الشيخ علي دعموش في ندوة حوارية بمناسبة الذكرى السادسة والثلاثين لانتصار الثورة الإسلامية في بلدة حولا 14-2-2015:إيران شريك كامل في إنجازات المقاومة وانتصاراتها.

نظم مركز الإمام الخميني الثقافي ندوة حوارية بمناسبة الذكرى السادسة والثلاثين لانتصار الثورة الإسلامية في إيران حضرها حشد من مثقفي بلدة حولا وشارك فيها كل من مسؤول العلاقات الخارجية في حزب الله سماحة الشيخ علي دعموش والدكتور طلال عتريسي.

الشيخ دعموش قدم مداخلة تطرق فيها إلى:

ـ العلاقة التي تربط بين المقاومة والثورة.

ـ ومستقبل التيارات التكفيرية في المنطقة.

ـ ومستقبل الوضع اليمني.

في الموضوع الأول: اعتبر الشيخ دعموش: أن المقاومة الإسلامية في لبنان وبعض فصائل المقاومة في فلسطين هي من نتاج انتصار الثورة الإسلامية في إيران.

وقال: تصوروا لو لم تنتصر الثورة في إيران كيف ستكون الأوضاع في المنطقة؟ كيف ستكون المقاومة في لبنان وفلسطين؟ كيف سيكون حال سوريا واليمن والعراق والبحرين؟.

وأضاف: الثورة كان لها دور في تأسيس المقاومة وانطلاقتها وفي الاستمرار بهذا الزخم وبهذه القوة، وهي التي قدمت كل أشكال الدعم ولا تزال ودفعت أثماناً باهظة ولا تزال بسبب هذا الدعم وهذه المساندة وهذا التبني الكامل لحركات المقاومة في لبنان وفلسطين..دفعت أثماناً تتعلق بالحصار وفرض العقوبات, الحصار السياسي والإعلامي والاقتصادي والعسكري.

وبالرغم من كل ذلك وبالرغم من بعض الخلافات مع بعض الفصائل الفلسطينية بسبب ما يجري في سوريا والمنطقة, لا تزال إيران تعلن في كل يوم وتؤكد في كل مناسبة عن عدم تخليها عن فلسطين وعن حركات المقاومة..

وقد أعلن القائد مراراً عن استمرار الدعم ودعى إلى تسليح الضفة الغربية إضافة إلى غزة..

ورأى الشيخ دعموش: ان إيران شريك كامل مع المقاومة في إنجازاتها وانتصاراتها وهذا ما نعترف به ونقوله علناً ويقوله قادة الفصائل المقاومة في فلسطين, هي شريك في انتصارات المقاومة في فلسطين وفي لبنان, في انتصار العام 2000 و2006 وصولاً إلى الإنجاز الأخير في عملية مزارع شبعا

وتحدث عن عملية مزارع شبعا فقال: القدر المتيقن أن الإسرائيلي أصبح أكثر ترجيحاً لمعادلة أن أي اعتداء من قبله سيقابل برد من حزب الله, وبالتالي بات على الإسرائيلي أن يأخذ بالحسبان هذا المعطى الجديد, وهذا سيؤدي إلى رفع مستوى التردد لدى القيادتين السياسية والعسكرية قبل أي حماقة عسكرية أو أمنية ينوي القيام بها.

وأضاف: المقاومة قدمت تجربة رائدة على صعيد العمل الجهادي الجاد والشجاع والصادق ضد الاحتلال الصهيوني، والثورة الإسلامية قدمت على مدى ستة وثلاثين عاماً تجربة مشرقة ونموذجية في الحكم وإدارة شؤون الناس، تجربة مبنية على الاجتهاد والانفتاح على متطلبات العصر، وتستند إلى العلم والمعرفة والعدالة, بينما منيت الحركات والتجارب الأخرى التي طبقت النموذج الماضوي في إدارة الحكم بالفشل.

فالتجربة الطالبانية أصيبت بفشل كبير، وتجربة داعش وأخواتها في طريقها إلى الفشل وهي لا مستقبل لها ولن تستمر ومصيرها الهزيمة والفشل والزوال لأسباب عديدة:

منها: إن البيئة السنية فضلاً عن البيئة الشيعية لن تكون حاضناً لهؤلاء لأنهم لا ينتمون إلى السنة, وهناك الكثير مما يفصلهم عن السنة.

وثانياً: هناك تخل رسمي عربي وإسلامي عنهم فالسعودية ومصر وبقية العالم الإسلامي الرسمي يتبرأ منهم، ونأمل أن يتحول العداء لهم من حالة رسمية إلى حالة شعبية وعلمائية عامة.

وثالثاً: إن التيارات التكفيرية بسلوكها الوحشي واللإنساني غير قادرة إلا على استيلاء الخصوم والأعداء في العالم الإسلامي, وأصبحت منبوذة, ولن تستطيع بهذا السلوك أن تكون موضع قبول إلا الذين يريدون استخدامها مؤقتاً لتحقيق مصالحهم السياسية كتركيا.

ورابعاً: إن هذه التيارات لا تملك مشروعاً ورؤية تحقق طموحات الناس بل مشروعهم العودة إلى الماضي الذي لا يلبي حاجات العصر ولا يعالج مشكلاته الفعلية.

ولذلك فإن هذه التيارات هي في معرض الهزمة والإنكسار ومسألة زوالهم هي مسألة وقت.

أما في الوضع اليمني فاعتبر الشيخ دعموش: أن الوضع في اليمن وصل إلى مرحلة دقيقة ومعقدة وهذا يفرض على الحوثيين أن يديروا معركتهم بدقة وحكمة وقوة.

ولفت: إلى أن بعض الدول الإقليمية تسعى إلى تدويل الأزمة وهي تبذل جهداً كبيراً لمنع الحوثيين من السيطرة، لكن قوة الحوثيين من جهة والأولويات الدولية من جهة أخرى لا تؤشر إلى إمكانية القيام بعمل عسكري ضدهم في هذه المرحلة.

وقال: لا يُتوقع أن يشهد اليمن عملية انتقال سلسة للسلطة وإنما محفوفة بالمصاعب والتعقيدات، وأمام الحوثيين تحديات كبيرة تحتاج إلى إدارة دقيقة فإذا نجحوا في إدارتها يمكن أن يصلوا إلى أهدافهم.

وكان الشيخ دعموش قد تحدث عن آثار ونتائج الثورة في بداية مداخلته قال فيها: ان انتصار الثورة الإسلامية في إيران حدث تاريخي كبير كانت له أصداء وانعكاسات ونتائج وآثار كبيرة وعظيمة جداً ومدوية ليست على إيران وحدها بل على إيران وكل المنطقة بل على العالم كله.

وعدد بعض نتائج الثورة فقال:

ـ هذه الثورة أثبتت قدرة الإسلام على تحريك الشعوب المستضعفة والمضطهدة لإنقاذها في الزمن الذي كان يقال فيه عن الدين عموماً وعن الإسلام خصوصاً أنه أفيون الشعوب.

ـ هذا الانتصار أثبت أن الإسلام قادر على بناء دولة عصرية حديثة مستندة إلى القرآن الكريم وسنة الرسول (ص) ومستفيدة أيضاً من كل عناصر التمدن والحضارة والحداثة.

ـ هذا الانتصار أثبت إمكانية انتصار الشعوب المستضعفة والمقهورة حتى العزلاء على اعتى طواغيت الأرض إذا امتلكت الإيمان والعزم والمثابرة والاستعداد للتضحية.

ـ هذه الثورة أثبتت أنه يمكن ان ننتصر دون أن نعتمد لا على الشرق ولا على الغرب.

وأضاف: ميزة الثورة الإسلامية في إيران أنها كانت تتكل على ربها وتعتمد على نفسها ولم يقدم لها أحد في هذا العالم سوى بعض الحركات وبعض الناس الذين كانوا يدعمونها دعماً معنوياً.

وعظمة الثورة الإسلامية في إيران التي تختلف عن كل الثورات والانتفاضات المعاصرة انها طردت الأمريكيين واسرائيل من إيران, وأغلقت سفارة الصهاينة ووحولتها الى سفارة لفلسطين لأول مرة.

لقد أطلق هذا الانتصار صحوة إسلامية كبرى في العالم أعادت طرح الإسلام من جديد وبقوة كدين ومشروع وايديولوجية وطريق للثورة وللمقاومة والتحرير.