الخميس, 09 05 2024

آخر تحديث: السبت, 04 أيار 2024 6am

المقالات
اطلاق مشروع مجمع ديني في الناصرية 4-5-2024

اطلاق مشروع مجمع ديني في الناصرية 4-5-2024

الشيخ دعموش من البقاع: الحراك الطالبي في ‏الجامعات الأميركية والغربية هو جزء من...

خطبة الجمعة 3-5-2024 قيمة العمل لدى الامام الصادق(ع)

خطبة الجمعة 3-5-2024 قيمة العمل لدى الامام الصادق(ع)

الشيخ دعموش: التمادي في العدوان على لبنان لن يُعوّض عجز الاحتلال عن تحقيق...

خطبة الجمعة 26-04-2024 النفس محور الخطر

خطبة الجمعة 26-04-2024 النفس محور الخطر

الشيخ دعموش: التمادي في العدوان على لبنان ليس بلا ثمن شدد نائب رئيس المجلس التنفيذي...

خطبة الجمعة 19-4-2024: الادارة في المجال الدفاعي والعسكري

خطبة الجمعة 19-4-2024: الادارة في المجال الدفاعي والعسكري

الشيخ دعموش: الردُّ الإيراني هشّم صورة الكيان رأى نائب رئيس المجلس التنفيذي في...

خطبة الجمعة 12-4-2024: الورع

خطبة الجمعة 12-4-2024: الورع

الشيخ دعموش: مقابل العدوان هناك رد ‏وعقاب.. والإصرار على إطالة أمد الحرب لن يغير...

كلمة في الحفل التكريمي للشهيد علي عبد علي في الشياح 9-4-2024

كلمة في الحفل التكريمي للشهيد علي عبد علي في الشياح 9-4-2024

الشيخ دعموش: المقاومة لا تتراجع عن معادلة الرد المباشر والسريع مهما كانت التضحيات...

اللقاء العلمائي السنوي حول القدس في صيدا 6-4-2024

اللقاء العلمائي السنوي حول القدس في صيدا 6-4-2024

الشيخ دعموش من صيدا: لن نقبل أن يتوسع العدو في عدوانه من دون أن يدفع...

  • اطلاق مشروع مجمع ديني في الناصرية 4-5-2024

    اطلاق مشروع مجمع ديني في الناصرية 4-5-2024

  • خطبة الجمعة 3-5-2024 قيمة العمل لدى الامام الصادق(ع)

    خطبة الجمعة 3-5-2024 قيمة العمل لدى الامام الصادق(ع)

