الشيخ دعموش في ندوة في مركز الامام الخميني بالغازية 16-5-2015: : ليس أمام المقاومة من خطوط حمر في مواجهة الإرهاب التكفيري.

عقد مركز الإمام الخميني (قده) الثقافي في الغازية ندوة بمناسبة ذكرى المبعث النبوي الشريف وذكرى الإسراء والمعراج حاضر فيها كل من رئيس هيئة الأمناء في تجمع العلماء المسلمين القاضي الشيخ أحمد الزين ومسؤول وحدة العلاقات الخارجية في حزب الله سماحة الشيخ علي دعموش، بحضور حشد من المثقفين والمهتمين.

الشيخ دعموش تحدث عن المبعث النبوي الشريف وعوامل انتصار الإسلام فأشار: إلى أن ثمة عوامل عديدة ساعدت على انتشار وانتصار الإسلام في فترة زمنية قياسية أهمها: معجزة النبي (ص) وهي القرآن الكريم الذي أعجز العرب فيما كانوا يتفاخرون به من الفصاحة والبلاغة والبيان. والأوضاع الروحية والاجتماعية والأخلاقية المتردية التي كان يعيشها الإنسان العربي آنذاك حيث كان يتطلع إلى من ينقذه من واقعه المهين، والفراغ السياسي الذي كانت تعيشه المنطقة العربية حيث لا سلطة فوق سلطة القبيلة، إضافة ـ وهو الأهم ـ إلى شخصية النبي (ص) وخصائصها الذاتية والقيادية وسلوكه الأخلاقي والإنساني بكل ما تضمنه هذا السلوك من رفق ولين ورحمة وعفو وتسامح وتواضع وتجاوز للإساءات والأذى، بحيث إن هذا السلوك استقطب وجذب الكثيرين إلى الإسلام من دون أن توجه الدعوة إليهم بشكل مباشر، لما رأو النبي (ص) على ذلك الخلق العظيم وهو يجسد في سلوكه عظمه قيم الإسلام الحضارية والإنسانية [لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم] [فبما رحمة من الله الله لنت لهم ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك].

واعتبر الشيخ دعموش: أن إصرار النبي (ص) على مواصلة الدعوة إلى الله بالرغم من كل التحديات والضغوط والحروب لإسقاطها، هو عامل آخر من عوامل انتصار الإسلام, يضاف إلى ذلك عامل مهم آخر هو: ثبات وصمود أصحابه الأطهار إلى جانبه وانضباطهم والتزامهم بتوجيهاته وأوامره في كل مراحل التحدي, بالرغم من التعذيب والحصار والآلام والمعاناة التي واجهوها في الطريق إلى الله سبحانه، ولذلك فقد امتدحهم الله فقال [محمد رسول الله والذين آمنوا معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعاً سجداً يبتغون فضلاً من الله ورضواناً سيماهم في وجوههم من أثر السجود ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في الإنجيل].

وأضاف: علي (ع) الذي حضر كل معارك رسول الله (ص) وشارك بسيفه في قتل فرسان المشركين واليهود.. وخديجة التي أنفقت كل أموالها في سبيل الدعوة، ومن أجل تقوية المسلمين المستضعفين وتثبيتهم على الإيمان، كانا في مقدمة من ساهم من الصحابة في انتصار الإسلام وانتشاره في أرجاء المنطقة, والسيف الذي قاتل به علي (ع) صناديد المشركين واليهود هو نفسه قاتل به فيما بعد الذين تمردوا وخرجوا عليه من المارقين الخوارج.

ورأى: أن المقاومة التي قاتلت إسرائيل ولا تزال.. تقاتل اليوم أيضاً هذا النموذج الخوارجي التكفيري الذي يتهدد لبنان، معتبراً أن معركة القلمون التي خاضتها المقاومة في الأيام الماضية ضد الارهاب التكفيري حققت نتائج مهمة للبنان, حيث حمت الكثير من القرى والبلدات اللبنانية, كما حمت العمق اللبناني الذي كان مهدداً بالسيارات المفخخة والعبوات الناسفة مؤكداً: أنه ليس أمام المقاومة من خطوط حمر في مواجهة الإرهاب التكفيري والجماعات المسلحة على الحدود مع سوريا, وأن المقاومة ستتحمل مسؤوليتها الوطنية وستكون دائماً في الموقع الذي يحمي لبنان..

والحمد لله رب العالمين