كلمة في الحفل الختامي لمسابقة أهل الذكر في بلدية الغبيري 19-12-2018

أكد نائب رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله الشيخ علي دعموش: أن حل العقدة الحكومية يات جاهزا واصبحنا على مشارف ولادة الحكومة، وقال خلال رعايته الحفل الختامي لمسابقة اهل الذكر القرآنية في قاعة بلدية الغبيري: أن حزب الله بارك منذ البداية مساعي الوصول الى حل،

 وتفاعل مع هذه المساعي، ودفع ولا يزال يدفع باتجاه إنجاح الحل المطروح والوصول به الى الخواتيم المرجوة، والاجواء حتى الآن ايجابية، ويمكن ان نشهد ولادة الحكومة خلال الايام القليلة القادمة اذا التزم الجميع ببنود الحل.

 

واعتبر الشيخ دعموش: أن أهم ما تم انجازه في إطار الحل المطروح هو انه تم تثبيت حق السنة المستقلين في التوزير داخل الحكومة وتكريس هذا المسار في حكومات الوحدة الوطنية.

مشددا: على ان البعض لو  تخلى منذ البداية عن منطق الإقصاء والإلغاء والتهميش لشريحة وازنة من الطائفة السنية واعترف بحيثيتها وحقها في التمثيل لوفر على البلد وقتا كان بحاجة اليه ليصرفه في  معالجة ازماته واوضاعه، ولكن مع الأسف تم إضاعة الكثير من الوقت والفرص بسبب التعنت والمكابرة.

ورأى: أن ما ينتظره اللبنانيون ليس مجرد تشكيل الحكومة بل ان تكون الحكومة حكومة فاعلة ومنتجة وعلى قدر آمال الناس وتطلعاتهم، وأن تعمل على النهوض بالبلد ومعالجة اوضاعه الاقتصادية والمعيشية باقصى سرعة ، لافتاً: الى أن المطلوب من كل الاطراف السياسية تحمل المسؤولية والنظر في مصلحة البلد وتسهيل عمل الحكومة لتنطلق في برامجها بعيدا عن المناكفات والمماحكات والكيد السياسي، فلبنان لم يعد يحتمل مشهد الانقسام والتأزم والمزيد من تردي الاوضاع الاقتصادية والمالية وغيرها، البلد بحاجة الى نهضة وورشة وطنية شاملة، وهذه النهضة لا تتحقق الا اذا تحملت كل الاطراف السياسية مسؤولياتها الوطنية وساهمت بالفعل في إنجاحها، وفي معالجة الازمات المتعددة في البلد .

نص الكلمة

أولا نتوجه بالشكر للاخوة في ملف الثقافة والتبليغ في منطقة بيروت لما يقدمونه من جهد لتحفيظ القران ولنشر القرآن وقيمه وتعاليمه ومفاهيمه.

كما نتقدم بالشكر الى بلدية الغبيري على دعمها ومساندتها لهذه الأنشطة ومساهمتها في نشر تعاليم القران وخدمة هذا الكتاب العزيز وهذا جزء من المسؤولية الملقاة على عاتق الجميع ومنها البلديات.

ثانيا: نتوجه بالتبريك لكل الأخوة والأخوات الذين شاركوا في هذه المسابقة وفي هذه الأنشطة ومشاركتهم هي موضع اعجاب وتقدير ومدعاة للإفتخار والإعتزاز لهم ولعائلاتهم وأهلهم خصوصا في هذا البلد الذي فيه كل ما يصرف الشباب والشابات عن القرآن وويوجههم نحو أمور اخرى.

القرآن قبل أن يكون كتاباً يشكل معجزة نبينا(ص)، وقبل أن يكون كتاباً للقانون والتشريع الالهي، وقبل أن يكون معجزة في الفصاحة والبلاغة، هو كتاب للهداية وللتهذيب وللتزكية وللتربية، ولصنع الانسان، لبناء الانسان، لبناء المجتمع والأمة.

محور القرآن وجوهر القرآن وهدفه الأعلى والأسمى هو صنع الانسان وبناء شخصية الانسان، وصياغة أفكاره ومعتقداته وتكوين مبادئه ومواقفه وعلاقاته، وترسيخ القيم والأخلاق والسلوك الحسن في حياته.

لذلك أول شيء يجب أن يتوجه إليه المتعلم للقرآن والدارس للقرآن والمتدبر والقارئ هو كيف يصوغ شخصيته لتكون شخصية قرآنية منسجمة في أفكارها وأخلاقها وسلوكها ومواقفها وعلاقاتها مع القرآن وقيمه ومفاهيمه وتعاليمه وأحكامه وتشريعاته.

ولذلك أول وظيفة للمتعلم أن يستفيد من علمه ويطبق ما تعلمه.

 قبل أن يتعلم وقبل أن يعرف ويطلع قد تكون مسؤوليته محدودة أما بعد أن يشارك في المسابقات والدورات ويتعلم ويفهم ويعي حقائق القرآن تصبح المسؤولية أعظم وأكبر.

لذلك مسؤولية المتعلم الأولى: هي تطبيق ما تعلمه والإلتزام بما تعلمه.

القراءة والتجويد والترتيل والحفظ وصولاً إلى التفسير والتدبر والتفهم لمعاني القرآن كلها مقدمة للعمل ومقدمة للسلوك وللالتزام، مقدمة لكي يصوغ الانسان نفسه وعقله وروحه وقلبه صياغة قرآنية، مقدمة لتتجسد فيه آيات وكلمات وتعاليم القرآن.

لذلك كما نهتم بالمقدمة وهي الحفظ والتجويد والتفسير والتعرف على المعاني والمضامين والعلوم والمعارف القرآنية، يجب أن نهتم بذي المقدمة، بالغاية الأساسية وهي بناء شخصيتنا على أساس القرآن، وأن نتبع القرآن ونمشي خلف القرآن لأنّه دليل الهدى ودليل الحق وطريق الفلاح والفوز والسعادة في الدنيا والآخرة.

يقول تعالى: "الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلَاوَتِهِ أُولَٰئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ ۗ وَمَن يَكْفُرْ بِهِ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ".

فما هو حق التلاوة؟

سئل رسول الله عن معنى حق التلاوة؟ فقال: يتبعونه حقّ اتباعه.

حق الاتباع: الاتباع الحقيقي بأعلى درجاته ومراتبه؛ هذه النقطة الأولى.

المسؤولية الثانية: ان العلم والمعرفة بحقائق القرآن كما هما مقدمة للعمل، هما مقدمة للنشر والترويج والتبليغ والتعليم والدعوة وإثارة الوعي.

وظيفة المتعلمين أن يعلموا القران للناس وينشروا مفاهيمه ابتداءا من دائرة الأسرة أي الزوج والزوجة والأولاد الى الدوائر الأخرى التي يؤثر فيها الانسان سواء كانوا أصدقاء أو جيران وابناء الحي والمنطقة أو الجتمع والأمة.

مسؤلية هداية الناس وتعليم قيم القران ليست مهمة العلماء والنخب فقط بل مسؤولية كل متعلم ولو كان ما يملكه من العلم محدودا ونسبته نسبة قليلة 10% أو 20% هذه وظيفة الجميع يقول تعالى:( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ).

الانسان المتعلم الذي يكتسب شيئا من حقائق القرآن وعلومه ومعارفه عليه أن يبلغها للآخرين وهذه مسؤوليته.

يقول تعالى:( فَلَوْلَا نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَائِفَةٌ لِّيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ).

هذا القرآن الذي نحن في حفل من محافله هو صاحب الفضل في صنع هذا الجيل من الشباب المجاهد المؤمن الشجاع المضحي، وفي صنع المقاومة.                

اليوم هناك مساع جدية لمعالجة العقدة الحكومية واصبحنا على مشارف ولادة الحكومة، وحزب الله بارك منذ البداية مساعي الوصول الى حل، وتفاعل مع هذه المساعي، ودفع ولا يزال يدفع باتجاه إنجاح الحل المطروح والوصول به الى الخواتيم المرجوة، والاجواء حتى الآن ايجابية ، ويمكن ان نشهد ولادة الحكومة خلال الايام القليلة القادمة اذا التزم الجميع ببنود الحل.

أهم ما تم انجازه في إطار الحل المطروح هو انه تم تثبيت حق السنة المستقلين في التوزير داخل الحكومة وتكريس هذا المسار في حكومات الوحدة الوطنية.

لو ان البعض تخلى منذ البداية عن منطق الإقصاء والإلغاء والتهميش لشريحة وازنة من الطائفة السنية واعترف بحيثيتها وحقها في التمثيل لوفر على البلد وقتا كان بحاجة اليه لصرفه في  معالجة ازماته واوضاعه .

ولكن مع الأسف تم إضاعة الكثير من الوقت والفرص بسبب التعنت والمكابرة.

وفي كل الاحوال اليوم ما ينتظره اللبنانيون ليس مجرد تشكيل الحكومة بل ان تكون الحكومة حكومة فاعلة ومنتجة وعلى قدر آمال الناس وتطلعاتهم وأن تعمل على النهوض بالبلد ومعالجة اوضاعه الاقتصادية والمعيشية بالسرعة القصوى.

والمطلوب من كل الاطراف تحمل المسؤولية والنظر في مصلحة البلد وتسهيل عمل الحكومة لتنطلق في برامجها بعيدا عن المناكفات والمماحكات والكيد السياسي، فلبنان لم يعد يحتمل مشهد الانقسام والتأزم والمزيد من تردي الاوضاع الاقتصادية والمالية وغيرها، البلد بحاجة الى نهضة وورشة وطنية شاملة، وهذه النهضة لا تتحقق الا اذا تحملت كل الاطراف السياسية مسؤولياتها الوطنية وساهمت بالفعل في إنجاحها.