كلمة في افتتاح حسينية برعشيت 28-9-2019

رأى نائب رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله الشيخ علي دعموش: أن الإدارة الامريكية لجأت الى المعركة المالية والاقتصادية للضغط على المقاومة لتغير من خياراتها، وللضغط على لبنان والشعب اللبناني ليتخلى عن المقاومة،

 ولكن فات الولايات المتحدة أن المقاومة التي تستمد روحها وعزمها وإرادتها وصلابتها من روح وعزم وارادة وصلابة الحسين وكربلاء، لن تضعفها العقوبات والحروب الاقتصادية والمالية، ولن تغير من موقعها ومسارها وخياراتها المتعلقة بالصراع مع العدو الإسرائيلي وقضايا المنطقة، وستواصل الدفاع عن بلدها وشعبها في مواجهة الإرهاب الإسرائيلي والاستهدافات الأمريكية للبنان أياً كان الثمن.

 

وشدد: خلال رعايته حفل افتتاح حسينية بلدة برعشيت الجنوبية: على أنه رغم التصنيفات على لوائح الإرهاب والضغوط المالية والسياسية والنفسية التي يمارسونها على المؤسسات والأشخاص وعلى الشعب اللبناني، لن تستطيع أميركا وعقوباتها أن تنال من إرادة المقاومة او ان تغير من مواقفها، ولذلك على الولايات المتحدة أن لا تضيع وقتها في الرهان على العقوبات، لأن هذا الرهان لن تربحه إطلاقا، ولن تجني منه سوى المزيد من الإحباط والفشل والخيبة.

ولفت الشيخ دعموش: إلى أن الأمريكيين يكذبون على اللبنانيين عندما يقولون أنهم يستهدفون بالعقوبات حزب الله وحده، بينما هم يستهدفون كل اللبنانيين والاقتصاد اللبناني، وهدفهم وضع اليد على البلد من خلال وضع أيديهم على نظامه المصرفي والمالي، مؤكداً: أن هذا يتطلب موقفاً وطنياً موحداً يرفض الانصياع للهيمنة والقرارات والإجراءات والإملاءات الأمريكية، ويعتبرها عدوانا سافراً على لبنان وعلى شعبه.

واعتبر  الشيخ دعموش: أن العقوبات الأمريكية على لبنان فاقمت من الأزمة الاقتصادية التي يعاني منها لبنان، وانعكست سلباً على سعر الليرة اللبنانية، الأمر الذي شكل خطراً على جميع اللبنانيين، داعياً: الدولة إلى تحمل مسؤولياتها والتصدي بشكل سريع لمعالجة وضع العملة الوطنية والأوضاع الاقتصادية، ليتمكن لبنان من تجاوز الأزمات التي تسببها إملاءات واجراءات وسياسات الولايات المتحدة الامريكية في لبنان.

 

نص الكلمة

نلتقي هنا لنفتتح هذا الصرح الحسيني في هذه البلدة المؤمنة والطيبة والمجاهدة والمقاومة، بلدة برعشيت .

الحسينيات هي من المعالم الاساسية التي تتميز بها بلداتنا وقرانا في جبل عامل وهي الى جانب المساجد صروح للعلم والمعرفة والعبادة والوحدة والالفة و المحبة .

صحيح ان الحسينيات في الاساس اسست لاجتماع الناس من اتباع اهل البيت لإقامة مجالس العزاء على مصابي ابي عبد الله الحسين عليه السلام وهي تقوم بهذه الوظيفة في مختلف المناسبات لا سيما في ايام عاشوراء ومحرم وصفر الا الحسينيات تحولت مع مرور الزمن الى صروح للعلم والمعرفة والتربية وبث الوعي الديني والاخلاقي والاجتماعي والصحي والسياسي في المجتمع.

الحسينيات اليوم باتت مكانا لاجتماع الناس فيها في معظم مناسباتهم.

 

الحسينيات والمساجد  والمجمعات الدينية هي المكان الذي اختاره الإسلام إطارا لاجتماع المسلمين والمؤمنين ليس ليتعبدوا لله فيها او ليقيموا فيها مجالس العزاء فقط، بل ليتعلموا فيها القيم ويتربوا فيها على الطاعة ولتوكون مركزا من مراكز والتعارف والتواصل وانشاء الصداقات وتعزيز العلاقات والروابط الأخوية والوحدة بين المؤمنين وبين ابناء البلد الواحد، ومكانا أيضا لتنمية روح التكافل والتعاون بين الناس ورفع مستوى الإهتمام بشؤونهم وأمورهم، ومكانا  للتعبئة الإيمانية والرسالية والجهادية، ومركزا لتربية الاجيال على الايمان والصدق والاخلاص وحب الخير والعدل والتسامح وغيرها من القيم الانسانية والاخلاقية. وهذا النوع من القيم والتربية لا يمكن أن يحصل عليها الانسان لا في المقاهي ولا في المطاعم ولا من خلال ارتياد الأندية المختلفة وإنما يحصل عليها من خلال ارتياده وتردده الى الحسينيات والمساجد و المجمعاتالدينية والثقافية.

معظم مجاهدينا الذين سلكوا طريق المقاومة ومعظم شهدائنا الذين قضوا على طريق المقاومة تربوا وتخرجوا من هذه الحسينيات وفي مدرسة الحسين وتحملوا مسؤولياتهم إنطلاقا منها.

