السبت, 18 05 2024

آخر تحديث: الجمعة, 17 أيار 2024 1pm

المقالات
خطبة الجمعة 17-5-2024 الامام الرضا (ع) والنموذج الاخلاقي الرفيع

خطبة الجمعة 17-5-2024 الامام الرضا (ع) والنموذج الاخلاقي الرفيع

الشيخ دعموش: المقاومة في غزة لا زالت تملك الكثير من عناصر القوة. أكد نائب رئيس...

خطبة الجمعة 10-05-2024: المجتمع الشيعي في وصايا الامام الصادق(ع)

خطبة الجمعة 10-05-2024: المجتمع الشيعي في وصايا الامام الصادق(ع)

الشيخ دعموش: مهما حاول العدوّ تجاهل الحقائق لن يُخفي فشله وهزيمته. أكد نائب رئيس...

اطلاق مشروع مجمع ديني في الناصرية 4-5-2024

اطلاق مشروع مجمع ديني في الناصرية 4-5-2024

الشيخ دعموش من البقاع: الحراك الطالبي في ‏الجامعات الأميركية والغربية هو جزء من...

خطبة الجمعة 3-5-2024 قيمة العمل لدى الامام الصادق(ع)

خطبة الجمعة 3-5-2024 قيمة العمل لدى الامام الصادق(ع)

الشيخ دعموش: التمادي في العدوان على لبنان لن يُعوّض عجز الاحتلال عن تحقيق...

خطبة الجمعة 26-04-2024 النفس محور الخطر

خطبة الجمعة 26-04-2024 النفس محور الخطر

الشيخ دعموش: التمادي في العدوان على لبنان ليس بلا ثمن شدد نائب رئيس المجلس التنفيذي...

خطبة الجمعة 19-4-2024: الادارة في المجال الدفاعي والعسكري

خطبة الجمعة 19-4-2024: الادارة في المجال الدفاعي والعسكري

الشيخ دعموش: الردُّ الإيراني هشّم صورة الكيان رأى نائب رئيس المجلس التنفيذي في...

خطبة الجمعة 12-4-2024: الورع

خطبة الجمعة 12-4-2024: الورع

الشيخ دعموش: مقابل العدوان هناك رد ‏وعقاب.. والإصرار على إطالة أمد الحرب لن يغير...

  • خطبة الجمعة 17-5-2024 الامام الرضا (ع) والنموذج الاخلاقي الرفيع

    خطبة الجمعة 17-5-2024 الامام الرضا (ع) والنموذج الاخلاقي الرفيع

  • خطبة الجمعة 10-05-2024: المجتمع الشيعي في وصايا الامام الصادق(ع)

    خطبة الجمعة 10-05-2024: المجتمع الشيعي في وصايا الامام الصادق(ع)

  • اطلاق مشروع مجمع ديني في الناصرية 4-5-2024

    اطلاق مشروع مجمع ديني في الناصرية 4-5-2024

  • خطبة الجمعة 3-5-2024 قيمة العمل لدى الامام الصادق(ع)

    خطبة الجمعة 3-5-2024 قيمة العمل لدى الامام الصادق(ع)

