كلمة في افتتاح مركز الزرارية الطبي 29-1-2022

دعا نائب رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله، الشيخ علي دعموش، إلى اقرار موازنة واقعية تراعي اوضاع الناس وحقوقهم، ولا تحمّل الطبقات الفقيرة والمعسرة واصحاب الدخل المحدود المزيد من الضرائب والرسوم، او تبعات وخسائر الازمة الاقتصادية التي تعصف بالبلد.

وخلال كلمة له في حفل افتتاح مركز الزرارية الطبي في قاعة حسينية البلدة، رأى الشيخ دعموش أن من يجب ان يتحمل تبعات الازمة الاقتصادية والخسائر الناجمة عنها هم حيتان المال والسماسرة ومهربو الاموال للخارج والمصارف والبنوك التي اكلت اموال المودعين وليس عامة الناس والطبقات الفقيرة.

 

وقال انه في ظل الازمات المتراكمة، وتردي الأوضاع المعيشية والمالية والاقتصادية، وغياب الدولة وعجزها عن تحمل مسؤولياتها اتجاه اهلنا، تصبح الحاجة للمبادرات الاجتماعية المخلصة اكثر من ملحة، وتصبح مسؤولية المجتمع بكل مكوناته ومؤسساته اكبر واعظم.

الشيخ دعموش دعا كل القوى الاجتماعية والسياسية من جمعيات ومؤسسات واحزاب وقوى وشرائح وشخصيات مقتدرة ومتمكنة الى تحمل المسؤولية والقيام بمبادرات على الصعد المختلفة للتخفيف من تداعيات الازمة ومن الام الناس ومعاناتهم، معتبرا ان هذا الامر واجب اخلاقي وانساني ووطني، وعندما ينطلق من خلفية ثقافية وايمانية يأخذ بعدا روحيا الى جانب البعد الوطني والانساني والاخلاقي.

 

وشدد على ان حزب الله منذ بداية الازمة وضع خططا وبرامج اجتماعية وصحية وتربوية وانمائية وزراعية وخدماتية، وتصدى لمشاريع في كل هذه المجالات وفي مجال الطاقة والمحروقات وغيرها، وجعلها في سلم اولوياته، وسخر جزءا كبيرا من كادره البشري ومن امكاناته وقدراته المادية لمساعدة الناس والتخفيف من معاناتهم ومواجهة الازمات المتعددة التي يعيشونها، بدءا من مواجهة وباء كورونا، مرورا بتأمين المحروقات للاستخدامات العامة وللتدفئة، وصولا الى فتح الطرقات التي غمرتها الثلوج وتقديم المساعدة للناس المحاصرين بسبب العاصفة الثلجية.

 

ولفت إلى أن ما قدمه حزب الله في المجالات المختلفة تفوق ارقامه ومعطياته المتوقع، "ولا نقول هذا تبجحا او مباهاة او منة او تفضلا، بل هذه مسؤوليتنا تجاه اهلنا وشعبنا"، مؤكدا "اننا في حزب الله سنواصل تحمل هذه المسؤولية وسنكمل هذه المهمة ولن نتوانى عن خدمة اهلنا في هذا الوضع المازوم والمقلق الذي نعيشه في لبنان".

 

نص الكلمة

قال تعالى: (فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَآءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلاَ يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدَا)

الشكروالتقدير لجمعية الزرارية الخيرية التي سعت واسست واستكملت بناء هذا الصرح المبارك رغم الصعاب وقلة الامكانات

 الشكر والتقدير لرئيسها الحاج عبد الرضا مروة على هذا الانجاز والشكر والتقير والامتنان لكل من ساهم بعمل او جهد او مال او خدمة من اي نوع لاكمال هذا المشروع

هذا النوع من المشاريع والاعمال والانجازات هو من ابرز مصاديق العمل الصالح الذي اشارت اليه الاية التي تلوتها بل هو من احسن العمل (من العمل الاحسن) الذي اشار اليه قوله تعالى في اية اخرى : (الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ).

 

هذا النوع من المبادرات هو من الاعمال التي يحبها الله بل من احب الاعمال عند الله لانها تخدم الناس وتنفع الناس وتساعدعم على مواجهة تحديات الحياة والالام والصعاب وتخفف من معاناتهم   

وقد ورد في الحديث: (الْخَلْقُ كُلُّهُمْ عِيَالُ اللَّهِ وَأَحَبُّهُمْ إِلَى اللَّهِ أَنْفَعُهُمْ لِعِيَالِهِ)

 وسئل رسول الله (ص) من أحب الناس إلى الله؟ قال: أنفع الناس للناس.

 

وعندما تقترن هذه المبادرات بالاخلاص وتكون لوجه الله، وابتغاء مرضاة الله وبخلفية تحمل المسؤولية ومساعدة الناس، وليس بخلفية الحصول على سمعة طيبة او شهرة او الحصول على مكاسب اجتماعية وسياسية وانتخابية، عندما تكون لوجه الله وعلى قاعدة (انَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا ) فان الله سبحانه وتعالى يبارك فيها ويرفعها اليه (إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ).

