كلمة في حفل التكليف السنوي في الجية 9-5-2017

برعاية وحضور نائب رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله الشيخ علي دعموش نظم حزب الله – القطاع الثامن بيروت- حفل التكليف السنوي لأكثر من 85 فتاة بلغن سن التكليف في مجمع المصطفى(ص) في بلدة الجية بحضور م- القطاع وشخصيات حيث تخلل الحفل مقاطع مسرحية وكلمة للشيخ دعموش.

أشار الشيخ دعموش في كلمته الى أن الأعداء يستهدفون إبعاد الناس والأجيال ولا سيما جيل الشباب عن المقاومة تمهيداً للقضاء عليها وإنهاء حالة المقاومة وإسقاط الدول الداعمة لها في المنطقة لتأمن إسرائيل.

لكنهم فشلوا، فشل الأمريكي والاسرائيلي والسعودي وأدواتهم التكفيريون في إضعاف المقاومة وفي إسقاط سوريا وفي تغيير المعادلات في المنطقة بالرغم من محاولاتهم ودعمهم اللامحدود للجماعات المسلحة التي استقدموها من كل العالم لإنجاح مشروعهم، ولكنهم لم ينجحوا وأصيبوا بخيبات الأمل.. بينما نجحت المقاومة وحلفاؤها في وضع مشروع هؤلاء على طريق الفشل والهزيمة من خلال التقدم الميداني الذي يحرزه محور المقاومة في سوريا وفي العراق، في الموصل وفي ريف حماة وفي منطقة الزبداني ومحيطها، والتي يعتبر تطهيرها من المسلحين إنجازاً كبيراً يحمي لبنان كما يحمي سوريا.

بعض الأنظمة العربية التي دعمت الجماعات المسلحة في المنطقة وفشلت في فرض وقائع جديدة وإحداث تغيير سياسي وميداني في سوريا والعراق واليمن، تحاول اليوم أن تستقوي بأمريكا وبترامب وتدفع له مئات مليارات الدولارات للتدخل المباشر في سوريا من أجل تغيير موازين القوى فيها وإضعاف نفوذ دول محور المقاومة في المنطقة .

من يستقوي ويراهن من الأنظمة العربية على ترامب وسياساته وتهديداته وتدخله المباشر في سوريا لتغيير الوقائع الميدانية والسياسية وتغيير موازين القوى لمصلحته ومصلحة إسرائيل ولإخراجنا من سوريا هو واهم، فنحن هناك لأن من واجبنا أن نكون هناك لحماية بلدنا بالدرجة الأولى، والواجب الوطني الذي فرض علينا أن نكون في سوريا يفرض علينا البقاء لاستكمال المعركة، والتهديد والتلويح بفرض عقوبات من اجل الضغط علينا وتغيير مواقفنا لن يجديهم نفعاً، فهم جربوا العقوبات والحملات والضغوط في السابق وفشلوا، وما فشلوا فيه في الماضي لن ينجحوا فيه الآن ولا في المستقبل.

والواجب الوطني الذي يفرض علينا حماية بلدنا من الارهاب التكفيري يفرض علينا وعلى كل اللبنانيين حماية الاستقرار الداخلي من خلال إقرار قانون إنتخابي يضمن التمثيل الصحيح

نحن لا نريد أن ننقص من حجم أحد ولا نريد أن تفرض صيغة معينة على أحد، لكن لا يصح التمسكا بصيغ ليست محل توافق قوى اساسية في البلد، المطلوب من الجميع أن يقدم تنازلات وأن يقدم مصلحة البلد والاستقرار في البلد على كل المصالح الأخرى، لأن البلد يتجه نحو الأسوء في حال انتهت المهلة القانونية ولم يتم التوصل الى توافق على قانون جديد.

أما فلسطين فتبقى العين عليها وعلى أسراها الأحرار الذين يخوضون معركتهم الخاصة، معركة الكرامة في مواجهة الاحتلال وفي مواجهة السجان الصهيوني.

نحن قد نفهم صمت المجتمع الدولي عما يجري للأسرى الفلسطينيين لأن هذا المجتمع متواطئ مع العدو الاسرائيلي، ويأسنا من تحرك الأنظمة العربية والجامعة العربية لأنها نسيت قضية فلسطين وحقوق الشعب الفلسطيني، لكننا لا نفهم صمت الشعوب العربية ولم نيأس من أن تتحرك القوى والشعوب لدعم قضية الأسرى. المطلوب من كل شعوب المنطقة وقفة دعم جدي وموقف تنديد وإدانة للعدو الصهيوني وسياسياته، ورفض خيار التسوية والتطبيع مع العدو لأن هذا الخيار لم يحرر أسيراً ولم يستعد أرضاً ولم يسترجع حقاً.

على هذه الشعوب إذا كانت وفية لفلسطين أن تعود إلى خيار المقاومة لأن المقاومة وحدها قادرة على تحرير الأسرى واستعادة الأرض واسترجاع الحقوق المهدورة.