كلمة في الاعتصام التضامني الكبير مع غزة في الضاحية الجنوبية 18-11-20223

الشيخ دعموش من الضاحية: إذا استمر العدوان على غزة فلا يمكن ضمان عدم توسع الحرب وتصبح كل الاحتمالات مطروحة.

أكّد نائب رئيس المجلس التّنفيذي في "حزب الله الشّيخ علي دعموش، أنّ "العدو الصّهيوني ما كان ليقوم بكلّ هذا التّوحّش والإجرام اللّامحدود في غزة، لولا التّبنّي الأميركي المكشوف والصّارخ"، معتبرًا أنّ "ما جرى في مستشفى الشفاء، هو فشل استخباري وميداني وإعلامي، وقبل ذلك أخلاقي إسرائيلي أميركي مشترك، وهو فضيحة أربكت العدو وأظهرت كذبه وفشله وعجزه، ويجب أن يتحرّك العالم كلّه لمواجهة هذا المستوى من الانحدار غير مسبوق في الأخلاق والضّمير الإنساني".

وشدّد، خلال الاعتصام التضامني الكبير مع غزة الذي نظّمه "حزب الله" في باحة مجمع الامام الكاظم في حي ماضي في الضاحية الجنوبية، على أنّ "الإدارة الأميركية تتحمّل المسؤوليّة المباشرة عن كلّ ما يقوم به الصّهاينة في غزة، وما يجري في المستشفيات وبالأخص في مستشفى الشفاء، ليس لأنّها المحرّض والدّاعم والمغطّي للعدوان فقط، بل لأنّها هي من يدير المعركة في الميدان من خلال الضبّاط والمستشارين الأميركيّين، وهي الّتي توفّر الحماية السّياسيّة للعدو في مجلس الأمن وفي غيره من المؤسّسات الدّوليّة؛ ولذلك من الطّبيعي أن تكون هي المسؤول الأوّل والمباشر عن الإبادة الجارية في غزة".


ولفت دعموش إلى أنّ "مشهد الفشل والعجز الإسرائيلي اليوم هو المشهد الأبرز في المعركة، فالعدو بعد ثلاثة وأربعين يومًا من العدوان، لم يتمكّن من أن يحقّق إنجازًا واحدًا في مواجهة المقاومة، أو يحصل حتّى على صورة نصر واحدة تُرمّم فشله وعجزه، بل أنّ مواصلة العدو لجرائمه والتشفّي من الأطفال والنّساء والمرضى والنّازحين في المستشفيات والمدارس والمساجد ومراكز الإيواء، يدلّ على مدى إخفاق العدو وعجزه عن تحقيق أيّ من أهدافه في مواجهة المقاومة".

وأشار إلى أنّ "المقاومة لا زالت تدير المعركة بكلّ قوّة وبسالة، وتجبر العدو على التّراجع في العديد من المحاور، وتلحق به خسائر غير متوقّعة، وتواصل إطلاق الصّواريخ على العمق الصّهيوني"، مبيّنًا أنّ "الكيان الصّهيوني يعيش حالة شلل تام، والوقت لم يعد يلعب لمصلحته، وهو يعاني من أزمات سياسيّة واقتصاديّة وماليّة ونفسيّة واجتماعيّة، باتت تضغط عليه من كلّ جانب نتيجة استمراره في المعركة".

كما تساءل: "هل يستطيع إبقاء مدّة الحرب مفتوحة زمنيًّا، في ظلّ التّطوّرات الضّاغطة، وفي ظلّ الاحتجاجات الشّعبيّة والسّياسيّة في العالم، وفي ظلّ التّحوّل في الرّأي العام العالمي والتّحوّل في مواقف بعض الدّول الأوروبيّة الدّاعمة للعدو، والّتي تشكّل تطوّرًا مهمًّا في سياق الضّغوطات الّتي تخدم المساعي الجارية لوقف العدوان؟".

وأضاف دعموش: "يجب أن يعلم العدو أنّه ليس هناك من حلّ لفشله وعجزه، سوى وقف العدوان والمجازر، فهو لن يستطيع أن يقضي على المقاومة مهما فعل، لأنّ القضاء على المقاومة ضرب من الخيال والوهم، ولن يتمكّن من استعادة أسراه إلّا بشروط المقاومة".

