المسؤولية تجاه الوالدين

عن الإمام الصادق (ع): ما يمنع الرجل منكم أن يبرّ والديه حيّين وميتين، يصلي عنهما، ويتصدق ويصوم ويحج عنهما، فيكون الذي صنع لهما، وله مثل ذلك فيزيده الله ببره وصلته أجراً كثيراً.

 

خلاصة الخطبة

الشيخ دعموش في خطبة الجمعة: أمريكا شريك كامل للعدو الصهيوني في كل جرائمه  في فلسطين ولبنان وسوريا.

اعتبر سماحة الشيخ علي دعموش في خطبة الجمعة: أن المواقف التي أطلقها أوباما في كيان العدو تأتي في سياق التأكيد الأمريكي على الالتزام الكامل والدائم للكيان الصهيوني وسياساته العدوانية والإجرامية في المنطقة.

وقال: لقد كان واضحاً من تصريحات ومواقف أوباما أنه لا يقيم وزناً للحكومات العربية والإسلامية, ويتنكر لأبسط الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني, وهو لم يصغِ لأي من المطالب الفلسطينية المحقة, لا حق العودة ولا حق الفلسطينيين بالقدس, ولا وقف الاستيطان الذي يُهوّد كل شيء في فلسطين.

ورأى: أن هذه المواقف تؤكد من جديد أنه لا جدوى في كل المشاريع التفاوضية والتسووية, وأنه لا خيار إلا المقاومة والالتفاف حولها كسبيل وحيد لاسترجاع الأرض والحرية والمقدسات.

وأضاف: نحن لم نتفاجأ أبداً بخطاب أوباما الذي هو تكرار لمعزوفة المواقف الأمريكية المملة والمعادية, لكن لا يجب أن ينسى العالم أن أمريكا هي أمُ الإرهاب في العالم, وهي التي تزرع الحرب والدمار والقتل والإرهاب في أفغانستان وباكستان والعراق وفلسطين وسوريا..وهي شريك كامل للعدو الصهيوني في كل جرائمه التي ارتكبها في فلسطين ولبنان  وسوريا.

وشدد: على أن جريمة التفجير الذي حصل في مسجد الإيمان في دمشق بالأمس وأودى بحياة العلامة الشهيد الشيخ محمد سعيد رمضان البوطي وعشرات المصلين العابدين لله, هي جريمة ضد الدين والأخلاق والقرآن وضد الإسلام والمسلمين.. بل هي من الجرائم التي يجب أن تسجل في عداد الجرائم ضد الإنسانية, لأنها جريمة تعدت حدود الفظاعة والإرهاب والإجرام, وهي تكشف من جديد طبيعة الصراع الدائر في سوريا وخلفياته، وهذا ما يدعونا ويدعو الشعب السوري إلى المزيد من الوعي لطبيعة ما يجري, والوقوف صفاً واحداً في مواجهة مخطط الفتنة والتكفير والتدمير لهذه المنطقة .

 

نص الخطبة

[وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحساناً إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أفٍ ولا تنهرهما وقل لهما قولاً كريماً واخفض لهما جناج الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيراً] ـ الإسراء/ 23 ـ 24.

بمناسبة عيد الأم سأتناول في حديثي في هذه الخطبة المسؤولية الأخلاقية والإنسانية والشرعية تجاه الوالدين اللذين يعتبران جزءاً أساسياً من أركان الأسرة والعائلة .

في الآية التي تلوتها .. الله سبحانه وتعالى ينتقل وبشكل مباشر من الدعوة إلى عبادته وحده إلى الأمر بالإحسان بالوالدين [وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحساناً]. فالقرآن هنا يربط ويقرن التوحيد الذي يعتبر أهم أصل من أصول العقيدة الإسلامية مع الإحسان إلى الوالدين, وهذا الأمر تكرر في أربع سور قرآنية, حيث ذكر فيها الإحسان إلى الوالدين بعد التوحيد مباشرة.

الاولى: في سورة الإسراء التي تلوتها.

والثانية: في سورة البقرة/الآية 83: [لا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحساناً].

والثالثة: في سورة النساء/ 36/ نقرأ: [واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً وبالوالدين إحساناً].

والرابعة: في سورة الأنعام/ 15 نقرأ: [ألا تشركوا به شيئاً وبالوالدين إحساناً].

وهذا الربط أو هذا الاقتران بين التوحيد والإحسان للوالدين يدل على مدى الأهمية التي يعطيها الإسلام للوالدين.

وهذا ما تكشف عنه كلمة (وقضى) أيضاً في قوله تعالى: [وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحساناً] لأن كلمة (قضى) لها مفهوم تـأكيدي أكثر من كلمة (أمر), فلم يقل: (وأمر ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحساناً) وإنما قال: [وقضى ربك ...الخ] لأن كلمة (قضى) تعني القرار والأمر المحكم والمبرم والنهائي الذي لا نقاش فيه, وهذا يكشف عن مدى تأكيد هذه القضية ومدى أهمية الوالدين.. كالتوحيد.

كما أن هذا الاقتران يكشف عن أن أحد مصاديق العبادة لله وحده هو الإحسان للوالدين، فالإحسان للوالدين عبادة لله الواحد الأحد.. هذا كله من جانب، أما من جانب آخر:

فإن الآيتين توضحان جانباً من التعامل الأخلاقي الدقيق مع الوالدين، والاحترام الذي ينبغي أن يؤديه الأبناء للوالدين، وقد أشارت الآيتان في هذا المجال وفي هذا السياق إلى عدة أمور:

أولاً:أن الإحسان بالوالدين هو موضوع إنساني قبل أن يكون موضوعاً شرعياً أو دينياً، ولذلك فان الله سبحانه وتعالى وجه المؤمنين الى ضرورة الإحسان للوالدين حتى ولو كانا مشركين, فلا يُشترط في الوالدين أن يكونا مسلمين حتى تحسن إليهما،فهما إن كانا مسلمين يجب الإحسان إليهما, وإن كانا مشركين فالمسؤولية لا تسقط ويجب أن تحسن إليهما؛ وإن كانا على غير مذهبك يجب أن تحسن إليهما,وإن كانا على غير توجهك السياسي يجب عليك أيضاً أن تحسن إليهما, أياً كانت وضعية الوالدين من الناحية العقيدية أو من الناحية الطائفية والمذهبية أو من الناحية السياسية فإنه يجب أن يكون الموقف هو الإحسان لهما, لأن البرّ والإحسان فرض واجب على كل مؤمن تجاه أبويه مؤمنين كانا أم مشركين من نفس المذهب أم من غيره، ملتزمين أم لا، من نفس الانتماء السياسي أو مخالفين.

فلا يجوز مقاطعة الأبوين على أي حال، حتى ولو كانا مرتكبين لذنب يوجب الخلود في النار ألا وهو الشرك بالله تعالى، يقول سبحانه: [وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تُطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفا].

الكثير من الأخوة والأخوات يسألون في بعض الأحيان عن كيفية التعامل مع الوالدين غير المؤمنين وغير الملتزمين اللذين يعصيان الله ويتمردان عليه؟ والجواب: أن التعامل ينبغي أن يكون بالبر والإحسان حتى ولو بلغ الذنب منهما ما بلغ.

ولذلك روي عن معمّر بن خلاد قال: قلت لأبي الحسن الرضا (ع): أدعو لوالدي إذا كانا لا يعرفان الحق؟ قال: ادعُ لهما وتصدّق عنهما، وإن كانا حيين لا يعرفان الحق فدارهما، فإن رسول الله (ص) قال: إن الله بعثني بالرحمة لا بالعقوق.

ثانياً: أشارت الآية إلى فترة الشيخوخة، وحاجة الوالدين في هذه الفترة إلى العناية والاهتمام, وإلى المحبة والاحترام أكثر من أي فترة سابقة.

تقول الآية: [إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أفٍ].

من الممكن أن يصل الوالدان أو أحدهما في هذه المرحلة, مرحلة الشيخوخة, إلى مرحلة يكونان فيها غير قادرين على الحركة من دون مساعدة الآخرين, فيحتاجان إلى مساعدة، قد لا يستطيعان بسبب الكهولة أن يرفعا الخبائث عنهما, فيحتاجان إلى من يدخلهما إلى الحمام أو من ينظف ملابسهما ويطهرهما الخ...

