الوظائف الرئيسية في شهر رمضان

إن لشهر رمضان المبارك ثلاثة أعمال رئيسية إلى جانب الصوم وهي :

1 تلاوة القرآن الكريم:" ومن تلا فيه آية من القرآن كان له أجر من ختم القرآن في غيره من الشهور "

   من المعلوم أن شهر رمضان هو ربيع القرآن ، والهمّة لقراءته في هذا الشهر حاضرة أكثر من باقي الأيام ، لذا ينبغي اغتنام هذه الأوقات والعمل على ختم القرآن في هذا الشهر ولو مرة واحدة لتمر آياته ومعارفه على العقل والقلب ، والأهم هو التوجه أثناء القراءة الى معاني آياته والتدبر فيها " كتاب أنزلناه إليك ليّدبّروا آياته" .

   كما يجب المحافظة على تلاوة القرآن بعد شهر رمضان ، بحسب قول الإمام الصادق عليه السلام :" القرآن عهد الله إلى خلقه ، فينبغي للمرء المسلم أن ينظر في عهده ،وأن يقرأ كل يوم خمسين آية ".

2-الدعاء : " ودعاؤكم فيه مستجاب "

الدعاء هو وسيلة الإنسان للإرتباط بالله وجوهر العبادة ، كما جاء في الحديث " الدعاء مخ العبادة " . وهو يعني أن يناجي وينادي ويكلّم العبدُ ربَّه ، وعندها يكون الجواب من الله تعالى (لبيك عبدي) لأنه قال جل شأنه " ادعوني استجب لكم " لذلك ينبغي الاهتمام بقراءة الأدعية في هذا الشهر خصوصاً أدعية السحر والافتتاح ذات المضامين العالية ، استعداداً لليلة الدعاء الكبرى ، ليلة القدر ، لا سيما وأن الدعاء له علاقة بالصوم لجهة ان آية الدعاء في القران " وإذا سألك عبادي عني . . " وردت بين آيات الصوم .

3-صلاة الليل :" ومن الليل فتهجّد نافلة لك عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا "

    إن من بركات شهر رمضان المبارك أن يعتاد الإنسان على قيام الليل وإحياء وقت السحر وإقامة صلاة الليل التي هي " شرف المؤمن " لأنه خلا بربه فكساه الله من شرفه ونوره , ويكفي في فضلها أنه تعالى لم يبيّن ثوابها لعظيم خطرها عنده فقال عن المصلين في الليل " فلا تعلم نفس ما اخفي لهم من قرة أعين جزاءً بما كانوا يعملون ". والاعتياد على صلاة الليل من أعظم بركات شهر رمضان ولها أثرها في حياة الإنسان .

" من أراد الدنيا فعليه بصلاة الليل ، ومن أراد الآخرة فعليه بصلاة الليل ، ومن أرادهما معاً فعليه بصلاة الليل".

 

وقفة مع خطبة الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلّم

    ولكي نحقق الأهداف العظيمة للصوم ، لا بد من وقفة تأمل ،ومراجعة لما يمكن إنجازه في هذا الشهر المبارك .

    ووفقاً لدستور الصوم الذي تعبّر عنه خطبة الرسول الأعظم محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله ، نقتطف شذرات من هذه الخطبة العظيمة التي رواها الشيخ الصدوق في كتابه عيون أخبار الرضا عليه السلام بإسناده إلى أمير المؤمنين عليه الصلاة والسلام .

" . . وتصدقوا على فقرائكم . .

. . وقروا كباركم وارحموا صغاركم .

. . صلوا أرحامكم واحفظوا ألسنتكم .

. . غضوا عمّا لا يحل النظر إليه أبصاركم وعمّا لا يحل الاستماع إليه أسماعكم .

. . وتحننوا على أيتام الناس . . . وتوبوا إلى الله .

. . وارفعوا إليه أيديكم بالدعاء في أوقات صلواتكم .

. . إن أنفسكم مرهونة بأعمالكم ففكوها باستغفاركم .

. . وظهوركم ثقيلة من أوزاركم فخففوا عنها بطول سجودكم

. . من فطر منكم صائماً في هذا الشهر كان له بذلك عند الله عتق رقبة ومغفرة لما مضى من ذنوبه .

. . من حسّن منكم في هذا الشهر خُلُقه كان له جوازاً على الصراط يوم تزل فيه الأقدام .

. . من خفف فيه منكم عن ما ملكت يمينه أكرمه الله يوم يلقاه .

. . من تطوع فيه بصلاة كتب الله له براءة من النار .

. . من أكثر فيه من الصلاة عليّ ثقّل الله ميزانه يوم تخف الموازين .

. . إن أبواب الجنان في هذا الشهر مفتوحة فاسألوا الله ربكم أن لا يغلقها عنكم .

     وفي حديث للإمام الصادق (ع): "إذا أصبحت صائماً فليصم سمعك وبصرك وشعرك وجلدك وجميع جوارحك ، ولا يكن يوم صومك كيوم إفطارك ، فإذا صمتم فاحفظوا ألسنتكم عن الكذب وغضوا أبصاركم عما حرّم الله ولا تنازعوا ولا تحسدوا ، ولا تغتابوا ، ولا تماروا ، ولا تخالفوا، ولا تسابّوا ، ولا تشاتموا ، ولا تظلموا ، ولا تسافهوا ، ولا تضاجروا ، ولا تغفلوا عن ذكر الله وعن الصلاة . ."

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين