كلمة في اسبوع الحاج ابو ابراهيم عيد من السويد 18-3-2023

حذّر نائب رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله، الشيخ علي دعموش، من أن "لبنان لا يزال في دائرة الاستهداف الاميركي المباشر، لا سيما على المستوى الاقتصادي والمالي والمعيشي"، 

معتبرا خلال احتفال تأبيني في بلدة قعقعية الجسر بالنبطية بمناسبة مرور اسبوع على وفاة الحاج محمد عيد (ابو ابراهيم) الذي وافته المنية في مدينة مالمو السويدية ، ان "الاميركي ومن معه وبعد فشلهم في حروبهم العسكرية وحروبهم الناعمة، التي استهدفت عقول الشباب والأجيال وايمانهم وقيمهم وخياراتهم لإبعادهم عن المقاومة، وفشل مشاريعهم الفتنوية في لبنان، لجأوا الى الحرب الاقتصادية وسياسة الحصار والعقوبات والتجويع وشد الخناق على اللبنانيين لاخضاعهم وكسر المقاومة واسقاطها والحاق الهزيمة بها لانها أعجزتهم وهزمتهم في كل المنطقة".

 

وقال "هم يريدون ان ينتزعوا منا مقاومتنا التي هي قوة للبنان بالحصار والعقوبات والتجويع وتشويه السمعة وتأليب الرأي العام علينا والدفع بلبنان نحو الفتنة، ونحن لم نستسلم في الماضي ولن نستسلم الآن ولا في المستقبل ولدينا خياراتنا".

وأضاف: "خيارنا كمقاومة هو المواجهة والثبات والصبر والصمود في هذه المعركة، والعمل بشكل جاد على ايجاد الحلول المناسبة التي تنقذ بلدنا"، ورأى أنه "مع تفاقم الأزمات الداخلية ووصول البلد الى حافة الانهيار الكبير والشامل، فإن الخيار الوحيد المتاح للحل هو التوافق على رئيس للجمهورية والإسراع في إنجاز هذا الاستحقاق، ومن ثم تشكيل حكومة كاملة الصلاحيات تكون قادرة على إطلاق ورشة حقيقية للانقاذ ومعالجة الأزمات".

 واعتبر أن "المنطقة بعد الاتفاق السعودي الإيراني دخلت مرحلة جديدة ليست لمصلحة أميركا وإسرائيل، ويمكن الاستفادة من هذا المناخ الإيجابي للمساعدة على الحل في لبنان، لافتًا إلى أن "الطرف الاخر الذي كان يريد أن يأتي برئيس للتحدي والمواجهة وبالتالي جر البلد إلى الفتنة الداخلية، فشل وعجز عن فرض شعاراته، لأنه اكتشف أن شعاراته ورهاناته غير واقعية وهي أكبر من حجمه الطبيعي".

وشدد على أن "التعنت والاصرار على خيارات فاشلة ورفض الحوار والتوافق، يعمق الأزمة ويطيل أمد الفراغ ويدفع البلد نحو الفوضى"، وقال: "نحن في حزب الله وحركة أمل والحلفاء فتحنا من خلال دعمنا لترشيح الوزير فرنجية أفقا لحل الأزمة الرئاسية من خلال التوافق الداخلي بعيدا عن الفيتوات وإملاءات الخارج، لأن الحل بالاساس هو داخلي وليس خارجيا".

الشيخ دعموش لفت إلى أن "الوزير فرنجية شخصية معروفة بوطنيتها وانفتاحها على الجميع في الداخل والخارج وإيمانها بالحوار والعيش المشترك ووحدة اللبنانيين ورفضها للفتنة، وهو مطروح للتوافق ولم يطرح لتحدي أحد أو للمواجهة مع أحد كما فعل الطرف الآخر حينما فرض مرشحا للتحدي وأراد مواجهة بعض اللبنانيين والمقاومة".
 