 

والعمل الذي يرفعه الله اليه يكتسب صفة الديمومة والاستمرار والبقاء والخلود ويبقى محفوظا عند الله وثوابه محقق والقرآن يؤكد على أنّ ما نعمله من خير وما نقدمه من خدمة للناس، سنجده عند الله: ﴿وَمَا تُقَدِّمُواْ لأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللّهِ إِنَّ اللّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ﴾

وفي آية أخرى﴿يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُّحْضَرًا﴾ويقول سبحانه﴿فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ﴾.

اليوم في ظل الازامات المتراكمة وتردي الاوضاع المعيشية والمالية والاقتصادية وفي ظل غياب الدولة وعجزها عن تحمل مسؤولياتها تجاه اهلنا ومناطقنا وبلداتنا تصبح الجاجة لمثل هذه المبادرات الطيبة والمخلصة اكثرمن ملحة وتصبح مسؤولية المجتمع بكل مكوناته ومؤسساته اكبر.

 

اليوم كل القوى الاجتماعية من جمعيات ومؤسسات واحزاب وقوى وشرائح وشخصيات مقتدرة ومتمكنة ماديا تقع عليها مسؤولية ان تقوم بمبادرات صحية واجتماعية وانمائية للتخفيف من تداعيات الازمة ومن الام الناس ومعاناتهم.  

وهذا واجب اخلاقي وانساني ووطني، وعندما ينطلق من خلفية ثقافية وايمانية ياخذ بعدا روحيا الى جانب البعد الوطني والانساني والاخلاقي

 

حزب الله منذ بداية الازمة وضع خططا وبرامج اجتماعية وصحية وتربوية وانمائية وزراعية وخدماتية وتصدى لمشاريع في كل هذه المجالات وفي مجال الطاقة والمحروقات وغيره،ا وجعلها في سلم  اولوياته ،وسخر جزءا كبيرا من كادره البشري وإمكاناته وقدراته لمساعدة الناس والتخفيف من معاناتهم ومواجهة الازمات المتعددة التي يعيشونها ، بدءا من مواجهة وباء كورونا وصولا الى تأمين المحروقات للاستخدامات العامة وللتدفئة، وقد بذلت مؤسسات حزب الله الصحية والاجتماعية والتربوية والمناطق التنظيمية والبلديات جهودا كبيرة ولا زالوا لمساعدة اهلنا اجتماعيا ومعيشيا وصحيا وتربوياوعلى مختلف الصعد، وقد تم افتتاح عشرات المراكز الصحية والاجتماعية في مختلف المناطق لمواجهة وباء كورونا ومساعدة الناس، الى جانب الاف المهام والتقديمات الاجتماعية المختلفة  التي نفذها حزب الله في كل المناطق ومن دون تمييز لخدمة الناس، وما قدمه حزب الله في هذه المجالات تفوق ارقامه ومعطياته حدود المتوقع،  وهذا واجبنا بل اقل الواجب تجاه اهلنا الاوفياء، ولا نقوله تبجحا او مباهاة او منة او تفضلا، هذه مسؤوليتنا تجاه اهلنا وشعبنا،  وسنواصل تحمل هذه المسؤولية وسنكمل هذه المهمة ولن نتوانى عن خدمة اهلنا في هذا الوضع المازوم والمقلق الذي نعيشه في لبنان.

 

مع ان كل هذه الامور هي من مسؤوليات الدولة بالدرجة الاولى نحن لسنا دولة ولا  نقدم انفسنا بديلا عن الدولة ولا نعفي الدولة من مسؤولياتها .

الدولة يجب ان تقوم بمسؤولياتها تجاه المواطنين وان تعالج ازماتهم وان  تساعدهم وتخفف من اعبائهم  ومعاناتهم لا ان تزيد في اعبائهم ومعاناتهم .

 ولذلك نحن ندعو الى اقرار موازنة واقعية تراعي اوضاع الناس وحقوقَهم ولا تحمل الطبقات الفقيرة والمعسرة واصحاب الدخل المحدود المزيد من الضرائب والرسوم وتبعات الازمة الاقتصادية التي تعصف بالبلد.

لقد تحمل المواطنون العاديون والفقراء بسبب الازمة والفساد والحصار تبعات كثيرة، نهبت أموالهم من الفاسدين ومهربي الاموال للخارج وصودرت ودائعهم في المصارف والبنوك وفقدوا قيمة ما تبقى لديهم من عملة وطنية في لعبة الدولار،  فلا يجوز تحميلهم المزيد من التبعات والاعباء والرسوم تحت اي حجة

 

من يجب ان يتحمل التبعات الازمة الاقتصادية والخسائر الناجمة عنهاهم حيتان المال والسماسرة ومهربو الاموال والمصارف والبنوك وليس عامة الناس والطبقة الفقيرة.

وعلى الحكومة ايضا ان تتحرك بالشكل المطلوب لاقرار المساعدات الاجتماعية والعمل على تحسين الاوضاع المعيشية للموظفين في القطاعات المختلفة والاسراع في انجاز خطة التعافي الاقتصادي.