  • خطبة الجمعة 26-04-2024 النفس محور الخطر

    خطبة الجمعة 26-04-2024 النفس محور الخطر

  • خطبة الجمعة 19-4-2024: الادارة في المجال الدفاعي والعسكري

    خطبة الجمعة 19-4-2024: الادارة في المجال الدفاعي والعسكري

  • خطبة الجمعة 12-4-2024: الورع

    خطبة الجمعة 12-4-2024: الورع

 
NEWS-BAR
الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 17-5-2024: المقاومة في غزة لا زالت تملك الكثير من عناصر القوة. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 10-05-2024: مهما حاول العدوّ تجاهل الحقائق لن يُخفي فشله وهزيمته. الشيخ دعموش من البقاع: الحراك الطالبي في ‏الجامعات الأميركية والغربية هو جزء من التحول في الرأي العام الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 3-5-2024: التمادي في العدوان على لبنان لن يُعوّض عجز الاحتلال عن تحقيق أهدافه. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 26-04-2024: التمادي في العدوان على لبنان ليس بلا ثمن الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 19-4-2024: الردُّ الإيراني هشّم صورة الكيان الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 12-4-2024: مقابل العدوان هناك رد ‏وعقاب.. والإصرار على إطالة أمد الحرب لن يغير شيئاَ. الشيخ دعموش في الحفل التكريمي للشهيد علي عبد علي في الشياح 9-4-2024: المقاومة لا تتراجع عن معادلة الرد المباشر والسريع مهما كانت التضحيات والتداعيات. الشيخ دعموش من صيدا: لن نقبل أن يتوسع العدو في عدوانه من دون أن يدفع الثمن. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 5-4-2024: الحديث عن ضغوط أميركية جديدة على "إسرائيل" يبقى في دائرة الخداع والنفاق ما لم تُترجم هذه الضغوط المزعومة بوقف العدوان. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 29-3-2024: مهما تمادى العدو في مجازره لن تتراجع المقاومة عن مساندة غزة. الشيخ دعموش في الحفل التكريمي للشهيد علي محمد فقيه في انصارية 27-3-2024: نحن رجال الميدان وحاضرون للدفاع عن بلدنا وأهلنا إلى أقصى حد. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 22-3-2024: المقاومة لن ترضخ لشروط العدو الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 15-3-2024 المقاومة ما تزال تُمسك بالميدان وتُقاتل بقوة. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 8-3-2024: لسنا معنيين بإعطاء ضمانات للعدو الصهيوني. الشيخ دعموش في رعاية حملة الخير-ثقافة للامداد في بيروت 6-3-2024: المقاومة ستواصل حضورها في الميدان ولا يمكن أن يردعها شيء. الشيخ دعموش في الحفل التكريمي للشهيد فاروق حرب في الحلوسية 5-3-2024: قرار المقاومة هو الردّ بحزم على كل اعتداء أو استهداف. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 1-3-2024: لن تخرج المقاومة من المعركة إلّا بنصر ‏جديد. الشيخ دعموش في رعاية حفل تخريج دورة كوادر نقابية في بعلبك 25-2-2024: المقاومة على أتم الاستعداد والجهوزية للدفاع عن لبنان الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 23-02-2024: العدوانية الاسرائيلية في غزة ولبنان لا يردعها ولا يسقط اهدافها شيء سوى المقاومة والحضور في الميدان ومواجهة القتل بالقتل والتدمير بالتدمير والتصعيد بالتصعيد. الشيخ ‏دعموش في خطبة الجمعة 16-02-2024: العدو الصهيوني مأزوم في لبنان والمقاومة مصممة على ‏مقابلة التصعيد بالتصعيد. الشيخ دعموش في الاحتفال السنوي لجمعية البر والتقوى 9-2-2024: وقف العدوان على غزة هو الخيار الوحيد لوقف ‏جبهة لبنان. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 09-02-2024: العدو وصل إلى طريق ‏مسدود واستمرار العدوان لن يؤدي إلا ‏إلى المزيد من الفشل. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 2-1-2024: المقاومة وجهت للعدو رسائل نارية وأفهمته أنّه لا يمكن أن يتمادى في عدوانه على لبنان من دون أن يلقى الرد الحاسم الشيخ دعموش في اسبوع الحاج حسين مرجي: توسيع العدوان على لبنان لن يكون نزهة. الشيخ ‏دعموش في خطبة الجمعة 26-1-2024: التهويل والتهديد للبنان لن يقدم أو يُؤخّر شيئًا ولن يُثني المقاومة عن دعم غزّة. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 19-1-2024: التهديدات والرسائل التي ‏يحملها الموفدون إلى لبنان لن تقفل جبهة الجنوب طالما استمر العدوان ‏على غزة. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 12-1-2024: من يريد مساعدة "إسرائيل" على الخروج من ورطتها عليه الضغط على العدو لوقف عدوانه قبل الضغط على لبنان أو الحديث عن أي شيء آخر. الشيخ دعموش في اسبوع الشهيدين عبدالله الاسمر وعباس رمال 10-1-2024: إذا فرض العدو الحرب علينا فسنُريه من قدراتنا وبأسنا ما يجعله يندم على جرائمه وعدوانه. الشيخ دعموش في أسبوع الشهيد عبد الجليل حمزة في بلدة الخضر 07-01-2024: عمليّة ميرون نوعيّة واستراتيجيّة هزّت الكيان الصهيوني. الشيخ دعموش في اسبوع الشهيد حسين علي غزالة في بلدة عدلون 06-01-2024: المقاومة لن تقبل بفرض قواعد جديدة تمكّن العدو من التمادي في جرائمه. الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 05-01-2024: كلّ جرائم العدو لن تُثني المقاومة عن القيام ‏بواجبها.

