الإثنين, 06 05 2024

آخر تحديث: الجمعة, 03 أيار 2024 10pm

المقالات
خطبة الجمعة 3-5-2024 قيمة العمل لدى الامام الصادق(ع)

خطبة الجمعة 3-5-2024 قيمة العمل لدى الامام الصادق(ع)

الشيخ دعموش: التمادي في العدوان على لبنان لن يُعوّض عجز الاحتلال عن تحقيق...

خطبة الجمعة 26-04-2024 النفس محور الخطر

خطبة الجمعة 26-04-2024 النفس محور الخطر

الشيخ دعموش: التمادي في العدوان على لبنان ليس بلا ثمن شدد نائب رئيس المجلس التنفيذي...

خطبة الجمعة 19-4-2024: الادارة في المجال الدفاعي والعسكري

خطبة الجمعة 19-4-2024: الادارة في المجال الدفاعي والعسكري

الشيخ دعموش: الردُّ الإيراني هشّم صورة الكيان رأى نائب رئيس المجلس التنفيذي في...

خطبة الجمعة 12-4-2024: الورع

خطبة الجمعة 12-4-2024: الورع

الشيخ دعموش: مقابل العدوان هناك رد ‏وعقاب.. والإصرار على إطالة أمد الحرب لن يغير...

كلمة في الحفل التكريمي للشهيد علي عبد علي في الشياح 9-4-2024

كلمة في الحفل التكريمي للشهيد علي عبد علي في الشياح 9-4-2024

الشيخ دعموش: المقاومة لا تتراجع عن معادلة الرد المباشر والسريع مهما كانت التضحيات...

اللقاء العلمائي السنوي حول القدس في صيدا 6-4-2024

اللقاء العلمائي السنوي حول القدس في صيدا 6-4-2024

الشيخ دعموش من صيدا: لن نقبل أن يتوسع العدو في عدوانه من دون أن يدفع...

خطبة الجمعة 5-4-2024 مكانة المسجد الاقصى لدى المسلمين

خطبة الجمعة 5-4-2024 مكانة المسجد الاقصى لدى المسلمين

الشيخ دعموش: الحديث عن ضغوط أميركية جديدة على "إسرائيل" يبقى في دائرة...

  • خطبة الجمعة 3-5-2024 قيمة العمل لدى الامام الصادق(ع)

    خطبة الجمعة 3-5-2024 قيمة العمل لدى الامام الصادق(ع)

