كلمة في المجلس العاشورائي في الاوزاعي 24-7-2023

رأى نائب رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله الشيخ علي ‏دعموش أن الاعتداء الجديد على القرآن في الدانمارك يؤشر ‏إلى أن هناك غرفًا سوداء صهيونية تحرك بعض الحاقدين ‏والمتعصبين في أكثر من مكان للنيل من أقدس مقدسات ‏المسلمين

 وهو القرآن الكريم بأيادٍ مسيحية، من أجل خلق فتنة ‏طائفية إسلامية مسيحية، وجر المسلمين والمسيحيين إلى ‏صراع طائفي لا يستفيد منه إلا الصهاينة الذين يتربصون ‏بالمسلمين والمسيحيين.

‏وخلال كلمة له في المجلس العاشورائي الذي ينظمه حزب الله ‏في الأوزاعي: اعتبر أنه لم يعد يكفي الاستنكار وإصدار بيانات ‏الرفض لهذه الأعمال المشينة والمتكررة، بل بات المطلوب من ‏الحكومات الإسلامية والمسيحية وكل دول العالم التي تحترم ‏الأديان والمقدسات العمل على اتخاذ إجراءات صارمة بحق الدول ‏التي تسمح بأعمال من هذا النوع، واعتبارها شريكًا كاملًا بهذه ‏الجرائم، واستصدار قوانين دولية تجرم الفاعلين والدول التي ‏تغطيهم.‏

وشدد على أن التراخي الدولي تجاه جرائم الاعتداء على الرموز ‏والمقدسات الإسلامية واعتبار ذلك شكلًا من أشكال حرية الفكر ‏والتعبير، يدفع بالمتربصين وضعاف الإيمان إلى استفزازات ‏واعتداءات متبادلة، وجرأة غير مسبوقة على المقدسات والرموز ‏والكتب الدينية، وهذا ما لا يجوز لأحد أن يسمح به أو يتساهل ‏فيه

 

نص الكلمة

اليوم المجتمع يتعرض لتحديات في ظل تحولات ثقافية وسلوكية واقتصادية خصوصا ان هذه التحولات تتزامن مع اتساع وتيرة العولمة والانفتاح الخ

من اهم تلك التحديات: التحديات والضغوط الاقتصادية والمعيشية والتحديات الاخلاقية والسلوكية.

1-اليوم من ابرز التحديات الاقتصادية والمعيشية التي تواجهها الأسرة اللبنانية هذه الأيام، إنخفاض قيمة الليرة وارتفاع اسعار المواد الغذائية، المحروقات الأقساط فاتورة اشتراكات الكهرباء والدواء والطبابة والاستشفاء وغير ذلك.

بالتأكيد الأسرة مطالبة بمواجهة هذه التحديات والضغوطات الإقتصادية والنفسية والمعيشية.

من اهم وسائل واساليب مواجهة هذه الضغوط الاقتصادية على مستوى الاسر والعوائل هو:

1- التوجه نحو ترشيد الانفاق وإعادة النظر في جدولة الصرف، وطريقة الإنفاق،

2-تغييّر عاداتنا، لنكيّف حياتنا مع الاوضاع الجديدة اي مع انخفاض قيمة الليرة وغلاء المواد الأساسية من غذاء ودواء واستشفاء وكهرباء وأقساط مدارس الخ ، وإلا فسنعاني من الأزمات النفسية، والمشاكل العائلية، والوقوع في فخّ الديون والقروض،

 وقد يندفع البعض نتيجة عدم التكيف مع هذه الأوضاع الصعبة لطرق ملتوية منحرفة إحتيال وغش ونصب وسرقة من أجل الحصول على ما يغطي مصاريفه .وقد بدأت مثل هذه الأمور تظهر بصورة لافتة في مجتمعنا حيث نجد اليوم زيادة عمليات النشل والسرقة والاعتداء على املاك الناس والاستغلال والاحتكار وانتشار العمليات الربوية وغير ذلك .

بعض عادات صرف المال التي ترسخت في حياتنا سابقا بفعل الاستمرار في ممارستها، بات من الضروري في الظروف الحالية التخلي عنها مثل الاكل في المطاعم / السفر /شم الهوا / الانفاق في المقاهي والملاهي/ الاستهلاك للكهرباء والماء الى حد الاسراف احيانا ، .كل هذا صار صعبا لان المداخيل الشهرية لم تعد تكفي للترف والصرف بنفس الطريقة التي كنا ننفق فيها.