  • خطبة الجمعة 26-04-2024 النفس محور الخطر

    خطبة الجمعة 26-04-2024 النفس محور الخطر

  • خطبة الجمعة 19-4-2024: الادارة في المجال الدفاعي والعسكري

    خطبة الجمعة 19-4-2024: الادارة في المجال الدفاعي والعسكري

  • خطبة الجمعة 12-4-2024: الورع

    خطبة الجمعة 12-4-2024: الورع

  • كلمة في الحفل التكريمي للشهيد علي عبد علي في الشياح 9-4-2024

    كلمة في الحفل التكريمي للشهيد علي عبد علي في الشياح 9-4-2024

  • اللقاء العلمائي السنوي حول القدس في صيدا 6-4-2024

    اللقاء العلمائي السنوي حول القدس في صيدا 6-4-2024

 
NEWS-BAR
الشيخ دعموش من البقاع: الحراك الطالبي في ‏الجامعات الأميركية والغربية هو جزء من التحول في الرأي العام الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 3-5-2024: التمادي في العدوان على لبنان لن يُعوّض عجز الاحتلال عن تحقيق أهدافه. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 26-04-2024: التمادي في العدوان على لبنان ليس بلا ثمن الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 19-4-2024: الردُّ الإيراني هشّم صورة الكيان الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 12-4-2024: مقابل العدوان هناك رد ‏وعقاب.. والإصرار على إطالة أمد الحرب لن يغير شيئاَ. الشيخ دعموش في الحفل التكريمي للشهيد علي عبد علي في الشياح 9-4-2024: المقاومة لا تتراجع عن معادلة الرد المباشر والسريع مهما كانت التضحيات والتداعيات. الشيخ دعموش من صيدا: لن نقبل أن يتوسع العدو في عدوانه من دون أن يدفع الثمن. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 5-4-2024: الحديث عن ضغوط أميركية جديدة على "إسرائيل" يبقى في دائرة الخداع والنفاق ما لم تُترجم هذه الضغوط المزعومة بوقف العدوان. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 29-3-2024: مهما تمادى العدو في مجازره لن تتراجع المقاومة عن مساندة غزة. الشيخ دعموش في الحفل التكريمي للشهيد علي محمد فقيه في انصارية 27-3-2024: نحن رجال الميدان وحاضرون للدفاع عن بلدنا وأهلنا إلى أقصى حد. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 22-3-2024: المقاومة لن ترضخ لشروط العدو الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 15-3-2024 المقاومة ما تزال تُمسك بالميدان وتُقاتل بقوة. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 8-3-2024: لسنا معنيين بإعطاء ضمانات للعدو الصهيوني. الشيخ دعموش في رعاية حملة الخير-ثقافة للامداد في بيروت 6-3-2024: المقاومة ستواصل حضورها في الميدان ولا يمكن أن يردعها شيء. الشيخ دعموش في الحفل التكريمي للشهيد فاروق حرب في الحلوسية 5-3-2024: قرار المقاومة هو الردّ بحزم على كل اعتداء أو استهداف. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 1-3-2024: لن تخرج المقاومة من المعركة إلّا بنصر ‏جديد. الشيخ دعموش في رعاية حفل تخريج دورة كوادر نقابية في بعلبك 25-2-2024: المقاومة على أتم الاستعداد والجهوزية للدفاع عن لبنان الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 23-02-2024: العدوانية الاسرائيلية في غزة ولبنان لا يردعها ولا يسقط اهدافها شيء سوى المقاومة والحضور في الميدان ومواجهة القتل بالقتل والتدمير بالتدمير والتصعيد بالتصعيد. الشيخ ‏دعموش في خطبة الجمعة 16-02-2024: العدو الصهيوني مأزوم في لبنان والمقاومة مصممة على ‏مقابلة التصعيد بالتصعيد. الشيخ دعموش في الاحتفال السنوي لجمعية البر والتقوى 9-2-2024: وقف العدوان على غزة هو الخيار الوحيد لوقف ‏جبهة لبنان. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 09-02-2024: العدو وصل إلى طريق ‏مسدود واستمرار العدوان لن يؤدي إلا ‏إلى المزيد من الفشل. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 2-1-2024: المقاومة وجهت للعدو رسائل نارية وأفهمته أنّه لا يمكن أن يتمادى في عدوانه على لبنان من دون أن يلقى الرد الحاسم الشيخ دعموش في اسبوع الحاج حسين مرجي: توسيع العدوان على لبنان لن يكون نزهة. الشيخ ‏دعموش في خطبة الجمعة 26-1-2024: التهويل والتهديد للبنان لن يقدم أو يُؤخّر شيئًا ولن يُثني المقاومة عن دعم غزّة. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 19-1-2024: التهديدات والرسائل التي ‏يحملها الموفدون إلى لبنان لن تقفل جبهة الجنوب طالما استمر العدوان ‏على غزة. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 12-1-2024: من يريد مساعدة "إسرائيل" على الخروج من ورطتها عليه الضغط على العدو لوقف عدوانه قبل الضغط على لبنان أو الحديث عن أي شيء آخر. الشيخ دعموش في اسبوع الشهيدين عبدالله الاسمر وعباس رمال 10-1-2024: إذا فرض العدو الحرب علينا فسنُريه من قدراتنا وبأسنا ما يجعله يندم على جرائمه وعدوانه. الشيخ دعموش في أسبوع الشهيد عبد الجليل حمزة في بلدة الخضر 07-01-2024: عمليّة ميرون نوعيّة واستراتيجيّة هزّت الكيان الصهيوني. الشيخ دعموش في اسبوع الشهيد حسين علي غزالة في بلدة عدلون 06-01-2024: المقاومة لن تقبل بفرض قواعد جديدة تمكّن العدو من التمادي في جرائمه. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 05-01-2024: كلّ جرائم العدو لن تُثني المقاومة عن القيام ‏بواجبها. الشيخ دعموش في الذكرى الرابعة للشهيد سليماني في مجمع السيدة زينب: العدوان على غزة زادنا قناعة وتمسكًا بخيار ‏المقاومة. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 29-12-2023: المقاومة في لبنان أوقعت العدو في حرب استنزاف يومية حقيقية. الشيخ دعموش في ملتقى شهيد القدس الثاني الشبابي 28-12-2023: المقاومة في غزة ولبنان مصممة على مواصلة المعركة مهما بلغت التضحيات. الشيخ دعموش في الاحتفال التكريمي للشهيد احمد الحاج علي 23_12_2023: الواقع في جنوب لبنان تحدده المقاومة وليس العدو. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 22-12-2023: ‏المقاومة لن تتردد في الرد الحاسم على أي اعتداءات جديدة. الشيخ دعموش في الحفل التكريمي للشهيد حمد يوسف في عين بعال 18_12_2023: الهمجية الإسرائيلية الأميركية لا تردعها إلاّ القوة ومعادلات المقاومة الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 15-12-2023: العدوان على غزة محكوم بالفشل الشيخ ‏دعموش في الاحتفال التكريمي للشهيد علي حسن الاتات: إذا فكّر العدو مجددًا بالاعتداء على بلدنا سنصنع انتصارًا جديدًا لوطننا وأمتنا الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 8-12-2023: المقاومة أدخلت العدو في حرب استنزاف حقيقية وهو أعجز من أن يفرض إرادته على لبنان الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 1-12-2023: المقاومة في غزة والمنطقة لن تدع ‏الإسرائيلي يحقّق أهدافه. الشيخ دعموش في اسبوع الشهيد احمد مصطفى من حولا: المقاومة لن تتردد في الرد الحاسم على أي استهداف أو اعتداء على لبنان الشيخ دعموش في حفل العباءة الزينبية من الدوير: إذا استأنف العدو عدوانه فستريه المقاومة من بأسها ما لم يرَه من قبل. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 24-11-2023: العدو الصهيوني لم يقبل بالهدنة إلا بعدما فشل في كسر المقاومة وفي كسر إرادة أهل غزة. الشيخ دعموش في الاعتصام التضامني الكبير مع غزة في الضاحية الجنوبية: إذا استمر العدوان على غزة فلا يمكن ضمان عدم توسع الحرب وتصبح كل الاحتمالات مطروحة. الشيخ علي دعموش في خطبة الجمعة 17-11-2023: سنواصل دعمنا ونصرتنا لغزة وسنستمر في استنزاف العدو على الحدود الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 10-11-2023: التوغل البري في غزة لن يحقق للعدو أهدافه ولن يوصله إلى نتيجة. الشيخ دعموش في اسبوع الشهيد علي ابراهيم رميتي في مجمع الامام علي الشياح: المقاومة لن تتسامح مع استهداف المدنيين وستردّ بشكل حاسم الشيخ دعموش في اسبوع الشهيد حسين وليد ذيب في شقرا: نقوم بما تُمليه علينا طبيعة المواجهة مع العدو. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 03-11-2023 : التفويض الغربي للعدو بالحرب المدمرة على غزة سيبقى وصمة عار في تاريخ أميركا والغرب والدول المطبعة . الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 27-10-2023: لن نترك واجبنا في نصرة غزة. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 20-10-2023: الكيان الصهيوني الغاصب زائل حتمًا. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 13-10-2023: الثبات والصمود في المواجهة الدائرة في غزة كفيل بأفشال أهداف العدو وحلفائه. الشيخ دعموش من بر الياس: السكوت عما يجري في غزة خيانة كبرى ولن نتردد في فعل كل ما نستطيعه من أجل نصرة الشعب الفلسطيني. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 1-9-2023: لولا المقاومة لكان لبنان اليوم مازال تحت الاحتلال. الشيخ دعموش: الإمام موسى الصدر كان صاحب رؤية جهادية وسياسية واضحة، كان يدعو الدولة إلى تسليح الجنوبيين من أجل الدفاع عن أرضهم لأنه كان يدرك حجم الأطماع الإسرائيلية في لبنان. الشيخ دعموش: تعلمنا من الإمام السيد موسى الصدر المقاومة وأن أرضنا المحتلة لا يمكن استعادتها الا بالجهاد والقتال والشهادة والتضحيات. الشيخ دعموش: الإمام الصدر كان من أشد الحريصين على سيادة لبنان واستقراره الداخلي وسلمه الأهلي وعيشه المشترك والإيمان به وطنًا نهائيًا لجميع أبنائه. الشيخ دعموش: نحنعلى درب هذا الإمام الكبير والعزيز سنواصل طريق المقاومة لنحمي بلدنا وخيراتنا وثرواتنا، ولن نتخلى عن فلسطين والقدس. الشيخ دعموش: لن نألو جهدًا على المستوى الداخلي للتخفيف من معاناة أهلنا والحفاظ على الاستقرار والسعي لبناء دولة قوية وعادلة، دولة خالية من الفساد والسرقات الشيخ دعموش: هناك فريق سياسي يدعو جهارًا نهارًا إلى المواجهة والفتنة ويُريد رئيسًا يجمع حوله ما يُسمى بالمعارضة من أجل مواجهة حزب الله ليحقق من حيث يدري أو لا يدري أهداف العدو الإسرائيلي في لبنان. الشيخ دعموش: هذا المنطق يكشف عن عقل يريد تخريب البلد والقضاء على كل أمل بالوصول إلى حل للأزمات السياسية والاقتصادية التي يعاني منها البلد. الشيخ دعموش: لن نقبل بوصول رئيس للجمهورية يُحقّق أهداف أعداء لبنان ويكون منصة للفتنة والحرب الأهلية كما يريد فريق التحدي والمواجهة الشيخ دعموش: ما نريده انتخاب رئيس لكل اللبنانين يحفظ وحدتهم وسلمهم الأهلي ويعمل على إنقاذ البلد وإخراجه من أزماته. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 25-8-2023: الحصار الأميركي على لبنان فشل. الشيخ دعموش: سياسة العقوبات والحصار والتجويع هي سياسة قديمة جديدة، يستخدمها المستكبرون لإخضاع الشعوب وبهدف السيطرة والهيمنة. الشيخ دعموش: هذه السياسة تستخدمها أميركا اليوم ضد الشعوب والدول الرافضة للخضوع من أجل فرض شروطها وإملاءاتها. الشيخ دعموش: استمرار الوجود الأميركي وتعزيزه، في شمال شرقي سوريا، هو لحماية "داعش" وتشديد الحصار على سوريا. الشيخ دعموش: إننا على ثقة بأنّ الشعب السوري والقيادة السورية سيتجاوزون هذه المرحلة من دون خضوع واستسلام. الشيخ دعموش: لن تثنينا الحملات الإعلامية الخبيثة عن التمسك بسلاح المقاومة والعمل بما تمليه علينا المصلحة الوطنية. الشيخ دعموش: حزب الله أولويته الأولى إنقاذ البلد وانتخاب رئيس للجمهوريّة وإعادة انتظام مؤسسات الدولة، لتقوم بدورها في خدمة الناس ومعالجة أزماتهم. الشيخ دعموش: حزب الله يعمل بكلّ أمل على إيجاد المخارج والحلول للازمات، انطلاقًا من حرصه على وحدة لبنان واستقراره الداخلي وسلمه الأهلي