وهنا يبدأ الاختبار الكبير للأبناء, فهل يعتبرون وجود مثل هذين الوالدين دليل رحمة أو أنهم يحسبون ذك بلاءاً ومصيبة وعذاباً؟.

هل لديهما الصبر الكافي لاحترام مثل هؤلاء الآباء والأمهات أم أنهم يوجهون الإهانات ويسيئون الأدب معهما ويتمنون موتهما؟!

بعض الأبناء يعتبرون هذه المرحلة مرحلة عذاب ومصيبة, والبعض يتمنى الموت لوالديه في هذه المرحلة ليتخلص من عبئهما.

الأبناء الذين لا يتحملون ولا يرحمون ولايحسنون الى الوالدين في هذه المرحلة ولا يهتمون بهما الإهتمام اللائق والمناسب, فإنهم سيسألون عن ذلك, وسيحملهم الله مسؤولية هذا التقصير وهذا العقوق.

وعلى الأبناء أن يعرفوا أنهم سيصلون الى هذه المرحلة, مرحلة الشيخوخة والعجز, فإذا لم يبروا بأبآئهم وأمهاتهم فإن أولادهم لن يبروا بهم.

تقول الآية: [إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أفٍ] حتى كلمة أف لا ينبغي أن تصدر عنك, لأن الإنسان قد يقوم بخدمة والديه في هذه المرحلة ولكنه يتأفف ويبدي انزعاجه, بل قد يرتفع صوته على والديه في بعض الأحيان من شدة التعب.. وكل ذلك لا ينبغي أن يواجه الانسان به والديه.

 الآية توجه الأبناء إلى أن لا يبخلوا على الوالدين, حتى وهما في هذه الحالة, بأي شكل من أشكال العطف والمحبة, وأن لا يؤذوهما بأن يجرحوا مشاعرهما وعواطفهما بأقل إهانة, حتى بكلمة أفٍ [فلا تقل لهما أفٍ ولا تنهرهما] وإنما كن بمستوى هذا الإختبار.. واصبر, وتحمل مسؤوليتك, وقم بواجبك تجاه والديك الكبيرين العاجزين.

ثالثاً: لا بد من استمرار هذه المسؤولية .. مسؤولية الإحسان الى الوالدين حتى بعد وفاتهما، لأن بعض الناس قد يظن أن المسؤولية ترتفع عنه تجاه والديه بعد موتهما, وهذا غير صحيح, فوجوب البر بهما مطلوب حتى بعد وفاتهما, من خلال التصدّق عنهما, وإهدائهما ثواب الأعمال الصالحة، والصلاة والصيام بالنيابة عنهما, والإستغفار لهما, والدعاء لهما بالرحمة والمغفرة، كما قال سبحانه وتعالى: [وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيراً].

جاء رجل إلى رسول الله (ص) فقال له: أوصني، يا رسول الله.

فكان من جملة الوصية أن قال له الرسول (ص): ووالديك فأطعهما وبرّهما حيّين كانا أو ميتين.

وفي الحديث عن الإمام الصادق (ع): ما يمنع الرجل منكم أن يبرّ والديه حيّين وميتين، يصلي عنهما، ويتصدق ويصوم ويحج عنهما، فيكون الذي صنع لهما، وله مثل ذلك فيزيده الله ببره وصلته أجراً كثيراً.

بعض الناس يظن بأنه إذا صلى ركعتين عن والديه لا يلحقه ثواب, وهذا خطأ.. بل يلحقه ثواب ركعتين وأزيد أيضاً, وكذلك عندما يصوم ويحج عنهما,وكذلك عندما يتصدق ويقوم عنهما بأي عمل صالح فإن ثواب ذلك العمل الصالح يلحقه كما يلحق والديه,ويزيده الله على ذلك أجراً كثيراً, ولذلك فإن الأب والأم هما نعمة، حيّين أو ميتين.

رابعاً: لقد أكد الإسلام على مقام الوالدين والبر بهما معاً، خصوصاً الأم التي أُعطيت مكانة مميزة.

 فعن الإمام زين العابدين (ع) في رسالة الحقوق: (أما حق أبيك فأن تعلم أنه أصلك، وأنك لولاه لم تكن، فمهما رأيت في نفسك مما يعجبك فاعلم أن أباك أصلُ النعمة عليك فيه، فاحمد الله واشكره على ذلك، ولا قوة إلا بالله).

فإن الإنسان مهما بلغ حجمه الإجتماعي أو السياسي فإن عليه أيعلم ويتذكر بأن أباه هو أصل كل النعم عليه ولولاه لم يكن.

(وأما حق أمك, فأن تعلم أنها حملتك حيث لا يحتمل أحد أحداً، وأعطتك من ثمرة قلبها ما لا يُعطي أحد أحداً، ووقتك بجميع جوارحها ولم تُبالِ أن تجوع وتُطعمك, وتعطش وتسقيك، وتعرى وتكسوك، وتضحي وتُظللك, وتهجر النوم لأجلك، ووقتك الحرّ والبرد لتكون لها، وأنك لا تطيق شكرها إلا بعون الله وتوفيقه).

وقد روي ما مضمونه أن شخصاً حمل والدته على كتفيه وراح يطوف بها حول الكعبة، وعندما رأى النبي (ص) سأله: هل أدّيت حقها يا رسول الله؟

فقال له النبي (ص): لا, ولا بزفرة واحدة. ويقصد بالزفرة الواحدة الوجعة الواحدة، أو الطلقة الواحدة، التي تغشى الأم حين الولادة والوضع.

وهذا يعني أن الإنسان مهما فعل تجاه والديه فإنه لن يفيهما حقهما عليه

وتأسيساً على هذا الفهم للآيات والرويات يجب أن نعرف أن المطلوب من الأبناء تجاه الوالدين مجموعة خطوات:

1 ـ عدم إيذائهما, وعدم الإساءة إليهما, وهذا أضعف الإيمان [فلا تقل لهما أفِ].

ولو أن الله وجد في اللغة ، أخفّ من كلمة [أُفٍّ] لاستخدمها في الآية.

[ولا تنهرهما]: لا ترفع صوتك فوق صوتهما, لا تنظر إليهما نظر ماقت أي غاضب أو مبغض أو حاقد؛ ففي الحديث عن الصادق (ع): من نظر إلى أبويه نظرة ماقت لهما وهما ظالمان له لم يقبل الله له صلاة.

2 ـ إطاعتهما وعدم معصيتهما في شيء, إلا إذا أمرا بترك الواجب أو فعل المعصية, فإنه بطبيعة الحال لا يجوز إطاعتهما في ذلك؛ لأنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق.  أما في موضوع الجهاد ـ وهذا موضوع كبير وخطير ـ فالجهاد الواجب لا يحتاج إلى إذن الوالدين، وإنما على الإنسان أن يقوم بتكليفه حتى مع عدم رضاهما, ومع ذلك فللوالدين مكانة عظيمة عند الله ورسوله (ص)، فقد ورد أنه قد جاء أحدهم إلى رسول الله (ص) وقال له: إني رجل شابٌ نشيط وأحب الجهاد, ولي والدة تكره ذلك, فماذا أفعل يا رسول الله؟

فأجابه النبي (ص): ارجع فكن مع والدتك، فوالذي بعثني بالحق، لأنسُها بك ليلة خير من جهادك في سبيل الله سنة.

طبعاً هذا بالنسبة للجهاد المستحبّ، ولا يتعلّق بالجهاد الواجب عيناً.

3 ـ توجيه الشكر للوالدين, والدعاء والاستغفار لهما, وذكرهما بالخير. (وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيراً].

4 ـ احترامهما والإحسان إليهما: [وبالوالدين احساناً] كتقبيل يديهما إذ هي من العادات الطيبة التي يجب الإلتزام بها, وهي أقل الواجب, وكالإنفاق عليهما, ومداراتهما, والقيام بخدمتهما وقضاء حاجاتهما, وهو أقل الإحسان إليهما.

  ويجب أن نعرف أن أحد أسباب العقوق بالوالدين هو عدم تعامل الوالدين مع أبنائهما بطريقة سليمة, فعندما لا يهتم الإنسان بأولاده ولا ينفق عليهم ويهملهم ويتخلى عنهم  ولا يهتم بشؤونهم, فانهم سيتعاملون معه بنفس الطريقة عندما يكبر ويصبح عاجزاً, فإن من يتعامل مع أولاده معاملة سيئة فيتخلى عن مسؤولياته تجاههم, عليه أن يتوقع أن يتخلوا عنه عندما يكبر ويصبح عاجزاً.

