كلمة القيت في ندوة أهل البيت(ع) المنعقدة في مكة المكرمة بمناسبة موسم الحج في مقر البعثة الإيرانية

بسم الله الرحمن الرحيم

       يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه المجيد: بسم الله الرحمن الرحيم (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس اهل البيت ويطهركم تطهيرا)

       مع أئمة اهل البيت (ع) نقف مع رجال إلهيين معصومين كبار لنتعلم منهم كيف يكون إخلاصنا لله، ولنتعلم منهم كيف يكون إخلاصنا للحق، ولنتعلم منهم كيف يكون جهادنا في سبيل الله، ولنتعلم منهم كيف نكون العاملين الصادقين في كل ما حملنا الله مسؤوليته في الحياة.

       إن سر شخصية أئمة أهل البيت (ع) أنهم أولاً: الصفوة الطاهرة الذين جمعوا في شخصيتهم وفي ذواتهم كل القيم المعنوية الإنسانية والروحية، فكانوا في منتهى الكمال البشري والإنساني.

       فهم حجج الله على عباده، وخلفاؤه في بلاده، وموضع سره وعيبة علمه وموئل حكمه، وكهوف كتبه ومحط رسلاته ومختلف ملائكته والامناء على وحيه ودينه، يخبركم حلمهم عن علمهم وظاهرهم عن باطنهم وصمتهم عن حكم منطقهم، بهم يستعطى الهدى ويستجلى العمى، لا يخالفون الحق ولا يختلفون فيه.

 

       وثانيا: انهم عاشوا الإسلام بكل تفاصيله وفي جميع مجالات حياتهم، في حياتهم الفردية والاجتماعية والسياسية، فكانوا اشخاصا ربانيين عاشوا لله ومع الله  ومع الحق بكل وجودهم ولم يكونوا حاضرين في أية لحظة تاريخية للمهادنة أو المساومة على حساب الإسلام ومفاهيمه وقيمه واحكامه أو على حساب الأمة ومصالحها الكبرى.

       كيف وهم دعائم الإسلام وولائج الاعتصام، بهم عاد الحق إلى نصابه وانزاح الباطل عن مقامه، وانقطع لسانه عن منبته، عقلوا الدين عقل وعاية ورعاية لا عقل سماع ورواية.

ولذلك:

       انظروا أهل بيت نبيكم (كما يقول أمير المؤمنين (ع)) فالزموا سمتهم واتبعوا أثرهم فلن يخرجوكم من هدى ولن يعيدوكم في ردى، فإن لبدوا فالبدوا وإن نهضوا فانهضوا ولا تسبقوهم فتضلوا، ولا تتأخروا عنهم فتهلكوا.

       ذلكم هم أهل البيت (ع) الذين كانت حياتهم كلها إخلاصا وصدقا ووفاء مع الله وجهادا وعطاء وتضحية في سبيله، وعلى خطهم ونهجهم نهج الجهاد والمقاومة، ونهج الصدق مع الله والإخلاص له والتوكل عليه، انطلقت المقاومة الإسلامية وحزب الله في لبنان سنة 1982 بعدما اجتاح الصهاينة لبنان واحتلوا عاصمته بيروت لا لتدافع عن حزب أو فئة أو جماعة معينة، وإنما لتدافع عن الأمة كلها في مواجهة الإرهاب الصهيوني، ولتؤكد من جديد مقولة أهل البيت (ع) ونهجهم ولتثبت من جديد أن الجهاد هو درع الله الحصينة وجنته الواقية وأنه خيار الأحرار والشرفاء وخاصة أولياء الله، وأنه الطريق الوحيد للنصر والعزة والكرامة والحرية والتحرير واستعادة الأرض والمقدسات.

والحمد لله رب العالمين