3- وجوب الامتناع عن الاسراف والتبذير في الطعام والشراب وصرف الماء والكهرباء وغير ذلك

- الامتناع عن المبالغة في الانارة احيانا، عدم تترك الاضاءة في البيوت او الغرف شغالة او المكيف شغال

-  عدم هدر للمياه حتى  عند الوضوء

مَرَّ النَّبِيَّ(ص) بِسَعْدٍ وَهُوَ يَتَوَضَّأُ فَقَالَ: مَا هَذَا السَّرَفُ يَا سَعْدُ؟ قَالَ: أَفِي الْوُضُوءِ سَرَفٌ؟ قَالَ: نَعَمْ، وَإِنْ كُنْتَ عَلَى نَهْرٍ جَارٍ.

وفي حديث عنْ الامام الصادق(ع) قَالَ: «أدنَى الإِسرافِ: هِراقَةُ فَضلِ الإِناءِ.

-عدم زيادة كمية الطعام فوق الحاجة في المنازل، وفي المناسبات العامة، كحفلات الزواج ومجالس العزاء حيث يتم إستهلاك كميات معينة والباقي يرمى في سلة النفايات.

-عدم التسوق بشكل غير معقول /الأجهزة أو الآليات/ او الملابس التلفون السيارة اثاث البيت

 

إنّ مثل هذه العادات وغيرها لا بُدّ من إعادة النظر فيها، وتجاوزها لخلق عادات جديدة هي أقرب للتعاليم الدينية وأنسب لتنظيم عملية الصرف والنفقات لئلا نقع في العجز ونضطر لمراكمة الديون التي لا نقدر على تسديدها.

فقد ورد عن رسول الله (ص) أنه قال: "الاقتصاد في النفقة نصف المعيشة.

وعن علي(ع): "الاقتِصادُ يُنمّي القليل، والإسرافُ يُفني الجَزيلَ".

وروي عن رسول الله(ص) أنه قال: إِنَّ مِنْ السَّرَفِ أَنْ تَأْكُلَ كُلَّ مَا اشْتَهَيْتَ

ولكي ينجح الإنسان في تنفيذ قرارات ترشيد الصرف  لا بُدّ أن يبذل جهداً لتوعية عائلته واولاده بضرورة هذا التوجه، وضرورة الصبر والتحمل والتضحية وامتلاك الحصانة اللازمة ليتفهموا التغيير ولا يتعاملون معه بشكلفي هذه الظروف.

ترشيد الانفاق في كل هذه المجالات والموارد التي ذكرناها وعدم التبذير والإسراف فيها تساعدنا على مواجهة الظروف المعيشية الصعبة والتخفيف من تداعياتها.

هذا على مستوى مواجهة التحديات الاقتصادية والمعيشية

 

2-اما التحديات الاخلاقية والسلوكية : اغراق جيل الشباب بالملذات والشهوات/ وتوريطهم بأفة المخدرات / نزع الحياء من المرأة/ وضرب العفة والحشمة / الترويج للشذوذ الجنسي وجعاله حالة طبيعية غير مستنكرة في مجتمعنا والترويج له تحت عنوان الحرية الشخصية والمساواة والعدالة وما شاكل!!.

اليوم اخطر ما تواجهه الاسرة والمجتمع البشري على الصعيد الاجتماعي والاخلاقي  هو الشذوذ وهو ليس بزواج هو علاقة شاذة خارجة عن الطبيعة تهدد استمرار النوع الإنساني وتضرب كرامته وعفته وفطرته. والتسبب بالامراض

الشذوذ له تداعيات كبيرة على الصحة الجسدية والنفسية للاشخاص الشاذين، حيث يصابون بامراض وصراعات نفسية لامحدودة، فحسب الإحصاءات الأمريكية أنه بعد أول 5 سنوات من الممارسة الجنسية المثلية فإن 92% من الشواذ قد لجؤوا إلى الانتحار، مرة واحدة على الأقل، و97% منهم لجؤوا للعلاج النفسي، وهذه إحصاءات مرعبة بالنسبة لمجتمع يتقبل المثلية ويدعمها ويحاول الترويج لها في العالم.

ووفقا لبعض المراكز الصحية المعنية بالسيطرة على الأمراض والوقاية منها،فإن الأمراض التي تنتقل عن طريق الاتصال الجنسي تتزايد عند المثليين، إضافة إلى أنهم عرضة للإصابة بمرض السرطان 17 مرة أكثر من غيرهم، وفي الولايات المتحدة الأمريكية يوجد أكثر من 1.100.000 شاذ يحمل مرض الإيدز.