  • خطبة الجمعة 26-04-2024 النفس محور الخطر

    خطبة الجمعة 26-04-2024 النفس محور الخطر

  • خطبة الجمعة 19-4-2024: الادارة في المجال الدفاعي والعسكري

    خطبة الجمعة 19-4-2024: الادارة في المجال الدفاعي والعسكري

  • خطبة الجمعة 12-4-2024: الورع

    خطبة الجمعة 12-4-2024: الورع

  • كلمة في الحفل التكريمي للشهيد علي عبد علي في الشياح 9-4-2024

    كلمة في الحفل التكريمي للشهيد علي عبد علي في الشياح 9-4-2024

  • اللقاء العلمائي السنوي حول القدس في صيدا 6-4-2024

    اللقاء العلمائي السنوي حول القدس في صيدا 6-4-2024

  • خطبة الجمعة 5-4-2024 مكانة المسجد الاقصى لدى المسلمين

    خطبة الجمعة 5-4-2024 مكانة المسجد الاقصى لدى المسلمين

 
NEWS-BAR
الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 3-5-2024: التمادي في العدوان على لبنان لن يُعوّض عجز الاحتلال عن تحقيق أهدافه. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 26-04-2024: التمادي في العدوان على لبنان ليس بلا ثمن الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 19-4-2024: الردُّ الإيراني هشّم صورة الكيان الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 12-4-2024: مقابل العدوان هناك رد ‏وعقاب.. والإصرار على إطالة أمد الحرب لن يغير شيئاَ. الشيخ دعموش في الحفل التكريمي للشهيد علي عبد علي في الشياح 9-4-2024: المقاومة لا تتراجع عن معادلة الرد المباشر والسريع مهما كانت التضحيات والتداعيات. الشيخ دعموش من صيدا: لن نقبل أن يتوسع العدو في عدوانه من دون أن يدفع الثمن. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 5-4-2024: الحديث عن ضغوط أميركية جديدة على "إسرائيل" يبقى في دائرة الخداع والنفاق ما لم تُترجم هذه الضغوط المزعومة بوقف العدوان. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 29-3-2024: مهما تمادى العدو في مجازره لن تتراجع المقاومة عن مساندة غزة. الشيخ دعموش في الحفل التكريمي للشهيد علي محمد فقيه في انصارية 27-3-2024: نحن رجال الميدان وحاضرون للدفاع عن بلدنا وأهلنا إلى أقصى حد. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 22-3-2024: المقاومة لن ترضخ لشروط العدو الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 15-3-2024 المقاومة ما تزال تُمسك بالميدان وتُقاتل بقوة. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 8-3-2024: لسنا معنيين بإعطاء ضمانات للعدو الصهيوني. الشيخ دعموش في رعاية حملة الخير-ثقافة للامداد في بيروت 6-3-2024: المقاومة ستواصل حضورها في الميدان ولا يمكن أن يردعها شيء. الشيخ دعموش في الحفل التكريمي للشهيد فاروق حرب في الحلوسية 5-3-2024: قرار المقاومة هو الردّ بحزم على كل اعتداء أو استهداف. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 1-3-2024: لن تخرج المقاومة من المعركة إلّا بنصر ‏جديد. الشيخ دعموش في رعاية حفل تخريج دورة كوادر نقابية في بعلبك 25-2-2024: المقاومة على أتم الاستعداد والجهوزية للدفاع عن لبنان الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 23-02-2024: العدوانية الاسرائيلية في غزة ولبنان لا يردعها ولا يسقط اهدافها شيء سوى المقاومة والحضور في الميدان ومواجهة القتل بالقتل والتدمير بالتدمير والتصعيد بالتصعيد. الشيخ ‏دعموش في خطبة الجمعة 16-02-2024: العدو الصهيوني مأزوم في لبنان والمقاومة مصممة على ‏مقابلة التصعيد بالتصعيد. الشيخ دعموش في الاحتفال السنوي لجمعية البر والتقوى 9-2-2024: وقف العدوان على غزة هو الخيار الوحيد لوقف ‏جبهة لبنان. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 09-02-2024: العدو وصل إلى طريق ‏مسدود واستمرار العدوان لن يؤدي إلا ‏إلى المزيد من الفشل. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 2-1-2024: المقاومة وجهت للعدو رسائل نارية وأفهمته أنّه لا يمكن أن يتمادى في عدوانه على لبنان من دون أن يلقى الرد الحاسم الشيخ دعموش في اسبوع الحاج حسين مرجي: توسيع العدوان على لبنان لن يكون نزهة. الشيخ ‏دعموش في خطبة الجمعة 26-1-2024: التهويل والتهديد للبنان لن يقدم أو يُؤخّر شيئًا ولن يُثني المقاومة عن دعم غزّة. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 19-1-2024: التهديدات والرسائل التي ‏يحملها الموفدون إلى لبنان لن تقفل جبهة الجنوب طالما استمر العدوان ‏على غزة. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 12-1-2024: من يريد مساعدة "إسرائيل" على الخروج من ورطتها عليه الضغط على العدو لوقف عدوانه قبل الضغط على لبنان أو الحديث عن أي شيء آخر. الشيخ دعموش في اسبوع الشهيدين عبدالله الاسمر وعباس رمال 10-1-2024: إذا فرض العدو الحرب علينا فسنُريه من قدراتنا وبأسنا ما يجعله يندم على جرائمه وعدوانه. الشيخ دعموش في أسبوع الشهيد عبد الجليل حمزة في بلدة الخضر 07-01-2024: عمليّة ميرون نوعيّة واستراتيجيّة هزّت الكيان الصهيوني. الشيخ دعموش في اسبوع الشهيد حسين علي غزالة في بلدة عدلون 06-01-2024: المقاومة لن تقبل بفرض قواعد جديدة تمكّن العدو من التمادي في جرائمه. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 05-01-2024: كلّ جرائم العدو لن تُثني المقاومة عن القيام ‏بواجبها. الشيخ دعموش في الذكرى الرابعة للشهيد سليماني في مجمع السيدة زينب: العدوان على غزة زادنا قناعة وتمسكًا بخيار ‏المقاومة. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 29-12-2023: المقاومة في لبنان أوقعت العدو في حرب استنزاف يومية حقيقية. الشيخ دعموش في ملتقى شهيد القدس الثاني الشبابي 28-12-2023: المقاومة في غزة ولبنان مصممة على مواصلة المعركة مهما بلغت التضحيات. الشيخ دعموش في الاحتفال التكريمي للشهيد احمد الحاج علي 23_12_2023: الواقع في جنوب لبنان تحدده المقاومة وليس العدو. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 22-12-2023: ‏المقاومة لن تتردد في الرد الحاسم على أي اعتداءات جديدة. الشيخ دعموش في الحفل التكريمي للشهيد حمد يوسف في عين بعال 18_12_2023: الهمجية الإسرائيلية الأميركية لا تردعها إلاّ القوة ومعادلات المقاومة الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 15-12-2023: العدوان على غزة محكوم بالفشل الشيخ ‏دعموش في الاحتفال التكريمي للشهيد علي حسن الاتات: إذا فكّر العدو مجددًا بالاعتداء على بلدنا سنصنع انتصارًا جديدًا لوطننا وأمتنا الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 8-12-2023: المقاومة أدخلت العدو في حرب استنزاف حقيقية وهو أعجز من أن يفرض إرادته على لبنان الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 1-12-2023: المقاومة في غزة والمنطقة لن تدع ‏الإسرائيلي يحقّق أهدافه. الشيخ دعموش في اسبوع الشهيد احمد مصطفى من حولا: المقاومة لن تتردد في الرد الحاسم على أي استهداف أو اعتداء على لبنان الشيخ دعموش في حفل العباءة الزينبية من الدوير: إذا استأنف العدو عدوانه فستريه المقاومة من بأسها ما لم يرَه من قبل. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 24-11-2023: العدو الصهيوني لم يقبل بالهدنة إلا بعدما فشل في كسر المقاومة وفي كسر إرادة أهل غزة. الشيخ دعموش في الاعتصام التضامني الكبير مع غزة في الضاحية الجنوبية: إذا استمر العدوان على غزة فلا يمكن ضمان عدم توسع الحرب وتصبح كل الاحتمالات مطروحة. الشيخ علي دعموش في خطبة الجمعة 17-11-2023: سنواصل دعمنا ونصرتنا لغزة وسنستمر في استنزاف العدو على الحدود الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 10-11-2023: التوغل البري في غزة لن يحقق للعدو أهدافه ولن يوصله إلى نتيجة. الشيخ دعموش في اسبوع الشهيد علي ابراهيم رميتي في مجمع الامام علي الشياح: المقاومة لن تتسامح مع استهداف المدنيين وستردّ بشكل حاسم الشيخ دعموش في اسبوع الشهيد حسين وليد ذيب في شقرا: نقوم بما تُمليه علينا طبيعة المواجهة مع العدو. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 03-11-2023 : التفويض الغربي للعدو بالحرب المدمرة على غزة سيبقى وصمة عار في تاريخ أميركا والغرب والدول المطبعة . الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 27-10-2023: لن نترك واجبنا في نصرة غزة. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 20-10-2023: الكيان الصهيوني الغاصب زائل حتمًا. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 13-10-2023: الثبات والصمود في المواجهة الدائرة في غزة كفيل بأفشال أهداف العدو وحلفائه. الشيخ دعموش من بر الياس: السكوت عما يجري في غزة خيانة كبرى ولن نتردد في فعل كل ما نستطيعه من أجل نصرة الشعب الفلسطيني. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 1-9-2023: لولا المقاومة لكان لبنان اليوم مازال تحت الاحتلال. الشيخ دعموش: الإمام موسى الصدر كان صاحب رؤية جهادية وسياسية واضحة، كان يدعو الدولة إلى تسليح الجنوبيين من أجل الدفاع عن أرضهم لأنه كان يدرك حجم الأطماع الإسرائيلية في لبنان. الشيخ دعموش: تعلمنا من الإمام السيد موسى الصدر المقاومة وأن أرضنا المحتلة لا يمكن استعادتها الا بالجهاد والقتال والشهادة والتضحيات. الشيخ دعموش: الإمام الصدر كان من أشد الحريصين على سيادة لبنان واستقراره الداخلي وسلمه الأهلي وعيشه المشترك والإيمان به وطنًا نهائيًا لجميع أبنائه. الشيخ دعموش: نحنعلى درب هذا الإمام الكبير والعزيز سنواصل طريق المقاومة لنحمي بلدنا وخيراتنا وثرواتنا، ولن نتخلى عن فلسطين والقدس. الشيخ دعموش: لن نألو جهدًا على المستوى الداخلي للتخفيف من معاناة أهلنا والحفاظ على الاستقرار والسعي لبناء دولة قوية وعادلة، دولة خالية من الفساد والسرقات الشيخ دعموش: هناك فريق سياسي يدعو جهارًا نهارًا إلى المواجهة والفتنة ويُريد رئيسًا يجمع حوله ما يُسمى بالمعارضة من أجل مواجهة حزب الله ليحقق من حيث يدري أو لا يدري أهداف العدو الإسرائيلي في لبنان. الشيخ دعموش: هذا المنطق يكشف عن عقل يريد تخريب البلد والقضاء على كل أمل بالوصول إلى حل للأزمات السياسية والاقتصادية التي يعاني منها البلد. الشيخ دعموش: لن نقبل بوصول رئيس للجمهورية يُحقّق أهداف أعداء لبنان ويكون منصة للفتنة والحرب الأهلية كما يريد فريق التحدي والمواجهة الشيخ دعموش: ما نريده انتخاب رئيس لكل اللبنانين يحفظ وحدتهم وسلمهم الأهلي ويعمل على إنقاذ البلد وإخراجه من أزماته. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 25-8-2023: الحصار الأميركي على لبنان فشل. الشيخ دعموش: سياسة العقوبات والحصار والتجويع هي سياسة قديمة جديدة، يستخدمها المستكبرون لإخضاع الشعوب وبهدف السيطرة والهيمنة. الشيخ دعموش: هذه السياسة تستخدمها أميركا اليوم ضد الشعوب والدول الرافضة للخضوع من أجل فرض شروطها وإملاءاتها. الشيخ دعموش: استمرار الوجود الأميركي وتعزيزه، في شمال شرقي سوريا، هو لحماية "داعش" وتشديد الحصار على سوريا. الشيخ دعموش: إننا على ثقة بأنّ الشعب السوري والقيادة السورية سيتجاوزون هذه المرحلة من دون خضوع واستسلام. الشيخ دعموش: لن تثنينا الحملات الإعلامية الخبيثة عن التمسك بسلاح المقاومة والعمل بما تمليه علينا المصلحة الوطنية. الشيخ دعموش: حزب الله أولويته الأولى إنقاذ البلد وانتخاب رئيس للجمهوريّة وإعادة انتظام مؤسسات الدولة، لتقوم بدورها في خدمة الناس ومعالجة أزماتهم. الشيخ دعموش: حزب الله يعمل بكلّ أمل على إيجاد المخارج والحلول للازمات، انطلاقًا من حرصه على وحدة لبنان واستقراره الداخلي وسلمه الأهلي