الشيخ دعموش في خطبة الجمعة 24-11-2023: العدو الصهيوني لم يقبل بالهدنة إلا بعدما فشل في كسر المقاومة وفي كسر إرادة أهل غزة.

شدد نائب رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله الشيخ علي دعموش على أن ‏الحرب على غَزَّة لم تكُن عادية، وإنّما كانت حربًا في منتهى الوحشية، حشد لها العدو ‏الصهيوني ألوية النخبة، 

واستخدم فيها أكثر أنواع الأسلحة فتكًا وتدميرًا وأسلحة ‏محرمَة دوليًا. وحاول، على مدى أكثر من شهر ونصف عبر القصف التدميري ‏والمجازر الجماعية، أن يحقق ولو هدفًا واحدًا من أهدافه المعلنة، إلا أنه عجز عن ‏تحقيق أي من أهدافه، فلا هو تمكن من سحق المقاومة، ولا استطاع تحرير ‏الأسرى الصهاينة بالقوة عن طريق الحرب، ولم يحمِ مستوطناته من صواريخ ‏المقاومة، حيث بقيت الصورايخ تتساقط ليس على المستوطنات في غلاف غزة فقط؛ ‏بل على "تل أبيب" أيضًا.‏

 

وخلال خطبة الجمعة، رأى سماحته أن المقاومة فرضت على العدو أن يتراجع عن كل اللاءات التي أعلن عنها ‏في بداية العدوان. ‎فهو قال لا يريد هدنة إنسانية ولا وقف إطلاق النار؛ فإذا به يفعل ‏ذلك مرغمًا، وقال لا يريد تفاوض حول الأسرى ففاوض رغمًا عنه‎، وقال يريد ‏القضاء على حماس، فإذا به يفاوض حماس ويعقد معها اتفاقًا للهدنة بدأ سريانه من ‏صباح اليوم.. وكل هذا يعني أن المقاومة هي التي فرضت إرادتها في نهاية المطاف، ‏وثبتت أن الأسرى الصهاينة لن يعودوا إلا بالتفاوض غير المباشر معها والتبادل، ‏وهذا إنجاز كبير تسجله المقاومة في هذه الجولة من المواجهة.‏

وأكد الشيخ دعموش أن العدو الصهيوني لم يقبل بالهدنة إلا بعدما فشل في كسر المقاومة وفي كسر إرادة أهل غزة وفي تهجيرهم واقتلاعهم من أرضهم، ولن يستطيع أن يفعل ذلك إذا ‏استأنف العدوان؛ لأن المقاومة قوية ومقتدرة وجاهزة للمواجهة مهما طالت مدة ‏الحرب.‏‎ ‎

وقال: "صحيح أن الاسرائيلي استطاع أن يقتل حتى الآن أكثر من أربعة عشر ألفًا ‏من المدنيين ويجرح عشرات الآلاف من أهل غزة، ويدمر أجزاء واسعة من القطاع، ‏ولكنه لم يستطع قتل روح المقاومة عند أهل غزة أو كسر إرادتهم،‎ ‎أو النيل من ‏عزم وثبات المقاومة، فالعدوانية الصهيونية التي لا حدود لها يقابلها قوة واقتدار ‏وثبات وبسالة المقاومة، المأساة الكبيرة في غزة جدًا يقابلها صبر وصمود أهل غزة، ‏ونحن على ثقة ويقين أن نتيجة الثبات والصبر هو النصر في نهاية المطاف بإذن ‏الله". ‏

نص الخطبة

يقول الله تعالى: (لَا أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ، وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ، لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ، أَيَحْسَبُ أَنْ لَنْ يَقْدِرَ عَلَيْهِ أَحَدٌ ).

رحلة الإنسان في هذه الحياة هي رحلة كفاح وجهاد وبذل جهد، وليست رحلة راحة واستجمام.

﴿لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ﴾ أي في مشقة ومعاناة، فالإنسان في هذه الحياة يواجه المصاعب والتحديات والاحداث القاسية ويعاني من المشقّة والتعب ومرارة الحياة وتحيط به الآلام والاحزان والمعاناة .

