كلمة في احتفال المبعث النبوي في راس النبع- بيروت 2-4-2019

 بمناسبة حلول المبعث النبوي الشريف والإسراء والمعراج، وإحياءً للذكرى العطرة والجامعة، أقام حزب الله احتفالًا في منطقة رأس النبع في بيروت، ولأنّ المناسبة عظيمة بمعانيها وبمن بُعِثَ فيها رحمةً للعالمين، كان اختيار  وسط شارع الأب يعقوب،

 على مقربة من مسجد الصيداني، مكانًا لإقامة الاحتفال الذي حضره أهالي المنطقة من كافة المذاهب والمشارب والأطياف، تقدَّمَهُم راعي الحفل نائب رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله سماحة الشيخ علي دعموش؛ وأمين عام حركة الأمة سماحة الشيخ عبد الله جبري، وكاهن رعية كنيسة سيدة النجاة في رأس النبع الأب سالم الحاج موسى، وعضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب الحاج أمين شري، ومسؤول القطاع السادس الحاج عباس زهر الدين، ولفيف من السادة العلماء، ووجوه ثقافية وفعاليات اجتماعية وأهالي المنطقة، بدأ برنامج الحفل بتلاوة آيات بينات من القرآن الكريم للقارئ الدولي الأستاذ مصطفى شقير، وتخلله مدائح نبوية وتواشيح دينية من وحي المناسبة للمنشد الأستاذ حسين زعيتر وفرقته.

وألقى راعي الحفل نائب رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله سماحة الشيخ علي دعموش كلمة أكد فيها أنّ لبنان هو من الساحات الأساسية في المواجهة الدائرة في المنطقة بين أميركا وأدواتها من جهة، وبين وبين محور المقاومة من جهة أخرى، لوجود المقاومة فيه، لأنّ هناك مقاومة جادة وصادقة مع أهلها ووطنها. وحاضرة ومستعدة لمواجهة الأطماع والتهديدات الصهيونية بحق بلدنا. والأطماع في نفطنا ومياهنا ومواردنا.


 وأردف قائلًا: "هناك مقاومة تراكم قدراتها ولذلك هي تشكل تهديدًا للعدو الصهيوني، وطالما هي كذلك طالما أنّ الأميركيين وحلفائهم سيهددون ويتوعدون بالحصار والعقوبات وغيرها. وأيضًا حضور المقاومة وحلفائها القوي والفاعل والمؤثر في المعادلة الداخلية يجعل من بلدنا محطّ اهتمام وزيارات المسؤولين الأميركيين إليه وكان آخرها زيارة وزير الخارجية بومبيو".

واعتبر الشيخ دعموش أنّ هدف هذه الزيارات المتكررة هو تخويف اللبنانيين وتحريضهم وتأليبهم ضد بعضهم، وإحداث المزيد من الانقسامات الداخلية خصوصًا بعدما مُنِيُوا بفشل مشروعهم في سورية ولبنان والعراق، ولمسوا ازدياد حضور المقاومة على المستوى الداخلي الشعبي والسياسي، وازدياد قوتها واقتدارها، واصطدام محاولات الفتنة بجدار الوحدة الوطنية والموقف اللبناني الموحَّد، وحرص اللبنانيين على الاستقرار الداخلي فلم يتأثروا بالمواقف التحريضية ولا بالأكاذيب التي أطلقها الوزير بومبيو من فلسطين المحتلة أو من لبنان ضد المقاومة.

ودعا الشيخ دعموش اللبنانيين إلى عدم الرهان على الأميركي لا في حماية لبنان من الأطماع والتهديدات الإسرائيلية بثرواتنا النفطية، ولا في تقديم المساعدات ومعالجة الأزمات، وأكد أنّ ما يحمي لبنان من الأطماع والتهديدات هي قوّتنا ووحدتنا الوطنية ومقاومتنا وإرادتنا وجهوزيتنا واستعدادنا للتضحية على الدوام، ورأى أنّ الأميركي المتماهي بالكامل مع العدو والمنحاز بالكامل إلى جانبه، لن يدافع عنا ولاعن بلدنا ولا عن حقوقنا النفطية، ولن يساعدنا على النهوض ببلدنا اقتصاديًا، وبالتالي على اللبنانيين أن يعتمدوا على أنفسهم وعلى أصدقائهم الحقيقيين في النهوض بالبلد ومعالجة أزماته.

وختم الشيخ دعموش بالقول: "ما يهمنا ويعنينا وأولويتنا نحن في حزب الله هو الاستقرار الداخلي وعدم حدوث أي توترات من أي نوع، وتفعيل العمل الحكومي، والحرص ع لىان تكون هذه الحكومة منتجة، تعالج الأزمات التي يعاني منها المواطنون، وأن تكون على قدر آمال الناس وأن تحقق مصالحهم وتطلعاتهم وطموحاتهم".