الحديث الرمضاني (9) الغنى وسعة الرزق

بسم الله الرحمن الرحيم (وأغنني وأوسع علي في رزقك، ولا تفتني بالبطر، وأعزني ولا تبتليني بالكبر، وعبدني لك، ولا تفسد عبادتي بالعجب، وأجر للناس على يدي الخير، ولا تمحقه بالمن، وهب لي معالي الأخلاق، وأعصمني من الفخر.(

في المحاضرة السابقة قلنا اننا خلقنا لنعرف الله، لنعرف قدرته وعظمته وعظمة صفاته، فاذا عرفنا عظمته وقدرته عرفنا انه يستحق العبادة فنعبده ونطيعه ونقدسه ونشكره على عظيم مننه وعطاياه والطافه الجزيلة، فاذا عبدناه حق عبادته دخلنا في رحمته التي وسعت كل شيء، فنحن ندعوا الله ان يفرغ ايامنا لنملئها بالعلم والمعرفة وبالطاعة والعبادة لنستحق الدخول في رحمته.

وطبعا الامام(ع) لا يقصد بالتفرغ لما خلقنا له ان نترك اعمالنا وتجارتنا وارزاقنا ونترهبن ونبتعد عن الدنيا بالمطلق فانه لا رهبانية في الاسلام وقد نهت الروايات عن ذلك بشدة كما هو معروف،  ودعت الى طلب الرزق والسعي لبناء الحياة، وانما المقصود هو ان يقنع الانسان با قدر الله له في الحياة الدنيا على كافة الصعد، وان يوفقه الله ليفرغ ايامه واوقاته في العلم والعبادة لا في الفراغ واللهو واللعب والغبث، والوقت الذي لا ينشغل فيه الانسان في تسيير شؤون حياته لاينبغي اضاعة شيء منه في الفراغ وانما ينبغي استفراغه وملئه بالعمل لما خلقنا له حتى نسمو بانفسنا الى حيث مرضاة الله ورضوانه.