وأكد أن "إنقاذ البلد من أزماته الداخلية المتصاعدة لا يكون باللامبالاة وانتهاج سياسة التعطيل أو انتظار الخارج ليقرر بالنيابة عنا ماذا يجب أن نفعل، بل يكون بالعمل الجاد وتحمل المسؤوليات والترفع عن الكيديات السياسية والحسابات الضيقة والاسراع في انتخاب الرئيس وعدم الرهان على الخارج، لأن الرهان على الخارج لن ينفعهم".

نص الكلمة

في البداية اتوجه بأحر التعازي إلى عائلة الحاج ابو ابراهيم الشريفة فردا فردا إلى اهله وأخوته وأخواته وزوجته وأولاده وكل أرحامه وإلى جميع الإخوة والأخوات، خصوصا الإخوة الذين عايشوه وواكبوه وعملوا معه في مالمو وفي السويد عموما ونسأل الله سبحانه وتعالى له الرحمة والمغفرة والرضوان وعلو الدرجات.

الحاج ابو ابراهيم من الاخوة الذين تميزوا بصفات شخصية ايمانية واخلاقية، وبصفات رسالية وجهادية وعملية.

على مستوى الصفات الشخصية الايمانية والاخلاقية: كان المؤمن المتدين الورع التقي الحريص على الحكم الشرعي وعلى الحلال والحرام والواجب، الرجل العابد الطيب المحب المتواضع الخلوق المؤدب الزاهد، ليس شرط الزاهد أنه يرتدي ثيابا ممزقة، الزاهد يعني من ليس له تعلق بشيء من هذه الدنيا لا جاه، ولا منصب، ولا مال، ولا رفاهية ولا أي شيء.

 كان زاهداً في هذه الدنيا ، ولم يبحث عن شيء من زخارفها ومن متاعها ومن شهواتها.لم يكن يبحث لا عن مظاهر ولا عن جاه ولا عن موقع هنا او هناك.

على المستوى الرسالي والجهادي والعملي: كان من العاملين الناشطين الفاعلين باخلاص الذين يتحملون المسؤولية ويشعرون بالمسؤولية تجاه الناس والاجيال والاسلام والتدين.

 من بدايات تواجده في السويد حمل هم الاسلام والرسالة والتدين والعمل الاسلامي والرسالي، كان الهم الاول لديه كيف يحافظ على دين الناس وتدين الجالية والاجيال التي تنشاء في ذلك البلد، ولذلك كان من اول المبادرين المؤسسين لجمعية الامام الصادق(ع) في مدينة مالمو في السويد ، هذه المؤسسة التي كانت لسنوات طويلة ولا تزال تعمل على احياء المناسبات وتستضيف علماء الدين وتحفظ دين الناس وتربي الاجيال على التدين والالتزام بالقيم وتخدم الجالية على كل صعيد.

 من البداية تولى الحاج ابو ابراهيم المسؤولية العامة وهو حتى اللحظة الأخيرة لم يتخلى عن مسؤولياته وكان بحق خادما لاهل البيت (ع).

كان من الملتزمين بالتكليف وثقافة التكليف التي هي ضمانة استمرار ونجاح العمل، كان عندما يدرك ان المصلحة في ان يكون في هذا الموقع او ذاك لم يكن يتردد في الالتزام والعمل بما يتم تكليفه به. 

وبالرغم من المخاطر وظروف الاغتراب كان هو واخوانه من ابناء الجالية صوتا للمقاومة يرفعون رايتها ويحملون ثقافتها ويدافعون عنها في مختلف المحافل

كان الحاج ابو ابراهيم واخوانه يقيمون اعراسا للمقاومة في انتصاراتها كما في العام 2000 وفي العام 2006.

الحاج ابو ابراهيم ينتمي الى جيل الشباب الذين عشقوا هذه المسيرة، مسيرة الإيمان والجهاد والبصيرة والشهادة منذ أيامها الأولى.ولذلك لم يكن غريبا عليه ان يحمل رايتها ويدافع عنها ويكون في مقدمة الاخوة المحبين والمؤيدين والحامين والمدافعين عن هذه المسيرة في الاغتراب.

