الشيخ دعموش في المحاضرة الأسبوعية 17-11-2014: المؤمن يتعبد بالقرارات والمسؤوليات التي يحددها الولي كما يتعبد بالواجبات والفرائض الثابتة.

رأى سماحة الشيخ علي دعموش في المحاضرة الأسبوعية:ان من المواصفات الأساسية للمؤمن, التعبد بالتكاليف والواجبات والمسؤوليات التي يحددها الولي القائد والالتزام بتطبيقها من دون اعتراض أو نقاش..

فلا يقول المؤمن مثلاً عندما يكلفه الولي بأمر: بأنه غير مقتنع بهذا التكليف او ذاك أو انه يراه غير منطقي أو انه لا لا يراه ينسجم مع مصلحته أو المصلحة العامة أو أنه يلحق به الأذية والضرر ، أو أنه يسبب الضعف والوهن أمام الأعداء أو أنه لا فائدة منه أو ما شاكل ذلك.. ولذلك نجد أن جنود طالوت عندما أمرهم قائدهم بأن لا يشربوا من النهر الذي ابتلاهم الله به وهم في طريقهم إلى قتال العدو لم تعترض الفئة القليلة المؤمنة التي امتثلت للأوامر وامتنعت عن الشرب من النهر , على هذا القرار والحكم الصادر عن القيادة، كما أنها لم تسأل عن خلفياته وفلسفته وعلله والمصلحة الكامنة فيه, في الوقت الذي كانوا يعرفون بأن الالتزام بهذا التكليف شاق وصعب خصوصاً أنهم قادمون على مواجهة مع العدو.. يقول تعالى: (فلما فصل طالوت بالجنود قال إن الله مبتليكم بنهرٍ فمن شرِب منه فليس مني ومن لم يطعمه فإنه مني إلا من اغترف غرفة بيده فشربوا منه إلا قليلاً منهم فلما جاوزه هو والذين آمنوا معه قالوا لا طاقة لنا اليوم بجالوت وجنوده قال الذين يظنون أنهم ملاقوا الله كم من فئة قليلةٍ غلبت فئة كثيرة بإذن الله والله مع الصابرين ولما برزوا لجالوت وجنوده قالوا ربنا أفرغ علينا صبراً وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين] البقرة/ 249-250.

والمؤمن يتعبد بالقرارات والتكاليف والمسؤوليات التي يحددها القائد الولي كما يتعبد بالواجبات والفرائض الثابتة كالصلاة والصوم ومناسك الحج وغيرها مع أنه قد لا يعرف فلسفتها وعللها والحكمة منها، وإنما يمتثلها منقاداً وقلبه مطمئن بالإيمان ومسلم تسليماً..

والصفة الأخرى للمؤمن: أن التزامه بالتكليف لا يكون كيفما كان وإنما يحرص على أن يكون التزامه التزاماً دقيقاً وفي كل التفاصيل، لا انه يلتزم بجانب دون جانب أو بتفصيل دون آخر، وهو في ذلك يعبر عن صدق عبوديته لله عز وجل وتعظيمه للمولى واحترام إرادته.

والصفة الثالثة: هي الثقة بالقيادة، فالمؤمن يجب أن يمنح القيادة ثقته فلا يشكك في قرارتها ولا يرتاب ولا يتردد حتى لو كان القرار صعباً والالتزام به  عسيراً.. لأنه عندما يثق بقيادته سوف يدرك أن القيادة لن تصدر حكماً أو قراراً على خلاف مصلحته، فالقائد الإلهي كولي أمر المسلمين , العالم الورع التقي العارف العادل الحكيم الزاهد الذي تكون مصلحة الأمة لديه فوق كل مصلحة والحريص على أبناء الأمة ومصالحهم , هذا الولي الجامع للصفات والشرائط يجب أن تعطيه الأمة الثقة المطلقة, وعندما يأمر بشيء أو ينهى عن شيء أو يقرر شيئاً أو يحملنا مسؤولية معينة فان علينا أن نلتزم وأن لا نشكك ولو للحظة واحدة أن هذا القرار قد لا يكون في مصلحتنا أو نتردد في الالتزام به..

ونحن نعتبر أن التزامنا بالتكاليف التي كان يحددها الولي الفقيه أو من ينوب عنه كسماحة الأمين العام حفظه الله هي التي جعلت مسيرة المقاومة الإسلامية في لبنان مسيرة مسددة حققت الكثير من الإنجازات والانتصارات.

والحمد لله رب العالمين