها والبر بها.

الأم نعمة إلهية على الإنسان، وقد احتشدت في شخصيتها كل معاني الحب والحنان والعطف والرأفة والعطاء والإيثار والتضحية والصبر والتحمّل، تحمل التعب والسهر والعناء والأرق والهم والغم والمكاره، تحمل الآلام، آلام الحمل والولادة والرضاعة والحضانة والتنشئة والتربية..

يكفي أن يتذكر الإنسان ما صنعته الأم معه، كيف حملته في بطنها، وكيف رعته وحمته وحفظته بكل جوارحها، وكيف ضحت من أجله، كيف تعبت من أجل أن يرتاح ،وكيف سهرت من أجل أن ينام، وكيف جاعت من أجل أن يشبع، وكيف تابعت تربيته حتى صار إنسان سوياً في المجتمع.

يقول الإمام زين العابدين (ع) عن حق الأم: (فحق أمك أن تعلم أنها حملتك حيث لا يحمل احد أحداً، وأطعمتك من ثمرة قلبها ما لا يُطعم أحدٌ أحداً، وأنها وقتك بسمعها وبصرها ويدها ورجلها وشعرها وبشرها وجميع جوارحها، مستبشرة بذلك فرحة، محتملة لما فيه مكروهها وألمها وثقلُها وغمُها، حتى دفعتها عنك يدُ القدرة وأخرجتك إلى الأرض، فرضيتْ أن تشبع وتجوع هي، وتكسوك وتعرى، وترويك وتظمأ، وتظلك وتضحي وتنعمك ببؤسها، وتلذذك بالنوم بأرقها ، وكان بطنها لك وعاءً، وحجرُها لك حواءً، وثديُها لك سِقاءً، ونفسُها لك وِقاءً، تباشرُ حر الدنيا وبردَها لك ودونك، فتشكرها على قدر ذلك ولا تقدر عليه إلا بعون الله وتوفيقه).

كل واحد منا يعلم أن أمه حملته وتحملت المتابع والآلام من أجله، لكن على الإنسان أن يتذكر هذه التضحية العظيمة من الام دائماً وأبداً، لأن ذلك هو الذي يدفعه نحو البر بها والإحسان إليها والشكر لها.

أما نسيان ذلك فقد يدفع الإنسان إلى التعامل مع أمه بغير ما تستحق من الشكر والوفاء والمعروف.. والغفلة عن تضحيات الام قد تجعل الإنسان يتعامل مع أمه بما لا يليق بتلك التضحيات وبذلك التعب الذي لا يتحمله أحد تجاه أحد.

حق الأم على الإنسان أن يتذكر دائماً كل تلك المراحل الصعبة التي مرت بها الأم خلال حملها به ورعايتها وتربيتها له، ليرد بعضاً مما قدمته من أجله، فيكون شاكراً وباراً بأمه..

إن كل العطاءات والخدمات التي يمكن أن يقدمها الإنسان لأمه مهما كانت جليلة وعظيمة لا يمكن أن ترقى إلى مستوى ما قدمته الأم لولدها..

يروى أن رجلاً كان بالطواف حاملاً أمه يطوف بها، فسأل النبي (ص) هل أديتُ حقها يا رسول الله؟ فقال (ص): لا، ولا بزفرة واحدة . أي من زفرات الطلق والولادة.

ولذلك فإن شكرها حق الشكر وبما يليق بتضحياتها يحتاج إلى عون وتسديد وتوفيق من الله سبحانه كما يقول الإمام زين العابدين (ع): (فتشكرها على قدر ذلك، ولا تقدر عليه إلا بعون الله وتوفيقه).

وشكر الأم وبرّها يعني: أن تحسن عشرتها، وتوقرها وتحترمها، وتخفض جناحك لها بأن تتذلل أمامها وتتواضع لها مهما كنت كبيراً وعظيماً، أن تطيعها وتطلب رضاها في كل أمر وفي كل شأن، أن لا ترفع صوتك في وجهها بل أن لا تقول لها أف.. هذا إن كانت حية.

أما إذا كانت ميتة فأن تدعو لها بالرحمة وأن تستغفر لها، وأن تتصدق عنها، وتهديها ثواب الأعمال الصالحة.