حبط الأعمال (62)

الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا ونبينا أبي القاسم محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين.(ولا يزالون يقاتلونكم حتى يرُدُّوكم عن دينكم إن استطاعوا ومن يرتدد منكم عن دينه فيمُت وهو كافر فأولئك حبطت أعمالُهم في الدنيا والآخرة وأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون) البقرة/217.

هذه الآية تقرر حقيقة واقعية هي أن هدف المشركين هو القضاء على الإسلام وأن لا يبقى للإسلام عين ولا أثر في هذا العالم، ومن أجل ذلك فهم يقاتلون المسلمين ويداومون على قتالهم ويستخدمون كافة أساليب الضغط في محاربتهم ومواجهتهم حتى يرتدوا عن دينهم ويتخلوا عن إسلامهم وإيمانهم، ويعودوا كفاراً على مستوى العقيدة والعمل والممارسة.

ثم تحذر الآية المسلمين الذين قد يستسلمون أمام الضغط الذي تمارسه قوى الشرك عليهم، فيرتدون عن دينهم، وتعرفهم خطورة الارتداد والتخلي عن الدين بعد الإيمان به، وتقول: الارتداد عن الإسلام والرجوع إلى حالة الكفر والموت على هذه الحالة، يبطل أعمال الإنسان في الدنيا والآخرة ويؤدي بالإنسان إلى الخلود في النار والعذاب، تقول الآية: ومن يرتدد منكم عن دينه فيمُت وهو كافر فأولئك حبطت أعمالُهم في الدنيا والآخرة وأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون).

إذن فالآية تحذر من الارتداد باعتباره أحد عوامل وأسباب إبطال وإحباط أعمال الإنسان.

وبمناسبة الحديث عن هذه الآية نتحدث عن إحباط الأعمال وأهم عوامل وأسباب الإحباط التي اشار إليها القرآن الكريم في هذه الآية وفي غيرها من الآيات.

الحَبطُ هو بطلان العمل وسقوط تأثيره، بمعنى أن الأعمال الحسنة والخيرة التي قام بها الإنسان تفقِد تأثيرها في سعادة الإنسان ويبطل ثوابها على أثر ارتكابه لذنوب لاحقة، والحبط إنما يتعلق بالأعمال التي لها جهة حسن, أي بالأعمال الصالحة والحسنة التي يفعلها الإنسان, فالأعمال الحسنة والخيرة هي التي تبطل وتفقد قيمتها في حال أرتكاب بعض الذنوب.

جاء في الحديث عن رسول الله (ص) أنه قال: كل من يقول: سبحان الله يغرس الله له في الجنة شجرة، وكل من يقول: الحمد لله يغرس الله له في الجنة شجرة، وكل من يقول: لا إله إلا الله يغرس له الله شجرة في الجنة، وكل من يقول: الله أكبر، يغرس الله له شجرة في الجنة.

فقال له رجل من قريش: إذن اشجارنا في الجنة كثيرة. فأجاب النبي (ص): نعم، ولكن حاذروا أن تبعثوا إليها ناراً تحرقها عن بكرة أبيها، وكما قال الله سبحانه: (يا ايها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول ولا تبطلوا أعمالكم).

أي كما تزرعون بأعمالكم الحسنة أشجاراً في الجنة، فإنكم بأعمالكم السيئة تضرمون ناراً تحرقون بها تلك الحسنات التي تعبتم في تحقيقها.

والذي يستفاد من القرآن الكريم والآيات المختلفة أن هناك نوعاً من الذنوب والمعاصي تؤدي إلى حبط العمل وإفساده, وهذا النوع من الذنوب يعتبر من أهم عوامل إحباط وإفساد الأعمال وبطلانها.

ويأتي في مقدمة هذه الذنوب ذنب الارتداد عن الإسلام والإيمان, كما أشارت إليه الآية التي نفسرها، فالرجوع من الإيمان إلى الكفر يؤدي إلى حبط أعمال الإنسان في الدنيا والآخرة، وبناءاً على هذا تحبط كل أعمال الإنسان إن مات وهو كافر، باعتبار أن ذنب الارتداد عظيم إلى درجة كبيرة تغطي على كل الحسنات والأعمال الصالحة السابقة.

ومن جملة المعاصي التي تبطل الأعمال وتفسد الحسنات، في الدنيا والآخرة، الكفر بآيات الله والجحود بالحق ومعاندة الحق، ولا يكون الجحود إلا في الحالة التي يدرك فيها الإنسان الحق ومع ذلك فهو يخالفه ويتمرد عليه ولا يسلم به، وبعبارة أخرى: الجحود هو أن يسلم العقل والفكر بالحق بسبب المنطق والدليل والبرهان وتصبح الحقيقة واضحة جلية لديه ولكن روح الإنسان وإحساسه يأبيان التسليم والإذعان للحق تعالياً وتكبراً عليه.