هذه بعض المواصفات الشخصية، لكن معها وقبلها وبعدها الحاج ابو ابراهيم هو الانسان الصادق المخلص ، لأنه كل شيء بالنهاية مرجعه الإخلاص، إذا كان يوجد إخلاص فإنه يحصل نجاح، إذا كان يوجد ‏ إخلاص فإنه يحصل ‏ هناك توفيق، إذا كان يوجد إخلاص فإنه تحدث بركة بالعمل، إذا كان يوجد ‏ إخلاص  فإن الله سبحانه وتعالى يتقبل ويقبل الاعمال.

الصادق المخلص والملتزم بولاية اهل البيت(ع)، فهو معروف بولايته وحبه لاهل البيت(ع) استمد منهم ايمانه وتواضعه واخلاصه وصدقه .

اهل البيت الذين ارادوا لشيعتهم النموذج والعنوان والقدوة في الايمان والاخلاق والعلاقات والمواقف والتعامل بايجابية مع الجميع حتى مع من قد نختلف معه في الدين والعقيدة والتوجه السياسي.

اهل البيت(ع) الذين ارادوا لمن ينتمي اليهم ان يمثل الشخصية الايمانية الرسالية التي اذا عاشت في مجتمع كانت خيرا وبركة عليه ، كما فال امير المؤمنين(ع): شيعتنا المتباذلون في ولايتنا، المتحابون في مودتنا، المتزاورون في إحياء أمرنا، الذين إن غضبوا لم يظلموا وإن رضوا لم يسرفوا، بركة علىمن جاوروا، سلم لمن خالطوا.

وعن الباقر(ع): أيكتفي من ينتحل التشيع أن يقول بحبنا أهل البيت، فوالله ما شيعتنا إلا من اتقى الله وأطاعه وما كانوا يعرفون يا جابر إلا بالتواضع والتخشع والأمانة وكثرة ذكر الله والصوم والصلاة والبر بالوالدين والتعاهد للجيران من الفقراء وأهل المسكنة والغارمين والأيتام وصدق الحديث وتلاوة القرآن وكف الألسن عن الناس إلا من خير، وكانوا امناء عشائرهم في الأشياء.

الحاج ابو ابراهيم كان على هذه الصورة وقدم في بلاد الاغتراب هذا النموذج في التعامل الايجابي حتى مع من كان يختلف معه في الطائفة او المذهب او السياسة.

القاعدة التي اسس لها اهل البيت (ع) للتعامل في المجتمعات المتنوعة مع الاخر المختلف تقوم على اساس احترام وتقدير الاخرين ومعاملتهم بالحسنى والانفتاح على الجميع وملاطفة الجميعوالتودد اليهم والمشاركة معهم في مختلف المناسبات والاشتراك مع الجميع في الدفاع عن الاوطان وتحقيق المصالح الوطنية.

فعن معاوية بن وهب قال: قلت لأبي عبد الله الصادق عليه السلام كيف ينبغي أن نصنع فيما بينا وبين قومنا، وفيما بيننا وبين خلطائنا من الناس ممّن ليسوا على أمرنا؟ قال عليه السلام: "تنظرون إلى أئمّتكم الذين تقتدون بهم فتصنعون ما يصنعون، فوالله إنَّهم ليعودون مرضاهم، ويشهدون جنائزهم، ويقيمون الشهادة لهم وعليهم، ويؤدّون الأمانة إليهم".

وعلى هذا الاساس كنا دوما من دعاة الوحدة والعيش المشترك والحوار والتعاون بين كل مكونات الشعب اللبناني.

اليوم لبنان في دائرة الاستهداف الامريكي المباشر على المستوى الاقتصادي والمالي والمعيشي .