ففي الحديث عن الإمام الصادق (ع): ما يمنع الرجل منكم أن يبرّ والديه حيين وميتين ، يصلي عليهما ويتصدق ويصوم ويحج عنهما فيكون الذي صنع لهما، وله مثل ذلك فيزيده الله ببره وصلته اجراً كبيراً.

ومن عظيم ما جاء به الإسلام أنه أمر ببر الأم وشكرها حتى وإن كانت مشركة أو غير صالحة، فحق الأم بالبر هو حق ثابت في الإسلام في كل الأحوال سواء كانت مؤمنة أو كافرة أو مشركة ؟، وسواء كانت صالحة أو غير صالحة.

ولذلك يقول الله تعالى: [وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم، فلا تطعمها وصاحبهما في الدنيا معروفاً، واتبع سبيل من أناب إليَّ، ثم إليَّ مرجعكم فأنبئكم بما كنتم تعملون] ـ لقمان / 15.

فالشرك وعدم الصلاح لا يلغي حق الأم بالبر والوفاء والمعاملة بالمعروف..

كذلك تقصير الأم تجاه ولدها لا يلغي حقها في البر والشكر والإحسان ، فإذا قصرت الأم بحق ولدها فلم تلتفت إليه ولم تعتني به وأهملت رعايته وتربيته ـ وهذا يحصل في حالات طلاق الأم من الأب وابتعاد الأم عن أولادها - فإن ذلك لا يلغي حقها.

فالأحسان والبر بالأم التزام وحق يجب الوفاء به حتى لو كانت الأم مخطئة ومقصرة بحق ولدها.

[وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحساناً].

الإحسان مطلوب على كل حال وإذا كانت الأم مقصرة فالله هو الذي يحاسبها، أما الابن فعليه أن يقوم بواجبه تجاهها.

في المقابل على الأم أن تحسن تربية أولادها عندما يكونوا صغاراً، وأن تساعدهم وتعينهم عندما يصبحون كباراً بالغين وراشدين، بتقديم النصائح المناسبة، لهم ليتمكنوا من أخذ قراراتهم بشكل مستقل بعيداً عن ممارسة الضغوط.

احترام الولد لأمه لا يعني أن تسيطر الأم على شخصية الولد وتفرض عليه قناعاتها في الدراسة أو في الزواج أو في نوعية العمل والوظيفة أو في أي مجال من مجالات الحياة، لأن الطاعة للوالدين إنما تكون واجبة عندما يكون الولد صغيراً أما عندما يكبر ويبلغ ويصبح راشداً فإن الإحسان هو المطلوب وليس الطاعة ، والإحسان يعني أن يأخذ الأبن رغبة الأم والأب بعين الاعتبار فيقدم رغبتهما على رغبته إن كان ذلك ممكناً..

مثلاً إذا طلبت الأم من إبنها التخصص في مجال دون مجال في دراسته الجامعية أو أن يعمل في هذا المجال دون ذلك المجال ، أو في هذه الوظيفة دون تلك .. فإن عليه أن يأخذ رغبتها بعين الاعتبار ويقدمها على رغبته، إلا إذا اعتبر أن مصلحته في الرأي الآخر فالقرار في هذه الحالة يعود للابن ولا تستطيع الأم أن تلزمه تحت عنوان الطاعة، لأنه بعد البلوغ تكون علاقة الولد بأمه علاقة إحسان وليس علاقة إلزام وطاعة.

كذلك ليس من حق الأم أن تزوج ابنتها بحسب قناعتها ورأيها، لأنه ليس للأم حق الطاعة في موضوع اختيار الزوج ، وإنما للأب حق الموافقة على الزوج عندما تكون البنت بكراً.

نعم من حق الأم أن تبدي وجهة نظرها وأن تقدم النصائح والتوجهات من موقع الخبرة والتجربة ، ومن المفيد أن تراعي البنت أمها بأن تأخذ بعين الاعتبار نصائحها ورأيها.

كذلك على الأم أن تساعد ابنتها عندما تتزوج وتصبح في بيتها الزوجي على الاستقلال في إدارة شؤون حياتها الزوجية مع زوجها.. وليس لها أن تتدخل في تفاصيل الحياة الزوجية للابن أو البنت لأن الحياة الاجتماعية والزوجية لا تستقر مع كثرة التدخلات، بل إن إصدار الأوامر والآراء الملزمة من قبل الأم في كل تفصيل من تفاصيل حياة ابنتها وفي كل مفردة من مفرداتها قد يؤدي إلى تخريب وتدمير الحياة الزوجية.