ولذلك الامام في الفقرة التالية عقب مباشرة بطلب الغنى من الله وان يوسع عليه في رزقه، فما المقصود بكلمة اغنني واوسع علي في رزقك؟؟

أغنني: أي أعطني وارزقني غنى النفس عما في أيدي االناس.

لان حقيقة الغنى ليس كثرة المال، لأن كثيرًا ممن وسع الله عليه في المال لا يقنع بما أعطاه الله فهو يسعى دوما للمزيد ولا يبالي من أين يأتيه، فكأنه فقير لشدة حرصه، وإنما حقيقة الغنى هو غنى النفس، وهو من استغنى بما أتاه ، وقنع به ورضي ولم يحرص على الازدياد ولا ألح في الطلب، فكأنه غني يملك الدنيا"

والانسان إذا كان غني النفس كانت نفسه عزيزة وعظيمة لانها لا طمع لها بشيء مما في ايدي الناس واصبحت نفسا نزيهة وشريفة ونالت من المدح والثناء أكثر من الغني الذي لديه مال لكنه فقير النفس حريص على ماله يطمع بالمزيد ويتطلع الى ما عند الناس ليكون له ، فإن مثل هذا الشخص يورطه طمعه في أمور وتصرفات واعمال خسيسة لدناءة نفسه وجشعه وبخله، ويكثر ذمه من الناس، ويصغر قدره عندهم فيكون أحقر من كل حقير وأذل من كل ذليل.

والقناعة بما قسم الله والرضى بما وهب الله هي الاساس، ففي الحديث: ومن يستغن بالله وعطائه يغنه الله .

 قيل: معناه: يخلق في قلبه غنى، أو يعطيه ما يغنيه عن الخلق.

اذن: غنی النفس هي الأساس، ومن حصل علی غنی النفس في مراتبه العالية فقد حصل علی كل شيء وانفتح له باب كل خير في الدنيا، وهذا الأمر بالغ الصعوبة إلا أنه ممكن.


(وأوسع علي في رزقك): أي اجعل رزقك لي واسعا، وهذه الجملة ناظرة فيما يبدو الى غنى المال والرزق

فالامام يعلّمنا أن نطلب من الله تعالى غنی النفس والسعة في الرزق معاً.

وعندما يرد تعبير رزقك فإنما يراد الإلفات إلی أن الله تعالی هو مصدر الرزق وهو الذي بيده كل شيء،

والإمام (عليه السلام) هنا يطلب الكفاف في الرزق وليس الزيادة،لانه قال اوسع ولم يقل وسع علي في رزقك

لإن كلمة(أوسع) يستفاد منها أصل التوسعة وليس حجمها وكمها من باب الإفعال أما باب التفعيل (وسّع)، فيستفاد منه التكثير والزيادة وما أشبه في الغالب، كما ذكر بعض العلماء.

فالمستفاد من كلمة (وسّع) زيادة التوسعة. أما أصل تحقيق السعة إن لم تكن، فتفيدها كلمة (أوسع).
فالإمام عليه السلام انما قال: (أوسع) ولم يقل: (وسّع) ، لأن الإمام عليه السلام يطلب الكفاف، ولا يبحث عما هو أكثر من ذلك. وهذا طبعا إذا كان المقصود بالرزق الحاجات المادية كالمأكل والملبس وغيرهما.

وطبعا الدعاء وحده لايكفي بل لا بد من السعي والعمل لطلب الرزق ، كما أن السعي وحده غير مضمون النتائج، فلا بد من السعي والدعاء معاً

 ولا بد ان يكون طلب الرزق من الحلال وليس كيفما كان، وان تكون لدى الانسان قناعة وغنى نفس حتى لا يتطلع الى ما في ايدي الناس فيطمع ويندفع للحصول عليه عن طريق الحرام

والغنى وسعة الرزق هما في مقابل الفقر وعندما ندقق في الروايات نجد ان هناك فقرا مذموما وفقرا ممدوحا

