الشيخ دعموش في المحاضرة الأسبوعية 29-9-2014: من ينتصر في معركته مع النفس والشيطان، سينتصر في معركته مع العدو.

أكد سماحة الشيخ علي دعموش في المحاضرة الأسبوعية: على أن المؤمن في دائرة الابتلاءات والاختبارات الإلهية وليس بمنأى عنها، وأنه قد يشتد البلاء فيكون تحمله صعباً يحتاج إلى إيمان قوي ويقين راسخ وصبر عظيم لكي يستطيع الإنسان أن يتجاوزه بنجاح.

وقال: جنود طالوت خضعوا لامتحان شديد وعسير عندما ابتلاهم الله بنهر ومنعهم قائدهم من الشرب منه مهما عظم عطشهم , فخالفت الكثرة هذا القرار بينما استجابت له القلة حيث تحملت وصبرت على هذا البلاء وفازت في هذا الامتحان العسير وثبتت من دون أدنى شك أو تردد.

وعندما نبحث في الأساس الذي جعل القلة تلتزم وتصبر وتثبت سنجد أن جهاد النفس هو الأساس، فمواجهة النفس وشهواتها وأهوائها ورغباتها تجعل الإنسان حراً وليس عبداً ولا أسيراً لنفسه , وبدل أن تسيّر النفس الإنسان وتخضعه لها ولمتطلباتها، تصبح النفس بأهوائها وشهواتها ومتطلباتها تحت سيطرة الإنسان وهيمنته، هو الذي يسيرها ويتحكم بخطواتها ورغباتها، وعندما تدعوه للمخالفة أو تزين له المعصية، يقمعها ويرفض الاستجابة لها, وهذا هو الجهاد الأكبر الذي يعتبر مقدمة للانتصار في معركة الجهاد الأصغر الذي هو جهاد الأعداء، وبالتالي فإن من ينتصر في معركته مع النفس والشيطان، سينتصر في معركته مع العدو, وفي المقابل من يسقط أمام شهوات نفسه وأهوائها وينهزم في معركة الجهاد الأكبر الذي هو جهاد النفس فإنه سيضعف ويجبن ويتراجع في ساحات المواجهة وفي ميادين القتال مع أعداء الله وسيقول عندما تدعوه لتحمل مسؤولياته الجهادية في مواجهة الأعداء كما قالت الكثرة من جنود طالوت التي لم تستطع أن تكبح شهوات النفس الأمارة فسقطت في الاختبار: [لا طاقة لنا بجالوت وجنوده].

أما موقف القلة التي استطاعت أن تنتصر على النفس وتفوز في معركة الجهاد الأكبر، فإن موقفها مختلف تماماً في معركة الجهاد الأصغر حيث يطلبون المزيد من الصبر والثبات في تلك المعركة كما كان موقف القلة من جنود طالوت التي التزمت بقرار قائدها: [ولما برزوا لجالوت وجنوده قالوا ربنا أفرغ علينا صبراً وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين].

 

والحمد لله رب العالمين