الشيخ دعموش في المحاضرة الأسبوعية 29-12-2014: النصر لا يستمر بدون الاعتماد على قدرة الله ودوام الارتباط به .

شدد سماحة الشيخ علي دعموش في المحاضرة الأسبوعية: على أن استدامة النصر والحفاظ عليه, واستمرار تدفق النعم والألطاف الإلهية على الإنسان أو على المجتمع أو على الحركة الإسلامية له شروط لا بد من توفيرها وتحقيقها وإلا لذهبت النعم وتلاشى النصر.. لأن النصر لا يدوم ولا يستمر بدون توافر تلك الشروط وكذلك النعم الإلهية لن تكون دائمة من دونها..

وقال: من أهم الشروط استدامة واستمرار النصر الإلهي شرطان:

الأول: الاعتماد على قدرة الله المطلقة، واستمداد القوة منه وحده سبحانه, والتوكل عليه, لا على الكثرة العددية والتكنولوجيا المتطورة والمساعدات الخارجية وغير ذلك, فلو اتكل الناس على أنفسهم وعلى قدراتهم ولم يلتفتوا إلى القدرة الإلهية فإن الله سبحانه وتعالى سيتخلى عن المغرورين بعددهم وعتادهم ويكلهم إلى أنفسهم لتكون المعركة خاضعة لموازين القوى المادية بحيث من يكون أكثر قوة هو الذي ينتصر من دون تدخل الله عز وجل.

والثاني: دوام الارتباط بالله عز وجل وبقاؤه قوياً ومحكماً, فإذا أقام الناس شعائر الله وانتصروا لدين الله وأحكامه وقيمه، وارتبطوا بالله في كل ما أمر به وفي كل ما نهى عنه، فإنهم سيكونون مشمولين برحمة الله وعنايته ونصره وألطافه بصورة دائمة ولن يتخلى الله عنهم في مثل هذه الحالة.

ومن هنا ينبغي على الإنسان المؤمن أن يراقب نفسه دائماً حتى لا يضعف ارتباطه بالله، وحتى لا يحيد عن الحق، وحتى لا يتغير دينه وسلوكه وأخلاقه، لأنه عندما يتغير وينحرف عن الحق وعن الطريق المستقيم ولا يقدر النعمة التي هو فيها فإن الله يسلب تلك النعمة عنه فلا تبقى ولا تستمر ولا يكون الإنسان مشمولاً بعناية ورعاية الله.

ولذلك فإن الله تعالى يقول: [ذلك بأن الله لم يكُ مغيراً نعمة أنعمها على قوم حتى يغيروا ما بأنفسهم وأن الله سميع عليم].

فالله سبحانه لا يتخلى عن عباده الذين أنعم عليهم ولا يسلبهم تلك النعم والألطاف، إلا إذا هم تغيروا وتبدلوا وانحرفوا ولم يشكروا النعم ولم يقدروا عناية الله ورعايته لهم.

هناك نماذج من أشخاص كانوا مجاهدين وتاريخهم الإيماني والجهادي حافلاً بالعطاء والتضحيات، وبعضهم سجن وتعرض للتعذيب على طريق المقاومة، والبعض الآخر قاتل في كثير من المواقع في مواجهة الاحتلال والصهاينة إلا أنهم تبدلوا فيما بعد وتغيروا وبعضهم انحرف عن طريق الجهاد والبعض الآخر تورط مع العدو وانكشف أنه عميل له..

وهناك نماذج نراها كانت تأتي المسجد وتصلي الصلاة جماعة وفي أول وقتها وتقيم صلاة الليل وتتوسل بالأئمة الأطهار وتحضر في دعاء كميل، ولكنها استبدلت كل هذا الارتباط بالله بقضاء الليالي بمشاهدة التلفاز والأفلام والاستماع إلى الموسيقى واللهو واللغو والثرثرة وإضاعة الوقت على أشياء لا تنفع الإنسان لا في الدنيا ولا في الآخرة.

لماذا يتغير الإنسان ويتبدل؟ ولماذا يصاب بسوء العاقبة؟

الجواب بسيط: لأنه قطع ارتباطه بالله عز وجل وتخلى عن واجباته ومسؤولياته الإيمانية، ولأنه خضع لوسوسات الشيطان وتزييناته, فغيره المال أو الجاه، أو الشهوات، فانحرف وضل.

ولذلك لا بد للإنسان أن يراقب نفسه دائماً حتى يبقى ثابتاً حتى النهاية وبالتالي مشمولاً بعناية الله ونصره.

 

والحمد لله رب العالمين