حفل جائزة الشهيد السيد عباس الموسوي لحفظة القرآن الكريم الجامعيين 25-12-2021

أكد نائب رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله الشيخ علي دعموش خلال رعايته حفل جائزة الشهيد السيد عباس الموسوي لحفظة القرآن الكريم الجامعيين: ان المقاومة التي هزمت الاحتلال الاسرائيلي في العام 2000، وافشلت ابشع عدوان تعرض له لبنان في 2006، وثبتت معادلة الردع مع العدو، وجعلت لبنان قويا امام اسرائيل وصنعت انتصارات لكل الامة، ما كانت لتحقق ذلك لولا اعتمادها على الله،

 واستنادها الى ثقافة القران ولولا ايمان وصدق واخلاص مجاهديها الذين تربوا على قيم القران ومفاهيمه واخلاقه وما حمّله للانسان من مسؤوليات وواجبات وتكاليف.

 

واعتبر: ان المقاومة التي واجهت العدو وحمت لبنان وافشلت حروبه واعتداءاته العسكرية، تقف في الخط الامامي لمواجهة وافشال حرب من نوع اخر هي الحرب الاقتصادية والازمة والمالية والمعيشية التي يعمل الامريكي على استغلالها واستمرارها من اجل الضغط على اللبنانيين وفرض املاءاته عليهم وتحقيق مكاسب سياسية.

ولفت: الى ان حزب الله ومنذ بداية الازمة لم يقف موقف المتفرج على اوجاع اللبنانيين ومعاناتهم، وانما سارع الى التصدي لها من خلال العديد من الخطوات والتقديمات الاجتماعية والتموينية والصحية والتربوية، وبادر بقرار جريء وشجاع الى استقدام المازوت من ايران للاستخدامات العامة وللتدفئة، وقدم هذه المادة لكل الراغبين من الشعب اللبناني في كل المناطق، وكان همه الاساسي ولا يزال خدمة الناس والتخفيف من معاناتهم .

ورأى الشيخ ورىالشيخ دعموش: ان هناك خطوات حكومية وقضائية يجب المبادرة اليها والاسراع فيها بهدف التخفيف من اعباء وضغوط الازمة ووضع حد للانهيار الحاصل في البلد، وفي مقدمها،  الاسراع في تنفيذ البطاقة التمويلية، ورفع رواتب موظفي القطاع العام او على الاقل تقديم معونات لهم، ووقف التلاعب بالدولار الذي بات اداة يوظفها الاعداء  للضغط على اللبنانيين وخياراتهم السياسية، وضرورة وضع القضاء يده على هذا الملف لمعاقبة المتلاعبين بسعر الصرف،  والتشدد في ضبط أسعار السلع في السوق بما يمنع الغلاء الفاحش والاحتكار والجشع لدى بعض التجّار.

واعتبر: ان هذه خطوات ضرورية للتخفيف من الازمة ولكن هناك خطوات اساسية للخروج من حالة الانهيار لا بد من القيام بها، واولها الاعتماد على الذات، والعمل على وضع خطط للانقاذ المالي والاقتصادي، واصلاح النظام القضائي، وعدم الرهان على الادراة الامريكية والخارج والسفارات، فاميركا لا تريد المساعدة على الحل، وتعمل على تعميق الازمة، وتأجيل الحلول، واعلان وزير الطاقةِ المصرية عن عدمِ حصول القاهرة على موافقة اميركيٍة لايصال الغازِ والكهرباءِ الى لبنان،يكشف زيف الادعاءات الامريكية بمساعدة لبنان على حل مشكلة الكهرباء، ويعني ايضا ان اميركا تعرقل وتماطل وتزيد من اوجاع اللبنانيين، لتوظيف ذلك سياسيا وانتخابيا.

وشدد: على انه اذا كان الهدف من استمرار الضغط على لبنان هو اختراق بيئة المقاومة والتأثير في خياراتها السياسية في الانتخابات النيابية فهذا يعني ان علينا ان نحذر وننتبه من الاعيب العدو ومخططاته ونتسلح  بالوعي كما كنا دائما، ونحن على ثقة بان اهلنا لا تنطلي عليهم مخططات العدو واهدافه، واذا كان الهدف هو التأثير على حلفائنا فهذا يعني ان على حلفائنا الوقوف جنبا الى جنب ومواجهة الاستحقاق كصف واحد بعيدا عن الخلافات والتباينات القائمة.

وختم بالقول: لقد علمتنا الأحداث والتجارب على مدى كل العقود الماضية ان الحملات والضغوط والحروب التي استهدفت المقاومة ومجتمعها فشلت، والمحاولات الجديدة ستفشل باذن الله ايضا، لكن نحتاج الى المزيد من الوعي والصبر والثبات والتماسك كي نستطيع افشال واسقاط اهداف الاعداء.