فالروايات على قسمين هناك روايات كثيرة تمدح الفقر، وأُخری تذمّه، وهذا يبدو تناقضاً أو تعارضاً للوهلة الأولی، ولكن لاشك أنه لا تناقض ولا تعارض في البين لأن الموارد تختلف.
ابتداءاً لا بد من الإشارة إلی أن هناك المئات من الآيات والروايات التي تحثّ وأحياناً توجب وتفرض علی الانسان السعي والعمل من أجل الحصول علی الرزق، فلا بد أن يعمل الناس ليكسبوا أرزاقهم، كلّ حسب قدراته. وهذا الأمر يكشف أن الفقر في الأصل مذموم، لإن السعي والعمل يوجبان الحصول علی الرزق وكسب المال وطرد الفقر.
لكن إذا بذل الفرد كلّ ما بوسعه ولكنه لم يغنَ مع ذلك إما لضعف مواهبه وإمكاناته وإما لأمور مقدرة أُخری أبقته فقيراً، فهذا الفقر ليس مذموماً لاشك، وهو مورد الروايات التي يُفهم منها المدح.فالرويات التي تمدح الفقر لا تمدحه لذاته او لانه مطلوب بل تمدحه لان الانسان عمل كل جهده لكنه لم يوفق بسبب عدم قدرته.

أما إذا قصّر الانسان في السعي ولم يخرج إلی العمل وتكاسل او اعتمد على غيره وبقي فقيراً لذلك، فهذا هو الفقر المذموم، الذي قيل عنه أنه: «سواد الوجه في الدارين»، ولهذا قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): (ملعون من ألقی كلّه علی الناس). وهناك رواية أُخری فيها توكيد:(ملعون ملعون من ألقی كلّه على الناس).

نُقل أن أحد العلماء مرّ بفقير مفترشٍ الأرض يستعطي الناس، فقال له : مدّ يدك لأعطيك مقداراً من المال وإن كان زهيداً، فمدّ الشخص يده واستلم المال فقال له العالِم: مدّ يدك الأخری واستلم مقداراً آخر، ومدّ الشخص يده الأخری واستلم مرة أُخری. ثم قال له العالِم: هناك مقدار آخر، مُدّ إحدی رجليك لأناولها لك. وهكذا فعل المستعطي. ومرة أُخری طلب العالِم منه أن يمدّ رجله الأخری وأعطاه مقداراً آخر. وأخيراً قال له: قم وقف علی قدميك وتقدم نحوي لأُناولك آخر ما تبقّی. وهكذا كان. وهنا توجه العالِم إليه وقال له: إذا كانت يدك اليمنی سالمة ويدك اليسری كذلك، وهكذا قدماك وبدنك، فلماذا تستعطي إذن؟ اذهب وكدّ في طلب الرزق!

قال الإمام الباقر( عليه السلام): سأل موسى ربه: أي عبادك أبغض إليك؟ فقال: جيفة بالليل بطال بالنهار.

ويمكن أن يكون لهذا الحديث مصاديق متعددة المراتب- فليس الأمر دائراً بين الوجود والعدم- فقد يكون من المصاديق من هو كلّ الليل جيفة وكلّ النهار بطال، فلا تأمّل عنده ولا استغفار ولا تفكّر في الليل، ولا كسب ولا عمل ولا جهاد في النهار، وهذا أبغض المراتب. ومنهم من هو بعض الليل جيفة وبعض النهار بطّال.

ان الراحة مطلوبة للإنسان سواء في الليل أو في النهار، (وإن لبدنك عليك حقاً) وهذه الراحة بالمقدار المطلوب لا تعدّ من البطالة أصلاً بل هي مطلوبة للتقوّي علی العمل والعبادة. أما ماعدا ذلك فلا ينبغي للإنسان أن يضّيع حتی دقيقة واحدة من حياته.
عَنْ زُرَارَةَ قَال: إِنَّ رَجُلاً أَتَى أَبَا عَبْدِ اللَّه (الصادق) عليه السلام فَقَال: إِنِّي لا أُحْسِنُ أَنْ أَعْمَلَ عَمَلاً بِيَدِي ولا أُحْسِنُ أَنْ أَتَّجِرَ وأَنَا مُحَارَفٌ مُحْتَاجٌ. فَقَال: اعْمَلْ فَاحْمِلْ عَلَى رَأْسكَ (أي اعمل حمّالاً) واسْتَغْنِ عَنِ النَّاسِ.

فالفقير الذي لا يعمل وهو قادر علی العمل هو الذي يقال عن فقره أنه سواد الوجه في الدارين، أما أولئك الذين لا يتكاسلون ولا يتقاعسون عن الجد والاجتهاد والسعي والعمل، وهم مع ذلك فقراء فأولئك المقرّبون عند الله تعالى وهم يدخلون الجنة قبل الأغنياء في يوم القيامة.