الحالة الطبيعية هي الزواج، زواج الرجل من المرأة، والمرأة من الرجل وفق الاصول والضوابط الدينية وغير ذلك هو شذوذ ومرض يجب ان يعالج ولا يمكن للمرض ان يكون حالة طبيعية.

نحن لم نشاهد حتى في الحيوانات على أنواعها، أنّ ذكراً يمكن أن يتزوّج ذكراً.. أو انثى تتزوّج أنثى..الحيوانات تراعي الطبيعة، ولكن الإنسان يحاول أن يتجدد بشكل مخالف للطبيعة والفطرة الانسانية .

والمطلوب من الجميع مواجهة هذا المرض حتى لا يتحول الى حالة عادية كما المطلوب من اجهزة الدولة المعنية منع الترويج باي صورة لمثل هذه العلاقة الشاذة  ومن المجلس النيابي وضع تشريع خاص يجرم هذه الافة ويفرض عقوبات عليها .

الشركات والمؤسسات التجارية وغيرها التي تروج من حيث تدري او لا تدري لشعار الشذوذ الجنسي، مطالبة اليوم بنزع هذا الشعارمن منتجاتها ويجب ان تمنع الدولة ذلك.

كل من يروج لهذا الشذوذ ولشعاره ويدعو الى شرعنته هو ينتهك القيم الإنسانية التي تربى عليها المجتمع اللبناني.

وكل من يشتري ويوزّع ويتاجر بمنتجات شركات تحمل شعار الشذوذ انما يروّج لهذا الشذوذ الذي يأباه الطبع الانساني السليم .

في المواجهة: دور الاباءوالامهات مهم/ ملاحقة اولادهم وتحصين الاسرة وتحصين الاجيال الشابة بالوعي والقيم والاخلاق والتربية السليمة والتوجيه الصحيح /الزواج وتكوين العائلة بالزواج الطبيعي/ صبر الزوج على الزوجة/ تحمل ظروف الحياة والصبر عليها / الخ

 

3-الخطر الدائم هو ابعاد شبابنا عن مسؤولياتهم الوطنية وعن المقاومة من خلال : القول بان المقاومة هي سبب ما وصلنا اليه/ الرفاه والرخاء بلا مقاومة / حملات الاتهام وتشويه الصورة قتل ومخدرات الخ

المواجهة تحتاج الى وعي/ بصيرة/ ثبات الى جانب الحق كم كان اصحاب الحسين/ عدم اليأس والتحلي بالامل/ مواجهة الاستكبار والاعداء وعدم الرضوخ لهم.

نتعلم من عبر ودروس عاشوراء  اداء التكليف وطاعة الولي والصدق والاخلاص والوفاء والصبر والتحمل والتضحية .

نتعلم من كربلاء كيف نحافظ على ديننا وقيمنا وكيف نحمي قراءننا الذي يتعرض اليوم للتدنيس والاعتداء على ايدي بعض الحاقدين .

الاعتداء الجديد على القرآن في الدانمارك يؤشر الى ان هناك غرفا سوداء صهيونية تحرك بعض الحاقدين والمتعصبين في اكثر من مكان للنيل من اقدس مقدسات المسلمين وهو القران الكريم بأيادٍ مسيحية من اجل خلق فتنة طائفية اسلامية مسيحية وجر المسلمين والمسيحيين الى صراع طائفي لا يستفيد منه الا الصهاينة الذين يتربصون بالمسلمين والمسيحيين .

اليوم لم يعد يكفي الاستنكار واصار بيانات الرفض لهذه الاعمال المشينة والمتكررة بل بات المطلوب من الحكومات الاسلامية والمسيحية وكل دول العالم التي تحرص على احترام الاديان والمقدسات العمل على اتخاذ اجراءات صارمة بحق الدول التي تسمح باعمال من هذا النوع واعتبارها شريكا كاملا بهذه الجرائم واستصدار قوانين دولية تجرم الفاعلين والدول التي تغطيهم.

التراخي الدولي تجاه جرائم الاعتداء على الرموز والمقدسات الاسلامية واعتبار ذلك داخلا في اطار حرية الفكر والتعبير يدفع بالمتربصين وضعاف الايمان الى استفزازات واعتداءات متبادلة وجرأة غير مسبوقة على المقدسات والرموز والكتب الدينية وهذا ما لا يجوز لأحد ان يسمح به او يتساهل فيه