كلمة في اسبوع الحاج ابو غازي دعموش في انصارية 14-6-2019

اعتبر نائب رئيس المجلس التفيذي في حزب الله الشيخ علي دعموش خلال حفل تأبيني في بلدة انصارية الجنوبية للحاج محمد امين دعموش ابو غازي:

 أن حزب الله عندما يرفض بعض بنود الموازنة وخاصة البنود التي يراد من خلالها تمرير ضرائب تطال الفئات الشعبية انما يرفض ذلك انطلاقا من رؤية وثوابت واولويات لدينا نستند اليها في النقاشات الجارية للموازنة،فنحن في الوقت الذي نحرص فيه على معالجة الازمة المالية وتخفيض العجز وعلى تحسين موارد الدولة المالية، لدينا اولويات لا يمكن ان نحيد عنها، وأولها حماية الفئات الشعبية وذوي الدخل المحدود، وعدم فرض ضرائب جديدة تضيف أعباءا جديدة على المواطنين .

وأشار: الى ان حزب الله يبذل من خلال نوابه جهدا كبيرا لاسقاطالضرائبالتي تطال الفئات الفقيرة، ويسعى بالتعاون مع بقية الكتل النيابية لعدم تمرير البنود المتضمنة لضرائب عامة في الموازنة.

وأكد: ان حزب الله ماض في مشروع مكافحةالفسادوالحد من الهدر ولن يتراجع عنه وسيستمر فيه رغم الصعوبات والعقبات. موضحا: بان الحزب انما اجلّ بعض الملفات لانشغاله بمناقشة بنود الموازنة وانه بعد الانتها من الموازنة سيستكمل فتح الملفات المتعلقة بالفساد.

وشدد: على انه مع الاصرار والمتابعة الجدية والمسؤولة والحكيمة لملف الفساد يمكننا ان نحقق نتائج رغم العقبات، لكن الامر يحتاج الى صبر والى وقت .

نص الكلمة

في ذكرى فقيدنا العزيز والغالي الحاج محمد امين دعموش ابو غازي نستحضر تاريخا طويلا وعمرا مديدا في العمل والكد والتعب والجهاد من اجل بناء حياة كريمة وعزيزة لان الحاج ابو غازي ينتمي الى ذلك الجيل من الآباء الذين جاهدوا وتعبوا وتحملوا صعوبة العيش من اجل بناء حياة كريمة لهم ولعوائلهم وابنائهم واولادهم.

هذا الجيل له خصوصيات:

الخصوصية الاولى: انه جيل الكادحين العاملين، الجيل الذي عانى من الفقر والحرمان، وإهمال الدولة والحكومات المتعاقبة وعانى من اجحاف ومظلومية كبيرة .

عندما يستمع الانسان إلى ما كان يعيشه آبائنا وأجدادنا من امثال ابو غازي من حياة صعبة فيها الكثير من البؤس والحرمان يحزن ويتألم. 

كانوا يعملون في الليل وفي النهار و يتحملوا عناء العيش وشظف العيش وصعوبات الحياة من أجل أن يؤمنوا حياة معقولة ـ لا أقول حياة كاملة أو حياة مترفة ـ حياة معقولة فيها الحد الأدنى من إمكانيات الصمود والبقاء والاستمرار ولكن حياة مع كرامة.

هؤلاء كانوا بحسب الأحاديث الشريفة والروايات الموجودة عندنا كادين على عيالهم ففي الروايات عندنا أن الكاد على عياله، كالمجاهد في سبيل الله

وهذا النوع من الجد والمتابعة نحتاجه في مجتمعنا. كما لا يجوز أن تخلو الجبهات من المجاهدين لأنه يسقط كل شيء في يد أعدائنا، أيضا لا يجوز أن يخلو المجتمع من العاملين ومن الكادحين. إذا تحوّل المجتمع إلى آباء وابناء وشباب واجيال لا تتحمل المسؤولية إلى كسالى إلى تنابل. سينتشر الفقر والسلب والنهب والسرقة والجريمة، لذلك هؤلاء تحملوا مسؤوليات كبيرة.

الحاج أبو غازي رحمة الله عليه كان نموذجاً لهؤلاء العاملين الناشطين الكادحين الذين تعبوا في حياتهم، تعبوا وكدّوا وعملوا، و كل الناس الذين عايشوه يعرفونه.