وكذلك من لا ينصف أولاده ولا يتعامل معهم بالعدل والمساواة بينهم, عليه أن ينتظر العقوق من أبنائه.

فالإنسان قد يحسن متابعة أولاده والإنفاق عليهم والإهتمام بشؤونهم, ولكنه يميز بينهم في المعاملة, ويفاضل بينهم, يفرق بين الذكور والإناث, فيعامل الذكور أحسن من الإناث, والكبير أحسن من الصغير أو العكس, فإن هذا أيضاً من أسباب العقوق بالوالدين.

ولذلك عندما ينتظر الإنسان من أبنائه أن يعاملوه وفقاً للضوابط الشرعية والأخلاقية والإنسانية, عليه أيضاً أن  يلتفت في المقابل الى طريقة تعامله معهم حتى لا يخطىء في معاملته لهم فيصبح سبباً في عقوقهم له .

ومن هذا الجو ننتقل الى الواقع السياسي الذي نعيشه والى المواقف التي أطلقها أوباما في كيان العدو حول:

ـ الدعوة إلى اعتبار الكيان الصهيوني دولة يهودية صافية في المنطقة.

ـ دعوة العرب إلى التطبيع الشامل والكامل مع إسرائيل.

ـ دعوة العالم وما يسمى بالمجتمع الدولي إلى اعتبار حزب الله منظمة إرهابية.

إن كل هذه المواقف وغيرها تأتي في سياق التأكيد الأمريكي على الالتزام الكامل والدائم للكيان الصهيوني وسياساته العدوانية والإجرامية في المنطقة, لا سيما بحق فلسطين والشعب الفلسطيني وشعوب المنطقة.

 لقد ظهر كأن الذي يتحدث هو موظف في كيان العدو لا أرفع مسؤول في الإدارة الأمريكية ورئيس الولايات المتحدة.

لقد كان واضحاً من تصريحات ومواقف أوباما أنه لا يقيم وزناً للحكومات العربية والإسلامية.

ويتنكر لأبسط الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني, وهو لم يصغِ لأي من المطالب الفلسطينية المحقة, لا حق العودة ولا حق الفلسطينيين بالقدس, ولا وقف الاستيطان الذي يهود كل شيء في فلسطين.

إن هذه المواقف تؤكد من جديد أنه لا جدوى في كل المشاريع التفاوضية والتسووية, وأنه لا خيار إلا المقاومة والالتفاف حولها كسبيل وحيد لاسترجاع الأرض والحرية والمقدسات.

نحن لم نتفاجأ أبداً بخطاب أوباما الذي هو تكرار لمعزوفة المواقف الأمريكية المملة والمعادية.

لكن لا يجب أن ينسى العالم أن أمريكا هي أمُ الإرهاب في العالم, وهي التي تزرع الحرب والدمار والقتل والإرهاب في أفغانستان وباكستان والعراق وفلسطين وسوريا..

وهي شريك كامل للعدو الصهيوني في كل جرائمه التي ارتكبها في فلسطين ولبنان  وسوريا.

ولن يكون آخرها جريمة التفجير الذي حصل في مسجد الإيمان في دمشق بالأمس وأودى بحياة العشرات منهم العلامة الشهيد الشيخ محمد سعيد رمضان البوطي.

هذه الجريمة النكراء التي استهدفت بيتاً من بيوت الله, وعالماً من علماء المسلمين وعشرات المصلين العابدين لله سبحانه, هي جريمة ضد الدين والأخلاق والقرآن وضد الإسلام والمسلمين.. بل هي من الجرائم التي يجب أن تسجل في عداد الجرائم ضد الإنسانية, لأنها جريمة تعدت حدود الفظاعة والإرهاب والإجرام, وهي تكشف من جديد طبيعة الصراع الدائر في سوريا وخلفياته، وهذا ما يدعونا ويدعو الشعب السوري إلى المزيد من الوعي لطبيعة ما يجري, والوقوف صفاً واحداً في مواجهة مخطط الفتنة والتكفير والتدمير لهذه المنطقة ولكل هذه الأمة.

                                                                       والحمد لله رب العالمين