الحسينيات والمجمعات الدينية في لبنان كانت ولا تزال تساهم في تخريج المجاهدين والمقاومين والشهداء الذين تحملوا مسؤولياتهم الوطنية تجاه بلدهم وأرضهم وأهلهم واستطاعوا أن يحققوا الكثير من الانجازات.

هذه المراكز يجب ان تحافظ على دورها في أمرين اساسيين:

الاول: في ايجاد الوحدة بين الناس وتعزيز خطاب المحبة والإلفة والاحترام المتبادل بين الناس وروح التسامح ،وان الحسينية هي لكل الناس لكل عباد الله لا تحتكره فئة او حزب او حركة او جهة معينة . الحسينيات يجب ان تجمع الناس بأجسامهم وقلوبهم ونفوسهم ، فالحسينية فوق الانتماءات العائلية والحزبية، ولا يصح أبداً أن تصنّف حسب الانتماءات، فهي لله وحده، لا يملكها أحد ولا يحتكرها أحد.

 

وهذا هو معنى قوله تعالى: ﴿ وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا﴾ أن احترامها وتعظيمها هو تعظيم لله، وأنها مفتوحة لكل عباده، وأنها تسودها الأجواء الإلهية والقيم الالهية، لا الأهواء والعصبيات والخلافات والتجاذبات .

 

الامر الثاني: تعزيز صمود الناس وثباتهم في ارضهم ومناطقهم وبلداتهم ، لان هذا النوع من المراكز سواء كانت حسينيات او مساجد او مراكز دينية او ثقافية او اجتماعية او تربوية  او صحية هي جزء من المعركة التي نخوضها في مواجهة الاحتلال والعدوان والأطماع الصهيونية ببلدنا ،هي جزء من خطة المواجهة، لأن معركتنا كما هي بحاجة الى السلاح والعتاد والعدة والعدد والامكانات المادية والمعنوية المختلفة هي بحاجة الى كل ما يعزز من صمود الناس وثباتهم وبقائهم بارضهم   .

  القوة الاساسية التي نستند اليها اضافة الى القوة المادية هي القوة المعنوية من ايمان وصدق واخلاص وارادة وعزم وشجاعة، وهذه القوة انما تبنى وتصنع في الحسينيات والمساجد بالدرجة الاولى ، وهذه القوة هي التي انتصرنا بها في المقاومة في لبنان، وهي التي نصمد بها في المقاومة في لبنان، وهي التي نراهن عليها للمستقبل.

اذا نحن هنا في الحقيقة نبني متراسا جديدا، وموقعا جديدا في المعركة، ولكنه متراس وموقع للايمان واليقين والصبر والثبات والصمود التي نحتاج اليها في هذه المواجهة.‏

فنحن لا نزال في قلب المواجهة وعدونا بعدما فشل في كل معاركه العسكرية والارهابية ضد المقاومة ولبنان يلجىء اليوم الى المعركة المالية والاقتصادية للضغط على المقاومة لتغير من خياراتها، وللضغط على لبنان والشعب اللبناني ليتخلى عن المقاومة، ولكن فات الولايات المتحدة أن المقاومة التي تستمد روحها وعزمها وإرادتها وصلابتها من روح وعزم وارادة وصلابة الحسين وكربلاء، لن تضعفها العقوبات والحروب الاقتصادية والمالية، ولن تغير من موقعها ومسارها وخياراتها المتعلقة بالصراع مع العدو الإسرائيلي وقضايا المنطقة، وستواصل الدفاع عن بلدها وشعبها في مواجهة الإرهاب الإسرائيلي والاستهدافات الأمريكية للبنان أياً كان الثمن.

اليوم رغم التصنيفات على لوائح الإرهاب والضغوط المالية والسياسية والنفسية التي يمارسونها على المؤسسات والأشخاص وعلى الشعب اللبناني، لن تستطيع أميركا وعقوباتها أن تنال من إرادة المقاومة او ان تغير من مواقفها، ولذلك على الولايات المتحدة أن لا تضيع وقتها في الرهان على العقوبات، لأن هذا الرهان لن تربحه إطلاقا، ولن تجني منه سوى المزيد من الإحباط والفشل والخيبة.

 الأمريكيون يكذبون على اللبنانيين عندما يقولون أنهم يستهدفون بالعقوبات حزب الله وحده، بينما هم يستهدفون كل اللبنانيين والاقتصاد اللبناني، وهدفهم وضع اليد على البلد من خلال وضع أيديهم على نظامه المصرفي والمالي، وهذا يتطلب موقفاً وطنياً موحداً يرفض الانصياع للهيمنة والقرارات والإجراءات والإملاءات الأمريكية، ويعتبرها عدوانا سافراً على لبنان وعلى شعبه.

 العقوبات الأمريكية على لبنان فاقمت من الأزمة الاقتصادية التي يعاني منها لبنان، وانعكست سلباً على سعر الليرة اللبنانية، الأمر الذي شكل خطراً على جميع اللبنانيين، داعياً: الدولة إلى تحمل مسؤولياتها والتصدي بشكل سريع لمعالجة وضع العملة الوطنية والأوضاع الاقتصادية، ليتمكن لبنان من تجاوز الأزمات التي تسببها إملاءات واجراءات وسياسات الولايات المتحدة الامريكية في لبنان.