هناك زيجات تُهدم وبيوت تدمر من وراء تصرف أمهات يتدخلن في حياة أولادهن بشكل دائم.

كذلك لا طاعة للأم في معصية الله، فإذا شجعت الأم أولادها على سلوك فيه معصية لله أو فيه فساد للأسرة، كما لو شجعت بناتها على عدم الحجاب أو على السهر والاختلاط أو على الرقص أو الذهاب إلى البحر بعنوان الانفتاح وعدم التعقيد والتزمت، أو بعنوان أن الحجاب تخلف، ويحجب جمال الفتاة أو ما شاكل ذلك ففي مثل هذه الحالات ليس للأم حق الطاعة ، لأنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق.

كذلك لا يعتبر الولد عاقاً لوالديه إذا لم يستجب لطلب أمه أو أبيه في عدم الذهاب إلى قتال العدو عندما يكون تكليف الإنسان وواجبه الشرعي المشاركة في الجهاد.. الإسلام يراعي عاطفة الأم ويقدر خوفها وخشيتها على ولدها ويقدر مشاعرها وإحاسيسها تجاهه، لكن لا ينبغي أن يكون ذلك عائقاً يمنع الإنسان من القيام بواجبه وتكليفه الشرعي.

والأم بدل أن تكون عائقاً أمام ولدها تمنعه من القيام بواجبه يمكن أن تكون حافزاً تدفع بأولادها نحو ساحات الجهاد والمقاومة ليقوموا بواجباتهم ومسؤولياتهم الجهادية.. وهذا هو حال أمهات الشهداء في كربلاء حيث كنَّ يدفعن بأبنائهن للقتال بين يدي أبي عبدالله الحسين(ع) ، وهذا هو حال أمهات الشهداء أيضاً في المقاومة الإسلامية اللاتي قدمن فلذات أكبادهن بكل فخر واعتزاز في مواجهة الاحتلال الصهيوني وفي مواجهة التكفيريين.

هؤلاء الشهداء الذين ببركة دمائهم صُنعت معادلات لم يعد الإسرائيلي قادراً على تغييرها مهما فعل، ليس بمقدور الإسرائيلي أن يغير قواعد الاشتباك من طرف واحد من دون أن يلقى رداً حاسماً من المقاومة، وبالتالي على الإسرائيلي أن يعرف أنه مقابل كل عدوان يحاول من خلاله خرق معادلة الردع لمصلحته عليه أن يتوقع رداً يعيد تثبيت هذه المعادلة.

وإذا كان العدو يرى أن انخراط المقاومة في مواجهة التكفيريين في سوريا سيجعلها ضعيفة ومقيدة ومنشغلة عن اعتداءاته فهو واهم ومخطئ، لإن انشغال المقاومة في سوريا لم ولن يكون على حساب استعدادها وجهوزيتها الدائمة لمواجهة أي عدوان أو حماقة يمكن أن يرتكبها الإسرائيلي بحق بلدنا وشعبنا.

ومواجهة أي عدوان إسرائيلي بالتوقيت والأسلوب والكيفية والوسيلة التي تراها المقاومة هو حق للمقاومة تم تثبيته أخيراً في البيان الوزاري وفي الحكومة التي نالت الثقة بالأمس.

دعونا من كل الصراخ والكلام الاستهلاكي المكرر ضد حزب الله والمقاومة الذي سمعناه وسمعه اللبنانيون من بعض الموتورين في جلسات المجلس النيابي وفي غيره.. في النهاية أذعن الجميع لمنطق المقاومة ولحق المقاومة ،وتم تثبيت هذا الحق في البيان الوزاري، ولن يكون هذا البيان بياناً لهذه الحكومة فقط بل سيكون بياناً وزارياً لكل الحكومات القادمة إن شاء الله.

إن إقرار البيان الوزاري بالشكل الذي انتهى إليه يعدّ إنجازاً كبيراً وقوياً لحزب الله وللمقاومة ولكل حلفائها.. وهو أثبت أننا أقوياء بحقنا وبقضيتنا وأنه لا يمكن لأحد لا في الداخل ولا في الخارج أن يشطبنا أو أن يشطب هذه المقاومة مهما بلغ سعيه وكيده وأحقاده.

والحمد لله رب العالمين