 

نص الكلمة

بداية نتوجه بالشكر للاخوة في جمعية القران الكريم لما يقدمونه من جهد لتحفيظ القران ولنشر القرآن وقيمه وتعاليمه ومفاهيمه.كما نتوجه بالشكر والتقدير لجهود الاخوة القائمين على اجراء الاختبار السنوي لجائزة الشهيد السيد عباس الموسوي لحفظة القرآن الكريم الجامعيين

ونتوجه بالتبريك لكل الأخوة والأخوات الذين شاركوا في هذه المسابقة وفي هذه الأنشطة ومشاركتهم هي موضع اعجاب وتقدير ومدعاة للإفتخار والإعتزاز لهم ولعائلاتهم وأهلهم خصوصا في هذا البلد الذي فيه كل ما يصرف الشباب والشابات عن القرآن وويوجههم نحو أمور اخرى.

القرآن هو كتاب الله ومعجزة نبينا(ص)، وهوكتاب للقانون والتشريع الالهي، وهو معجزة في الفصاحة والبلاغة والبيان، ولكن قبل أن يكون كذلك هو كتاب للهداية وللتهذيب وللتزكية وللتربية، ولصنع الانسان، لبناء الانسان، لبناء المجتمع والأمة.

محور القرآن وجوهر القرآن وهدفه الأعلى والأسمى هو صنع الانسان وبناء شخصية الانسان، وصياغة أفكاره ومعتقداته وتكوين مبادئه ومواقفه وعلاقاته، وترسيخ القيم والأخلاق والسلوك الحسن في حياته.

لذلك أول شيء يجب أن يتوجه إليه الحافظ للقران والمتعلم للقرآن والدارس للقرآن والمتدبر والقارئ هو كيف يصوغ شخصيته لتكون شخصية قرآنية منسجمة في أفكارها وأخلاقها وسلوكها ومواقفها وعلاقاتها مع القرآن وقيمه ومفاهيمه وتعاليمه وأحكامه وتشريعاته.

ولذلك أول وظيفة لحافظ القران وللدارس للقران أن يستفيد مما حفظه ومما تعلمه ويطبق ما تعلمه.

 ربما الانسان قبل ان يحفظ وقبل أن يتعلم وقبل أن يعرف ويطلع تكون مسؤوليته محدودة أما بعد أن يحفظ ويتعلم ويشارك في المسابقات والدورات ويفهم ويعي حقائق القرآن تصبح المسؤولية أعظم وأكبر.

لذلك مسؤولية الحافظ والمتعلم الأولى: هي تطبيق ما تعلمه والإلتزام بما تعلمه.

القراءة والتجويد والترتيل والحفظ وصولاً إلى التفسير والتدبر والتفهم لمعاني القرآن كلها مقدمة للعمل ومقدمة للسلوك وللالتزام، مقدمة لكي يصوغ الانسان نفسه وعقله وروحه وقلبه صياغة قرآنية، مقدمة لتتجسد فيه آيات وكلمات وتعاليم القرآن.تتجسد في فكره وفي اخلاقه وفي سلوكه وفي خطواته في مختلف مجالات الحياة

يقول تعالى: "الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلَاوَتِهِ أُولَٰئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ ۗ وَمَن يَكْفُرْ بِهِ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ".

سئل رسول الله عن معنى حق التلاوة؟ فقال: يتبعونه حقّ اتباعه.

هذه النقطة الأولى والمسؤولية الاولى.

المسؤولية الثانية: ان العلم والمعرفة بحقائق القرآن كما هما مقدمة للعمل، هما مقدمة للنشر والترويج والتبليغ والتعليم والدعوة وإثارة الوعي.

وظيفة المتعلمين أن يعلموا القران للناس وينشروا مفاهيمه ابتداءا من دائرة الأسرة أي الزوج والزوجة والأولاد الى الدوائر الأخرى التي يؤثر فيها الانسان سواء كانوا أصدقاء أو جيران او ابناء حي او ابناءالمنطقة أو المجتمع او الأمة.

مسؤولية هداية الناس وتعليم قيم القران ليست مهمة العلماء والنخب فقط بل مسؤولية كل متعلم ولو كان ما يملكه من العلم محدودا ونسبته نسبة قليلة 10% أو 20% هذه وظيفة الجميع يقول تعالى:( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ).

الانسان المتعلم الذي يكتسب شيئا من حقائق القرآن وعلومه ومعارفه عليه أن يبلغها للآخرين وهذه مسؤوليته.