وهذا ما يجب ان نتعلمه تحمل المسؤولية من اجل حياة كريمة يستغني فيها الانسان عن مد يده للناس

ولا ينبغي ان يستنكف او يخجل من اي عمل ..

إنما خلق الله تعالى الإنسان في هذه الحياة، ليكدح ويعمل، فهو مزود بطاقات وقدرات لا بد من تفعيلها بالسعي والحركة، وإلا كان وجودها عبثاً ولغواً،

ومطلوب من الإنسان إعمار الكون، استثمار خيراته ونعمه، يقول تعالى﴿ هُوَ أَنشَأَكُمْ مِنْ الأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا﴾.

ويقول تعالى﴿ وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَـلاَئِفَ الأَرْض ﴾.

و نجد بعض الأحاديث تحث على العمل لإعمار الأرض، والعمل في الزراعة وغيرها كالحديث المروي عن رسول الله (ص): ما من مسلم يغرس غرساً أو يزرع زرعاً فيأكل منه طير أو إنسان أو بهيمة، إلا كان له به صدقة.

العمل مصدر قوة:يقول الإمام علي بن أبي طالب : (ع)من يعمل يزدد قوة من يقصر في العمل يزدد فترة

ولذلك نجد ابائنا عمرو الحاج ابو غازي الى اخر عمره كان قوي البنية ولو لميكن ضريرا لكان بامكانه ان يذهب ويمارس نشاطه الاجتماعي كالمعتاد هذا اولا

الخصوصية الثانية:، ان هذا الجيل كان جيلاً  متواصلا مع الناس،يتزاور ينشىءالصداقات ويربيها منفتح على الناس جيل تغمره المحبة والطيبة والتعاون وحب بناءالغلاقات مع الناس

ابو غازي كان يردد على مسامعنا مقولة ابني في كل قرية بيتا لك يقول ليس بيتا من حجر وطين بل اتخذ لنسك اخا وصديقا في كل بلدة فانك لو اتخذت في كل بلدة صديقا فكأنما بنيت لك دارا فيها

وهذا صحيح.. ولذلك حث الاسلام على التواصل والتزاور واتخاذ الاخوان والاصدقاء

ورد عن الإمام علي (ع) أنه قال: «أَعْجَزُ النَّاسِ مَنْ عَجَزَ عَنِ اكْتِسَابِ الْإِخْوَانِ، وَأَعْجَزُ مِنْهُ مَنْ ضَيَّعَ مَنْ ظَفِرَ بِهِ مِنْهُمْ .

 

وفي تراثنا الديني اهتمام كبير بقيمة الصداقة والتآخي، حيث وردت نصوص كثيرة في القرآن الكريم، والسنة النبوية، وأقوال الأئمة، وعلماء الأمة وأدبائها، حول موضوع الصداقة والتآخي، فكما يأمر الدين بالصلاة والصوم وسائر العبادات، كذلك يأمر باكتساب الإخوان والأصدقاء، فهو مطلب ديني.

وانما يأمرنا الدين بكسب الأصدقاءلان الإنسان  يأنس بأبناء جنسه، و الصداقة تعزز المشاعر الإيجابية في النفس، كالمحبة والعطف والإحسان والعطاء، وايضا الصداقة تساعد الناس على التعاون فيما بينهم، لتحقيق مصالحهم ومتطلبات حياتهم، كما ان الصداقة تشكل ذخرًا وملجأً للإنسان عند المحن، وأمام التحديات والشدائد،

لذلك جاءت النصوص الدينية تحثّ على كسب الأصدقاء والإخوان.

فعن النبي الأكرم (ص) قال : اِستَكثِروا مِنَ الإِخوانِ؛ فَإِنَّ لِكُلِّ مُؤمِنٍ شَفاعَةً يَومَ القِيامَةِ» ،

علينا أن نهتم بهذا الجانب، وأن نعلم أن هذا أمر يرضي الله سبحانه وتعالى، وتنال عليه الأجر والثواب وفيه فوائد دنيوية وأخروية، وأن نربي أبناءنا على كسب الأصدقاء، وأن ننشر ثقافة الصداقة والإخاء في مجتمعاتنا.

الخصوصية الثالثة: الحاج ابو غازي لم يغادر القرية الى المدينة الى بيروت كما غادرها الكثيرون ومنهم والدي وكان بامكانه ان يغادر ولكنه لم يفعل ، بقي متشبثا بالارض وبالقرية حتى في الظروف الصعبة التي كان يتعرض اليها الجنوب وخلال الاعتداءات الاسرائيلية على لبنان كما في اجتياح 82 وحرب 93 و96 و2006 لم يغادر. البعض غادر وانقطع عن القرية و عن هذه الجذور وعن البلدات وعن القرى التي ينتمي إليها وهذا خطا كبير يجب ان تبقى. الصلة مستمرة بالقرى

لكن اذا اردنا أن نتوسع أكثر يجب أن يكون هناك خطط على مستوى الدولة وعلى مستوى المجتمع المدني والجمعيات الأهلية،للتخفيف من الضغط السكاني في بيروت والمدن، ويمكن أن يكون هذا حلاً لكل المشاكل الموجودة اليوم في مثل أزمات سير و النفايات والمشاكل الاجتماعية لهذا التراكم السكاني وسرعة انتشار المخدرات وسرعة انتشار الرذيلة وسرعة انتشار الجريمة وهناك الكثير من الآثار السيئة لهذا التراكم السكاني في مناطق ضيقة ومقفلة.

على الدولة والمجتمع المدني المساعدة لإيجاد فرص العمل في القرى. و تأمين المواصلات، ليسهل التنقل الى القرى والعيش فيها فالعيش في الأرياف والقرى له آثار صحية ونفسية وتربوية،

الناس تذهب وتأتي وتأكل من أرضها وتزرع خضاراً وقمحاً، الحياة تتغير كثيراً وهذا يحتاج إلى مقاربة جادة في جميع الاحوال.

اليوم الدولة بدل ان تفكر في مثل هذه الامور وتعمل لتحسين اوضاع الناس تفعل العكس تعمل لافقارالناس وفرض ضرائب تطال الطبقات المحدودة

نحن عندما نرفض بعض بنود الموازنة وخاصة البنود التي يراد من خلالها تمرير ضرائب تطال الفئات الشعبية انما نرفض انطلاقا من رؤية وثوابت لدينا

نحن فيحزب اللهمنذ أشهر عديدة نولي القضايا الاقتصادية والاجتماعية اهتماما خاصا ومنكبون تماما على دراسة كل الملفات التي تتعلق بالكيفية التي تساعد على إخراج هذا البلد من ازمته الاقتصادية والمالية والاجتماعية المختلفة. ولدينا رؤية اقتصادية ومالية

 ولدينا ثوابت وركائز واولويات نستند اليها في النقاشات فنحن في الوقت الذي نحرص فيه على معالجة الازمة المالية وتخفيض العجز ونحرص على تحسين موارد الدولة المالية لدينا اولويات لا يمكن ان نحيد عنها واولها حماية الفقراء والفئات الشعبية وعدم فرض ضرائب جديدة تزيد من اعباء المواطنين .

نحن ماضون في نقاشاتنا وفق هذه المبادئ والأولويات وهناك جهد كبير يبذل لاسقاطالضرائبالتي تطال الفئات والفقيرة وسنسعي بكل ما اوتينا من قوة لعدم تمرير البنود المتضمنة لضرائب مع بقية الكتل ونامل التزام الكتل بوعودها على هذا الصعيد.

نحن نتعاون مع الجميع  لإنجاز موازنة يكون فيها القدر الاكبر والجاد من الاصلاحات، وتخفيف بؤرالفسادوالحدّ قدر الإمكان من الانفاق غير المجدي، وخالية من الضرائب.

نحن لدينا مشروع وطني للحدّ منالفسادومن الهدر لن نتراجع عنه وسنستمر فيه رغم الصعوبات والعقبات ومع الاصرار والمتابعة الجدية والمسؤولة والحكيمة يمكننا ان نحقق نتائج رغم العقبات لكن الامر يحتاج الى وقت ..

نعتقد ان أهم ملف فيالدولة اللبنانية لمكافحة الفسادوالحد من الهدر هو الموازنة،، ونحن أجلنا بعض الملفات، لأننا كنا نناقش على مستوى حزب الله بالتفصيل بنود الموازنة، وبعد الانتهاء من الموازنة سنستأنف متابعة ملفات الفساد ان شالله.