وهذه المعاناة تبدأ من حين الولادة، وتستمرّ إلى حين الأجل والموت، وعلى طول الحياة يعاني الانسان من الكثير من المنغصات والمشكلات، يعاني من الامراض التي قد تصيبه ، ويعاني من مشكلات في محيطه الاجتماعي، مشكلات مع اهل بيته او مع جيرانه او اصدقائه او زملاءه في العمل، او مع شركائه، ويعاني في تحصيل الرزق والمال الحلال وتوفير متطلبات الحياة، ويعاني من ضغط الشهوات والملذات والأهواء والرغبات المختلفة، ويعاني من فقد الاحبة، ويعاني من الاحداث والفتن والحروب والاعداء والظالمين والمستكبرين والمحتلين، وهكذا هناك العديد من المتاعب والمصاعب والتحديات التي تواجه الانسان في حياته.. يقول تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الْإِنسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَىٰ رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلَاقِيهِ﴾. الانشقاق: 6 والكدح: بذل الجهد وتحمّل العناء، فهو كدح مستمرٌّ إلى الى حين انتقال الانسان الى ربه وملاقاة الله سبحانه وتعالى.

وقد يتصور الإنسان أنّ هناك في الحياة من يعيش الراحة المطلقة وليس لديه هموم ومتاعب ومشاكل، لأن ظاهر حياتهم تدل على انهم يعيشون في راحة تامة، لكن هذا خيال ووهم، لانه لا احد في هذا العالم يعيش راحة تامة ، الإنسان مهما كانت حياته مستقرة في الظاهر ولديه اموال وثروات وجاه ومناصب لا يخلو من هموم ومشاكل ومصائب، عندما تدخل الى تفاصيل حياته ستجد ان لديه متاعب وتحديات في الحياة، صحيح أنّها تتفاوت لكنّها موجودة لدى الجميع، العالم والجاهل، والغني والفقير، والحاكم والمحكوم. وفي هذا البلد وذاك البلد.

ليس هناك راحة مطلقة في الدنيا، الدنيا محفوفة بالمكاره والعناء، والراحة المطلقة إنما هي في الجنة وليست في الدنيا.

فقد ورد عن النبي (ص): إِنَّ اَللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ: وَضَعْتُ اَلرَّاحَةَ فِي اَلْجَنَّةِ وَاَلنَّاسُ يَطْلُبُونَهَا فِي اَلدُّنْيَا فَلاَ يَجِدُونَهَا .

وورد عن الإمام علي بن الحسين زين العابدين(ع): اَلرَّاحَةُ لَمْ تُخْلَقْ فِي اَلدُّنْيَا وَلاَ لِأَهْلِ اَلدُّنْيَا إِنَّمَا خُلِقَتِ اَلرَّاحَةُ فِي اَلْجَنَّةِ وَلِأَهْلِ اَلْجَنَّةِ.

طبعا هذا التصوير لطبيعة الدنيا وحال الدنيا ليس لأجل إرساء نظرة تشاؤمية عن الحياة الدنيا، فالله لا يريد لنا ان ننظر بسلبية الى الحياة الدنيا، والاسلام لا يريد ارساء نظرة تشاؤمية عن الحياة، بل ان القرآن يتحدّث عن نعم الله التي أفاضها على الإنسان في الحياة. يقول تعالى: ﴿وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً﴾ لقمان: 20 ويقول تعالى في اية اخرى: ﴿وَإِن تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهاَ﴾ النحل:18

القران ايضا يتحدث عن النعم والثروات والامكانات التي سخرها الله لخدمة الإنسان ولراحة الانسان وليتنعم الانسان بها، (وَسَخَّرَ لَكُم مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِّنْهُ) ولذلك الاسلام لا يريد بث حالة التشاؤم عن الحياة الدنيا، وإنّما يريد التأكيد على طبيعة الدنيا وطبيعة المعاناة والصعوبات في الدنيا، ليتهيأ الإنسان لمواجهة هذه التحديات بكل قوة واقتدار، وليستعدّ لتحمّل أعبائها، بإرادة ووعي وصبر وثبات، فلا يسقط امام التحديات وضغوط الحياة ولا ينهار ويتراجع وينكفأ عن واجباته ومسؤولياته ولا يسيطر عليه الإحباط واليأس.

المصاعب والمتاعب والتحدّيات التي تواجه الانسان في الحياة هي طريق لتكامل الإنسان، فالله سبحانه وتعالى قدّر للإنسان أن تكون رحلته في هذه الحياة محفوفة بالمكاره وبالمشاق والمعاناة، لأنه تعالى شاء أن تكون الحياة دار امتحان واختبار يصقل فيها الإنسان شخصيته وإرادته، ويظهر طاقاته وامكاناته وقدراته، وينمّي ويراكم خبراته ومهاراته وتجاربه.

الحياة الدنيا هي الطريق لتكامل الإنسان روحيا وايمانيا وفكريا وسلوكيامثل الانسان الذي يدخل الإنسان إلى قاعة الامتحان فان عليه ان يتوقع الأسئلة الصعبة، والمواقف الصعبة، وان لا يستسهل الامر، سواء كان الامتحان في المواد العلمية او كان في غيرها من الامور.

وهذا الاختبار والامتحان ليس لتعذيب الإنسان وإيذائه، وإنّما لتربية الإنسان، ولزرع الطموح للكمال والنجاح في نفسه، ولاظهار قدراته وطاقاته وامكاناته ، وليبرهن على كفاءاته.

القرآن الكريم والأحاديث الشريفة تؤكّد على هذه الحقيقة.
يقول تعالى: ﴿الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا﴾ الملك: 7
وقال تعالى: ﴿إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَّهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا﴾ الكهف: 7
وقال تعالى: ﴿وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّىٰ نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنكُمْ وَالصَّابِرِين﴾

ورد عن النبي (ص): لَولا ثَلاثٌ فِي ابنِ آدَمَ ما طَأطَأَ رَأسَهُ شَيءٌ: المَرَضُ، وَالفَقرُ، وَالمَوتُ، كُلُّهُم فيهِ، وإنَّهُ مَعَهُنَّ لَوَثّابٌ.

اذن المشكلات والابتلاءات هي لتربية الانسان ووالاخذ بيده نحو الكمال ، وكذلك فان صعوبات الحياة وآلامها ايضا، تحفّز الإنسان للتطلّع إلى حياة أفضل، الى حياة هادئة مستقرة وخالدة لا صّعوبات والآم واحزان فيها، على الانسان ان يتطلع ويندفع نحو حياة من هذا النوع كما يندفع العطشان للبحث عن الماء، ان يندفع الانسان للعمل من اجل الحصول على الراحة والنعيم والحياة الخالدة التي فيها ما لا عين رأت ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر، ان يبني الاخرة من خلال الدنيا وان يعمل للحياة الاخرة في الدنيا لانها الحياة الحقيقية.

و لذلك يتحدث القران الكريم عن الجنة وعن نعيم الجنة، والخلود فيها، من اجل ان يتشوق الإنسان إليها ويعمل من اجل الحصول عليها.
يقول تعالى: ﴿ادْخُلُوا الْجَنَّةَ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَلَا أَنتُمْ تَحْزَنُونَ﴾.
ويقول في اية اخرى: ﴿ادْخُلُوا الْجَنَّةَ أَنتُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ تُحْبَرُونَ ‎، يُطَافُ عَلَيْهِم بِصِحَافٍ مِّن ذَهَبٍ وَأَكْوَابٍ وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الْأَنفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ وَأَنتُمْ فِيهَا خَالِدُونَ﴾ الزخرف: 70-71
ويقول في اية ثالثة: ﴿لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلَا تَأْثِيمًا ‎،‏ إِلَّا قِيلًا سَلَامًا سَلَاماً﴾

وورد عن أَمِيرُ اَلْمُؤْمِنِينَ علي بن أبي طالب (ع) فِي صِفَةِ اَلْجَنَّةِ: دَرَجَاتٌ مُتَفَاضِلاَتٌ، وَمَنَازِلُ مُتَفَاوِتَاتٌ، لاَ يَنْقَطِعُ نَعِيمُهَا، وَلاَ يَظْعَنُ مُقِيمُهَا، وَلاَ يَهْرَمُ خَالِدُهَا، وَلاَ يَيْأَسُ سَاكِنُهَا.

وحتى يحصل الانسان على الجنة لا بد له من ان يعمق ايمانه بالله وان يعمل بطاعة الله ويواجه التحديات بالصبر والثبات والتسليم بقضاء الله وبما قدره الله. لان الذين يدخلون الجنة واصحاب الجنة هم المؤمنون المتقون الابرار الذين يطيعون الله ويقومون بما امر الله ويعملون الصالحات.