يقول تعالى:( فَلَوْلَا نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَائِفَةٌ لِّيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ).

 

هذا القرآن الذي نحن في حفل من محافله هو صاحب الفضل في صنع هذا الجيل من الشباب المجاهد المؤمن الشجاع المضحي، وفي صنع المقاومة.

المقاومة التي هزمت الاحتلال الاسرائيلي في العام الفين وافشلت ابشع عدوان يتعرض له لبنان في 2006 وثبتت معادلة الردع مع العدو وجعلت لبنان قويا امام اسرائيل وصنعت انتصارات لكل الامة  ما كانت لتحقق ذلك لولا اعتمادها على الله واستنادها الى ثقافة القران ولولا ايمان وصدق واخلاص مجاهديها الذين تربوا على قيم القران ومفاهيمه واخلاقه وما حمله للانسان من مسؤوليات وتكاليف.

اليوم هذه المقاومة التي صنعت كل تلك الانجازات وواجهت العدو وحمت لبنان وافشلت حروبه واعتداءاته العسكرية تقف في الخط الامامي لمواجهة وافشال حرب من نوع اخر هي الازمة الاقتصادية والمالية والمعيشية التي يعمل الامريكي على استغلالها واستمرارها من اجل الضغط على اللبنانيين وفرض املاءاته عليهم وتحقيق مكاسب سياسية.

فحزب الله ومنذ بداية الازمة لم يقف موقف المتفرج على اوجاع اللبنانيين ومعاناتهم وانما سارع الى التصدي لها  من خلال العديد من الخطوات والتقديمات الاجتماعية والتموينية والصحية والتربوية وبادر بقرار جريء وشجاع الى استيراد مادة المازوت من ايران للاستخدامات العامة وللتدفئة وقدم هذه المادة لكل الراغبين من الشعب اللبناني في كل المناطق، وكان همه الاساسي ولا يزال خدمة الناس والتخفيف من معاناتهم .

اليوم الى جانب ما يقوم به حزب الله هناك خطوات حكومية وقضائية يجب المبادرة اليها والاسراع فيها بهدف التخفيف من اعباء وضغوط الازمة ووضع حد للانهيار الحاصل في البلد وفي مقدمها  الاسراع في تنفيذ البطاقة التمويلية  ورفع رواتب موظفي القطاع العام او على الاقل تقديم معونات لهم ووقف التلاعب بالدولار الذي بات اداة يوظفها الاعداء  للضغط على اللبنانيين وخياراتهم السياسية  وضرورة وضع القضاء يده على هذا الملف لمعاقبة المتلاعبين بسعر الصرف،  والتشدد في ضبط أسعار السلع في السوق بما يمنع الغلاء الفاحش والاحتكار والجشع لدى بعض التجّار.

هذه خطوات ضرورية للتخفيف من الازمة وهناك خطوات اساسيةللخروج من حالة الانهيار لا بد من القيام بها واولها الاعتماد على الذات والعمل على وضع خطط للانقاذ المالي والاقتصادي واصلاح النظام القضائي عدم الرهان على الادراة الامريكية  فاميركا لا تريد المساعدة وتعمل على تعميق الازمة، وتأجيل الحلول  واعلان وزير الطاقةِ المصرية عن عدمِ حصول القاهرة على موافقة اميركيٍة لايصال الغازِ والكهرباءِ الى لبنان،يكشف زيف الادعاءات الامريكية بمساعدة لبنان على حل مشكلة الكهرباء ويعني ايضا ان اميركا تعرقل وتماطل وتزيد من اوجاع اللبنانيين، لتوظيف ذلك سياسيا وانتخابيا،

اذا كاان الهدف هو اختراق بيئة المقاومة والتأثير في خياراتها السياسية في الانتخبات النيابية فهذا يعني ان علينا ان نحذر وننتبه من الاعيب العدو ومخططاته ونتسلح  بالوعي كما كنا دائما ونحن على ثقة بان اهلنا لا تنطلي عليهم مخططات العدو واهدافه، واذا كان الهدف هو التأثير على حلفائنا فهذا يعني ان على حلفائنا الوقف جنبا الى جنب ومواجهة الاستحقاق كصف واحد بعيدا عن الخلافات والتباينات القائمة.

 لقد علمتنا الأحداث والتجارب على مدى كل العقود الماضية ان الحملات والضغوط والحروب التي استهدفت المقاومة ومجتمعها فشلت، والمحاولات الجديدة ستفشل باذن الله ايضا، لكن نحتاج الى المزيد من الوعي والصبر والثبات والتماسك كي نستطيع افشال واسقاط اهداف الاعداء.