فإذا كان الإنسان يملك روحاً كافرة متمردة على الحق في الوقت الذي يعرف فيه الحقيقة ويدركها تماماً ويفهمها تماماً، هذا الإنسان تحبط جميع أعماله الخيرة وتبطل جميع حسناته، بمعنى أن اعمال الخير التي قد يقوم بها الكافر والجاحد أحياناً، كالإنفاق الذي ينفقه على بعض المحتاجين أو كالمؤسسات الخيرية التي ينشأها لمساعدة الناس، مثل المستشفيات والمصحات ومؤسسات رعاية الأيتام والعجزة والخدمات الإنسانية التي قد يقدمها على أكثر من صعيد, كل هذه الأعمال تفقد قيمتها وآثارها بالكفر والعناد والجحود الذي يمارسه الإنسان تجاه الحق والحقيقة. قال تعالى: (إن الذين يكفرون بآيات الله ويقتلون النبيين بغير حق، ويقتلون الذين يأمرون بالقسط من الناس فبشرهم بعذاب أليم أولئك الذين حبطت أعمالهم في الدنيا والآخرة) آل عمران/22.

إذن الذين يرتكبون هذه الأعمال الثلاثة الكفر بآيات الله، وقتل الأنبياء، وقتل المصلحين والمجاهدين من أتباعهم، هؤلاء مهما كانت لهم أعمال حسنة في هذه الحياة، فإنهم بارتكابهم جريمة الكفر والقتل للأنبياء والمجاهدين يفسدون أعمالهم الحسنة وتموت حسناتهم جميعها فلا يعود لها أي أثر إيجابي على حياتهم في الدنيا والآخرة.

ومن الذنوب التي تؤدي إلى إحباط وإبطال أعمال الإنسان أو على الأقل تهدد أعمال الإنسان بخطر الفساد والبطلان، الرياءُ والمنُ والأذى الذي يلحقه الإنسان بالآخرين، كما يقول القرآن الكريم: (يا ايها الذين آمنوا لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والاذى كالذي ينفق ماله رئاء الناس ولا يؤمن بالله واليوم الآخر) البقرة/264.

ففي هذه الآية ذكر الله عاملين وذنبين لبطلان العمل: الأول المن والأذى, والآخر الرياء والكفر، والمن والأذى يأتي بعد صدور العمل، والرياء يأتي مقترناً بالعمل ومعه وكلا هذين الأمرين يحرق الأعمال الصالحة.

ومن الذنوب التي تؤدي إلى إفساد الاعمال وإبطال آثار ونتائج الأعمال، ما ذكرته بعض الأحاديث المروية عن رسول الله (ص)، كالعُجب مثلاً، فإن العُجب عامل من عوامل إحباط آثار العمل ونتائج العمل.

ففي الحديث: "أن العجب يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب".

وكالحسد أيضاً فإن الحسد يعتبر أيضاً أحد أسباب إفساد الأعمال الحسنة وآثارها. فقد ورد عن الرسول الأكرم (ص) أنه قال: "إياكم والحسد، فإن الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب".

والخلاصة: إن هناك بعض الذنوب والسيئات تمحو كل الحسنات والأعمال الصالحة التي يفعلها الإنسان في حياته، سواء كانت أعمالاً عبادية أو أعمالاً خيرية تدخل في دائرة المعروف والإحسان للآخرين.

ويأتي في مقدمة هذه المعاصي والذنوب ذنب الكفر والارتداد, حيث إن الكفر والارتداد عن الدين الإلهي الحق، يفسد أعمال الإنسان ويبطل آثارها في الدنيا والآخرة، كما ذكرت الآية, تقول الآية: (ومن يرتدد منكم عن دينه فيمُت وهو كافر فأولئك حبطت أعمالهم في الدنيا والآخرة).

فالارتداد يوجب بطلان وفساد آثار أعمال الإنسان في الدنيا والآخرة معاً، بحيث إن الأعمال الخيرة التي لها آثار حسنة ونتائج إيجابية في حياة الإنسان وفي آخرته، تموت وتبطل تلك الآثار فلا يعود العمل مولداً لتلك الآثار والنتائج.