وركّز على أنّ "حزب الله جهة أساسيّة في هذه المواجهة. نقف في الميدان بكلّ شجاعة وحكمة لنساند بمقاومتنا وأرواحنا وسلاحنا الشعب الفلسطيني المظلوم، ولنضغط على هذا العدو المتوحّش ليوقف عدوانه الهمجي على الأطفال والنّساء، ولا نكترث لكلّ أشكال التّهديد والتّهويل، ولن تثنينا الأساطيل وحاملات الطّائرات عن موقفنا الإيماني والأخلاقي والإنساني في الانتصار لغزة، ومواصلة استنزاف العدو من خلال عمليّات المقاومة في الجنوب؛ فمقاومتنا قويّة وشجاعة وأبيّة وليس في قاموسها مكان للتّهديد والتّهويل".

وذكر أنّ "العدو يعترف بأنّ المقاومة الإسلاميّة في لبنان فرضت عليه حرب استنزاف حقيقيّة ومتواصلة، وأنّها تحقّق في هذه المواجهة إنجازات نوعيّة، وتجعل العدو مربكًا وقلقًا وخائفًا على طول الحدود مع شمال فلسطين المحتلة"، مؤكّدًا أنّ "المواجهات ستستمرّ وتتصاعد وتتوسّع، ولن تتوقّف ما دام لم يتوقّف العدوان على غزة وتفشل أهدافه، ولن نتردّد في الرّدّ الحاسم على أيّ اعتداء يطال المدنيّين".

إلى ذلك، شدّد دعموش على أنّ "الضّامن الوحيد اليوم لعدم توسّع الحرب هو وقف العدوان، أمّا إذا استمرّ العدوان فلا أحد يمكنه أن يضمن شيئًا، وتصبح كلّ الاحتمالات مطروحة، ونحن على أتمّ الاستعداد والجهوزيّة لمواجهة كلّ الاحتمالات والتّطوّرات بقوّة وشجاعة وحكمة وبأعلى درجات المسؤوليّة".

نص الكلمة

نقف مجددا لنعبر عن تضامننا ودعمنا ونصرتنا لغزة ليس بالتظاهر والاعتصام والموقف فقط بل بالفعل والميدان والدماء والارواح، فنحن مع كل عملية وطلقة صاروخ للمقاومة نؤكد اننا لن ترك نصرة غزة، ومع كل شهيد يرتقي من شهدائنا على طريق القدس نكتب بالدم ان غزة ليست وحدها، فنحن في لبنان والعراق واليمن معكم ولن نتخلى عنكم، ومعكم والى جانبكم كل شرفاء الامة واحرار العالم.

ثلاثة واربعون يوما والعدو الصهيوني يواصل عدوانه الوحشي على غزة ويتمادى في ارتكاب المجازر وقتل النساء والاطفال، ولا يتورع حتى عن اقتحام المستشفيات ومحاصرتها ومنع حتى الماء والطعام عمن فيها وفرض إخلائها قسرا من المرضى والطاقم الطبي ، معرضا المئات من الاطفال والمرضى والنازحين فيها للموت المحتم. وما كان ليفعل كل هذا التوحش والاجرام اللامحدود لولا التبني الامريكي الصارخ والمكشوف لكل ما يقوم به الصهاينة في غزة.

الادارة الامريكية ومعها الدول الاوروبية أدركت بعد عملية طوفان الاقصى مدى الضعف والوهن الذي وصل اليها الكيان الصهيوني، بفعل الهزائم المتتالية التي الحقتها المقاومة بهذا الكيان، منذ العام 2000 وصولا الى عملية طوفان الاقصى التي هي بحق عملية استراتيجية وتاريخية.

هذه العملية الاستراتيجية التاريخية زلزلت الكيان الصهيوني وكشفت بوضوح ان وجود ومصير هذا الكيان مرتبط بالدعم الامريكي والغربي ، وأظهرت في المقابل مدى قوة المقاومة وقدراتها وحجم تهديدها ليس لأمن الكيان فقط بل لوجوده وبقاءه واستمراره ، ولذلك بادر الغرب كله عندما شعر بالخطر الحقيقي الوجودي على اسرائيل لانقاذ هذا الكيان وايقافه على رجليه ، وتجرد من كل منظومة القيم الاخلاقية ومن ادنى المشاعر الانسانية واطلق يد العدو ليقتل ويدمر ويرتكب جرائم حرب وابادة في غزة، وبذلك كشفوا عن حقيقتهم الوحشية والعدوانية والعدائية اتجاه بلداننا وشعوبنا وحقوقنا وقضايانا.

لقد انكشف لكل العالم ان اميركا واسرائيل وجهان لحقيقة واحدة وماهية واحدة هي الحقد والتوحش والاجرام والطغيان والانحياز والعنصرية والكراهية و النزعة العدوانية والامتهان للشعوب وللمجتمعات البشرية، وكل الادعاءات الغربية والاوروبية حول حقوق الإنسان وحق الشعوب في الحرية والديموقراطية وغيرها سقطت وانهارت، سقطت مع سقوط كل طفل شهيدا مظلوما في غزة، وانهارات مع انهيار كل مبنى ومدرسة ومشفى كان يأوي ابرياء ومظلومين من اهل غزة، لقد سقطت حضارتهم اللانسانية امام اشلاء الاطفال والنساء وانكشفت وحشيتهم بأبشع صورها، ولذلك هم ينافقون ويكذبون على الشعوب عندما يتحدثون عن الحضارة وعن حقوق الانسان وعن القيم الاخلاقية ، لأن ما يجري في غزة لا يمكن فهمه وفقًا لأي معيار إنساني أو حقوقي او حضاري، سوى أنهم يميزون بين البشر والمجتمعات، وبين من يحق له الدفاع عن النفس وبين من لا يستحق الحياة.

ولذلك لن نسمح ولا ينبغي أن تسمح شعوبنا بعد اليوم أن يأتي الغربيون ليُنظّروا علينا وعلى ‏بلداننا وشعوبنا بحقوق الإنسان والحضارة والقيم الانسانية، بعد الذي فعلوه في غزة وفي مستشفياتها وبالاخص في مستشفى الشفاء ، فما جرى ويجري في مستشفى الشفاء من قبل الصهاينة هو انحدار ‏غير مسبوق في الأخلاق والضمير الإنساني ويجب أن يتحرك العالم كله لمواجهة هذا المستوى ‏من انعدام الضمير لدى هؤلاء القتلة والمجرمين. ‏

اليوم الادارة الامريكية تتحمل المسؤولية المباشرة عن كل ما يقوم به الصهاينة في غزة وما يجري في المستشفيات وبالاخص في مستشفى الشفاء ليس لانها المحرض والداعم والمغطي للعدوان فقط، بل لانها هي من يدير المعركة في الميدان من خلال ضباط ومستشارين امريكيين، وهي التي توفر الحماية السياسية للعدو في مجلس الأمن وفي غيره من المؤسسات الدولية، ولذلك من الطبيعي ان تكون هي المسؤول الاول والمباشر عن الابادة الجارية في غزة.

ما جرى في مستشفى الشفاء هو فشل استخباري وميداني واعلامي ووقبل ذلك فشل اخلاقي اسرائيلي امريكي مشترك، وهو فضيحة اربكت العدو واظهرت كذبه وفشله وعجزه.

هم يريدون بعدوانهم وجرائمهم وتدميرهم لغزة ردع كل من يفكر بمقاومتهم، وردع كل من يتطلع إلى التحرر من هيمنتهم، ولكن عليهم أن يعلموا أننا لن نتخلى عن مقاومتنا وجهادنا وسلاحنا، فنحن متمسكون بمقاومتنا وسلاحنا وثابتون على خط المقاومة والجهاد إلى آخر الطريق، ولأننا نملك الايمان واليقين والارادة والشجاعة والصبر والثبات سننتصر ولن يكون لهم سوى الخيبة والخزي والعار.

بإمكان العدو أن يقتل ويدمّر المستشفيات ودور العبادة والمباني، ولكنه ليس بإمكانه أن يقتل روح المقاومة فينا، فنحن نقاتلهم بهذه الروح، وحينما نقاتلهم بهذه الروح نهزمهم كما فعلنا في كل المراحل السابقة والآن وفي المستقبل.

بامكانكم ان تكسروا ارادة جيوش متخاذلة ولكن لا يمكن ان تكسروا ارادة مقاومة ملء قلبها الإيمان واليقين والثقة بوعد الله بالنصر. او ان تكسروا ارادة نفوس أبية عشقت الشهادة وسلمت ارواحها لرب العالمين.

وها نحن وإياكم نرى اليوم وفي كل يوم مشاهد البطولة والثبات في غزة بالرغم من كل المجازر والتدمير وحرب الابادة وضراوة المواجهة.

اليوم مشهد الفشل والعجز الاسرائيلي هو المشهد الأبرز في المعركة، فالعدو بعد ثلاثة واربعين يوما من العدوان لم يتمكن من ان يحقق انجازا واحدا في مواجهة المقاومة، او يحصل حتى على صورة نصر واحدة ترمم فشله وعجزه، بل ان مواصلة العدو لجرائمه والتشفي من الاطفال والنساء والمرضى والنازحين في المستشفيات والمدارس والمساجد ومراكز الايواء يدل على مدى اخفاق العدو وعجزه عن تحقيق اي من اهدافه في مواجهة المقاومة.

فالمقاومة لا زالت تدير المعركة بكل قوة وبسالة، وتجبر العدو على التراجع في العديد من المحاور، وتلحق به خسائر غير متوقعة، وتواصل اطلاق الصواريخ على تل ابيب والمستوطنات.

واليوم الكيان الصهيوني يعيش حالة شلل تام، والوقت لم يعد يلعب لمصلحته، وهو يعاني من ازمات سياسية واقتصادية ومالية ونفسية واجتماعية باتت تضغط عليه من كل جانب نتيجة استمراره في المعركة، فهل يستطيع ابقاء مدة الحرب مفتوحة زمنيا في ظل التطورات الضاغطة، وفي ظل الاحتجاجات الشعبية والسياسية في العالم، وفي ظل التحول في الرأي العام العالمي والتحول في مواقف بعض الدول الاوروبية الداعمة للعدو والتي تشكل تطورا مهما في سياق الضغوطات التي تخدم المساعي الجارية لوقف العدوان؟؟.

يجب ان يعلم العدو انه ليس هناك من حل لفشله وعجزه سوى وقف العدوان والمجازر بحق الشعب الفلسطيني.

بامكان العدو ان يستمر في القتل والاجرام وبامكانه ان يضع غزة تحت الركام وبامكانه اخلاء مستشفى الشفاء قسرا، ولكنه سيفشل ولن يستطيع ان يقضي على المقاومة مهما فعل لان القضاء على المقاومة ضرب من الخيال والوهم ولن يتمكن من استعادة اسراه الا بشروط المقاومة.

لن يستطيع بمواصلة اجرامه ومجازره ان يمحو من الذاكرة الاسرائيلية صورة المذلة والمهانة والجبن والانكسار التي اصابت جيشه ومستوطناته في عملية طوفان الاقصى.

ولن يستطيع بقتله للاطفال ان يستعيد صورة الهيبة والقدرة التي سقطت تحت اقدام المقاومين فهذه الصورة لن ترمم ولن تمحوها المجازر والجرائم التي يرتكبها في غزة على فظاعتها ووحشيتها.

ولذلك لن يتمكن الأميركي والإسرائيلي من كسر إرادة المقاومة ولا من كسر إرادة أهل غزة، بل ستنتصر غزة رغم كل الدمار والجراح ويجب أن يعلم الإسرائيلي أننا نحن الذين هزمناه في العام 2000 وفي العام 2006، وهزمه أهل غزة في كل المواجهات السابقة، هو أعجز وأوهن من أن يلحق الهزيمة بالمقاومة لا الآن ولا في المستقبل.

ويجب أن يعلم الغرب الذي أسس الكيان الصهيوني أن 75 عامًا ‏من الدعم المفتوح لم يحقق لهذا الكيان الأمن والاستقرار، وان عشرات الاعوام الاخرى من ‏الدعم المفتوح لن يحقق الامن لهذا الكيان ، بل إن وجوده اليوم أصبح مهددًا أكثر من أي وقت مضى.

نحن جزء من هذه المواجهة نقف في الميدان بكل شجاعة وحكمة لنساند بمقاومتنا وارواحنا وسلاحنا الشعب الفلسطيني المظلوم ، ولنضغط على هذا العدو المتوحش ليوقف عدوانه الهمجي على الاطفال والنساء، ولا نكترث لكل أشكال التهديد والتهويل ولن تثنينا الاساطيل وحاملات الطائرات عن موقفنا الايماني والأخلاق والإنساني في الانتصار لغزة ومواصلة استنزاف العدو من خلال عمليات المقاومة في الجنوب فمقاومتنا قوية وشجاعة وأبية وليس في قاموسها مكان للتهديد والتهويل اليوم العدو يعترف بان المقاومة الاسلامية في لبنان فرضت عليه حرب استنزاف حقيقية ومتواصلة، وانها تحقق في هذه المواجهة إنجازات نوعية وتجعل العدو مربكًا وقلقًا وخائفًا على طول الحدود هذه المواجهات ستستمر ولن تتوقف طالما لم يتوقف العدوان على غزة وتفشل أهدافه ولن نتردد في الرد الحاسم والحازم على اي اعتداء يطال المدنيين واليوم الضامن الوحيد لعدم توسع الحرب هو وقف العدوان اما اذا استمر العدوان فلا احد يمكنه ان يضمن شيئا وتصبح كل الاحتمالات مطروحة، ونحن على اتم الاستعداد لمواجهة كل الاحتمالات والتطورات بقوة وشجاعة وحكمة وبأعلى درجات المسؤولية.