الامريكي ومن معه وبعد فشل حروبهم العسكرية وحروبهم الناعمة التي تستهدف عقول الشباب والاجيال وايمانهم وقيمهم وخياراتهم لابعادهم عن المقاومة وبعد فشل مشاريع الفتنة لجأوا الى الحرب الاقتصادية والمعيشية وسياسة الحصار والتجويع وشد الخناق على اللبنانيين لاخضاعهم وكسر المقاومة واسقاطها والحاق الهزيمة  بها  لأنها أعجزتهم وهزمتهم في كل المنطقة في فلسطين وسوريا و لبنان والعراق اليمن .

هم يريدون ان ينتزعوا منا مقاومتنا التي هي قوة للبنان يريدون ان يسلبونا هذه القوة بالحصار والعقوبات والتجويع وتشويه السمعة وتأليب الرأي العام علينا والدفع بلبنان نحو الفوضى ونحن لم نستسلم في الماضي ولن نستسلم الان ولا في المستقبل ولدينا خيارتنا .

خيار كمقاومة هو المواجهة والثبات والصبر والصمود في هذه المعركة والعمل بشكل جاد لايجاد الحلول التي تنقذ بلدنا

اليوم مع تفاقم الأزمات الداخلية ووصول البلد إلى حافة الإنهيار الكبير والشّامل.

الخيار الوحيد والمتاح للحل هو التوافق على رئيس للجمهورية والإسراع في في انجاز الاستحقاق الرئاسي ومن ثم تشكيل حكومة كاملة الصلاحيات تكون قادرة على اطلاق ورشة حقيقية للإنقاذ ومعالجة الازمات

اليوم المنطقة دخلت في مرحلة جديدةمن خلال الاتفاق السعودي الايراني ليست لصالح أميركا و"إسرائيل"، ويمكن الاستفادة من هذا المناخ  الإيجابي للمساعدة على الحل في لبنان.

خيار الاخر الذي كان يريد أن يأتي برئيس للتحدي والمواجهة، و جر البلد إلى الفتنة الداخلية فشل وعجز عن فرض خياراته لانه اكتشف أن شعاراته ورهاناته غير واقعية وهي اكبر من حجمه الطبيعي وبالتالي ولم يعد من المنطقي الاصرار على خيارات من هذا النوع ورفض الحوار والتفاهم . الاصرار على خيارات فاشلة ورفض الحوار والتوافق يعمق الازمة ويطيل امد الفراغ ويدفع البلد نحو الفوضى

ولذلك نحن في حزب الله و"حركة أمل" والحلفاء فتحنا من خلال دعمنا لترشيح الوزير فرنجية أفقًا لحل الأزمة الرئاسية من خلال التوافق الداخلي بعيدًا عن الفيتوات واملاءات الخارج فالوزير فرنجية شخصية معروفة بوطنيتها وانفتاحها على الجميع في الداخل والخارج وايمانها بالحوار والوحدة والععبش المشترك ورفضها للفتنة هو خيار للتوافق ولم يطرح لتحدب احد او للمواجهة مع أحد كما فعل الطرف الاخر حينما مرشحا للتحدي واراد مواجهة اللبنانيين الوطنيين والمقاومة وأعلن ذلك جهارًا نهارًا".

ونقول لمن لم يرشح بعد رشِّحوا من تقتنعون به حتى نعمل معًا لنصل إلى النتيجة. وأمامنا اما الحوار والتوافق او الذهاب للمجلس النيابي للتصويت ولتكن النتيجة ما تكون ونحن نرضى بها، لانه إذا استمر التعطيل واستمر تمسك كل كتلة برأيها من دون الحوار ستبقى الأمور في محلها.

وضع البلد وإنقاذه من أزماته الداخلية المتصاعدة لا يكون باللامبالاة وانتهاج سياسة التعطيل او انتظار الخار ليقرر ماذا يجب ان نفعل، انقاذ البلد يكون  بالعمل الجاد وتحمّل المسؤوليات والترفّع عن الكيديات والحسابات الضيّقة والإسراع في انتخاب الرئيس وعدم الرهان على الخارج، لأن الرهان على الخارج لن ينفعهم.