حفل تكليف في بلدة شقرا 4-6-2022

أكد نائب رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله الشيخ علي دعموش أنه “في ظل تفاقم الأزمات الحياتية، خصوصا بعد ارتفاع فاتورة الكهرباء والمياه والدواء والمواد الغذائية وزيادة البطالة والهجرة، 

“يجب أن يتقدم الهم المعيشي على سائر الهموم الأخرى، وأن تتجمد كل الخلافات الكبرى، وأن يتفرغ الجميع لمعالجة الأزمات التي يعاني منها الناس”.

ورأى خلال رعايته حفل التكليف السنوي الذي تنظمه مدارس licفي بلدة شقراء الجنوبية، أن “الأولوية في هذه المرحلة هي لتشكيل حكومة جديدة، لأنها المدخل الطبيعي لكل المعالجات المطلوبة على الصعيد المالي والاقتصادي والمعيشي”، معتبرا أن “المصلحة الوطنية تقتضي تشكيل حكومة قادرة ومتوازنة تراعي عدالة التمثيل ورغبات اللبنانيين وتطلعاتهم، لا رغبات الخارج وتطلعاته”.

ولفت دعموش إلى أن “أية محاولات لتعطيل تشكيل الحكومة أو تأخيرها من خلال فرض شروط معينة لإرضاء الخارج، هي محاولات خبيثة يراد منها تعطيل انطلاقة عمل مؤسسات الدولة، وشل البلد، والدفع بلبنان نحو مزيد من الانحدار والتأزم، وإدخاله في تعقيدات جديدة هو بالغنى عنها”.

 

نص الكلمة

نبارك للفتيات بلوغهن سن التكليف ونبارك للأهل الأعزاء بلوغ بناتهم هذه المرحلة العمرية التي تعتبر من أهم المراحل التي يمر فيها الإنسان..

هذه المرحلة العمرية الهامة من حياة الإنسان ترتب عليه وعلى الأهل مسؤوليات لا بد من أن نلتفت إليها..

أما مسؤولية الفتيات المكلفات فهي:

المسؤولية الأولى: التفقه في الدين ومعرفة الأحكام والحلال والحرام، لأن الإنسان بعد بلوغ سن التكليف يصبح مسؤولاً عن أعماله وسلوكه ومواقفه..

ولأننا لا نقدر على معرفة أحكام الدين بلا تقليد لذلك كان لا بد من تقليد المرجع الأعلم، والفقيه الأعلم إنما يشخصه ويحدده العلماء من أهل الخبرة، وقد حدد الكثير من أهل الخبرة آية الله العظمى الإمام السيد علي الخامنئي (دام ظله) بوصفه الفقيه الأعلم الذي يكون الرجوع إليه والعمل بفتاويه مبرءاً للذمة أمام الله سبحانه وتعالى، ولذلك فإن على المكلفين معرفة فتاوى الإمام القائد (دام ظله) في المسائل التي يبتلون بها والعمل وفق هذه الفتاوى ، هذه هي المسؤولية الأولى.

والمسؤولية الثانية: اتخاذ القدوة الحسنة ..

فالقرآن وجه نحو اتخاذ الرسول (ص) والنبي إبراهيم (ع) أسوة حسنة ، ووجه النساء والرجال إلى اتخاذ امرأة فرعون آسية بنت مزاحم ومريم بنت عمران قدوة ونموذجاً ، كما أن الإسلام اعتبر الزهراء وزينب قدوة حسنة، قدوة في الإيمان والعبادة والطاعة والطهر والعفاف والحجاب والستر والصبر والشجاعة والجهاد والعطاء في سبيل الله.

لا اتخاذ المغنيات أو الفنانات أو الممثلات قدوة.

لا اتخاذ لاعبي كرة القدم قدوة.

هذه بعض مسؤولياتنا عندما ندخل في مرحلة التكليف.

أما مسؤولية الأهل الأعزاء فهي:

أولاً: الالتزام أمام أولادهم بأحكام الدين وبضوابط السلوك والأخلاق، لأن الإنسان يتعلم من الوالدين ويتأثر بهما، يتأثر بأخلاقهما وسلوكهما وعاداتهما ومواقفهما، فإن كانا من أهل العبادة والطاعة والصلاة والدعاء والقرآن فإن الولد يتعلم منهما.

ثانياً: حسن اختيار المعلمين والمربين والمدرسة التي يتعلمون فيها، باعتبار أن المدرسة وكذلك المعلمين والمربين لهم تأثير مباشر على سلوك الأولاد وأخلاقهم.

ثالثاً: المساعدة في اختيار الأصدقاء والرفقاء.

رابعاً: التوجيه نحو القدوة الحسنة.

خامساً: تعليمهم المعارف والآداب الدينية.

سادساً: أمرهم  بالمعروف ونهيهم عن المنكر.

سابعاً: التقدير والاحترام لشخصية الأبناء، وبناء شخصيتهم الرسالية.

نحن بحاجة مكلفين ومكلفات وأهل إلى التمسك والعمل بهذه التوجيهات وملاحظة كل هذه المسائل من أجل إيجاد الحصانة اللازمة لمواجهة كل الضغوط والتحديات المعاصرة حيث يحاول الغرب فرض ثقافته ومفاهيمه وقيمه في مجتمعاتنا.

الغزو الثقافي لمجتمعاتنا والحرب الناعمة التي تشنها الولايات المتحدة الأمريكية على شعوب منطقتنا من أجل إبعادهم عن جذورهم الإيمانية، واضلالهم وحرفهم عن القيم والأخلاق هي حقيقة واقعة، وقد جرت محاولات كثيرة في لبنان لحرف الشباب والشابات عن دينهم وقناعاتهم وقضاياهم.. ولا يمكن مواجهة ذلك إلا بالحجاب والحصانة الإيمانية والرسالية

 

عندما نقيم حفلا للتكليف ونربي الاجيال والابناء على القيم والاخلاق والعادات والتقاليد الصحيحة والسليمة نحن نحصن اجيالنا ونواجه بذلك التحديات اثقافية التي يحاول الغرب ان يفرضها علينا وايضا عندما نتمسك بخياراتنا ومقاومتنا ونمتلك الوعي والبصيرة والصبر والثبات والحضور القوي في الميدان فاننا نستطيع بذلك ان نفشل الاهداف الامريكية والاسرائيلية والاقليمية كما افشلناها في الانتخابات النيابية

كان مطلوب الاعداء والخصوم في الانتخابات النيابية، النيل من قوة حزب الله السياسية والشعبية، وانقلاب جمهور المقاومة على المقاومة، وخفض نسبة التصويت في بيئتها الى أدنى مستوى ليقال ان شعبيتها تراجعت، وكل الضغوط التي مورست على اللبنانيين خلال الفترة الماضية من حصار وعقوبات وضغوط معيشية وحملات اعلامية وسياسية وتضليل ودفع اموال، كان لاجل تحقيق هذه الاهداف، ولكنهم فشلوا في تحقيقها ، وكانت النتيجة ان حزب الله حافظ مع حلفائه على قوة وازنة في المجلس النيابي الجديد، وكشفت الارقام ان نسبة التصويت في بيئة المقاومة هي أعلى نسبة تصويت في لبنان، وان حزب الله هو الاكثر شعبية على الاطلاق بحصول نوابه على اكثر من 350 الف صوت تفضيلي بزيادة عشرات الاف الاصوات عن عدد الاصوات التي حصل عليها في العام 2018.

 وفوز كتلة الوفاء للمقاومة بنائبين اضافيين  فاصبحت  15 نائبا بعد ان كانت 13 نائبا في الدورة السابقة .

نحن مرتاحون للنتائج ومطمئنون لمقاومتنا وزادت ثقتنا بشعبيتنا وشعبية حلفائنا، والشيء الوحيد المقلق بالنسبة لنا هو الهم المعيشي والاقتصادي، ولذلك يجب ان تكون أولوية المجلس النيابي الجديد والقوى السياسية التفرغ لمعالجة قضايا الناس والتخفيف من معاناتهم، وعدم الذهاب نحو سجالات عقيمة لا توصل الى نتيجة، او التلهي بشعارات جوفاء لا تلامس ولا تعالج الاسباب الحقيقية للازمة التي يعيشها البلد.

اليوم في ظل تفاقم الازمات الحياتية (خصوصًا بعد ارتفاع فاتورة الكهرباء والماء والدواء والمواد ‏الغذائية وزيادة البطالة والهجرة) يجب ان يتقدم الهم المعيشي على ‏سائر الهموم الاخرى وان تتجمد كل الخلافات الكبرى وان يتفرغ الجميع لمعالجة الازمات التي يعاني منها الناس   

والاولوية في هذه المرحلة هي لتشكيل حكومة جديدة لانها المدخل الطبيعي لكل المعالجات المطلوبة على الصعيد المالي والاقتصادي والمعيشي والمصلحة الوطنية تقتضي تشكيل حكومة قادرة ومتوازنة تراعي عدالة التمثيل ورغبات اللبنانيين لا رغبات الخارج".

واي محاولات لتعطيل تشكيل الحكومة او تأخيرها من خلال فرض شروط معينة لارضاء الخارج هي محاولات لتعطيل انطلاقة عمل مؤسّسات الدّولة وتدفع بلبنان نحو مزيد من الانحدار والتأزم وتدخل البلد في تعقيدات جديدة هو بالغنى عنها  

"لقد وصل البلد إلى مرحلة حساسة جدًا فإذا لم نوقف السجالات والعنتريات ولم نبادر لتحمل مسؤولياتنا الوطنية والأخلاقية ونعمل على ‏قاعدة الشراكة فنحن ذاهبون نحو الفشل والفوضى والانهيار الشامل".

نحن حزب الله نمد أيدينا لكل المخلصين و الحريصين لنتعاون ونتشارك سويا من اجل انقاذ البلد، ونعاهد أهلنا بأننا سنعمل ‏على كل ما وعدناكم به، ، وسنحضر ‏بشكل أفضل وبجدية أعلى حتى من الفترة السابقة، وسنكون معكم سواء من خلال وجودنا في الدولة ‏ومؤسسات الدولة  أو من خلال إمكاناتنا ‏الذاتية، لن نبخل ‏بشيء، وخصوصا على الناس الذين لم ‏يبخلوا بشيء، لا بالدماء ولا بفلذات الأكباد ولا بالحضور ‏ولا بالتأييد ولا بالصوت"