يقول تعالى: (وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ كُلَّمَا رُزِقُوا مِنْهَا مِنْ ثَمَرَةٍ رِزْقًا قَالُوا هَذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِنْ قَبْلُ وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِهًا وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ).
ويقول تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْكَبِيرُ)
ويقول سبحانه: (الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فِي جَنَّاتِ النَّعِيم)
وفي اية اخرى: (إنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ عَلَى الْأَرَائِكِ يَنْظُرُونَ تَعْرِفُ فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النَّعِيمِ يُسْقَوْنَ مِنْ رَحِيقٍ مَخْتُومٍ خِتَامُهُ مِسْكٌ وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُون).َ

المؤمنون الصادقون المجاهدون الثابتون الصابرون هم اصحاب الجنة ، الشهداء الذين قدموا ارواحهم في سبيل الله ودفاعا عن المظلومين والمستضعفين هم اصحابواالجنة ، صحيح اننا قد نخسر الشهداء الذين يسقطون في سبيل الله ونفقدهم الا اننا من جهة اخرى نحن ربحنا بشهادتهم حياة عزيزة وكريمة وهم لم يخسروا لانهم ربحوا ما كانوا يتطلعون اليه ويسعون نحوه وهو لقاء الله ورحمته ورضوانه وذلك هو الفوز العظيم.

الحرب على غَزَّة لم تكُن حربا عادية وإنما كانت حربا في منتهى الوحشية حشد لها العدو الصهيوني ألوية النخبة في جيشه، واستخدم فيها أكثر أنواع الأسلحة فتكا وتدميرا واسلحة محرمَة دولياً، وحاول على مدى اكثر من شهر ونصف عبر القصف التدميري والمجازر الجماعية ان يحقق ولو هدفا واحدا من اهدافه المعلنة، الا انه عجز عن تحقيق أي من أهدافه ، فلا هو تمكن من سحق المقاومة، ولا استطاع تحرير الاسرى الصهاينة بالقوة عن طريق الحرب، ولم يحمي مستوطناته من صواريخ المقاومة، حيث بقيت الصورايخ تتساقط ليس على المستوطنات في غلاف غزة فقط بل على تل ابيب ايضا.

المقاومة فرضت على العدو ان يتراجع عن كل اللاءات التي اعلن عنها في بداية العدوان، فهو قال لا يريد هدنة انسانية ولا وقف اطلاق النار فاذا به يفعل ذلك مرغما، وقال لا يريد تفاوض حول الاسرى ففاوض رغما عنه ، وقال يريد القضاء على حماس فاذا به يفاوض حماس ويعقد معها اتفاقا للهدنة بدأ سريانه من صباح اليوم ،وكل هذا يعني ان المقاومة هي التي فرضت ارادتها في نهاية المطاف وثبتت ان الاسرى الصهاينة لن يعودوا الا بالتفاوض غير المباشر معها والتبادل، وهذا انجاز كبير تسجله المقاومة في هذه الجولة من المواجهة .

العدو الصهيوني لم يقبل بالهدنة الا بعدما فشل في كسر المقاومة وفي كسر ارادة اهل غزة وفي تهجيرهم واقتلاعهم من أرضهم ولن يستطيع ان يفعل ذلك إذا استأنف العدوان لان المقاومة قوية ومقتدرة وجاهزة للمواجهة مهما طالت مدة الحرب.

صحيح ان الاسرائيلي استطاع ان يقتل حتى الآن اكثر من اربعة عشر الفا من المدنيين ويجرح عشرات الاف من اهل غزة ويدمر اجزاء واسعة من القطاع ولكنه لم يستطع قتل روح المقاومة لدى اهل غزة او كسر ارادتهم، او النيل من عزم وثبات المقاومة، فالعدوانية الصهيونية التي لا حدود لها يقابلها قوة واقتدار وثبات وبسالة المقاومة، المأساة الكبيرة في غزة جدًا يقابلها صبر وصمود اهل غزة ونحن على ثقة ويقين بان نتيجة الثبات والصبر هو النصر في نهاية المطاف بإذن الله.


"التعليقات المنشورة لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع، كما ولا يتحمّل الموقع

أي أعباء معنوية أو مادية إطلاقاً من جراء التعليقات المنشورة"


أضف تعليقاً


كود امني
تحديث