لقاء رمضاني في جبيل 21-4-2022

رأى نائب رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله الشيخ علي دعموش خلال لقاء رمضاني بدعوة من المحامي محمود المولى في مدينة جبيل: أن منطقة جبيل وكسروان كانت وما زالت تحظى بتنوع طائفي ومذهبي،

 وخلال كل العقود الماضية تم الحفاظ وبنسبة كبيرة على هذا النسيج الوطني والاجتماعي والانساني، ورغم ظروف الحرب الأهلية في لبنان استطاعت هذه المنطقة بدرجة كبيرة أن تحيّد نفسها عن هذه الحرب وتداعياتها وانعكاساتها، بفعل وعي اهلها وانفتاحهم على بعضهم البعض وتمسكهم بالعيش المشترك.

وقال: الحفاظ على هذا النسيج الاجتماعي وعلى تنوعه وعلى بقائه وعلى العيش المشترك هو واجب وطني، وهو مسؤولية كل الطوائف والقوى والرموز والشخصيات الموجودة في هذه المنطقة.

 

واضاف: هذا النسيج الوطني موجود ومتجذر منذ عشرات بل مئات السنين فلا يمكن لاحد مسحه او الغاؤه او منع اي طرف من اطرافه من ممارسة حقه الديمقراطي في الترشح للانتخابات والتعبير عن حضوره ووجوده كجزء من هذه المنطقة، وحزب الله كان موجودا ولازال وسيبقى كواحد من القوى السياسية الموجودة في المنطقة، ومن حقه ان يرشح من يريد وان ينافس على المقعد الشيعي بمن يريد في الاطار الديمقراطي، وهو بذلك لا يتحدى احدا ولا يستفز احدا ولا يصادر قرار احد ولا يهدد وجود احد، ولذلك كل الكلام الذي نسمعه هذه الايام من البعض عن ان حزب الله يريد التمدّد إلى مناطق طائفة معينة، وان صراره على مقعد جبيل الشيعي ستكون له ارتدادات اجتماعية وسياسية وأمنية وعقارية على القرار في جبل لبنان! هو جزء من حملة التحريض والتهويل والإفتراءات والأكاذيب التي يقوم بها الطرف الاخر ضد حزب الله لتشويه الصورة وتخويف اللبنانيين وإبعادهم عن المقاومة.

 

ولفت: الى ان الناس في هذه المنطقة بانتماءاتهم المختلفة بمن فيهم حزب الله تربطهم علاقات طيبة وممتازة فيما بينهم ومع المحيط، وقد عاشوا على امتداد السنين الماضية هموما مشتركة وحياة واحدة، ولم يتمدد احد على حساب احد او يتهدد احد وجود احد في منطقته .

 وقال: نحن ننظر إلى هذه المنطقة وأهلها جميعاً بمعزل عن انتماءاتهم الطائفية أو المذهبية أو الحزبية أو السياسية، ننظر إليهم كأهل وإخوة وأناس معنيين بمصير واحد وحياة واحدة وإنماء واحد وأمن واحد وكرامة واحدة، ولذلك لا يجوز لا في الانتخابات ولا في غير الانتخابات أن يلجأ أحد إلى شد عصب طائفي أو مذهبي أو تقسيم الناس طائفيا أو تحريضها على بعضها البعض من أجل مكسب سياسي، أو مقعد نيابي، او تنفيذا لرغبة خارجية، هذا يطعن في قلب المنطقة وفي قلب الوطن وفي صميم الحياة الواحدة وفي العيش المشترك.

 

واشار الى ان الخطاب الذي يقدمه الطرف المقابل هو خطاب تحريضي هابط تستخدم فيه لغة طائفية ومذهبية ومناطقية مقيتة،  ويتم التعرض فيه الى معتقدات ومفاهيم وقيم دينية اصيلة، مؤكدا ان إنحدار الخطاب الإنتخابي نحو التحريض الطائفي والمذهبي هو دليل ضعف وافلاس وفشل صاحبه. 

ورأى: ان من يلجأ الى الكذب والاتهام والتضليل  والتحريض ضد حزب الله من اجل الحصول على مقعد نيابي هنا او هناك لا يريد العيش المشترك بل يريد ضرب السلم الاهلي وجر اللبنانيين الى الفتنة .

واعتبر: ان من يريد الحفاظ على العيش المشترك لا يحرض ضد طائفة هي من اكبر واعرق الطوائف في لبنان وهي الطائفة الشيعية،  وضد اكبر حزب سياسي في لبنان هو حزب الله، الذي قدم الكثير من التضحيات والدماء والشهداء لتحرير الارض ولحماية لبنان والدفاع عن استقلاله وسيادته.

واوضح ان من يريد الحفاظ على العيش المشترك ينظر الى ابناء هذه المنطقة بعين واحدة ويحترم ارادة الجميع ولا يحرض ابناء المنطقة على بعضهم ويُبقي المعركة الانتخابية في اطارها الديمقراطي، ويُنافس بالبرنامج الانتخابي وما يمكن ان يقدمه للبلد وللناس، وليس بالتحريض.  

وشدد الشيخ دعموش على ان هناك ازمات كثيرة في البلد وقد نكون مقبلين على مشكلات وازمات اكبر، لكن لا يبدو ان احدا في الطرف الاخر يهمه البلد ومعالجة ازماته بقدر ما يهمه مواجهة حزب الله واسقاط المقاومة، فهو يستخدم كل الوسائل من اجل اسقاط خيارات المقاومة وحلفائها في الانتخابات.

 واشار الى اننا امام تحدي كبير ومعركة سياسية حقيقية، سخر له الخصوم كل الامكانات لخوضها، وهم يراهنون من خلال حملات التحريض وبث الاكاذيب وتوزيع المال الانتخابي اختراق بيئة المقاومة وإبعاد الناس عن خياراتها، ولا بد في المقابل ان نحشد كل امكاناتنا وان نعد كل العدة لها وان نقنع الناس بخياراتنا وتحالفاتنا وان نحث الناس على المشاركة والتصويت بقوة فيها.

واضاف: نقول لجميع المؤيّدين والمحبين ‏والحريصين على مستقبل هذا البلد لا تركنوا لا لاستطلاعات الرأي ولا لمراكز الد‏راسات ولا للتوقّعات حول نتائج حاسمة ومضمونة، ويجب أن تدخلوا في العملية الانتخابية وهذه المعركة ‏السياسية بكامل العدة والحماسة والفعالية والجهد حتى لحظة إغلاق صناديق الاقتراع.‏

وخاطب كل الذين شغلهم الشاغل اليوم مواجهة حزب الله بالقول: لا تتعبوا انفسكم فاهلنا لن يتخلوا عن المقاومة ولن يخذلوها كما لم يخذلوها في الاستحقاقات السابقة، وأيا كانت  نتائج الانتخابات النيابية فلن تنفعكم في اضعاف حزب الله، وبدل ان ترفعوا شعارات لا تستطيعون تحقيق شيء منها ولن تصلوا  فيها الى اي نتيجة ، فكروا بمصير البلد ولتكن اولويتنا جميعا انقاذ البلد ومنع الانهيار الكامل وتقديم حلول لمشكلة الكهرباء والنفايات واموال المودعين، وغيرها من الازمات التي يعاني منها الموطنون والتي يجب أن نتعاون جميعاً لمعالجتها لانه لا حل إلاّ بالتعاون و الشراكة.