وتوضيح ذلك أن الأعمال الصالحة لها آثار ونتائج إيجابية تؤثر في سعادة الإنسان في الدنيا وفي الآخرة، مثلاً: الصدقة على الفقراء والمحتاجين لها أثر في الحياة الدنيا وأثرها في هذه الحياة هو أنها تدفع البلاء والمكروه والشر عن الإنسان المتصدق، ولها أثر في الآخرة هو الثواب والنعيم والأجر الذي يناله المتصدق في الآخرة جزاءاً لتصدقه.

وصلة الأرحام مثلاً لها نتائج إيجابية في هذه الدنيا على الإنسان, فالذي يصل رحمه يطيل الله في عمره ويوسع عليه في رزقه كما في بعض الأحاديث، وفي الآخرة فإن لهذا العمل ثوابه الخاص الذي يعد بالخير والسعادة على الإنسان.

المشاريع الخيرية التي يقوم بها الإنسان في الدنيا, كبناء المستشفيات وتقديم الخدمات للناس والمحتاجين لها آثار إيجابية تنعكس على سعادة الإنسان في هذه الحياة وتوجب له سمعة طيبة، ولها أجرها الخاص في الآخرة أيضاً.

إذن الأعمال الحسنة الخيرة الصالحة لها آثار إيجابية تعود بالخير والسعادة على الإنسان في الحياة الدنيا وفي الحياة الآخرة.

آثار الأعمال هذه ونتائج الأعمال هذه تفسد وتموت وتبطل إذا ارتكب الإنسان بعض الذنوب كالارتداد عن الدين.

فالمرتد إن مات كافراً حبطت أعماله في الدنيا والآخرة، بمعنى أن آثار ونتائج أعماله الحسنة السابقة تبطل وتفسد بآفة الارتداد, فمشاريعه الخيرة التي صنعها في الدنيا قبل الارتداد تموت آثارها, فهو كان يتوقع أن تعود عليه بالسمعة الحسنة ولكن هذا الاثر وهذه السمعة تزول، وإنفاقه الذي أنفقه على المحتاجين كان له أثر في أطالة عمره, وهذا الأثر بطل بعد أن ارتد عن دينه.

فالارتداد والكفر يوجب بطلان آثار الأعمال الحسنة والعمل الذي يعمله الكافر والمرتد لا يعود مؤثراً في سعادة حياته, بل تتحول حياته إلى عذاب وشقاء وضيق وتعب, ولذلك يقول تعالى: (ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى)  طه/ 124.

فالآية تبين أن أعمال الكافر وحياته في الدنيا ضنك, ضيقة متعبة. أما في الآخرة فلا أثر لكل أعماله فإن الله يحشره أعمى، وليس له إلا المصير السيء.

إذن هذا النوع من المعاصي والذنوب يفسد آثار الأعمال الصالحة والحسنة في الدنيا والآخرة.

ومن هنا ندرك أن أهم شرط لبقاء آثار الأعمال هو أن يحافظ الإنسان على إيمانه والتزامه إلى آخر عمره، وأن لا يفسد أعماله الصالحة السابقة بذنوب لاحقة، كذنب الرياء والعجب والحسد وما شاكل ذلك، ولذلك فقد ورد عن الإمام الباقر (ع) أنه قال: "الإبقاء على العمل أشد من العمل. فقيل له: وما الإبقاء على العمل؟ قال: يصل الرجل بصلة وينفق نفقة لله وحده لا شريك له، فتكتب له سراً؟ ثم يذكرها فتمحى فتكتب له علانية، ثم يذكرها فتمحى وتكتب له رياءً".

ومعناه أنه إذا كتبت له النفقة رياءً بطل عمله فكأنه لم يعمل شيئاً, ولذلك فإن على الإنسان أن يحذر من ارتكاب الذنوب التي تفسد الأعمال الحسنة، وأن يحافظ على أعماله الصالحة العبادية وغيرها من الفساد بالابتعاد عن هذه الذنوب.

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين