كلمة نائب رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله الشيخ علي دعموش في حفل أقامته مدارس الامام المهدي لفتيات مكلفات في بلدة مشغرة بتاريخ: 1-4-2017.

نبارك للفتيات بلوغهن سن التكليف ونبارك للأهل الأعزاء بلوغ بناتهم هذه المرحلة العمرية التي تعتبر من أهم المراحل التي يمر فيها الإنسان..هذه المرحلة العمرية الهامة من حياة الإنسان ترتب على الأبناء وعلى الأهل مسؤوليات لا بد من أن نلتفت إليها..

أما مسؤولية الفتيات المكلفات فهي:

المسؤولية الأولى: التفقه في الدينومعرفة الأحكام والحلال والحرام، لأن الإنسان بعد بلوغ سن التكليف يصبح مسؤولاً عن أعماله وسلوكه ومواقفه..

ولأننا لا نقدر على معرفة أحكام الدين بلا تقليد لذلك كان لا بد من تقليد المرجع الأعلم، بأمر من الإمام صاحب الزمان (عج) الذي قال عند غيبته الكبرى في التوقيع المشهور:" وأما الحوادث الواقعة فارجعوا فيها إلى رواة حديثنا ، فإنهم حجتي عليكم وأنا حجة اللهوالفقيه الأعلم إنما يشخصه ويحدده العلماء من أهل الخبرة، وقد حدد الكثير من أهل الخبرة آية الله العظمى الإمام السيد علي الخامنئي (دام ظله) بوصفه الفقيه الأعلم الذي يكون الرجوع إليه والعمل بفتاويه مبرءاً للذمة أمام الله سبحانه وتعالى، ولذلك فإن على المكلفين معرفة فتاوى الإمام القائد (دام ظله) في المسائل التي يبتلون بها والعمل وفق هذه الفتاوى ، هذه هي المسؤولية الأولى.

والمسؤولية الثانية: اتخاذ القدوة الحسنة.. يعني أن ينظر الى سلوك وحياة أشخاص كاملين ويقتدي بهم كرسول الله محمد  وكفاطمة

فالقرآن وجه نحو اتخاذ الرسول (ص) والنبي إبراهيم (ع) أسوة حسنة (ولكم في رسول الله أسوة حسنة)، (قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ)  ووجه النساء والرجال إلى اتخاذ امرأة فرعون آسية بنت مزاحم ومريم بنت عمران قدوة ونموذجاً ،وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلا لِّلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَةَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِندَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِن فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ

وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِن رُّوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ

 كما أن الإسلام اعتبر الزهراء وزينب قدوة حسنة، قدوة في الإيمان والعبادة والطاعة والطهر والعفاف والحجاب والستر والصبر والشجاعة والجهاد والعطاء في سبيل الله.

يجب اتخاذ هذه النماذج قدوة لا اتخاذ المغنيات أو الفنانات أو الممثلات قدوة.

ولا اتخاذ لاعبي كرة القدم قدوة. ولا اتخاذ مقدمي البرامج قدوة ولا اتخاذ اولاد الزعماء والأغنياء قدوة فهؤلاء ليسوا قدوة لنا بل بعضهم يدعو الى الانحلال والميوعة والتفلت من الضوابط الاجتماعية والأخلاقية.

هذه بعض مسؤولياتنا عندما ندخل في مرحلة التكليف.

أما مسؤولية الأهل الأعزاء فهي:

أولاً: الالتزام أمام أولادهم بأحكام الدينوبضوابط السلوك والأخلاق، لأن الإنسان يتعلم من الوالدين ويتأثر بهما، يتأثر بأخلاقهما وسلوكهما وعاداتهما ومواقفهما، فإن كانا من أهل العبادة والطاعة والصلاة والدعاء والقرآن فإن الولد يتعلم منهما.

ثانياً: حسن اختيار المدرسةالتي يتعلمون فيها، المعلمين والمربين باعتبار أن المدرسة وكذلك المعلمين والمربين لهم تأثير مباشر على سلوك الأولاد وأخلاقهم.

ثالثاً: المساعدة في اختيار الأصدقاءوالرفقاء.

رابعاً: التوجيه نحو القدوة الحسنة.

خامساً: تعليمهم المعارف والآداب الدينية.

سادساً: مراقبة سلوكهموأعمالهم وتصرفاتهم وأمرهم  بالمعروف ونهيهم عن المنكر.

نحن بحاجة مكلفين ومكلفات وأهل إلى التمسك والعمل بهذه التوجيهات وملاحظة كل هذه المسائل من أجل إيجاد الحصانة اللازمة لمواجهة كل الضغوط والتحديات المعاصرة حيث يحاول الغرب فرض ثقافته ومفاهيمه وقيمه في مجتمعاتنا.

الغزو الثقافي لمجتمعاتنا والحرب الناعمة التي تشنها الولايات المتحدة الأمريكية على شعوب منطقتنا من أجل إبعادهم عن جذورهم الإيمانية، واضلالهم وحرفهم عن القيم والأخلاق هي حقيقة واقعة، وقد جرت محاولات كثيرة في لبنان لحرف الشباب والشابات عن دينهم وقناعاتهم وقضاياهم.. ولا يمكن مواجهة ذلك إلا بالحجاب والحصانة الإيمانية والرسالية.

الولايات المتحدة الاميركية انفقت مئات ملايين الدولارات في اطار الحرب الناعمة من اجل ابعاد الشباب اللبناني عن المقاومة وهو ما اعترف به بعض المسؤولين الاميركيين واعلنه بشكل واضح وصريح في شهادته امام الكونغرس .

وفي الداخل هناك من لا يريد مقاومة في لبنان لا في مواجهة اسرائيل ولا في مواجهة التكفيريين، وكأن المطلوب ان يعود لبنان الى مرحلة الضعف والى الزمن الاسرائيلي الذي كان فيه العدو يعتدى علينا في كل يوم ويدخل ارضنا ويحتل بلدنا ساعة يشاء من دون ان يردعه احد.

 إن من يشكك بالمقاومة يريد ان يعود بلبنان الى العصر الاسرائيلي.

دخول المقاومة على خط الصراع في سوريا لم يجلب الارهاب الى لبنان بل دفع الارهاب عن لبنان، ولولا وجودنا في سوريا لكان لبنان كسوريا والعراق مستباحاً من قبل الارهاب التكفيري.

المقاومة حمت لبنان من الارهاب الذي بات يضرب في كل مكان حتى في اوروبا واميركا،  وان لبنان ينعم بالأمن والاستقرار في لبنان بفضل تضحيات المقاومين والجيش ودماء الشهداء .

التمسك بالمقاومة اليوم هو واجب وطني في ظل التهديدات الاسرائيلية المستمرة ضد لبنان والتشكيك بدورها لا يخدم سوى العدو الاسرائيلي ويضعف لبنان .